06-12-2007, 02:52 PM
|
|
تفسير سورة الملك (الحلقة الرابعة)
ان الحمد لله حمدا كثير طيبا مباركا كما أمر والصلاة والسلام على خير البشر محمد بن عبد الله وعلى أله وأصحابه ألأجمعين وعلى من اتبع الهدى أما بعد.
يقول تعالى\ان الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر كبير وأسروا قولكم أو اجهروا به انه عليم بذات الصدور ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه واليه النشور.
يقول تعالى مخبرا عمن يخاف مقام ربه فيما بينه وبينه اذا كان غائبا عن الناس فينكف عن المعاصي ويقوم بالطاعات حيث لا يراه أحد الا الله تعالى بأنه له مغفرة وأجر كبير أي تكفر عنه ذنوبه ويجازي بالثواب الجزيل.كما ثبت في الصحيحين سبعة يظلهم الله تعالى في ظل عرشه يوم لا ظل الا ظله فذكر منهم رجلا دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال اني أخاف الله ورجلا تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق بيمينه .وقال الحافظ أبو بكر البزار في مسنده حدثنا طالوت بن عباد حدثنا الحارث بن عبيد بن ثابت عن أنس قال قالوا يارسول الله انا نكون عندك على حال فاذا فارقناك كنا على غيره قال كيف أنتم وربكم قالوا الله ربنا في السر والعلانية قال ليس ذلكم النفاق.لم يروه عن ثابت الا الحارث بن عبيد فيما نعلمه ثم قال منبها على أنه مطلع على الضمائر والسرائر وأسروا قولكم أو اجهروا به انه عليم بذات الصدورأي بما يخطر في القلوب.ألا يعلم من خلق أي ألا يعلم الخالق وقيل معناه ألا يعلم الله مخلوقه والأول أولى لقوله وهو اللطيف الخبير ثم ذكر نعمته على خلقه في تسخيره لهم الأرض وتذليله اياها لهم بأن جعلها قارة ساكنة لا تميد ولا تضطرب بما جعل فيها من الجبال وأنبع فيها من العيون وسلك فيها من السبل وهيأ فيها من المنافع ومواضع الزروع والثمار فقال تعالى هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها أي فسافروا حيث شئتم من أقطارها وترددوا في أقاليمها وأرجائها في أنواع المكاسب والتجارات واعلموا أن سعيكم لا يجدي عليكم شيئا الا أن ييسره الله تعالى لكم ولهذا قال تعالى وكلوا من رزقه فالسعي في لاينافي التزكل كما قال الامام أحمد حدثنا أبو عبد الرحمن حدثنا حيوة أخبرني بكر بن عمرو أنه سمع عبد الله بن هبيرة يقول انه سمع أبا تميم الجيشاني يقول انه سمع عمر بن الخطاب يقول انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا رواه الترمذي والنسائي وابن ماجة من حديث ابن هبيرة وقال الترمذي حديث حسن صحيح فأثبت لها رواحا وغدوا لطلب الرزق مع توكلها على الله عز وجل وهو المسخر المسير المسبب واليه النشور أي المرجع يوم القيامة قال ابن عباس ومجاهد والسدي وقتادة مناكبها أطرافها وفجاجها ونواحيها وقال ابن عباس وقتادة أيضا مناكبها الجبال وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا عمرو بن حكام الأزدي حدثنا شعبة عن قتادة عن يونس بن جبير عن بشير بن كعب أنه هذه الأية فامشوا في مناكبها فقال لأم ولد له ان علمت ما مناكبهافأنت عتيقة فقالت هي الحبال فسأل أباالدرداء فقال هي الجبال.
|