|
أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه هنا توضع المواضيع الغير مكتملة او المكرره في المنتدى او المنقوله من مواقع اخرى دون تصرف ناقلها او المواضيع المخالفه. |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#106
| ||
| ||
|
#107
| ||
| ||
(9) - أهذه حقيبتك؟ فقط أريد أن أعرف كيف وصلت إلىغرفتي؟ - لقد كنت معكِ طوال الوقت؟! صاحت بعصبية : - كيف! اخبرني كيف! أنا لم أحس بوجودك أبداً هل أنت كائنفضائي؟! ضحك ضحكة قصيرة واستند بكفيه على قاعدة النافذة الواسعة في غرفتهاثم أخرج رأسه وهو يقول : - ألا تشعرين بضيق في هذا المكان؟ ألا تودينالخروج من هنا؟ " إنه يلمح على ذهابنا .. " اختفت عصبيتهاالمزعومة في ثوانٍ ثم قالت : - لقد أخبرتك سابقاً ان تذهب ، لماذاعدت؟ ذلك السؤال كان في كل مرة يضرب الوتر الحساس الخاص به، حتى إنهيتجمد في مكانه ولا يستطيع الإجابة، ظل يحملق في الحدائق الخاصة بالقصر ثم قال وهوينظر للسماء : - آه ، الجورائع! تلك الجملة، لم تغير الموضوع، بل تعلقت نظرات لينا الساخنة التياخترقت ظهر عماد أكثر واكثر، وعندها صاح بسرعة : - انظري هناك طائر كبيرجداً! اقتربت لينا واخرجت رأسها من النافذةوهيتقول : - أين أين أين ؟ ضحك عماد وقال بصوتٍ خفيض : - كانت كذبة! اقترب حاجبيها النحيلين وصاحتبعصبيةوهيترمي عليه احد الكتب : - يالك من كاذب! لقد ظننت بأن هناك شيئًا غريباً ! - لقد ارتعبتي! - لا! - بلى انتجبانة! - توقف لست كذلك .. - بلى! - يا بغيض .. توقفا عن المنابذة عندما سمعاطرقاً على باب الغرفة، وعندها همست لينا : - هيا احمل حقيبتك، لن تبقى في غرفتي لحظةأخرى! تساءل بتذمر : - لماذا؟ أين أبقىإذاً! - اذهب إلى أي مكان! - هكذا إذاً ..؟ عاود صوت الطرق يرتفع مجدداً واحتقن وجه لينا " هل يمكن أن أصفعهأو أي شيء ..؟؟ " أجابت على الباب : - تفضل! دخلت الخادمة، يتبعها أحدالحراس الخاصين بالأمير سامي، ونظر إلى لينا ثم قال بتهذيب : - آنستي، سيدي يطلب منك الحضور إلى غرفة الاستقبال الخاصة .. ثم نظر إلى عماد واستدرك : - والسيد عماد أيضاً . تسائل عماد ساخراً وهو يحمل حقيبته وينظر إلى عينيّ الجندي : - إذاً، ماذا فعلتم بالعنزة؟ ارتفعت نظرات الحارس الخاص نحوعماد وقال ببلاهة : - آمم .. المعذرة، ماذاتقصد؟ - ألم تكن تجرها خلفك بالأمس؟ فهم الحارس القصد من كلام عمادوأجاب بلباقة : - لقد عادت إلىقصرها! - بكل بساطة؟! لماذا لم ترمي بها في قعر الواديوتريحنا! تبادل الاثنان نظراتٍ طويلة وعندها تكلم الحارس : - ولكن ماذا عنك؟ ماعلاقتك بها؟ لقد كانت تتحدث عنك طوالالوقت! " ماذا؟ تتحدث عنه ..؟ .. " كانت لينا تنظر باستغراب، وعندها تكلم عماد : - أظن بأن هذا ليس من شأنك! - وأيضاً ليس من شأنك أن تسأل عنها! وأن تتكلم عنالقائها في قعر الوادي! تجاهله عماد قائلاً : - بلى! من حقي .. لقد آذتني ! تدخلت لينا متسائلة : - ماذا؟ ماذا فعلت لك؟ " هل هو الفضول الذي قتل الهرّة ..؟ " حمل حقيبتهوتثائب وهو يقول : - أنا سوف أذهب الآن . تبعتهوهيتمسك بحقيبته وتتساءل : - ستذهب ..؟ للخارج؟ - نعم ! - بمفردك؟ التفت عماد ينظر إليها وهويفكر " ماذا الآن! هل تفكر في الذهاب بصحبتي ..؟" نظرت إليهوهيتفكر"لااستطيع أن أبقى هنا لحظة واحدة .. لكن هل سأستمر مع هذا المجنون ..؟" .. وصل الاثنانبصحبة الحارس هاني إلى مكان جلوس الأمير الذي كان ينتظرهم في غرفة الاستقبال الخاصة .. ابتسم الأمير وقام بتحيتهم على الفور وقبل أن يتكلم قال عماد : - أنا سوف أرحل الآن . نظرت لينا اليه بسرعة وظهرالارتباك على وجهها ثم قالت : - أنا أيضاً،سأذهب! شعر الأمير بأن الأرض تدور، نظر إلى وجه لينا والحزن يغلف ملامحه ،وجلس على الكرسي الوثير وهو يحدق أمامه بصمت .. " ستذهب.. نعم، إنها راحلة .. وأنت ماعساك أن تفعل؟! فقط ستتركها تذهب هكذا ..؟" تساءلت لينا بقلقوهيترى الأمير شارداً على غيرالعادة : - هل انتبخير؟ - أ .. أجل . قالها مستدركاً ومن ثم بدأ العرض قائلاً : - لماذا لا تبقيان هنا ليومٍ أو يومين، علني اساعدك في إيجاد جدتك . " يا إلهي ما هذه الورطة! هل سأبحث عن شيء غيرموجود؟" كان التوتريسيطر عليها، ولكنها قالت متدراكةوهيتبتسم : - ولكن .. لقد تعبت كثيرا في الأيام الماضية وقاسيت بسببي. ليست هناكحاجة للمزيد من ... قاطعها وهو يقف ويمشي خطوتين باتجاهها : - لماذا ترغبين بالرحيل! ثم أشار نحو عماد وقال : - هل هو شقيقك فعلاً؟ تبادل مع عماد نظرة عدائية، لمتستطع لينا الإجابة لأنها لايمكن أن تكذب .. ! فقط اكتفت بالنظر اليه ولسان حالهايقول " أخرجني منالورطة ..!" أماعماد فقد تكلم على الفور : - بالتأكيد نحن لسنا أشقاء، أخبرتك بأنها زوجتي! لماذا لاتصدق! شهقت لينا مذهولة! وحدق الامير بوجههلثوان بدون أن ياخذ نفساً.. وعندها قالت ليناوهيتضربكتفه : - ألم أقل لك أن تتوقف عن سردالأكاذيب! تابع عماد الكذبة متجاهلاً اياها : - هل كنت تظن بأنني سأترك زوجتيبسهولة!؟ صاحت ليناوهيتضربكتفهبقوة أكبر : - توقف عن سرد الأكاذيب أيها البغيضالمزعج! تركتهما لينا وخرجت من المكان بسرعةوهيتشعربالضيق "ياالهي ما الذي يجب علي فعله؟ ما الذي فعلته في حياتي لكي أمر بتلك المواقف العصيبة! .." سرتقشعريرة في جسدهاوهيتتذكر لحظة القائها فيالواديوهيمكبلة ، مكممة .. لا تكاد تحركساكناً! عندما خرجت مسرعة نظر سامي وهو يضيق عينيه فيهوجه عماد وقال : - لماذا تفعل بها هذا؟ إنكتضايقها! تكلم عماد بعدوانية : - اتركهاوشأنها! قال سامي بنبرة منخفضة وهو يرفع حاجبيه : - إذا لا تضغط عليها! كنت لاجد جدتها في غضون أيام ، يدلاً من جعلهاتكابد مشاق الطريق مع مجنون مثلك! - ماذا ! أنا مجنون؟! سوف تستمتع في الرحلة بدلاًمن حبسها في هذا المكان الذي يشبه السجن! تركه وخرج خلف لينا وهو يتمتم "ياله من أميرمتعجرف .. ماذا يظنني! لن أخرج من هنا لوحدي بأي حال" نظر إلى لينا التي كانت تستند على سياجشرفة خارجي بظهرهاوهيشاردة الذهن : - لينا! كان صوته يهتز بحدة ، فرفعت عينيها المتسائلتينإليه وعندها استطرد وقد اكتسح صوته بعض الهدوء : - أنا سأذهب الآن، إذا أردت مرافقتي فالتأتِ معي. وإلا فسوف أتركك هنا .. " ماذا سأفعل .. أريد العودة إلى بلدي .. أين انتياجدّي .. " تحركجفناها يرمشان عدة مرات في توتر، وعاد عماد يقول : - هل انت خائفة؟ لن يجبرك أحد على شيء! فقط قرري . " هل أخبره؟! ، بأن جدتي توفيت منذ زمن بعيد .. هل أخبره! أنا لم أذهبإلى بلاد الجبال من قبل .. هل أخبره بأنني أخاف منه بشدة! وأخاف بأن يعرف الحقيقة .. " في تلكاللحظات، خرج سامي من الغرفة إلى الردهة الواسعة حيث عماد ولينا فتكلم بنبرة حنونة : - آنسة لينا، لا يجب عليك القلق حيال الأمر .. افعلي كل ما يحلو لك . ولكن .. إذا قررتِ الذهاب يجب عليك أن تأخذي رمح . ظلت شاردة الذهن، حتى إنها لم تسمع ماقاله الأمير سامي . وكانقرارها الأخير هو العودة ... مهما كانت المشقة التي ستتحملها في بلدها المليئةبالحروب .. ولكنها ستبقى أنيسة مع الذكريات .. الآن هي تشعر بالخوف،والافتقاد .. وعندما رفعت عينيها المغرورقتان بالدموع، تلاقتمع عيني سامي اللتا يتحركان بؤبؤيها بقلق .. القت نظرة سريعة على عماد الذي كانيستند إلى الجدار ويحملق في ظهر سامي ببرود. تكلمت لينا مخاطبة الأمير : - أنا آسفة، سوف أذهب مع شقيقي. لن يمكنني البقاء هنا . ارتفع حاجبا عماد باستغراب وهو يفكر " شقيقي؟! " وتضاربت أفكار سامي " إذن كانا شقيقان منالبداية كما توقعت، متشابهين بشكلٍ كبير .. لديهما نفس التأثير ..ولهذا لم يوافقعلى تركها " ابتسمالأمير قائلاً : - لا يجب عليك الاعتذار، أنا اتفهم هذا، بإمكانكاكمال الرحلة مع شقيقك .. ولكن أنت ستقبلين رمح،صحيح؟ أومأت لينا بالموافقةوهيتتحاشى النظر نحو عماد . توجهوا جميعاً نحو اصطبل الخيل . وضع حارسالأمير لجاماً وردياً للحصان الأبيض "رمح"، كان يبدو جميلاً للغاية بشعره الرماديالكثيف .. وتلك العيون السوداء الواسعة واللون الأبيض الصافي .. أمسك الأمير بلجامالحصان البني ذو الرقم وقال مخاطباً عماد : - سوف تحتاج إليه . تعجب عماد من عرض الأمير وقال : - لكن لماذا، استطيع السير . قال هاني حارس الأمير الشخصي بحدة : - لا يمكنك رفض الهبة الملكية ...! نظر عماد إلى هاني بغضب وقال : - لا تتدخل أنت! - بلى، هل نسيت بأنني الحارس الشخصي للأمير؟! وإذا لزم الأمر سوف أقتلك! تكلمت ليناوهيتفصلبين الاثنين : - كفى! ابتسم سامي وهو يراقب ليناوقال : - هاني، سوف تفعل أي شيء من أجليصحيح؟ اتجهت عيني هاني الواسعتين نحو سيده وتكلم على الفور : - بالتأكيد سيدي! - إذن رافقهما وقم بحراسة الآنسة لينا، حتى يصلابأمان. - بالتأكيد سيدي . " هل يسخر مني؟ " نظر عماد نحو هاني ثم خاطب الأمير : - لكنها لن تحتاج إلى حراسة فأنامعها! صاح هاني مجدداً : - لا تعترض الأوامر الملكية هل سمعت! يالك منصعلوك بذيء! اشتبك عماد وهاني في معركة كلامية وعندها قالتلينا بارهاق : - ربما، لا يجب عليك أن ترسل هاني معنا، فهماسيتعاركان طوال الطريق! كان الأمير يراقب والابتسامة تعلو وجهه " يجب أن أتأكد منأنك لن تضيعي من بين يدي .. " ثم قال وهو يخفي أفكاره : - لا بأس سوف يعتادان على بعضهما قريباً. سوف آمرهاني بالتزام الصمت . --------------------- بعد وداع الأمير، سار ثلاثتهمبصمت، ولكن لينا عجزت عن سحب لجام حصانها مما دفعها لتتوقف في منتصف الطريق " يا الهي ساعدني .." كانتترتجف خوفا من مجرد السير بجانبه .. وهيتتخيل كيف يمكن أن يعضها فجأة أويقوم برفسها أو .. أي شيء مخيف ..! نظر عماد خلفه وقبل أن يقول أيشيء كان هاني قد ترك لجام حصانه البني واندفع نحوها وهو يقول : - دعي أمره لي سيدتي! قالت لينا بتذمر : - لا أحب الألقاب! يمكنك فقط قول لينامجرداً.. كان عماد ينظر إلى هاني بغضب " هذا ماكان ينقصني! شخص يعكر صفو حياتيالرائعة!.. " تقدمت لينا بسرعة مقتربة من عمادوهيتتنهد براحة كبيرة بعد ان ابتعدتعن حصانها مسافة كافية! ولكن الحصان رفض التحرك مع هاني! كان حصاناًعنيدا وهز رأسه ثم صهل بحدة وهو يحك حوافره الأمامية بالأرض ويتحرك يمنة ويسرة، سلمعماد لجام حصانه لـ لينا وقال وهو يبتعد : - سأتحقق منحصانك! امسكت باللجامونظرت الى الحصان البني بذعروهيتفكر " لا .. يبدوبأنني لن أنفك عن تلك الحيوانات المرعبة أبداً! " كان عماد يتكلم مخاطباً هاني الذي تسائل ماإن كان الحصان خائفاً : - لم تتوقف الخيول الأخرى! إنه ليس خائفاً، بلجائع .. - إذا علينا أن نتوجه إلى بلدة جومار الزراعية القريبة . - هل تعرف الطريق؟ - بالتأكيد .. وبينما يتحدثان عن البلدة القريبة اقترب الحصان من وجه لينا وزفرعدة مرات وعندها تجمدت لينا في مكانها رعباً وقد تركت اللجام بسرعة ، اقترب الحصانأكثر فخرجت منها صرخة رعب قوية التفت على اثرها عماد وهاني وشاهدا لينا تهربمبتعدة! تبعها عماد بسرعة وهو يصيح متساءلاً : - ما الأمر؟ هل أصابك شيء ما! توقفت وقالت بخوفوهيتشيرأمامها : - نعم! هذا الحصان .. لا أريد الاقترابمنه! " تخاف من الخيول .. !! " كان مندهشاً وتكلم على الفور : - لكنها حيوانات أليفة، لا يمكنهاأذيتك! - أعرف .. ولكن ..! انتهى بهما المطاف سيرا علىالأقدام يجرون الخيول خلفهم متوجهين إلى البلدة، وعندما وصلو استأذن هاني مخاطباًلينا بتهذيب : - نحن الآن بالقرب من منزلي، ولأنني لا أعرف كمستطول مدة الرحلة برفقتكم، فهلا اذنتِ لي آنستي بالذهاب لتوديع أمي وإخبارها بأننيمسافر ومن ثم احضار أمتعتي ، وأيضاً إطعام الخيول .. قالت لينا بدون تفكير : - نعم نعم ، بالتأكيد . " هاهاها! يالها من فرصة .. اذهب لتوديع والدتك وابقى معها للأبدإذاً .. " نظر عمادنحوه بنظراتٍ ماكرة، وعندها عاد هاني بنظره إلى لينا وقال : - لن تذهبو من دوني صحيح؟ سوف يعاقبني ولي العهد بشدة ان خالفت أوامره . قال لينا : - لا ، سوف ننتظركهنا! ثم نظرت حولها وشاهدت مقعداً خشبياً كبيرا تحت شجرة وارفةالظلال فقالتوهيتشير نحوه : - سنجلسهناك.. - شكراً لك آنستي، لن أتأخر! صاحت لينا : - لا أحب هذا ، قلت لك نادني باسمي فقط .. امسك عماد بلجام حصانه وحصان لينا المتذمر ، وهو يراقب ابتعاد هانيمع حصانه حتى اختفى خلف أحد المزارع القريبة، وعندها توجهت لينا نحو المقعد وجلستبدون كلام . فقط كانت تفكر .. " الآن كيف سأعود؟ هل علي أن استقل القطار السنوي ..؟ لكن لم يمر منالسنة سوى اسبوع واحد .. كيف سأنتظر سنة كاملة حتى تعود إلى المحطة، إذا ... " قاطع أفكارهاصوت عماد الذي اقترب وهو يقول : - هيا بنا! رفعت رأسها إليه وقالتباستغرابوهيتكرر كلامه : - هيا بنا؟! - نعم، الآن - ولكن هاني ... زفر عماد وقال : - ماذا؟ هل ستنتظرينه حقاً؟ انه شاب حقير .. - لكن من الجيد أن نكون مجموعة في السفر ..! نظر عماد خلفه نحو المزرعة وقال : - هيا اسرعي الآن، يجب أن نبتعد مسافة كافية قبل خروجه حتى لا يلحقبنا . صاحت لينا : - يالك من بغيض وعديم الإحساس! ألم تسمع بأنه سوفيعاقب إذا تخلف عنا؟! - وما شأنك بهذا؟ - يالك من شاب بارد! جلست على المقعد وأمسكتجيداوهيتقول بإصرار : - وأنا لن أتحرك من هنا انشاً واحداً ... وقف عماد صامتاً، " يالها من عنيدة! لن تسبب مصاحبته لنا سوى المشاكل .. لماذا تدافععنه بضراوة " ربطالحصانين بفروع الشجرة المنخفضة ثم قال : - إنه حتى لم يقل تفضلو إلى منزلي وتركنا ننتظربالخارج في تلك الشمس! ياله من شخص أبله .. انتبهت لينا إلى تلكالنقطة ثم راودتها ضحكة مفاجئةوهيتقول : - أنا لم ألاحظ هذا الأمر، فهو لا يهم .. أعتقد بأنه لن يتأخر . ابتسم عماد ووقف يتطلع إلى السماء بجانب خيوله ويقوم باللعب بحجرملقى على الأرض وهو يحمل حقيبته السوداء على ظهره، وعندها نظرت لينا نحوه " أي نوع من الاشخاصهو ؟ تارة يبدو طيباً، وتارة شريراً أوغبيا .. احيانا اشعر بانه مريض، واحيانا أشعربانه بكامل طاقته .. " كانت تفكر بالطريقة التي تقابلا بها في القطار السنوي، وكيف انهظهر من العدم عندما لم يكن أحد موجوداً .. كيف تمسك بها وعاد مرة أخرى! وكيف أنها لم تستطع التخلص منه وفضلت أن تترك المملكة بأسرها، لتمشي مجهولة المصيرمع شخص لا تعرف عنه سوى اسمه! بعد تردد تساءلت : - هل لديك جدة؟ توقف عماد عن اللعب بالحصى الصغير ونظرإليها وهو يلتقط انفاسه واشعه الشمستضربفي وجهه وتجعله مضيق العينين .. وضع كفه على جبهته ليحجب ضوء الشمس وقال : - بلى! جدتي .. بيبي . انتابتها ضحكة حقيقية وكررت : - بيبي؟ - أجل ، إنها جدتي المرحة للغاية . - احك لي عنها .. جلس عماد في مكان فارغ من المقعد بجوارها وقال : - لا أتذكر عنها الكثير، فقط .. كانت ترقص على سطح المنزل وكأنها فتاةصغيرة .. عادت لينا للضحك ولكنها سرعان ماتساءلت : - لماذا لا تعرف عنها الكثير؟ ألم تعيشاسوية؟ صمت عماد للحظات وتعبير غريب ظهر في عينيه التي تحدقان في الفراغ " ماهذه الورطة .. اهنئك! سؤال مفاجئ للغاية .. "، نظر اليها وقال فجأة : - لقد قتلتها بنفسي عندما كنت طفلا .. تعالت ملامح الصدمة على وجه لينا " لا انه يمزح بالتأكيد .. لا بد بأنه يمزح أويكذب لكي يخيفني " تابع عماد بجدية: - دفعتها بكل قوتي وسقطت بالفعل من فوق السطح،ولأربعة ادوار كاملة وفارقت الحياة .. ولم يعلم أحد بأنني الفاعل . ظلت لينا تنظر امامها بصدمة ثم حاولت ان تضحك لتلطف الجو وقالت : - لكن بأي حال أن لم تتعمد قتلها .. صحيح؟ وايضا كنت مجرد طفل .. و .. نظرت اليه فوجدته يحدق بها بشكل مخيف، وهمس : - بالتأكيد كنت اقصد، لقد كرهتها واردت ان اقتلها . انقطع التفكير والكلام عند لينا، فقد بدأ قلبها يخفق بخوف وجبهتهاتتصبب عرقا، اما يديها فقد ارتجفت بشكلٍ لا ارادي ولكن تلك النظرة المخيفة تحولتلابتسامة ثم ضحكة وعندها قال عماد : - هل صدقتِ ؟ يالك من غبية .. لقد كانت مجرد كذبة ! " كذبة؟ ماهو الصدق من الكذب .. انا خائفة، ماذا علي ان افعل هل اهرببعيدا .." قالتوهيتزدرد لعابها : - تقصد بأنك لم تتدفعها عمداصحيح؟ ضحك عماد ووقفوهييقول : - لم ادفع بيبي ، ماتزال على قيدالحياة! ثم عاد إلى حصاته وبدأ بركلها يمينا ويسارا ، وسرعان ماظهر هاني منبعيد وقد استبدل ملابسه العسكرية بأخرى عادية، يحمل على ظهره حقيبة زرقاء وفي يدهأكياس لإطعام الخيول . ابتسم هاني براحة وقال : - يمكننا أن نطعم الخيول سريعا ونسقيهم من ماء الجدول .. ثم نكملرحلتنا الي الشمال . تساءل عماد : - ولكننا سنتوجه إلى مدينة الجبال لكي نبحث عن جدة لينا . قال هاني وهو يعلق الأكياس على رؤوس الخيول ليأكلو : - أعلم، إذا الشمال . - أنت!! هل تعرف الطريق أم .. " سيبدأ شجار جديد إذا لم اوقفهم حالاذ " تكلمت لينا : - في الحقيقة يا شباب ... نسي الاثنان الشجار الذي كانسيبدأ فورا وتطلعا لما ستقوله لينا : - أنا .. لقد تخليت عن فكرة البحث عن جدتي، سوفأعود إلى وطني . تساءل عماد باستغراب : - لكن .. لماذا؟ - هذا قراري .. ولهذا سوف أذهب وحدي لا داعي لأنتتعبوا أنفسكم بمرافقتي ، وأيضا وطني مليءبالحروب. قال هاني على الفور : - سوف آتي معك إلى أي مكان آنستي، حتى اطمن علىمكان استقرارك . - لا بأس يا هاني، استطيع الذهاب وحدي ، ألم أقللك توقف عن مناداتي بالالقاب؟ تكلم عماد وهو يقول : - أنا أيضاً سأرافقك ، ولكني لا اسمح لك بالذهاب حتى تخبريني لماذاتريدين العودة بعد ما قطعت تلك المسافة؟ " لا يمكن أن تكون خائفة من السيربصحبتي .. " .. لميسمع منها جواباً فقال : - لقد خرجت لتعثري على جدتك، صحيح؟ والآنستتراجعين ونحن على مقربة منها! ربما سير يومين سيجعلنا نصلإليها! " يا إلهي ساعدني لكي أقول له بأن جدتي لم تكن إلا مجرد كذبة، ولكنماذا إن غضب مني؟ ماذا أن فكر بأنني خرجت هاربة وحسب لا لشيء آخر .. ماذا سيحدث لي؟" كان هاني يراقب عن كثب وتساءل " هل هما شقيقان أم ماذا؟ لا يبدوبأنهما يعرفان شيئاً عن بعضهما .. " .. تكلم عماد وهو يقول : - لا إجابة؟ هل انت خائفة مني؟ لم تنطق لينا بحرف، " هكذا إذا، إنها دائما ماتخاف مني .. ولكن لايمكنني التخلي عنها في ذلك الوقت وتركها مع هذا الأحمق .. " امسك بلجامحصانه وحصان لينا وانصرف وهو يقول : - إذا فالنسقي الخيول ونكمل طريقنا . " ياله من شاب متسلط .. " أمسك هاني بلجام حصانه وسحبه خلفه، أما لينافقد سارت خلفهم بصمت . قبيل الغروب اعترضت طريقهم عربة ملكية تجرهاأربعة خيول ! وخلفها عربة كبيرة من الجنود .. " هذا ماكان ينقصني، هل هو سامي مرة أخرى؟ ربماشعر بأنه بحاجته! أرجو أن يأخذه وينقلع بأقرب فرصة!" كان يفكر وهو ينظر تارة لوجه هاني الذياكتسى الذهول ملامحه وتارة إلى العربة .. التي نزلت منهادعاءوهيتحمل فستانها أمامها ثم قالت : - هل تظنون بأنكم ستفلتون مني بتلك السهولة بعدأن حطمتم كل شيء؟
__________________ الى اللقاء |
#108
| ||
| ||
واخيرا البارت :coolcool: روووووعه حبيبتي يجنن:looove: واخيرا تركهم سامي بس دعاء هذي ودي اقتلها انتظر البارت الجاي :coolcool: |
#109
| ||
| ||
ولا يهمك راح نخلصك منها البارت الجاي خخخخخخخخخ :lolz:
__________________ الى اللقاء |
#110
| ||
| ||
البارت يجننننننننننننننننن ابداااااااع مره حلو تسلمي^^
__________________ It's gotta Be you .. only you.. :kesha: |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
هل نرى بعد منتصف الليل شهبا أكثر مما نراها قبل انتصاف الليل ؟ | Heavens ❤ | علوم و طبيعة | 6 | 02-08-2011 10:12 PM |
في منتصف الليل | نور العين200 | شعر و قصائد | 2 | 12-23-2008 07:33 PM |
همسه / بعد منتصف الليل .. | ساهر وحيد | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 15 | 12-16-2008 02:56 AM |
منتصف الليل,,, | دقة قلب | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 0 | 07-14-2008 11:00 PM |