عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الصحية والإجتماعية > الحياة الأسرية

الحياة الأسرية القسم يهتم بشؤون الأسرة المسلمة والعلاقات الاسرية والزوجية وطرح الافكار الناجحة لحياة أجمل

Like Tree8Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #6  
قديم 05-11-2012, 01:09 AM
 

المبحث الثانى:
سوءالاختياروانعدام الكفاءة
حث الإسلام على حسن الاختيار والكفاءة في الزواج وعنى بذلك الكفاءة في الدين والخلق ، كما قال الله عز وجل:(إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ)(الحجرات:13)
وقول الله عز وجل:(الزَّانِي لَا يَنكِحُ إلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ )(النور:3)
وكما في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: "تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ" (البخاري (5090) ومسلم (أخرجه 1466))
وفي حديث أبي هريرة، رضي الله عنهن أن النبيhttp://www.y4yy.net/images/12612978043770466238.gif، قال:"إذَا أَتَاكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ خُلُقَه ودِينَهُ فَزَوِّجُوهُ"(أخرجه ابن ماجه (1967) والترمذي (1084))
قال رسول اللهhttp://www.y4yy.net/images/12612978043770466238.gif:"تخيروا لنطفكم ، فانكحوا الأكفاء،وأنكحوا إليهم "(( رواه الألباني في صحيحه برقم 1067))
قال ابن حجر:" واعتبار الكفاءة في الدين متفق عليه فلا تحل المسلمة لكافر أصلاً"(( فتح الباري 9/1329))
وقال ابن القيم:" والذي يقتضيه الحكم اعتبار الدين في الكفاءة أصلاً وكمالاً فلا تزوج عفيفة لفاجر ولم يعتد القرآن والسنة في الكفاءة أمراً وراء ذلك "(( زاد الميعاد 5/159).) .
فهذه هي الكفاءة الحقيقية ، أما ما عدا ذلك من أمر الصناعة أو النسب، أو الحرية، أو الغنى، فهذا كله لا اعتبار له بميزان الله سبحانه وتعالى، ورسولهhttp://www.y4yy.net/images/12612978043770466238.gif.
وحينما حث الإسلام على الاختيار على أساس الدين والخلق وطيب الأصل والمنبت , فلأن صاحب الدين والأصل الطيب أعون على استدامة الحياة الزوجية و أقرب إلى طيب العشرة فلا يصدر منه إلا العشرة الكريمة و الحياة الطيبة و إذا أحب أكرم و إذا أبغض لا يظلم .
قال رجل للحسن البصري:إن لي بنتا وإنها تُخطب ،فممن أزوجها ؟ فقال زوجها ممن يتقي الله فان أحبها أكرمها وان ابغضها لم يظلمها(الغزالي : إحياء علوم الدين 2/14).).
ولما أراد نوح بن مريم أن يزوج ابنته واستشار جاراً له مجوسياً،فقال المجوسي سبحان الله ! الناس يستفتونك وأنت تستفتيني ، قال لا بد أن تشير علي ، فقال : إن رئيس الفرس {كسرى } كان يختار المال ، ورئيس الروم { قيصر } كان يختار الجمال ،ورئيس العرب كان يختار الحسب ، ورئيسكم محمد كان يختار الدين ، فانظر لنفسك بمن تقتدي(الزمخشري : ربيع الأبرار1/469).)
ومثال ذلك ما قالته العاقلة الرزان الحصان ، أم سليم ( الرميصاء بنت ملحان )حينما خطبها أبو طلحة الأنصاري ؟ فقالت له : إن مثلك يا أبا طلحة لا يُرَدُّ ، لكنني لن أتزوجك وأنت رجل كافر ، أيْ أنت من حيث الصفات ممتاز ، شهم ، شجاع ، فارس ، لك مكانة علية في قومك هذا كله كلام طيب .. إن مثلك لا يُرد ، ولكنني لن أتزوجك وأنت رجل كافر ، فظن أبو طلحة أن أم سليم تتعلل عليه بذلك ، وأنها قد آثرت عليه رجلاً آخر أكثر منه مالاً أو أعز ونفراً ، فقدْ أساء ظنًّا حين اعتقد أنّ خاطبًا أغنى منه قد سبقه إلى أم سليم ، فتعللت بموضوع الكفر كي تنسحب منه ، وتتزوج ذلك الأغنى .فقال : والله ، ما هذا الذي يمنعك مني يا أم سليم قالت ما الذي يمنعني إذاً ؟ قال : الأصفر والأبيض ، الذهب والفضة ، هذا سوء ظن محض .قالت : الذهب والفضة !!.قال : نعم .قالت : بل إني أشهدك يا أبا طلحة ، وأشهد الله ورسوله أنك إن أسلمتَ رضيتُ بك زوجاً من غير ذهب ولا فضة ، وجعلتُ إسلامك لي مهراً .. فما دمتَ تقول : إنني آثرتُ عليك رجلاً أغنى منك ، فأنا أشهِد الله ، وأشهِدك أنك إذا أسلمتَ فلن آخذ منك شيئًا ، مهري هو إسلامك ، هكذا كان الصحابة .أنا أقول لكم هذه الكلمات : لو أن الإسلام الذي نحن عليه هو الذي كان على عهد النبي، واللِه الذي لا إله إلا هو ما خرج الإسلام من مكة المكرمة إلى المدينة ، ولمَا وصل إلى مشارق الأرض ومغاربها إلا بعدما أظهر الصحابة الكرام من المواقف البطولية ما يعجز عن إدراكه البشر .قالت : له أشهد الله ، وأشهدك يا أبا طلحة ، أنك إن أسلمت لا آخذ منك شيئاً لا أصفر ولا أبيض ، وأن مهري هو إسلامك .وما إن سمع أبو طلحة كلام أم سُليم حتى صرف ذهنه إلى صنمه الذي اتخذه من نفيس الخشب وخص به نفسه كما يفعل السادة من قومه .. عنده صنم من خشب محفور مرتب هو إلهه ، لكن أم سليم أرادت أن تطرق الحديد وهو ما زال حامياً ، فقالت له : ألست تعلم يا أبا طلحة أن إلهك الذي تعبده من دون الله قد نبت من الأرض ..قال : بلى ، قالت : أفلا تشعر بالخجل ، وأنت تعبد جذع شجرة جعلت بعضه لك إلهاً ، بينما جعل غيرك بعضه الآخر وقوداً به يصطلي ، فأنت جعلته صنماً تعبده من دون الله ، وغيرك جعله حطباً يصطلي به في الشتاء إنك إن أسلمت يا أبا طلحة رضيت بك زوجاً ولا أريد منك صداقاً غير الإسلام .قال لها : ومن لي بالإسلام ؟ قالت : أنا لك به ، قال وكيف ؟ قالت : تنطق بكلمة الحق ، فتشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدًا رسول الله ، ثم تمضي إلى بيتك ، وتحطم صنمك ، فانطلقتْ أسارير أبي طلحة ، وقال : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمداً رسول الله .. ثم تزوج مِن أمّ سليم ، فكان المسلمون يقولون : ما سمعنا بمهر قط كان أكرمَ من مهر أم سليم ، فقد جعلت صداقها الإسلام (( انظر القصة في : النسائي في سننه ج 6/ ص 114 حديث رقم: 3341 صحيح أحكام الجنائز للألباني( 24 - 26 ).)
لكن لكل من الزوجين وأولياء الزوجة الحق باختيار من يناسبها ويساويها وتحسن معه العشرة وتتحقق معه دواعي الاستقرار والانسجام في الأسرة وتجنب دواعي الشِقاق والضرر والتنغيص لكنها إن تنازلت عمّن يناسبها من حيث الحسب والصنعة والسن والتعليم والمال ونحو ذلك فزواجها صحيح لا شيء فيه .
وان كان من الأفضل والأولى أن يكون هناك تقارب بين الزوجين في الحسب والسن والثقافة حتى لا تكون هناك فجوة بينهما , قد تكون سبباً في النزاع والشقاق .
فمما يندى له الجبين أن نجد ولي المرأة يحملها على الزواج من رجلٍ طاعنٍ في السن وليس بينها وبينه أي تكافؤ من أي ناحية فكأنما يذبحها بغير سكين ، أو يبيعها في أسواق النخاسة.
وبعضهم يزوجها لم يدفع أكثر , حتى لو كان هذا الزوج سكيراً عربيدً .
فلا ينبغي للمسلم أن يُزوج موليته الصالحة من رجل فاسق فقد قال تعالي :( الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ )(النور/ 26)
وليختر كل من الزوجين كفؤه وما يشاكله , ومن هنا فقد قال النبيhttp://www.y4yy.net/images/12612978043770466238.gifلجابر بن عبد الله الأنصاري وقد نكح ثيبا" هلا بكرا تلاعبها وتلاعبك "(متفق عليه).
وعنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ :قَالَ رَسُولُ اللهِhttp://www.y4yy.net/images/12612978043770466238.gif:"لاَ تَزَوَّجُوا النِّسَاءَ لِحُسْنِهِنَّ ، فَعَسَى حُسْنُهُنَّ أَنْ يُرْدِيَهُنَّ ، وَلاَ تَزَوَّجًوهُنَّ لأَمْوَالِهِنَّ ، فَعَسَى أَمْوَالُهُنَّ أَنْ تُطْغِيَهُنَّ ، وَلَكِنْ تَزَوَّجُوهُنَّ عَلَى الدِّينِ ، وَلأَمَةٌ خَرْمَاءُ سَوْدَاءُ ذَاتُ دِينٍ ، أَفْضَلُ"(أخرجه عبد بن حُميد (328)و أخرجه ابن ماجه (1/597 ، رقم 1859))
فانعدام الكفاءة يؤدي إلى الجفاء والغلظة وقد يتعالى أحدهما على الآخر بماله أو حسبه أو بسنه أو بمستوى تعليمه ؛ مما يؤدي إلى التنافر والتباعد .
فيا أيها المقبل على الزواج أحسن الاختيار ابتداء تحصل على الراحة والسعادة انتهاء .






»ƒLaKë« likes this.
__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
  #7  
قديم 05-12-2012, 03:38 PM
 

المبحث الثالث:
عدم وجودآلية للتفاهم بين الزوجين
لا تخلو أي أسرة من مشكلات وسوء تفاهم من كلاالطرفين لسبب أو لآخر وبدرجات متفاوتة , وقد تؤدي هذه المشكلات إلي تفكك الأسرةوانفراط عقدها , ولكن إذا تم تشخيص الداء سهل وصف الدواء .
والتفاهم بين الزوجينلاشك يؤدي إلي استقرار الحياة الزوجية واستئصال المشكلة من جذورها قبل أن تقع , لذاوجب علي الزوجين المصارحة والوضوح وإفضاء كل شريك لشريكه عما بصدره , ما يقلقه وما يزعجه وما يفرحه وما يحزنه.
هذا إن كانا يريدان للحياة أن تستقر ولسفينة الحياة أن تسير , هذا نوع من العشرة بالمعروف أن يحترم كل شريك شريكةيحترم صمته وحديثه بل و يحسن الاستماع والإصغاء لكل ما يقول ولا يسفه له رأياً . يحترم مشاعره ولا يكثر من اللوم و العتاب و النصح , فاللوم لا يأتي بنتائج ايجابيةفي الغالب و كثرة العتاب يحطم كبرياء النفس كما أن كثرة التجريح والتوبيخ يكسرالنفس و يجعل كل شريك يفتش عن عيوب شريكة و تَصِيٌد أخطاءه.
وعلى الزوجين أن يتفقا من البداية على وضع آلية لحسم الخلاف فعدم وجود آلية للتفاهم بين الزوجين يؤدي إلى تفاقم الخلاف واشتداد التنافر , وتباعد كل منهما عن الأخر .
وهذه الآلية لابد أن تقوم علي هذه المبادئ :
1- الزوجان ليسا معصومين من الخطأ , فلا بد أن يقع من الزوج هفوات وأخطاء ، والزوجة كذلك، وكثير من الرجال لا يعترف بهفوته وزلته، ويعظم زلة زوجته ولو صغرت، والمقام ليس مقام تجريح أو تأنيب؛ وإنما هو سبيل المسامحة والملاينة ، ما دام أن الأمر ليس فيه تهاون في حق الله أو حق الزوج .
قال أبو الدرداء :"إذارأيتنيغضبافرضنيوإذا رأيتك غضبى رضيتك وإلا لم نصطحب"وحكى ( البيهقي في الشعب ) أن أسماء بنت خارجة الفزاري لما أراد إهداء ابنته إلى زوجها قال لها : يا بنية كوني لزوجك أمة يكن لك عبداً ولا تدني منه يملك ولا تباعدي عنه فتثقلي عليه وكوني كما قلت لأمك .
2- القوامة في البيت للرجل , فعلى المرأة أن لا تعامله معاملة الند أو الخصم , فقالتعالى : " الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُبَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُقَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ الله "((النساء 34)).
قال ابنجرير الطبري : نزلت هذه الآية في سعد بن الربيع وامرأته حبيبة بنت زيد ، وذلك أنهانشزت عليه فلطمها ، فأنطلق أبوها معها إلى رسول اللهhttp://www.y4yy.net/images/12612978043770466238.gifفقال : أفرشته كريمتي فلطمها ! فقال النبيhttp://www.y4yy.net/images/12612978043770466238.gif: " لتقتص من زوجها " فانصرفتمع أبيها لتقتص منه ، فقال النبيhttp://www.y4yy.net/images/12612978043770466238.gif: " ارجعوا هذا جبريل أتاني ،وانزل الله : " الرجال قوامون على النساء " الآية فقالhttp://www.y4yy.net/images/12612978043770466238.gif" أردناأمرا وأراد الله أمرا ، والذي أراد الله خير " ورفع القصاص(( تفسير الطبري :5/58).).
3- على الزوجين أن يضعا كل مشكلة في حجمها الحقيقي , وأن لا يضخما التافه , ولا يكبرا الصغير , وأن لا يجعلا الخلافات تتراكم بل لا بد أن يصفيا خلافهما يوما بيوم , ولا تبيت المشكلة إلى الصباح , لأنها لن تصبح مشكلة واحدة بل أكثر من مشكلة.
قال الشافعي رحمه الله :
وعين الرضا عن كل عيب كليلة* * *ولكن عين السخط تبدي المساويا
ولست بهياب لمـن لا يهابنـي * * * ولست أرى للمرء ما لا يرى ليا
فإن تدن مني تدن منك مودتـي* * * وإن تنأ عني تلقني عنك نائيـاً
كلانا غني عـن أخيـه حياتـه * * * ونحـن إذا متنـا أشـد تغانيـا
كما أن على الزوج أن يتذكر قول الله تعالى:(وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ)((النساء: 19).).
وقول النبي عليه الصلاة والسلام:"خيرُكم خيرُكُم لأهله، وأنا خيركم لأهله"(( رواه الترمذي (3895) وقال: حسن غريب صحيح، قال الألباني (الصحيحة 285): وإسناده صحيح على شرط الشيخين وابن حبان) .).




»ƒLaKë« likes this.
__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
  #8  
قديم 05-12-2012, 09:43 PM
 
مشكوور ع الطرح
الله يعطيك الف عافيه
بانتظااار جديدك
  #9  
قديم 05-13-2012, 12:59 AM
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ليتك لي مشاهدة المشاركة
مشكوور ع الطرح
الله يعطيك الف عافيه
بانتظااار جديدك
شكرا
علي
مروركــ
الكريـــــــــــــــــــــــــــم
__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
  #10  
قديم 05-13-2012, 01:01 AM
 
المبحث الرابع:الكب والخيانة
رغب الإسلام في الصدق و حذر من الكذب حيث قال الله تعالى" :يا أيٌها الٌذين آمنوا اتقوا الله و كونوا مع الصٌادقين"(سورة التوبة , الآية : 119.).
وعن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- عن النبيhttp://www.y4yy.net/images/12612978043770466238.gifقال :" إنالصدق يهدي إلى البر وان البر يهدي إلى الجنة, وان الرجل ليصدق حتى يكون صديقا, وإن الكذب يهدي إلى الفجور, وإن الفجور يهدي إلى النار, وان الرجل ليكذب حتى يكتبعند الله كذابا"(( متفق عليه ).).
وإذا كان الصدق مطلوباً على كل حال فانه آكد وأولى في الحياة الزوجية .
فالحياة الزوجية التي تقوم على الكذب والخداع لاشك أنها ستنهار سريعا وسيصبح الوالدان قدوة سيئة للأبناء . روى عبد الله بن عامر رضي الله عنه انهقال : " رسول الله صلىالله عليه وسلم في بيتنا و أنا صبي , قال : فذهبت أخرج لألعب . فقالت أمي : يا عبدالله تعال أعطيك. فقال رسول اللهhttp://www.y4yy.net/images/12612978043770466238.gif:"وما أردت أن تعطيه؟"قالت : أعطيه تمرا. قال: فقال رسول اللهhttp://www.y4yy.net/images/12612978043770466238.gif:" إما إنك لو لم تعطه شيئاكتبت عليك كذبة"(مسند الإمام أحمد ج3 /447))
فالصدق والوضوح والصراحة لا بد أن يكونوا من أركان الحياة الزوجية فرب كذبة من أحد الزوجين تجعله يفقد الثقة في الآخر طوال العمر .
قال الشاعر :
عود لسانك قول الصدق تحظ به * * * إن اللسان لما عودت معتادُ
والصدق لا يكون في الأقوال وفقط ؛ إنما يكون في الأقوال والأفعال والمشاعر .
فعن ‏ ‏أسماء بنت أبي بكر ‏- رضي الله عنها - ‏قالت :" ‏جاءت إلى النبي ‏ ‏http://www.y4yy.net/images/12612978043770466238.gif ‏ ‏امرأة فقالت يا رسول الله إني على ضرة فهل علي جناح أن أتشبع من زوجي بما لم يعطني فقال رسول الله ‏ ‏http://www.y4yy.net/images/12612978043770466238.gif ‏ ‏المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي ‏ ‏زور"(( متفق عليه ).).
فقد حذر النبي صلى اله عليه وسلم هذه المرأة التي أرادت أن تكذب على ضُرتها وتدعي أن زوجها أعطاها وخصها بأشياء وهو لم يعطها . فشبه النبي صلى اله عليه وسلم ذلك بمن يلبس ثوبين من الزور والكذب والبهتان .
وأما ما ورد من الرخصة في الكذب بين الزوجين كما روى من حديث أم كلثوم بنت عقبة قالت :" رخص النبيhttp://www.y4yy.net/images/12612978043770466238.gif من الكذب في ثلاث : في الحرب و في الإصلاح بين الناس و قول الرجل لامرأته ( و في رواية ) : و حديث الرجل امرأته و حديث المرأة زوجها "(أخرجه الإمام أحمد ( 6 / 404 ) "السلسلة الصحيحة" 2 / 74 .).
فإن ذلك مقيد وليس على إطلاقه فالمقصود بالكذب بين الزوجين هو ترضية أحدهما للآخر، ومجاملته بالكلمات والعبارات ليشعر كلمنهما الآخر أنه أفضل زوج وأنها أجمل زوجة.
فالرخصة هنا لا تتعدى مواضعها ولا تؤتى في غير ما شرعت من أجله .
روي أن ابن أبي عذرة الدؤلي وكان في خلافة عمر رضي الله عنه كانيخلع النساء اللاتي يتزوج بهن فطارت له في الناس من ذلك أحدوثة يكرهها فلما علمبذلك أخذ بيد عبد الله بن الأرقم حتى أتى به إلى منزله ثم قال لامرأته‏:‏ أنشدكبالله هل تبغضيني قالت‏:‏ لا تنشدني قال‏:‏ فإني أنشدك الله قالت‏:‏ نعم فقال لابنالأرقم‏:‏ أتسمع ثم انطلقا حتى أتيا عمر رضي الله عنه فقال‏:‏ إنكم لتحدثون إنيأظلم النساء وأخلعهن فأسأل ابن الأرقم فسأله فأخبره فأرسل إلى امرأة بن أبي عذرةفجاءت هي وعمتها فقال‏:‏ أنت التي تحدثين لزوجك أنك تبغضينه فقالت‏:‏ إني أول منتاب وراجع أمر الله تعالى إنه ناشدني فتحرجت أن أكذب أفأكذب يا أمير المؤمنينقال‏:‏ نعم فاكذبي فإن كانت إحداكن لا تحب أحدنا فلا تحدثه بذلك فإن أقل البيوتالذي بيني على الحب ولكن الناس يتعاشرون بالإسلام والأحساب(الغزالي : الإحياء 3/138، الفسوي : المعرفة والتاريخ 1/392).
وأما الأمانة في الحياة الزوجية فهي صفة لازمة لنجاحها .http://www.q8boy.com/images/1rsgjz1zmnh0nvgd1vg6.gif: "إنٌ الله يأمركم أن تؤدوا الأماناتإلى أهلها"(سورة النساء , الآية : 58.).
وقال : " يا أيٌها الٌذين آمنوا لاتخونوا الله و الرٌسول و تخونوا أماناتكم و أنتم تعلمون"(سورة الأنفال : 27)
وعن عبد الله بن عمرورضي الله عنه- أن النبي,http://www.y4yy.net/images/12612978043770466238.gif, قال " أ ربع من كنفيه كان منافقا خالصا, وما كان فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها, إذا اؤتمن خان, و إذا عاهد غدر, و إذا خاصم فجر"((متفق عليه).).
وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ :مَا خَطَبَنَا نَبِيُّ اللهِhttp://www.y4yy.net/images/12612978043770466238.gif إِلاَّ قَالَ:"لاَ إِيمَانَ لِمَنْ لاَ أَمَانَةَ لَهُ ، وَلاَ دِينَ لِمَنْ لاَ عَهْدَ لَهُ."(أخرجه أحمد 3/135(12410).
فالخيانة في الحياة الزوجية من أهم أسباب تدميرها , فلن يقبل زوج شريف على نفسه أن تخونه زوجته وإلا كان ديوثاً , وكذا لن تقبل امرأة شريفة عاقله على زوجها أن يخونها .
ذكر الإمام ابن القيم (روضة المحبين ونزهة المشتاقين ص 477) : أن الإمام الحافظ ابن الجوزى قال بلغني عن بعض الأشراف انه اجتاز بمقبرة وإذا بجاريه حسناء كأنها البدر أو أسنى وعليها ثياب سود فنظر إليها فعلقت بقلبه فكتب لها :
قد كنت أحسب إن الشمس واحدة ‍* * * والبدر في نظري بالحسن موصوف
حتى رايتك في أثواب ثاكلة ‍* * * سود وصدغك فوق الخد معطوف
فرحت والقلب منى هائم دنف ‍* * * والكبد حرى ودمع العين مذروف
ردى الجواب ففيه الشكر واغتنمي * * * وصل المحب الذي بالحب مشغوف
ورمى بالرقعة إليها فلما رأتها كتبت
إن كنت ذا حسب ذاك وذا نسب * * * ‍ إن الشريف بغض الطرف معروف
إن الزناة أناس لا خلاق لهم * * * ‍ فاعلم بأنك يوم الدين موقوف
واقطع رجاك لحاك الله من رجل* * * فأن قلبي عن الفحشاء مصروف
فلما قراء الرقعة زجر نفسه وقال أليس امرأة تكون أشجع منك ثم تاب ولبس مدرعة من الصوف والتجاء إلى الحرم ينما هو في الطواف وإذا بتلك المرأة عليها جبة من صوف فقالت له ما أليق هذا بالشريف هل لك في المباح فقال : قد كنت أروم هذا قبل أن اعرف الله وأحبه والآن فقد شغلني حبه عن حب غيره فقالت : أحسنت .
ولله در الشافعي الذي قال :
عفوا تعف نساؤكم في المحرم * * * وتجنبوا ما لايليق بمســــــلم
إن الزنا دين فإن أقرضته * * * كان الوفا من أهل بيتكفاعلــــــــم
يا هاتكا حرم الرجال وقاطعا * * * سبل المودة عشت غيرمكــــرم
لو كنت حرا من سلالة ماجد * * * ما كنت هتاكا لحرمة مســـــــلم
منيزن يزن به ولو بجداره * * * إن كنت يا هذا لبيبا فافهـــــــــم
من يزن في قومبألفي درهم * * * يزن في أهل بيته ولو بالدرهـم
فالكذب والخيانة من الأسباب التي تؤدي إلى الخلاف بين الزوجين , بل إلى الوصول بالحياة الزوجية إلى طريق مسدود .





__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الخلافات بين الام والاب وتاثيرها على الابناء حسامون حوارات و نقاشات جاده 7 03-02-2009 11:50 PM
الخلافات الزوجية.طرح و حلول......و لا يلتام ما جرح اللسان.... alassiya مواضيع عامة 2 05-08-2007 02:29 AM
الفتور الدعوي عند الشباب الاسباب والحلول الفيومى نور الإسلام - 1 04-24-2007 01:29 AM
أساليب عملية في حل الخلافات الزوجية فراس الحلو أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 0 04-01-2006 03:09 PM


الساعة الآن 10:49 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011