عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > ~¤¢§{(¯´°•. العيــون الساهره.•°`¯)}§¢¤~ > أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه

أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه هنا توضع المواضيع الغير مكتملة او المكرره في المنتدى او المنقوله من مواقع اخرى دون تصرف ناقلها او المواضيع المخالفه.

Like Tree313Likes
 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #116  
قديم 05-01-2012, 11:49 PM
 
ررررررروعه كتير
تسللللمي
مشكوره بانتظاْر البارت الجااي
kαtniS likes this.
  #117  
قديم 05-02-2012, 04:48 AM
 
البارات تجنن
kαtniS likes this.
__________________
تبســـــــمـ لان التبسم في وجه اخيك صدقه

اصـــبر فان الله مع الصابرين

رواية
★~~اسطورة صانع المعجزات~~★
  #118  
قديم 05-02-2012, 09:10 PM
 
قصة رووووووووعة ومذهلة
مستنية البارت على احر من الجمر
لاتتاخري بالبارت لاني متشوقة لاعرف التكملة
kαtniS likes this.
__________________
لَـــاتَـمُتْـ قَــبْلَ أنْ تَـكُـونَ نِــدًا
  #119  
قديم 05-03-2012, 02:22 PM
 
---------------------------------------
(10)
- العنزة!
تمتم عماد بعدم تصديق ، وهي تقف أمامهم وتوجهنظرات الكراهية نحو لينا . نزل الكثير من الجنود من العربة الخلفية وأحاطو بهم فيشكل كالدائرة ..
اقتربت قليلاً ثم نظرت لهاني وقالت :
- لماذا ترافقهم؟
" هذا ليس من شأنك ... " أجاب :
- إنها أوامر ولي العهد ..

نظرت دعاء إلى لينا، واقتربت منها وهي تحدجهابنظرات الكراهية .. ثم انتقلت إلى عماد وهي تقول :
- إلى أين ستذهب؟ لن أرحمكحتى تصلح اخطائك معي! هل فهمت!

حك عماد شعره وهو ينظرإليها بغباء وقال :
- أيُ أخطاء أيتها العنزة؟ ارى أن ذرات جسدككلها مليئة بالغباء
شعرت دعاء بالغيظ وزمجرت وهي تضرب صدر هاني :
- سأريك أيها الوقح! سأحبسك في زنزانة وأعذبك حتىالموت!

بنظر هاني باستغراب ثم أمسك بذراعيها للتوقف عنالضرب على صدره وتساءل :

- هل تقصدينني؟

انتبهت دعاء وسحبتذراعيها من بين يدي هاني ثم عاد تتنظر إلى عماد وقالت تأمرُ جنودها :
- امسكو بهذا الشاب الوقح!

وضع هاني يديه علىخصره واستل سيفه ليقف مدافعاً عن لينا وعماد وقال بنبرة مخيفة :
- اقتربوا إذاً ! أنا أحذركم !

كانت لينا تقف مذهولةمن إصرار دعاء، وعندها تقدمت إلى الأمام وتخطت سيف هاني وهي تصرخ بنفاذ صبر :
- أرى انكِ تعديت حدودك!
توقف الحرس عن التقدم،واتقربت دعاء منها وصاحت :
- لا تتدخلي وإلا صفعتك على وجهك، يا سارقةالرجال!

تقدم عماد بسرعة ليقف بجانب لينا المصعوقة ،وعندها رمقته دعاء بنظرة شريرة وقالت :
- تهمك مشاعرها؟ تهتملأمرها ...؟

لم يفهم عماد ماذا تريد " يالها من بلهاء؟ ماذا الآن؟ هل أقص لسانها بالمقص وأرميها في قعرالوادي ..؟ "

شعرتلينا بالضيق الشديد من تصرفات الأميرة الغريبة،ونظرتإليها الأخيرة بالكثير منالنظرات ثم رفعت يدها تهم بصفعها ولكن عماد أمسك بيديها ليعيدها للخلف وهو يقول :

- هاني، يمكنك قطع يديهاالآن!

صرخت دعاء واستنفر جنودها يضربون بسيوفهم فبدأ هاني في القتال،وافلتها عماد بسرعة ثم ركض وهو يجر لينا خلفه ، بينما صرخت بذعر :

- اتركني أيها المزعج! لا تطاق كل المشاكل تأتي من خلف ظهرك! أيهاالبغيض ..

- اصمتي!
" يالها من فتاة! ادافع عنها ثم تكيل لي الشتائم! سوف انتقم منهابالتأكيد " ركضالاثنان بسرعة بين الحقول ..

بعد الكثير من الركض انتزعت لينا يدها التيآلمتها وجلست بين الحشائش العالية تلتقطُ انفاسها المتلاحقة "يا إلهي .. لماذا يحدث لي كل هذا! بسببه! كل هذا يحصل بسبب ذلكالشاب المعجون بالمشاكل ! سوف انتقم منه "

كان عماد ينظر حوله ببلاهة، ورفع يده يلوحبعيداً ، فتسائلت باستغراب :
- تلوّح لمن ..؟

نظر إليها وهو يفكر ملياً ولكنه أجاب بعد برهة :
- لا أعرف .. فنحن في مكانٍ غريب .. كنتُ أظن أنه رجل ولكن يبدو ....

شعرت بالفزع فانتفضت واقفة وهي تشعر بتنميل في أطرافها، وقالت بجزع :
- يبدو ماذا ..؟

- إنه يرتدي قبعة ..ّ!!
رفعت ناظريها لترى ما الأمر ..! كانت الشمس على وشك الغروب، كما أنطولها لا يسمح لها بالنظر فقالت :
- ماذا؟ من هو ...؟!

صمت عماد لفترة فصرخت :
- من هو! أيهاالأحمق!

ابتسم ببرود وقال :
- يبدو مثل فزاعةالحقل ...؟ ربما؟
رمقته لينا بنظرة مليئة بالغضب وقالت وهي تجلسفي مكانها :
- فزاعة الحقل؟! بالله عليك هلطار دماغك لكي تلوّح لفزاعة؟
ضحك عماد وقال وهو يلوح مرة أخرى :
- لكن الفزاعة تقترب هل تصدقين هذا؟
وقفت لينا ومعها وقف شعر رأسها من الخوف وصاحتوهي تنظر يمنة ويسرة :
- ماذا تقصد بـ "تقترب"!!

بدأ الظلام يحل شيئاً فشيئاً وعندها اقتربت لينا من عماد وهي تشعربالبرد وتسائلت بصوتٍ خفيض :
- أيها المزعج، هل مازالتالفزاعة تقترب؟
" ماذا؟ هل هي خائفةٌالآن" ابتسمابتسامة شريرة وقال :
- لقد توقفت عن الاقتراب .. تعالي نذهبإليها!
- لا!
صرخت بأعلى صوتها وهي تغمض عينيها وتسحب قميصه بعنف ثم تهزه وتتابع :
- لا أيها البغيض لا! دعنا نرجع إلى هانيودعاء!
أجابعماد ببساطة وهو يفكر ملياً :
- أنا متعجب أشد العجب! لأنه لميجدنا أي من حراس دعاء الأشاوس!
فتحت لينا عينيها وتكلمت وهي ماتزال مخفضة ناظريها بخوف :
- لنعد نحن إذاً ! لنرحل من هذا المكان لقد حلالظلام ..
- هل تظنين أنني أعرف طريق العودة؟ أنها أول مرة لي في هذا المكانالعجيب!

تجمعت الدموع في عينيها ثم قالت :
- أحمق! كل المصائب تحدث بسببك! أنت السبب.. !!
عقد عمادذراعيه أمام صدره وهتف:
- ألست تريدين العثور على جدتك؟! أنا أقوم بهذا الآن .. أبحث عنها مـ ..
ولكن صوت اهتزاز الحشائش بالقرب منهم جعلهيتوقف عن الكلام وضع يديه فوق سماعة اذنه وتساءل :
- ماذا؟؟ هل هذا صوت شيء ما يتحرك أم أن سمعي يخوننيكالعادة!

ولكنها لم تجبه، فقط كانت تغرق في خيالاتها وتصرخ وتبكي بداخلها وهيمتحجرة من الخوف ..
- لينا؟
نظر عماد خلفه فوجد لينا منكمشة على الأرض لوحدها وهي ترتجف خوفاً،ومن بعيد لمح عماد الفزاعة تقترب أكثر وأكثر حتى أصبحت بجانبهتقريباً.
وعندها تكلمت الفزاعة التي لم تكن سوى امرأة عجوز ترتدي قبعة قشيّة :

- هل انت تائه؟!
" الفزاعة مجرّد امرأة عجوز ! يالحماقتي .. ولكن .. لم تنتبه للينا " ابتسم عماد وأجاب وهو يشير نحو ليناالمتقوقعة على نفسها :
- نعم نحنُ تائهان !
ثم جذب لينامن ذراعها ليجبرها على الوقوف وهمس بالقرب منها :
- الفزاعة مجرّد عجوز لطيفة !! حمقآء!

تكلمت العجوز :
- لقد حل الظلام، تعالا إلىمنزلي أعطيكما شعلة!
سارت العجوز متقدمة، وعندها تكلم عماد بصوتٍ خافت مخاطباً لينا :
- الا تلاحظين أن الناس هنا بخلاء للغاية! سوفتعطينا شعلة فقط؟
ثم أردف وهو يكبت ضحكة :
- لو كانت بيبي، لقامت بدعوتنا علىالعشاء!
دافعتلينا ضحكتها وقالت متظاهرة بالانزعاج :
- مزعج! ليست مضحكة أبداً!

همس مجدداً :
- اتعرفين؟ في بلادي .. هناك تطوّر كبير، فلدينا كشّاف يعملبالبطارية! ماذا بشأن تلكالشعلة !
فكر " حتى في بلدة الأمير، كل شيءبدائي للغاية"
تساءلت لينا :
- هيه، ماذا تعني بكشافالبطارية؟ هل تتحدث عن مملكة الجليد؟
في تلك الأثناء كانت العجوز قد اقتربت منمنزلها الذي ظهر واسعاً ومضيئاً وسط ذلك الظلام الدامس فهتفت لينا :
- آه! يبدورائعاً!
فتحتالعجوز الباب ودخلت، ولكن عماد ولينا توقفا أمام البوابة ، وعندها أخرجت العجوزرأسها وأشارت لهما بالدخول قائلة :
- ادخلا!
ثم عادت للمنزل تاركة الباب مفتوحاً .. هم عماد بالدخول ولكن ليناأمسكت قميصه بقوة حتى كاد أن يتمزق وقالت :
- لاتدخل ! أيها المزعج .. فربما ...
- ماذا؟
احتشدت الدموع في عينيها وظهر الجزع في ملامحها وهي تقول :
- تلك العجوز التي تأكلالأولاد!

ضجعماد بالضحك، ولكنها صاحت بجديّة:
- أنا لا أمزح أيها المزعج! وإلا كيف شاهدتنا من هذا البعد؟ ربماتشممت رائحتنا ..!
فكر عماد للحظة ثم تكلم وهو يدخل المنزل بثقة :
- هذا في القصص الخيالية فقط .. ثم .. لقد نسيتيبأنني كنتُ ألوح لها لفترة!

صرخت لينا من الخارج :
- تعال أيها المزعج!! اخرج
ولكنها شاهدته يدخل ويختفي عن انظارها بينماوقفت في الظلام خارجاً " سأريك أيها المغفل! سأجعلها تأكلك الآن .. أحمق "
دخلت خلفهبسرعة وسرعان ما شاهدته واقفاً ينظر إليها وعلى وجهه ابتسامة منتصرة أزعجتهاكثيراً،، بعد برهة خرجت العجوز من احدى الغرف وهي تبتسم بلطف وتساءلت :
- هل انتماشقيقان؟
" لماذا يعتقد الجميع دائماً بأننا أشقاء! تلك الفكرة تجعلنيمجنوناً " أجاب وهويقترب من لينا :
- لا، نحن لسنا كذلك ..
ضحكت وهيتسحب احدى أخشاب الموقد :
- تبدوان متشابهان ..

" ألم أخبر تلك العجوز الخرفة بأننا لسنا كذلك .. " كانا ينظرانإليها ولكن النظرات الحارة كانت تخرج من عيني عماد لوحده، وحلت فترة من الصمتوالعجوز البطيئة تمشي جئية وذهاباً قبل أن تقول :
- تفضلا بالجلوس حالما انتهي مناعداد الشعلة ..
همس عماد للينا وهو يلقي بنفسه على الأريكة :
- يالها من بطيئة !
" ماذا أفعل مع ذلك المنزل المخيف وتلك العجوز الغريبة وذلك الأحمقالفضولي بجانبي، يا إلهي لماذا حظي سيء للغاية منذ أن خرجت منالبلدة " جلست وهيتضرب الأرض برجلها من التوتر ثم همست بنبرة عصبية :
- سوف تعد الفرن لتلقيك بداخلهوتأكلك !
ضحكعماد بصوتٍ عال، ولكنه أخفض صوته عندما تكلم :
- تلك العجوز الواهية ؟ كيف ستمسكني بالله عليك؟ إنها ضربة واحدة منقبضتي وستتحول إلى كومة عظام!
عاد للضحك بينما رمقته لينا بنظرات تفحص وقالت :
- لكنك لا تبدو قوياً ، فانت نحيلٌللغاية!
ظهرالانزعاج على وجهه وقال معارضاً :
- ماذا؟ إنني قوي جداً لكن انت تحتاجين إلى نظارة ، أجل نظارةطبية!
ضربجبهتها ولكنها ازاحت يده بسرعة وهي تزمجر غاضبة، وعندها ظهرت العجوز مرة أخرى مننهاية الممر وهي تحمل مصباحاً زيتياً وتسائلت باسمة :

- من أين انتما؟ لا تبدوان من هنا؟
لم يجب عماد، ولهذا نظرت إليه لينا فوجدته يرمقالعجوز بنظرة غريبة ولهذا دب الرعب في قلبها وهي تفكر "لماذا يحدق إليها بتلكالطريقة؟ هل هناك شيء ما خاطيء؟ هل اكتشف بأنها عجوز شريرةفعلاً" .. وقبل أنتكمل افكارها وتتوغل ابتسم عماد فجأة وقال :
- نعم نحن من البلدة المجاورة .
وضعت العجوزالمصباح الزيتي على الطاولة واخرجت عدسة مكبرة وهي تحاول اشعاله بعصا الموقد .. ولكنها لم تفلح، فوقفت لينا وقالت :
- دعيني اساعدكِ!
ابتسمت العجوز وقالت :
- خذيه يابنتي والمعذرة، فقد أصبح نظري ضعيفاً للغاية ..

اشعلتهلينا بسهولة على الرغم من يديها اللتان ترتجفان بسبب افكارها " نظرك ضعيف للغاية؟! وكيف إذا شاهدت عماد وهو يلوَح من تلك المسافةالبعيدة؟ لا يمكن لهذا الأحمق أن يكون طويلاً مثل النخلة؟ .. آه أنا حقاً خائفة .. خائفة .. خائفة !!"، في تلك الأثناء كان عماد يراقب عن كثب، أما تلك العجوز فقد كانت تنظر للينابعدستها مشدوهة ...

عندما انتهت لينا ، تكلمت المرأة العجوز :
- لينا ؟
ارتدت لينا للخلف، وصرخت بفزع :
- كيف تعرفين اسمي ..؟
وقف عماد وهو يتابع مراقبته للعجوز، ولكنهاقترب من لينا بعض الشيء وتساءل :
- صحيح، هل تعرفينها؟
هرولت العجوز إلى الممر مجدداً وهي تقول :
- انتظراني سوف أحضر لكما شيئاً .
" كيف تعرف اسمي؟ لابد أنها ساحرة شريرة! كماتوقعت " نظرت إلىعماد وقالت بصوت خفيض وهي على وشك البكاء :
- دعنا نأخذ المصباح ونخرج منهنا بسرعة ..
" لابد أنها سمعتني أناديها .. هل تحاول الآن فعل شيء ما" أجاب عماد وهويفكر :
- لا ..
ضغطت على كلماتها بنوع من الرجاء وهي ترجه من قميصه للمرة الثانية :
- دعنا نخرج من هنا بسرعة! أنا لستُ مرتاحة علىالإطلاق!
- قلت لا!
- عنيد ! أكرهك ..

نظرإليها عماد مقطباً جبينه، وقال بجدية :
- لن يمسك سوء طالما أنا معك! لكن أنا فضولي وأريد أن أعرف ماذا تخبيءتلك العجوز ..!
هتفت لينا بنفاذ صبر :
- لن يمسني ماذا؟! منذ أن عرفتك و المصائب تتوالىعلىرأسي الواحدة تلو الأخرى! أيها البغيض المزعج !
أمسكتبالمصباح الزيتي وهمت بالخروج بمفردها ولكنه امسك ذراعها بقوة وقال ببرود :
- هل ستسيرين في الظلاملوحدك؟
- اوف!
تركت المصباح مكانه، ووقفت وهي تتمتم بعصبية .. ولم تمر دقائق حتىخرجت المرأة العجوز تهرول وفي يدها صورة ..
اقتربت من لينا التيتراجعت بخوف، وقالت وهي تقرب الصورة من وجهها :
- انظري يا ابنتي .. أليست هذه الفتاة هيأنتِ؟
اختطفعماد الصورة قبل أن تشاهدها لينا، ونظر مابين الصورة يتأملها ووجه لينا ثم ظهرتعلامات الاستغراب على ملامحه ..
تسائلت لينا وهي تشعربالقلق :
- مالأمر؟ أعطني إياها ..
سلمهاالصورة ،ونظرتلتجد فتاة تجلس على كرسي خشبي وترتدي فستاناً عتيقاً ، تشبهها تماماً .. ولكن الصورة قديمة .. ممزقة .. باللونين الأبيض والأسود ..
قذفت بالصورة في الهواء وهي تقول بخوف :
- ليست أنا!! أنا لم ألبس تلك الملابس فيحياتي!!
انهمرتدمو ع المرأة العجوز بينما التقط عماد الصورة وسمعها تقول :
- تلك الفتاة ابنتي، التي هربت مع عشيقها منذواحد وعشرون عاماً!
تعالت نظرات الاندهاش على وجهي لينا وعماد ..
بينما تابعت العجوز تساؤلها بعاطفة بالغة :
- هل يمكن أن تكونيحفيدتي!
راقتالفكرة لعماد الذي هتف على الفور متسائلاً :
- انت! الا تعرفين شكل جدتك؟!
أومأت لينا بالنفي وقالت :
- لا .. لا أعرفها ..
تطلعت قليلاًبوجه المرأة العجوز وهي تفكر" هل يمكن أن تكون تلك الجدة، هي جدتيالحقيقية؟ لكن أمي أخبرتني أنها ماتت منذ زمن .. كيف " انتقلت أفكارها إلى كلام مسموع عندما قالت :
- اخبرتني أمي بأن جدتي توفيت ..
ظهر الحزن على وجه العجوز وارتمت على أحدالمقاعد وهي تبكي .. بينما تكلم عماد :

- ربما أخبرتك بذلك لأنها تعلم بأنها تركت والدتها منذ زمن؟ أو حتىتقطع سيل اسألتك ..
ثم تمتم لنفسه :
- أعرف أنك تسألين كثيراً ..!
لكزته لينا في جنبه وهمست في اذنه :
- توقف عن سرد التخمينات أيها المزعج!

لوى عمادشفته وهو يفكر بحيرة .. ثم وضع الصورة على الطاولة أمام الجدة وقال :
- كانت فرصة سعيدة أيتها الجدة .. شكراً لك، لكنالآن يجب أن ننصرف!
رفعت العجوز المسكينة رأسها والدموع تملأ عينيها ، ثم أمسكت بمعطفلينا وتوسلت :
- ارجوكِ لاتذهبي!
نظرت لهلينا بحزن نظرة مغزاها" ما العمل " ؟
ولكن نظرات عماد الجامدة لم تعطها أية إجابةوعندها عاد يتسائل بصوتٍ مرتفع :
- أنت متأكدة بأنها ليست جدتك التي تبحثينعنها؟
" ليست عندي جدة أبحث عنها أيها الأحمق!! ماتلكالورطة " ، ربتتلينا على كتف الجدة وقالت بحنان :
- أرجوكِ توقفي عن البكاء، أناواثقة بأنك ستجدين حفديتك الحقيقية ..!
اجابت العجوز :
- لكنها أنتِ ، لينا ، لقد أرسلت لي والدتك رسالة بعد زواجها بفترةوأخبرتني بأنها سعيدة ورزقت بابنه تدعى لينا !
ثم وقفت وكأنها تتشبث بحبل الأمل الجديد وقالت :
- مازلتُ احتفظ بالرسالة إن كنتِ تريدين رؤيتها ..
لم تعطهاالفرصة للإجابة وانطلقت تهرول ببطء في الممر وهي تنظر أمامها، وعندها همس عماد وهويعقد ذراعيه أمام صدره ويتنهد :
- يبدو بأنك عثرتِ على جدتك الحقيقة! آه كم هذا العالمصغير!
لمتكن لينا مقتنعة، تشوشت أفكارهاونظرتإليه بحيرة وهي تقول :
- عماد!
" ماذا؟ هل قالت اسمي الآن؟ هلنادتني باسمي حقاً !! " شيء مثل الصاعقة أصاب عماد الذي حدق في الفراغ أمامه سارحاً فياللاوعي ..
- أنت أيها البغيض!!
رجته للمرة الثالثة ، وعندها نظر إليها بذهولوقال :
- ماذا قلتِ؟

عضت على شفتها السفلى ثم اخذت نفساً عميقاً وهيتقول :
- لقد أخفيت عنكَ أمراً ما ...
وكأنما أفاقعلى صفعة فاعتدل قائلاً باهتمام :
- ماذا؟
ترددت وهي تتسائل بخوف :
- لماذا تبدو جدياً للغاية ...؟ لقد أخبرتني بأنه لن يمسني سوء مادمتبصحبتي، صحيح؟
لم يفهم عماد مقصدها جيداً، ولكنه أردا أن تستمر بالحديث وعندهاأومأ بالايجاب، فتسائلت وهي تشد قميصه بتوتر :
- هل هذا وعد ...؟
الجملة الأخيرة سببت له صدمة متتالية، فهو لن يعد بشيء لن يستطيعالوفاء به .. " ياله من وعد صعبٍللغاية " ولكنهأجاب بدون تردد :
- هذا وعد ، ولكن ما الشيء الذي قمتِ باخفاءهعني؟
عادتالمرأة العجوز تهرول في الممر، وقالت وهي تمد يدها أمامها :
- هاهي الرسالة، اقرأيها بنفسكِ !
صرفتلينا ناظريها عن عماد وامسكتبالرسالة المهترئة المكتوبة علىنوعٍ غريب من الورق الأصفر ، فتحتها بحرص وبدأت تقرأ ..
" هل يمكن أن يكون هذا خطُّ أمي؟ أو حتى أسلوبأمي ... هذا يبدو مستحيلاً إنها مجرّد مصادفة " كانت تفكر بينما تقرأ الرسالة ..
بينما وقف عماديغلي وهو ينظر بعيداً ويتسائل لنفسه " ماذا كانت تريد أن تقولياتُرى! ما الشيء الذي تخفيه عني؟ هل هو بتلك الضخامة ..؟ أشعر بالفضول حقاً لمعرفةما سيكون بأي حال، سوف أتوقع الأسوا .. "
نظرت لينا إلى المرأة العجوزوسألتها:
- منذ متى وصلت إليكِ تلكالرسالة؟
اظهرتالمرأة المظروف ووضعت عدستها لدقائق ثم قالت وهي تعطيه لعماد :
- اقرأه يابني إنه هنا فأنا لا أراه جيداً ..
نظر عماد علىظهر المظروف وشاهد التاريخ :
"13 ابريل،1805"
عاد ينظر للمرأة ببلاهة وتسائل :
- ماهذا؟ هل هذا تاريخ أم رقم الرسالة؟
أجابت المرأة :
- اقرأ التاريخ إنه على ظهر المظروف ..
وقف ينظر إلى المظروف مثل الغبي، وهو لا يدريماذا يقول .. لهذا انتزعت لينا المظروف من يده وتأملته لثوان .. قلبته عدة مرات لكيتحصل على رقمٍ مفهوم ثم قالت :
- ذلك الجزء الاخير ... لا يبدوكـ تاريخ؟!

قال بشيء من الخوف :
- إذا كان هذا هو التاريخ حقاً، فهذا يعني انها ارسلته منذ ما يزيدعلى المائتي عام ؟
نظرت لينا إلى عماد بذعر ، ثم قرأت الرقم قائلة :
- هل تعنين العام ألف وثمانمائةوخمسة؟
اومأتالمرأة بالإيجاب ...
وعندها ابتعد عماد للخلف وقال :
- هل انتِ شبح امرأة عجوز! اعترفي ..
ارتجفت لينامن جملة عماد الحمقاء وسقطت الورقة من يدها .. وعندها نظرت العجوز لهما وهي لاتفهمشيئاً وتسائلت بقلقٍ وحزن:
- ماذا تقصديابني؟
امسك عماد لينا من ذراعها وركض للخارج ولكن العجوزامسكتها منذراعها الاخرى وهي تبكي وتصرخ :
- لا تتركيني! لينا! ابقي معي ..
هتف بانفعال :
- دعيها وشأنها ايتها الشبح اللعينة !
صاحت العجوز :
- اتركها أنت! لماذا تحرمني من رؤيتها قليلاً ...
انتزعت ليناذراعها من عماد وقالت وهي مشوشة التفكير :
- توقف!
تركها عماد وهو ينظر إليها متعجباً .. وسحبتها المرأة العجوز وهيتقول :
- لقد حرمت من ابنتي بسبب حبيبها! أرجوك لاتحرمني من حفيدتي .. اتركها معي لبعض الوقت ..
أشفقت لينا على المرأة المسنّة ، وربتت علىظهرها وهي تقول لعماد :
- لا بأس فالنبق معها الليلة ..
لم يكن هذاماتفكر به حقاً، لقد كانت مذعورة أكثر من أي شيء، ولكنها شعرت بالشفقة على تلكالعجوز، وأيضاً باتت تشعر بالندم لأنه كان قراراً متسرعاً ..
جلس عماد علىرجليه خارجاً أمام الباب وهو يحاول استنشاق بعض الهواء بسبب ما شعر به من ضغط ازاءماحدث ، كما أنه لا يستطيع الحصول على أي تفسير للموقف " كيف تكون تلك البلاد بهذه البدائية؟ إذا كانت تلك الرسالة من عشرونعاماً في تاريخ ألف وثمانمئة وخمسة .. إذا كم العام الآن ..؟ إنه ليس العام ألفينبكل ثقة .. "
خرجت تنهيدةحارة وهو يشعر بالدوار ، كان يسمع صوت لينا بعيداً وهي تتكلم مع العجوز في المطبخبينما يعدان العشاء ولهذا سأل نفسه بخفوت :
- هل هي خائفة الآن وتحاول التظاهر كالعادة ..؟
وحتى قبل أنتمر دقيقة واحدة على تساؤله سمع صوت تحطم شيء زجاجي بالمطبخ، ولهذا نهض وركض إلىداخل المنزل بسرعة ..

قبل أن يصل سمع صوت المرأة العجوز تتسائل :
- هل انتِ بخير؟
وعندما وصل كان هناك طبق زجاجي محطم وليناتحاول جمعه وهي تقول :
- آسفة حقاً ، لم أقصد بأن اسقطه ..
" هي خائفة جداً الآن؟ إذا هل علي البقاء هنا؟ " جلس على أحدكراسي الطاولة الدائرية في المطبخ وقال باسماً:
- ألا تحتاجون مساعدة من الطاهيعماد؟
رمقته لينا بنظرة ارتياح، بينما تسائلت المرأة العجوز :
- هل تستطيع الطبخ؟
فتح عماد عينيه وقال بشكلٍمبالغ :
- اوووه! مابك؟ إنني عبقري في الطبخ ..
عادت لينا تظر اليه ولكن تلك المرة كانت نظرة ساخرة وارتسمت ابتسامةعلى شفتيها، اما العجوز فقد ضحكت وتسائلت :
- هل انت زوجحفيدتي؟
"يالها من عجوز مزعجة " تغيرت نظرة لينا إلى نظرة عدوانية ولهذا ارتبك عماد قبل أن يقول :
- آه! أجل .. بالطبع بالطبع ..
سحبته لينا من قميصه إلى خارجالمطبخ وقالت بغضب :
- لماذا تستمر بالقول بأننا زوجان لكل شخصٍتقابله! أتعلم؟ هذا لا يعجبني أبداً !! أنت فقط تستمر بتشويه سمعتي أمامالآخرين!
نظر لها عماد قليلاً ثم قال :
- وفيم يشوه سمعتك؟ انه يشوه سمعتي أنا ومع ذلكأنا استمر بحمايتك ..!
- اوه! حقاً .. ماذا إن كان الجميع ينظر إلى علىأنني امرأة متزوجة من شاب مجنون بينما لستُ كذلك هذا ليس شيئاً جيداً، وأيضاً ماتلكالحماية التي تدعيها؟ ألا تعلم كم أنت شخصٌبغيض؟
هز كتفيه بلا مبالاة وعاد يقول :
- لا بأس، اخبري تلك المرأة العجوز بأنه لاتربطنا أي صلة قرابة ثم ستتشبث بك أكثر وسأضطر لمواصلة السفر لوحدي وتركك هنا معشبح القرن العشرين ..
ضربت كتفه بقبضة يدها وقالت بغيظ :
- لن تستطيع أن ترحل بدوني هل فهمت؟! هل نسيت وعدك؟ آه يا إلهي إنكعديم المسؤولية ..
صمتت قليلاً وهي تفكر بأسى في حالها، وعندمالاحظ عماد تكلم قائلاً :
- أنا لا أخلف وعدي أبداً !
- اعرف!
صاحت بتلك الكلمة قبل أن تركض عائدةالىالمطبخ، ولكنها توقفت أمام الباب قبل أن تقول :
- هيه .. الن تأتي؟
ابتسم ولحق بها مستسلماً .

جلس الثلاثة حول مائدة العشاء الدائرية عماد ولينا متجاورين بينماجلست المرأة العجوزة أمامهما ، وقدمت الأخيرة نوع من الخضروات أبيض اللون فتسائلعماد :
- ماهذا؟
اجابت العجوز :
- فاكهة الفلفل .
نظر باستغراب إلى لينا التي هزّت رأسها نفياًوهمست :
- لا تأكل منها .
- لماذا لا اتذوقها ..؟
- لا تبدو كالفلفل .. أ .. آعني هل هناك فاكهة اسمها فاكهةالفلفل؟!
- ولكن .. ربما هي شيء لذيذ!
- يالك من أحمق ..

قاطعتهما العجوز قائلة بحنان :
- فيم يتهامس الزوجان العزيزان ؟ ألا يعجبكماالطعام؟
أكل عماد قطعة من الخضار الغريب " يا إلهي إنه سيءللغاية " ثم قالوعلى ملامحه تعابير غريبة :
- إنه لذيذ للغاية .. !
نظرت لينا إلى ملامحه وشاهدته يبعد الطبق قليلاً وهو يضحك ويأكل منشيء آخر فكبتت ضحكاتها وهي تفكر" أكاد أنفجر من الضحك عليه! هل أحمق إلى هذه الدرجة أن يأكل شيئاً لايعرفه؟!" ولكن عمادنظر نحوها فجأة وشاهدها تكبت ضحكاتها،فقدم لها بعض الفلفل وهو يقول يصوتٍ عال :
- لماذا لا تتذوقين فاكهة الفلفل ؟؟ إنها لذيذة للغاية !
انقلب وجه لينا السعيد وابعدته وهي تقول :
- كله أنت سمعت بأنه مفيدٌ للرجال النحيلون ..
- آآآه!!! توقفي .. ! أنا لستُ نحيلاً ..!
- بلى ..
ضحكت الجدة وقالت :
- إنه مفيد لكما، كما انه يقوي البدن، وانتما ستذهبان في رحلة شاقةغداً .
ترك عماد الطبق وهو يزفر بضيق بعد أن تورط في أكله بالكامل وظلتالجدة تراقبه وهي تقول كل المزيد، أما لينا فباتت تشجع ضاحكة على ملامح وجهه الضجرة :
- نعم المزيد! هيا كل المزيد حتى تصبح كالعملاق الأخضر ..
- سأصبح العملاق الأبيض !

بعد انتهاء العشاء كان عماديشعر بالدوار بسبب طعم الفلفل السيء، أما لينا فقد ضحكت حتى دمعت عينيها، وبعد أنقامت بالترتيب مع الجدة عادت إلى الصالة لتفاجيء بأنه يغط في النوم جالساً علىالأريكة!
تبعتها الجدة وأحضرت بطانية ثم قامت بتغطيته وهي تقول باسمة :
- يبدو بأنه ارهق كثيراً، وأيضاً أكل كثيراً من فاكهة الفلفل ..

همست لينا ببعض القلق :
- وماذا تفعل فاكهة الفلفل ..؟
نظرت إليها العجوز وعينيها تلمع في الظلام وهمست :
- إنها تجعل الشخص يغط في نومٍ عميق ..
توقفت لينا عن الشعور بأي شيء وبدأت أفكارها تعصف بها" هل تعمدت العجوزأن تتخلص من عماد لكي تأكلني! نعم إنها عجوز شريرة .. لا يمكن أن أن تكون تلكالحركة بالمصادفة سوف ... "
شعرت بالعجوز تمسك بذراعها وتتكلم بخفوت :
- هيا تعالي ونامي في غرفتي .
سحبت لينا ذراعها بسرعة وقالتبصوتٍ مرتجف :
- سأنام هنا!
ثم جلست بجانب عماد علىالأريكة، ولكن العجوزامسكتبها وقالت مصرّة :
- لا! سوف تأتي معي .. سوف تذهبون في الصباح وأنا أريد أن اتمتع بكقليلاً ..
(11)
سمعت صوت عماد يتكلم بخفوت :
- أرجوك أيتها الجدة أنا لستُ معتاداً على النوم بدون زوجتي .
" الحمد لله انه مستيقظ .. لكن .. ياللوقاحة !! " نظرت لينانحوه بارتياح، كان يتكلم مغمض العينين، وعادت العجوز تحاول أن تثنيه :
- فقط اتركها الليلة يابني ..
صاح بصوتٍ أعلى :
- لا استطيع .
نظرت العجوز مستسلمة وأشارت إلى غرفة في الجواروهي تقول :
- إذن تعالا فهي غرفة مجهزة للضيوف ..
تكلم عماد وهو يرمي برأسه على ظهر الأريكة ويتكلم بصوت مترنح :
- لا! تعجبني تلك الأريكة ..!
قالت لينا متظاهرة باللطف :
- لا بأس ياجدتي إن تلك الأريكة مريحة .
اعترضت الجدة بعصبية :
- لا يمكن أن تجعلي زوجك يفرض رأيه عليك بتلكالطريقة، وتلك الأريكة ليست مريحة فلا يمكنك النوم هنا! وإلا فالتتركيه ينام كمايحب وتأتي معي ..
أردف عماد وهو يقف بشكلٍ مفاجيء ويقترب منالعجوز :
- شباب آخر زمن .. تقولين هذا داخل قلبك ..؟

شعرت الجدة بالقليل من الفزع اعادها خطوتين إلى الخلف وجعلها تقولعلى الفور :
- بالفعل أنا أقول هذا، لذا لن أترك حفيدتيالغالية تنام مرتجفة على الأريكة في هذا الجو البارد .

انتهى بهما المطاف جالسين في الغرفة على طرف السرير كبير .. بجانبهكرسي خشبي يتسع لشخصٍ واحد، وبعض الرفوف خلف الباب تحمل القليل من الكتب التييعلوها الغبار ..
تنهد عماد وهو يفتح عينيه بصعوبة فقالت لينابخوف وهي تهزه من قميصه :
- إياك أن تفكربالنوم!
- لماذا؟ أنا شبه نائم ..
تركته لينا وفركت يديها بقلقوقالت :
- هل سمعتها تقول بأن ذلك الفلفل يجعلك تغط في النوم ...؟
ضحك ضحكة قصيرة وقال ساخراً وهو يفرد ذراعيه في الهواء ثم يسقطهمابجانبه :
- سوف اشتري الكثير منه .. أنا حقاً أعاني من صعوبات النوم .
" لماذا يبدو كالسكران، هل تلك الفاكهة تحتوي شيئاً مثلالخمر " كانت تنظرله متسائلة ثم قالت :
- هل انت بخير؟ نم على السرير هيا ..
توقف عن الابتسام والترنح ونظر نحوها فجأة وهو يقول بجدية :
- لينا ..
- مـ .. ماذا؟
عض على شفته السفلى وهو يفكرقليلاً ثم عاود النظر إليها وهو يتسائل :
- ماهو الشيء الذي اخفيته عني ..؟
" يبدو أنه بخير تماماً " صمتت لينا تفكر وشعرت بالارتباك ثم قالتبشكلٍ مباشر :
- أنا .. ليس لدي جدة أبحث عنها .
تكلم وعيناه متسعتان يحدق إليها بنظرات تملأها التساؤلات :
- إذا .. لماذا خرجتي في القطارالسنوي؟
توترت لينا وشبكت أصابع يديها بقلق .. ثم صاحت بشكل مفاجيء :
- آه! لقد خرجت لأن بلدتي كانت خاوية من البشر، وفي الحقيقة أنا مثلكليس لدي وجهة محددة .

" هذا فقط السر؟ هذا فقط ماكذبت علي لأجله .. آآه! وأنا الذي توقعت شيئاً كبيراً، بالفعل مهما بحثتُ في حقيبتها أنا لا أجد ذلكالعنوان أبداً .. " نظر إلى الأرض وتنهد تنهيدة قصيرة ثم قال:
- سوف أنام .
وقف وسار نحو الكرسي الخشبيفقالت لينا معترضة :
- لا تقل لي بأنك سوف تنام هنا ..!
- أجل ..
ارتمى على الكرسي وغطى وجهه بكفيه وهو يفكر " إذاً متى سأخبرهاعن كذبتي أنا؟ لقد تعدت مجرد الكذب بكثير .." خرجت كلماتها تتسائل بحزن :
- هل أنت غاضبٌ مني؟
لم يبعد كفيه عن وجهه بسببالضحكة التي باغتته، تظاهر بالحزن قائلاً :
- لقد تفاجئتُ حقاً .. بذلت جهدي الكامل لكي أعثرعلى جدتك .. وفي النهاية يتضح بأن جهدي لا شيء ..
- حسناً آنا آسفة .. لقد فعلت ذلك لانني كنتُ خائفة منك .
ابعد كفيه ونظر إليها وهو يتسائل بصوت مليء بالحيوية :
- هل يعني هذا بأنك لستِ خائفة مني؟
" أليس غاضباً الآن ..؟ " أجابت :
- لا، ولكنك ماتزال مزعجاً ..
ضحك ضحكة بلهاء ثم قال وهو يحمل حقيبته السوداء معه كالعادة :
- إذا سوف أخرج وأنام على الأريكة، اغلقي الباب جيداً حتى لاتتسلل تلكالعجوز وتأكلك ليلاً ..
" لا أصدق ما يفعله، إنه يستمر بإلقاء الكذباتعلى الآخرين ولا يعرف عاقبة هذا .. ماذا ان استيقظت العجوز ووجدته نائماً علىالأريكة ؟! آه ماذا أفعل يا إلهي بذلك الأحمق " صاحت به قبل أن يغلق الباب :
- انتظر! يجب أن تنام هنا!
- لا تبالي سأهتم بهذا ..
أغلق الباب خلفه غير مبال لكلامها، ومن ثم تكلم من الخارج :
- أغلقي الباب جيداً .
- حسناً .
أغلقت الباب بالمفتاح وعادتإلى سريرها ولكنها لم تستطع النوم جيداً فقد كانت تفكر طوال الليل .
--------------
في الصباح سمعت طرقاً خفيفاًعلى باب الغرفة، عندما استيقظت كانت تنام على السرير بإهمال وتقلبت ببطء ولكنهاسرعان ماتذكرت بأن عماد في الخارج فأسرعت بالنهوض وفتح الباب وعندها دخل وهو يقولفي عجل :
- ماهذا! كادت العجوز أن تكشفني ..
- متىاستيقظت؟
- يجب أن نرحل الآن .
- حسناً ..

بعد الإفطار، قام الاثنان بتحية الوداع للمرأة العجوز التي كانتتذرف الدموع الحارة، وطلبت من لينا العودة لزيارتها، ثم سارا متجاورين وسط الحقولبدون تبادل الكلمات ..
" آه يا إلهي، متى ظننت أنه بخروجي من موطني سوفأجد الهدوء والراحة .. كيف كنتُ ساذجة إلى تلك الدرجة، الحمد لله على خلاصي من تلكالمرأة بسهولة .. ظننت انه سوف يحدث شيء خطير قبل أن أخرج من هناك..."
نظرت إلى عماد الذي كان يمشي بجانبها بهدوءغريب لم تعتد عليه من جانبه .. ولهذا تسائلت علىالفور:
- أيها المزعج! هل انت بخير؟
فتح ذراعيه في الهواء وقالبمرح مفاجيء :
- بالتأكيد! ياللراحة! لقد خرجنا من عند العجوزالشبح أخيراً ..
" هل كان خائفاً طوالالوقت؟ " ابتسمتبدهاء وعادت تتسائل :
- لماذا أنت سعيدٌ جداً هل كنت خائفاً؟ هيا اعترف ..
- ما .. ماذا؟
" وكأنني نمتُ دقيقة واحدة طوالالليل! " رفع رأسهوتابع بعناد :
- بالتأكيد لم أكن خائفاً .. حتى ... حتى .. إننيكنت أغط في نومٍ عميق!
نظر إليها فوجدها تبستم بمكر وهي تنظر تنظراتٍغير مصدقة، ولهذا بدأ يدافع في توتر :
- اووه انظرو من الذي كان خائفاً .. ألم تكونيترتجفين مثل الدجاجة المذعورة!
ضحكت لينا وتابعت سيرها بصمت أما هو فقد تبعهاوهو يتكلم ويمثل بيديه مثل طريقة العجوز :
- ولكن تلك المرأة غريبة! وعندما أمسكت بك بتلكالطريقة .. آه لقد شعرت بالقلق وكدت ان اقتلها ..
- هل انت معتاد على قتل الناس!
ضحك ولم يجب ، تابعا سيرهمابصبر حتى انتصفت شمسُ الظهيرة، وأصبح الجو حاراً للغاية .. وعندها توقف عماد عنالسير بشكلٍ فجائي ولهذا تطلعت خلفها لتراه واقفاً بصمت وملامح الارهاق بادية علىوجهه فبادرت قائلة :
- دعنا نتوقف قليلاً ..
حرك رأسه نفياً وقال بعناد وهو يتابع سيره :
- لا يمكن ..
- لكنك لا تبدو بخير ..!
- أنا بخير .
" ياله من شابٍ عنيد .. " سارت خلفه وهيتقول :
- لكن لماذا! أنا أيضاً أشعر بالتعب والعطش ..
لم يتردد في التوقف وتابع السير بجدية بدون أن يجيبها فقط كان يدوربرأسه " لو توقفتلحظة في تلك الشمس الحارّة سوف أموت ..! " وتمتم لنفسه :
- آه! الشمس حارقة! أشعر بأننيأذوب!!
اسرعت لينا بالمشي وتساءلت بخيبة أمل :
- هل تذوب حقاً ..؟ كنت أظن أنك كائن فضائي ... ولكن اتضح بأنك رجلالجليد .
نظر لها بطرف عينيه وعلت على وجهه ابتسامة شريرة وهو يقول :
- لكن أنتِ لا تعرفين عني شيئاً ، فربما أكون قاتلاً محترفاً أوهارباً من العدالة ..
تسائلت بحماس مفاجئ :
- مثل القاتل المأجور؟!



" لماذا تبدو سعيدة للغاية ؟ " نظر لها باستغراب وتابع :
- ألا تخافين بأنني ربما قتلت الكثير من الأشخاص ثم هربت من بلدي ..؟
لمعت عينيها ببريق غريب وتكلمت وهي تحرك يديها في الهواء :
- مثل الشخص الذي يبدو شريراً ولكنه في الحقيقة لديه جانب طيب ومسالم ..

- هوي! هذه ليست قصة خيالية ..
نظر الاثنان إلى بعضهما لوهلةبينما كانت لينا تفكر " في الحقيقة، أنا لا أعرف عنه أي شيء سوى اسمه .. وهذا الأمرمخيف" تكلمت ببطء :
- لكن أنت أيضاً لاتعلم عني شيئاً فربما أكون .. لصةمحترفة!
قبضت على حقيبته بشكل مفاجيء مماجعله يتوقف عن السير وهي تقول :
- مثلاً أسرق كل الأشياء المهمة في حقيبتك ثم ألقي بها في الوادي ..
توقفت عن الكلام وهي تتذكر عندما ألقي بها في قعر الوادي فتركتالحقيبة واغمضت عينيها بشيء من الجزع :
- لآ! لن اقترب من الواديماحييت!
" يالها من ذكريات سيئة " ضحك عماد يطرد افكاره وتابع سيره مع ليناالتي عادت تتسائل :
- لكن لماذا لا أعرف عنكَ شيئاً ..؟ هيا أخبرني .. هيا ..
- بماذا اخبرك؟ كما ترين رجل الجليد لا يوجد لديه سيرة ذاتية !
" الآن يجب أن أجعله يعترف، لقد أصبحت فضولية بشأنه كثيراً .. " قالت بشكلكوميدي :
- بلى رجل الجليد لديه سيرة .. هيا أخبرني !
- ماذا عن لصة المجوهرات الثمينة!؟ ماهي سيرتك الذاتية ..

" ماذا هل يقلب الأمر علي .. لن أريحه أبداًبشأني " كانت ليناتفكر بينما شاهد عماد عدة أفراد من الجنود يقفون على جانبي الطريق " من هؤلاء ..؟ هلهناك حربٌ في الأنحاء " صاحت لينا عندما رفعت رأسها :
- من هؤلاء!
- لا أعلم، ولكن لا بأس علينا الاستمرار فيالطريق ..
توقفت لينا بدون تفكير والجزع باد على وجهها :
- لكن لقد سُرقت حقيبتي! ماذا لو طلبوا هويتي؟ أنا لا أملكبطاقة!
لم يتوقف عماد عن السير فقط كان يفكر " ماذا لو علمتي بأن بطاقتك بحوزتي ..؟" ولهذاركضت خلفه وامسكتمعطفه لكي تمنعه من السير وقالتوالدموع تملأ عينيها :
- لا تذهب .. دعنا نعود أدراجنا ..
أبعد يدها بلا مبالاة وقال ببرود وهو يتابع سيره :
- لا تخافي! لن يحدث شيء سيء !
" لماذا أصبح قاسياًفجأة " ظلت واقفةفي مكانها وهي تنظر بعيداً، مسحت دموعها وقالت :
- هل تعدني بأنه لن يحدث شيءسيء؟
توقف عن السير والتفت ينظر إليها، " ألا تعرفين بأن وجودك معي بالكامل هو مجرد حظسيء لكِ .. يا ألهي كيف يمكنني أن أعدها بمثل تلك الوعود الصعبة وأنا لا استطيع فعلأي شيء بالشكل الصحيح؟.." بالنسبة لها، كانت نظراته قاسية ، باردة و كان صامتاً بشكلٍ مستفز ..
شعرت بالبرودة، منذ فترة لم تشعر بذلك الإحساس، في البداية عندماكان ينظر لها بنظراتٍ باردة، مخيفة .. وغير مفهومة .. لقد تلاشت تلك النظرات معالوقت، مع الظروف التي جمعتهما ..
حتى ظنت بأنها اختفت ،" لكن لماذا يحدقلي بتلك الطريقة .. هل يخفي عني شيئاً ما؟ أم أنني ارتكبتُ خطأ ما ..؟ " احتشدتالدموع في عينيها وسارت بدون قول أي كلمة ..
سار بجانبها ببطء وهو يفكر" لماذا لم تنتظرحتى أنطق ..؟ هل كنتُ قاسياً جداً ..؟" داهمته الذكريات المفاجئة وصدر صوت فتاة فيعقلة، كان يعرفها جيداً .. " أنت قاسٍ جداً، لاتُطاق .. لم أعد احتمل صمتك" .. سرت رجفة فيجسده وحرك رأسه يمينا ويساراً لكي يطرد تلك الذكريات السيئة ..
كانا يقتربان من نقطة الجنود أكثر فأكثر، حتى رأوهم الجنود وعندهااقترب احدهم وصدر امر منه على الفور :
- توقف وأظهر بطاقتك ..!
توقف عماد اما لينا فقدامسكتذراعه والخوف يعتصرها ، اخرجعماد بطاقته من جيب سرواله وتأمل الجندي الصورة جيداً ثم قال :
- وبطاقة الفتاة ..؟
كادت لينا أن تتلاشى ذعراً ،اغمضت عينيها واختفت خلف ظهر عماد أكثر وأكثر ..
وعندها تكلم عماد قائلاً :
- لقد سرقت حقيبتها منذ فترة، وليست معها بطاقة هوية ..
أشار الجندي إلى حقيبة عماد السوداء وهمهم :
- سنفتش هذه !
" هل مرّ الأمر بسلام؟ هل سيتركونني أعبر ..؟ " فتحت ليناعينيها وابتعدت عن عماد قليلاً لتفسح له المجال بانزال حقيبته من فوق ظهره ، ولكنهقام بمباغتته الجندي وضربه في وجهه بطرف الحقيبة !
سقط الجندي ارضاً واسرع رفاقه بالتجمهر حول عماد الذي امسك ليناالمذهولة وشرع في الركض السريع!
كان يسحبها خلفه سحباً، وصرخ :
- اركضي بشكلٍ اسرع!
نظرتالىالخلففشاهدت الجنود يصوبون اسلحتهم وعندها صرخت :
- توقف ..
- لا!
- لن تستطيعالهرب!
أفلتت لينا يدها ووقفت في منتصف المسافة حيث لحق بها الجنودوامسكوها، وتوقفعماد بدوره وهو ينظر إليها "لماذا توقفتِ لماذا!! كان بإمكاننا الهرب .." من بعيد اخذهاالجنود في عربة صغيرة واقترب احدهم ونزع حقيبته بقسوة ثم قال :
- ستحول إلى التحقيقات حيال تصرفك!
رمقه عماد بنظرة احتقار وهمس :
- كنتُ سأحول إلى التحقيقات بكلالأحوال!
" آه يارب ساعدني ، لا يمكن ان تخرجي الآن يا دموعي .. " كانت جالسة فيالعربة الصغيرة التي تجرّها الخيول برفقة الجنود ذوي الازياء الزرقاء والسراويلالضيقة الغريبة، كانت تشعر بالخوف والقلق، وزادت اعبائها عندما شاهدت ذلك النفقالاسود المظلم الذي دخلت بداخله العربة ..
تسللت دمعة من عينيها مسحتهابسرعة قبل أن ترى النور من جديد، ومن بعيد لاح قصر كبير يقف وسط الخضرة والحدائق ..
- انزلي ..
دفعها احدهم بقسوة .. ونزلت لينا بخوف وتبعهاجنديان من يمينها ويسارها، من أحد الابواب الخلفية، تكلم أحد الجنديين مع امرأةعجوز ، والتي نظرت نحو لينا وقالت :
- اتبعيني ..
" يارب ساعدني .. " تطلعت حولها علّها تشاهد عماد في أي مكان،ولكنها لم تر أحداً ، وسارت خلف المرأة العجوز والخوف يمتلكها ..

__________________
الى اللقاء
  #120  
قديم 05-03-2012, 03:01 PM
 
البارت روووووووووووعه وحمااااااااااااس
اما ذي العجوز خوفتني><"
kαtniS likes this.
__________________


It's gotta Be you ..
only you..
:kesha:
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هل نرى بعد منتصف الليل شهبا أكثر مما نراها قبل انتصاف الليل ؟ Heavens ❤ علوم و طبيعة 6 02-08-2011 10:12 PM
في منتصف الليل نور العين200 شعر و قصائد 2 12-23-2008 07:33 PM
همسه / بعد منتصف الليل .. ساهر وحيد أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 15 12-16-2008 02:56 AM
منتصف الليل,,, دقة قلب أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 0 07-14-2008 11:00 PM


الساعة الآن 05:50 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011