عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > ~¤¢§{(¯´°•. العيــون الساهره.•°`¯)}§¢¤~ > أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه

أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه هنا توضع المواضيع الغير مكتملة او المكرره في المنتدى او المنقوله من مواقع اخرى دون تصرف ناقلها او المواضيع المخالفه.

Like Tree313Likes
 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #246  
قديم 05-25-2012, 01:33 PM
 
البارت رائع و اتمنى ان تسرعي في كتابة البارت القادم لانني في شوق لمعرفة الاحداث القادمة بانتظار البارت القادم على احر من جمر تحياتي لكي يا صديقتي
__________________
stand up for what you believe in even if it mean standing alone



andy biersack
  #247  
قديم 05-25-2012, 01:36 PM
 
----------------------
(17)
" آآآه! اختفت المدينة .. هل كان وهم؟ ام سراااب! " ازداد الجو برودةمع هطول الأمطار الغزيرة، وشعرت بأنها بدأت في الارتجاف ولكن عماد تكلم وهو يرفعحاجبيه بلا مبالاة :
- لا تقلقي هذا بسبب الضباب، لقد ازداد كثيراًوحجب الرؤية عنا ..
- هل انتمتأكد؟
نظر إليها بتلك النظرات الواثقة وابتسم قائلاً بهدوء :
- نعم، أنا متأكد ..
وضع حقيبته على الأرضفتحها واخرجمنها المعطف الرمادي ثم اقتربمنها واضعاً إياه فوق كتفيها وهويقول :
- تشعرين بالبرد ..؟
" ذلك الشاب الأخرق، قريب .. قريب للغاية، ماتلك الحرارة التياشعر بأنها تنبعثمنجسده ! " اعتصرهاالخجل، فتسائلت بدون أن تنظر إليه :
- هل انت مريض .. ؟
" يالهمنسؤالٍ غريب ! " رفعحاجبيه وقال :
- أنا بخير!
- لكن، حرارتكمرتفعه؟
- ليست كذلك !
زفرت بضجر ولكنه اقتربمنهامجدداً واخفض رأسه نحوها وهو يقول :
- تريدين أن تتحسسي جبهتي لتتأكدي ..؟
سرت القشعريرة في جسدها وصرخت وهي تركض بعيداً :
- لا أريد أن اقتربمنك حتى! ابتعدعني!
" يالهامنطفلةعنيدة" توالت ضحكاته ومنثم حمل حقيبته وهو يسير خلفهامحاولاً اللحاق بخطوات ركضها السريع.
جلس الاثنان تحت شجرةضخمة ليحتميامنالامطار الغزيرة، كان الجو بارداً وضبابياً ، ولانها أصيبت بالبرد الشديدتقوقعت حول نفسها وفركت يديها محاولة جلب الدفء، كان عماد يراقبها بهدوء وعندهاتكلم قائلاً :
- تشعرين بالبرد لأنك تبللتي ..
رفع شعرها المبتل بمياه الأمطار قليلاً فشعرت بالخجل وامسكت بشعرهابسرعة فعاد يقول بخفوت :
- ارفعيه بعيداً عن رقبتك ..
- هـ .. هذا ليسمنشأنك !!
حلت فترة صمت قصيرة وعندها نظرت نحوه ولكنه كان يراقبها عن كثبفجنحت بنظاراتها بعيداً وهي تقول بغضب مصطنع :
- انت ايضاً تبللت لماذا لاتشعربالبرد!!
- لأن شعري قصير!
قالها بشكل مازح وضحك فهمست :
- يالكمنأحمق!
اقتربمنها أكثر ، كانت انفاسه الساخنةتلفح رقبتها، رفعت كتفيها محاولة الابتعاد ولكنه وضع رأسه ببطْ فوق كتفها وتكلمقائلاً :
- هذا المكان، يبدو مألوفاً لي .
شعرت بالحرارة تتدفق إلى وجنتيها " تقصد هذا المكان؟ أم ذلك التصرّف .." ، ابتسمتبشكل لا إرادي وعادت إليها الذكريات عندما تقابلا في القطار ونزلامنه لأولمرة كانت الامطار قد بدأت في الهطول وجلسا تحت شجرة مثل تلك .. تكلمت :
- أتعلم؟
- ماذا؟
- عندما نزلنامنالقطارومشينا لبعض الوقت، أصبحت مريضاً ، ووضعت رأسك فوق كتفي هكذا ..
رفع رأسهمنفوق كتفها وحدق إليها وهو يقولبخفوت :
- متى حصل ذلك؟ أنا لا اذكره .
ألقت نظرة نحوه ثم قالت بخجل وهي تحك أصابعها مع بعضها بتوتر :
- في ذلك اليوم، اصبتُ بالذعر وتحسست جبهتك .
سرح بانظاره يتأملها" انا لم أدرك أنني فعلت ذلكمنقبل .. ولكنها الآن .. تبدو جميلة ولطيفة للغاية .. " ابتسم وهو يحك ذقنه بخجل، ثم تكلم قائلاً :
- لقد سببت لك الكثيرمنالقلق في تلك الرحلة! لكنأتعلمين؟ انت تكرهين البرد .. لن تعجبك مملكة الجليد على ما أظن ..
تكلمت بشكلٍ عفوي :
- ولكنني لا أشعر بالبردالآن !!
ابتسم وتساءل :
- اتعنين بأنك لا تبالين بالبرد .... مادمت معي ..؟
تفاجأتمنسؤاله حتى أن جبهتها بدأت تتصببعرقاً " هلعلي أن أقول الحقيقة .. أم الكذب ..؟ " نظرت إليه ببطء وتقابلت نظراتهما للحظات،أردات أن تكذب ولكنها لم تستطع، فقط اجابت بمايتبعه قلبها :
- نعم ..
بدا ان الإثنان قد سرحا في عالمٍ آخر ،حيث لا يوجد غيرهما .. بدأ المطر يتوقف شيئاً فشيئاً وتكلم عماد حيث أصبح صوتهكالهمس المنخفض :
- إذاً ، أنا وانت سنبقى مع بعضنا في أي مكانٍ سنذهب إليه ..؟
وكأنما أفاقت على صوت الرعد القوي الذي هزّ المكان، حركت كتفيها إلىالأعلى ثم أبعدت خصلات شعرها عن وجهها وهي تقول بسرعة :
- هذا غيرُ ممكن!
- لماذا؟
" ذلك الأحمق، هل نسي كل شيء عن الفتاة التييحبها ..؟ أم إنه لا يصنع الحدود في مثل تلك المواقف .. " رمشت عينيها بتوتر وهي تجيب :
- أنت، لن تكون معي في كل مكان .. أليست لديك امرأة في حياتك ..؟ إنهالن توافق على هذا !
- لكن لابأس مادمنا أصدقاء ..
ارتسمت تكشيرة صغيرة على وجهها وقالت معترضة :
- هذا ليسمناسباً لي! ماذا إن صادفت فارسأحلامي بينما أتجول معك؟ سوف تخبره بأنني زوجتك وتقوم بتشويه سمعتي ..!
" فارس أحلامها ..؟ دائماً ما اقول كلاماً لا أعرف كيف أنهيه .." قبل أن يتوقفقلبه بسبب الغيظ ، وقف على الفور وفرد ذراعيه في الهواء وهو يهتف :
- آه! إنها مضيعة للوقت! هيا بنا نتابع الطريق ..
سار بحماس مصطنع بينما تبعتهلينابناظريها وهي تفكر " لماذا عادللتجاهل .. حقاً أنا لا أفهم ذلك الشخص المعقّد! "
سارت خلفه وهي تشعربالاحباط ، ومالبثت أن توقفت عندما رأتهمنبعيد يقف مذهولاَ، اقتربت بسرعةوعندها شاهدت القطار يقف وسط الأشجار وأبوابه مفتوحة على مصراعيها ..
ذلك الجو الضبابي .. وذلك المكان وسط الغابة قطعاً يذكرهم بشيء ما ..!!
إنه نفس المكان الذي هبطامنالقطار فيه ..!
ملامح الذهول لم تختفي وهو يتسائل :
- هذا المكان! هل عدنا إلى نفس نقطةالأنطلاق!؟
صاحت وهي تشعر بالخوف يجري في أوصالها :
- في ذلك الوقت، رأيتُ القطار يمشيمبتعداً!!
- وأيضاً لا يعقل بأنه توقف هنا في تلك الفترةالكبيرة!
" كان محقاً عندما أخبرني بأن المكان مألوف .. " كانت تفكر وهيتنظر إلى شكل القطار الرابض في مكانه، وعندها أمسك عماد بيدها وقال وهو يجرها خلفه :
- إذاً هيا لنركب !
صاحت وهي تجاريه في الركض :
- فيم تفكّر ..؟
قفز فوق باب القطار ومد يده لها وهو يقول وعلىوجهه ابتسامة مشجعة :
- لن نضيع الوقت، إذا كنا ذاهبان لنركبالقطار، فهاهو قد جاء إلينا ..!
مدت يدها إليه فرفعها إلى القطار، وقف الاثنانيتطلعان إلى الداخل بصمت .. كان هادئاً جداً قبل أن تنغلق الأبواب بشكلٍ مفاجيءويبدأ بالتحرك ....
" بدأ يتحرك مثل الوحش الذي كان ينتظر فريسته! .." بدونوعيمنها ، كانت تتشبث بذراعهمنالخوف! أما هو فقد كان ينظر إليهاوعلى وجهه ابتسامة ، وأشار إلى المقاعد وهو يقول :
- دعينا نجلس هناك .
جلس الاثنان بصمت، الجو البارديجعلهما متقاربين، ولكن عماد اقترب أكثر حتى التصق بها فابتعدت قليلاً وعندها نظرإليها وقال :
- ماهذا ..؟ سوف يخطفك الأشرار إن لم تكونيبجانبي مسافة كافية ..!
لم يكد يتم جملته حتى خرج أحدالمسافرونمنمقصورته متوجهاً إلى دورة المياه، جفل الاثنان وهما يحدقان إليه غير مصدقينبأنه يوجد بشرٌ آخرون غيرهم!!
في ذلك الوقت كانتليناقدالتصقت به بالفعل بسبب الخوف الشديد الذي يعود إليها كلمرة!
نظر إليها وهو يشعر بالسرور لأنها تتشبث بهبتلك الطريقة .. ذلك الشعور الذي يدغدغ حواسه بأنه الأمان والملجأ الوحيد بالنسبةإليها ..
ابتعدت عنه للمرة الثانية على التوالي وتكملت بخجل :
- آسفة .
أراد أن يقول "لا تعتذري .. فقط افعلي ماتشائين .." .. ولكنهلم يستطع إخراج كلمة واحدة وبقيا على هذه الحال فترةمنالزمنوهمايراقبان بعض المارّة حتى تكلمت هي :
- لم يأتي الموظف الذي يتطلع إلى التذاكر الخاصّة ..
تثاءب بكسل ثم قال :
- مثل ذلك الشخص غيرُ موجود! لأن القطار لايفتحبابه لكِ إلا إذا اظهرتي تلك التذكره ..
" اتعني أننا ركبنا مجاناً! .. " فتحت عينيهاباستغراب وقالت :
- هذا لأن أبواب القطار كانت مفتوحةمنالأساس ..
" الآن يبدو القطار طبيعياً، الكثيرمنالناس .. أطفال .. الكبائن تفتح وتغلق .. كما يكوندوماً " نظرإليها وقال :
- اتعلمين؟ لقد ركبتُ ذلك القطار كثيراً، لكنه لميكن بهذا الهدوء أبداً كمثل اليوم الذي قابتلك فيه.. وأنا أعتقد ان هناك شيئاًغريباً يحصل ..
بدأتلينافي الارتجافخوفاًمنكلماته الأخيرة ولكنه توقف وسأل أحد المارة :
- منفضلك، ماهي آخر محطة توقف فيهاالقطار ..؟
- ربما كيتاليا ..؟ لا أعلم فأنا في رحلة طويلة .
- اتعني بأنه لم يتوقف اضطراريامنذ نصف ساعة ..؟
- لم يحدث هذا .
عاد للجلوس بجوارها وهويقول :
- ارأيتِ ..؟ أخبرتك هناك شيء غريب .. لما لا نتفقد مقصورتي، ربمااسمي مازال مسجلاً عليها .
تسائلتلينا :
- هل هذا ممكن ..؟
- لا أظن بأنه ممكن ولكنني أود تجربة الأمر .
ذهبا إلى المقصورة ذات الرقم تسعة وثمانون . أخرج عماد بطاقتهالمعدنية الخاصّة بالقطار وقام بتمريرها أمام البوابة ليفاجأ بأن الباب أصدر صوتفتح القفل ..
حرّك المقبض ببطء لينفتح معه بسهولة ،أطل برأسه إلى الداخل ليشاهد المقصورة الفارغة وعندها تسائلتلينا :
- هل هناك شخصٌ ما ..
- لا .. ولكن ..
اخرج رأسه ونظر خلفها وهو يقول :
- هل عليناأن نسأل أحد المسؤولين عنالاسم الالكتروني ..؟
- وماذا يعني هذا ..؟
لوح ببطاقته أمام وجهها وهو يقول :
- هذه البطاقة مسجلّة باسمي، إذا لم تكن تلك المقصورة الخاصّة بي .. فلن يفتح القفل الالكتروني مهما حدث!
فتحت عينيها بذعر وهمست :
- ياللتطور !
عض على شفته السفلى وقال بعصبية :
- انت لم تفهمي شيئاًمنما قلته الآن .. صحيح؟
ابتسمت بخجل وهي تفكر " كان يعني بأن نظامالقطار .. متطور جداً .. ؟ " همست بتأني :
- إذاً .. ماذاتقصد؟
رمش بعينيه عدة مرات وهو يحاول شرح الامر :
- أعني أن الغرفة مازالت مسجلّة باسمي .. ! وهذا معناه أن القطار لميسجل نزولنا وصعودنا عليه ..ربما بطاقتك نفس الحال .
" لقد مرّت عدة أسابيعمنذ نزلنامنالقطار .. " فكرتحول كلامه لبعض الوقت، ولكنها تسائلت بالنهاية :
- هل تعني بأننا نزلنا وصعدنا بينما يظن موظفواالقطار بأننا مازلنا هنا ..؟
- أظن هذا ..
ارتفع حاجبيهامنالسعادةوقالت مبتهجة :
- هذا جيّد ، موظف القطار لن يسأل عن تذكرتي إذاً ..؟
" هل تفكر حقاً بتلك الطريقة ..؟ " ضحك ضحكة قصيرة وهو يضربها على رأسهابالتذكرة :
- يالكمنساذجة! لقد وعدتك بأنك لن تقعي فيالمشاكل مادمت معي ..
كانت ترتب شعرها الذي تبعثر بسبب الضربة ، ولكنعندما سمعت جملته قلبت شفتها السفلى ونظرت إليه بطرف عينيها وهي تقول بضجر :
- يالكمنكاذب! منذ أننزلت معك والمصائب تلاحقني !
فتح باب المقصورة وقال :
- إذاً فالنبق هنا حتى نصل إلى محطة مملكة الجليد .. مازالأمامنا بعض الوقت .
جلس بجانب النافذة بعد أن القى بحقيبته على المقعد المقابل ثمنظر إليها يحثها على الدخول، استغرقمنها القليلمنالوقت .. ولكنها دخلت ببطء وأغلقت الباب ثم تسائلت وهي تجلس بجانب حقيبته :
- بعضُ الوقت ..؟ هذا القطار يعود إلى كل محطة في موعدمعيّنمنالعام ، لأنه يجوب بلدان العالم أجمع..
اسند ذراعيه على الطاولة أمامه وقال بجديّة :
- لكن المحطة الخاصّة بمملكة الجليد قد اقتربت كثيراً .. سنصلُإليها بعد عدة ساعات وحسب ، هذا لانني لم أركبمنها .. لقد تركتهامنذ مايقربالعامين .
" عامين؟ خارج بلاده .. ماذا كان يفعل في ذلكالوقت!!.." رفعت حاجبيهامندهشة ولكنه تابع كلامه :
- يجدر بك أن تعرفي، بأنها المرة الأولى التيأرافق فيها شخصاً ما لتلك الفترة الطويلة، لقد كنت أسير بمفردي وحسب .. بغض النظرعن أنني عشتُ طوال عمري بدون أصدقاء او رفقاء .. لقد كنت معتاداً على هذا .. لذلك ..
تنهد تنهيدة قصيرة ورفع ناظريه إليها وهو يقول :
- أنا لم أستطع أن اهتم بك كما يجب، فلا بأس إذا كنّا معاً في نفسالمكان، سوف نكون عوناً كبيراً لبعضنا ..
حاولت استعادة ملامحها الجادةوهي تقول :
- لقد كانت المرة الأولى التي أسافر فيها ..!!
- أعلم ذلك .
استندت بظهرها على الأريكة وشبكت ذراعها أمامصدرها وهي تتسائل :
- وكيف تعلم!!
ضحك عماد بشكلٍ مفاجيء مماجعلها تصيح لتوقفه :
- ما المضحك في الأمر أيّهاالمزعج؟
" تبدو لطيفة مثل الأطفال الضجرون .. " نظر إليها لثوانٍ قبل أن يجيب وهو يكتمضحكته:
- أنتِ .. أنت حقاً ..
- ماذا؟
- أي شخصٍ سيقابلك سيدرك بأنها المرة الأولى لك ..
" يالهمنمزعج .. كيف يعرف ذلك .. " عقدتحاجبيها تفكرّ وقالت :
- بالتأكيد فأنا لم اسافرمنقبلوليست لديّ خبرة أبداً !
رفعت عينيها إليه، ولكن نظراته كانتموجهة نحوها ، لم تستطع الحديث .. لقد نسيت ماكانت ستقوله حتى، ولهذا ابعدت نظراتهابسرعه واقتربتمنالنافذة أكثر وهي تقول :
- متى سيظهر الجليد ..؟
ظل يفكر وهو ينظر إلى وجههاالجميل، كان حائراً كيف سيبدأ فيما يودُ قوله .. " أريد أن أعرف عنها كل شيء .. لكنني لا أجرؤ علىسؤالها حتى .. " كانت تشعر بتلك النظرات التي تخترقها! لم تسمع الإجابة فعادت تنظر نحوه ببطء .. وعندما تقابلت عيناهما تسائل :
- أين أسرتكِ ..؟
" الآن أصبحت مهتماً بالتحقق عني . ..؟ ماذا عني أنا التي لا أعرف عنكشيئاً على الأطلاق سوى أنني مغرمة بك و أنك مغرمٌ بفتاة أخرى .." تبادر إلىذهنها ذلك السؤال فتكلمت :
- في تلك الفترة الطويلة، مايقارب العامين ، هلتركتها خلفك ..؟ ألم تكن بينكما وسائل اتصال ..؟
" لقد عاد الحديث يدور حولها مجدداً .. " لم يبدُمتأثراً بالسؤال ، فملامحه الهادئة كفيلة بأن تخبأ كل المشاعر، ولكنه تسائل بغباء :
- أتقصدين أمي ..؟
رفعت حاجبيها وتساءلت علىالفور :
- والدتك؟ إذاً العلاقة بينكماجيدة؟
اومأ بالايجاب . أمالينافقد لمعت عينيها بشوق وهمستوهي تعود بنظرها إلى النافذة :
- هذا رائعٌ حقاً ..
لم يزحزح عينيهمنفوق وجهها وقال :
- إذن، ليس لديكِ عائلة ..؟
كان تكرار السؤال صعباً،احتشدت الدموع في عينيها وصور الحرب والموت تمرمنأمام عينيها، لقد حاولت النسيانبكل قوتها ولكن ..
بدا عليها الحزن بشكلٍ واضح مما جعله يقولمتداركاً :
- أتعلمين، أنا اتضور جوعاً .. ما رأيك بأن نذهب ونشتري شيئاً ما ..؟
حاولت تغيير مشاعرها التي اصيبت في مقتل، مسحت عينيها محاولةإزالة ذلك الكممنالدموع الذي يريد أن يخرج وهيتفكر " لقدشعر بي، إنه يعرف بأنني أريدُ البكاء .. كم هذا مخجل! .." أجابت بشكل اعتيادي لكن صوتها بداضعيفاً على الرغممنها :
- نعم، هذا جيّد ..
توجها نحو المطعم الصغيرذو الرقم اربعة ، كان يقبع في المقطورة ، هناك طاولات مثبتة في كل جانبمنالجانبين وكراسي حديدية ملتصقة بالارض، جلس الاثنان متجاورين، وتطلع عماداليها بنظرة وهو يحاول ايقاف افكاره السلبية الكئيبة ، كان يشعر بالحزن الشديد لأنهسبب لها الضيق بسؤاله الأحمق، امسك بقائمة الطعام وهو يقول :
- أريد أن آكل كل هذا ..!
ضحكتليناوقالت :
- تشعر بذلك بسبب الجوع، لكنك لن تستطيع أكلهبالكامل!
لمعت في عينيه نظرة تحدٍ وهو يقول بإصرار :
- استطيع !
نزلت بعينيها إلى كتفيه ثم عادت الى وجهه مرةأخرى وهي تقول بشكلٍ ساخر :
- إذا كنت تستطيع ابتلاع كل هذا .. إذاً لم أنتَنحيلٌ بتلك الطريقة؟!
" نـ .. نحيل! يبدو بأنها لاترى جسدي المتناسقبشكلٍ جيّد .. هذا يعني بأنها ليست معجبة بي على الإطلاق" عاد يرمش بعينيه وهو يحاول أن يجدالإجابة السليمة ولكنه قال بدلاًمنذلك :
- أنت لاتفهمين شيئاً! القوة هي الشيء الأساسي، بالرغممنأن جسدينحيل ولكنني قوي بشكلٍ لايصدق!
كانت تضحك في قلبها وهي تفكر " بالرغممنهذا أنتوسيم .. " نظرت إليه نظراتٍ متشككة وقالت :
- حسناً سوف نرى!
" مازالت تشك بأمر قوّتي ! " فتح عينيه جيداً وأخذ نفساً عميقاً ثم قال :
- آخ! لقد حملتك يوماً كاملاً ولم أشتكي! كيف لا أكونُ قوياً !
- هل تعني بأنني كنت ثقيلة إلى ذلك الحد! أنا أخفمنريشالطيور!
فتح فمه مستنكراً وهتف :
- لقد كنتِ ثقيلة كـ طنٍمنالمعادن!
- يالكمنمغرور! كيف يمكن لنحيلٍ مثلك أنيحمل طناًمنالمعدن! أوفٍ لك!
سمع الإثنان ذلك الصوت القريب، هناك شخصٌ مايضحك! ولهذا انتبه عماد على الفور " أوه، لقد ارتفعت أصواتنا لدرجة أن أحد الركابقد سمع حديثنا" نظر الاثنان في الاتجاه الآخر، كان يجلس خلفهما رجلٌ ذو شعرأبيض ، يرتدي بزةّ رمادية أنيقة ونظاراتٍ طبيّة دائرية ترتكز فوق أنفه المعقوفوتتدلىمنجانبيها سلسلة فضية تحيط برقبته، ولكنه مع وجود النظارة كان يحدقمنفوقهابعينيه التي أحاطتها تجاعيد التقدم في السن وعلى فمه الواسع ابتسامة حقيقية تظهراسنانه الناصعة البياض .
عندما شاهد كلمنهماالآخر تكلّم الرجل قائلاً :
- زوجين لطيفين !
كانتليناستجيب، ولكن عماد سبقهاقائلاً :
- نحن كذلك! شكراً لك! أنت أيضاً تبدو شخصاًمميزاً .
" يالكمنمتعجرف لكي تعيد قصّة زواجناالخيالية مرة أخرى أمام الغرباء .. " كانت تحدق إلى عماد بغيظ وحاولت اخفاء ذلكأمام الرجل الذي تكلم قائلاً :
- أنا عميدُ قطار الليل .
كانت جملتّه غريبة بعض الشيء ولهذا، اعتدل عماد في جلسته أمام الرجلوتسائل :
- الليل؟ ولماذا تدعوه هكذا، القطار يتوقف في المحطات في النهار أيضاً ..؟
تكلم وهو يرشفمنكوب القهوة في يده اليمنى :
- إنه القطار الذي يجمع بين الطرق الأكثر غرابة في العالم .
" هذا الرجل، مخيف .. ويقول كلاماً غيرَ مفهوم علىالإطلاق!!" اختفت ملامح الانزعاجمنعلى وجهليناوحلت بدلاًمنها ملامح الاستغراب والتوجس .. نظرت إلى عماد الذي ظهر بوجه جامد بينما كان يفكّر"هذا الرجل يعرف السر الخاص بالقطار .. " بدون تردد تكلم عماد قائلاً :
- لقد توقف بنا القطارمنذ مايقارب الشهر في وسط مسافةمجهولة بين المحطات، هل تعتقد بأن هذا ممكن الحدوث ..؟
ضحك الرجل العجوز وهو ينظر إلى عماد بنظراتٍ غريبة، ثم همس :
- هذا غيرُ وارد .. ولكنه يحدث في حالاتٍ نادرة!
- وماهي تلك الحالات؟
- عندما يمر القطار في الفجوة ويتواجد الاشخاصمستيقظين في الخارج، يصبحون خارج المكان، والزمان !
------------------------------------
__________________
الى اللقاء
  #248  
قديم 05-25-2012, 02:21 PM
 
حجز الاولى^^
kαtniS likes this.
__________________


It's gotta Be you ..
only you..
:kesha:
  #249  
قديم 05-25-2012, 02:40 PM
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ×Broken Dreams× مشاهدة المشاركة
حجز الاولى^^
وااااااااااااااااااو البارت روووووووعه وحماااااااااااااااااااااااااس
تسلمي^^^
:kesha::kesha::kesha::wardah:
kαtniS likes this.
__________________


It's gotta Be you ..
only you..
:kesha:
  #250  
قديم 05-25-2012, 02:59 PM
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ×Broken Dreams× مشاهدة المشاركة
وااااااااااااااااااو البارت روووووووعه وحماااااااااااااااااااااااااس
تسلمي^^^
:kesha::kesha::kesha::wardah:
الله يسلمك وانتي الرووووووووووووووووووووووووووووووعه:cooler:
×last song$ likes this.
__________________
الى اللقاء
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هل نرى بعد منتصف الليل شهبا أكثر مما نراها قبل انتصاف الليل ؟ Heavens ❤ علوم و طبيعة 6 02-08-2011 10:12 PM
في منتصف الليل نور العين200 شعر و قصائد 2 12-23-2008 07:33 PM
همسه / بعد منتصف الليل .. ساهر وحيد أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 15 12-16-2008 02:56 AM
منتصف الليل,,, دقة قلب أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 0 07-14-2008 11:00 PM


الساعة الآن 05:27 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011