#76
| ||
| ||
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله(الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى) (الأعلى:2) الحمد لله(الَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى) (الانسان:3) الحمد لله(الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى) (طـه:50) الحمد لله( الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ)(لأعراف:43) الحمد لله القائل(مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُرْشِداً)(الكهف:17) والقائل(وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقَامٍ)(الزمر:37) وله الحمد ربي(الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ) (الشعراء:78) وقال(إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ)(الزخرف:27) فله الحمد عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته. وصلى الله وسلم على محمد نبيه المرتضى, ورسوله المجتبى, أرسله إلى كافة الورى, يدعوهم إلى الهدى, قال تعالى(هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ )(التوبة33) قال تعالى: (إِنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ)(الزمر:41) وقال تعالى:( قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ)(يونس:108) وقال تعالى:( قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ)(يونس:57) وقال تعالى وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)(النحل:64) وقال تعالى:(وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ)(النحل:89) أما بعد : فان الله سبحانه وتعالى قد منّ عليّ بالهداية, ولا يذوق حلاوة الهداية وطعم الإيمان إلامن قد ذاق مرارة الضلال وظلمات البدع. وفي هذه القصة أريد أن أضع نقاطا عايشتها بين أهل البدع: • أذكر يوم كنت صغيرا في أوساط مجتمع مكتض بالمعاصي والبدع , وفي بداية حياتي ونعومة أظفاري وفي ذلك المجتمع الموصوف بما سبق ذكره كنت أحب المسجد وأرغب في تعلم قراءة القران ولكن إلى من اتجه ليعلمني ؟! ويأخذ بيدي إلى الخير !!! •أخي الأكبر يكمل دراسته في صنعاء فمن الذي أجده ليأخذ بهذا الاندفاع الذي اشعر به تجاه التعلم !! • المدرسة الحكومية تفتح أبوابها كل سنة ما يقارب ثمانية أشهر فدخلت المدرسة وعمري ما يقارب السابعة والى ذلك الوقت لا استطيع القراءة ولا الكتابة بالرغم مما أجده من الشوق إلى ذلك انتهت السنة الدراسة الأولى والثانية ولم استطع أن أحقق مطلوبي بحيث أنني استطيع في المصحف وفي أي سورة أريد واكتب أي شيء . • فليس هناك حل ألا البحث عمن يعلمني , حتى استطيع القراءة والكتابة فاقرأ ما أشاء وأكتب ما أريد. في القرية لم أجد أحداً, لكن هناك رجل أعمى في قرية تبعد عنا شيئا ما... فجئت إليه أنا وزميل لي , فأخذنا إلى بيته , وكان يكلمنا بعنف , فدرسنا بعض الآيات من السور الصغيرة , واذكر أنني أخطأت في قراءة آية فضربني في رأسي , فآلمتني تلك الضربة أيما ألم , فرجعنا بذلك في ذلك اليوم. • ثم فتحوا مدرسة بتلك القرية ليدرسوا فيها أثناء العطلة الصيفية , والمقصد منالمدارس الصيفية عندهم هو مسح ما قد استفاده طلاب المدارس من المنهج المدرسي لأنهم يسمونه منهجا وهابيا( اخبروني بهذا بعد أن أصبحت فاهما لمقاصدهم) * التحقت بتلك المدرسة الصيفية واستفدت قراءة الحروف بطريقة التهجي ( أ - إ -.. واستعطت بعد فترة يسودها من قبل نفسي الجد والاجتهاد القراءة والكتابة لأن ذلك هو مقصدي الوحيد. • أما المدرسون في تلك الفترة وغيرها فكان غالب أوقاتهم القات والعكوف على الكتب التي من خلالها يعرفون الشبه ويخالفون بها عقيدة أهل السنة. • أما الدروس الإضافية التي كانت إلى جانب دروس التهجي وقراءة القرآن فكتب حقيقة أنني أكره أن أسمي بعضها لما تحقق لي فيها من الضلال بعد ذلك. • تلك الكتب منطوقها حب أهل البيت والمتابعة لهم , وفحواها : الطعن في الصحابة, والبغض لهم ومخالفة ما عليه أهل السنة. • أما طريقة غرس البغض للصحابة في نفوسنا نحن الصغار وكذلك غيرنا, لأن اغلبهمعوام, فمن باب أن الصحابة أخذوا الخلافة عن علي وغصبوه حقا له, وكذا فعلوا مع فاطمة فمنعوها حقها من أبيها, وهلم جرا من ذلك الباب. • وينصون أثناء الدرس بأن هذا هو مذهب الوهابية, وهو أنهم يبغضون أهل البيت ويحبون بقية الصحابة الذين أخذوا حقوق أهل البيت. • فأصبحت أكره أهل السنة وأبغضهم بغضا لا يعادله شيء. • وكانوا يدرسون الشبه بأساليب مباشرة وغير مباشرة. • فمما أذكره من نتائج ما قد حصلناه من التشدد على بغض الصحابة والمخالفة لأهل السنة : أنني رأيت في المنام – أثناء الفترة تلك – كأنني في المسجد وشبح أمامي يصلي وعليه جبة مكتوب عليها – الهادي عليه السلام – (1) – وإذا بمعاوية – رضي الله عنه – ينظر من باب المسجد , وكأنه متقلدا للسيف. • وهذا ناتج عما كانوا يصورونه لنا من أن الحرب حامية الوطيس بين أهل البيت والصحابة • وهذا الذي أذكر ه ألآن من ذلك الحلم , وما ذلك إلا بسبب ما قد ملأت به قلوبنا منالبغض للصحابة والتعظيم لمن على نحلة الشيعة حتى وان كانوا فساقا مستحلين لأموال الناس بغير حق . • والحاصل من ذلك أنها انتهت تلك الفترة الصيفية وقد أصبحت شيعيا محترقا مبغضا للصحابة كافة , سوى على بن أبي طالب وأهل بيته – رضوان الله عليهم – ونفر يسير كعمار بن ياسر وسلمان الفارسي – رضي اله عنهما - . • كنا نشعر ببغضهم بداية بأبي بكر الصديق حتى كان بعضهم يقول : انه أبو بكر الذريق, أو أبو بكر – الصندوق – عياذا بالله من ذلك . وبعده عمر, وهكذا بقيتهم بلسان الحال أو لسان المقال, لأنهم اقروهم على الخلافة ولم يأخذوا بحق أهل البيت, أما أبو موسى فلا تسال, وكذلك جرير بن عبد الله, وأمامعاوية فالترضي عليه يعدونها كبيرة من الكبائر. • وأذكر أنني بعد أن هداني الله ووفقني لطلب العلم ؛ تناقشت مع بعض من كنت أقرأ أنا وهو في الكتب تلك , وهو يعد أكابرهم, فألجمته الحق حتى قال لي أخيراً: معاويةكافر(2), فزجرته ولم أكلمه من ذلك اليوم إلى يومنا , ولم أضع يدي في يده , والله يشهد أني ابغضه في الله . • نعود لإتمام ذكر بعض ما حصلناه أثناء تلك الفترة الصيفية. • فمن الأمور التي ما زلت أذكرها أنه زارنا خالي وهو من بلاد خولان , وهذه البلاد كان قد من الله عليها بنزول طلبة علم دار من الحديث بدماج يدعونهم إلى الله – سبحانه – فاستجاب لهم أهل تلك البلاد فتمسكوا بالسنة ونبذوا البدع وطبقوا السنن, حتى أنهم كانوا يؤذنون من مزارعهم كل صلاة في وقتها – وذلك إذا كانوا في أعمالهم – وهي تبعد عن المساجد بكثير- , وقد شاع خبرهم ذلك اليوم وذاع وملأ الطروس والأسماع بأن أهل خولان قد أصبحوا وهابيين – كذا يقولون - !!! • وكان خالي واحدا ممن قد التزم بالسنة, واعتقد عقيدة أهل الحق. • وفي أثناء تلك الزيارة عاملته معاملة – استغفر الله منها – فكنت أجلس إليه بعد الظهر فأني كنت أصلي الظهر والعصر جميعا, وأتناوله بكلام جلف وقاسي, وأذكر له مما قد رسخت في ذهني أثناء تلك الفترة الصيفية , من أخذهم للخلافة , ونحو ذلك من العقائد. • وأذكر أنه سألني: كم تحفظ من الأحاديث؟ فقلت : أكثر من مائة حديث نعم هو كذلك, ولكنها أحاديث ضعيفة وموضوعة, ونحو ذلك, فمن تلك الأحاديث( أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وهوى) وهو حديث لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. • وأمثال ذلك التي أعرضت عن ذكرها للإختصار. • والحاصل: أنني شددت على خالي في تلك الفترة حتى أنه ما زال يذكرني بذلك حتى اليوم. • وأحب إن أذكر هاهنا شيئا وهو: أنه يوم إن بدأ الشيخ مقبل – رحمه الله تعالى – بدعوته في اليمن وصل إلينا خبر ذلك, وقالوا رجل خرج إلى اليمن ليغير الدين. • وكان بعض أهل بلادنا(3) قد استبان لهم الحق فتبعوه على ذلك , فآذوهم وشردوهموسجنوهم , ومن هرب وشرد سجنوا قريباً له حتى يرجع, واستمروا في السجن ردحامن الزمن , ثم اخرج فيهم القاضي العنسي – عامله الله بما يستحقه – حكماً؛ حكم على بعضهم بالإعدام وبعضهم بالسجن , • واجتمع أهل البلاد من المشائخ وغيرهم, ووقعوا ورقة أنهم عوناً واحدا على كل من خالف مذهبهم – الوهابية – يعني أهل السنة. • وكان عدد أهل السنة في ذلك اليوم لا يزيد على اثني عشر رجلاً. • وحقيقة أولئك النفر كنا نظنهم قد خالفوا الدين وأصبحوا في عداد الكافرين. • ومما ذكر لي عن ذلك الأمر أن صلاح فليته خرج واظهر من فوق السوق (4) على القبض على من تمسك بالسنة. •وأفتى بأن من كان من هؤلاء الوهابيين – يعني أهل السنة – فقد أصبحت امرأته طالقة ولا يجوز أن يزوج منهم ولا يصلى وراءهم. • وأفتى بأن من ضم – أي وضع يمينه على يساره في الصلاة – وأمن بعد قراءة الفاتحة في الصلاة فان صلاته باطلة (5 • إلى غير ذلك من الفتاوى المضلة التي حكايتها تغني عن الرد عليها • وما أذكره عن نفسي مما كنت قد استفدته منهم أنني في الصف الرابع الابتدائي تقدمت بكل شجاعة في الإذاعة المدرسية وألقيت حديثا لا سند له عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو: (( نهى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن يجعل الرجل يده على يده في الصلاة وأمر أن يرسلهما ( 6) • وأراد الله أن ينجيني من هذا الضلال المبين الذي أُصبح فيه أُمسي وأتعصب له وأرى أن ما سواه هو الباطل المحض . • فرجع أخي الأكبر من دراسته بصنعاء في العطلة السنوية له وقد أصبح عاملاً بالسنة محباَ لها عاملاً بها . • وكنت أحبه أيما حب , وكان لديه أسلوب عجيب في جلب القلوب والأسماع في المجالس وغيرها , حتى أنه كان أذا دخل المجلس كان الكلام له , والسؤال موجه إليه , بالرغم من أن الجميع شيعة. • فكان يأخذني معه أينما ذهب في تلك الأيام التي كان يزورنا فيها وجعل يفهمني الحق والصواب واستمر على هذا سنوات, واستطاع أن يؤثر على الأسرة بكاملهافاستجاب له أخ لي أكبر مني, وآخر أصغر مني, وأنا وإن كنت أحبه إلا أن مخالفة ما أنا عليه وما قد عرفت به من الصعب علي. • فلم يأل جهداً في توجيهي إلى الصواب, وتبيين الحق لي, واستطاع فعلاً أن يغير من نظرتي المتعصبة المتشددة للباطل, إلى نظرة متوسطة. • وجعل يفهمني ببعض أمور العقائد وجعلت أفهم منه. *هامش * (1) ولمعرفة ترجمته وبيان حاله راجع كتاب شيخنا الإمام الوادعي – عليه.رحمة الله تعالى – (( صعقة الزلزال في نسف أباطيل الرفض والاعتزال )) (1/259-283) (2) وهو لا يعلم مقدار ما يخرج من فيه لجهله , فلذلك تكلم بتكفير حملة الدين , عياذاً بالله من ذلك (3) ومنهم الوالد الفاضل أبو محمد صالح بن محمد الملقب بـــ ( أبو فأس ) وهو من أوصلني إلى دار الحديث بدماج , كما سيأتي ذكر ذلك إن شاء الله والوالد الفاضل الخشوع المحب للخير أبو فائز ويوسف : قاسم بن ربوع حفظه الله من بين يديه ومن خلفه وأصلح أولاده ووفقهم للخير. ومنهم الوالد الفاضل عبد الله الشامي – حفظه الله – فهو ثابت على السنة محب لها ولأهلها , ومنهم الوالد الفاضل أبو حامد بن يحيى , وله مواقف سابقة مع أهل السنة يشكر عليها , وغيرهم من أهل جبل الازد وبني ربيعة وأهل النظير , جزى الله كل من نصر السنة وصبر على الابتلاء وثبت عليها خيراً . (4) سوق الثلوث ببلاد الشوارق , وكان قد دعمه القاضي العنسي بطقم من العسكر ( 5 ) ولما كان هذا القول باطلاً ما استطاعوا أن يصرحوا بهذا لأن معنى ذلك إن جميع المسلمين صلاتهم باطلة, إلا ثلة قليلة بقية في صعده وإيران والعراق صلاتهم صحيحة ومسألة وضع اليمنى على اليسرى في الصلاة والتامين هو مذهب أهل البيت وزيد بن علي وكافة أئمة الزيدية, وقد حققت هذا في بحث مفرد سميته (( إرشاد المتعامين إلى ذهب أهل البيت وأئمة الزيدية في الرفع والضم والتأمين )). ومن المراجع التي نقلت منها (( أمالي احمد بن عيسى )) و (( الروض النضير شرح مجموع زيد بن علي ))( 3/ 15) للسياغي, و((ضوء النهار المشرق على صفحات الأزهار )) ( 6 ) وأنت ترى أن هذا الحديث لا سند له يعرف به, وحتى لو كان له سند فهذا السند يجزم بعدم صحته إلى النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم, ذلك لأنه قد تواتر عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم تواتراً معنويا في الأحاديث المتكاثرة (( وضع اليمين على الشمال في الصلاة )) وذلك في أمهات الحديث, فكيف يرون تلك الأحاديث ويطبقها عامة المسلمين في جميع بقاع الأرض وأصقاعنا سوى عدد يسير في بعض مناطق صعده وإيران. يتبــع
__________________ إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ فإن مهمة الرماة الذين يحفظون ظهور المسلمين لم تنته بعد..!! طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله، طوبى للقابضين على الجمر، كلما وهنوا قليلاً تعزوا بصوت النبيِّ صل الله عليه وسلم ينادي فيهم: " لا تبرحوا أماكنكم " ! |
#77
| ||
| ||
قصة هدايتي من المذهب الزيدي الى مذهب اهل السنة والجماعة الجــزء الثـــاني مقارنة بين الشيعة والسنة • ثم جعلت أصرف النظر للمقارنة بين السنة والشيعة فمما لاحظته: 1- أننا نحن الشيعة نسب الصحابة ونقدح في جملة الدين وأنصار سيد المرسلين. • أما أهل السنة فيترضون عنهم جميعاً, ويقولون نحن لا نسب أحدا من أهل البيت, ولا من غيرهم, بل نترضى عنهم ونحبهم ولا نغلو فيهم. 2- نحن الشيعة إذا ألم بنا مرض هرولنا إلى السحرة والمشعوذين, بل من فقهائنا من يعمل الحروز والتمائم والعزائم, ومن كبارنا من يفتي بجوازها (1 ) • أهل السنة هذا محرم عندهم, لا يجوز لأنه يؤدي إلى الاعتقاد في غير الله – سبحانه وتعالى –أو يكون اعتقاد في غير الله بحسبه. 3- نحن الشيعة إذا كان في قلب بعضنا على بعض شيء ولم يتمكن منه ربما يسحره أو يعزم عليه, إلى غير ذلك * أهل السنة هذا محرم عندهم لا يجوز, لما في ذلك من الإعتقاد في غير الله, والعدوان على المسلمين. • نحن الشيعة نجل السحرة والمشعوذين ونقدسهم. • أهل السنة يبغضونهم ويحذرون منهم أيما تحذير. 4- نحن الشيعة نصلي الظهر مع العصر والمغرب مع العشاء تقديما أو تأخيراً وصلاة الفجر لا يصليها أكثرنا إلا مع طلوع الشمس أو بعد طلوعها. • أهل السنة يصلون الصلاة على أوقاتها. وهكذا جعلت أقلب النظر ثماني سنوات أو أكثر لعلي أصل الحق والصواب, وعرفت فوارق كثيرة اقتصر على ما ذكرته اختصاراً. وكلما نظرت إلى أفعالنا نحن الشيعة أبغضتها وكرهتها, لما أرى فيها من مخالفة الحق والصواب. وكلما نظرت إلى أهل السنة أحببت أفعالهم ورضيتها, لما أرى فيها من الأمور ألتي تؤدي إلى مقاصد الشريعة ومن الأفعال التي هي على الحق مستقيمة. ولكن (!) كيف استطيع أن أتخلص من هذا البلاء والظلمات التي نعايشها بينهم؟! المجتمع جاهل متعبد بالبدع, يظن أنها هي الحق وغيرها الباطل. • فمكثت على تلك الحال – وفي نفس الوقت أدرس بعض الدروس عندهم – وكلما درست عندهم أبغضتهم وأبغضت كتبهم. • واستمر الأمر على تلك الحال ردحاً من الزمن, وفي تلك الفترة كلها لا يواصلني أحد من أهل السنة لأنني قد عرفت بينهم بالتشدد بالتعصب لما أنا عليه من التشيع والبغض لهم. • وما علموا إني قد ضقت ذرعاً بما أنا فيه, وإنني أصبحت أحب الكلمة الواحدة من عند أهل الحق لعلي اهتدي بها إلى الصواب, وأفرج من ربقة الشك والارتياب. • وانتهز هذه الفرصة لأوجه النصيحة إلى الدعاة إلى الله تعالى: بأن لا ييأسوا من أحد, بل يدعوا الجميع إلى الله, ويتلطفون بهم, فمن ارحم الناس بالناس إلا أهل السنة كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى - . • وبعد هذا كله تخرج أخي الأكبر الدكتور عيضة وأنهى دراسته, وتوجه إلى البلاد, وهو يعرف يقينا مقدار ما أتمتع به – بفضل الله ومنته علي – من الفهم والإدراك, بيد أنني لا أعرف قيمة ذلك. • فجعل يحثني وينصحني لمواصلة دراستي وللتخلص من هذا المجتمع. • ولكن والدي ووالدتي – حفظهما الله من بين أيديهم ومن خلفهم – يظنون أنني إذا خرجت من ذلك سواء لمواصلة دراستي المدرسية التي انقطعت عنها في الثالثة من المرحلة الإعدادية بسبب الظروف المعيشية التي كنا نعايشها – وذاك شيء قدره الله, فله الحمد والمنة – أو لطلب العلم الشرعي فذاك هو الضياع بعينه(!!!). وأما أنا فبقيت متحيراً!!! • ثم واجهني أخي – حفظه الله – أخيرا فقال: اختر أحد الأمور الثلاثة التي سأذكرها لك: الأول: مواصلة دراستك وعليّ جميع تكاليفك حتى تتخرج. الثاني: التفرغ لطلب العلم الشرعي في دار الحديث بدماج على يدي الشيخ مقبل – رحمه الله تعالى – وعلي جميع ما تحتاج اليه. الثالث: أن تبقى على ما أنت عليه وهو عمل يدوي لنحت الأحجار التي تستخدم في أواني الطهي ( تسمى الحرض, أو المقالي). فاخترت طلب العلم الشرعي. • وكنت أعمل في تلك الأيام عند الوالد الفاضل صالح بن محمد المشهور بــ ((أبو فاس))عمل مقايضة في الأيام. فجئت إليه يوماً من الأيام فأخبرته بما قد اخترته, فقال: خير البر عاجله, غداً إن شاء الله نتوجه إلى دار الحديث. فذهب واستلف (2000) ريالاً يمنياً ليصل بها إلى دار دماج معي, وأعطاني أخي تكاليف السفر والمقام هناك, وتوجهنا في اليوم الثاني إلى دماج وعمري في ذلك اليوم ما يقارب( 19) عاماً, وصلنا صعدة يوم الخميس 7 شعبان 1416 هــ ونزلنا إلى دماج يوم الجمعة 8 شعبان 1416 هــ • فوصلت إلى دماج فتفاجأت بعدد الطلاب المتكاثر وبأشكالهم وأجناسهم المختلفة. • ذكرت صحابة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم, العمائم الإسلامية والثياب القصيرة والكلام العربي. إلى غير ذلك من الأوصاف الحميدة. • فازددت حباً لطلب العلم, وحمدت ربي الذي أوصلني إلى ذلك المكان. • توجهنا إلى المسجد لصلاة الجمعة, وبعد الجمعة أقبلنا إلى الشيخ مقبل – عليه رحمة الله - وكنت أظنه في نفسي طويل القامة عريض المنكبين كثيف اللحية, فوجدته بخلاف ذلك, إلى القصر أقرب منه إلى الطول, ووجهه أبيض مشرئب بحمرة, عليه نور أهل الحق وضياء أهل الصدق, قد أضفى الله له من الجلالة في القلوب والإحترام ما يعجز القلم عن وصفه, ورحم الله شيخ الإسلام حين قال: يرفع الرجل بقدر تمسكه بالسنة.• فرحب بنا الشيخ كغيرنا من الطلاب الوافدين على (دار الحديث) ولسان حال من عرف قصتي يقول: (( لا تخف نجوت من القوم الظالمين)) • استغربت أشياء عند وصولي إلى دار الحديث بدماج: أولها: الصلاة في النعال. قلت كيف هذا! يصلى في النعال؟!! • وفي قرارة نفسي إن مثل هذا من هذا المجتمع الطيب الذي يهوي إليه العباد من كل قطر ومصر (!) لا يصدر إلا عن علم؟. • ولشيخنا الأمام مقبل الوادعي رسالة في شرعية الصلاة في النعال, ذكر فيها الأحاديث والآثار الثابتة في المسألة, وأجاب عن بعض الشبه, جزاه الله عن الإسلام والمسلمين خيراً. وتيسر لي الإطلاع على كتاب( الأحكام) للهادي, وهو احد أئمة الشيعة في أوائل القرن الرابع, فوجدت في المجلد ألأول صفحة (135) باب الصلاة في الخف, ثم ذكر الكلام على الصلاة في النعال وفيه تقرير ذلك. • ثم وقفت على كتاب(فتاوى علي العجري) وكنت أعرفه وأنا ما زلت في البلاد, إلا أنني لم أقف على هذه الفتوى التي في صفحة (121) باب: فاخلع نعليك وإذا به هناك يقرر الصلاة في النعال ويدعمها بالأدلة, ويذكر أن ذلك مذهب أهل البيت فراجع ذلك هناك فنحن في مقام الاختصار. • قال تعالى: ( نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ) (النور:35) وبعد أن استقر حالي بدماج, بدأت في الحفظ في كتاب الله – تعالى – بجانب ما ادرسه, وغالب ما انكببت عليه في بداية طلبي بعد الحفظ في القرآن هو كتب العقيدة, فحفظت من متونها ما يسره الله لي ودرست كافة الدروس التي تدرس بدار الحديث بدماج, غير بعض الكتب التي أتمكن من مطالعتها بنفسي. ***** • وأثناء دارستنا في كتب العقيدة مر بنا إثبات صفة العلو لله تعالى, تذكرت كلمة كانت تتردد في ذهني أثناء دراستنا عن الشيعة في كتاب اسمه (العقد الثمين ) قال وهويتكلم – على حد زعمه - على معرفة الله (ص 22-24): ( ولا يجوز أن يكون جوهراً ولا عرضاً... ولا هو فوق ولا تحت, ولا يمين ولا شمال, ولا خلف ولا أمام... ليس بنور ولا ظلام . وأنت ترى بهذه الأوصاف أنه نفى وجود الله – عز وجل – حيث جعله عدماً محضاً – عياذاً بالله سبحانه – فمن نعبد إذا؟!. أخي إنه هو الله المتصف بصفات الكمال المتعالي على العباد بذاته وأسمائه (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (الشورى:11) والشاهد من ذكري لهذا أنه أثناء دراستنا لهذا الكتاب والمدرس يشرح لنا هذه العبارات, ومن توفيق الله لي أني لم افهم شيئاً من هذا المقصد الرديء إلا قوله ( جوهراً ولا عرضاً) فإن المدرس قال لنا: الجوهر هو الحجم مثل الحجر ونحوها, والعرض الذي ليس بحجم كضوء الشمعة والكهرباء, ونحو ذلك. فتذكرت هذا القول إثناء دراستي لعقيدة أهل الحق, وحمدت الله الذي أنقذني من عقيدة أهل الباطل (ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) (الجمعة4) • وتوجهت أيضاً لدراسة اللغة العربية فمر بنا في حروف النصب لن(في كتاب القطر قول ابن هشام) لن حرف يفيد النفي والاستقبال بالاتفاق ولا يقتضي تأبيداً خلافاً للزمخشري في أنموذجه ولا تأكيداً خلافاً له في (كشافه) فذكرت أن ذلك الشيعي الذي كنا نقرا عنده, قال لنا ما معناه: ((أن كلام ابن هشام باطل, وإنما أراد أن ينصر مذهبه في تثبيت الرؤية لأنه وهابي. أو نحو هذا الكلام . والرؤية حق للمؤمنين, قال تعالى: واخرج البخاري (554) ومسلم (633) عن جرير بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته". وقد صنف في الرؤية تصانيف عديدة من أنفسها ((الرؤية للدارقطني)) ولي مختصر في جمع الأحاديث الصحيحة في الرؤية مع رد بعض شبه المبتدعة, يسر الله ترتيبه وتقسيمه وطبعه. وهكذا هم يقولون في ((صحيح البخاري)) وهابي, وكذا في صحيح مسلم, وغيرها من كتب المسلمين المشهورة وما علم هؤلاء المغفلون أن بين محمد بن عبد الوهاب وبين هؤلاء الأئمة قرون متكاثرة فبينه وبين ابن هشام ما يقارب ستة قرون؟ فكيف يكون السابق بقرون تابع للأخر؟!!! حقيقة أن هذا القول جهل مطبق وهوى محرق عياذاً بالله. • والحق ما قرره ابن هشام أن لن لا تفيد التأبيد, وتقرير هذا يطول, ولكن تراجع مظانذلك من كتب اللغة والعقيدة,( انظر ))حادي الأرواح(( للإمام ابن القيم (205-206( ))العواصم والقواصم(( للإمام ابن الوزير(5/106-109) أعود إلى ذكر ما تبقى. • واصلت طلب العلم والأخذ من تلك العلوم الشريفة بين يدي شيخي الإمام مقبل الوادعي – عليه رحمة الله – ملتقطاً من فوائده الفريدة والمنيفة, وأخلاقه الرشيدة, راتعاً من رياضه, ناهلاً من حياضه. • حفظت القرآن بحمد الله وتوفيقه. • وحفظت من متون العقيدة والحديث ما يسره الله لي, فله الحمد والمنة وما زال فضله علي متتابعاً. • اللهم ثبتنا على دينك وارزقني ملازمة الحق والصواب في القول والعمل. •( رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) (آل عمران:8) • ربي لك الحمد كما هديتني لما اختلف فيه من الحق بإذنك انك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم. •(قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (الأنعام:161) • وحقيقة أن نعمة الهداية لا يعادلها شيء, فهي فضل الله يؤتيه من يشاء, قال تعالى: ( وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) (البقرة:213) وقال تعالى: (ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ) (الأنعام:88) بل لأهمية الهداية؛ العبد ملزم بأن يسألها في كل صلاة يصليها كما في قوله تعالى: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ) (الفاتحة:7) قال شيخ الإسلام عليه رحمة الله تعالى: ( العبد مضطر دائماً أن يهديه الله إلى الصراط المستقيم فهو مضطر إلى مقصود الدعاء, فإنه لا نجاة من العذاب ولا وصول إلى السعادة إلا بهذه الهداية, وهذا الهدى لا يحصل إلا بهدى الله)( مجموع الفتاوى( وهداية الله لخلقه منة منه عليهم, قال تعالى: (يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (الحجرات:17) وقال تعالى: (وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ) (البقرة:198) ولذا قال الطحاوي رحمه الله تعالى: (يهدي من يشاء ويعصم ويعافي فضلاً, ويضل من يشاء ويخذل ويبتلي عدلاً) فلك الحمد ربي على ما وفقتني له من السنة وطلب العلم, وأسألك يا ربي أن ترزقني المواصلة في طريق الحق حتى ألقاك, انك أنت ولي ذلك والقادر عليه. • أخي المحب إنني ما ذكرت لك هذه النماذج مما مر بي مع الشيعة ثم مع السنة إلا لتعرف الفرق الشاسع بين أهل الهداية وأهل الضلالة لتقتفي أثار الحق وتتبعه, وتدحر وتنحر طريق الضلالة والحمد لله رب العالمين أخوكم / علي بن أحمد بن حسن الرازحي *هامش * ( 1 ) وقد كتبت في هذه المسالة رسالة بينت فيها ضلال المفتي والمستفتي, سميتها (( السيوف الصوارم على أصحاب الحروز والتمائم )) وهي مطبوعة والحمد لله, طبع دار شرقين.. تمـــت
__________________ إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ فإن مهمة الرماة الذين يحفظون ظهور المسلمين لم تنته بعد..!! طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله، طوبى للقابضين على الجمر، كلما وهنوا قليلاً تعزوا بصوت النبيِّ صل الله عليه وسلم ينادي فيهم: " لا تبرحوا أماكنكم " ! |
#78
| ||
| ||
جزاك الله خيرا^_^ بخذ وقت الموضوع حتا اشوفه لكن مو مشكلة ان شاء الله اكمله
__________________ |
#79
| ||
| ||
مشكووووووور أخي العزيز
|
#80
| ||
| ||
لا تبصق في البئر فقد تشرب منه يوما
|
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
(قصه فتاه)(سلسله متجدده) | مؤمن الرشيدي | مواضيع عامة | 2 | 10-12-2011 08:44 PM |
اني انــــــا اخوكـــــ..(سلسله متجدده) | مؤمن الرشيدي | نور الإسلام - | 8 | 10-10-2011 10:25 AM |
صور متحركه متجدده | s_3shqi | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 27 | 07-17-2011 06:57 PM |
توقيعات إسلاميه للمنتديات... ( متجدده ) | hinata90 | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 11 | 12-11-2009 11:59 PM |