|
روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة يمكنك قراءة جميع الروايات الكاملة والمميزة هنا |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#6
| ||
| ||
عندما رات راينى باين على عتبة المطبخ ، بدت تعابير وجهه مختلفة جدا . كانت تسيطر عليه قوة انفعالية قاتمة بالكاد تمكن من كبتها . هذا التبدل فيه كان مذهلا لدرجة انها كادت توقع طبقى الفواكة المقطعة والخضار اللذين تحملهما 0 -ما الذى يجرى ؟ لابد ان كاثرين لاحظت هذا التغير ايضا لكن جل ما قالته هو : سنجلب الطعام حالا ، خالى باين . كنت اقدم راينى الى نايلا وهى ستاكل معنل لتتمكن من سماع كل ما حصل فى المحكمة 0 -حاضر ايها القبطان 0 اثار تعليق باين ضحك ابنة اخته ، لكن راينى ادركت ان كاثرين لم تنخدع بمرحه المفاجئ كما لم تفعل هى 0 تبعتهما الى الشرفة فيما احضرت نايلا الصلصة مع السلطة التى اخرجتها من الثلاجة 0 اتخذ باين موقعه وراء خطيبته . هذا التصرف وضع النقاط على الحروف بالنسبة لراينى فكل ما حصل قبل هذه اللحظة اصبح من الماضى وما سيحصل من الان فصاعدا يخص مستقبل شخص اخر ، وراينى مجرد متفرجة عابرة سبيل 0منتديات ***** -راينى بينيت ! هل لى ان اقدم لك خطيبتى ديان ويلى ؟ -كيف حالك انسة بينيت ؟ تكلمت المرأة الاخرى اولا ومدت يدها فدارت راينى حول الطاولة لمصافحتها 0 كانت وديان من العمر نفسه تقريبا . وبدت السمراء الجذابة لراينى من النوع الذى قد يواعده اخوها اكثر من . . . ارغمت راينى نفسها على ايقاف تخيلاتها .فباين سترلينغ لا يعنى لها شيئا ، لايمكنه ذلك ! -انا جد شاكرة لان الفرصة لقائك اتيحت لى فانت لن تعرفى مدى اسفى لتحميلكم مزيدا من الاسى 0 تاملت خطيبة باين راينى بعينيها البنيتين النبيهتين قبل ان تترك يدها قائلة : قال باين انه مجرد خطا بسيط لذا من الافضل نسيانه . اخشى ان اهتمامه بسلامتى تسبب بتدخله فى حياتك 0 تمتمت راينى : انه ليس تدخلا . لقد اتينا للتو من مكتبه وكدت اصاب بنوبة قلبية عندما رايت مدى التشابه بين الواقع ورسمى . لذا ، لا بد ان يرتاب المرء . فبعد ما قاسيته ، اردت ان اقابلك شخصيا واطمئنك الى اننى لم اقصد اى اذى . امل ان تتمكنى يوما من نسيان ذلك 0 -راينى ؟ هل تودين الجلوس بينى وبين نايلا ؟ ودت راينى ان تعانق كاثرين لتجنيبها هذا الموقف الصعب . اتخذت مكانها مصممة على عدم مواجهة عينى مضيفها . لن تفكر فيه اكثر . بعدما شرعوا بتناول الطعام قال : الهامبرغر وسلطة البطاطا هما افضل ما تذوقته يا عزيزتى 0 -شكرا . ثمة المزيد فى المطبخ 0 واعلنت راينى بدورها : كل شئ لذيذ 0 منذ لقائها بديان ويلى ، فقدت شهيتها لكنها ارغمت نفسها على تناول الطعام لئلا تجرح مشاعر كاثرين . وقبع الكلب قرب ساقى راينى 0 -هل يعتبر اعطاء لايدى بعض الطعام امرا مخالفا للقواعد ؟ فهى تنظر الى بعينين متوسلتين 0 وابتسمت المراهقة : يمكنك اطعامها بعض الفراولة 0 رمت راينى واحدة التقطتها لايدى قبل ان تلامس الارض فكررت ذلك وهى تقول : يحب ونستون الفراولة لكنه يحب العنب ايضا 0 -لايدى تكرة الحامض 0 -لم لاتخبرينا كيف اتفق ان رسمت خطيبى ؟ كانت راينى تترقب هذا السؤال . وقبل ان تتمكن من الكلام ، وقف باين وقال وهو يتجه نحو الباب : لحظة راينى . اريد اولا ان احضر صورة اخيك ولوحتك 0 وعاد بعد ثوان حاملا اللوحات ثم وضعها على الكراسى الزائدة . نهضت كاثرين ونايلا لتفحصها فسالت الخادمة : لم اكن اعلم انك ترسمين لوحات كبيرة من اجل الاغلفة . لابد انها استغرقت وقتا طويلا 0 -انها تتطلب الكثير من العمل لاننى اقوم برسوم اولية حتى احدد شكل اللوحة النهائى 0 ادارت نايلا وجهها الحيوى نحو راينى : يسرنى حضورك فهذه اللوحات رائعة . انت فنانة مذهلة 0 وصرخت كاثرين : انت كذلك بالفعل 0 -شكرا 0 -نايلا ؟ هلا ناولينى تلك التى يظهر باين فى مكتبه ارجوك ؟ -اليك سيدتى 0 رفعت الخادمة الصحون ووضعت اللوحة امام ديان التى تفحصتها لدقيقة ثم رفعت راسها لتنظر الى راينى : هل حصلت على اذن لرسم هذه المرأة ؟ توقعت راينى ان يكون محامى باين عدائيا وليس خطيبته . لكن السيد والاس ليس امرأة مقيدة الى كرسى متحرك مغرمة بموكلها 0 اخذت راينى نفسا عميقا : اجل ، فهى عارضة سبق لى ان استخدمتها على عدة اغلفة . لكننى احيانا ارسم غيابيا لذا رسمت السيد سترلينغ 0 ومن دون مقدمات ، قضت الدقائق العشر التالية تقص الحكاية نفسها التى روتها فى قاعة المحكمة فيما يشاركها باين بتوضيحاته فيما يخص شهادة بونى ريغلى 0 وسمحت لها راينى برؤية صورة ونستون اضافة الى صورة اخيها . واشار باين الى ان راينى تملك لوحة سريالية لمنارة فانتوكت . تمنت ان تكون كاثرين وديان راضيتين فتابعت : وبسبب هذه التجربة ، امر القاضى ان يستخدم كل الفنانين العاملين لدى دار الوردة الحمراء عارضين مجازين 0 تمتمت ديان : هذا ما ظننته 0 -انا واثقة من انهم يفعلون ذلك على اى حال 0 -ولم لم تفعلى انت ؟ -لانى احيانا لا اجد العارض المناسب لما اريد تصويره . وكما شرحت ، يقفز وجه ما فى الحشود او من صورة الى عقلى من دون سابق انذار 0 -تعنين كما حصل مع خطيبى 0 اجابت راينى بصدق : اجل 0 لقد زالت المخاوف القديمة انما برزت الان مخاوف جديدة فالمرأة الاخرى تظن ان راينى مهتمة بباين 0 وما هى الطريقة المثلى لفضح راينى اكثر من ارغامها على مواجهة تحرجها امامه واما ابنة اخته ؟ كانت ديان تجهل ان ما من داعى لان تخاف من راينى وقد حان الان الوقت لتبرهن ذلك . فاوضحت : بما انى فنانة ، فانا انظر الى كل وجه بطريقة مختلفة عن معظم الناس . السيد سترلينغ جذاب بطريقة ما كحال العديد من الرجال . فبعض العارضين من الرجال يحبسون الانفاس 0منتديات ***** اومات نايلا : هذا صحيح للغاية 0 جزاك الله خيرا نايلا ! قالت ذلك فى سرها ثم اردفت : فى الواقع ، ان ما اقراه على وجه المرء هو ما يجعله غير منسى ، فطباع السيد سترلينغ ، ثقته بنفسه وجديته فى العمل ، نضاله ، تصميمه وشغفه بالحياة . . . كل هذه المواصفات تداخلت لجعله بطلا من الناحية الفنية 0 فابتسمت كاثرين له : واو ! خالى باين . هل سمعت ذلك ؟ علق : اجل 0 تجاهلته ووضعت صورة كريغ امام ديان مجددا : القى نظرة اخرى على خطيبك 0 كانت راينى الان تحمل خطيبته على التعاون علما ان هذا اخر ما توده ديان 0 -ارايت الطريقة التى يحدق فيها الى ضفاف النهر ؟ تبدو عيناه وكانهما تنظران الى ما وراء ذلك الى شئ اخر لا نراه نحن . يمكنك القول ان ذهنه مشغول برؤيا باطنية وهذا ما يجعله وجها يستحق التوقف عنده . ولهذا السبب وجدت نفسى ارسمه لاسابيع متتالية .. بدا مثاليا لبعض الروايات التى طلبت منى . وعندما اتى دور عملية دمج فى مانهاتن . بدا لى الامر تناغما روحيا بين الرجل والقصة 0 وعقدت المرأة الاخرى حاجبيها الداكنين : بما انك فنانة بارعة ، فلما تتكلفين العناء من اجل رواية عاطفية عديمة الاهمية ؟ كانت راينى تتوقع تعليقا مشابها ، من الطبيعى ان يصدر عن امرأة كديان ، فهى لم تقرا ابدا قصة رومانسية وتنظر اليها بكثير من الوضاعة 0 -ستخبرك الملايين من النساء انهن يجدنها لا تقاوم . لذا سعت دار النشر لان ترضى القراء الذين يطالبون بالمزيد . واعتقد ان من المهم بالنسبة للكاتب ان يعكس رسمه على الغلاف تصوره لعلاقة الحب الرائعة فى القصة . انه عملى ، اذا ما قمت به على اكمل وجه ، فسينسجم القراء اكثر مع القصة 0 علقت نايلا : اضمن ذلك ، فانا اقرا القصة حتى لو كان الغلاف سيئا . لكن عندما يكون جميلا تصبح القصة اكثر اثارة 0 وتابعت كاثرين : خصوصا تلك الرواية التى تمثل خالى باين محاربا ! كانت قصة جميلة جدا فدفعتنى لمراجعة الكثير من الكتب عن المحاربين 0 واومات راينى بدورها : لقد كتبها كاتب يتمتع بخلفية تاريخية اسكندينا فية . وقد فعلت مثلك كاثرين فذهبت الى المكتبة قبل ان ابدا بالرسم . لن تعرفى كم تسليت اثناء تنفيذ ذلك الغلاف لان الكاتب استند الى واقعة تاريخية . فالملابس التى رسمتها كانت مطابقة لنموذج فى متحف فى النرويج 0 همست نايلا : كانت مرعبة حقا ، لكنى احببت الغلاف الذى رسمته للسيد سترلينغ على رواية " طفل طبيب الاطفال " 0 -خالى باين ! الطفل الصغير الذى كنت تحتضنه طريف جدا 0 فعلق بقوله : هل ذلك صحيح ؟ ونسيت راينى العهد الذى قطعته على نفسها بالا تنظر اليه فتلاقت اعينهما . كانت عيناه تبتسمان فملاتاها بالدفء فسارعت بالنظر الى كاثرين 0 -كان هذا مات ، وهو ابن صديقتى الحميمة 0 قالت نايلا متنهدة : انه رائع . لازلت ارى تينك العينين الزرقاوين الشقيتين 0 -ذات يوم ، اريد طفلا يشبهه 0 -لنقل بعد حوالى عشر سنوات حبيبتى 0 -خالى باين ! ضحك الكل باستثناء خطيبته التى استقرت نظراتها على راينى 0 -وكيف انتهى الامر الى رسم غلافات الروايات العاطفية من دون سائر الامور ؟ فى احد الايام ، وفيما كنت فى المركز الاعلامى للثانوية حيث كنت ادرس الفنون ، عثرت على كتاب يسمى عالم الادباء فى الولايات المتحدة . شرعت بتصفحه ، وكان يحوى اسماء مئات دور النشر التى تستعين بالاعمال الفنية ، فارسلت طلبات . كنت احيانا اتلقى ردودا واحيانا اخرى لا . وطلبت دار الوردة الحمراء رؤية ملفى ، فارسلته وتم توظيفى . كما عملت لحساب شركة بطاقات المعايدة العالمية بالطريقة نفسها 0 -انت موهوبة جدا 0 بدت ديان متعبة ليس من الموضوع فحسب بل جسديا ايضا 0 -شكرا لك انسة ويلى واود الاعتذار ثانية للالم الذى سببته لك من دون علمى . امل ان تتمكنى من تجاوز ذلك 0 تمتمت : لقد فعلت . من الواضح انك لم تتقصدى اى اذى . اتمنى لك الحظ فى خططك المستقبلية 0 -اريد ان اتمنى لك الامر نفسه . هل حددتما موعدا لزفافكما ؟ -الاول من آب 0 منتديات ***** اخترقت الكلمات قلب راينى كالسكين فاردفت : ليس بعيدا جدا 0 قاطعها باين : انت محقة . ومازال امامنا انا وديان مسالة مهمة نناقشها . لذا ، سنستاذن منكم 0 وانتصب على قدميه وقبل وجنة كاثرين : اراك غدا عزيزتى . كان عشاءا رائعا . عمت مساء انسة بينيت 0 همست راينى : وانت ايضا 0 وربت على كتف الخادمة : نايلا ؟ اياك ان تتغيرى 0 وما ان توجه مع خطيبته الى المنزل ، حتى التفتت كاثرين الى راينى 0 -اذا احضرت لك بعض الاوراق ، فهل ترسمين صورة لايدى ؟ ودت راينى ان تعانقها لطلبها ، فاعلان باين سترلينغ عن موعد زواجه شكل لها صدمة اقوى مما تصورت . وعندما تغضب راينى ، تلجا دائما الى مرسمها كوسيلة للمواساة وهى الان تعانى الامرين 0 -يشرفنى ذلك . فى الواقع عندما كنا ناكل صورتها فى مخيلتى 0 بدت كاثرين مذهولة : احقا ؟ -اجل . لقد اعطيت اللوحة اسما 0 -ماذا ؟ بدا الفضول على نايلا ايضا فسالت : ما هو ؟ -سترين 0 فصاحت كاثرين : ساجد بعض الاوراق وقلما 0 -لا حاجة لذلك . حقيبة الرسم قرب امتعتى . وهى تحوى كل ما احتاجه 0 -ساحضرها 0 ولحقت لايدى بها 0 همست راينى فيما كانت كاثرين تتوارى عن الانظار داخل البيت : انها فتاة رائعة 0 اومات الخادمة : مجيئك الليلة جعلها اسعد مما كانت عليه منذ مدة طويلة 0 -ولم تقولين ذلك ؟ -اخوها الاصغر توفى السنة الماضية اثر اصابته بسرطان فى الدم . لم تتقبل الوضع بسهولة . . . -سرطان فى الدم . . . -اه . . . لم اكن اعلم انك تجهلين ذلك . لا يفاجئنى الا يخبرك السيد سترلينغ ذلك . ثمة العديد من اوجه التشابه بين الكتاب وبين حياته 0 -يا الهى ، نايلا ! -كانت سنة صعبة . اولا ، وفاة ابن اخته ثم حادث الانسة ويلى الرهيب . انه مصمم على انها ستعاود المشى ثانية لكنها تقاومه . اخشى ان السيد سترلينغ يعانى كثيرا . . . -تفضلى !منتديات ***** عادت كاثرين سريعا فلم يتسن لنايلا فرصة انهاء ما كانت تقوله 0 كانت راينى ترتعش من تاثير خبر الماساة التى وقعت على ال سترلينغ وشعرت بالغثيان 0 لن تصدق بونى ريغلى عندما تتصل بها راينى لتخبرها ان قريب باين توفى بسبب سرطان فى الدم 0 كم من الصدف العجيبة تنتظر توضيحا وكم منها مازالت راينى تجهله ؟ سرت رعدة فى اوصال راينى وفتحت حقيبتها بيدين مرتجفتين لتاخذ الادوات التى تحتاجها 0 -هل تريدين ان تقف لايدى امامك ؟ استطيع ان اجعلها تجمد لبضع دقائق 0 -شكرا كاثرين لكن هذا لن يكون ضروريا 0 -هل تمانعين اذا وقفت خلفك للمشاهدة ؟ -بالطبع لا 0 جثت لايدى قربهما وكانها تعرف ما يجرى 0 لم يستغرق الامر طويلا ليخرج الرسم الى الحياة . وبعد قليل عادت نايلا التى كانت تنقل الصحون الى المنزل فقالت لها كاثرين : هلا القيت نظرة على ذلك . . . -لا ادرى كيف تقومين بذلك 0 -صدقينى كاثرين ولا انا 0 فاقرت نايلا : انها هبة 0 اهتز صوت راينى وهى تقول : هبة ورطتنى فى مشاكل جمة 0 -لقد صفح عنك خالى باين والا لما احضرك الى المنزل ابدا 0 -حسنا ! وبما اننى اعتذرت من الانسة ويلى ، علينا ان ندمر تلك اللوحات لئلا يتذكرها احدهم ثانية 0 صرخت الفتاتان معا : ندمرها ؟ -نعم فهذا ما امر به القاضى . واذا تخلصنا منها فلن يضطر السيد سترلينغ لمواجهة المزيد من الالام 0 -انت محقة . واذا كانت المسالة قانونية فافترض ان الوقت مناسب الان للاهتمام بها 0 -شكرا لك نايلا 0 وفيما كانت الخادمة تحمل اللوحات الى المنزل ، انهت راينى الرسم ، وكتبت فى اعلى الجهة اليسرى : الى كاثرين . اما فى زاوية الرسم السفلى ، فوضعت توقيعها ثم كتبت التاريخ واحرف اسمها الاولى 0 رفعت الورقة بحذر وسلمتها الى كاثرين : هاك 0 حملتها المراهقة من طرفيها : المتسول 0 ثم انفجرت ضاحكة : انها رائعة ! لقد احببتها . ساضع لها اطارا واعلقها فوق سريرى . اعذرينى فساريها لنايلا . بعدئذ ، ساجرى بها الى الطابق العلوى لئلا تتلف 0 بقيت راينى وحدها فالقت نظرة على ساعتها ووجدت انها تشير الى الحادية عشرة الا ربعا 0 نهضت ووضبت كل شئ فى حقيبتها بما فى ذلك صورة اخيها ثم اعادت صورة ونستون الى حقيبة يدها . عند عودتها الى المنزل قابلت نايلا : اين سابيت الليلة ؟ -فى غرفة الضيوف المجاورة لغرفة كاثرين . ساجلب امتعتك وارافقك الى هناك 0 -اكون شاكرة لك . ولكن قبل ذهابنا ، اريد ان اطلب منك خدمة اخرى 0 -وماهى ؟ -هل يمكنك احضار صورة تريفور من دون علم كاثرين ؟ نظرت الخادمة اليها وكانها فهمت ما يجول فى بالها ثم قالت : اجل . تحتفظ بصورة فى محفظتها وهى المفضلة لديها . ساحضرها 0 بعد خمسة عشرة دقيقة كان الجميع قد تفرق . وبعد ان جهزت راينى نفسها للنوم ، عادت نايلا مع الصورة . شكرتها راينى فهذا الامر سيعينها على ابقاء افكارها مشغولة عن باين وخطيبته 0 بدات راينى برسم الصورة مستخدمة الالوان المائية بدلا من القلم . ارادت ان تكون هذه الهدية كاملة 0 للوهلة الاولى ، بدا تريفور فى التاسعة او العاشرة من عمره ويشبه اخته الى حد كبير 0 انهمرت الدموع على وجنتى راينى مرات عديدة خلال الليل لمجرد تفكيرها بانه توفى باكرا جدا 0 وفى الخامسة صباحا ، بدت اخيرا سعيدة بعملها . رسمته جالسا مع كاثرين فى الحديقة الخلفية ولايدى جاثية عند اقدامهم وقد احاطتها ذراع كاثرين فيما كانت ذراعها الاخرى على كتف شقيقها 0 بعدما وضعت الالوان جانبا ، خلدت راينى الى النوم كرهقة لكنها عجزت عن النوم رغم مرور ساعتين . فازاحت الغطاء عاجزة عن التمدد فى السرير مدة اطول 0 لقد غيرها لقاء باين سترلينغ بشكل تخشى حتى التفكير فيه . ومع ان خطيبته ليست الشخص الاكثر ودا فى العالم بعدما حصل لها ، لكن راينى لا تستطيع لومها 0 لقد استجمعت شجاعتها لتتابع حياتها وتتزوج رجل احلامها . لم ترغب راينى بتعذيب نفسها بالبقاء قربه بضع ساعات اضافية فى حين ان تفانيه تجاه ديان غير مشكوك فيه 0 يا الله ! سيتزوجان بعد شهر اخر ! ان لم تتحكم راينى بنفسها وبالوضع فورا ، لاصبحت كتلك الدخيلة التى اقعدت خطيبته فى كرسى متحرك 0 دعت الله لاستجماع قواها وارتدت ملابسها ثم هرعت الى الاسفل مع حقائبها . رات رجلا لم تره من قبل يجلس فى كرسى فى البهو يطالع مجلة رياضية . رفع راسه : صباح الخير انسة بينيت . ادعى ستان 0 -صباح الخير 0منتديات ***** كيف امكن لراينى ان تنسى ان ما من شئ يجرى فى عالم ال سترلينغ من دون حضور رجال الامن ؟ -هل يمكن لاحد ما ان يوصلنى الى المدينة ؟ كان السيد سترلينغ ينوى ايعادتى بالطائرة الى نيويورك فى وقت لاحق اليوم لكننى تلقيت للتو اتصالا هاتفيا يرغمنى على تعديل مخططاتى . يجب ان ارحل 0 -بالطبع . ساحضر لك سيارة ليموزين لتقلك 0 -شكرا لك . لابد ان عليك ابلاغ السيد سترلينغ لكن هلا تريثت قليلا . فهو مع خطيبته ونحن صباح السبت . ولو كنت مكانه لكرهت ان يزعجنى احد بخصوص مسالة ثانوية كرحيلى . بدت شديدة الارهاق مساء امس 0 تردد رجل الامن للحظة ثم اوما براسه واجرى اتصالا هاتفيا . تجولت راينى فى المنزل قليلا ثم خرجت . كانت الرياح القوية الاتية من المحيط تملا الجو برذاذ مالح ، وادركت من مشهد السماء ان الشمس قد لا تظهر اليوم 0 ودت لو تتواجد فى كريغ هيد لتستمتع برؤية عناصر الطبيعة ، ولكن ذلك المكان الرائع والرجل الذى يقطن فيه محرمان عليها . وذكرت نفسها بان عليها ان تبتعد عن الاغراء وعن الحلم 0 مع وصول الليموزين ، كانت قد عقدت العزم على العودة الى موطنها فالعيش فى نيويورك اكبر خطا ارتكبته فى حياتها 0 |
#7
| ||
| ||
دهاليز الرغبة 0 توجه باين الى الباب الخلفى لمنزل اخته فى الثامنة وخمس دقائق استعدادا لجمام صباحى مع كاثرين وراينى . ودهش حين لم تلاقيه لايدى فى المدخل . فبوجود ضيف مشوق كراينى ، لابد ان ابنة اخته بقيت مستيقظة حتى ساعة متاخرة مساء امس وهى لا تزال نائمة الان 0 قد تكون راينى فى سريرها ايضا ولكن باين شعر انها من النوع الذى يستيقظ باكرا . وتصورها فى مكان ما من المنزل منكبة على العمل على مشروعها الفنى الاخير 0 امل ان تكون على الشرفة حيث تناولا طعام العشاء ، فتوجه الى هناك . وعندما اكتشف ان المكان خال وانها ليست ظاهرة للعيان ، سرت رعشة من خيبة الامل فى اوصاله 0 لعلها فى المطبخ تتناول الفطور مع الخدم ! لكنه طرد هذه الفكرة ما ان لمح ستان ، وهو احد رجال امن شقيقته ، يتناول فنجان من القهوة وحده . عندما راه الرجل الاخر ، وضع فنجانه وقال : كنت ساتصل بك بعد قليل 0 لم يحتج ستان الى التفوه بكلمة اخرى ليدرك باين ان امرا ما حصل وانه لن يكون سعيدا به 0 كان تكون راينى قد رحلت ! -متى رحلت الانسة بينيت ؟ -منذ حوالى الساعة . اوصلها جاد الى المدينة . لقد طلبت منى عدم ازعاجك لانك مع الانسة ويلى 0 -يفترض بك ازعاجى فهذا جزء من عملك ! وانفجر باين فى نوبة غضب نادرة فسحر راينى كان قويا جدا بحيث تمكنت من اخضاع شخص محترف كستان 0 لا ينبغى عليه ان يهتم ! لاينبغى عله ان يهتم لو رحلت بعيدا من دون علمه لكنه كان مهتما واكثر بكثير مما تصور 0 -خالى باين ؟ استدار لدى سماعه صوت ابنة اخته الخافت . كانتا هى ونايلا واقفتين على العتبة مع لايدى . فهمست نايلا : اخشى اننى السبب فى رحيل الانسة بينيت هذا الصباح 0 وحثته كاثرين قائلة : تعال وانظر 0 وضعت كاثرين يدا على ذراعه : وجدتها فى غرفة الضيوف هذا الصباح 0 لحق بهما بخطى متثاقلة الى غرفة الطعام الرئيسية حيث راى مجموعة من الاوراق مرمية على الطاولة 0 وقفت نايلا فى الطرف الاخر وقالت : مساء امس تحدثت عرضيا مع الانسة بينيت عن مرض تريفور لاننى ظننتها تعلم بشانه ، لاسيما بعد ان قرات الرواية عن البطل المصاب بسرطان فى الدم . لم يسبق لى ان رايت احد منهارا كما كانت لدى اكتشافها الموضوع . وقبل خلودها الى النوم ، سالتنى ان احضر لها صورة له وهذه هى النتيجة 0 اقترب ليرى عمل راينى ، وبمجرد القاء نظرة واحدة على الصورة المرسومة بالوان ناعمة كادت حنجرته تنطبق لفرط انفعاله 0 لقد ابدعت فى عملها فمشاعر الحب ، والحلاوة ، والحنان الظاهرة تربط بين الاخ واخته . همست كاثرين : انها جميلة لدرجة انها مؤلمة 0 كانت اللوحة جميلة وهى تؤلم لان كل ما ترسمه راينى او تصوره يعكس مشاعرا نابعة من القلب 0 راحت ابنة اخته تبكى بهدوء على كتفه : كيف علمت اننى وتريف كنا نمضى الوقت فى اللهو فى الحديقة مع لايدى ؟ -اعتقد ان هذا جزء من موهبتها العظيمة 0 لم يجد لذلك اى تفسير اخر . ولمعت عينا نايلا وهى تقول : لقد شعرت بالاسى الشديد لتسببها بالتعاسة لعائلتك ومن الواضح انها كانت ترغب بمغادرتكم مخلفة وراءها هدية تجلب لكم السعادة . يا لها من انسانة رائعة ! لم يسبق لى ان التقت احدا مثلها 0 فرد باين فى سره : ولا انا 0منتديات ***** -لقد رسمت صورة اخرى لى خالى باين ، ساحضرها 0 وفيما راقب كاثرين وهى تخرج من الغرفة ، قالت نايلا : لا الوم الانسة بينيت على رحيلها المبكر فانا واثقة من انها تتوق الى نسيان هذه المسالة المزعجة برمتها واكمال حياتها 0 لم يسع باين مخالفتها بعد ان اخضع راينى للامرين خلال جلسة الاستماع وارغمها على مواجهة ديان التى لم تفعل شيئا سوى احباطها طوال الامسية 0 دخلت كاثرين غرفة الطعام وبيدها رسم اخر تناوله منها فيما قالت : ستحب هذه ايضا 0 قرا الكلمات عاليا : المتسول 0 لقد جسدت راينى بشكل لا يصدق التعبير المتسول فى عينى لايدى فيما كانت تنتظر الحصول على ما تاكله بصبر وادب مبالغ فيهما 0 تمتم باين : لقد خلفت لك كنوزا حقيقية 0 وضع الرسم على الطاولة قرب اللوحة الاخرى ثم سال : اين هى الرسوم الاخرى ؟ -طلبت منى راينى التخلص منها 0 رمق نايلا بنظرة نافذة : ماذا ؟ -لا تقلق فانا لم استطع القيام بذلك وهى موجودة فى غرفتى 0 - استطيع دائما الاعتماد عليك . احتفظى بها من اجلى وساخذها لاحقا 0 -بالتاكيد 0 وتدفق الدم فى عروقه . اذا لم يصرف طاقته الفائضة قريبا ، سينفجر 0 -كاثرين ! ارتدى ثوب السباحة فسنسبح 0 -لقد ارتديته تحت ثيابى 0 -اذن دعينا نذهب 0 -ساحضر الفطور بانتظار عودتكما 0 قال للخادمة : لا اريد شيئا لكن شكرا على اقتراحك نايلا 0 بعد خمس واربعين دقيقة ، خرج هو زكاثرين من المياه ، لكن السباحة لم تحسن مزاج باين الذى بدا عاصفا كالطبيعة . كانت ابنة اخته مستغرقة فى افكارها الخاصة فلم يتبادلا الحديث الا قليلا الى ان عادا ادراجهما الى البيت 0 -لم اكن اعلم ان البطل فى رواية عملية دمج فى مانهاتن ، يموت اثر سرطان فى الدم او ان تلك الكاتبة فقدت ابنتها بسبب نفس المرض . هل ما زالت الرواية لديك ؟ -اجل 0 -اود قراءتها 0 -هل انت متاكد ؟ -طبعا . لا افهم كيف يمكن لديان ان تقول ان الروايات العاطفية لا تعكس الواقع 0منتديات ***** -ستغير رايها اذا قرات واحدة 0 لقد شكلت مطالعته لرواية ريغلى اكتشافا بالنسبة اليه . وتابعت ابنة اخته : لكن المشكلة انها لن تفعل ذلك ابدا 0 -ستكون هى الخاسرة 0 عليه ان يجد طريقة لدفع ديان للذهاب الى سويسرا 0 -هل ستمضى النهار معها ؟ -لا . لدى عمل فى المكتب وستبحث هى ووالدتها فى مستلزمات اثواب الوصيفات . ما هى مخططاتك ؟ -سنلعب انا وليندا التنس مع مجموعة من الاصدقاء ، واعتقد اننا سنشاهد فيلما فى وقت لاحق 0 -يبدو ذلك ممتعا . تاكدى من ان هاتفك معك لكى نستطيع ان نبقى على اتصال 0 نظرت اليه : سافعل . . . خالى باين ؟ كانا قد بلغا الحديقة الخلفية حين لاحظ ترددها : ما الامر ؟ -بعد عودة امى وابى ، اود دعوة راينى على العشاء لتتمكن العائلة كلها من مقابلتها . هل ستوافق على ذلك ؟ كان قلبه ينبض كالمطرقة : بالطبع . لم تساليننى ؟ -ديان لاتحبنى ويمكننى ان اقول انها لم تحب راينى 0 فعلق باين فى سره : قولى لى شيئا اجهله 0 -لاتقلقى بهذا الشان 0 -بعد زواجك اتمنى ان تستمر فى زيارتنا غالبا 0 -لن يردعنى احد ابدا عنك حبيبتى 0 وعانق باين ابنة اخته قبل ان يستقل سيارة الليموزين قائلا : خذنى الى المنزل اندى 0 خلال رحلتهم القصيرة الى كريغ هيد اتصل باين بطياره وطلب منه تجهيز الطوافة اذ سيتوجه الى المدينة بعد عشرين دقيقة 0 خلال حديثه مع كاثرين فى طريق عودتهما من الشاطئ ، اعتراه شعور غريب ، شعور لم يستطع تفسيره ، لكنه مرتبط براينى وبرحيلها المفاجئ . وفجاة ، شعر بحاجة للحاق بها 0 كادت الساعة تبلغ الظهر عندما ترجل من الليموزين امام المبنى الذى تقيم فيه . ضغط على الزر وانتظر جوابا . ان لم تكن فى المنزل فسينتظر خارجا بقدر ما يستلزم الامر حتى تظهر 0 كان يستعد لازعاجها برنة ثانية عندما سمع ضجة ثم اجابه صوت رجل : نعم ؟ تجمد باين فى مكانه : هل هذا ستديولو رين بينيت ؟ -نعم 0 جاهد لكبح جماح غضبه : هل لى بمحادثتها ؟ -من يتكلم ؟ كانت رغبته فى ضرب الرجل تتزايد فصرخ باين : ان لم تحب فى غضون خمس دقائق ، فساصعد لمعرفة السبب 0 عندئذ ، جاء صوت راينى المنقطع : انا هنا ، سيد سترلينغ 0 قطب حاجبيه . ما الذى تفعله بحق الله مع رجل فى شقتها فى هذا الوقت المبكر من النهار الا اذا . . . ؟ واثارت فيه الصور التى خطرت فى باله مشاعر بدائية بعجز عن وصفها فقال : علينا ان نتكلم . متى تتفرغين ؟ -ظننت انك وخطيبتك . . . لا تهتم . . . لايهم الامر . امهلنى دقيقة فقط ، ارجوك ! يبدو انها تركت منزل شقيقته لموافاة عشيقها . من بين كل الاسباب التى تخيلها لرحيلها من دون اطلاعه ، لم يتصور ابدا ان يكون السبب رجل 0 لكنه عاد وتذكر انها الغت مخططات اخرى مساء امس لمرافقته . كم من الوقت مضى على تلك العلاقة ؟ -حسنا . يمكنك الصعود الان 0 فتح الباب وصعد السلالم على عجل وصولا الى شقتها . وجدها امام الشقة وقد اغلقت بابها وحاولت يائسة ان تبدو مرتاحة لكنها بدت ايضا منتعشة وبريئة ببلوزتها القطنية وجينزها الازرق فوجدها شديدة الجاذبية . كان قلبه ينتفض بين ضلوعه حين قال : الن تعرفينى الى صديقك ؟ -لقد عاد الى شقته 0 كم هذا مناسب ! ! -ان الوقت غير مناسب فلما لم تقولى ذلك ؟ كنت لازورك لاحقا 0 -انت رجل مشغول سيد سترلينغ . وبما انك تكبدت عناء القيادة الى هنا ، لم اشا تحميلك مشقة المجئ ثانية 0 كانت تخفى امرا ما عنه فعلق بقوله : كان عليك ان تفكرى فى ذلك وتبقى فى منزل اختى حتى يتم ايصالك الى منزلك 0 لم تحرك ساكنا لكن لم يسعها الحؤول دون ان يزحف الاحمرار الى عنقها ووجهها الجميل 0 -لقد نشات على المعتقد القائل ان الاقامة الممتعة هى القصيرة . ومساء امس ، فعلت ما بوسعى لاراحة خطيبتك وابنة اختك . وعندما افقت هذا الصباح ، لم استطع تبيان اى سبب لاطالة اقامتى 0منتديات ***** -استطيع اعطاءك واحدا 0 كانت يداها تفركان جانبى وركيها بطريقة لعلها لاتعى تاثيرها ، ولم تعد تبدو واثقة تمكاما من نفسها الان 0 -هل من خطب ما ؟ -اعتقد ان بهو المبنى ليس المكان المثالى لاستكمال هذا الحديث 0 وعلا الاحمرار وجنتيها 0 -هل تفضلين النزول والجلوس فى السيارة فيما نتكلم ؟ صاحت بنعومة وقد وضعت يدا عصبية على حنجرتها : لا ! -استطيع الذهاب الى مكتبى والعودة لاحقا اذا كان الامر يناسبك 0 وبدت مرعبة : ارجوك ، لاتفعل ذلك 0 -اذن ، ما الذى تقترحينه ؟ اذا كنت تخططين لقضاء اليوم مع الرجل فوق فقولى ذلك ، يمكننا التحدث غدا 0 فهمست : لا . يمكنك الدخول لدقيقة 0 دقيقة ؟ دخلت الى الشقة وتركت الباب مفتوحا له . بعد دخوله ، استجمع قوته كلها لئلا يصفق الباب . وعندما استدار نحوها ونظر اليها ، تجرد من اسلحته كلها وبرد غضبه 0 -يبدو انك تخلين المكان 0 -نعم 0 لاحظ العديد من الصناديق على كنبتها ، فهرعت ووضعتها على الارض 0 -هاك ، يمكنك الجلوس الان 0 لكنه بقى حيث كان : هل تنتقلين للعيش معه ؟ عضت شفتها السفلى من الداخل فاثاره هذا التصرف 0 -لا اريد ان اكون فظة لكننى اعتقد انه شانى الخاص فقط 0 -سيخص ابنة اختى عندما تحاول دعوتك على العشاء فى منزلها فور عودة والديها يوم الاثنين ولايمكنها تحديد مكان اقامتك 0 انتفض راسها الاشقر فيما غدت عيناها الخضراوان دخانيتين مجددا وبدت معذبة : يجب الا تدعها تفعل ذلك 0 حبس انفاسه قائلا : بعد تلك الصورة الرائعة لاخيها والتى ستقدسها طيلة حياتها ، هل تعتقدين حقا انها لن تبذل ما فى وسعها لشكرك ؟ -انا مسرورة لانها اعجبتها ولكن . . . فطالبها : لكن ماذا ؟ -لن اكون هنا فى الاسبوع المقبل 0 يا الهى ! وادرك ما سيلى قبل ان تتفوه به 0 -ساعود الى ديارى فى كولورادو غدا 0 شعر باين بالالم كما لو ان رصاصة اخترقت قلبه 0 -سترحلين من دون وداع ؟ -لقد تودعنا مساء امس 0 ذكرها قائلا : سمعتك تقولين بوضوح عمت مساء0 حولت عينيها عنه فيما ارتجف صوتها وهى تقول : اعلم انك تظننى اهرب لاضمد جراحى بعد ما حصل فى المحكمة لكنك مخطئ . لقد اسدت لى الجلسة خدمة اذ احضرت اخى الى نيويورك 0 كلما تكلمت بسرعة ، كلما افتضحت عصبيتها اكثر 0 -لم نعد نمضى الوقت معا كما كنا نفعل . عندما كان هنا تكلمنا طيلة الليل . بعد الاسبوع القادم ، لن يدير كريغ اى رحلات نهرية فى الزوارق ، فهو يستعد لافتتاح مؤسسة خاصة لبيع ادوات الرياضة . كان هذا حلم حياته . وقد اعطاه المصرف القرض وعثر على مكان فى موقع جيد . ومع انه تلقى العون الا انه يحتاج للمزيد 0 تكورت قبضتا باين : وهكذا ، قررت فجاة اسداء هذا المعروف لاخيك 0 اكملت شرحها : لدى بعض المدخرات ولن احتاج الى المزيد من العمل لفترة . اريد مساعدته على تحقيق ذاته 0 -انت فنانة ! فنانة مذهلة . انتقلت الى نيويورك لتتبعى حلمك الخاص 0 -لم اخطط للاقامة هنا الى الابد . كانت تجربة ، مغامرة ليس الا 0 -وهل يعلم اخوك بما تنوين التضحية به من اجله ؟ -ل . . . ليس بعد . انوى مفاجاته 0 -لا اصدقك 0 بدت غاضبة لكن غضبها اخفى الرعب خلفه : ماذا تعنى ؟ -انت لاتهرعين الى مساعدته بقدر ما تهربين من شئ ما . اعترفى بذلك 0منتديات ***** كانت تقف قرب النافذة تنظر الى الخارج متعمدة الا تواجهه 0 -ارجوك ارحل سيد سترلينغ . عندما ترى ابنة اختك ، ودعها بالنيابة عنى ودعها تعلم مدى سعادتى لانها احبت الصورة 0 -لقد احبت الرسمين ، وستفرح العائلة كلها عندما ترى لوحة المتسول . لابد ان هذين الرسمين استغرقا طيلة الليل 0 لم يتمكن باين من النوم ايضا 0 -لن اغادر هذه الشقة حتى اعلم لما خططت للاختفاء من دون اثر 0 مضى وقت قبل ان ترد بصوت منخفض : سترغمنى على البوح ، اليس كذلك ؟ وثارت ثائرته فصاح بها : بما ستبوحين ؟ ادارت راينى راسها باتجاهه وقد علا وجهها تعبير ماساوى وشرعت تقول بصوت مرتجف : انها تعلم اننى زرتك فى مكتبك واننى استقليت طائرتك ، كما تعلم اننى زرت كريغ هيد . وبعد ليلة امس ، اصبحت تعلم اننى امضيت الليلة فى منزل شقيقتك . لو كنت خطيبتك ، لاستطعت التعامل مه هذه الامور على اعتبار انها نتيجة الجلسة . لكن اذا حصل اى اتصال اخر . او مجرد تهامس فساشعر باننى . . . مهددة 0 تقدم خطوة منها : اذا ظننت ان العودة الى كولورادو ستزيل التهديد ، فانت مخطئة جدا . يمكنك الذهاب الى اقاصى الارض من دون ان يشكل ذلك اى فارق 0 فبادلته الهجوم : اذن ، فانت لم تقم بما يكفى لتجعلها تشعر بالامان 0 عجز عن الرد عن هذه الملاحظة فقال : لن تشعر بالامان حتى تتمكن من معاودة المشى . ثمة عيادة فى سويسرا قد تساعدها لكنها ترفض السفر 0 اثر هذه الملاحظة ، اسندت راينى نفسها الى طرف المكتب فيما طاطات راسها 0 -اتفهم السبب ، فمن الصعب جدا ان تسافر مليئة بالامل لتكتشف بعدئذ ان اولئك الاطباء عاجزون عن المساعدة 0 -ديان لا تزال تشعر بساقيها راينى ، وثمة امل فى ان تسير مجددا والا لما حثها الاطباء على الذهاب الى تلك العيادة للاستشارة والمعاينة 0 وجازف بقوله : هذا الصباح وفيما كنت اسبح انا وكاثرين فى المحيط ، خطرت لى فكرة يمكنها ان تدفع ديان الى العدول عن رايها . لقد اشرت اليها منذ لحظات عندما ذككرت شعورها بانها مهددة 0 كلامه جعلها ترفع راسها . وكان اهتمامه محصورا بها بالكامل وهو يتابع : بدلا من تعليق مهنتك من اجل اخيك الذى لايملك حتى الان فكرة عما تخططين له ، ما رايك بالعمل لحسابى ، عل ديان تتمكن من رمى الكرسى المتحرك بعيدا ؟ بدا الذهول على وجهها : لو ظننت ان بامكانى المساعدة لفعلت لكننى لا ارى ما يمكننى فعله 0منتديات ***** -ليلة امس ، قلت انك مستعدة للتضحية باى شئ لقاء العمل معى 0 هزت راسها موضحة : كنت متحمسة وانت تعلم ذلك 0 -لقد قصدت ما قلته راينى . لذا اقترح ان تنتقلى الى منزلى كريغ هيد وان تظهرى مواهبك الفنية عبر رسم الخرائط لحسابى . انه اتفاق مهنى يعود بالفائدة المادية علينا معا 0 التمعت عيناها الخضراوان فيما تابع : لم التق بشخص قادر على القيام بذلك حتى ظهرت . فبمساعدتك ، ساتفرغ للسفر من دون ان اقلق على اى تاخير على الصعيد التقنى . على فتح اسواق جديدة قبل ان يسبقنى المنافسون . فى المقابل ، لنامل ان تشعر ديان بانك مهددة لتواجدك فى حياتى فتوافق على السفر الى سويسرا لمعاودة السير لتتمكن من مواجهتك على قدم المساواة 0 بدت حانقة وهى ترد : لايمكنك ان تكون جادا 0 -انا لا اقول ابدا ما لا اعنيه . يجب ان تفهمى امرا ما عن خطيبتى فلا يملك احد عزة نفس اكثر من الانسة ديان ويلى . وضعها صعب جدا عليها لدرجة انه حال بينها وبين اصدقائها وبين عملها فى المجلة . لقد قدمت يد العون فى حملة زوج اختى الانتخابية الاخيرة . وكانت فى الماضى تتطلع لخوض معترك السياسة بنفسها ولكن كل ذلك اختفى اذ لم تعد الشخص نفسه 0 تجمعت الدموع والتمعت فى عينى راينى : انها ماساة كبيرة 0 وتمتم باين : انها كذلك . لا يستحق اى كائن حى ان يقاسى كما تفعل . ليلة امس ، شعرت بالمها لانها اعتادت ان تكون حيوية ونشيطة مثلك ، تشارك بكل ما اوتيت من قوة . ولو رايت ان ثمة فرصة لان تعود الى ما كانت عليه ، لحركت الارض والسماء لتحقيق ذلك 0 همست : انا واثقة من ذلك 0 -منذ وفاة تريفور وكاثرين تساعد ديان بطريقتها اللطيفة . حاولت تذكيرها بان اخاها لم يكن لديه اى امل على عكسها لكن خطيبتى لا تتجاول . لاحظت فيها مساء امس بوادر التمرد فيما كنت تسحرين الجميع 0 واكمل فى سره : بمن فيهم انا 0 -غدت كاثرين فتاة مختلفة بفضلك ، وديان تدرك ذلك . بفضل تعاونك ، قد تثور ديان فينتهى بها المطاف الى حد ان تطلب منى اخذها الى سويسرا . اعتقد ان هذا المخطط سينجح ، وقد اجول الارض لكننى لن اعثر ابدا على ند افضل منك لها 0 وبعد استراحة قصيرة قال : اذا كان جوابك الرفض ، فسارحل من هنا ولن تتعاملى معى ثانية . اما اذا كان جوابك الموافقة ، فستعلمين انك حاولت مساعدة انسان اخر على استعادة حياته 0 بدا الذهول الشديد على راينى فاضاف : ادرك اننى اطلب الكثير ولا يحق لى ان افعل ذلك . انا افعل ذلك . انا افعل الكثير من دون ان املك الحق فى ذلك ولكننى نشات هكذا 0منتديات ***** وطال الصمت فاستجمع قوة ارادته كلها وخرج من الشقة تعتريه الدهشة لرؤيتها واقفة هناك تعصف بها الحيرة . لكنها لم تكن حائرة الى حد ان تناديه ليعود 0 توجه نحو السلالم فالتفكير بحياته من دون راينى جعله يغرق فى ياس شديد . ولم يتذكر انه نزل سلالم الطوابق الثلاثة . كان مايك وجون واقفين فى مكان ما فى الجوار ينتظران صعود باين الى الليموزين 0 فتحت الابواب واغلقت فى غمضة عين 0 -باين ؟ -ما الامر اندى ؟ -الانسة بينيت على جانب الطريق تشير اليك لتنزل زجاج نافذتك . خبر لحاق راينى به الى الشارع كان اشبه بسقوط شخص ما من مكان عال ليفاجا بان مظلته تنفتح فجاة فى اللحظات الاخيرة 0 ترجل من السيارة بسرعة البرق محاولا التقاط انفاسه . كان الرصيف يعج بالناس ولكن بدا لباين انه وراينى الشخصان الوحيدان فى الوجود 0 لم تتمكن من تجنب نظرته وهو يقول : ما كنت لتقفى هنا لو ان جوابك سلبى . هلا ناقشنا الموضوع فى السيارة او فى الاعلى 0 بللت شفتيها بعصبية : متى تريد منى البدء ؟ -الان 0 -ب . . . بهذه السرعة 0 -يجب ان اسافر الى باريس صباح الثلاثاء . لهذا ، اود مراجعة خرائطى فى عطلة نهاية الاسبوع لاريك كيف اعمل 0 -لكن شقتى . . . -ساساعدك فى انزال ما تحتاجينه للعطلة . نهار الاثنين المقبل ، سنتدبر امر شركة نقل الامتعة . يمكنك تخزين كل ما لا يلزمك فيما تسكنين معى 0 -يجب ان ابقى هنا لتسليم البريد المتعلق بلوحتى الاخيرة 0 -سنقوم بذلك وساتكفل بامر تسليمها 0 -لا ، فلقد سبق ان اتفقت معهم 0 قرر باين ان يدعها تنتصر . تعلم فيما مضى عندما يكون على وشك نيل صفقة جديدة ، ان يتروى عندما تلوح فرصة جديدة فى الافق لئلا تفلت الامور من يديه 0 -لن . . . لن احتاج الى مساعدتك بالنسبة الى امتعتى . واذا انتظرتنى هنا ، فساعود حالما انتهى 0 -خذى ما تشائين من الوقت فلن اذهب الى اى مكان من دونك 0 ادرك باين انها تسعى الى العزلة لتودع الرجل الذى كان فى شقتها . المسكين يجهل انها ستصبح خارج متناول يديه ما ان يقلع بها بعيدا 0 وفيما كان ينتظر ، اتصل بابنة اخته : مرحبا خالى باين ! -كيف الحال ؟ -رائعة ! لم تكن متحمسة هكذا منذ وقت طويل 0 -لقد دعوت اصدقائى لرؤية رسوم راينى وهم يرغبون فى ان تقوم برسمهك ورسم حيواناتهم الاليفة ليتمكنوا من تقديم اللوحات لذويهم فى عيد الميلاد . هل تظنها ستقبل اذا دفعوا لها المال ؟ ابتسم قائلا : انطلاقا من معرفتى براينى فهى لن تاخذ المال 0 -انا واثقة من انك محق لكنه مجهود ضخم بما انها تعمل فى وظيفتين 0منتديات ***** -اسمعى ، يمكنك طرح السؤال عليها بنفسك غدا 0 -هل دعوتها الى المنزل مجددا ؟ -لا . لقد عرضت عليها عملا بدوام كامل معى فوافقت وهى ستنتقل الى كريغ هيد حيث ستعمل على خرائطى 0 وساد صمت طويل . . . -خالى باين . . . هل تعلم ديان بالامر ؟ -ليس بعد . ساخبرها الليلة ! -سيجرحها الامر كثيرا 0 -امل ان يثير ذلك غضبها 0 ادرك ان دماغها منشغل بكلامه عندما قالت : انت تريد اثارة غيرتها 0 -اريد ان تسير مجددا وربما اذا ثار غضبها فستقوم بشئ حيال الامر وتفكر بالذهاب الى تلك العيادة فى سويسرا 0 وساد صمت مؤقت اخر : وهل تعلم راينى لما سالتها المجئ للعمل لديك ؟ -نعم وهى تود مساعدة ديان ايضا 0 -وانا ايضا 0 -لقد سبق لك ذلك . انت عزيزة على قلبى وانا واثق من ان راينى ستستمتع بصحبتك . يمكنك التجول معها والتاكد من انها تعلم اين يمكنها السباحة بامان 0 -وهل تظنها تهوى الابحار ؟ -سنكتشف ذلك . تعالى فى الصباح لتناول الفطور معنا 0 -وهل ستحضر ديان ؟ -سادعوها . استمتعى هذا العصر وساراك فى الصباح 0 بعد انتهاء المخابرة ، اجرى اتصالا اخر بطياره لاخطاره بانهم سيعودون ادراجهم الى كريغ هيد قريبا 0 بعد ساعتين من الزمن ، تكررت الاحداث امام عينيه عندما التقت مدبرة منزله براينى فى منزله 0 -سيدة مايرز ! لقد وافقت الانسة بينيت على العمل معى وستقيم معنا فى الوقت الحاضر . جهزى لها الغرفة المطلة على التمثال 0 التوى فم راينى فيما قالت : يبدو هذا مثيرا 0 -اجل . هل يمكننى اخذ امتعتك الان ، انسة بينيت ؟ -ارجوك نادينى راينى . ساحملها 0 -ستكتشفين بنفسك ان مساعدتى الجديدة تملك نزعة استقلالية 0 تمتم باين بذلك فردت مدبرة المنزل التى تحب ابقاء الامور رسمية : يناسبنى الامر طالما تنادينى بيتى 0 -اتفقنا 0منتديات ***** -سنعمل فى مكتبى بيتى . عندما تنهين عملك ، هلا احضرت لها الغداء ؟ -ساحضره فورا 0 كان باين يتوق للاختلاء براينى وشرح طريقة وضعه للرسوم الاولية . سيستعين بعينيها الخبيرتين وبخبرتها لتطوير المشروع واجراء تجديدات 0 وبعد لحظة تامل ، اخرج رسوم باريس التى باشر بالعمل عليها . وفيما كان يفردها على طاولة العمل الواسعة ، رن هاتفه الخلوى وتبين له عندما تحقق من هوية المتصل انها ديان 0 تحولت عيناه الى راينى : على ان اجيب على هذا الاتصال . ساريك ما يمكنك فعله 0 بدا الامر كلعبة عملاقة مركبة وتملكه فضول شديد لمعرفة الوقت الذى ستستغرقه لتركيب القطع معا . ابتعد بضع خطوات واجاب على الاتصال . لقد اصبحت راينى تحت سقفه ، وحان الوقت لاستكمال مخططه 0 |
#8
| ||
| ||
اعترافات امرأتين 0 غفت راينى بشكل متقطع فتسللت عند الفجر من سريرها الكبير لتجلس على زاوية النافذة وتتامل المحيط الاطلسى الشاسع . وفيما كانت تصغى الى اصوات النورس التى تخترق هدوء الصباح ، تذكرت ما قاله كريغ فى محاولة لمواساتها : اعتبرى هذه التجربة مع باين سترلينغ كجزء من مغامرتك على الارض 0 وهكذا ستنظر الى وضعها من الان فصاعدا 0 انها مغامرة رائعة كتلك التى تستمتع بها مع البطل فى رواية عاطفية . لكن النهاية ستحين مع باين . والى ان يحدث ذلك ، ماذا سيحصل لحياتها بعد لقائها بالبليونير المثير واللامع ؟ ما الذى سينتج عن عملها المؤقت كمساعدة له فى مخبئه الذى يعتبر كنزا معماريا 0منتديات ***** فتحت النافذة لتتنشق هواء البحر وتستمتع بنسيم المحيط . ادت رطوبة الجو الى التفاف اطراف شعرها وباتت بشرتها التى اعتادت على مناخ كولورادو الجاف ناعمة وطرية 0 اجتمع شملها مع باين فى هذه الفترة بالذات من لعبة القدر ، لعبة لن تدوم فلما اذا تستمر فى تعذيب نفسها بهذا الشان ؟ لم لا تكون العامل الذى قد يخرج خطيبته من خوفها فتتمكن من السير نحو الرجل الذى ينتظرها قرب المذبح ؟ متى لعبت راينى دورا رئيسيا فى عملية انقاذ شخص ما ؟ وجاءها الرد . . . ابدا ! -صباح الخير انسة بينيت 0منتديات ***** نظرت راينى الى الاسفل لترى مضيفها يسير على الشاطئ بسروال قصير فبدا كبطل جاين اوستن المعاصر 0 ابتسم لها فبادلته الابتسامة وفكرت فى سرها : انتبهى راينى ولا تدعيه يكتشف ان رؤيته تذيب عظامك ! تصرفى بشكل طبيعى 0 -اذا كان فى نيتك مفاجاة الشابات كلهن فيمكنك ان تعتبر انك اتممت مهمتك بنجاح ! -اذا افزعتك يا عزيزتى فهذا لانك كنت تتمنين مرورى فى هذا الوقت بالذات لامسك بك فى الجرم المشهود . لذا ، يمكنك ادعاء اننى افزعتك 0 -ان الشائعات عن غرورك لا تفيك حقك . اليس جميلا ان تغرم بنفسك بما انك لن تجد من يكون قادرا على ان يحبك بهذا القدر ؟ انفجر بالضحك فسمعت راينى صدى ضحكته الرجولية 0 وفجاة ، تناهى اليها صوت تصفيق : اعتقد ان الروائية جاين اوستن حية ترزق فى كريغ هيد 0 نظرت راينى الى اليمين فلمحت ديان 0 -لقد كتبت احدى اهم الروايات الرومانسية ، الا تظنين ذلك وايلى ؟ -لقد كتبت العديد منها واعتقد ان " الاقناع " ابرزها 0 حمل ذكر هذا العنوان تحديدا مغزى خفيا وادخل جوا مختلفا على اجواء الصباح . ولاحظت ان باين متاثر بقدرها 0 ان الاقناع هو ما تحتاجه ليصلا الى تلك العيادة 0 -فهمت اننا سنتناول الفطور لدى وصولك . لذا ، اعذرينى سانزل حالا 0 سلخت نفسها عن النافذة غير راغبة فى رؤيته يسلم على خطيبته 0 يوم امس ، عمل معها طيلة بعد الظهر وحتى حلول المساء ، كانت العلاقة بينهما مربكة لكن لم يسعها التصديق ان الامور جرت على ما يرام وانه كان استاذا بارعا 0 لم تلاحظ مرور الوقت وهى برفقته ، ولم تصدق حين عرفت بان الساعة قاربت السابعة والنصف مساء عندما اعتذر منها ليخرج مع ديان لتناول العشاء 0 ادركت راينى انه سيعلم خطيبته بانه وظفها . وبما انها لم تره الا عندما كان يسير بين الامواج منذ لحظات ، لم تعلم كيف كان رد فعل ديان على الانباء الجديدة التى حملها . لكن ظهورها المفاجئ الان ، بين لها لن خطته نجحت الى حد ما . لقد اقحمت نفسها فى الموضوع مطالة بحقها امام راينى 0 اخر ما تريده راينى هو اذيتها وكل ما استطاعت فعله هو اللحاق بخطى باين راجية ان يثير ذلك رد الفعل المناسب فتتجاوز ديان حاجزها النفسى . وبما ان الحرارة منخفضة ، ارتدت راينى بنطلونا ابيض وكنزة قطنية صفراء . ثم سرحت شعرها ووضعت القليل من احمر الشفاه على شفتيها 0 لم يعد باستطاعتها فعل شئ سوى موافاتهما . غادرت غرفة النوم وهى تجهل تماما ما ينتظرها ، لكنها ادركت ان ديان تنتظرها . كان المشهد من غرفة الطعام رائعا اذ انها تطل على المحيط 0 استرقت نظرة الى باين فتسارعت دقات قلبها بسبب حيويته الذكورية 0منتديات ***** -اختارى ماتشائين من الاطباق المعدة 0 -شكرا 0 سكبت راينى بعضا من عصير البرتقال ثم وضعت فى صحنها القليل من النقانق والبيض 0 -تعالى واجلسى 0 كانت ابتسامة المرأة الاخرى صادقة فامتثلت راينى لطلبها وهى واعية تماما الى ان ديان ستدفعها الى مواجهة ما 0 -كيف نمت انسة بينيت ؟ وضع باين يده على يد ديان قائلا : بما اننا سنرى بعضنا كثيرا من الان وصاعدا فلنستخدم اسماءنا الاولى 0 خافت راينى ان تختنق وهى تشرب العصير فوضعت الكوب جانبا وقالت : بصراحة ، كنت شديدة الحماس بحيث بقيت صاحية معظم الوقت . بدا الجو اشبه بالجنة 0 -لم يسبق لاى امرأة عدا السيدة مايرز ان نامت فى كريغ هيد 0 -لابد انك سعيدة لان هذا المكان سيغدو منزلك بعد الاول من آب . فتصميمه ينقبلك الى العالم الاخر مع انك ثابتة على الارض والمحيط كله عند قدميك . اعتقد انك اكثر النساء حظا لانك ستحصلين على هذا كله 0 -عندما يضع باين مصعدا سيصبح مناسبا اكثر بالنسبة لى 0 -اذا غادرنا فورا الى سويسرا فقد لا تحتاجين ابدا الى استخدام المصعد مجددا 0 -لن يحصل ذلك باين . لكن بما انك اثرت الموضوع فاعتقد ان الوقت حان لاقول ما يجول فى خاطرى 0 حولت ديان نظرها الى راينى التى كانت تتساءل عما سيلى ، فتوقفت عن المضغ 0 -انا ادرك لما وظفك 0 كشف تصريحها الجرئ عن النار التى اشار اليها باين عندما سال راينى التواطؤ معه 0 -المشكلة تكمن فى اننى لست واثقة من انه اطلعك على السبب 0 لم تملك راينى اى خيار عدا لعب دور البلهاء : لا اظن اننى افهم 0 تلك الخرائط المقدسة لدى باين ، ولا يسمح لاى شخص من شركته بدخول كريغ هيد لرؤيتها . وهو لاياتمن احد عليها لانها ثروته الفكرية ، مفتاح نجاحه . وفجاة ، قرر السماح لرسامة ترسم اغلفة لدار الوردة الحمراء بالانتقال الى حضنه ومساعدته فى رسومه البالغة التعقيد الى حد ان لا احد عدا باين نفسه يستطيع فهمها ؟ واطلقت ضحكة متعمدة ثم اضافت : لا اعتقد ذلك . قد اكون مقعدة لكنى لست غبية يا راينى . كلانا يعلم انه اتى بك الى هنا ليضغط على لانه يريد منى الذهاب الى سويسرا لاجراء جراحة 0 مبادلة المرأة الاخرى التحديق من دون ان يرف لها جفن تطلب من راينى استنفار كل عصب وعضلة فى جسمها . تابعت ديان : اخبرته اننى لن اذهب ولكنه لايفهم معنى كلمة لا . ما فعله هو اللجوء الى احد اساليبه الملتوية للضغط على فاحضر امرأة جذابة الى منزله بحجة العمل لديه . انه يدرك ان هذا الوضع سيثير اقاويل عائلتنا واصدقائنا ، واى طريقة افضل لحملى على تبديل رايى اكثر من التهديد باذلالى 0 وغاص قلب راينى فمع ان عظة ديان لم تكن انفعالية لكنها كانت تمون دون شك من الداخل حين تابعت : ما يرفض تقبله هو ان ما من معجزة تنتظرنى فى نهاية الطريق . اعتقد انه ما احاول قوله هو ان الخطوة التالية تعود اليك 0 توقفت لتحتسى جرعة من قهوتها . وعندما وضعت الفنجان حاليا مجددا ، قالت : اذا كنت تظنين حقا انه يعرض عليك وظيفة حقيقية وستستمرين فى البقاء تحت سقفه بعد ما اخبرتك به للتو ، عندئذ ، سيتضح لكل من يحبه انكما تقيمان علاقة 0 تصاعدت آهة من شفتى راينى 0 لقد كشفت ديان خداع خطيبها . خوفها من الا تغير الجراحة شيئا ابقاها مقيدة فى كرسيها المتحرك . كادت راينى تنتحب على كليهما لان ذلك الخوف يبقيه سجينا هو ايضا 0 بطريقة ما ، احتاجت راينى لان تقول شيئا فى خطوة منها لاستكمال الحقيقة 0 بدات تقول بهدوء : انا اعرف اماله فى ما يتعلق بك . وهذا طبيعى عندما يحبك الى هذه الدرجة لكننى اخشى ان الملامة تقع على بالنسبة لعرض العمل 0 ارتفع حاجب ديان باسلوب متغطرس : لقد جعلك انجذابك اليه لعبة طيعة بين يديه 0 فردت راينى عليها بالسلاح نفسه : اجل ، انا منجذبة اليه . اذا كنت تتكلمين عن الانجذاب الجسدى ، فساكون كاذبة ان لم اقر بذلك بما اننى قمت برسم ثمانى لوحات له . هو جذاب بشكل لا يصدق 0 واختفت السخرية من ابتسامة ديان 0 -واذا كنت تتكلمين عن الانجذاب الفكرى فانا اقر بذلك ايضا لكن دعينى اخبرك لماذا 0 شعرت راينى انها مستعدة تماما وقد يكون من المفيد اخراج بعض الامور الى العلن 0 -انت لا تعرفين الكثير عنى ولكن انى لك ذلك ؟ لقد نشات فى بلدة صغيرة . اخى يهوى العيش هناك ، ومنذ صغره ، ادرك انه يود العيش هناك الى الابد وادارة متجر للادوات الرياضية . فى الشتاء المقبل ، سيحقق اخيرا حلمه . كنت مختلفة عنه وراودنى حلم الانتقال الى المدينة الكبيرة لرؤية ما تبدو عليه . كان المال الذى اتقاضاه من تدريس الرسم فى المدرسة وسيلة لابقائى حية لكن اعمالى الحرة هى التى اتاحت لى فرصة المجئ الى هنا . بكل صراحة ، جئت الى نيويورك على امل ان اجرى تغييرا فى حياتى . هل تعلمين عما اتكلم ؟منتديات ***** ازاحت ديان خصلة بعيدا عن راسها 0 -يتدفق امثالك يوميا الى نيويورك بحثا عن الشئ نفسه . لكن ايا منهم لم ينته به الامر فى المحكمة مع خطيبى 0 سرت رعشة فى جسد راينى : هذا صحيح . عندما كان القاضى يوبخنى عبر عن الامر بشكل جيد . قال : اعتبريه مصيرا اوقدرا لكن صودف انك رسمت الرجل الذى جعله نجاحه الكبير فى الحياة ضحية العناصر الفاسدة فى مجتمعنا 0منتديات ***** -يبدو ان القدر او المصير او مهما يكن ، احضرنى الى هذا البيت . وفيما كان خطيبك فى الطابق العلوى يبدل ملابسه قبل ان يقلنى الى المنزل آل بويس للقائك ، جلست فى مكتبه ، فحصل امر مذهل . شاهدت خرائط مبسوطة على الجدران . كانت شديدة الروعة لذا وقعت تحت تاثيرها . اتذكر ان الاحساس نفسه ساورنى عندما كنت يافعة وعثرت على خريطة الارض للمرة الاولى . لدى عودة السيد سترلينغ جاهزا للمغادرة ، وجدنى اثرثر بحماس شديد وانا ارجو ان يمنحنى الفرصة للعمل معه 0 التمعت عينا ديان البنيتان من الدهشة فشعرت راينى انها ممتنة لرد الفعل هذا اذ يعنى انها تستمع اليها على الاقل 0 وتابعت تقول : اجل ، انا المذنبة لاننى رغبت فى التشبث بفرصة العمل مع شخص مثله لان القدر لن يسمح بحصول ذلك مرة ثانية . لكن اذا كنت تتكلمين عن الانجذاب العاطفى فذلك امر اخر لانه قال كلمته وسالك انت الزواج منه . لو انك رايت خطيبك فى المحكمة لعلمت حينها انه كلن هناك لسبب واحد ، وهو حمايتك . اراد التاكد من انك لن تتعرضى للاذية مجددا . كان خصما مرعبا عندما ظن انى اتجسس عليكما . اثر انتهاء المحاكمة ، خطر لى كم انت محظوظة لان خطيبك يظهر هذا النوع من الوفاء لك ، فهو من النوع الذى يقوم باى شئ لاسعادك . وهو مستعد للتضحية بحياته لرؤيتك تمشين مجددا 0 واختنق صوت راينى فيما اشاحت ديان بنظرها على نحو غير متوقع 0 -لقد اكتشفت قوة اخلاصه وتفانيه عندما سالنى ان اقابلك لاطمئنك الى اننى لا امثل اى تهديد لسلامتك . انه بطل بكل ما للكلمة من معنى ديان . انه بطلك انت ، من النوع الذى يمكنك القراءة عنه فى تلك الروايات الرومنسية التى ارسم اغلفتها 0 بقى امامها امر واحد تقوله فاستدارت هذه المرة نحو باين الذى كان يحدق اليها 0 لقد طلب مساعدتها فاستجابت لطلبه وستلعب دورها فى الصفقة مدة اطول ، لكن عليها ان تضع حدا بينهما لان حياتها وقف على ذلك 0 -هل قلت لديان اننى فى نيويورك فقط حتى يرسل اخى فى طلبى ؟ -خالى باين ؟منتديات ***** -فى غرفة الطعام 0 اجاب نداء ابنة اخته من دون ان يرد على يؤال راينى 0 -لقد احضرت معى ليندا فهى تريد لقاء راينى 0 -اهلا ليندا . تعالى وتناولى الفطور معنا 0 -شكرا سيد سترلينغ 0 وبعد ثوان ، دخلت المراهقتان الى الغرفة . كانت ليندا فتاة مديدة القامة ، جميلة الملامح ، شعرها كستنائى يصل الى وسط ظهرها 0 مشت باتجاه ديان : مرحبا انسة ويلى ! كيف حالك ؟ -انا بخير ، شكرا لك 0 لكن لم تبد بخير مطلقا ، فقد كان صوتها يرتجف كليا 0 -لابد انك متحمسة للزفاف 0 تمتمت قائلة : نعم 0 قالت كاثرين : راينى ! اريدك ان تقابلى صديقتى الحميمة ليندا دابفز . ليندا ! هذه راينى بينيت 0 اقتربت المراهقة منها 0 -اهلا بك ليندا . يا له من شعر جميل ! تبادلت المراهقتان الابتسام ، فيما قالت ليندا : شكرا . لقد رايت الصور التى رسمتها لكاثرين وهى جميلة جدا 0 -ما تحاول قوله هو ، هل تظنين ان باستطاعتك رسم واحدة لليندا ذات يوم ؟ -لا اتوقع منك رسمها مجانا ، هذا اذا كان لديك الوقت لذلك 0 -ساجد الوقت لكننى لن اخذ منك مالا 0 طمانتها راينى فيما نهض مضيفهما ليسكب فنجانا من القهوة قائلا : لم لا تتناولان بعض الطعام ايتها الفتاتين ؟ -شكرا فنحن نتضور جوعا . قبل ان انسى ، اين وضعت رواية عملية دمج فى مانهاتن خالى باين ؟ -انها فى مكتبى . فى درج المكتب الى اليسار 0 -هل استطيع احضارها الان لئلا انسى 0 -تفضلى 0 سالت ديان ليندا بعد ان غادرت كاثرين قاعة الطعام : هل تحبين الروايات الرومانسية ليندا ؟ بعد حديثهما ، شعرت راينى بالاعجاب لتماسك المرأ؟ة الاخرى لقد قال باين بان خطيبته منافس قوى ، وهى كذلك بالفعل 0 قالت ليندا : نعم فهى ممتعة فعلا 0 -ماذا تعنين بالممتعة ؟ انتقت صديقة كاثرين ما ترغب من طعام وجلست وهى تقول : من الممتع ان نرى كيف يلتقى شخصان مختلفان كليا والمشاكل التى يتخطيانها 0 -لقد تطرقت مجلتنا الى هذا الموضوع فى مقال مفصل منذ بعض الوقت ولن يضرك قراءته . تلك القصص لا تظهر الا الامور المثيرة فى العلاقة ولا تعالج ابدا مسالة الديمومة 0 -ان الابطال والبطلات فى الروايات التى قراتها يتزوجون انسة ويلى . اما فى الواقع فالعديد من الشبان والشابات يعيشون معا فى البداية لكن الاحصاءات اظهرت ان العديد منهم ينفصلون لاحقا او يقتل احدهم الاخر 0منتديات ***** -وهل توافق والدتك على قراءتك لهذه القصص ؟ -انها لا تمانع . فقد تعبت امى من العنف المعروض على شاشة التليفزيون 0 -لا تقولى ان لا اثر لذلك فى تلك الكتب 0 -فى البعض منها ربما . لكن ما احبه هو ان البطلين يكونان شخصين مغرمين ببعضهما ومخلصين . وما من عنف فيها . تقول جدتى ان على كل رجل ان يقرا قصة واحدة على الاقل ليعرف كيف يعامل المرأة بشكل افضل 0 ارتشفت راينى ما تبقى من العصير لئلا تبتسم . بدت ديان غير مصدقة : وهل تقراها جدتك ؟ -اجل . عندما خضعت لجراحة السنة الماضية زارتنى وقرات لى واحدة وهكذا بدات بقراءتها 0 ضحك مضيفهم : انت لن تربحى ابدا هذه القضية ، ديان 0 -دعينى ارى هذه الرواية ، كاثرين 0 قالت هذا عندما عادت قريبة باين الى غرفة الطعام ، فناولتها كاثرين الرواية قبل ان تسرع الى المائدة 0 -من يود الابحار بعد تناول الطعام ؟ ردت الفتاتان فى الوقت نفسه وقد اغتبطتا لا قتراح باين : نحن ! -وماذا عنك ديان ؟ البحر هادئ اليوم 0 -اعتقد اننى سارفقكم 0 فصاحت كاثرين : رائع 0 ابعدت كرسيها المتحرك عن الطاولة وتوجهت الى الرواق وهى تقول : امهلونى بضع دقائق لاجهز 0 -بات عددنا ثلاثة من اربعة . راينى ؟ هل تروق لك الفكرة ؟ لم يكن فى مقدورها تصور اى امر اكثر اثارة من الابحار ففى المحيط معه فى ظروف اخرى . لكن ليس الان ولا ابدا 0 وفيما كانت ديان لاتزال قادرة على سماعها ، قالت : اذا كنا سنعمل معا لاحقا ، فيجدر بى انهاء مشروع بطاقات المعايدة خلال غيابكم . الموعد النهائى لتسليم العمل دنا 0 استدارت كاثرين نحوها والاهتما يعلو وجهها : علام تعملين ؟ -اعمل على بطاقة سفر تظهر قطة سيامى مع عقد من الماس حول عنقها وقفازين احمرين يصلان الى اعلى ذراعيها . صورتها على احد سطوح القرميد وقد مدت جسدها باناقة باريسية وراحت تلوح بذنبها مودعة هرا 0 صرخت كاثرين : آه كم هذا ظريف ! -انه يحمل عصا وثمة كيس صغير معلق فى اخره وقد عقد عليه وشاح 0منتديات ***** اطبقت راينى عينيها وهزت راسها ثم اضافت : انهما متحابان 0 انفجرت الفتاتان بالضحك وشاركهما باين 0 بدت ليندا متحمسة بقدر كاثرين وهى تقول : هل يمكننا رؤيتها ؟ -بالطبع . عندما تعودان من الرحلة البحرية ، تعالا الى غرفتى تمتعوا كلكم بوقتكم 0 امتنت لوجود الفتاتان الذى وفر لها عازلا ابعدها عن باين ، وغادرت غرفة الطعام من دون ان تنظر اليه 0 املت الا يبدو الامر كما لو انها تجرى للابتعاد عنه 0 عملت بجد لثلاث ساعات متتالية لكن جسمها تاوه اكثر من مرة ترقبا للحظة التى عليها ان توافى باين فى مكتبه 0 لقد مرت باوقات سيئة مع خطيبته فلقد اتهمتهما باقامة علاقة 0 امتلات عينا راينى بالدموع . لقد حاولت المسكينة احتمال المها والسيطرة على غضبها بطريقة مشرفة . كانت تجربة مروعة وقد رفضت راينى اخضاع ديان لهذه المعاناة مجددا 0 من الان فصاعدا ، سيكون على باين ان يتعامل مع خطيبته بنفسه فيما ستبقى راينى فى الخلفية حتى يتسنى لها العمل على خرائطه قبل ان ترحل الى كلورادو 0 وسمعت وقع خطى فى البهو . لقد عاد باين والفتاتان . دعتهما راينى للدخول وارتهما رسومها . وقبل ان تغادرا الى منزل كاثرين ، طلبت راينى من ليندا ان توافيها صباح الثلاثاء بعد ان يغادر باين الى باريس وقبل ان تبدا العمل . سترسم ليندا وكلبها على الشاطئ 0 نزل الثلاثة الى الاسفل وراتهم راينى يخرجون . عند عودتها الى المنزل . اخبرتها بيتى ان باين خرج ليوصل خطيبته الى منزلها وسيعود فى الواحدة لمباشرة العمل 0 نظرت راينى الى ساعة يدها . امامها ساعة واحدة 0 حان الوقت للاتصال بالمنزل واخبار اهلها بما يجرى 0 غدا ، ستبتاع هاتفا خلويا . وعندئذ ، تستطيع ان تتصل باصدقائها لتعطيهم رقم هاتفها من دون اعلامهم بعنوانها الجديد . ولاسباب امنية وشخصية فى الوقت نفسه ، لن يعرف احد انها تعيش بشكل مؤقت فى كريغ هيد 0 |
#9
| ||
| ||
كن سعيدا . . . ارجوك ! -هل استمتعت فعلا بوقتك خارجا ام انك كنت تضعين قناعا امام الفتاتين ؟ لن تصل سيارة الليموزين الى ممتلكات آل ويلى قبل وقت طويل لذا صوبت ديان نظرة ثاقبة الى باين وهى تقول : ولم تتكبد عناء سؤالى فيما تعلم اننى كرهت ذلك 0 فرك باين جبينه : اذا ، لما ذهبت للابحار وعرضت نفسك للامرين ؟ -لاسعادك . . . لقضاء بعض الوقت معك 0 -ادرك اننا لم نحظ بوقت لنا مؤخرا لكننى وعدت فيلبس برعاية كاثرين خلال سفرها . ستعود مساء غد وما ان اعود من باريس حتى اتفرغ لك . سننهى الاستعدادات للزفاف 0 -ما رايك لو رافقتك الى باريس ؟ اقل ما يمكن قوله ان باين فؤجى بسؤالها . فخطيبته لم تشا الذهاب الى اى مكان منذ وقوع الحادث ، حتى خشيت عائلتاهما ان تصبح انطوائية . ثمة سبب واحد لهذا التغيير الجذرى ، وهو شخص بعث كلامه اليوم موجات من القشعريرة فى جسده كله . استوضح منها : هل تودين الذهاب معى لارضائى ام لارضاء نفسك ديان ؟ اجابت بصدق : للاثنين معا 0 -اذن ، لا اريد المزيد 0 كان يعنى ذلك . اذا كانت هذه بداية التحول ، فهو مغتبط . والفضل فى ذلك لراينى . وطبع قبلة على جبين ديان ، فاسندت راسها على كتفه وقالت : اعلم انك مشغول لكن هل تظن ان بامكانك التفرغ قليلا للتسوق معى ؟ لست سعيدة بثوب الزفاف الذى انتقيته وبما اننا لم نتصور بعد ، قد اجد ما احبه اكثر هناك 0 -سنقوم بذلك . هل تودين ان يرافقك احد حين اكون مشغولا ؟ -لا . اريد ان ارى كيف اتدبر امرى بمفردى 0 اعتصر يدها : احسنت 0منتديات ***** كان حماسه شديدا . لكن ، عليه ان يكون حذرا فهى لم تذكر راينى ، وما تبقيه فى اعماقها سيخرج تدريجيا . الا انه لن يتطرق الى الموضوع الان لاسيما وانهما يطآن ارضا جديدة 0 كان الامر بمثابة حفر نفق تحت الارض ، وهو عمل محفوف بالمخاطر اذ لا يمكن للمرء ان يعرف متى ستنهار الارض عليه لتدفنه تحتها 0 عندما بلغا منزل آل ويلى ، ساعدها على الدخول الى المنزل قائلا : ساكون غدا فى المكتب وساتصل بك لنخطط لرحلتنا . هل تودين مشاهدة مسرحية ؟ يمكننى الاتصال وحجز تذكرتين 0 -لا اعلم . لما لانقرر ما سنفعله حين نصل الى هناك 0 -كما تشائين 0 رحلة العودة الى كريغ هيد استغرقت وقتا طويلا ، الى حد ان حماسه برد بعض الشئ لدى وصوله الى المنزل 0 اليوم ، ثارت حفيظة ديان فرغبتها فى السفر الى اى مكان معجزة لكن باريس ليست سويسرا . اتراها تتلاعب به لتجعله يدفع ثمن توريط راينى فى حياتهما الخاصة ؟ هل يمكن ان تدعى ديان بانها ستمضى قدما ، ثم تتوقف عند الوصول الى المسالة الاهم ؟ لم يشا باين ان يفكر بالاسوا مع ان الاحتمالات كلها واردة 0 -اعتقد ان لا حاجة لسؤالك عما آلت اليه الامور بينك وبين ديان 0 انها راينى ! ادار راسه الى اليمين فوجدها واقفة امام احدى خرائطه . كلما راها ، شعر وكانها المرة الاولى التى يراها فيها ، فيشتعل شئ ما داخله وتتسارع نبضات قلبه . انه رد فعل لا ارادى ولم يكن فى وسعه القيام بشئ حياله 0 -خطيبتك شديدة الذكاء وستنتبه لمخططك باين 0 -مع ذلك سترافقنى الى باريس يوم الثلاثاء 0 صرخت وقد لاحت ابتسامة على شفتيها : حقا ؟ اذن لما لا تبدو سعيدا ؟ فرك عنقه قائلا : لا اعلم . ثمة شئ ما لا يسير على ما يرام . لقد قرات مقالات عن اطفال يقفون فجاة ويبداون بالمشى لكنها حالة نادرة . وهذا ما فعلته ديان فمن الانطوائية الى سائحة عابرة للبحار ، وكل ذلك فى غضون صباح واحد 0 توجهت نحوه : لقد جرحتها بتوظيفى . افترض انه من المحتمل ان تلعب لعبة ما معك . لكن حتى لو صح ذلك فخطتك اثارتها الى حد انها قامت برد فعل . عليك ان تغتبط 0منتديات ***** لقد اغتبط مدة عشر دقائق تقريبا وهذا ما سمح لنفسه به 0 -وماذا لو كانت مجرد حالة مؤقتة ؟ -عندئذ . ستبذل محاولة اخرى فهذه هى طبيعة باين سترلينغ 0 -راينى ! خرج اسمها من بين شفتيه على شكل تاوه . وتملكته رغبة قوية جدا فى احتضانها فارغم نفسه على ابقاء مسافة بينهما 0 -هل تود ان تعرف ما هى نظريتى ؟ استمرت فى الكلام متجاهلة الرجفة القوية التى هزت اوصالها 0 -ما الامر ؟ سالها وقد ادار ظهره لها فى محاولة منه للحفاظ على تماسكه 0 -لقد اثر فيها الحديث عن الروايات الرومانسية 0 -لم يسبق لديان ان قرات واحدة 0 -بل فعلت . لعلها لم تقرا احدى روايات دار الوردة الحمراء ، لكن شهادتها فى الادب تضمن انها قرات الروايات الكلاسيكية . ما اود قوله هو انها غرقت منذ الحادث فى حالة من الاكتئاب ولم تسمح لنفسها بالهروب من حقيقة وضعها . لكن جلسة المحكمة ارغمتها على الاستماع الى كاثرين وليندا وحتى نايلا وهن يتكلمن عن القصص المفضلة لديهن : اعتقد ان حديثهن ذكرها بما كانت عليه علاقتكما قبل ان تصاب . . . عندما كانت تشعر انها امرأة متكاملة وتدرك انها تعنى كل شئ بالنسبة اليك 0 يا الهى ! -اتذكر ما قالته ليندا ؟ من الممتع ان نرى كيف يتفاهم شخصان مختلفان ويتجاوزان المشاكل التى تعترضهما . لعل ديان ليست جاهزة بعد لاجراء الجراحة لكنها قررت مرافقتك الى باريس لتبرهن انها تحاول التغلب على مخاوفها وان تكون تلك المرأة الحيوية التى اغرمت بها 0 كاد قلبه يتوقف فقال : انت مخطئة راينى 0 ساد صمت قصير وخانها صوتها : كما قلت ، انها مجرد نظرية 0 لقد جرحها ، وهذا اخر ما يريده . استدار باين وقد ادرك ان انفاسه باتت متقطعة 0 -اين تذهبين ؟ توقفت فى منتصف طريقها وادارت راسها وقالت : من الواضح انك مستاء . جل ما فعلته هو جعل الامور اسوا 0 -انت محقة . انا مستاء لكنك لست السبب . هلا بقيت . احتاج الى التحدث اليك 0 بدا الحنان فى عينيها الخضراوان فيما كانت تتامله : اخبرنى عن ديان . كيف التقيتما ؟ ومتى ؟ وددت معرفة الرد عن اسئلة كثيرة منذ جلسة الاستماع ولكن الامر لم يكن من شانى 0 اخذ باين نفسا حادا : لقد نشات ديان فى لونغ ايلند مثلى . لطالما كان والدانا اصدقاء فنحن من المحيط الاجتماعى نفسه وارتدنا الحفلات نفسها على مدى سنوات 0 ارتجف صوتها : هذا يفسر الكثير . انت وديان كنتما . . . . قاطعها باين بقوله : لم نكن حبيبين منذ الطفولة 0 لم يستطع باين الاستمرار فى الكذب وقتا اطول 0 -لست مغرما بديان ، ولم اكن يوما مغرما بها . وهى تظن انها تحبنى 0 جعلتها الصدمة عاجزة عن الكلام . وكان هذا جيدا فلديه المزيد ليقوله : فى السنوات العشر الاخيرة ، كنت منشغلا ببناء شركتى ، ويمكننى ربما ان احصى المرات القليلة التى رايت فيها ديان . وفى عطلة الميلاد الاخيرة ، دعت عائلتها عائلتى لتناول الغداء فدعاهما والدى على العشاء . كان الامر قد غدا تقليدا لهم . ونسيت انا الموضوع برمته لاننى توقفت عن المشاركة منذ رحلت الى الجامعة . عشية اطلاق الرصاص على ديان ، كنت اعمل فى مكتبى عندما تلقيت اتصالا هاتفيا من والدتى ، قالت ان ديان ويلى فى طريقها الى مكتبى . يبدو انها كانت تتسوق ولم تنتبه لمرور الوقت . فهل يمكننى احضارها الى المنزل لحضور الحفل عندما اعود الى البيت ؟ لم اكن اعلم حتى ان والدتى تقيم حفلة . وكان هذا اخر ما ارغب فى القيام به لكنى لم ار سبيلا للتهرب من ذلك ، لذا وافقت 0 بدت راينى مصدومة من الطريقة التى كانت تتمسك بها بظهر احدى الكراسى 0 لكنه اكمل حديثه : خلال العودة الى كريغ هيد ، تبادلنا اطراف الحديث كما يتكلم المعارف القدامى . كانت عائدة لتوها من سان فرانسيسكو حيث اجرت مقابلة لوظيفة محرر فى مجلة ولكنها قررت عدم القبول بها . وعند هذا الحد ، هبطت الطائرة . كان مايك يعانى من زكام حاد وبدا شاحبا كالاموات . فطلبت منه ان يخلد الى النوم فتجادل معى لكننى ذكرته اننا ضمن ممتلكات العائلة ، ما يعنى اننا فى امان . . . . وكلما استفاض باين فى الشرح ، لاحظ ان وجه راينى يفقد لونه 0 -. . . قررت قيادة سيارتى بنفسى وتوجهنا فورا الى منزل عائلتى الذى يبعد مسافة قصيرة . ساعدت ديان على الترجل من السيارة وكنا قد بلغنا سلالم المنزل عندما نادانى احدهم ، فاستدرت ووجدت امرأة غريبة تقف قرب الاشجار شاهرة مسدسا . لقد تعرضت للملاحقة ست مرات على الاقل منذ ايام الدراسة ولكن اى من اولئك النسساء لم تكن تحمل مسدسا . كانت لحظة لا واقعية راينى حيث تعلمين ان هذا الامر يحدث لك لكن دماغك يعمل ببطء . دفعت ديان بعيدا وتوجهت نحو المرأة . لكن الرصاصة انطلقت فى ثانية قبل ان ارميها ارضا . تناهى الى صوت ديان وهى تصرخ بانها اصيبت . وفجاة ، اندفع الناس جميعا الى الخارج بمن فيهم العائلة ، والاصدقاء ، ورجال الامن ، والشرطة . تلك الرصاصة غيرت عالمها وعالمى 0منتديات ***** تاوهت راينى كما لو انها هى المجروحة : آه باين 0 -لم تشا ديان ان يلمسها احد عداى . وقد عانيت لجعلها تسمح لرجال الاسعاف بتولى الامر اذ كانت فى حالة صدمة . تعلقت بى كطفلة خائفة تتوسلنى ان اركب فى سيارة الاسعاف معها . ظننت انها ترغب ان يرافقها ذووها لكننى فعلت ما طلبته منى لاننى كنت مصدوما انا ايضا وخائفا عليها 0 -بالطبع . يا لها من لحظة مرعبة للجميع ! -ما انفكت تقول انها تخشى ان تموت . وفجاة ، اعترفت لى بانها طالما احبتنى وتمنت الزواج بى 0 احنت راينى راسها 0 -واقرت ديان بانها ذهبت الى المدينة لرؤيتى وقد استغلت امى عبر الاتصال بها والادعاء بانها تحتاج لمن يقلها الى المنزل وسالتها ان كان باستطاعتها تدبر امر رحلتها معى 0 وتابع بصوت عالى : لقد نجحت حيلتها وبلغت هدفها لكن الامر انتهى بها الى دفع ثمن يجب الا يدفعه احد 0 -لا 0 -تلك الرصاصة كانت تستهدفنى راينى فلو اننى لم اصرف مايك ذاك المساء لتعامل مع الوضع بسرعة وفعالية . لهذا السبب انا ادفع له . لقد صرفته فى تلك الليلة دون سواها 0 -توقف عن تعذيب نفسك ! -لا اعلم كيف افعل . قد تعتقدين انه كان على ان اتعلم من التجارب الاخرى التى تعرضت لها فى حياتى اننى ساظل دائما هدفا واننى لا يمكننى ابدا التخلى عن حراسى . لم يقل الرب طوبى للاغنياء والمشهورين لانه يعلم ان الثراء والشهرة يكلفان صاحبهما ثمنا باهظا 0 -باين . . . -هذا صحيح . انا سبب عجز ديان عن السير . الشهران الاولان كانا اشبه بالجحيم بالنسبة لى وفى كل يوم كنت اوزع اوقاتى بين مكتبى وغرفتها فى المستشفى . وفى كل مرة ادخلها ، ادعو لكى اسمع انها احرزت تقدما ملموسا . ذات مساء وبينما كان طبيبها يقوم بجولته ، اخذنى جانبا واخبرنى انهم عاجزون عن القيام بشئ لها لكنه اقترح ان نذهب الى عيادة متخصصة فى زوريخ بما انها لا تزال تشعر بساقيها . كانت تلك الانباء التى انتظرها . وعندما سالت الطبيب عما اذا اطلع ديان على ذلك ، رد بالايجاب ، لكنها تقاوم الفكرة ولم استطع تفهم ذلك . تجادلنا انا وديان بشان ذلك حتى بكت وغفت . وعندما عدت الى المنزل فكرت كثيرا محاولا ايجاد طريقة تحملها على تغيير رايها والذهاب 0 فهمست راينى : لذا عرضت عليها الزواج 0منتديات ***** والتقت اعينهما فى لحظة طويلة خالية من المرح : نعم . ظننت ان عرضى هو المعجزة المطلوبة . اخبرتها اننى ساتفرغ شهرا لها ويمكننا المزج ما بين اقامتها فى المستشفى وشهر العسل . ومنذ خطوبتنا ، وافقت على الفكرة ثم رفضتها مئات المرات وكنا نتشاجر بهذا الشان يوميا حتى اليوم الذى هرعت فيه كاثرين وديان الى مكتب صهرى لعرض غلاف رواية : عملية دمج فى مانهاتن . على 0 صرخت راينى بياس : كانت غلطتى . ما كان على المخاطرة برسم وجهك او وجه اى شخص اخر غيابيا 0 -ومن يعذب نفسه الان ؟ فهمست : اصبت . باين . . . لدى فكرة 0 -جيد ! لانها نفذت منى 0 -بعد دقائق ، ساحزم امتعتى وارحل 0 راينى ، راينى ! -الا تظنين انى عرفت انك ستقولين ذلك حتى قبل ان تفعلى ؟ -اسمعنى ارجوك ! بدت جدية ونبيلة ، فعقد ذراعيه ليمنع نفسه من الامساك بها وعدم السماح لها بالذهاب 0 -كلى اذان صاغية 0 تراجعت مبتعدة عنه كظبية مذعورة فى الغابة تتحسس الخطر وقالت : عندما اغادر ، اذهب الى ديان وفاجئها . اخبرها انها محقة وانك وظفتنى لجعلها تغضب وقد ادركنا كلانا ان اللعبة فشلت فشلا ذريعا . دعها تعلم اننى عدت الى كولورادو ، الى حيث ساذهب فعلا حين ارحل من هنا . عندئذ ، اطلب منها ان تسافر معك غدا الى باريس بدلا من الثلاثاء واخبرها ان ما من شئ يهمك اكثر من سعادتها وانك لن تذكر سويسرا ابدا . اعتقد بصراحة انك لو قمت بذلك فستجد القوة للذهاب الى تلك العيادة . لقد رايت الدليل على كبرياء الانسة ويلى ، ما يعنى انها لا ترغب فى قرارة نفسها بحمل اسمك والبقاء تحت حمايتك لانها انتهت فى كرسى متحرك ولانك تشعر بالذنب حيال ذلك . انها تريد حبك كاى امرأة اخرى ، وهى تعلم ان السبيل الوحيد امامها لتربح هذا الحب هو القتال من اجله بعد ان تفعل ما فى وسعها لتقف على قدميها اولا . لهذا انا مقتنعة بانها ستقوم فى النهاية بما يصب فى مصلحتها وفى مصلحتك . والان ، سارحل من هنا لان فى هذا مصلحتى 0منتديات ***** وقبل ان تخرج من المكتب اضافت : هلا قلت لطيارك اننى ساكون جاهزة للاقلاع بعد عشر دقائق ؟ وسمح لها باين بالرحيل . كان عليه ذلك فهو ملتزم تجاه ديان وراينى تحترم الالتزام . انها امرأة شريفة وهى فى الواقع تتمتع بالعديد من الميزات الرائعة التى لم يشا ان يبدا بتعدادها فعندها لن يتوقف ابدا 0 وفى اقل من عشر دقائق ، عادت الى الاسفل مع امتعتها خرجا من المنزل معا من دون اى كلمة وعندما وضع امتعتها فى الطائرة استدار ليساعدها على الصعود . كانت ابتسامتعا المشعة ستخدع ايا كان عدا باين 0 -ليس عليك ان تقلقى ابدا بشان العثور على طريق حياتك راينى بينيت فهذا يسكن اعماقك ويؤثر فى كل من يلتقيك 0 -انه اجمل مديح تلقيته . واعلم انى عنيت ما قلته لديان فانت بطل بكل ما للكلمة من معنى . فى المرة المقبلة عندما اقرا رواية رومانسية ، سافكر فيك لكننى اعدك بان اتماسك لئلا ارسمك 0 ودارت المحركات . لقد حان موعد الرحيل ! فهمست له : كن سعيدا 0 اغلق الباب وابتعد عن المروحية التى تصاعد ضجيج محركاتها وغطى على التأوه الصادر من اعماق روحه 0 وعندما غابت عن النظر ، اسرع الى الشاطئ . جلس هناك نصف ساعة متاملا ، ثم عاد الى البيت ليستحم ويوضب حقيبته . وجد مدبرة منزله فى المطبخ فقال : بيتى ؟ حصل تغيير فى مشاريعى . قررت راينى العودة الى ديارها فى كولورادو وانا سارحل الان ولن اعود من باريس حتى السبت المقبل . اتصلى بى فى حال استجدت اى مشكلة 0منتديات ***** اتصل باندى ليحضر سيارة الليموزين فيما انضم اليه بعد قليل جون ومايك وتوجهوا الى منزل شقيقته . اراد توديع ابنة اختة شخصيا لكنه التقى نايلا فى البهو واخبرته ان كاثرين ذهبت الى منزل جديها لتناول العشاء معهما 0 -هل تود ترك رسالة لها ؟ -لا . ساتصل بها . وبما اننى هنا ، هلا احضرت لى لوحات راينى 0 -طبعا . دقيقة واحدة 0 وفيما كان باين ينتظرها ، اتصل بكاثرين 0 -مرحبا خالى باين ! -مرحبا حبيبتى . انا سعيد لتمكنى من محادثتك 0 -وانا ايضا . اعتقد اننى تركت الرواية فى منزلك لكننى عندما اتصلت ببيتى قالت انها لم ترها . هل لديك فكرة اين يمكن ان تكون ؟ عبس قائلا : اذكر ان ديان طلبت منك اعطاءها اياها . ربما لا تزال بحوزتها . اذا كان الامر صحيحا ، فساتاكد من ايصالها اليك بنفسى 0 -شكرا . . . وكيف تجرى الامور ؟ ابتلع ريقه بصعوبة : افضل من المتوقع 0 -احقا ؟ -نعم . ستسافر ديان معى الى باريس فى الصباح 0 -وهل ستذهب حقا فى الطائرة معك ؟ -هذا صحيح 0 -ربما هذا يعنى . . . فقاطعها : انه تقدم مهما عنى . لهذا قررت راينى الا تعمل لحسابى وقد غادرت عائدة الى كولورادو منذ نحو ساعتين 0 اعقب ذلك صمت طويل ، ثم قالت كاثرين : كانت سترسم صورة لليندا يوم الثلاثاء 0 لم يكن باين يعلم بالامر : اخبرى ليندا ان راينى كانت سترسم صورتها لو انها قادرة 0 ردت بصوت هادئ : سافعل . خالى باين ! هل انت بخير ؟ -لا يمكننى ان اكون بحال افضل . اذا تمكنت ديان من اتخاذ هذه الخطوة ، فمن يعلم الى اين يمكن ان تقودنا ؟ -ساصلى لاجلك . احبك . شكرا لعنايتك بى 0 -وانا احبك كثيرا . هل تودين شيئا من باريس ؟ -اريدك ان تكون سعيدا 0 لقد قال له شخص يحبه كثيرا الكلام نفسه منذ ساعتين 0 -حسنا عزيزتى ، بلغى حبى للجميع واخبرى امك واباك اننى ساعود لرؤيتهما فى عطلة الاسبوع القادمة 0 -سافعل 0 قالت نايلا فيما كان يعيد هاتفه الى جيبه : تفضل ! اخذ باين اللوحات منها وقال : شكرا . شقيقتى محظوظة بالحصول عليك 0 عانقها قبل ان يغادر المنزل مع كنزه الثمين . عندما يصل الى المكتب ، سيترك ملاحظة لسكرتيرته لترسلها بالبريد الى راينى 0 كانت اللوحات من اباعها وهى صاحبة الحق الوحيد فيها . ولو قررت التخلص منها فهو لا يريد ان يعلم بذلك 0 -اندى ! خذنى الى منزل آل ويلى 0 تعمد باين اتباع نصيحة راينى حرفيا . فلقد فقد الايمان بحدسه الخاص لكنه مؤمنا بحدسها . انها تتحلى بحدس قوى ولعلها تعلم ما يجهله 0 وبعد يومين ، وبعد ان حضر مؤتمرا برفقة عدد من المهندسين عاد الى شقته قرب ساحة فاندوم فى باريس . لقد تمكن من اعطاء الرجال ما يكفى من العمل ليسبقوا الجدول الزمنى المقرر وذلك بفضل الوقت الذى صرفته راينى معه فى العمل على خريطة باريس 0 -ديان ! لقد عدت وانا مستعد للخروج لشراء فستان الزفاف 0 -افضل البقاء لنتمكن من الكلام 0 عبس باين فلقد ارتفعت معنوياتها منذ الاحد الماضى عندما فاجاها وهو لم يسبق له ان راها بهذا الحال منذ الحادث . شعر انه لن يحتمل اذا ما اعلمته انها تريد العودة ، فهذا سيعنى انها ستعود الى الانطواء على ذاتها وستغرق مجددا فى حال من الياس الجامد 0منتديات ***** وضع حقيبته ارضا : لا تبدين بخير 0 عندما دخل غرفة نومها ، وجدها جالسة فى كرسيها المتحرك وهى ترتدى بزة زهرية جديدة 0 -اعجبنى زيك . تبدين شديدة الجاذبية 0 -اعتقد انك تعنى ما تقول . شكرا لك 0 -لم اكذب عليك ابدا بشان مظهرك 0 واضاف وهو يجلس على احدى الكراسى المجاورة لها : لقد كنت مراهقة جذابة وتحولت الى امرأة جميلة 0 نظرت اليه مباشرة : اعلم انك لم تكذب على ابدا . اخشى اننى اتقدم عليك فى هذا المجال 0 صدمة تعليقها لكنها اكملت : عندما ابلغتك برغبتى فى مرافقتك الى باريس ، كنت اراوغ لاننى رغبت فى اظهار اهتمام كاذب بعملك . لقد اخبرت نفسى العديد من الاكاذيب ولكن كل شئ انتهى 0 -ما الامر ديان ؟ -هذا 0 ورفعت بيدها رواية " عملية دمج فى مانهاتن " 0 فؤجى باين فقال : كانت كاثرين تبحث عنها . لقد سالتنى عما اذا رايتها 0 -وضعتها فى حقيبة يدى حين كانت لا تنظر لاننى رغبت فى قراءتها 0منتديات ***** مذهل ! -وهل تمكنت من انهائها ؟ وتدفقت الدموع من عينيها : لا تسخر من الامر ، باين 0 تناول يدها ، وقال : انا لا افعل . كل ما فى الامر هو انى اعلم انك تفضلين نوعا اخر من الكتب 0 -صحيح لكن فضولى كان كبيرا . القليل الذى عرفته عن الرواية ارغمنى على رؤية نفسى على حقيقتها . كانت تجربة مروعة 0 ثم همست : هل يمكنك ان تسامحنى ؟ عجز باين عن الاستيعاب : لماذا ؟ -لقبولى عرض الزواج الذى تقدمت به . لقد وضعتك فى موقف صعب . كنت انتظر عودتك لافعل هذا ، منذ انهائى الصفحة الاخيرة من هذا الكتاب 0 نزعت الخاتم الماسى من اصبعها ووضعته فى راحته : لقد سرقت ستة اشهر من حياتك . وما زاد الامر سوءا انك رجل طيب جدا وكنت مستعدا للتضحية بما تبقى من حياتك من اجل امرأة لم تحبها يوما ولن تستطيع ابدا ان تحبها . ليس بالطريقة التى ارغب فيها . فيما كنت اطالع هذه الرواية ، اختلطت على الامور بين القصة وحياتنا يا باين ، حياتك وحياتى وحياة راينى 0منتديات ***** واحنى راسه فاكملت : تلك النظرة فى عينيك عندما قدمتها الى . . وعندما باحت بحبها لك امامى . . . تمكنت من رؤيتكما فى القصة فانتما تتوقان الى بعضكما لكنكما تنكران ذلك لان لوغان توسند مرتبط ، وهو رجل شريف . الفارق الوحيد بين القصة وبيننا اننى عدت الى وعيى . هل يمكنك تحريرى من الالتزام الذى لم يكن على ان اوافق عليه . اعلم لما قمت بذلك ، وانا اتحمل الخطا لاننى كذبت على نفسى واقنعتها بان كل الامور ستنجح فى النهاية 0 -ديان ! -قبل ان تقول شيئا ، يجب ان تعلم اننى اتصلت باهلى واخبرتهم ان الزفاف الغى . لم استغرب لدى سماع امى تقول انها مرتاحة وانهما سيطيران غدا الى باريس لاصطحابى الى تلك العيادة فى زوريخ . هذا الكتاب جعلنى ادرك اننى اريد رجلا يقع فى حبى ، كما احببت انت راينى وكما احب لوغان الطبيبة التى انقذت حياته . لو لم احاول ارغامك على الاحساس يشئ لا وجود له تجاهى لما اصبت . كان هوسى بك مرضيا وخاطئا . فى النهاية ، كلفنا ذلك حزنا غير ضرورى ومن المذل ان افر بذلك لكنك تستحق ان تعلم اننى اعترف بما قمت به . لقد عرفت راينى البطل عندما راته فى تلك الصورة الجماعية . قالت ان القاضى اسمى ذلك قدرا وانا اعلم انه القدر . ماذا لو لم ترسمك باين ؟ لقد اطلقت سلسلة من الاحداث حررتنا انا وانت ، لتعيش الحياة التى يفترض بنا ان نحياها . اخبرها اننى مسرورة لما فعلته 0منتديات ***** للمرة الاولى منذ الحادث ، احاطها باين بذراعه لانه رغب فى ذلك وقال : اعلم انك ستمشين ثانية ديان 0 -على ان اؤمن بذلك من دون اى شئ اخر 0 عانقته بقوة ثم ابعدته عنها وابتسمت : لم تقف هنا ؟ اجمع امتعتك . ساطردك من شقتك الخاصة لاننى ادرك ان ثمة امرأة فى كولورادو تهيم فى حبك . اذهب اليها بسرعة . ارجوك ، ارجوك ، كن سعيدا ! |
#10
| ||
| ||
حيث قرر القدر 0 -راينى ؟ -نعم ؟ سمعت سحاب الخيمة التى تتسع لشخصين ينفتح وجاءها صوت اخيها : هل انت نائمة ؟ تمتمت فيما كان كريغ يحبو الى الداخل : ليس الان 0 -كاذبة . لقد سمعتك تبكين 0 فناحت قائلة : اذن اعتقد ان الجميع سمعوا ايضا 0 -لا تقلقى بهذا الشان 0 اقفل السحاب ثم جلس على الارض المظلمة قربها . بدا الطقس يبرد بسرعة بعد ان غابت الشمس ، وعند الصباح سيصبح داخل الخيمة باردا بما ان النوافذ الصغيرة تركت مفتوحة 0 -ما زال الناس يتدفقون ، والذين وصلوا متحمسون لرحلة الغد فلم يخلدوا الى النوم بعد . كما انى قصدت وضع خيمتك بعيدا عن الاخرين لامنحك بعض الخصوصية . هل انت مستعدة للتكلم عن رجل الملايين ؟ -ارجوك لا تناده هكذا 0 مازحها بقوله : انها عبارة تحبب 0 -انه اى شئ عدا هذا النوع من الاشخاص 0 -اخبرينى عنه 0منتديات ***** -انه فى باريس الان مع خطيبته . سيتزوجان فى الاول من آب . لـ . . . لقد اقر انه لا يحبها 0 وفجاة ، افضت بكل شئ . . . اخرجت ما فى نفسها وكانه فيضان من الكلمات . . . كل شئ . . . اطلق كريغ صفيرا خافتا ووضع يده على ذراعها : هذا قاس 0 مسحت الدمع عن وجنتيها وهى تقول : بعد الجلسة ، قلت لى انى ذات يوم سانظر الى ما حصل على انها مغامرة كبيرة واسخر منها . هذه النصيحة هى الشئ الوحيد الذى ابقانى متماسكة 0 -لكنها لم تنفع فى تخفيف الامك حاليا . على اى حال ، يسرنى ان اسمع اننى كنت مفيدا فى امر ما 0 -انت تجيد العديد من الامور . لما تظن اننى هنا ؟ لكنى اخشى ان تتاسف على انضمامى اليك فى رحلتك النهرية الاخيرة 0 -هل تمزحين ؟ انا متشوق لما ستبتكرينه من افكار جديدة للمتجر . اسمعى ، استطيع سماع صوت الطوافة التى تحضر الان الفوج الاخير من السياح ، واذا كنت لاتزالين مستيقظة بعد ان يستقروا ، فسنتحدث 0 -لا تقلق ! لا اعتقد اننى ساغفو ثانية 0 -بل ستفعلين . بعد قضاء يوم فى النهر غدا ، ستنامين كطفل صغير 0 -امل ان تكون محقا 0 -وهل تعتقدين انى قد اكذب عليك ؟ -لم يسبق لك ان فعلت 0 -ها انت قلتها . هل تريدين منى اضاءة مصباحك ؟ -لاباس . لدى مصباح طوارئ اذا ما احتجت الى شئ 0 -حسنا 0 عندما غادر الخيمة ، تمددت مجددا . فى هذه المساحة المحمية من نهر الكانيون ، كان صوت محركات الهليكوبتر يتناهى اليها اعلى من المالوف . لا يمكنها سماع هدير مروحية من دون التفكير بباين . تذكرت المشهد وهو يصفر فيما كان طياره يبتعد بها عن كريغ هيد وقد غمرها ياس كبير 0 دفنت وجهها فى الوسادة متنهدة فالتشنجات التى هزت جسدها كانت اسوا من السابق 0 لم تكن روحها تجد المواساة . وفيما كانت متمددة ، سمعت المروحية تقلع الى لاس فيغاس . لن يطول الامر قبل ان يعود اخاها 0 كانت سعيدة لذلك لانها ادركت انها تحتاج الى مساعدة لقضاء الليل 0 واخيرا ، سمعته يفتح سحاب خيمتها مجددا 0 نادته بصورة الية فيما كان يدخل : كريغ ؟ -لا ، انا باين 0منتديات ***** -هذا ليس مضحكا يا كريغ 0 وجاءها صوت رجولى عميق مالوف : انت محقة 0 اقتنعت بانها تهذى فامسكت مصباح الطوارئ واشعلته . عندما رات باين جاثما على الارض قربها بجاذبيته وحيويته الشديدتين بكت 0 -عزيزتى ! لم يسعها تصديق ما يحصل 0 -ساوضح لك كل شئ لاحقا . كل ما عليك معرفته اننى حر . لقد منحتنا ديان بركتها . والان تعالى ودعينى اضمك واشعر بك 0 انتفض قلبها بقوة بين اضلعها فيما كان يفتح كيس النوم لياخذها بين ذراعيه 0 -راينى 0 قال اسمها بانفاس متقطعة ثم عانقها متمتما : كنت احيا بانتظار هذا 0 فاعترفت له : وانا كنت اتوق الى ذلك 0 عندئذ ضاعا فى عناق اظهر مدى شوقهما الى بعضهما البعض 0 تعلقت راينى به . الان ، حصلت على الرجل الحقيقى لتكتشف ما كانت تتمناه من قلبها 0 همست بشغف : احبك . احبك الى حد مؤلم ولا اعتقد ان هذا الالم سيزول 0 داعب عنقها وهو يعانقها ثم ضمها اليه بقوة اكبر 0 -انا هائم بك . لا ادرى ما اذا كان هناك كلمات قادرة على وصف شعورى 0 -تلك هى الكلمات التى كنت اتحرق لسماعها . ولا احتاج الى اى شئ اخر 0 سمعته ياخذ نفسا حادا وهو يقول : تزوجينى راينى . لا استطيع العيش من دونك 0 -وانا لن ادعك تفعل ذلك 0 كان يتاملان ملامح بعضهما البعض بجوع فاقرت له : لقد اخطات بالمجئ الى هنا الليلة فمن شدة شوقى اليك قد لا تخرج حيا ابدا 0 -رائحتك زكية راينى . رائحتك طيبة . احب النظر اليك . كل ما فيك هو معجزة ! ثم ابعدها عنه قليلا فتعلقت به وقالت : حاليا ، لا يمكننى تبين لون عينيك وجل ما يمكننى قوله انهما قاتمتان . فى هذه اللحظة تشبه امير احلامى 0 ابتسامته المشعة ادهشتها اذ لم تره على هذا الشكل من قبل فانحبست انفاسها وذبلت ابتسامتها 0 -ما الامر حبى ؟ لاشئ . انه فقط امر تذكرته عندما انهيت رسم لوحة " عملية دمج فى مانهاتن" 0 -وما هو ؟منتديات ***** -كنت تجسيدا لاحلامى التى بعثت فى لوحة . كان شعرك بنيا قاتما ، اما عيناك الزرقاوان فبدتا وكانهما تريان امورا لا يمكن لاى شخص تخيلها ، وملامحك الصلبة كشفت عن حياة من العمل الشاق ، والتضحيات والانتصارات . انت شخص تجرؤ على اكتشاف حدود جديدة لكنك بدوت كرجل لم يغيره حب امرأة . . . عندما ابتسمت لى كما فعلت الان ، ادركت ان هذا ما كان ينقصك . كان ينقصك عندما كنت مع ديان لكننى رفضت الاقرار بذلك . لو رسمتك الان لبدوت مختلفا 0 ارتجف صوته وهو يقول : اشعر اننى مختلف . لقد غيرتنى حتى لم اعد اعرف نفسى 0 احنى راسه وتعانقا مجددا بشغف لا يمكن السيطرة عليه 0 صرخ : راينى . . . لا اريد القيام بجولة فى النهر غدا 0 -ولا انا 0 -اريد لقاء عائلتك فى اسرع وقت ممكن 0 -سنذهب الى المنزل فى الصباح ، وساعرفك بهما فوالدتى تكن لك اعجابا شديدا وسيغتبط والدى حين يعرف ان حب حياتى الكبير سيكون لى مدى الحياة 0 عانقها باين مجددا : سيعتقد ان القصة تمادت بعيدا جدا وسريعا جدا 0 -وهكذا سيفعل ذووك . لكن لا احد يعلم بتاريخنا باستثنائنا 0 -بعد الماساة التى وقعت لديان فى غضون ثوان ، لا اريد اضاعة المزيد من الوقت الذى اتاحه لنا القدر فالحياة ثمينة جدا 0 -امين ! قربها اليه بحركة متملكة افرحتها كثيرا 0 -لم يسبق لك ان ارتبطت برجل من قبل ، اليس كذلك ؟ -لا . كنت انتظر الرجل المناسب 0 -آه راينى ! وجذبها اليه مجددا قائلا : لا اعرف كيف يمكننى ان انتظر وقتا اطول لاجعلك لى . يجب ان نتزوج فورا بغض النظر عن مشاعر ديان وعائلتها ، اود ان يتم ذلك بسرعة وتكتم 0 -وانا ايضا . لطالما اردت ان اتزوج فى كنيسة العائلة . التوقيت مناسب وسينتهى كريغ من عمله بعد غد 0 -هذا سيمنح عائلتى الوقت الكافى للحضور فكاثرين ستطير فرحا بالخبر 0 -انها تحبك حبا جما باين ، ولكن من لا يحبك ؟ الانفعال اثر على حنجرتها ، وهى تضيف : باين ؟ اخبرنى عن ديان 0 سمعته يتنهد بعمق قبل ان يجيب : هل تصدقين انها اخذت الرواية معها ؟ عندما رجعت الى الشقة عصر الثلاثاء ، كانت قد قراءتها وجلست تنتظرنى 0 والتمعت دموع ساخنة عند زاويتى عينيها : آه حبيبى ! خشيت ان تنهار عندما تكتشف ما يعتمل فى داخلها فقد تصاب بالاذى نتيجة لذلك 0منتديات ***** -الاذى ليس الكلمة المناسبة فلقد كانت ترتعش بسبب شعورها بالذنب 0 وجلست راينى متعجبة فيما كان يخبرها كيف اعطته ديان حريته وسالته المغفرة 0 -ساصلى حتى تتمكن من معاودة السير 0 -سنصلى معا 0 -ادين بحياتى لديان . لقد تركتك ترحل لكى تتمكن من ان نكون معا 0 انفجرت راينى بالبكاء فضمها بحزم الى صدره واوضح لها : لقد قالت الشئ نفسه عنك فلوحاتك اضفت شيئا من القوة على العمل فاثارت فيها الرغبة مجددا والوقوع فى الحب 0 -يوما ما ، ساتصل ببونى ريغلى واخبرها كل شئ . ستفرح كثيرا عندما تعلم ان احدى قصصها تركت اثرا فى حياة ديان 0 -لقد غيرت حياتنا جميعا راينى . لن اقلل من قدرة الروايات الرومنسية مجددا ، فمن يعلم ؟ وعندما تصبحين السيدة سترلينغ قد تغدو شقيقتى فيليس المعجبة التالية بهذه القصص 0 رمقته راينى بنظرة وابتسمت ابتسامة غامضة : اذا حصل ذلك ، فهل يمكننى اخبار غرايس كارلو ؟ -ولم يعتبر ذلك غاية فى الاهمية ؟ -هل تذكر السؤال الذى طرحته فى نهاية الجلسة ، اذ سالتك كيف اكتشفت ان صورتك على غلاف الرواية ؟ -اتذكر التفاصيل كلها ففى ذاك اليوم ، دخلت راينى بينت حياتى 0 دنت منه اكثر وهى غير مصدقة ان رجل احلامها يحتضنها بين ذراعيه 0 -اثر انتهاء المحاكمة ، اخبرتنا غرايس ان السيد فينوير سيغتبط حين يكتشف ان ابنة السيناتور سترلينغ بويس وخادمتها تقرآن منشورات الوردة الحمراء 0 ضحك باين : يمكنك اطلاع المحامية كارلو على ما تشائين 0 -يجدر بى النهوض لاخبر كريغ اننا لن نذهب معه فى الصباح 0 -انه يعلم ذلك 0 -كيف ؟ -اجريت معه حديثا قصيرا قبل ان ادخل خيمتك . وقد رحب بى فى العائلة 0 -انا سعيدة بحيث اكاد انفجر 0 -لا تفعلى ، فلدينا مخططات فى الصباح اذ سيحضر الطيار ليقلنا فى الثامنة وعندما تبلغ لاس فيغاس ، سنستقل الطائرة الى منزلك وانا اتشوق لمقابلة خصمى 0 عبست قائلة : ماذا تعنى ؟ ما من رجل اخر فى حياتى 0 -بلى . فاستنادا لاقوال امك ، انت وهو لا تفترقان منذ عودتك من نيويورك وهو ينام فى سريرك 0 صاحت فرحة : ونستون ؟ فضحك : ومن غيره ؟ اذا كان سيعيش معنا فى كريغ هيد ، فلا بد من توطيد علاقتى به الان . واذا تمكنا من جعله يتقبلنى فستسير امورنا جيدا 0 -يتقبلك ! ولفت راينى ذراعيها حوله : سيحبك ولن يكون قادرا على الخلاص بعد الان كحالى تماما . لقد نطقت ديان بالحقيقة فانا لعبة طيعة بين يديك 0 -يا لك من لعبة جميلة ! اثارها قربه وعندما حاول ابعادها قليلا عنه ، لم تكن مستعدة للتخلى عنه 0 تسارعت انفاسه وهو يقول : هيا بنا ! انا لا اثق بنفسى اذا بقيت مدة اطول هنا معك فدعينا نقوم بجولة قرب البحيرة ، ونعد مخططا فيما ننتظر شروق الشمس 0 وخطر لراينى فكرة : لقد اشرقت بالفعل عزيزى . الا تدرك ان الكون باسره امتلا نورا ما ان وطات قدماك خيمتى ؟ **** بحث وهو مغمض العينين عن عروسه التى تزوجها منذ اربع وعشرين ساعة فهو يحتاج اليها كما يحتاج الى الهواء . وبدلا من جسدها الدافئ قربه ، وجد شرشفا باردا ، والوسائد العابقة بشذاها . استيقظ تماما فاستوى فى جلسته ليجد نفسه وحيدا فى الغرفة المعتمة . لعلها فى الصالون الرئيسى ! -راينى ؟ لا جواب 0 مع ان يخته راس فى الخليج الا انه لا يزال يتارجح فالامواج اعلى من العادة 0 هب باين واقفا وارتدى مئزرا 0 ناداها ثانية لكنه لم يتلق اى جواب ، فاسرع نحو السلالم . وعندما بلغ سطح اليخت كان قلبه ينبض بسرعة هائلة 0 كانت الامواج المزبدة تحيط به لكنه لم يجد اى اثر لزوجته فى السفينة فبدا الخوف يعتريه ، كما لو ان قنبلة انفجرت على سطح السفينة 0 جرى الى مقدمة السفينة وهو يصيح باسمها . كان يصرخ ملء رئتيه 0 -انا هنا عزيزى 0 كان ردها اعذب صوت سمعه فى حياته . التقيا فى منتصف الطريق وارتميا فى حضن بعضهما البعض . سحقها على صدره 0 كان يرتجف بقوة من الخوف لدرجة انه عجز عن الوقوف : يا الهى ، ظننت اننى فقدتك . لا تفعلى ذلك ثانية 0 اهتز صوتها : لن افعل . . . اعدك . اسفة لاننى ارعبتك باين ، سامحنى 0منتديات ***** لم يستطع التوقف عن معانقتها متمتما : لو حصل لك مكروه . . . فاقتربت منه اكثر : اقسم اننى لن اقوم بما قد يرعبك هكذا مجددا 0 ورفعت اليه عينيها الخضراوين المبللتين بالدموع : بعد ليلة امس ، ادركت اننى احبك اكثر من الحياة كلها 0 ليلة امس . . . . لم يسبق له ان عرف طعم الحياة حتى ليلة امس . فقد جعله حبها يشعر بانه ولد من جديد 0 -انت حياتى راينى . عندما بحثت عنك منذ دقائق ولم اجدك . . . -لاننى احبك كثيرا ، رغبت فى ان تنام جيدا . وفيما كنت انتظر حتى تستفيق ، اخذت دفتر رسومى . كانت الصور تدور فى راسى لكننى احتجت الى مزيد من الاضاءة لذا صعدت الى سطح اليخت . لقد بلغت الرياح اشدها منذ بضع دقائق فوضعت اغراضى جانبا وكنت انوى حمل الغداء اليك الى السرير . كنت اهم بالعودة عندما سمعت صوتك المرتعب . ظننت ان شيئا رهيبا حدث لك ولم استطع الاسراع اكثر فى الوصول اليك 0 شعر بالرعشة التى هزت جسدها فضمها اليه اكثر : حصل امر رهيب ، فانت لم تكونى قربى عندما رغبت بذلك 0 -هذا ما شعرت به عندما حلقت بى الطائرة بعيدا عن كريغ هيد فادركت اننى لن ارجع مجددا 0 وانهمرت الدموع على وجنتيها فهمس وهو يعانقها بجوع اكبر من السابق : لقد بات ذلك من الماضى وانت زوجتى الان . اعجبتنى فكرة الغداء ، لكن فى المرة التالية عندما تشعرين بحافز للرسم ، اخبرينى اولا فلن يتحمل قلبى هذا النوع من العقاب مرة ثانية 0 وهمس مضيفا : هيا . لنبتعد عن هذه الرياح وناخذ حماما دافئا 0 اصطبغت وجنتاها باللون الاحمر : اذا قمنا ذلك اولا ، فسنتضور جوعا فى وقت لاحق 0 اخذ نفسا عميقا : جوعى اليك اشد 0 رفعها بين ذراعيه مستجيبا لحاجة خرجت عن سيطرته وعاد بها الى غرفة نومهما 0 لم يخرجا الى السطح حتى منتصف العصر حيث اعدا وجبة طعام وحملاها الى السرير . وبعد ان اكلا ، استلقت زوجته الفاتنة قربه وشعرها الاشقر يلامس عنقه وكتفيه . لقد سمع تنهيدة رضى قبل ان يدرك انها استسلمت لنوم عميق . ولاعجب فى ذلك فبعد احتفالهما الذى تم فى العاشرة صباحا فى كنيسة عائلة راينى والغداء الذى تلاه فى منزل ذويها اعادت طائرة الشركة اسرته وحراسه الى نيويورك 0منتديات ***** عندئذ ، استقل هو وراينى المروحية وتوجها راسا الى كريغ هيد لكى يصعدا على متن اليخت لتمضية شهر عسلهما 0 وما ان اصبحا فى المحيط حتى ارسى اليخت فى الخليج ليتمكن من ايلاء عروسه الاهتمام ولتتمكن هى من رؤية مشهد منزلهما من المياه 0 لم يناما حتى ساعة متاخرة 0 لقد تزوج امرأة موهوبة ، وكريمة وعاطفية . امرأة شغوفة بالحياة . ان زواجه براينى فتح امامه مغامرة سترافقه حياة باسرها 0 كانت ترغب فى انجاب طفل منه ولطالما اراد ذلك هو ايضا لكنه اخبرها انه لا يريد منها ان تتسرع 0 لهذا ، طلبت منه اغماض عينيه فيما ناولته دفتر رسومها ، وعندما اذنت له بالنظر فتح عينيه . حمل الرسم اسم " مهندسنا الصغير الاول " وقد رسمت صبيا صغيرا ينتعل حذاء عالى الساقين وقبعة ويجلس على كتفى والده باين . كان الشبه بين الاب والابن ملفتا وقد اثر ذلك فيه بطريقة غريبة لم يعهدها 0 ولمعت عينا راينى الخضراوان وهى تقول : رسمتها فى الليلة الاولى التى عدت فيها الى منزل اهلى . وبما اننى لم استطع الوصول اليك ، فعلت شيئا اخر لاشعر اننى قريبة منك 0 كان يدرك ان زوجته تتمتع ببعد نظر فعلم ان هذا الطفل سيخرج الى الحياة فى الوقت المناسب 0 وضع الدفتر جانبا ، وقال : من الان فصاعدا ، ما من اشياء اخرى ، اذ انوى ان اقربك منى الى درجة انك ستصرخين طالبة الرحمة 0 فاقرت بهمس مرتعش : اخشى ان يصبح العكس هو الصحيح 0 -اذا ، فنحن اسعد زوجين فى العالم 0 -ونحن كذلك 0 خفت صوتها قبل ان يغرقا فى لجة الحب طيلة ما تبقى من الامسية 0 عندما غفت ، نهض باين وقد اعتراه الفضول لرؤية ما كانت ترسمه 0 اخرج الرسم ، وبعدما تامل لوحة المهندس الصغير مرة اخرى قلبها ووجد نفسه وجها لوجه مع شخصه . كان الرسم مشابها للوحة على غلاف رواية عملية دمج فى مانهاتن . لكن المرأة بين ذراعى باين امرأة مختلفة ، كما ان عينيه تعكسان نظرة مختلفة 0 هذه المرة ، كان يحتضن زوجته وهما يرتديان ملابس الزفاف وتغيرت الصورة على جدار مكتبه لتظهر كريغ هيد والمركب الشراعى 0منتديات ***** كما وضعت صورة صغيرة اخرى على المكتب قرب صورة ونستون . انه برونو . النظرة الجشعة والسعيدة على وجهيهما جعلت الدموع تتجمع فى عينيه 0 لقد ارخت اللوحة وعنونتها : نظرة حب 0 انقبضت حنجرته من الانفعال فجاءه صوت راينى من الوراء فيما احاطته بذراعيها : اردت رسم ليلة زفافنا لتبقى الذكرى الى الابد 0 ثم ضغطت وجنتيها على ظهره مضيفة : احبك كثير لدرجة اننى لن افعل يوما ما قد يزيل هذه النظرة عن وجهك 0 وضع الدفتر على طرف السرير واستدار بين ذراعيها ثم امسك وجهها بين يديه 0 -سنعلقها فى غرفتنا وستكون نجمتنا ودليلنا فيما نبحر فى بحر الحياة معا 0 صاحت فيما امتلات عيناها بالدموع : نعم . . . . اخفض باين راسه ومسح الدموع المالحة راجيا الا يخبئ لهما القدر سوى دموع الفرح . . . . ***** تمت بحمد الله 0 الرواية منقولة من منتديات ***** الثقافية الكاتبة dede77 |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
حلقات مغامرات لناروتو و هيناتا "قصص من تأليف ملاااكو" | ملاك الوفاء | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 299 | 12-20-2013 04:20 AM |
رواية تحفة لا بل خارقة .. من الافضل لكم عدم تفويتها .. رواية الوردة الحمراء لربيكا ونترز | doaa shoby | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 14 | 06-16-2012 09:26 PM |
""لعشاق الساحره"""""""اروع اهداف القدم 92-2005""""""ارجوا التثبيت""""""" | mody2trade | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 2 | 05-14-2008 02:37 PM |