عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام العامة > حوارات و نقاشات جاده

حوارات و نقاشات جاده القسم يهتم بالمواضيع الحوارية والنقاشات الجادة والمتنوعة

Like Tree5Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 04-15-2012, 01:53 AM
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بداية أحب أن أشكر الأخ الكريم على هذا الموضوع القيم والمتكامل صراحة.. قرأت الموضوع أكثر من مرة وكذلك الردود حتى أستطيع أن أضيف إلى الموضوع..
فضلت أن أبدا مشاركتي بقصة قرأتها فأعجبتني وأعجبني تعليق الكاتب عليها:


كان القاضي "عبيد الله بن الحسن العنبري" من كبار الحفاظ للسنة النبوية.. وكان له رأي في مسألة من المسائل بناه على حسب فهمه واجتهاده.. فجاءه بعض تلاميذه ببعض الأدلة التي تبيّن خطأ رأيه وصواب رأي الذين خالفوه..


فأطرق الرجل ساعة ثم رفع رأسه.. وأطلق عبارة ينبغي أن تُكتب بحروف من ذهب..


قال: "إذن أرجِع وأنا صاغِر.. إذن أرجِع وأنا صاغر..لأْن أكون ذَنَبًا (أي ذيلاً) في الحق أحب إليّ من أن أكون رأسًا في الباطل ويتبعني الناس".


هذه العبارة لخصت سلوكًا حضاريًّا وأدبًا في غاية الأهمية يجب أن يتأدب به العقلاء.. وأن يحافظوا عليه.. وهو ألا يتكبر الإنسان على الحق وألا يعتقد أن ما رآه يكون دائمًا هو الصواب.. إنما يقبل النقاش وينشد الحق ويكون لديه الاستعداد النفسي للتسليم بالخطأ وقبول الحق متى ما ظهر له.. بل ويفرح بظهور الصواب ويشكر لمن أرشده إليه..


وقال عمر رضي الله عنه: "إن أخوف ما أتخوف عليكم شحٌّ مطاعٌ، وهوى متبَعٌ، وإعجاب المرء برأيه.. وهي أشدهن".



أما بقيت المشاركة فسأُلخصها في نقاط:


*- هناك فارق كبير بين الشورى والديمقراطية ولا يصح أبداً الخلط بينهما..


فنقاط الاتفاق هي في تحرير الشعب من طغيان الحاكم المستبد.. والرجوع إلى الشعب في اختيار حكامه وممثليه الشرعيين..


وأما نقطة الخلاف بين الشورى وبين الديمقراطية الغربية..
فهي أن الديمقراطية تقوم على إطلاق صلاحيات الشعب إلى (الحاكمية) بمفهومها المطلق.. فالشعب يصدر من القوانين والتشريعات ما تحكمه أهوائه ولو خالفت هذه القوانين أحكام الله وشرائع الأنبياء.. وأباحت الزنا والشذوذ وغير ذلك من المحرمات..


أماالإسلام فيقرر أن الحكم لله والله وحده هو المشرِّع.. وهو وحده المعبود.. قال تعالى: (إن الحكم إلا لله أمر ألّا تعبدوا إلا إياه)..



لقدفرَّقت الشريعة الإسلامية بين مبدأين: مبدأ السلطة للشعب ومبدأ الحاكمية لله..



*- إننا نعجب من دعاة العلمانية ولا سيما في بلادنا الإسلامية في هذه الأيام ويريدون أن تحكم البلاد بغير شرع الله..


ألا يعلم هؤلاء أن من أنكر بعض الدين كمن أنكره كله.. قال تعالى: (أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزيُّ في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون* أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة فلا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون)..



وسبحان الله كل السلطات العلمانية لسان حال حكامها:


تلا باطـلاً وجـلا صـارمًا *** وقـال: رضيتـم فقلنا: نعـم



*- يجب أن يكون واضحًا أن الشورى الإسلامية ليست هي الديمقراطية.. وأن العدل الاجتماعي ليس هو الاشتراكية.. كما يحاول البعض التمويه على الشباب المسلم.. ولنكن واعين تمامًا إلى حقيقة أساسية وهي أن الفكر الليبرالي الغربي قد أثبت منذ سنوات عديدة ومنذ عرفته البلاد العربية والإسلامية عجزه تمامًا عن العطاء حتى في دائرة بلاده.. حيث طالب الناس بنظام اقتصادي جديد.. كذلك كان الأمر بالنسبة للنظام الماركسي الاشتراكي.


وإذا كان الفكر اليساري قد عجز عن العطاء.. فمن باب أولى أن يعجز التيار اليساري المسمَّى بالإسلامي والتيار الإسلامي القائم على مفهوم الاستعلاء بالمفاهيم العقلانية المتخذة من المعتزلة (العلمانية تحت مسمى الإسلام)..







__________________










رد مع اقتباس
  #12  
قديم 04-15-2012, 02:10 AM
 
*- والواقع أنه لا سبيل لأي مشروع حضاري علماني أو قومي أو بشري يؤدي إلى نهضة الأمة الإسلامية إلا إذا استمد مفاهيمه من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم..


ومن هذا المنطلق يمكن تأصيل كل المنظمات القائمة وردِّها إلى منابعها وحماية المجتمع كله من الانحراف الأخلاقي ومن الفساد..


وأختم مشاركتي بالتنبيه على أن الإسلام الذي حذر الأمة من حالة الضعف والركون إلى الظالمين ودعاها لمقاومة المستبدين.. هو الذي شرع مبدأ الشورى لتنتفض الأمة وتحطم القيود التي تُغيِّب إرادتها باختيار الحاكم الصالح.. أو تُغيِّب مصلحتها في محاسبة هذا الحاكم إذا أخطأ..




فالحرية الحقيقية التي يبني أصحابها حضارة ويحققون نهضة لا تتحقق إلا بأن يكون المرء عبدًا للحق يدور معه حيث دار..



"من كان عبد الحق فهو حر".


وجزاكم الله خيراً..

__________________










رد مع اقتباس
  #13  
قديم 04-15-2012, 02:43 PM
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العين اللامعة مشاهدة المشاركة
هم يريدون من انفسهم ان يكونوا اولا واخيرا .......ان يفرضوا سيطرتهم ...افكارهم ...ومعتقداتهم على الفئات التي يحكموها او ينتمون لها
ويريدون من العالم ان يستمع لهم اكثر من ان يناقشهم ....ان يبتعد عن السؤال والتفكير والحوار حتى يبقى رأيهم هو السائد وحتى لا يفتحوا نطاقا جديدا يظهر اخطائهم وعنصريتهم لكثير من الامور

معك حق فديننا الاسلامي دين اليسر والوسطية والاعتدال ....فيه تعلمنا فن الحوار وكيفية التوصل الى افضل النتائج بافضل الاساليب ....فاعطى لنا الحق بان نسمع ونتكلم ...نعطي رأينا وناخذ بالاغلبية
وليس كتلك الفئة التي تعمل الاستفتاءات والتقيمات بحجة حرية الجماعة وبعد ذلك تأخذ برأي سادتها وكبارها .

اظن ان ما ذكرته اخي الكريم لا يقتصر على المجتمعات وانما على الافراد انفسهم ومع كل الاسف .

شكرا على الطرح الطيب
مع خالص تحياتي ^ــ^
وجهة نظر تحترم
ما شاء الله
شكرا لعقلكِ الكبير
ولقلمكِ المخضرم
بارك الله فيكِ
__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 04-16-2012, 12:38 AM
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ruuuby مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بداية أحب أن أشكر الأخ الكريم على هذا الموضوع القيم والمتكامل صراحة.. قرأت الموضوع أكثر من مرة وكذلك الردود حتى أستطيع أن أضيف إلى الموضوع..
فضلت أن أبدا مشاركتي بقصة قرأتها فأعجبتني وأعجبني تعليق الكاتب عليها:


كان القاضي "عبيد الله بن الحسن العنبري" من كبار الحفاظ للسنة النبوية.. وكان له رأي في مسألة من المسائل بناه على حسب فهمه واجتهاده.. فجاءه بعض تلاميذه ببعض الأدلة التي تبيّن خطأ رأيه وصواب رأي الذين خالفوه..


فأطرق الرجل ساعة ثم رفع رأسه.. وأطلق عبارة ينبغي أن تُكتب بحروف من ذهب..


قال: "إذن أرجِع وأنا صاغِر.. إذن أرجِع وأنا صاغر..لأْن أكون ذَنَبًا (أي ذيلاً) في الحق أحب إليّ من أن أكون رأسًا في الباطل ويتبعني الناس".


هذه العبارة لخصت سلوكًا حضاريًّا وأدبًا في غاية الأهمية يجب أن يتأدب به العقلاء.. وأن يحافظوا عليه.. وهو ألا يتكبر الإنسان على الحق وألا يعتقد أن ما رآه يكون دائمًا هو الصواب.. إنما يقبل النقاش وينشد الحق ويكون لديه الاستعداد النفسي للتسليم بالخطأ وقبول الحق متى ما ظهر له.. بل ويفرح بظهور الصواب ويشكر لمن أرشده إليه..


وقال عمر رضي الله عنه: "إن أخوف ما أتخوف عليكم شحٌّ مطاعٌ، وهوى متبَعٌ، وإعجاب المرء برأيه.. وهي أشدهن".



أما بقيت المشاركة فسأُلخصها في نقاط:


*- هناك فارق كبير بين الشورى والديمقراطية ولا يصح أبداً الخلط بينهما..


فنقاط الاتفاق هي في تحرير الشعب من طغيان الحاكم المستبد.. والرجوع إلى الشعب في اختيار حكامه وممثليه الشرعيين..


وأما نقطة الخلاف بين الشورى وبين الديمقراطية الغربية..
فهي أن الديمقراطية تقوم على إطلاق صلاحيات الشعب إلى (الحاكمية) بمفهومها المطلق.. فالشعب يصدر من القوانين والتشريعات ما تحكمه أهوائه ولو خالفت هذه القوانين أحكام الله وشرائع الأنبياء.. وأباحت الزنا والشذوذ وغير ذلك من المحرمات..


أماالإسلام فيقرر أن الحكم لله والله وحده هو المشرِّع.. وهو وحده المعبود.. قال تعالى: (إن الحكم إلا لله أمر ألّا تعبدوا إلا إياه)..



لقدفرَّقت الشريعة الإسلامية بين مبدأين: مبدأ السلطة للشعب ومبدأ الحاكمية لله..



*- إننا نعجب من دعاة العلمانية ولا سيما في بلادنا الإسلامية في هذه الأيام ويريدون أن تحكم البلاد بغير شرع الله..


ألا يعلم هؤلاء أن من أنكر بعض الدين كمن أنكره كله.. قال تعالى: (أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزيُّ في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون* أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة فلا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون)..



وسبحان الله كل السلطات العلمانية لسان حال حكامها:


تلا باطـلاً وجـلا صـارمًا *** وقـال: رضيتـم فقلنا: نعـم



*- يجب أن يكون واضحًا أن الشورى الإسلامية ليست هي الديمقراطية.. وأن العدل الاجتماعي ليس هو الاشتراكية.. كما يحاول البعض التمويه على الشباب المسلم.. ولنكن واعين تمامًا إلى حقيقة أساسية وهي أن الفكر الليبرالي الغربي قد أثبت منذ سنوات عديدة ومنذ عرفته البلاد العربية والإسلامية عجزه تمامًا عن العطاء حتى في دائرة بلاده.. حيث طالب الناس بنظام اقتصادي جديد.. كذلك كان الأمر بالنسبة للنظام الماركسي الاشتراكي.


وإذا كان الفكر اليساري قد عجز عن العطاء.. فمن باب أولى أن يعجز التيار اليساري المسمَّى بالإسلامي والتيار الإسلامي القائم على مفهوم الاستعلاء بالمفاهيم العقلانية المتخذة من المعتزلة (العلمانية تحت مسمى الإسلام)..







ما شاء الله
تناولتي الموضوع من كل ناحيه
بارك الله فيكِ
ورزقكِ فردوسه الاعلي
اللهم امين

__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الفكر الأتباعي الأنقيادي ؟؟ مراد علم دار2 مواضيع عامة 0 07-14-2010 11:24 PM
فكر القوة وقوة الفكر - صراع الفكر والسلطة محمد خطاب سويدان مواضيع عامة 0 01-10-2010 12:45 PM
الى من صار الفكر هائم بها lovehatika أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 11 10-23-2007 12:14 PM
اصحاب الفكر القاعدي لماذا يبتسمون عند استشهادهم؟ ((صور)) fares alsunna أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 4 05-16-2007 11:50 AM
الفكر و التفكير قتيبة الهيتي ختامه مسك 2 03-25-2007 11:30 PM


الساعة الآن 11:36 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011