عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #6  
قديم 04-16-2012, 02:00 AM
 
الإيمان بما قال الله في كتابه وصح عن نبيه كما ورد

قال -رحمه الله-: فآمنوا بما قال الله -سبحانه وتعالى- في كتابه وصح عن نبيه، وأمرُّوه كما ورد من غير تعرض لكيفية أو اعتقاد شبه أو مثلية أو تأويل يؤدي إلى التعطيل، ووسعتهم السنة المحمدية والطريقة المَرضِيَّة ولم يتعدوها إلى البدعة المُرْدِيَّة الرَّدِيَّة؛ فحازوا بذلك الرتبة السنية والمنزلة العلية.

نعم، يقول المؤلف: "فآمنوا" يشير إلى صالح السلف وخيار الخلف والسادة الأئمة وعلماء الأمة، يقول: "صالح السلف وخيار الخلف وسادة الأئمة وعلماء الأمة، اتفقت أقوالهم وتطابقت آراءهم على الإيمان بالله -عز وجل-" ثم قال: "فآمنوا" الضمير يعود إليهم، يعني: فآمنوا صالح السلف وخيار الخلف والسادة الأئمة وعلماء الأمة اتفقت آراءهم على الإيمان بالله، فآمنوا بما قال الله -سبحانه- في كتابه وصح عن نبيه، يعني: آمنوا بما جاء في الكتاب العزيز وبما صح في السنة النبوية المطهرة.
"وأمرُّوه كما ورد" يعني: النصوص، المراد نصوص الصفات، "أمروه كما ورد من غير تعرض للكيفية" يعني: نصوص الصفات وإلا فالأحكام فهم يعلمونها ويفسرونها ويؤولونها على تأويلها الذي دلت عليه النصوص، أما الصفات فهي أمروها كما وردت من غير تعرض لكيفية، فالاستواء والنزول والعلم والقدرة والسمع والبصر كلها يمررونها كما جاءت.
يثبتون المعنى ولا يتعرضون للكيفية، من غير تعرض لكيفية أو اعتقاد شبهة أو مثلية، لا يقولون: إن استواء الله كيفيته كذا أو يشبه كذا أو مثل كذا.. لا يتعرضون للكيفية ولا للتشبيه ولا للمثلية، "أو تأويل يؤدي إلى التعطيل" كذلك ما يؤولون استوى، يقولون استوى بمعنى استولى؛ لأن هذا التأويل يؤدي إلى التعطيل، التعطيل يعني تعطيل الصفة ونفيها وهم لا يكيفون بكيفية صفة الاستواء ولا يشبهونها ولا يمثلونها ولا يحرفونها بما يؤدي إلى تعطيل الصفة ونفيها.
"ووسعتهم السنة المحمدية" "وسعتهم السنة" يعني: اكتفوا بالسنة، "السنة المحمدية" التي جاء بها محمد -صلى الله عليه وسلم-، "والطريقة المرضية" هي الطريقة التي رضيها الله لعباده ورضيها الصحابة، "ولم يتعدوها إلى البدعة" ما تجاوزوا السنة إلى البدعة، والبدعة كل حدث في الدين، كل حدث في الدين فهو بدعة، قال -عليه الصلاة والسلام-: « من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد »1 متفق على صحته وفي لفظ لمسلم: « من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد »2 لم يتجاوزوا السنة إلى البدعة.
والبدعة وصفوها بأنها "مُردية ردية" يعني: تردي صاحبها، هي مردية في نفسها وتردي صاحبها، يعني: توصله إلى الردى، "فحازوا بذلك الرتبة السنية والمنزلة العلية" يعني: الصحابة والتابعون والأئمة والعلماء لما آمنوا بما جاء عن الله وعن رسوله -صلى الله عليه وسلم- ولم يكيفوا الصفات ولم يؤولوها ولم يبتدعوا ولم يوافقوا أهل البدعة حازوا بذلك الرتبة السنية الشريفة والمنزلة العلية، وهي المنزلة العالية، حيث حازوا الله -عز وجل- وأعد لهم وأثابهم الثواب العظيم ورفع درجاتهم ومنزلتهم في الجنة، نسأل الله أن يجعلنا وإياكم منهم، نعم.
بعد هذا إن شاء الله نمشي في الرسالة، والمؤلف بدء يتكلم عن الصفات وبدأ بصفة الاستواء، وهي من الصفات التي اشتد النزاع فيها بين أهل السنة وبين أهل البدع، وساق النصوص في هذا، وسوف نمشي إن شاء الله في الأيام القادمة.
هذه مجموعة من الأسئلة وصلت عن طريق شبكة المعلومات من دولة الكويت.

س: الأخ يسأل يقول: كيف التوفيق بين أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- هو سيد المرسلين، وبين قوله السيد هو الله؟
ج: لا منافاة بينهما: « فالنبي -صلى الله عليه وسلم- لما قال الصحابي له: أنت سيدنا. قال: السيد الله -عز وجل- »3 يعني: السيد على الإطلاق، كلمة السيد على الإطلاق هو الله -عز وجل-، والنبي -صلى الله عليه وسلم- خاف عليهم من الغلو، لئلا يغلوا فيه، ولما قالوا: « أنت سيدنا وابن سيدنا وخيرنا وابن خيرنا، قال: أيها الناس قولوا بقولكم أو بعض قولكم ولا يستدرجنكم الشيطان، أنا عبد الله ورسوله »4 فهذا قاله من باب حماية جناب التوحيد وسد كل طريق يوصل إلى الشرك.
والسيد إذا أريد على الإطلاق هو الله -عز وجل-، أما إذا أضيف، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: « قوموا لسيدكم سعد بن معاذ »5 لما جاء وهو على حمار قال: قوموا لسيدكم. بالإضافة، سيد هنا بالإضافة، فالرسول -صلى الله عليه وسلم- هو سيدنا، قال -عليه الصلاة والسلام-: « أنا سيد الناس ولا فخر »6 وهو سيد المرسلين، أما السيد على الإطلاق فهو الله، والنبي -صلى الله عليه وسلم- سيد الأنبياء والمرسلين، سيد الناس هو الرسول -صلى الله عليه وسلم-، والله -تعالى- هو السيد على الإطلاق، نعم.
المخاطبة بقولهم: سيدي فلان.
لا بأس، إذا كان عبدا فلا بأس أن يقول: سيدي فلان، وجاء في الحديث: « لا يقول أحد: عبدي وأمتي، وليقل: فتاي وفتاتي، وليقل سيدي ومولاي »7 فالسيد بالإضافة لا بأس بها، لا بأس بالإضافة: سيد بني فلان، قوموا لسيدكم.. إذا كان سيدا مطاعا فيهم، لكن السيد على الإطلاق هو الله، نعم.
س: أحسن الله إليكم، يقول: يطلق العلماء اسم المعطلة كثيرا، هل لهم مفهوم واضح لها، بمعنى أنها تطلق مثلا على الجهمية أو الأشاعرة أو المعتزلة، وأن هذا لفظ يطلق على كل معطل وبالتالي لا يخص به جماعة؟
ج: المعطلة عام، اسم عام لكل من عطل الرب -سبحانه وتعالى-، والتعطيل أنواع: أن يكون تعطيلا كليا، تعطيل المصنوعات من صانعها هذا تعطيل، المعطلة الذين أنكروا وجود الرب عطلوا المصنوعات من صانعها، هذا تعطيل كامل، كالملاحدة الذين أنكروا وجود الرب من الشيوعيين والدهريين وغيرهم يقال لهم معطلة، فالتعطيل كامل لأنهم عطلوا المخلوقات من خالقها وعطلوا المصنوعات من صانعها فقالوا: هذه المخلوقات ليس لها خالق، وهذه المصنوعات ليس لها صانع، عطلوها من خالق وصانع.
وهناك تعطيل الخالق من صفاته، فالذين نفوا الأسماء والصفات كالجهمية هم معطلة أيضا، والذين أثبتوا الأسماء ونفوا الصفات أيضا معطلة، والأشاعرة معطلة؛ لأنهم عطلوا بعض الصفات، فالمعطلة أنواع منهم الكافر ومنهم المبتدع، على حسب التعطيل، فالتعطيل الكامل كالملاحدة الذين عطلوا المخلوقات وأنكروا وجود الله، وكذلك الجهمية الذين عطلوا الله من الأسماء والصفات، هؤلاء ملاحدة أيضا؛ لأن إنكار الأسماء والصفات إنكار لوجود الرب، ليس هناك شيء موجود إلا بأسماء وصفات، فالذي ليس له اسم ولا صفة لا وجود له، والمعتزلة معطلة لأنهم عطلوا الرب من صفاته، والأشاعرة معطلة لأنهم عطلوا الله من بعض الصفات فينفون بعض الصفات وأثبتوا الأسماء، نعم.
س: أحسن الله إليكم، يقول: هل الفرد اسم من أسماء الله عز وجل؟
ج: أنا قلت في شرح المقدمة: إن الفرد لا أعلم أنه اسم من أسماء الله وإنما أسماؤه الأحد والصمد، الأحد كاف عن الفرد، أما الفرد فلا أعلم أنه ورد أنه من أسماء الله، نعم.
س: أحسن الله إليكم، يقول: اتفقت كل أقوال أهل السنة على أن لكل اسم من أسماء الله صفة تشتق من الاسم، ولكن هذا لا يظهر من اسم الرب والإله والله، فهي أسماء لا تشتق منها الصفة.
ج: الرب -سبحانه وتعالى- له صفة الربوبية، ويشتق من صفة الربوبية، والإله وهو المألوه المعبود، والمعبود صفة الألوهية، من قال لك؟! الرب صفة الربوبية، والإله صفة الألوهية، كل اسم، الرحمن صفة الرحمة، كل اسم مشتمل على صفة، نعم، الرب صفة الربوبية والإله صفة الألوهية، الله مشتمل صفة الألوهية، نعم.
س: يقول: هل من أنكر صفة من صفات الله كُفرُه خارج عن الدين، أم يكتفى بالقول بأنهم مبتدعة فقط مع دخولهم تحت مسمى الإسلام؟
ج: فيه تفصيل، هذا فيه تفصيل، إذا أنكر الصفة -جحد الصفة- بعد معرفتها وأنكر: ﴿ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ﴾8 وأنكر الاستواء فهذا يكفر؛ لأنه أنكر من المعلوم من الدين بالضرورة، ولأنه كذب الله، أما من أول الصفة بشبهة فهذا لا يكفر، فالذي يقول: أنا أثبت الاستواء: ﴿ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ﴾8 أثبت الاستواء ولكن معناها استولى، بشبهة حصلت له، هذا لا يكفر لأنه متأول، أما الذي ينكر الاستواء يقول: لا أقول فيه استواء. منكر أنكر الاستواء، هذا كذب الله ومن كذب الله كفر.
فرق بين الجاحد وبين المتأول، فالجاحد هذا أنكر والمنكر يكفر، قال -تعالى-: ﴿ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ ﴾9 فمن جحد اسما من أسماء الله أو صفة من صفاته كفر من غير تأويل، ومن تأولها بشبهة فلا يكفر؛ لأنه له شبهة يعذر بها -الشبهة-، فالذي ينكر الاستواء هذا جاحد كافر، والذي ما ينكر الاستواء ولكن يتأول يقول: استوى بمعنى استولى لشبهة حصلت له هذا غير جاحد، فرق بين الجاحد وبين المتأول، نعم.
س: أحسن الله إليكم، يقول: هل نفي الصفات عن الله -تعالى- كالإثبات، ينبغي أن يكون بنص من الكتاب والسنة، أم يجوز للمرء أن ينفي عن الله ما شاء من الصفات التي لا ينبغي أن يتصف بها الرب دون التقيد بالنصوص؟
ج: الأسماء والصفات توقيفية لا يسمى الله إلا بما سمى به نفسه وسماه به رسوله، وكذلك الصفات لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله، أما ما عدا ذلك فينفى عن الله صفات النقائص والعيوب على الإجمال، ويثبت له الوصف الكامل، قال -تعالى-: ﴿ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى ﴾10 تُنفَى عن الله النقائص كما نفاها عن نفسه: ﴿ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ﴾11﴿ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا ﴾12﴿ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا ﴾13﴿ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ﴾11 تنفى النقائص والعيوب.
القاعدة في الأسماء والصفات أن الأسماء والصفات تثبت كل صفة وكل اسم على حسب ما ورد، وأما النقائص والعيوب فإنها تنفى عن الله إجمالا كما نفاها عن نفسه، ليس له مثيل: ﴿ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ﴾11﴿ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا ﴾13﴿ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا ﴾12 ما بقي شيء، جميع النقائص كلها نفيت، أما أن تأتي أو يأتي يثبت يقول: أنا أثبت لله كذا، أثبت لله كبدا، أثبت لله أمعاء.. نقول: لا، هذا باطل؛ الأسماء والصفات توقيفية ما + شيء.
والنفي تنفي عن الله جميع النقائص التي نفاها عن نفسه، نفى الله جميع النقائص كلها والعيوب في قوله: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ﴾14﴿ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ﴾11﴿ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا ﴾13﴿ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا ﴾12﴿ فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ ﴾15 ما في شيء بقي بعد هذا، ماذا تريد بعد هذا؟ تريد تثبت أشياء ما وردت في الكتاب والسنة؟! مردود، انفِ النقائص والعيوب كما نفاها الله عن نفسه إجمالا، نعم، كذلك نفى الله الولد بخصوصه؛ لأن المشركين نسبوا لله ولدا، فإذا جاء بعض النقائص صفة عن الله فهي رد، جاءت في الرد على من يصف الله بهذه النقيصة كالولد، وإلا فالقاعدة أن العيوب والنقائص تنفى عن الله إجمالا إلا فيما ورد تفصيلا، فإنه للرد على من وصف الله بهذه النقائص قال: ﴿ وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ ﴾16 نفى الله عن نفسه الولد.
س: يقول: ما معنى القديم، وهل يجوز وصف صفات الله -تعالى- بالقديمة؟
ج: نعم جاء في الحديث: « وسلطانه القديم »17 والقديم ليس من أسماء الله، القديم لأنه ما من قديم إلا وقبله شيء، ولأن القديم يشعر بالقدم والبلى؛ ولهذا أنكر العلماء على الطحاوي حينما قال: قديم بلا ابتداء، قالوا: ليس من أسماء الله القديم، لكنه قيده بقوله: بلا ابتداء، وجاء في النصوص اسمه الأول، فالأول الذي ليس قبله شيء، وهو يشعر بأن كل شيء آيل إليه وليس فيه مخلوق، أما القديم فالقديم ليس من أسماء الله، نعم, قال -تعالى-: ﴿ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ﴾18 فالعرجون يوصف بأنه قديم لوجود العرجون الجديد، صار قديما بالنسبة للجديد، نعم.
س: أحسن الله إليكم: هل كل صفة كمال في الخالق تكون صفة كمال في المخلوق والعكس؟
ج: لا، ليس هذا, صفة الولد صفة كمال في المخلوق وهي نقص في الخالق، من أعظم الجرائم، وصف الله بأنه له ولد أمر عظيم، حتى قال الله -تعالى-: ﴿ وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ ﴾19 أمر عظيم تكاد السماوات أن يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال بهذا العظيم، وهي نسبة الولد إلى الله، وهو كمال في المخلوق والله منزه عن هذا، و الكبر كمال لله والمخلوق ليس له أن يتكبر، نقصٌ وضعف فيه، نعم.
س: يقول: نهى كثير من العلماء عند حديث أنس عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: « إن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن »20 والحديث أنه يحرك أصابعه تمثيلا لذلك، وهناك حديث اليهودي الذي أشار للنبي -صلى الله عليه وسلم-: « إن الله خلق السماوات على إصبع »21فهل هذا يدل على جواز التمثيل بالأصابع للحديثين أم لا؟
ج: لا، ما جاء في هذا فالمراد به تحقيق الصفة كما جاء في قوله: « إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ »22وأشار إلى عينيه وأذنيه فالمراد تحقيق الصفة، وليس المراد أن الصفة صفة حقيقية، ولا يجب للإنسان أن يمثل شيئا ويقصد بذلك التمثيل، ولكن إذ كان هناك ما جاء من النصوص إنما المراد به تحقيق الصفة وأنها صفة حقيقية، وليس المراد التشبيه، ولا يحتاج الإنسان أنه يشير بإصبعه أو إصبعين، ما نعرف أنه أشار بإصبعه، تحتاج إلى مراجعة وتأمل، نعم.

والبينية، البينية واسعة، والبينية في اللغة العربية هي السحاب المسخر بين السماء والأرض، ما يلزم من هذا ما يفهمه بعض المشبهة وأنه يلزم من ذلك مماسة القلوب لأصابع الرب -تعالى الله-؛ لأن البينية واسعة، قال الله -تعالى-: ﴿ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ﴾24 والسحاب ليس ملاصقا لا للسماء ولا للأرض، وهذه البينية يقلب قلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن، يقلبها كيف يشاء، نعم.
س: استدراك حول سؤال الأخ قبل قليل، حَوْل قول: "السيد" وقال: كيف نجمع بين قوله -صلى الله عليه وسلم-: لا تسيدوني وبين: « أنا سيد الناس ولا فخر »6 ؟
ج: هذا من باب قوله: « قولوا قولكم أو بعض قولكم »25 قطعا من باب حماية جناب التوحيد، قال -صلى الله عليه وسلم-: « قولوا بقولكم »26 أو: « لما قالوا: سيدنا وابن سيدنا قال: قولوا بقولكم أو بعض قولكم ولا يستدرجنكم الشيطان »22 وهذا لحماية جناب التوحيد، وقال في الحديث الآخر: « أنا سيد الناس »6 مثل قوله: لا تسيدوني « ولما قالوا: أنت سيدنا، قال: قولوا بقولكم أو بعض قولكم »27 المراد حماية جناب التوحيد، وإلا فهو -صلى الله عليه وسلم- سيد الخلق وسيد الناس -عليه الصلاة والسلام-، نعم.
س: من ألمانيا هذا السؤال من أحد الإخوة الذين يتابعون هذا الدرس، يقول: أريد منكم يا شيخ أن تبينوا لنا منهج أهل السنة والجماعة في التعامل مع الفرق الأخرى كالصوفية والرافضة وغيرهم ممن ينتسبون للإسلام خاصة في بلاد الغرب.
ج: هذا سيأتي -إن شاء الله- في إرساء كيفية التعامل معهم أو معرفة مذهبهم، الصوفية طبقات تختلف أحوالهم، والرافضة معروف أن الرافضة يعبدون أهل البيت ويكفرون الصحابة، فإذا عرف أنهم يعتقدون هذا الاعتقاد وهم إن أظهروا ذلك فالإنسان لا يعاملهم معاملة المسلمين، وإن لم يظهروا ذلك وتستروا فيعاملون معاملة المسلمين إذا لم يظهر منهم ما يعتقدون، كما عامل النبي -صلى الله عليه وسلم- المنافقين عبد الله بن أبي وغيره، ومن أظهر منهم نفاقا عومل معاملة المشركين، نعم.
س: أيضا هذا من الكويت يقول: ما الضابط أن هذا من باب الإخبار وهذا من باب الأسماء، مثال: عبد المانع، عبد الهادي، هل هي أسماء أم ضابط إخبار فيما يبدو؟
ج: ما ورد في النصوص تسمية الرب به فهو من الأسماء وما لم يرد فليس من الأسماء، وإذا جاء فيه وهو لم يرد يكون من باب الخبر, إذا أخبر عن الله بذلك فلا بأس، قاعدة عند أهل العلم: باب الخبر أوسع من باب الصفات، يخبر عن الله بأنه ذات بأنه موجود، ويقال عنه بأنه صانع الأشياء وبأنه شيء وبأنه شخص، ولا يقال: إن من أسمائه الذات أو من أسمائه أنه موجود أو الشيء قال -تعالى-: ﴿ قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ﴾28 فأخبر عنه بأنه شيء، قال لا شيء أكبر من الله، وقال عن إبراهيم يجادله في ذات الله، وكذلك خبيب، قال: وذلك في ذات الإله وإن يشأ.
هذه كلها من باب الخبر، باب الخبر أوسع من باب الأسماء، أما الأسماء والصفات فتوقيفية، فإذا سمى الله نفسه بشيء أطلق عليه نفسه شيئا وسماه به فهو من الأسماء، أو وصف نفسه أو وصفه به رسوله، وأما بعد ذلك يكون من باب الخبر، نعم.
س: يقول: لقد سعيت جاهدا في دعوة أهلي إلى طريق الخير تارة بشريط أو بكلمة وتارة برسالة، ولم ألحظ عليهم أي تغير أو قبول للدعوة، تراودني نفسي أن أعيش مثلهم ولا أهتم إلا بنفسي وأتركهم وشأنهم، فبماذا تنصحني؟
ج: أنصحك بالاستمرار وعدم اليأس وعدم الملل والسأم، لا بد من الصبر والاستمرار، من لم يصبر ويستمر انقطع عن الدعوة، لك أسوة في النبي -صلى الله عليه وسلم- وبالمرسلين والدعاة والمصلحين، هل ملوا هل انقطعوا؟! لازِمْ الصبر والاستمرار، نوح -عليه السلام- مكث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما يدعوهم إلى الله، وكذلك نبينا -عليه الصلاة والسلام- استمر في دعوته والصحابة استمروا في دعوتهم، الداعية عليه أن يستمر في دعوته وأن يصبر؛ ولهذا قال الله -تعالى- في صفات الرابحين ﴿ وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾29 فهذه هي صفات الرابحين.
فهي علم، هي إيمان مبني على العلم الصحيح، وعمل أداء للواجبات، ودعوة إلى الله وصبر، هذا الصبر استمرار، فالذي لا يصبر تريد أن تلغي الصفة الرابعة، تتخلى عن الصفة الرابعة وهي الصبر فتنقطع فلا تكون في ركب الدعاة، اصبر لا بد من الصبر والاستمرار ولا تيئس وأنت على خير سواء قبلوا أو لم يقبلوا، لكن استمر ولا تيئس واصبر ولك أسوة بالرسل، قال الله -تعالى- عن لقمان أنه قال لابنه: ﴿ يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾30 .
قال -سبحانه- ﴿ وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾29 "إلا الذين صبروا" استثناهم الله، "وعملوا الصالحات" فلا بد من الصبر، من لم يصبر لا يستطيع أن يؤدي الواجبات ولا أن يترك المحرمات ولا أن يسير في طريق الدعوة ولا يأمر بمعروف وينهى عن منكر، ما يستطع أن يصبر فيستمر، فلا بد من الصبر والتحمل، تحمل الأذى واحتساب الأجر، وفق الله الجميع لطاعته ورزق الله الجميع العلم النافع وعلم السلف، وثبت الله الجميع على الهدى، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه.
1 : البخاري : الصلح (2697) , ومسلم : الأقضية (1718) , وأبو داود : السنة (4606) , وابن ماجه : المقدمة (14) , وأحمد (6/256).
2 : مسلم : الأقضية (1718) , وأحمد (6/146).
3 : أبو داود : الأدب (4806).
4 : أحمد (3/153).
5 : البخاري : الجهاد والسير (3043) , ومسلم : الجهاد والسير (1768) , وأبو داود : الأدب (5215) , وأحمد (3/22).
6 : البخاري : تفسير القرآن (4712) , ومسلم : الإيمان (194) , والترمذي : صفة القيامة والرقائق والورع (2434).
7 : البخاري : العتق (2552) , ومسلم : الألفاظ من الأدب وغيرها (2249) , وأبو داود : الأدب (4975) , وأحمد (2/423).
8 : سورة الأعراف (سورة رقم: 7)؛ آية رقم:54
9 : سورة الرعد (سورة رقم: 13)؛ آية رقم:30
10 : سورة النحل (سورة رقم: 16)؛ آية رقم:60
11 : سورة الإخلاص (سورة رقم: 112)؛ آية رقم:4
12 : سورة البقرة (سورة رقم: 2)؛ آية رقم:22
13 : سورة مريم (سورة رقم: 19)؛ آية رقم:65
14 : سورة الشورى (سورة رقم: 42)؛ آية رقم:11
15 : سورة النحل (سورة رقم: 16)؛ آية رقم:74
16 : سورة النحل (سورة رقم: 16)؛ آية رقم:57
17 : سنن أبي داود : كتاب الصلاة (466).
18 : سورة يس (سورة رقم: 36)؛ آية رقم:39
19 : سورة مريم (سورة رقم: 19)؛ آية رقم:88 - 92
20 : الترمذي : القدر (2140) , وابن ماجه : الدعاء (3834).
21 : البخاري : تفسير القرآن (4811) , ومسلم : صفة القيامة والجنة والنار (2786) , والترمذي : تفسير القرآن (3238) , وأحمد (1/457).
22 :
23 : سورة الحج (سورة رقم: 22)؛ آية رقم:75
24 : سورة البقرة (سورة رقم: 2)؛ آية رقم:164
25 : أبو داود : الأدب (4806) , وأحمد (4/25).
26 : أبو داود : الأدب (4806) , وأحمد (4/25).
27 : أبو داود : الأدب (4806) , وأحمد (4/25).
28 : سورة الأنعام (سورة رقم: 6)؛ آية رقم:19
29 : سورة العصر (سورة رقم: 103)؛ آية رقم:1 - 3
30 : سورة لقمان (سورة رقم: 31)؛ آية رقم:17



__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 04-16-2012, 02:21 PM
 
صفة الاستواء

الأدلة على صفة الاستواء من الكتاب والسنة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين، قال الإمام الحافظ تقي الدين أبو محمد عبد الغني بن عبد الواحد بن سرور المقدسي في كتاب ( الاقتصاد في الاعتقاد ):

فمن صفات الله -تعالى- التي وصف بها نفسه ونطق بها كتابه وأخبر بها نبيه أنه مستوٍ على عرشه كما أخبر عن نفسه، فقال -عز من قائل- في سورة الأعراف: ﴿ إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ﴾1 وقال في سورة يونس -عليه السلام-: ﴿ إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ﴾1 وقال في سورة الرعد: ﴿ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ﴾2 وقال في سورة طه: ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ﴾3 وقال في سورة الفرقان: ﴿ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ ﴾4 وقال في سورة السجدة: ﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ﴾5وقال في سورة الحديد: ﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ﴾6 .
فهذه سبعة مواضع أخبر الله فيها -سبحانه- أنه على العرش، وروى أبو هريرة -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: « إن الله -عز وجل- كتب كتابا قبل أن يخلق الخلق: "إن رحمتي سبقت غضبي" فهو عنده فوق العرش »7 .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على رسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
بدأ المؤلف -رحمه الله- الكلام في الصفات عن صفة الاستواء على العرش، وبعدها صفة العلو، وصفة الاستواء على العرش من الصفات التي تثبت علو الله -عز وجل- على خلقه، وصفة العلو وصفة الاستواء كل منهما تدل على علو الله -عز وجل-، كل منهما في إثبات علو الله -عز وجل-، ولكن صفة الاستواء تدل على علو خاص وهو العلو على العرش، فصفة العلو تدل على إثبات علو الله على خلقه.
وإن كان كل من الصفتين -صفة الاستواء وصفة العلو- فيهما إثبات علو الله على خلقه إلا أن بينهما فرق، فصفة الاستواء إنما دل عليها النص ودل عليها النقل ولم يدل عليها العقل، فلولا أن الله أخبرنا في كتابه أنه استوى على العرش لما علمنا ذلك، بخلاف صفة العلو فإنه دل عليها العقل والنقل والفطرة، العلو -صفة علو الله على خلقه- ثابت بالعقل وثابت بالنقل -النصوص- وثابت بالفطرة، أما استواء الله على عرشه فإنه ثابت بالنقل، لولا أن الله أخبرنا في كتابه وعلى لسان رسوله -صلى الله عليه وسلم- أنه استوى على العرش لما علمنا ذلك.
فهذا من الفروق بين الصفتين -بين صفة الاستواء وصفة العلو- أن صفة الاستواء صفة دلت عليها النصوص والنقل ولكن العقل لم يدل على ذلك، بخلاف صفة العلو فإنما دل عليها النقل والعقل والفطرة، وصفة العلو والاستواء تدلان على إثبات العلو، من الصفات التي اشتد النزاع فيها بين أهل السنة وبين أهل البدع، وهي من العلامات الفارقة بين أهل السنة وبين أهل البدع، فصفة العلو وصفة الكلام وصفة الرؤية، هذه الصفات الثلاث من العلامات الفارقة بين أهل السنة وبين أهل البدع، فمن أثبتها فهو من أهل السنة، ومن نفاها فهو من أهل البدع.
صفة العلو وصفة الكلام وصفة الرؤية، تجد الجهمية والمعتزلة والأشاعرة لا يثبتون هذه الصفات، الأشاعرة والجهمية والمعتزلة لا يثبتون صفة الاستواء ولا صفة العلو ولا صفة الرؤية ولا صفة الكلام، والأشاعرة يثبتون الرؤية على غير وجهه، أو يثبتون الكلام على غير وجهه، يثبتون الكلام لكن يقولون: إنه معنى نفسي وليس بحاصل على صورته، ويثبتون الرؤية ولكن في غير جهة، فهم لم يثبتوا صفة الرؤية على حقيقتها ولا صفة الكلام على حقيقته، أما العلو فهم ينفونه.
فتبين بهذا أن هذه الصفات من العلامات الفارقة بين أهل السنة وبين أهل البدع، ومن الصفات التي اشتد النزاع فيها بين أهل السنة وبين أهل البدع العلو والكلام والرؤية، وصفة الاستواء تدل على العلو، تثبت علو الله على خلقه، إلا أن الاستواء على العرش إنما هو علو خاص على العرش، وصفة العلو في قوله -تعالى-: ﴿ وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ ﴾8 هذا علو، هذا إثبات صفة العلو على جميع المخلوقات، وأما الاستواء على العرش فهو علو خاص، فعل يفعله -سبحانه- كما يليق بجلاله وعظمته.
وصفة الاستواء على العرش دلت عليها النصوص من كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-.
أما الكتاب العزيز فإن الله أثبت صفة الاستواء في سبعة مواضع، سبعة مواضع في كتاب الله -عز وجل-، سردها المؤلف -رحمه الله- وكلها جاءت بلفظ الاستواء، فجاءت بحرف ( على ) التي تدل على العلو والارتفاع: ﴿ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ﴾1 في سورة الأعراف وفي سورة يونس وفي سورة الرعد وفي سورة طه وفي سورة الفرقان وفي سورة السجدة وفي سورة الحديد، سبعة مواضع فقط، كلها دلت على ثبوت صفة الاستواء، وكلها جاءت بلفظ ( على ) التي تدل على العلو والارتفاع.
والمؤلف -رحمه الله- سردها أمامنا في سورة الأعراف في سورة الأعراف، قال الله -تعالى-: ﴿ إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ﴾1 "استوى" تَعدَّت بـ ( على ) التي تدل على العلو والارتفاع، وفي سورة يونس قال -تعالى-: ﴿ إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ﴾1 وفي سورة الرعد قال -تعالى-: ﴿ اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ﴾2 وفي سورة طه: ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ﴾3 وفي سورة الفرقان: ﴿ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا ﴾4 وفي سورة السجدة: ﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ﴾5 وفي سورة الحديد: ﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ﴾6 .
سبعة مواضع لا ثامن لها في القرآن العظيم، وكلها جاءت بلفظ ( على ) التي تدل على العلو والارتفاع، فإن الاستواء يأتي له معان متعددة، المعنى الأول: أن يأتي متعديا بـ ( إلى ): ﴿ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ ﴾9 وهي تدل على العلو، وأحيانا يتعدى بالواو التي تفيد المعية: ﴿ فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾10 استوى الماء والخشبة، وتتعدى بلفظ ( على ) التي تدل على العلو والارتفاع.
ونصوص الاستواء جاءت كلها في سبعة مواضع، كلها جاءت بلفظ "استوى" وبلفظ "على" التي تدل على العلو والارتفاع والاعتدال، يقول -سبحانه-: ﴿ لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ ﴾11 على ظهورها، وهذه المواضع السبعة كلها صريحة في علو الرب على العرش وعلى خلقه، علوه على العرش، والعرش سقف المخلوقات ليس فوقه شيء، وهو سقف المخلوقات، المخلوقات تنتهي من جهة العلو للعرش، سقف المخلوقات، والله -تعالى- فوق العرش بعدما تنتهي المخلوقات.
ولهذا فإن نصوص الاستواء السبعة كلها من أدلة علو الله على خلقه؛ لأن نصوص أدلة علو الرب على خلقه كثيرة، أفرادها تزيد على ثلاثة آلاف دليل كلها تدل على علو الله على خلقه، ولكنها أنواع، من أنواعها الاستواء والاستواء تحته سبعة أدلة، سبعة أفراد من الأدلة، يكون هذا نوعا من أدلة العلو، التصريح بأن الله استوى على العرش بلفظ ( على ) وهذا في سبعة مواضع، ولكن لو جمعت أفرادها لزادت على ثلاثة آلاف دليل ومع ذلك ينكرها أهل البدع.
وكونها صريحة وكثيرة، أنكر أهل البدع علو الله على خلقه، وقالوا: إن الله ليس فوق المخلوقات. وسلكوا أحد المسلكين: المسلك الأول ... الذين أنكروا علو الله على خلقه سلكوا أحد المسلكين: المسلك الأول قالوا: إن الله مختلط بالمخلوقات، إن الله مع المخلوقات. وضربوا النصوص بعضها ببعض، وقالوا: إن أدلة المعية تبطل الفوقية وتناقضها، قوله: ﴿ وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ ﴾6﴿ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ﴾12﴿ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾13 قالوا هذه النصوص، نصوص المعية تناقض الفوقية وتبطلها، فقالوا بالاختلاط، وقالوا: إن الله مختلط بالمخلوقات. تعالى الله عما يقولون، حتى قالوا: إن الله في كل مكان. نعوذ بالله، ولم ينزهوه عن الأماكن القذرة، سبحان الله عما يقولون، قالوا: إنه في أجواف السباع (في بطون السباع)، وفي أجواف الطيور، وفي كل مكان. تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا.
والطائفة الثانية -الذين أنكروا نصوص العلو والاستواء- قالوا بنفي النقيضين عن الله، قالوا بالنفي المحض، قالوا: إن الله لا يكون مع المخلوقات، لا فوق المخلوقات ولا مع المخلوقات. أين يكون؟ قالوا: يكون لا داخل العالم ولا خارجه، ولا فوقه ولا تحته، ولا مباين له ولا محايد له، ولا متصل به ولا منفصل عنه. أيش يكون، أين يكون؟ يكون عدما؟ أشد من العدم، يكون ممتنعا مستحيلا، والمستحيل أشد من العدم، فهؤلاء أهل البدع -نسأل الله السلامة والعافية- طائفتان: طائفة أنكرت ... طائفة قالوا بالاختلاط، وطائفة قالوا بنفي النقيضين.
استدل المؤلف -رحمه الله- على إثبات الاستواء من الكتاب العزيز بسبعة مواضع، واستدل من السنة بنصوص، منها حديث أبى هريرة في الصحيحين، وهو حديث قدسي أضافه النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى ربه، يقول الله عز وجل ... يقول أبو هريرة: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: « إن الله -عز وجل- كتب كتابا قبل أن يخلق الخلق: إن رحمتي سبقت غضبـي »14 .
فهو عنده فوق العرش، قوله: « إن رحمتي سبقت غضبي »15 هذا من كلام الله لفظا ومعنى، هو حديث قدسي؛ لأن الحديث القدسي قصد به قدسية الله، منسوب إلى الله، فهو من كلام الله لفظا ومعنى، مثل القرآن من كلام الله لفظا ومعنى، إلا أن القرآن له أحكام تختلف، كلام الله يتفاضل، بعضه أفضل من بعض؛ ولهذا "قل هو الله أحد" تعدل ثلث القرآن، فالقرآن له أحكام: منها أنه لا يمسه إلا متوضئ، ومنها أنه متعبد بتلاوته، ومنها أنه معجز في ألفاظه، والحديث القدسي ليس له ذلك، وإن كان من كلام الله، أما الحديث غير القدسي فهو من كلام النبي -صلى الله عليه وسلم- لفظا، ومن الله معنى، من النبي -صلى الله عليه وسلم- لفظا، ومن الله معنى.
قال -تعالى- عن نبيه الكريم: ﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾16 في هذا الحديث يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: « إن الله -عز وجل- كتب كتابا قبل أن يخلق الخلق: إن رحمتي سبقت غضبي »14 فهو عنده فوق العرش، والشاهد قوله: « فهو عنده فوق العرش »17 إثبات الفوقية، فهو عنده فوق العرش، إذن الله فوق العرش، فوق العرش عنده، والكتاب عنده، وعنده في أي مكان؟ فوق العرش فهو عنده فوق العرش، هذا صريح في إثبات الفوقية، والحديث رواه الشيخان وغيرهما: رواه البخاري في صحيحه، ومسلم في صحيحه، وغيرهما، فالحديث فيه: « فهو عنده فوق العرش »17 .
الشاهد من الحديث أو وجه الدلالة إثبات العندية، فهو عنده، وأنه فوق العرش، إذن هو هذا الكتاب عنده في أي مكان؟ فوق العرش. ودل على أن الله فوق العرش، ففيه إثبات الفوقية، والحديث يدل على صفات أخرى أيضا، يدل على صفة الرحمة: « إن رحمتي »15 صفة الغضب، صفة الكتابة:« إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق الخلق »7 وصفة العلو، فيدل الحديث على أربع صفات: صفة الكتابة، صفة الرحمة، صفة الغضب، صفة الفوقية.
يقول: فهو عنده فوق العرش. النصوص الكثيرة دلت على أن العرش هو سقف المخلوقات، وهذا الكتاب فوق العرش، كيف الجمع بينهما؟
العرش سقف المخلوقات، أحاديث كثيرة تدل على أن العرش ... نصوص كثيرة تقول: العرش سقف المخلوقات، وليس فوقه شيء، والله فوق العرش، وهذا الحديث فيه أن الله فوق العرش، فكيف الجمع بينهما؟ الجمع بينهما أنه قال: هذا مستثنى، هذا خاص وهذا عام، هذا مستثنى خاص، مستثنى، هذا الكتاب مستثنى فوق العرش، والخاص عند أهل العلم يقضي على العام، الخاص يقضي على العام، النصوص عامة في أن العرش سقف المخلوقات، وهذا خاص استثناء هذا الكتاب، نعم.
وهناك فرق أيضا بين الاستواء -أيضا- والعلو، فرق آخر: هو أن العرش ... الاستواء من الصفات الفعلية، والعلو من الصفات الذاتية، فيكون الفرق بين صفة الاستواء وصفة العلو من جهتين (من وجهين):
الوجه الأول: أن صفة العرش من الصفات الفعلية، فعل يفعله -سبحانه-، وكان بعد خلق السماوات والأرض، متى كان الاستواء؟ بعد خلق السماوات والأرض قال: ﴿ إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ﴾1 الله -تعالى- خلق الأرض أولا، ثم خلق السماء، ثم دحا الأرض، ثم استوى على العرش.
إذا كان الاستواء بعد خلق السماوات والأرض إذن ... والصفات الفعلية هي التي تتعلق بالمشيئة والاختيار، مثل: الغضب، ومثل: الرضا والاستواء والنزول، تتعلق بالمشيئة والاختيار، متى شاء نزل، ومتى شاء غضب، يغضب إذا شاء، وكذلك الاستواء، فكان في وقت مستويا، وفي وقت ليس مستويا، في وقت قبل خلق السماوات والأرض لم يكن مستويًا على العرش، ثم استوى على العرش، أما العلو فهو من الصفات الذاتية التي لا ينفك عنها الباري -سبحانه وتعالى-، فلا يقال: إنه في وقت عال، وفي وقت ليس عاليا. لا، في جميع الأوقات عال، في جميع الأوقات عال على خلقه، ومنها العرش، الله -تعالى- فوق المخلوقات كلها ومنها العرش، إذن ما معنى الاستواء على العرش؟
الاستواء على العرش صفة أخرى، فعل يفعله، علو خاص على العرش، الله أعلم بكيفيته، أما العلو فهو عام مطلق، لا ينفك عن الباري، عال على جميع المخلوقات ومنها العرش، أما الاستواء فهو علو خاص على العرش، هذا الفارق الأول، والفارق الثاني: أن العلو دل عليه العقل والنقل والفطرة، وأما الاستواء دل عليه النقل فقط، دلت عليه النصوص، ولولا أن الله أخبرنا بالاستواء، لما علمنا بذلك، أما العلو دل عليه العقل والفطرة، فطر الله الخلائق على أن الله في العلو، حتى البهائم العجماوات ترفع رأسها إلى السماء، فيكون الفرق بين الاستواء والعلو من هاتين الجهتين، نعم.

1 : سورة الأعراف (سورة رقم: 7)؛ آية رقم:54
2 : سورة الرعد (سورة رقم: 13)؛ آية رقم:2
3 : سورة طه (سورة رقم: 20)؛ آية رقم:5
4 : سورة الفرقان (سورة رقم: 25)؛ آية رقم:59
5 : سورة السجدة (سورة رقم: 32)؛ آية رقم:4
6 : سورة الحديد (سورة رقم: 57)؛ آية رقم:4
7 : البخاري : التوحيد (7554) , ومسلم : التوبة (2751) , والترمذي : الدعوات (3543) , وابن ماجه : الزهد (4295) , وأحمد (2/397).
8 : سورة الأنعام (سورة رقم: 6)؛ آية رقم:18
9 : سورة فصلت (سورة رقم: 41)؛ آية رقم:11
10 : سورة المؤمنون (سورة رقم: 23)؛ آية رقم:28
11 : سورة الزخرف (سورة رقم: 43)؛ آية رقم:13
12 : سورة التوبة (سورة رقم: 9)؛ آية رقم:40
13 : سورة البقرة (سورة رقم: 2)؛ آية رقم:153
14 : البخاري : التوحيد (7554) , ومسلم : التوبة (2751) , والترمذي : الدعوات (3543) , وابن ماجه : المقدمة (189) , وأحمد (2/397).
15 : البخاري : التوحيد (7422) , ومسلم : التوبة (2751) , والترمذي : الدعوات (3543) , وابن ماجه : المقدمة (189) , وأحمد (2/397).
16 : سورة النجم (سورة رقم: 53)؛ آية رقم:3 - 4
17 : البخاري : بدء الخلق (3194) , ومسلم : التوبة (2751) , وأحمد (2/358).
__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 04-17-2012, 07:04 PM
 
صفة الاستواء

الأدلة على صفة الاستواء من الكتاب والسنة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين، قال الإمام الحافظ تقي الدين أبو محمد عبد الغني بن عبد الواحد بن سرور المقدسي في كتاب ( الاقتصاد في الاعتقاد ):

فمن صفات الله -تعالى- التي وصف بها نفسه ونطق بها كتابه وأخبر بها نبيه أنه مستوٍ على عرشه كما أخبر عن نفسه، فقال -عز من قائل- في سورة الأعراف: ﴿ إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ1 وقال في سورة يونس -عليه السلام-: ﴿ إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ﴾1 وقال في سورة الرعد: ﴿الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ 2 وقال في سورة طه: ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى3 وقال في سورة الفرقان: ﴿ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ 4 وقال في سورة السجدة: ﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ5 وقال في سورة الحديد: ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ6 .
فهذه سبعة مواضع أخبر الله فيها -سبحانه- أنه على العرش، وروى أبو هريرة -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: « إن الله -عز وجل- كتب كتابا قبل أن يخلق الخلق: "إن رحمتي سبقت غضبي" فهو عنده فوق العرش »7 .


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على رسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
بدأ المؤلف -رحمه الله- الكلام في الصفات عن صفة الاستواء على العرش، وبعدها صفة العلو، وصفة الاستواء على العرش من الصفات التي تثبت علو الله -عز وجل- على خلقه، وصفة العلو وصفة الاستواء كل منهما تدل على علو الله -عز وجل-، كل منهما في إثبات علو الله -عز وجل-، ولكن صفة الاستواء تدل على علو خاص وهو العلو على العرش، فصفة العلو تدل على إثبات علو الله على خلقه.
وإن كان كل من الصفتين -صفة الاستواء وصفة العلو- فيهما إثبات علو الله على خلقه إلا أن بينهما فرق، فصفة الاستواء إنما دل عليها النص ودل عليها النقل ولم يدل عليها العقل، فلولا أن الله أخبرنا في كتابه أنه استوى على العرش لما علمنا ذلك، بخلاف صفة العلو فإنه دل عليها العقل والنقل والفطرة، العلو -صفة علو الله على خلقه- ثابت بالعقل وثابت بالنقل -النصوص- وثابت بالفطرة، أما استواء الله على عرشه فإنه ثابت بالنقل، لولا أن الله أخبرنا في كتابه وعلى لسان رسوله -صلى الله عليه وسلم- أنه استوى على العرش لما علمنا ذلك.
فهذا من الفروق بين الصفتين -بين صفة الاستواء وصفة العلو- أن صفة الاستواء صفة دلت عليها النصوص والنقل ولكن العقل لم يدل على ذلك، بخلاف صفة العلو فإنما دل عليها النقل والعقل والفطرة، وصفة العلو والاستواء تدلان على إثبات العلو، من الصفات التي اشتد النزاع فيها بين أهل السنة وبين أهل البدع، وهي من العلامات الفارقة بين أهل السنة وبين أهل البدع، فصفة العلو وصفة الكلام وصفة الرؤية، هذه الصفات الثلاث من العلامات الفارقة بين أهل السنة وبين أهل البدع، فمن أثبتها فهو من أهل السنة، ومن نفاها فهو من أهل البدع.
صفة العلو وصفة الكلام وصفة الرؤية، تجد الجهمية والمعتزلة والأشاعرة لا يثبتون هذه الصفات، الأشاعرة والجهمية والمعتزلة لا يثبتون صفة الاستواء ولا صفة العلو ولا صفة الرؤية ولا صفة الكلام، والأشاعرة يثبتون الرؤية على غير وجهه، أو يثبتون الكلام على غير وجهه، يثبتون الكلام لكن يقولون: إنه معنى نفسي وليس بحاصل على صورته، ويثبتون الرؤية ولكن في غير جهة، فهم لم يثبتوا صفة الرؤية على حقيقتها ولا صفة الكلام على حقيقته، أما العلو فهم ينفونه.
فتبين بهذا أن هذه الصفات من العلامات الفارقة بين أهل السنة وبين أهل البدع، ومن الصفات التي اشتد النزاع فيها بين أهل السنة وبين أهل البدع العلو والكلام والرؤية، وصفة الاستواء تدل على العلو، تثبت علو الله على خلقه، إلا أن الاستواء على العرش إنما هو علو خاص على العرش، وصفة العلو في قوله -تعالى-: ﴿ وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ ﴾8 هذا علو، هذا إثبات صفة العلو على جميع المخلوقات، وأما الاستواء على العرش فهو علو خاص، فعل يفعله -سبحانه- كما يليق بجلاله وعظمته.
وصفة الاستواء على العرش دلت عليها النصوص من كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-.
أما الكتاب العزيز فإن الله أثبت صفة الاستواء في سبعة مواضع، سبعة مواضع في كتاب الله -عز وجل-، سردها المؤلف -رحمه الله- وكلها جاءت بلفظ الاستواء، فجاءت بحرف ( على ) التي تدل على العلو والارتفاع: ﴿ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ﴾1 في سورة الأعراف وفي سورة يونس وفي سورة الرعد وفي سورة طه وفي سورة الفرقان وفي سورة السجدة وفي سورة الحديد، سبعة مواضع فقط، كلها دلت على ثبوت صفة الاستواء، وكلها جاءت بلفظ ( على ) التي تدل على العلو والارتفاع.
والمؤلف -رحمه الله- سردها أمامنا في سورة الأعراف في سورة الأعراف، قال الله -تعالى-: ﴿ إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ﴾1 "استوى" تَعدَّت بـ ( على ) التي تدل على العلو والارتفاع، وفي سورة يونس قال -تعالى-: ﴿ إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ﴾1 وفي سورة الرعد قال -تعالى-: ﴿ اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ﴾2 وفي سورة طه: ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ﴾3 وفي سورة الفرقان: ﴿ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا ﴾4 وفي سورة السجدة: ﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ﴾5 وفي سورة الحديد: ﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ﴾6 .
سبعة مواضع لا ثامن لها في القرآن العظيم، وكلها جاءت بلفظ ( على ) التي تدل على العلو والارتفاع، فإن الاستواء يأتي له معان متعددة، المعنى الأول: أن يأتي متعديا بـ ( إلى ): ﴿ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ ﴾9 وهي تدل على العلو، وأحيانا يتعدى بالواو التي تفيد المعية: ﴿ فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾10 استوى الماء والخشبة، وتتعدى بلفظ ( على ) التي تدل على العلو والارتفاع.
ونصوص الاستواء جاءت كلها في سبعة مواضع، كلها جاءت بلفظ "استوى" وبلفظ "على" التي تدل على العلو والارتفاع والاعتدال، يقول -سبحانه-: ﴿ لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ ﴾11 على ظهورها، وهذه المواضع السبعة كلها صريحة في علو الرب على العرش وعلى خلقه، علوه على العرش، والعرش سقف المخلوقات ليس فوقه شيء، وهو سقف المخلوقات، المخلوقات تنتهي من جهة العلو للعرش، سقف المخلوقات، والله -تعالى- فوق العرش بعدما تنتهي المخلوقات.
ولهذا فإن نصوص الاستواء السبعة كلها من أدلة علو الله على خلقه؛ لأن نصوص أدلة علو الرب على خلقه كثيرة، أفرادها تزيد على ثلاثة آلاف دليل كلها تدل على علو الله على خلقه، ولكنها أنواع، من أنواعها الاستواء والاستواء تحته سبعة أدلة، سبعة أفراد من الأدلة، يكون هذا نوعا من أدلة العلو، التصريح بأن الله استوى على العرش بلفظ ( على ) وهذا في سبعة مواضع، ولكن لو جمعت أفرادها لزادت على ثلاثة آلاف دليل ومع ذلك ينكرها أهل البدع.
وكونها صريحة وكثيرة، أنكر أهل البدع علو الله على خلقه، وقالوا: إن الله ليس فوق المخلوقات. وسلكوا أحد المسلكين: المسلك الأول ... الذين أنكروا علو الله على خلقه سلكوا أحد المسلكين: المسلك الأول قالوا: إن الله مختلط بالمخلوقات، إن الله مع المخلوقات. وضربوا النصوص بعضها ببعض، وقالوا: إن أدلة المعية تبطل الفوقية وتناقضها، قوله: ﴿ وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ ﴾6 ﴿ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ﴾12 ﴿ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾13 قالوا هذه النصوص، نصوص المعية تناقض الفوقية وتبطلها، فقالوا بالاختلاط، وقالوا: إن الله مختلط بالمخلوقات. تعالى الله عما يقولون، حتى قالوا: إن الله في كل مكان. نعوذ بالله، ولم ينزهوه عن الأماكن القذرة، سبحان الله عما يقولون، قالوا: إنه في أجواف السباع (في بطون السباع)، وفي أجواف الطيور، وفي كل مكان. تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا.
والطائفة الثانية -الذين أنكروا نصوص العلو والاستواء- قالوا بنفي النقيضين عن الله، قالوا بالنفي المحض، قالوا: إن الله لا يكون مع المخلوقات، لا فوق المخلوقات ولا مع المخلوقات. أين يكون؟ قالوا: يكون لا داخل العالم ولا خارجه، ولا فوقه ولا تحته، ولا مباين له ولا محايد له، ولا متصل به ولا منفصل عنه. أيش يكون، أين يكون؟ يكون عدما؟ أشد من العدم، يكون ممتنعا مستحيلا، والمستحيل أشد من العدم، فهؤلاء أهل البدع -نسأل الله السلامة والعافية- طائفتان: طائفة أنكرت ... طائفة قالوا بالاختلاط، وطائفة قالوا بنفي النقيضين.
استدل المؤلف -رحمه الله- على إثبات الاستواء من الكتاب العزيز بسبعة مواضع، واستدل من السنة بنصوص، منها حديث أبى هريرة في الصحيحين، وهو حديث قدسي أضافه النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى ربه، يقول الله عز وجل ... يقول أبو هريرة: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: « إن الله -عز وجل- كتب كتابا قبل أن يخلق الخلق: إن رحمتي سبقت غضبـي »14 .
فهو عنده فوق العرش، قوله: « إن رحمتي سبقت غضبي »15 هذا من كلام الله لفظا ومعنى، هو حديث قدسي؛ لأن الحديث القدسي قصد به قدسية الله، منسوب إلى الله، فهو من كلام الله لفظا ومعنى، مثل القرآن من كلام الله لفظا ومعنى، إلا أن القرآن له أحكام تختلف، كلام الله يتفاضل، بعضه أفضل من بعض؛ ولهذا "قل هو الله أحد" تعدل ثلث القرآن، فالقرآن له أحكام: منها أنه لا يمسه إلا متوضئ، ومنها أنه متعبد بتلاوته، ومنها أنه معجز في ألفاظه، والحديث القدسي ليس له ذلك، وإن كان من كلام الله، أما الحديث غير القدسي فهو من كلام النبي -صلى الله عليه وسلم- لفظا، ومن الله معنى، من النبي -صلى الله عليه وسلم- لفظا، ومن الله معنى.
قال -تعالى- عن نبيه الكريم: ﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾16 في هذا الحديث يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: « إن الله -عز وجل- كتب كتابا قبل أن يخلق الخلق: إن رحمتي سبقت غضبي »14 فهو عنده فوق العرش، والشاهد قوله: « فهو عنده فوق العرش »17 إثبات الفوقية، فهو عنده فوق العرش، إذن الله فوق العرش، فوق العرش عنده، والكتاب عنده، وعنده في أي مكان؟ فوق العرش فهو عنده فوق العرش، هذا صريح في إثبات الفوقية، والحديث رواه الشيخان وغيرهما: رواه البخاري في صحيحه، ومسلم في صحيحه، وغيرهما، فالحديث فيه: « فهو عنده فوق العرش »17 .
الشاهد من الحديث أو وجه الدلالة إثبات العندية، فهو عنده، وأنه فوق العرش، إذن هو هذا الكتاب عنده في أي مكان؟ فوق العرش. ودل على أن الله فوق العرش، ففيه إثبات الفوقية، والحديث يدل على صفات أخرى أيضا، يدل على صفة الرحمة: « إن رحمتي »15 صفة الغضب، صفة الكتابة:« إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق الخلق »7 وصفة العلو، فيدل الحديث على أربع صفات: صفة الكتابة، صفة الرحمة، صفة الغضب، صفة الفوقية.
يقول: فهو عنده فوق العرش. النصوص الكثيرة دلت على أن العرش هو سقف المخلوقات، وهذا الكتاب فوق العرش، كيف الجمع بينهما؟
العرش سقف المخلوقات، أحاديث كثيرة تدل على أن العرش ... نصوص كثيرة تقول: العرش سقف المخلوقات، وليس فوقه شيء، والله فوق العرش، وهذا الحديث فيه أن الله فوق العرش، فكيف الجمع بينهما؟ الجمع بينهما أنه قال: هذا مستثنى، هذا خاص وهذا عام، هذا مستثنى خاص، مستثنى، هذا الكتاب مستثنى فوق العرش، والخاص عند أهل العلم يقضي على العام، الخاص يقضي على العام، النصوص عامة في أن العرش سقف المخلوقات، وهذا خاص استثناء هذا الكتاب، نعم.
وهناك فرق أيضا بين الاستواء -أيضا- والعلو، فرق آخر: هو أن العرش ... الاستواء من الصفات الفعلية، والعلو من الصفات الذاتية، فيكون الفرق بين صفة الاستواء وصفة العلو من جهتين (من وجهين):
الوجه الأول: أن صفة العرش من الصفات الفعلية، فعل يفعله -سبحانه-، وكان بعد خلق السماوات والأرض، متى كان الاستواء؟ بعد خلق السماوات والأرض قال: ﴿ إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ﴾1 الله -تعالى- خلق الأرض أولا، ثم خلق السماء، ثم دحا الأرض، ثم استوى على العرش.
إذا كان الاستواء بعد خلق السماوات والأرض إذن ... والصفات الفعلية هي التي تتعلق بالمشيئة والاختيار، مثل: الغضب، ومثل: الرضا والاستواء والنزول، تتعلق بالمشيئة والاختيار، متى شاء نزل، ومتى شاء غضب، يغضب إذا شاء، وكذلك الاستواء، فكان في وقت مستويا، وفي وقت ليس مستويا، في وقت قبل خلق السماوات والأرض لم يكن مستويًا على العرش، ثم استوى على العرش، أما العلو فهو من الصفات الذاتية التي لا ينفك عنها الباري -سبحانه وتعالى-، فلا يقال: إنه في وقت عال، وفي وقت ليس عاليا. لا، في جميع الأوقات عال، في جميع الأوقات عال على خلقه، ومنها العرش، الله -تعالى- فوق المخلوقات كلها ومنها العرش، إذن ما معنى الاستواء على العرش؟
الاستواء على العرش صفة أخرى، فعل يفعله، علو خاص على العرش، الله أعلم بكيفيته، أما العلو فهو عام مطلق، لا ينفك عن الباري، عال على جميع المخلوقات ومنها العرش، أما الاستواء فهو علو خاص على العرش، هذا الفارق الأول، والفارق الثاني: أن العلو دل عليه العقل والنقل والفطرة، وأما الاستواء دل عليه النقل فقط، دلت عليه النصوص، ولولا أن الله أخبرنا بالاستواء، لما علمنا بذلك، أما العلو دل عليه العقل والفطرة، فطر الله الخلائق على أن الله في العلو، حتى البهائم العجماوات ترفع رأسها إلى السماء، فيكون الفرق بين الاستواء والعلو من هاتين الجهتين، نعم.

1 : سورة الأعراف (سورة رقم: 7)؛ آية رقم:54
2 : سورة الرعد (سورة رقم: 13)؛ آية رقم:2
3 : سورة طه (سورة رقم: 20)؛ آية رقم:5
4 : سورة الفرقان (سورة رقم: 25)؛ آية رقم:59
5 : سورة السجدة (سورة رقم: 32)؛ آية رقم:4
6 : سورة الحديد (سورة رقم: 57)؛ آية رقم:4
7 : البخاري : التوحيد (7554) , ومسلم : التوبة (2751) , والترمذي : الدعوات (3543) , وابن ماجه : الزهد (4295) , وأحمد (2/397).
8 : سورة الأنعام (سورة رقم: 6)؛ آية رقم:18
9 : سورة فصلت (سورة رقم: 41)؛ آية رقم:11
10 : سورة المؤمنون (سورة رقم: 23)؛ آية رقم:28
11 : سورة الزخرف (سورة رقم: 43)؛ آية رقم:13
12 : سورة التوبة (سورة رقم: 9)؛ آية رقم:40
13 : سورة البقرة (سورة رقم: 2)؛ آية رقم:153
14 : البخاري : التوحيد (7554) , ومسلم : التوبة (2751) , والترمذي : الدعوات (3543) , وابن ماجه : المقدمة (189) , وأحمد (2/397).
15 : البخاري : التوحيد (7422) , ومسلم : التوبة (2751) , والترمذي : الدعوات (3543) , وابن ماجه : المقدمة (189) , وأحمد (2/397).
16 : سورة النجم (سورة رقم: 53)؛ آية رقم:3 - 4
17 : البخاري : بدء الخلق (3194) , ومسلم : التوبة (2751) , وأحمد (2/358).



__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
بحث عن الاقتصاد © بندر © تحميل كتب مجانية, مراجع للتحميل 8 02-10-2015 02:00 PM
التبشير بأن نصر الأمه لا يفتقر الا لحسن الاعتقاد...!!! مؤمن الرشيدي مواضيع عامة 0 03-23-2012 03:33 PM
يجب الاعتقاد بها ... فهي منزلة من عند الله .... ام محمد هناء نور الإسلام - 4 06-13-2010 03:38 PM
قوة الاعتقاد ابوعبدالرحمن المبدع أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 4 05-04-2007 07:05 PM
الاقتصاد العالمي للبقر المعلم سطح أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 7 04-18-2006 01:56 PM


الساعة الآن 10:48 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011