04-04-2012, 07:33 PM
|
| |
 ظلم صريح وظلم فصيح
إن سلب حق الآخرين من أكثر ما يورث القهر في النفوس وما يبعث على اليأس و الحزن اجتماع الأسباب تمكن للظلم بالوجود والاستمرار وتحكم على أصوات العدل والحق بالحيرة والعزلة. لقد كانت ممارسة الظلم و الجهر به رهين توفر الإمكانات اللازمة لقهر الآخرين متى ما اخذ بأسباب القوة كان له ما أراد من سلب الحقوق و بشاعة الأفعال مكشوفا في نيته وسلوكه وليس يرد ه بعدها شيء مادامت ا رادة ممارسته قائمة وإمكانات ذالك متوفرة لتحقيق الغاية فتقام حروب وتسلب ا رض وتقهر شعوب ويذل أناس فهذا ظلم صريح . من ناحية أخرى يلبس الظلم لباس الفصاحة والأناقة لمداراة النية في مصادرة حقوق الناس و تجميل بشاعة الظالم في غايته وأفعاله ، فما اجتمع في أذهان الناس من ان الظلم ظلم وكفى يغوص في متاهات المجادلة بين تفسير وتبرير حتى كأنه عدل وقد التبس على الناس فهمه فيلبس الظلم بذلك حلة بغيضة تبرر وجوده وتهيئ لاستمراره. وبذلك تضيع مفردة الظلم الواضحة بين جنبات وجهات النظر وتفريعات المفاهيم. ففي البداية كانت القوة أساسا للظلم وشرط إمكانه فإذا ما قدر و تعاظم سلب الحقوق وقهر الناس غير مبال بذاكرة المظلومين و سبة التاريخ، ذلك لان الظالم ليس يرده عن ظلمه وازع وثانيا إن أهات المظلومين لا صدى لها وأفعاله المشينة معزولة لم تحضى بالاطلاع ما حال دون الإجماع لإيقافه ورده. في مراحل لاحقة ومع تشكل بنية العالم السياسية وتطور التواصل البشري كان من المفيد عدم المجاهرة بالظلم وكشف نية الاستعداد لقهر الناس حتى لا تضيع الإمكانية لتحقيق أسباب القوة وتجنبا لتكثير المناهضين لذلك.فالتبس الظلم بالمرجعيات المختلفة مثالية ومادية قومية ودينية ثقافية وفكرية فما يفترض ان يكون عامل إثراء وإبداع للمشهد الإنساني العام من تنوع ثقافي وفكري وديني يراد له ترتيب التواصل الايجابي بين البشر وخدمة الإنسانية في المعرفة والحضارة أضحى غلافا ممكنا لإنتاج الظلم بثوب جديد فهذا ظلم فصيح. إن جوهرا لظلم واحد سلب حقوق الناس وقهرهم على ما لا يريدون وخدمة الغرض الخاص و ترك الصالح العام وهذا مالا يليق وكرامة الإنسان وشرف وجوده فهو مثيل في النوع شريك في المسؤولية مساو في المقام وحتى نتجنب الظلم صريحا كان أم فصيحا لعله من المهم بمكان ان يتصل الفعل البشري الفكري والاجتماعي والسياسي بالمبدا الانساني فيكون ملهما له وبوصلة لتعديل السلوك وهو مشترك جماعي لا تلتبس فيه الافعال ولا تتعارض الاقوال بالغايات فكفى به منطلقا يضم الكل في دائرة انتماء واحدة يكون فيها التنوع مصدر ثراء ونماء وتبعا لذلك كن ماشئت فقط كن إنسانيا
بقلم أبو هبة التونسي |
المواضيع المتشابهه 
العرض العادي
