عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات الأنيمي المكتملة

Like Tree2915Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 53 تصويتات, المعدل 4.96. انواع عرض الموضوع
  #1611  
قديم 03-16-2013, 08:29 PM
 
سوووووري على التأخر

البارت بالطريق

عشان هيك ولاحد يكتب رد الا لما أنزل البارت كاااااامل

brb
مع البارت
نشوى#, oporo, -Bill and 1 others like this.
__________________

















رد مع اقتباس
  #1612  
قديم 03-16-2013, 08:40 PM
 
البارت الثالث والثلاثون-بارت خاص


















كانت هي أخرُ شخصٍ يريد رؤيتها وهو بهذه الحالة......عض على شفته السفلى بألم لينزل رأسه حتى لا تتلاقى انظارهما......
بقيت واقفةً مكانها من غير حراك وهي لا تصدق ما سمعته للتو.....هل هو يكذب؟؟ ام انها مجرد مزحة؟؟
ولكن رؤيتها له بهذه الحالة يبرهن على صحة كلامه.....فكيف لشخصٍ يكذب ان يكون متآثراً لهذه الدرجة؟؟؟

مشت بخطواتٍ متثاقلةٍ نحوه تحت أنظار الاخرين التي امتزجت بالحزن والاسى......جثت على ركبتيها امامه.....امسكت بقميصه قائلة
"قل ان ما سمعته لم يكن صحيحاً يا كين....."
بقي منزلاً رأسه من غير ان يقول شيئاً......
قامت بهزه قائلة
"هذا غير صحيح....اليس كذلك؟؟"
شد على قبضة يده لينظر الى عينيها الممتلئتان بالدموع.....قال بصوتٍ مخنوق "ليندا.....انا آسف...."
هزت رأسها من غير تصديق.....اخذت الدموع مجراها على وجنتيها قائلة "لا أصدق ذلك....."
أخذت تضربه بكلتا يديها على صدره لتصرخ قائلة "هذا كذب....كذب...."
أشاح كين بوجهه عنها سامحاً لها بضربه.....
تبادل الجميع النظرات بقلقٍ وحزن وآسى.....
وضعت رأسها على صدره لتقول بين شهقات بكائها
"انا لا أصدقك...انت تكذب....."
اغمض كين عينيه بألم.....

صورٌ وأصواتٍ عديدة تراودت الى ذهنها.....حديقةٌ كبيرة وجميلة....كانت تجلس تحت أحدى الاشجار تجمع الزهور قبل أن يآتي ذلك الشخص....بشعره الاسود....عيناه الزرقاوتان....هتفت قائلة
"ابي....."
امسكت رأسها بكلتا يديها وهي تصرخ قائلة "لا...هذا غير صحيح....."
نظر كين لها بقلق.....امسك بيدها قائلاً "ليندا...هل أنتِ بخير؟؟"
ابتعدت عنه لتنهض.....تراجعت للوراء عدة خطوات وهي تمسك برأسها.....عادت بذاكرتها الى ذلك اليوم حينما تقابلت مع اليساندرو لأول مرة وهي على هيئة (آرثر).....صوتٌ تردد في ذهنها قائلاً "انتي ابنته.....اليساندرو...."
نظرت الى كين بعينيها الممتلئتان بالدموع التي جعلت الرؤية امامها غير واضحة....هزت رأسها يميناً ويساراً قائلة "لا تقل انه هو....."
ظلامٌ غلف على بصرها ليجعلها تسقط ارضاً مغشياً عليها.......








__________________

















رد مع اقتباس
  #1613  
قديم 03-16-2013, 08:54 PM
 
البارت الثالث والثلاثون-بارت خاص





















البارت الثالث والثلاثون
بارت خاص







الاحلام تكون دوماً جميلة.....من منا لم يتمنى امنيةً وتمنى تحققها....من منا لم يحلم بحلمٍ جميل وأراد تحققه.....ولكن.....يبقى الواقع مختلفاً.....فكم من أماني وأحلامٍ راودتها لتستيقظ على واقعٍ مرير لتتمنى ان كل ما حدث كان حلماً.......

قد يكون الماضي جميلاً وقد يكون ماضٍ حزيناً قد غاب عن ذهنها لانها لا تريد تذكر ما عاشته من حزنٍ وآسى.....
دعونا نعود بالاحداث الى الوراء لنكتشف سويةً ذلك الماضي الذي غاب عن ذهن ليندا ليبقى مخفياً عن الجميع........









داخل ذلك القصر الملكي الكبير تحديداً بأحد غرفه الفخمة......امام تلك المرآة حيث وقفت تصفف شعرها الاشقر الذهبي الطويل.....القت نظرة خاطفة على نفسها بعينيها الخضراوتان...كانت ترتدي فستاناً وردي اللون يصل الى ركبتيها توسطته شريطةٌ وردية داكنة اللون......اخذت زجاجة العطر التي كانت امامها لتنهي بها لمساتها الاخيرة.....
قالت بسعادة
"رائع....انتهيت على الموعد...."
اسرعت باتجاه الباب قاصدةً الخروج من غرفتها......سارت بضع خطواتٍ عبر ذلك الممر الطويل الذي امتلئ باللوحات الفنية المختلفة و المصابيح ذات الاشكال الجميلة.....اوقفها ذلك الصوت القائل "لما العجلة؟؟"
التفتت ورائها لتبتسم قائلة "ستآتي صديقتي اليوم لزيارتي....لم آراها منذ فترةٍ طويلة....."
اقترب منها ليمسكها من خاصرتها.....جذبها نحوه مقرباً انفه من عنقها....استنشق رائحتها الزكية قائلاً "تبدين جميلة جداً...."
قالت بانزعاج "انا جميلةٌ دوماً...."
ضحك بخفة ليطبع قبلةً دافئة على شفتيها....قامت بأبعادها عنه قائلة "اليساندرو توقف....ستفسد زينتي......"
تراجع عدة خطوات للوراء رافعاً يديه قائلاً باستسلام "حسناً...حسناً....."
ابتسمت بخفة لتتابع سيرها باتجاه ذلك المصعد.....ضغطت على احدى ازراره وادارت برأسها الى الوراء قائلة "لا تنسى موعد اليوم....."
لتدخل بعدها الى ذلك المصعد.........
حدق اليساندرو بـ باب المصعد للحظات ليضع بعدها يده اليمنى داخل جيب بنطاله.....استدار ليسير بضع خطوات.....توقف عندما رآى شارل متكأً عند الحائط.....تابع سيره بهدوء ليمر من امام شارل....
تحدث شارل قائلاً
"اليساندرو....لا تنسى سبب وجودنا هنا...."
اكمل اليساندرو سيره قائلاً "وانا لم أنسى....."












داخل تلك الغرفة كبيرة الحجم....حيث الاثاث الفخم والارائك المخملية ذات اللون الخمري.....سجادةٌ دائرية الشكل بنقوشٍ جميلة توسطت المكان تحت تلك الارائك.....وطاولة زجاجية توسطتها مزهريةٌ معبأة بالازهار المختلفة.....كانت تذرع المكان ذهاباً وإياباً وصوت كعب حذائها يملئ المكان.....التفتت نحو الباب الذي فتح....دخل أحد الخدم لينحني باحترام قائلاً
"سيدة جوليا....لقد وصل ضيوفك...."
قالت بفرح "دعهم يدخلون....."
دخلت سيدةٌ ذات شعر أشقر قصير يصل الى كتفيها وعينان خضراوتان.....هتفت جوليا قائلة "فيونا..."
اسرعت نحوها لتقوم بمعانقتها......التفتت جوليا نحو الباب لتجد رجلاً يقف هناك وينظر لهما.....ابتعدت فيونا عنها وتوجهت الى ذلك الرجل قائلة "عزيزي الكسندر....انها صديقتي جوليا التي أخبرتك عنها...."
انحنى الكسندر باحترام قائلاً "انه لشرفٌ لي ان أقابل ابنة الحاكم...."
ابتسمت جوليا قائلة "وانا أتشرف بمعرفتك سيد الكسندر...."
التفتت فيونا لها قائلة "سمعتُ انكِ تزوجتي....ولكن للأسف لم أحضر حفلة زفافك...."

"وانا ايضاً يا فيونا....لم أحضر حفل زفافك....هكذا اصبحنا متعادلتين..."

لتضحكان بعدها برقة......
انتبهت جوليا انهما يقفان عند الباب....قالت بخجل
"اااه انا اسفة....تفضلا بالجلوس...."

جلس كلاً منهما على احدى الارائك و جوليا قبالتهما....
آخذوا يتبادلون أطراف الحديث المختلفة.....
جوليا بتساؤل
"كيف كانت رحلتك في بريطانيا؟؟"
ابتسمت فيونا قائلة "كانت رائعة جداً....لقد استمتعت بها حقاً...."
ابتسمت جوليا برقة.....
تلفتت فيونا حولها قائلة
"انه قصرٌ جميلٌ جداً...."

جوليا: "لقد أهداني اياه والدي في يوم زفافي...."

"اااه كم أنتِ محظوظة عزيزتي....كم اتشوق لرؤية سعيد الحظ...."

انزلت جوليا رأسها بخجل طفيف.....ثم التفتت الى الساعة ذات الاطار الذهبي المعلقة على الحائط....قالت بنفسها "لما تأخر اليساندرو؟؟"

وما هي الا دقائق معدودة حتى فتح ذلك الباب.....التفت الجميع نحو القادم.....دخل الى الغرفة بهدوئه و وقاره....رائحة عطره سبقته لتصل الى انوفهم.....سار بثباتٍ وثقة والابتسامة لم تفارق شفتيه.....حدقت به جوليا و وجهها محمر.....كان يبدو وسيماً ببذلته السوداء وربطة العنق تلك......قال بهدوء "اعتذر عن التأخر....."
كانت تنظر فيونا له باندهاش.....قالت بنفسها "من يكون؟؟ انه وسيمٌ جداً...."
اقترب من جوليا وامسك بيدها ليقبلها قائلاً "انا آسفٌ عزيزتي....لقد انشغلت قليلاً...."
ابتسمت له برقة قائلة "لا عليك....."
ثم نهضت لتقف بجانبه قائلة "اعرفكم على زوجي......اليساندرو..."
ابتسم الكسندر قائلاً "سررت بالتعرف عليك يا سيد اليساندرو...."
بادله الابتسامة بخفة لينظر الى فيونا التي انحنت له باحترام.....










خيم الليل على المكان ليظهر لنا القمر في السماء......تراقصت اوراق الشجر على هبات الهواء الخفيفة.....
داخل تلك الغرفة حيث كان اليساندرو مستلقياً على السرير....نظر الى جوليا التي كانت تجلس امام المرآة تصفف بشعرها....قال بتساؤل
"منذ متى و أنتِ تعرفين فيونا؟؟"
نظرت له عبر المرآة قائلة "انها صديقتي منذ الطفولة....تنحدر من عائلةٍ نبيلة...كان والدي صديق والدها...."
قال بتساؤل "والكسندر؟؟"

"انه رجلٌ ثري جداً ومن نسبٍ مشهور....تقابلا عدة مرات قبل ان يتزوجا...."

حدق اليساندرو بالسقف قائلاً "هكذا اذاً...."
استدارت بجسدها نحوه قائلة "لما تسأل؟؟"
اغمض عينيه قائلاً "مجرد فضول...."
توجهت نحو السرير لتجلس بجانبه قائلة "منذ ان غادرت الى بريطانيا لم آراها....لقد سعدت جداً بعودتها..."
فتح اليساندرو عينيه ونظر لها......امسكها من ذراعها وقام بسحبها نحوه واضعاً رأسها على صدره.....قال بهدوء "سعيدٌ لانكِ تشعرين بالسعادة...."
ارتسمت ابتسامة خفيفة على شفتيها واغمضت عينيها قائلة "انا أحبك...."







دعونا نذهب الى مكانٍ أخر.....الى ذلك المنزل المكون من عدة طوابق حيث كان على مقربةً من ذلك القصر الكبير......كانت احدى الفتيات تسير عبر ذلك الممر حاملةً بيدها دلو ماء وترتدي ثياب الخدم.....توجهت الى تلك الحديقة الكبيرة قاصدةً الذهاب الى ذلك البئر......
قامت بتعبئته بالماء لتحمله بكلتا يديها....قالت بتذمر
"حتى في منتصف الليل تريد منا تلك السمينة العمل....كم اكرهها...."
تابعت سيرها بتثاقل وهي شاردة الذهن.....شعرت بيدٍ توضع على كتفها لتنتفض ذعراً موقعةً ذلك الدلو الممتلئ بالماء على الارض.....نظرت خلفها لتعقد حاجبيها قائلة بغضب "دانتي ايها الاحمق....لما فعلت ذلك؟؟"
ضحك دانتي بخفة قائلاً "انا آسفٌ يا كيت....لم أقصد اخافتك...."
نظرت الى دلو الماء الملقى على الارض....امتلئت عيناها بالدموع لتبدأ بالبكاء بطريقة مضحكة.....نظر لها بارتابك قائلاً "ما بكِ؟؟"

"لم استطع النوم في ليلة امس بسبب تلك المزعجة....والان تريد مني تنظيف ممر القصر الامامي قبل ان انام.....وانت قمت بسكب الماء على الارض...."

نظر دانتي لها بارتباك....انحنى ليلتقط دلو الماء عن الارض....قال بابتسامة "انا سأنظف ذلك الممر...اذهبي للنوم...."
نظرت له باستغراب قائلة "ماذا؟؟"

"كما سمعتي...انا سأنظف المكان...."
لترتسم بعدها ابتسامة عريضة على شفتيه.......
حدقت به باستغراب......ابتسمت له بامتنان لتقول بعدها
"سنتساعد بالعمل حتى ننهيه بسرعة....."
دانتي بحماس "حسنا اذاً....لنبدأ...."










ها هي الايام تمر بسرعة....يوماً تلو اليوم.....
امام تلك المرآة حيث وقفت جوليا.....كانت تنظر الى نفسها بشرود.....اعتلت حمرة خفيفة وجنتيها.....

"كيف....سأخبره...."
طرق احدهم الباب....التفتت نحو الباب قائلة "تفضل بالدخول...."
دخلت كيت بثياب الخدم السوداء المعروفة عندهم....انحنت قائلة باحترام "سيدة جوليا....لقد جائت السيدة فيونا لزيارتك...."

"حسناً...ادخليها الى غرفة الضيوف بالطابق الرابع...."

انحنت كيت باحترام قاصدةً الخروج الى ان اوقفها صوت جوليا القائل "كيت....احضريها الى هنا...."
نظرت لها قائلة باستغراب "حسناً....."
وما هي الا دقائق قليلة حتى دخلت فيونا الى تلك الغرفة....تبادلتا العناق كلتاهما لتتوجهان بعدها الى تلك الاريكة القريبة من باب الشرفة....آخذتا تتحدثان عن امورٍ عديدة الى ان قالت جوليا بارتباك "اريد ان.....اخبرك بأمر....."

"هيا تكلمي....."

بدأت جوليا بأخبارها......فيونا بسعادة "حقاً....كم انا سعيدة بذلك...." ثم اردفت بتساؤل "وهل أخبرتي اليساندرو؟؟"
هزت رأسها نفياً قائلة "ليس بعد...."

"اذاً يجب ان تخبريه وبسرعة...."

أومئت برأسها قائلة "سأفعل......"









وفي المساء حيث جلست جوليا برفقة اليساندرو في الحديقة تحت احد الاشجار.....كانت تنظر له بين الفينة والاخرى بتردد.....اما هو فقد كان محدقاً بالسماء الصافية.....

جوليا بتردد
"اليساندرو...."
التفت لها قائلاً "ما الامر عزيزتي؟؟"

"اريد ان اخبرك بشيء...."

نظر لها باستغراب.....امسكت بيده و وضعتها على بطنها....حدق بها باستغراب....نظرت له لتبتسم قائلة "سيصبح لدينا طفل....."
نظر لها باندهاش قائلاً "ماذا؟؟"
قالت باستغراب "الم تفرح....انا حامل اليساندرو...."
تدارك اليساندرو نفسه....ارتسمت ابتسامة على فمه قائلاً "انا سعيدٌ لسماع ذلك...."
اقترب منها ليطبع قبلة خفيفة على شفتيها ليعانقها بعد ذلك....بادلته جوليا العناق بسعادة.....
حدق اليساندرو بالفراغ بغضبٍ طفيف محدثاً نفسه
"هذا ما لم يكن بالحسبان....."









داخل تلك الغرفة حيث ضرب شارل الطاولة بيده قائلاً بغضب "هذا ما كنت اخشاه....يجب ان تتخلص من ذلك الطفل يا اليساندرو...."
اليساندرو بهدوء "سأتولى الامر....."
توجه شارل نحو الباب قائلاً "ان لم تستطع التخلص منه سأتولى انا الامر....."

"لا تقترب منها يا شارل....انها لا تطيق رؤيتك بالقصر....وان حدث لها او لطفلها شيء ستضع اللوم عليك بكل تأكيد....."

تابع شارل سيره خارجاً من تلك الغرفة من غير ان يعلق على كلمات اليساندرو الاخيرة........









كان حلمها ان تكون أسرةً مع من أحبت وها هو حلمها بدأ بالتحقق مع أول حملٍ لها......
فرح الجميع عندما علموا بحمل جوليا.....واكتملت فرحتها عندما سمعت ان صديقة طفولتها (فيونا) حاملٌ أيضاً......
ولكن هل ستستمر هذه الفرحة؟؟؟


داخل تلك الغرفة الفخمة الجميلة حيث جلست كلاً من جوليا وفيونا تتبادلان اطراف الحديث والابتسامة لم تفارق وجههما......
جوليا بسعادة
"سنصبح أمهات قريباً....كم هذا شعور رائع...."
أضافت فيونا قائلة "والاروع ان ننجب طفلينا بنفس اليوم....."

"كم اتمنى ذلك حقاً....."

لتضحكان بعدها برقة......







لنذهب الى الطابق الاول من القصر......لنعبر ذلك الممر الطويل متوجهين الى اخر غرفةً به......لندخل عبر ذلك الباب الكبير حيث يظهر لنا مطبخٌ كبير الحجم......
بالقرب من تلك الطاولة الخشبية الفخمة حيث وقف اليساندرو.....نظر الى كأس الحليب الموجود امامه.....اخرج علبةً صغيرة من جيب جاكيته.....حدق به للحظات لتتردد أخر كلمات شارل بذهنه......
"ضع حبةً واحدة في شرابها وسينتهي الامر....."
فتح تلك العلبة ببطء ليخرج منها قرصاً ابيض اللون صغير الحجم.....قام يوضعه داخل كأس الحليب....وما هي الا ثوانٍ قليلة حتى اختفى ذلك القرص......سمع صوت احدهم قادم باتجاه المطبخ.....اسرع بتخبأة تلك العلبة وأمسك كأس الحليب.....

دخلت كيت الى المطبخ ومعالم الانزعاج مرتسمة على وجهها.....اندهشت لرؤية اليساندرو بالمطبخ....اسرعت بالانحناء قائلة
"سيدي...هل استطيع مساعدتك؟؟"

"ااه اجل....هلا قمتي بأعطاء كأس الحليب هذا لـ جوليا....يجب ان تعتنوا جيداً بها....."

اسرعت بالاقتراب منه لتأخذ ذلك الكأس قائلة "امرك سيدي....."
راقبته كيت وهو يخرج من المطبخ....نظرت الى كأس الحليب الذي كان بيدها.....قالت بشرود "كم السيدة محظوظة....انه يعتني بها جيداً...."
سارت عدة خطوات قاصدةً الخروج الا انها اصطدمت بأحدهم لتوقع الكأس من يدها......
عقدت حاجبيها وقالت بغضب
"دانتي ايها الاحمق....انظر ماذا فعلت...."
نظر دانتي الى الارض حيث تناثر الزجاج والحليب منسكبٌ على الارض.....
قالت بغضب طفيف
"سأعد كأساً أخراً للسيدة....اما انت فقم بتنظيف هذه الفوضى...."










مضت الاشهر شهراً تلو الاخر......ومحاولات اليساندرو و شارل باتت بالفشل حتى يقضوا على طفل جوليا.....

داخل تلك الحديقة حيث وقف شارل برفقة اليساندرو.....
شارل بغضب
"ما الذي يحصل يا اليساندرو؟؟ لماذا ذلك الطفل على قيد الحياة الى الان؟؟"
بقي اليساندرو صامتاً من غير ان يجيبه......اكمل شارل قائلاً "انت تعلم جيداً ما هو قانون هذه العائلة....سيذهب الحكم الى طفل جوليا وانت لن تحصل على شيء....يجب ان يموت ذلك الطفل....."
اليساندرو بهدوء "انا اعلم جيداً هذا.....لن تتخلص من طفلها....ولا تنسى انه طفلي انا ايضاً....لدي خطةً اخرى لنحصل على ما نريده....."
حدق شارل به للحظات قبل ان يقول "من الافضل لك ان تكون خطتك ناجحة...."







بالقرب من تلك النافذة حيث وقفت جوليا تنظر الى الحديقة.....بالتحديد كانت تنظر الى شارل و اليساندرو.....وضعت يدها على بطنها قائلة "انا لا أشعر بالاطمئنان لذلك الشاب....لا اعلم كيف يثق به زوجي...."









مضت الايام يوماً تلو اليوم....والاشهر تلو الاخرى.....الى ان جاء ذلك اليوم.....اليوم الذي طالما تمنت جوليا قدومه.......

امام ذلك الباب الابيض حيث كان يقف اليساندرو وبرفقته كيت اللتي كانت تضم يديها الى صدرها وهي تتمتم بكلماتٍ غير مفهومة وقد بدا القلق عليها......
فتح الباب ليخرج منه رجلا يرتدي رداءاً ابيض اللون......قال بابتسامة
"مباركٌ يا سيد....لقد رزقت بطفلةٍ جميلة...."
ارتسمت ابتسامة هادئة على شفتيه بينما طارت كيت فرحاً.....دخل الى تلك الغرفة لتقع انظاره على جوليا المستلقية على السرير بتعب....اقترب منها لترتسم ابتسامة باهتة على وجهها......
جلس بجانبها على السرير ليمسح على رأسها قائلاً
"الحمدالله على سلامتك....."
التفتت الى ذلك السرير الصغير الذي كان بجانبها وقالت "انها فتاة...."
نهض متوجهاً الى ذلك السرير.....القى نظرة على تلك الصغيرة النائمة بهدوء.....مرر اصابع يده على وجنتها الصغيرة.....ارتسمت ابتسامة ساحرة على شفتيه.....قام بحملها بين ذراعيه.....سرت القشعريرة بجسده.....الشعور بالسعادة قد غمره......
كانت جوليا تراقبه وهي تبتسم برقة.....نظر لها ليقول بفرحٍ عفوي
"انها صغيرة جداً....."
ضحكت جوليا بخفة ليقترب منها اليساندرو......قامت بحملها بين ذراعيها بسعادة بالغة.....قالت بسعادة "انا سعيدة....."
اليساندرو بتساؤل "ماذا ستسميها؟؟"

"اختر انت لها اسماً....."

"لا....انتي اختاري....وفي المرة المقبلة انا سأختار...."

نظرت له جوليا لتبتسم برقة....قالت بتفكير "ما رأيك باسم.....ليندا...."
نظر الى تلك الطفلة النائمة بهدوء بين ذراعي والدتها.....قال بابتسامة "ليندا....اسمٌ جميل...."
في تلك اللحظة طرق الباب لتدخل منه كيت باندفاع.....اسرعت الى جوليا لتنحني قائلة "مباركٌ سيدتي...." ثم اكملت بعجلة "سيدة جوليا....لقد سمعت ان السيدة فيونا في المشفى....لقد انجبت فتاةً...."

جوليا بسعادة "حقاً...كم هذا رائع...." ثم التفتت الى اليساندرو لتقول بابتسامة "لقد تحققت امنيتنا...."










امام باب القصر حيث وقفت جوليا وهي تحمل تلك الطفلة الصغيرة بين ذراعيها اللتي لم تتجاوز السنة الاولى من عمرها.....كانت تلعب بالعقد المتدلي من عنق والدتها.....امسكته بكلتا يديها الصغيرتين....حاولت سحبه الا انها لم تنجح.....لفت انتباهها ذلك القرط الذهبي المتدلي من أذنها.....قامت بمسكه بيدها الصغيرة وهي تلعب به......نظرت لها جوليا قائلة بغضب مصطنع "ايتها المشاكسة....الن تتوقفي بالعبث بمجهوراتي....."
نظرت لها ليندا بوجهها الطفولي البريء......لتقوم بعدها بمسك أنف والدتها.....ضحكت جوليا برقة قائلة "انها مشاغبة حقاً....."
كان اليساندرو الواقف بجانبها ينظر لهما بهدوء.....
التفت كلاهما الى أحد الخدم الذي تقدم نحوهما برفقة رجلٍ ذو شعرٍ أسود وثيابٍ قديمة مهترئة......

ابتسم اليساندرو قائلاً
"هذا جاين عزيزتي....اخبرتك عنه من قبل...."
ابتسمت جوليا برقة قائلة "اجل...انا اتذكره...."

"سيعمل جاين عندنا بالقصر هو و زوجته....."

قالت بتساؤل "ولكن اين هي؟؟"

أجابها جاين قائلاً باحترام "انها بالمنزل سيدتي...ستآتي للعمل هنا قريباً..."
أضاف اليساندرو قائلاً "لقد سمعت انها انجبت ولداً...."
أومئ جاين برأسه قائلاً "اجل هذا صحيح...."
ابتسم اليساندرو قائلاً "مباركٌ لكما...."

جوليا: "أصبح لديك طفلين؟؟"

"أجل سيدتي....."


حدقت به للحظات....نظرت الى ثيابه المهترئة....تذكرت كلام اليساندرو عندما قال لها انه سجن بتهمةٍ باطلة.....شعرت بالشفقة عليه...قالت بحنان "سيد جاين....أحضر زوجتك الى هنا....يمكنها المكوث في منزل الخدم هي و طفليها....."
نظر لها جاين قائلاً بتردد "ولكن سيدتي...."
قاطعته قائلة "اتمنى ان لا ترفض طلبي....سأشعر بالسعادة ان بقيت معنا...."
انزل رأسه قائلاً بامتنان "شكراً لكِ سيدتي...."

أشار اليساندرو الى احد الخدم أمراً اياه ان يأخذ جاين معه حتى يعرفه على المكان....
نظر الى جوليا ليقوم بضمها قائلاً
"انتِ طيبة القلب يا جوليا...."
ارتسمت ابتسامة خفيفة على شفتيها قائلة "من المؤسف حقاً ان يكون هنالك اشخاصٌ مثلهم....لا اصدق ان زوجته ستعمل وتترك اطفالها من أجل الحصول على المال....هذه الحياة قاسية...."
مرر اصابع يده بين خصلات شعرها قائلاً "انتِ محقة....قاسية جداً...."

لمحت جوليا شارل القادم من بعيد باتجاههم.....ارتسمت علامات الانزعاج على وجهها....ابتعدت عن اليساندرو قائلة "سأذهب لأرتاح...."
راقبها اليساندرو و هي تبتعد....التفت الى الجهة الاخرى ليرى شارل يتقدم نحوه.....قال بهدوء "الان علمت سبب انزعاجها...."

وقف شارل امامه قائلاً "أرى انك احضرت جاين الى هنا....ما هي خطتك؟؟"

"سينفعنا كثيراً......"

"وضح كلامك....."


نظر له اليساندرو قائلاً بخبث "شخصٌ فقيرٌ بائس مثله....ان عرضت عليه الاموال و المنزل والحياة الرغيدة.....سينفذ ما أطلبه منه من غير تردد...."
ضحك شارل قائلاً "هذا ما توقعته منك ايها الكونت...."










ها قد خيم الظلام على المكان ليسطع ضوء القمر المتلألأ في السماء.....لنتوجه الى ذلك الحي الفقير....الى تلك المنازل ذات الطابع البسيط القديمة......دعونا نذهب الى ذلك المنزل ذو الباب الخشبي حيث جلس طفلٌ صغير بالقرب من الباب يلعب بلعبته القديمة.....رفع برأسه عندما سمع تلك الخطوات اللتي اقتربت منه.....هتف قائلاً بسعادة "لقد عاد أبي....."
أسرع متوجهاً نحو والده ليرمي نفسه بين احضانه.....قال بتساؤل "هل أحضرت لي شيئاً؟؟"
مسح على رأسه قائلاً بحزن "لا يا كين....ليس هذه المرة...."
نفخ وجنتيه قائلاً بطفولة "انت تقول ذلك في كل مرة....."
ثم ابتعد عن والده ليركض الى المنزل وهو يقول بصوتٍ مرتفع "لقد عاد أبي.....لقد عاد..."

دخل الى تلك الغرفة حيث جلست فكتوريا على السرير وبجانبها طفلٌ صغير لم يتجاوز الاشهر الاولى من عمره....
قفز كين على السرير ونظر الى أخيه الصغير النائم بهدوء....ابتسم قائلاً بطفولته المعتادة
"عندما تكبر يا أكيرا...سأشتري لك ما تريد...سأجمع مالاً كثيييييييراً حتى نشتري ما نريد...."
نظرت له فكتوريا بحزنٍ و ألم.....التفتت الى الباب حيث وقف جاين ومعالم الحزن قد أرتسمت على وجهه.....توجهت نحوه قائلة "ماذا حدث؟؟"

"سأبدأ بالعمل منذ الغد....لقد تعرفت على المكان وطبيعة عملي كما أنهم أعطوني غرفةً في منزل الخدم...."

قالت بهدوء "هذا جيد...."

نظر لها قائلاً "السيدة جوليا تريدك ان تأتي الى القصر....يبدو أنها امرآة لطيفة جداً...."
انزلت رأسها لتبتسم بمرارة قائلة "لما العجلة....فأنا سأنضم لك قريباً...." ثم التفتت الى كين الذي كان يربت على اخيه بخفة وهو يحدثه....أكملت قائلة "يجب أن أدبر أموري مع هذين الصغيرين...."

"فكتوريا....سآخذ كين معي الى القصر حتى لا يزعجك....و أكيرا سيبقى تحت رعايتك....لابد ان السيدة ستراعي ظروفنا...."

نظرت له محدقةً به للحظات....تحدثت قائلة "اعتني به جيداً...."
ابتسم قائلاً "لا تقلقي...."









داخل غرفة الجلوس الكبيرة والفخمة حيث جلست جوليا برفقة فيونا تتحدثان.....التفتت الى ابنتها ليندا التي كانت تجلس على الارض وتلعب بالالعاب الموضوعة امامها....وكانت هنالك طفلةً أخرى تجلس امامها وبدا انها بنفس عمرها تقريباً....ابتسمت جوليا قائلة "يبدو ان ليندا ستنسجم مع ابنتك كثيراً...."
نظرت فيونا لهما قائلة "انتِ محقة....يجب ان تصبحان صديقتين مثلنا...." ثم اكملت بفرح "انظري الى ليديا كم هي سعيدة برفقة ليندا..."
لتضحكان بعدها بخفة.....
نظرت جوليا الى ساعة الحائط حيث أشارت الى الواحدة ظهراً....ثم التفتت الى فيونا قائلة
"أتذكرين شارل؟؟"
أومئت فيونا برأسها بمعنى أجل....اكملت جوليا قائلة "انا حقاً لا أشعر بالارتياح له....وجوده هنا يقلقني كثيراً...."

"لما لا تطلبين من اليساندرو ان يبعده عن هنا؟؟"

"لقد حاولت ذلك يا فيونا....ولكن من دون أي جدوى تذكر...دائماً يقول لي انه صديقه الوحيد وقد ساعده كثيراً...."

وضعت فيونا يدها على كتف جوليا قائلة "عزيزتي...ربما يكون شارل جيداً...وكل هذا القلق مجرد وهم...."
انزلت جوليا رأسها قائلة "انتِ محقة...."









داخل تلك الحديقة الكبيرة التابعة للقصر حيث كان جاين ينظفها.....التفت الى الجهة اليمنى حيث ترك كين جالساً تحت احد الاشجار.....قال بصوت مرتفع "كين ابقى مكانك....سأعود فوراً...."
أومئ كين برأسه ليعود باللهو بالاعشاب الموجودة على الارض.....كان يتثائب بين الفينة والاخرى وهو يشعر بالملل.....شعر بذلك الشخص الذي وقف امامه حيث حجب جسده أشعة الشمس عنه....رفع برأسه الى الاعلى محدقاً بذلك الشخص باستغراب.....انحنى الى مستواه وابتسم قائلاً "كيف حالك يا كين؟؟"
كين باجابة مختصرة "بخير...." ليعود باللعب بالاعشاب.....قدم له حبة شوكولا قائلاً "أتريد...."
نظر كين له قائلاً بسعادة "أجل...." ثم أخذها منه ليقوم بفتحها قائلاً "شكراً لك....."
ارتسمت نصف ابتسامة على شفتيه.....في تلك اللحظة جاء جاين ليقول باستغراب "سيد اليساندرو...."
التفت اليساندرو له ليبتسم قائلاً "انه هادئ جداً....." ليسير بعدها مبتعداً عن المكان......
حدق جاين به باستغراب لينظر بعدها الى كين الذي قد لطخ فمه بالشوكولا....قال بانزعاج
"اااهٌ منكَ يا كين....لقد اتسخت يا ولد..."
رفع كين برأسه الى والده لترتسم ابتسامة عريضة على شفتيه قائلاً "لذيذة..."









على تلك السلالم اللولبية حيث كانت تنزلها جوليا و كيت خلفها حاملةً ليندا بين ذراعيها.....اتسعت ابتسامتها عندما رأت تلك السيدة تقف اسفل تلك السلالم......اسرعت نحوها قائلة "لابد انكِ السيدة فكتوريا...."
أبتسمت قائلة "أجل سيدتي...."
جوليا برقة "سعيدةٌ لانكٍ جئتِ أخيراً...." ثم التفتت الى أكيرا الذي كان بين ذراعيها.....قربت وجهها منه قائلة "يبدو لطيفاً...."
ثم التفتت الى كين الذي كان يمسك بثياب والدته....انحنت الى مستواه قائلة "انت كين....اليس كذلك؟؟"
أومئ كين برأسه بمعنى أجل....
نظرت الى فكتوريا قائلة
"يمكنك ترك كين يلعب بالقصر....لا تجهدي نفسك كثيراً بالعمل يا فكتوريا...وان احتجتِ الى أي شيء لا تترددي بأخباري...."
حدقت بها للحظات لتبتسم بعدها بامتنان قائلة "شكراً لكِ....سيدتي...."

في تلك اللحظة....جاء ذلك الشخص الذي أشعل النار في قلب فكتوريا.....الشخص الذي كان سبباً في تدهور حالتهم.....التفتت الى اليساندرو الذي كان ينزل تلك السلالم والابتسامة لم تفارق شفتيه....اقترب من جوليا محوطاً ذراعه حول كتفيها.....قال بابتسامة "يبدو انكِ تعرفتِ على السيدة فكتوريا...."

"أجل...وأخبرتها بان لا تتردد بطلب أي شيء...."

ثم التفتت الى كيت قائلة "خذي فكتوريا وعرفيها على المكان...."
أومئت برأسها قائلة "حسناً....سأذهب وأضع ليندا بغرفتها...."
اضافت جوليا قائلة "وأنا سأكون بالخارج...."
غادرتا كلتاهما تاركتين فكتوريا واقفةً مع اليساندرو.....نظرت له بنظرات حقد و كراهية بينما قابلها بنظراتٍ ساخرة....
قالت بحدة
"انها لا تستحق شخصاً قذراً مثلك...."
ضيق فتحت عينيه قائلاً "انتبهي الى الفاظك عزيزتي...انتِ في قصري...."
قالت بسخرية "ليس قصرك....بل قصرها...."

"لا تنسي انكِ تعملين هنا بفضلي....."

ردت عليه قائلة باستهزاء "ولا تنسى انك كنت سبباً في وصولنا الى هنا..."
حدق بها للحظات ليضحك قائلاً "كم انتِ قوية...." ليبتعد بعدها عن المكان....









"ماذا....تصبح خادمتي الشخصية؟؟"
كانت تلك جملة جوليا اللتي قالتها باستغراب.....
اليساندرو بهدوء
"اجل....أرى انكِ قريبة جداً من فكتوريا....اعتقد انها ستكون أفضل لكِ من كيت....عوضاً عن ذلك هي أم ايضاً...قد تستفدين من خبرتها...."
حدقت جوليا به باستغراب وهي تفكر بأخر كلامته....
ابتسمت قائلة
"انا موافقة....ولكن....يجب أن نسألها...."
ربت اليساندرو على كتفها قائلاً "ستوافق بالتأكيد ان طلبتِ انتِ هذا منها....فهي لا ترفض لكِ طلباً...."
حدقت به للحظات لتقول بعدها "أجل انت محق...."

راقبها اليساندرو وهي تخرج من الغرفة بعد أن أنهت جملتها الاخيرة....ارتسمت ابتسامة على شفتيه قائلاً "سآرى الى أي مدى ستتحملين وجودك معنا....فكتوريا..."







مضت الايام بهدوءٍ ومن غير أحداثٍ مهمة تذكر.....فكتوريا و جوليا اصبحتا أكثر قرباً من مجرد خادمةٍ و سيدتها....فقد كانت تعاملها جوليا على أنها صديقةً لها....كانت لطيفة للغاية معها....وكانت فكتوريا ممتنةً جداً لها اذ ان جوليا اهتمت بها وبـ طفليها و وفرت لهم كل ما يحتاجونه.....
لم يكن ذلك بالغريب عنها....فلطالما كانت جوليا محبوبة بين خدمها....فلم تكن تعاملهم كالخدم بل كأصدقاء و أخوةٍ لها....وهذا ما زاد من حب الجميع لها.....






امام باب القصر الكبير حيث وقف كين وقد بدا انه تائهٌ ويبحث عن شيءٍ ما....تلفت حوله بارتباك ليسير بخطواتٍ مترددة الى داخل القصر.....وقعت انظاره على تلك السلالم اللولبية الطويلة.....تذكر ان والدته كانت تصعدها مراراً.....قال بفرح
"لابد ان ماما في الاعلى...."
صعدها بسرعةٍ وهو يتلفت حوله.....تابع سيره الى ان وصل الى الطابق الثالث.....سار عبر ذلك الممر الطويل ذو الابواب المتعددة والنوافذ الزجاجية الطويلة.....كان المكان هادئاً جداً ولا يوجد أحدٌ في ذلك الطابق....تابع سيره وهو يقول بخوف "ماما...أين أنتِ..."
توقف عندما سمع صوت الموسيقى الهادئة المنبعثة من أحد الغرف وقد رافقها صوت طفلٍ صغير......









"كين....اين انت يا بني؟؟"
تلفتت حولها وهي تبحث عنه في تلك الحديقة الواسعة.....

"ما الامر؟؟"
التفتت خلفها لتجد جوليا تتقدم نحوها.....
فكتوريا بقلق
"لا أجد كين....ابحث عنه منذ ساعة ولا أستطيع ايجاده...."

"هل بحثتِ في منزل الخدم؟؟"

"أجل...ولكن لم يراه احدٌ هناك...."


جوليا بتفكير "غريب....اين ذهب؟" صمتت قليلاً لتقول بعدها "ربما في القصر....لنبحث عنه هناك...."







كانت تسير جوليا عبر تلك الممرات وهي تبحث عن كين....كانت تفتح باباً تلو الاخر....تدخل غرفةً تلو الاخرى....ولكن دون جدوى.....توجهت الى السلالم لتتذكر انها تركت ابنتها وحيدة....ضربت جبهتها قائلة "تباً....نسيت ليندا وحدها...."
اسرعت بصعود تلك السلالم لتعبر ممراً طويلاً لتصل الى وجهتها.....توقفت عند الباب وهي تنظر الى داخل تلك الغرفة.....التفتت الى فكتوريا التي قد تبعتها.....أسرعت نحوها وامسكت بذراعها قائلة "تعالي وانظري الى هذا...."
فكتوريا باستغراب "ماذا؟؟"
وقفت فكتوريا عند الباب لتقول باندهاش "كيــ....."
وضعت جوليا يدها على فم فكتوريا قائلة "لا تصدري صوتاً....."

دعونا نلقي نظرة داخل تلك الغرفة......على الارض حيث كانت ليندا تجلس ودمى محشوةٌ بأشكالٍ متعددة قد حوطتها.....كانت تمسك تلك الدمى لتقوم برميها بعيداً عنها وهي عاقدةً حاجبيها الصغيرين.....كان كين يراقبها بهدوء وهي ترمي بتلك الالعاب بعيداً....
قام بجمعها من جديد واقترب منها قائلاً بانزعاج
"لماذا ترمينها بعيداً؟؟ يجب ان تلعبي بها...."
ثم قام بوضعها امامها.....نظرت الى تلك الدمى لتقوم برميها من جديد....
قال بانزعاجٍ أكبر
"لا ترمي ألعابك...."
نظرت له والدموع تملئ عينيها لتنفجر بعدها باكية......نظر لها بارتباك قائلاً "لماذا تبكين؟؟ يمكنك رمي العابك بعيداً...."
الا انها ازدادت بكاءاً......اقترب كين منها أكثر وقام بحملها الا انه سقط ارضاً وهي بحضنه تبكي......
"هيا توقفي عن البكاء....."
قامت بتحريك يديها بعشوائية وهي تبكي لتقوم بلكم كين بقبضة يدها الصغيرة على خده الايمن ومن ثم على خده الايسر وهي تبكي بشدة.....امتلئت عيناه بالدموع ليبدأ بعدها بالبكاء.....
صمتت ليندا فجأة وهي تنظر له والدموع في عينيها.....حدقت به وهو يبكي.....نظرت الى شعره الاسود لتقوم بعدها بشده.....
كين ببكاء
"اتركي شعري...هذا مؤلم...."
صمت هو الاخر عندما رآها تبتسم وهي تشد بشعره.....قال باستغراب "ايعجبك اللعب بشعري؟؟"

في هذه الاثناء لم تتحمل فكتوريا و جوليا أكثر من ذلك لتنفجران ضحكاً عليهما.....
التفت الى الباب ليرى والدته......كانت لا تزال الدموع بعينيه.....قال بخوف
"انا لم أضربها...هي كانت تبكي....."
اقتربت جوليا منه لتقوم بحمل ليندا وهي تضحك قائلة "يا لكِ من طفلة مشاغبة....."
اسرع كين بالذهاب الى والدته ليمسك بملابسها قائلاً "لقد كانت تضربني...."
ربتت على رأسه قائلة بحنان "لا لم تضربك يا بني....لقد كانت تلعب معك....انها مثل أكيرا....لا تزال صغيرة...."
كين بانزعاج "لكن أكيرا لا يبكي مثلها...."
اقتربت جوليا منهما قائلة "أكيرا هادئٌ جداً...مع ان الاطفال بعمره يبكون كثيراً...."
نظرت ليندا الى كين الواقف بجانب والدته....قامت بمد نفسها الى الاسفل راغبةً الوصول اليه....انحنت جوليا قليلاً لتصل ليندا الى مستوى كين حيث قامت بشد شعره مجدداً.....
ضحكت فكتوريا بخفة بينما كين كان على وشك البكاء.....
ابعدت جوليا ليندا عنه لتبدأ بعدها ليندا بالبكاء.....
تبادلت كلا منهما النظرات لتضحكان بعدها......
تحدثت جوليا قائلة
"يبدو بأنها أحبت شعر كين أكثر من ألعابها...."
فكتوريا وهي تضحك "اذاً سيصبح كين دميتها المفضلة...."









مضت السنوات بسرعة وها هي جوليا وفيونا تحتفلان بعيد ميلاد ابنتيهما الثالث.....كانت حفلة عيد ميلاد صغيرة حيث جمعت بها الاصدقاء....كما انها جعلت كلاً من فكتوريا و زوجها يحضران تلك الحفلة البسيطة.....كانت السعادة تغمر الجميع....ولكن هل ستسمر هذه السعادة؟؟

بعد مرور أسبوعٍ من ذلك اليوم..............

داخل احدى المشفيات حيث كانت تجلس جوليا بجانب فيونا التي كانت تبكي بشدة.....اما الكسندر فقد كان يذرع المكان ذهاباً وإياباً.....
التفتوا جميعاً الى الباب الذي فتح.....تعلقت انظارهم بالطبيب الذي خرج من تلك الغرفة.....قام بهز رأسه يميناً ويساراً قائلاً بحزن
"انا آسف...لم نستطع انقاذها...."
كلماتٌ كالصاعقة وقعت على مسامعهم.....انهمرت الدموع من عيني جوليا بألم.....اما فيونا فلم تتحمل هذه الصدمة لتسقط مغشياً عليها....








كانت تسير بخطواتٍ متثاقلة عبر ذلك الممر الطويل.....فتحت باب غرفتها ببطء....توجهت الى ذلك السرير الصغير حيث كانت تنام به ليندا بهدوء....مررت اصابع يدها على وجهها....
التفتت الى الخلف عندما سمعت ذلك الصوت القائل
"ماذا حدث معهم؟؟"
اعادت بنظرها الى ليندا لتقول بحزن "لقد ماتت....جسدها الضعيف لم يتحمل المرض...."
انهمرت الدموع من عينيها.....قامت بحمل ليندا بهدوء لتقوم بضمها الى صدرها قائلة "لم أتحمل رؤيتها بتلك الحالة....لقد انهارت عندما تلقت الخبر....ماذا لو....ماذا لو كنت انا مكانها....ماذا سيحدث لي عندها..."
لتجهش بعدها بالبكاء وهي ضامةً ليندا الى صدرها....حدق اليساندرو بها للحظات ليقوم بمعانقتها قائلاً "اهدئي عزيزتي....لن يصيب ابنتنا مكروه...."







مضت بعد تلك الحادثة سنتان وقد تقبلت فيونا ان ابنتها ليديا التي لم تفرح بوجودها بينهم قد فارقت الحياة.....كانت كلما تذهب لزيارة جوليا تلاعب ليندا وكأنها ابنتها الصغيرة اللتي لم تكبر.....






داخل احدى غرف ذلك القصر الملكي الكبير والفخم.....ضرب ذلك الرجل الذي غزا الشيب رأسه الطاولة بيده قائلاً
"كيف حدث ذلك؟؟"
اجابه الرجل الواقف امامه قائلاً باحترام "لا اعلم سيدي...."
في تلك اللحظة طرقت احدى الخادمات الباب لتدخل قائلة "سيدي الحاكم...لقد جائت الاميرة جوليا...."
سحب الهواء الى صدره محاولاً تهدئة نفسه.....قال آمراً "دعيها تدخل الى هنا...." ثم اكمل مخاطباً ذلك الرجل بنفس تلك النبرة الآمرة "فلتضعوا حلاً لتلك المشكلة...."
انحنى قائلاً "امرك سيدي...." ليخرج بعدها من تلك الغرفة....
وما هي الا لحظات قليلة حتى دخلت ليندا الى تلك الغرفة وهي تركض قائلة
"جدي...."
قام بفتح ذراعيه ليأخذها بأحضانه قائلاً بسعادة "لقد كبرتي يا ليندا..."
التفت الى جوليا التي وقفت عند الباب والابتسامة لم تفارق وجهها....
قال بسعادة
"اهلاً بكِ يا ابنتي...."









فيونا باندهاش "حقاً؟؟ هل قال والدك ذلك؟؟"
أومئت جوليا برأسها قائلة "أجل....عندما ذهبت لزيارته يوم امس أخبرني بأن هنالك من يقوم بسرقة مال الحكومة...ولكنهم لم يتوصلوا اليه...."

"هذا غريب...من عساه يفعل ذلك...!!"

"آمر ابي رجاله بمتابعة الموضوع والتوصل الى الفاعل...."


تدخلت فيونا قائلة "سأخبر الكسندر عن هذا الامر....لديه اقارب ومعارفٌ كثر....لابد انهم سيساعدونه...."
جوليا بهدوء "اتمنى أن يجدوا حلاً لهذه المشكلة...."






مضت الايام ولم يتوصل احد الى معرفة هوية ذلك الشخص الذي يقوم بأختلاس الاموال.....ولكن الحقيقة ستظهر يوماً من الايام.....ويبدو ان هذا اليوم قد حان.......


في تلك الحديقة ذات الاشجار الخضراء الشامخة حيث وقف اليساندرو برفقة شارل.....
شارل بغضب
"الى متى سأنتظر يا اليساندرو....بلغت ابنتك السابعة من عمرها وانت لا تزال تنتظر....ان كنت لا تستطيع التخلص منهم سأفعل ذلك انا....."
اقترب اليساندرو منه وأمسكه من ياقة قميصه قائلاً بتهديد "إياك ان تقترب من زوجتي وابنتي يا شارل...ان كنت سأتوصل الى الحكم فيعني ان عملي مع الحاكم و زوجته...."
شارل بسخرية "هل أفهم من كلامك أنك تحبهما يا اليساندرو؟؟"
حدق اليساندرو به من غير ان يقول شيئاً.......
اكمل شارل قائلاً
"هل نسيت انه ان مات الحاكم سيذهب العرش لـ جوليا؟؟"

"انا لم أنسى ذلك ايها الاحمق....اول خطوة للوصول الى الهدف هو التخلص من الحاكم....ثم سيكون من السهل تدبر أمر جوليا...."

ابعد شارل يدي اليساندرو عنه قائلاً "على كل حال....السم الذي طلبته سيصل خلال أيام...."
ابتسم اليساندرو قائلاً "هذا جيد......"

بالقرب من أحدى الاشجار حيث وقفت كيت مندهشةً من الكلام الذي سمعته للتو....قالت بنفسها من غير تصديق "ما الذي سمعته؟؟ هل يريدون التخلص من الحاكم..."








على ذلك العشب الاخضر الذي امتلئ بالزهور الملونة الجميلة......جلست تجمع الازهار بسعادة.....حاولت ان تصنع بها طوقاً من الزهور الا انها لم تنجح.....استلقت على الارض مغمضةً عينيها بانزعاج قائلة "لماذا لا أنجح بصنعها...."
شعرت بأنحجاب أشعة الشمس عن عينيها.....فتحت عينيها لتقع أنظارها على ذلك الفتى الذي كان ينظر لها باستغراب وهي مستلقية على الارض.....رفعت جزئها العلوي وهي تنظر له باستغراب....قالت بتساؤل "هل تسكن هنا؟؟"
أجابها قائلاً "أجل...."

"لكنني لم أرك من قبل في القصر...."

"هذا لأنني أبقى في منزل الخدم...."

"ااه فهمت....."


جلس بجانبها قائلاً "ماذا تفعلين؟؟"
التفتت الى الازهار قائلة "كنت أحاول صنع طوقٍ من الازهار...." ثم اكملت بانزعاج "لكنني لا أعلم كيف...."
حدق بتلك الازهار ليبتسم قائلاً "لنحاول صنع واحدةٍ سويةً...."

بدأ كلاهما بمحاولة صنع طوقٍ من الازهار....وبعد محاولات عديدة نجحا بصنع واحدةٍ حيث كانت أفضل ما استطاعوا صنعه......
قالت بفرح
"هذا رائع...."
امسك ذلك الطوق وقام بوضعه فوق رأسها.....
ابتسمت قائلة
"كيف أبدو؟؟"

"كالاميرات....."

ليضحكان بعدها سويةً.....
تحدث ذلك الفتى قائلاً
"بالمناسبة انا ادعى كين....وأنتِ؟"
ابتسمت قائلة "وأنا ليندا...."

في تلك الاثناء كان اليساندرو يسير في تلك الحديقة الواسعة و هو شارد الذهن......التفت الى الجهة اليمنى ليرى ليندا جالسةً مع كين يتحدثان ويضحكان.....اقترب منهما بسرعة ليقوم بحمل ليندا قائلاً بغضب "لماذا تلعبين معه؟؟"
نظرت له بخوف من غير ان تجيبه....التفت الى كين قائلاً "لا تقترب منها...."
ليسير بعدها مبتعداً عن المكان.....راقبه كين وهو يبتعد....انزل رأسه قائلاً بحزن "يبدو أني سأبقى وحيداً من غير أصدقاء....."






في المطبخ حيث كانت كيت واقفةً برفقة دانتي يتحدثان......
قال باندهاش
"هل أنتِ متأكدة؟؟"
قالت بهمس "لا اعلم...هذا ما سمعته....اتمنى أن أكون مخطأة في ذلك...."
وضع دانتي يده على كتفها قائلاً "سنراقب تحركاتهما....و أن كان ذلك صحيحاً يجب أن نخبر الاميرة بذلك...."
أومئت برأسها قائلة "حسناً...." ثم أكملت بنفسها قائلة "اتمنى أن يصدقونا ان كان ذلك صحيحاً...."









مضت عدة أيام من غير أحداثٍ مهمة تذكر.......
في أحد الغرف حيث جلست فيونا برفقة جوليا.....
شهقت جوليا قائلة
"لا أصدق ذلك...."

"هذا ما توصل له صديق الكسندر....جميع الاموال تذهب لخارج البلد....وعندما تتبعوا صاحب الحساب الذي تودع به الاموال كان يوضع في حسابين مختلفين....شارل و اليساندرو...."


قالت من غير تصديق "لا أصدق....قد يكون من المعقول ان شارل يفعل ذلك...اما اليساندرو....!!!"

فيونا بهدوء "انا لا اعلم حقاً...ولكن يجب ان تتأكدي من ذلك قبل أن تخبري والدك...."

انزلت رأسها قائلة "يجب ان نتأكد من ذلك...."







كانت أخر محادثةٍ مع صديقتها فيونا قد أقلقتها كثيراً وجعلتها شاردة الذهن معضم الوقت.....كانت تعلم بأن شارل يخفي شيئاً ما ولكن أن يكون اليساندرو متورطاً معه فهذا كان أخر ما تتوقعه......

قررت ان تراقب تصرفاته هو وشارل من غير ان يشعرا بشيء.....ولكنها لاحظت ان اليساندرو يتجنبها كثيراً وأصبح أكثر شروداً فقررت ان تصارحه بكل شيء وتعرف منه ما يخبئ.....

على تلك السلالم حيث كانت تنزلها ببطء.....

"اين ذهب يا ترى..."
تابعت نزول تلك الدرجات الا انها توقفت عندما رآت اليساندرو و فكتوريا يتحدثان.....تراجعت عدة خطوات للوراء حتى لا يروها...

اليساندرو بسخرية
"يبدو ان العمل هنا قد ناسبك كثيراً...."
قالت بحدة "لم أصل الى هذا المستوى الا بسببك...اليساندرو...."
ارتسمت ابتسامة على زاوية فمه قائلاً "وأنا لم أصل الى هنا الا بسببك....فكتوريا....." ثم اردف قائلاً "لو بقيت معك لما وصلت الى هنا....لما أصبحت زوج ابنة الحاكم...." ثم اكمل باستهزاء "ربما يجب أن اشكرك انتِ وعائلتك....."
اطلق بعدها ضحكةً ساخرةً ليغادر المكان تاركاً فيكتوريا بغضبها وحقدها.....وفي تلك الاثناء كان الاندهاش والاستغراب يعلو قسمات وجه جوليا التي سمعت محادثتهم وانتابها الفضول لتعرف ما سر هذه المحادثة بينهما.....







دقت عقارب الساعة مشيرةً الى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل.....غيوماً عابرة غطت نور القمر المرتفع في السماء......تحت احدى الاشجار في تلك الحديقة الكبيرة حيث وقف شارل وبفمه سيجارةً ينفخ بها الدخان في الهواء......اقترب شخصٌ منه من وسط الظلام لتظهر ملامحه بعد ذلك تدريجياً.....
رمى شارل تلك السيجارة ارضاً ليدهسها تحت قدمه.....ابتسم قائلاً
"لقد أحضرت ما طلبته مني....."
اخرج علبةً بيضاء صغيرة من جيبه ليأخذها اليساندرو منه.....ابتسم قائلاً "رائع....سينتهي امر الحاكم قريباً...."

تلك الاثناء كان هنالك أربعة اعينٍ تراقب من وراء احد الاشجار في وسط الظلام.....وضعت يدها على فمها من غير تصديق.....اتسعت عيناه اندهاشاً......
قالت بهمس
"دانتي...ماذا نفعل الان؟؟"
امسك بيدها ليغادر المكان بهدوء قائلاً "يجب أن نخبر السيدة...."









داخل منزل الخدم حيث وقف الجميع بكل احترام.....سارت من امام الجميع بكل هدوء وقد انحنوا لها احتراماً.....
بدأ الجميع بالتهامس فيما بينهم......

"انها المرة الاولى التي تآتي بها السيدة الى هنا....."

"ما الذي تفعله هنا في الصباح الباكر...."

"يبدو انها غاضبة من أحدٍ ما....."


صعدت تلك السلالم لتعبر احدى الممرات وصولاً الى ذلك الباب....رفعت يدها حتى تطرقه.....سمعت صوت بكاء طفلٍ صغير لينفتح الباب بعدها.....
فكتوريا باندهاش
"سيدة جوليا...."
حدقت بها للحظات لتبتسم بعدها قائلة "اريد التحدث معكِ...."
قالت باستغراب "امرك سيدتي...تفضلي...."

جلست على احدى الكراسي لتجلس فكتوريا قبالتها....جالت بنظرها حول المكان لتنظر بعدها الى فكتوريا قائلة "فكتوريا....انا اعتبرك كـ صديقةٍ لي....وأحبك جداً...."
انزلت رأسها قائلة "شكراً لكِ سيدتي....وأنا أيضاً احبك..."

اكملت جوليا قائلة "أريدك ان تكوني صريحةً معي فكتوريا....اخبريني....ما هي العلاقة التي تجمعك مع اليساندرو؟؟"
اتسعت عيناها اندهاشاً وهي تنظر لها.....قالت جوليا "سمعت حديثكما بالامس عند السلالم....ماذا قصد زوجي بكلامه؟؟"
انزلت رأسها وهي مندهشةً من كلامها....قالت بارتباك "لا سيدتي...انتي مخطئة...."

"ارجوكِ أخبريني...منذ أن جئتِ الى هنا وأنا أشعر بشيءٍ غريب بينكما...انه يعاملك بطريقةٍ غريبة....وكأنه...."
لتصمت بعدها من غير ان تكمل.....
تجمعت قطرات العرق على جبين فكتوريا وهي لا تعلم بماذا تخبرها....نظرت الى جوليا لتلتقي نظراتهما.....كانت نظراتها تحمل الكثير....تريد ان تعرف الحقيقة....قالت بنبرةٍ هادئة مطمئنة
"لا تقلقي....أخبريني, فكتوريا...."
حدقت بها للحظات لتستجمع قواها وتبدأ بأخبارها بكل شيء....








على ذلك السرير الابيض الكبير ذو الخشب الفخم حيث جلست جوليا شاردة الذهن......التفتت الى الباب الذي فتح ليدخل منه اليساندرو.....نظرت له بنظراتٍ غريبة.....حدق بها باستغراب وشعر بأن هنالك شيئاً ما......
اقترب منها قائلاً
"هل حدث شيء؟؟"
أشاحت بوجهها الى الجهة الاخرى من غير ان تجيبه.....جلس امامها جلسة القرفصاء وامسك بيدها قائلاً "جوليا....ما بكِ؟؟"
نظرت له قائلة "اليساندرو....لقد خدعتني...."
حدق بها باستغراب......قال بتساؤل "ماذا تقصدين؟؟"

"أخبرني...لما اخترت فكتوريا من بين كل الخادمات حتى تكون خادمةً لي...؟"


حدق بها للحظات لينهض بعدها قائلاً "الى ماذا تلمحين؟؟"

"اخبرتني فكتوريا بكل شيء...."

ضحك قائلاً "وبماذا أخبرتك؟؟"

"بكل شيء....عن علاقتكما القديمة وعن حبكما....وأيضاً عن...."
صمتت قليلاً لتكمل بحدة "اخبرتني كيف تصرفت معهما بقذارة و أدخلت زوجها السجن بتهمةٍ باطلة...."

رفع خصلات شعره الامامية بيده قائلاً بهمس "كان يجب ان آريها أكثر من ذلك حتى لا تتكلم تلك الحمقاء...."
نهضت وأقتربت منه قائلة "لما فعلت ذلك بهما؟؟
نظر لها قائلاً "وهل يهمك الجواب؟؟"
قالت بغضب "بالطبع يهمني ان أعرف....." ثم اردفت قائلة "الا تزال تحبها؟؟"
نظر لها باندهاش قائلاً "ما هذا الهراء؟؟"

"اذاً أخبرني....ما قصتك معها؟؟"
توجه نحو الباب قائلاً "انتِ الان غاضبة....سنتحدث لاحقاً..."
تبعته لتقوم بامساكه من ذراعه....التفت لها لتقول بحدة "انت تحبها...اليس كذلك؟؟"
اليساندرو بغضب "جوليا توقفي...هذا غير صحيح..."

"بلى انه كذلك....لو انك لم تعد تحبها لما آذيت زوجها...لما جعلتهما يصلان الى هذه الحالة.....لو انك لم تعد تحبها لما أحضرتها الى هنا لتبقى تحت عينيك..."

نظر لها بغضب ليقوم بصفعها قائلاً "هذا يكفي...."
نظرت له باندهاش....امتلئت عيناها بالدموع قائلة "لم أكن مخطأةً بكلامي اذاً...."
اقترب منها ليمسكها من ذراعها بقوة....شد على أسنانه قائلاً بغضب "سأجيبك على تساؤلاتك....تركتني بقلبٍ محطم من أجل عاداتٍ سخيفة.....بعد ان أحببتها بصدق حطمتني....سافرت تاركاً فرنسا ورائي حتى أنساها ولكن عندما عدت ورآيتها مع رجلاً أخر أشتعلت نار الغيرة والحقد بقلبي...لذلك أردت الانتقام...اردت أن أدمر حياتها كما دمرتني.....ولكن أتعلمين....عندما قابلتك نسيت كل تلك المشاعر لفترة من الزمن ولكن كرهي اتجاهها لا يزال متربعاً في قلبي...."

كانت تنظر له باندهاش وهي تستمع لما يقوله....قالت بتساؤل "وماذا عني أنا؟؟ هل كنت وسيلةً فقد حتى أنسيك تلك المشاعر؟؟ ألم تحبني يوماً..."
شد بقبضة يده على ذراعها قائلاً "من قال انني لم أحبك....لقد أحببتك جداً...."
قاطعته قائلة "انت تكذب....لو أنك احببتني حقاً....لنسيتها ونسيت كل تلك المشاعر اتجاهها...."
صمتٌ خيم على المكان واليساندرو محدقاً بها.....لم يستطع ان يرد على أخر كلماتها....ربما كانت جملتها الاخيرة صحيحة....قام بدفعها للوراء بقوة لتسقط ارضاً ليغادر بعدها......
في تلك اللحظة جائت ليندا لترى ذلك المنظر عندما قام والدها بدفع جوليا.....نظرت لوالدتها لتنظر بعدها الى اليساندرو الذي غادر المكان و هو غاضب.....
غطت جوليا وجهها بيديها لتجهش بالبكاء....اقتربت ليندا منها لتضع يدها فوق يدي والدتها قائلة
"لماذا تبكين....أمي...."
نظرت جوليا لها لتقوم بمعانقتها بقوة قائلة وسط شهقات بكائها "انا لا أصدق ذلك....لقد أحببته حقاً...كيف فعل ذلك بي...كيف؟؟"








على تلك السلالم حيث كان ينزلها اليساندرو وهو غاضب....في تلك الاثناء كانت فكتوريا تصعد تلك السلالم.....يبدو أنها قد ظهرت بالوقت الغير مناسب.....
نظر اليساندرو لها بغضب.....اقترب منها ليقول بحدة
"ان دمرت العلاقة بيني وبين جوليا....اقسم بأني لن أتركك تنعمين بالحياة....سآريكِ الجحيم حتى تتمنين الموت...."
راقبته وهو يتابع نزول السلالم....ابتلعت رمقها قائلة بخوف "ماذا...ماذا يقصد؟؟"








في ذلك اليوم بقيت جوليا بغرفتها ولم تغادرها ابداً حتى أن الخدم قد شعروا بحصول شيءٍ ما....اما اليساندرو فلم ينم تلك الليلة بنفس الغرفة بل طلب من الخدم ان يجهزوا له احدى الغرف الفارغة....
وعندما سمعت فكتوريا بذلك شعرت بالندم الشديد على أخبارها بعلاقتها القديمة بـ اليساندرو....فقد كانت متيقنةً أن شجاراً قد حصل بينهما بسببها.....






وفي صباح اليوم التالي......
داخل احدى السيارات الفخمة حيث جلس اليساندرو برفقة شارل....
كان الصمت سيد المكان.....
تحدث شارل قائلاً
"ماذا حدث بينكما؟؟"
اليساندرو بهدوء "لا شيء...."

"جميع من في القصر يتحدث عنكما....جوليا لا تغادر غرفتها وأنت لم تنم معها ليلة أمس....وكل هذا لا شيء؟؟"

نظر له قائلاً بغضب طفيف "قلت لك لا شيء...."
رفع شارل كتفيه بلامبالاة قائلاً "كما تريد...." ثم نظر الى النافذة ليقول "يجب أن تصلح علاقتك بها بسرعة قبل أن تتطور أكثر من ذلك...."
اليساندرو بسخرية "وألم تكن تكره وجودنا معاً وتريدني ان أتخلص منها بسرعة؟؟ ما الذي غيرك؟؟"
التفت له قائلاً "صحيحٌ انني لا أريدكما معاً ولكن....يبدو أنك تحبها كثيراً...."
ابتسم بسخرية قائلاً "حقا....!!"
اشاح شارل بوجهه عنه قائلاً "هذا واضحٌ عليك يا اليساندرو...." ثم اكمل بنفسه قائلاً "لهذا السبب ستكون عائقاً امامي يا اليساندرو..."







داخل تلك الغرفة حيث جلست جوليا على احدى الارائك شاردة الذهن.....
دخلت تلك اللحظة كيت....انحنت قائلة
"سيدتي...أريد التحدث معكِ..."
نظرت لها جوليا قائلة "ما الامر؟"
كيت بارتباك "لا اعلم كيف أقول ذلك....ولكن....."
صمتت قليلاً...نظرت لها جوليا طالبةً منها التكلم....قالت بعد تردد طويل "لقد...لقد سمعت السيد اليساندرو و هو يتحدث مع شارل قبل أيام....انهما....انهما يريدان التخلص....من الحاكم...."
جوليا باندهاش "ماذا تقولين؟؟"

"هذا ما سمعته سيدتي....حتى أن دانتي قد سمع ذلك أيضاً...."


نهضت جوليا قائلة بغضب "يكفي...لا يمكن أن أصدق ذلك...اليساندرو لا يفكر بهذه الطريقة ابداً...."
نظرت لها بارتباك قائلة "سيدتي..."
جوليا بغضب "هيا اخرجي من هنا حالاً...."
انحنت باحترام لتخرج من تلك الغرفة والدموع تملئ عينيها....."كنت أعلم انها لن تصدقني...لن يصدقنا أحد....ماذا نفعل الان؟؟"

بالطبع لن تصدق جوليا هذا الكلام.....فهي تحب اليساندرو....ولا يمكن ان يخطط زوجها لقتل والدها....لقد رأت ان هذا الكلام غير منطقي ابداً....






على احد المقاعد الخشبية الموجودة في الحديقة العامة حيث جلس اليساندرو و شارل كان واقفاً بجانبه و جاين يقف امام اليساندرو ينظر له باندهاش......
اليساندرو بهدوء
"ستحصل على كل ما تريد....ولن يعلم احداً بذلك....انت أكثر شحصٍ يتردد الى قصر الحاكم في كل يوم...."
انزل جاين رأسه و هو مندهش تماماً مما سمعه....قال بهمس "اقتل....الحاكم...."
نظر جاين الى شارل الذي قال "فكر جيداً يا جاين....صدقني لن يعلم احداً بذلك....سيكون سراً بيننا نحن الثلاثة...."
ومن ثم أخرج علبةً بيضاء من جيبه ومدها نحو جاين قائلاً "هيا خذ هذا....نفذ المهمة في نهاية الاسبوع.....قطرةً واحدة في طعامهم وينتهي كل شيء....."
حدق جاين به من غير تصديق......وضع شارل تلك العلبة في جيب جاين لينهض بعدها اليساندرو قائلاً "إياك ان يعلم احداً بذلك....حتى لو لم ترغب بالقيام بهذا العمل....."
ليغادران بعدها تاركين جاين باندهاشه........
نظر اليساندرو بطرف عينه الى شارل قائلاً
"ابعت احد رجالك لمراقبته....ان لم ينهي مهمته خلال اسبوع اقتلوه و اقتلوا الحاكم..."








وفي مساء ذلك اليوم........
امام المرآة حيث جلست جوليا شاردة الذهن محدقةً بالفراغ.....دخل تلك اللحظة اليساندرو....نظرت له عبر المرآة لتمسك بعدها مشطها لتبدأ بتسريح شعرها وهي لا تعيره أنتباهاً.....
وقف خلفها وهو ينظر الى معالم وجهها الحزينة عبر المرآة......قال بهدوء
"الا تزالين غاضبةً مني؟؟"
وضعت المشط من يدها لتنهض من غير ان تجيبه متوجهةً الى سريرها....اوقفها اليساندرو عندما أمسكها من يدها قائلاً "يبدو أنكِ غاضبةً مني....."
ومن ثم قام بمعانقتها قائلاً "انا آسفٌ عزيزتي....لم أقصد ان أجرح مشاعرك أو أؤذيك بكلامي....سامحيني....."
بقيت صامتةً من غير ان تقول شيئاً.....ابعدها عنه وحدق بعينيها الخضراوتين قائلاً "هيا عزيزتي....انتِ تعلمين انني أحبك....لا تدعي احداً يدمر علاقتنا....."
حدقت به للحظات لتقول بعدها "فلتنسى اذاً فكتوريا و جاين....دعهما وشأنهما...."
قال بهدوء "كما تريدين....."

"وقم بفصلهما من العمل....لا أريدهما في القصر....لا يستحقان العمل كخدمٍ عندنا.....عدني بأنك ستساعده بالحصول على عملٍ أفضل.....فلتصلح فعلتك تلك...."

حل الصمت بينهما قبل ان يقطعه اليساندرو قائلاً "سأفعل ذلك عزيزتي....لكن أمهليني اسبوعاً...."
أومئت برأسها قائلاً "حسناً....اسبوعاً واحداً فقد..."
قال بتساؤل "هل سامحتيني الان؟؟"
اشاحت بوجهها عنه قائلة "ليس بعد...."
امسك بوجهها ليجبرها على النظر له....حدق بها للحظات ليقول بعدها "لكن عيناكِ تقولانِ عكس ذلك...."
قالت بخجل "لا غير صحيح...."
ضحك بخفة ليعانقها قائلاً "انا أحبك...."
ابتسمت جوليا برقة لتبادله العناق.....







مضى ذلك الاسبوع بسرعة......جاين الذي كان يفكر بتلك المهمة التي أوكلت اليه و ماذا سيفعل.....كيت و دانتي اللذان لم يستطيعا فعل شيء لأخبار جوليا بما سمعاه.....جوليا التي أخبرت فكتوريا عن أخر حديثٍ دار بينها وبين اليساندرو حتى يساعدهما....واليساندرو الذي استرجع علاقته القوية مع جوليا قد ابتعد كل هذه الفترة عن فكتوريا و جاين.....

وها هو اليوم المنشود قد جاء.....اليوم الذي من المفترض ان يُقتل به الحاكم......
داخل قصر الحاكم الرئيسي بالتحديد داخل المطبخ حيث استطاع جاين التوصل الى طعام الغداء الخاص بالحاكم والحاكمة.....تلفت حوله بحذر.....اخرج تلك العلبة من جيبه حدق بها قليلاً.....قام بفتحها ببطء الا انه توقف وهو محدقاً بالفراغ ليعيد اغلاقها وارجاعها الى جيبه......ليسرع بعد ذلك بالخروج من هناك.......







ولم تمضي سوى عدة ساعات قليلة حتى جائت كيت تركض الى تلك الغرفة حيث كانت تجلس بها جوليا.....قامت بفتح الباب بسرعة والدموع تملئ مقلة عينيها.....نظرت الى جوليا التي كانت تقف مندهشةً وأحد الحراس يقف قبالتها....انحنى باحترام ليخرج بعدها.....أقتربت كيت منها وقالت
"سيدتي....."
انهمرت الدموع من عيني جوليا من غير تصديق....نظرت الى كيت لتتذكر اخر محادثةٍ معها....قالت من غير تصديق "هل مات والداي حقاً؟؟"
انزلت كيت رأسها بحزن.....امسكتها جوليا من كتفيها وقامت بهزها قائلة "هل ماتا حقاً؟؟ من فعل ذلك؟؟"
عضت على شفتها السفلى قائلة "أخبرتك سيدتي....لكنكِ لم تصدقيني....حاولت ذلك....ولكن....."
تراجعت عدة خطوات للوراء لتجلس على الاريكة التي كانت خلفها....قالت بشرود "انتِ كاذبة....اليساندرو لم يفعل ذلك....انا واثقة من ذلك....ربما شخصٌ أخر..."

"سيدتي...."

قاطعها ذلك الصوت القائل "جوليا...."
التفتت نحو الباب لترى اليساندرو....اسرع بالاقتراب من زوجته قائلاً "هل ما سمعته صحيح؟؟....لقد...ماتا...!!"
رمت نفسها بين احضانه وهي تبكي بألم وحرقة......شدة كيت على قبضة يدها لتخرج بعدها من هناك.....نزلت تلك السلالم وهي تمسح دموعها.....التقت بـ دانتي اسفل تلك السلالم.....اسرعت نحوه لتقوم بمعانقته قائلة "انها لا تصدقني الى الان...ماذا نفعل؟؟"
مسح على شعرها قائلاً "يجب ان نخبر السيد الكسندر....سيساعدنا...."








اما داخل تلك الغرفة الصغيرة حيث جلست فكتوريا مع زوجها.....
شهقت قائلة من غير تصديق
"ما الذي تقوله جاين؟؟ هل طلب ذلك منك حقاً؟؟"
أنزل رأسه قائلاً "اجل...."

"هل قتلتهما؟؟"

نظر لها قائلاً "لم أفعل ذلك....اقسم انني لم أضع ذلك السم بطعامهما...صدقيني فكتوريا....ارجوكِ..."
حدقت به للحظات لتقول بعدها "من فعلها اذاً...."
هز رأسه نفياً قائلاً "لا أعلم....ربما أحد رجاله"

"يا الهي....يجب ان نحذر جوليا....قد تكون بخطر هي الاخرى...."

حدق جاين بالفراغ للحظات...ثم نظر لها قائلاً "ليس الان....انتظري قليلاً فقد..."









مضت عدة أيامٍ كانت كالشهور بالنسبة لـ جوليا.....لم يعلم احد سبب موت الحاكم والحاكمة حيث كتب انهما ماتا بظروفٍ غامضة.....لم يكن يعلم بالحقيقة سوى جاين و زوجته....كيت ودانتي....و جوليا التي دخلت بدوامةٍ لم تستطع الخروج منها.....كانت احياناً تصدق بان اليساندرو له يداً بالامر وأحياناً أخرى كانت تطرد تلك الافكار من رأسها......
ولكن كما يقولون......الحقيقة ستظهر.....


بعد مرور أسبوع من وفاة الحاكم تولت جوليا الحكم بمراسمٍ رسمية امام الشعب....كانت أول خطوةٍ من خطوات اليساندرو قد بدأت بالتحقق.....فهو الان زوج حاكمة البلاد.....وان ماتت فصيصبح هو الحاكم الرسمي للبلاد وفقاً لقوانين العائلة....
وكان شارل متحمسٌ لهذه الفكرة كثيراً.....فقد وعده اليساندرو بأن يكون مستشاره الملازم له......


شعورٌ غريب قد اجتاحها.....شيءٌ كان يخنقها.....لم تشعر بالسعادة منذ ان تولت الحكم.....شعرت بالضياع و بأنها تائهةً في هذا العالم.....
مضى شهرٌ كامل على تلك الحادثة......و جوليا تريد ان تعرف الحقيقة....قررت مصارحة اليساندرو بكل شيء....تريد ان تخبره بما سمعته عنه......

توجهت الى تلك الغرفة الكبيرة حيث كان يجلس بها اليساندرو....دخلت الى هناك بهدوء....التفت لها قائلاً
"اهلاً بكِ عزيزتي...."
اقتربت منه لتجلس على الاريكة بجانبه......
انزلت رأسها قائلة
"اليساندرو....انا متعبةٌ جداً...لم أستطع النوم منذ أيام....تلك الافكار لا تغادر ذهني أبداً....لا أريد ان أصدق ما سمعته...."
أمسك بيدها قائلاً "ما بكِ عزيزتي؟؟"
التفتت له قائلة "انت لم تقتلهما أليس كذلك؟؟"
حدق بها باندهاش قائلاً "ماذا؟؟"

"سمعت انك انت وشارل متفقين على ذلك....قل ان هذا غير صحيح....ارجوك..."

شد على قبضة يده بغضب.....امسكها من ذراعيها قائلاً "من أخبركِ بذلك؟؟ قولي...."
قالت بألم "لن أقول من أخبرني بذلك....أريد ان اعرف ما هي الحقيقة...."
حملق بها بنظراتٍ غاضبة محدثاً نفسه "هل فعلها جاين وأخبرها بذلك...."
نهض مجبراً جوليا على النهوض معه......سار عبر ذلك الممر وهو ممسكاً بذراعها بغضب.....
قالت بألم
"ما بك اليساندرو.....دعني هذا مؤلم...."
صعد على تلك السلالم تحت انظار مجموعة من الخدم و منهم كيت التي كانت تنظر لهما بخوف.....
قال بنبرةٍ آمراً بها أحد الخدم
"أنت....تعال معي...."
نظر له بخوف ليتبعه قائلاً "أمرك سيدي..."

تابع سيره الى ان وصل الى أخر طابقٍ في القصر.....الى الطابق السادس....
جوليا وهي تحاول الافلات منه
"دعني اذهب...."
قام بفتح باب احدى الغرف ليدخلها الى هناك بالقوة قائلاً "ستبقين هنا....الى ان انهي كل شيء...."
وما ان انهى كلماته الاخيرة حتى اغلق الباب ورائه.....اسرعت بالتوجه الى الباب وهي تحاول فتحه.....امتلئت عيناها بالدموع قائلة "ما الذي يقصده..."

اما في الخارج امام ذلك الباب حيث تحدث اليساندرو بغضب "أياكم ان يفتح لها احد هذا الباب...الى ان أخبركم بذلك...."
قال ذلك الخادم بخوف "آمرك سيدي...."
تلفت اليساندرو حوله ليقول بغضب شديد "أين جاين؟؟ احضروه الى هنا حالاً...."

بالقرب من ذلك المكان حيث كانت كيت تراقب من بعيد.....قالت باندهاش "يا الهي...ما الذي يحدث هنا؟؟..." ثم اسرعت بالركض قائلة "يجب أن اخبر السيد جاين...."









امام ذلك الباب حيث وقفت كيت برفقة دانتي ليقوما بطرق الباب بعجلة....فتحت فكتوريا الباب باستغراب قائلة "ما الامر؟؟"
كيت باندفاع "السيد يبحث عن جاين وهو غاضب جداً....كما انه قام بحبس السيدة جوليا بأحد الغرف...."
نظرت لها باندهاش.....في تلك الاثناء خرج جاين وقد سمع كل شيء....شد على قبضة يده قائلاً "انا أعلم لماذا يبحث عني...."
التفت الى فكتوريا قائلاً "ساعدي السيدة وابنتها على الهرب من هنا....لا تجعليها تعود الى هنا ثانيةً...."
أومئت برأسها قائلة "حسناً....."
ثم تحدث موجهاً كلامه الى دانتي قائلاً "انت اذهب واطلب المساعدة من السيد الكسندر...."
دانتي "حسناً...."
ليغادر بعدها المكان بسرعة......
نظر الى فكتوريا ليمسك بوجهها مقرباً وجهه منها قائلاً
"سأخرج الان واعمل على ابعاد اليساندرو عن المكان.....اهربا ولا تعودا الى هنا...."
ثم عانقها قائلاً "اعتني بنفسك جيداً....."
وما هي الا لحظات حتى غادر هو الاخر......نظرت كيت الى فكتوريا قائلة "هو...هو من قتل الحاكم والحاكمة....لقد سمعتهما...."
نظرت فكتوريا لها قائلة "اعلم ذلك...." ثم القت نظرةً داخل غرفتها قائلة "كيت....ابعدي كين وأكيرا عن هنا....سأذهب لمساعدة جوليا وابنتها....."









امام ذلك الباب حيث وقف احد الخدم وهو يتصبب عرقاً....كان يسمع صوت جوليا القادم من الداخل طالبةً المساعدة.....نظر الى مقبض الباب للحظات.....وبعد ترددٍ طويل قام بفتح الباب لها.....
نظر لها لينحني لها قائلاً
"سيدتي انا آسف....أرجوكِ سامحيني...."
حدقت به باستغراب....التفت لها قائلاً "لن امنعكِ من الخروج من هنا....سيدتي..."
قامت بمسح دموعها قائلة "شكراً لك...." لتسرع بالخروج من هناك قاصدةً الابتعاد عن المكان الى ان اوقفها ذلك الخادم قائلاً "كوني حذرة سيدة جوليا...."
ادارت رأسها باتجاهه لتبتسم له بامتنان لتتابع سيرها نحو السلالم حيث قابلت فكتوريا.....
فكتوريا بعجلة
"يجب ان تبتعدي عن هنا يا جوليا....سيقتلك اليساندرو كما قتل والداكِ...ارجوكِ اهربي معي...."
حدقت بها للحظات لتقول بعدها "لنحضر ليندا....هيا بنا...."






وقفت امام القصر لتلقي نظرةً خاطفةً عليه وهي تمسك بيد ابنتها....
"هيا يا جوليا....تحركي...."
لتبتعد بعدها عن المكان متوجهةً الى تلك الغابة الواقعة خلف القصر.....







(تم حذف المقطع التفصيلي بقتل جاين لأنه تم ذكره سابقاً.....)

وراء تلك الاشجار حيث وقفت كلاً من جوليا و فكتوريا باندهاشٍ ينظران الى تلك الجثة الملقاة على الارض.....كان المطر غزيراً وقتها....لم تمنع فكتوريا نفسها من الاقتراب من جثة زوجها رغم محاولات جوليا بمنعها من ذلك......
شدة بقبضة يدها على ليندا التي كانت بين ذراعيها تنظر الى ذلك المشهد بخوفٍ شديد....فقد رآت للتو والدها يقتل رجلاً امام عينيها.....
تراجعت للوراء عدة خطوات بعدما رآت فكتوريا تهوي أرضاً بجانب زوجها بعدما تلقت تلك الضربة المباغتة التي افقدتها الوعي.....
بدأت بالركض عبر تلك الغابة عائدةً الى قصرها والدموع تنهمر من عينيها وهي منصدمةً مما سمعته من زوجها.....
تذكرت أخر كلمات فكتوريا عندما قالت لها
"السيد الكسندر بانتظارك....سيساعدك..."

وصلت الى القصر وهي تلهث بتعب.....وقفت امام الكراج الخاص بسياراتهم.....تلفتت حولها باحثةً عن أحدهم....دخلت الى الكراج لتقع انظارها على سيارتها الخاصة التي كانت تخرج بها دائماً.....
تلفتت حولها لتقع انظارها على تلك اللوحة المعلق عليها مفاتيحٌ مختلفة....التقطت المفاتيح الخاصة بسيارتها لتفتحها.....وضعت ليندا بالمقعد الخلفي لتضع لها حزام الامان.....ومن ثم جلست هي خلف المقود....حدقت بها للحظات لتقول بعدها
"لا اعلم ان كنت سأتذكر كيف أقود السيارة...."
استجمعت قواها لتشغل المحرك منطلقةً بها مبتعدةً عن المكان.....






على ذلك الطريق السريع حيث كانت تقود السيارة ويداها تترتعشان خوفاً.....قامت بمسح قطرات الماء المتجمعة على جبهتها....نظرت عبر المرآة الى ليندا التي كانت تضم قدميها الى صدرها والدموع تملئ عينيها.....قالت مهدئةً اياها
"عزيزتي...ستكون الامور بخير..."
ثم اكملت بحدة "لن أسلم براعم زهرتنا الى أيدي المجرمين....حتى ان كان الموت ينتظرني.....سينالون عقابهم...."
حدقت ليندا بوالدتها باستغراب وهي تستمع الى كلماتها تلك.....

ضغطت جوليا على المكابح راغبةً بتخفيف سرعة السيارة.....اتسعت عيناها اندهاشاً عندما رآتها معطلة....ابتسمت بمرارة قائلة
"هل ستكون هذه النهاية؟؟"
اخرجت تلك القلادة الذهبية من تحت ثيابها ومدتها نحو ليندا قائلة "امسكي بهذه يا ليندا....ضعيها حول عنقك وحافظي عليها كما تحافظين على نفسك...."
اخذتها ليندا من والدتها و وضعتها حول عنقها قائلة "حاضر امي..."
ابتسمت جوليا برقة قائلة "والان اسمعيني جيداً....احفظي كلماتي هذه....ولا تنسيها يا ليندا...."
أومئت برأسها قائلة "انا اسمعك ماما...."

"في قصر جدك....خلف صورة العائلة الحاكمة المعلقة في قاعة الاستقبال.....كنز عائلتنا هناك....المفتاح معكِ يا لين....لا تفرطي به....هل هذا واضح؟؟"


أومئت برأسها قائلة "أجل...."

"هيا اعيدي علي ما قلته لك...."


وبدأت ليندا باخبارها ما حفظته عن والدتها.....
ابتسمت جوليا قائلة
"لا تنسي ذلك ابداً يا لين...."
ثم نظرت الى الطريق امامها لتجد لافتةً توضح ان هنالك منحدر و يجب ان تخفف السرعة.....نظرت الى لين عبر المرآة قائلة "تمسكي بالمقعد جيداً يا لين....واغمضي عينيك ولا تفتحيهما مهما حدث يا ابنتي...."
انصاعت ليندا الى اوامر والدتها.....شدة جوليا بقبضة يدها على مقود السيارة.....قالت بحزن "فلـ تعيشي يا ابنتي....انا احبك...."

كانت تلك أخر كلماتٍ تسمعها ليندا من والدتها لتهوي بعدها بهم السيارة بعد ان اصطدمت بالسياج الفاصل بين الشارع وذلك الوادي المنحدر......








على ذلك السرير الابيض حيث كانت مستلقيةً عليه والجراح تملئ جسدها.....التفتت الى فيونا لتقول بتعب
"اعتنوا بـ ليندا جيداً....انها اغلى ما أملك....أريد ان أكون....مطمئنةً عليها...."
أومئت برأسها والدموع آخذةً مجراها على وجنتيها....
التفتت جوليا الى كيت و دانتي قائلة
"انها برعايتكم...."
وما هي الا لحظات قليلة حتى سمعوا ذلك الصوت الذي أنبأ عن توقف نبضات قلبها......










على احدى الكراسي حيث كانت تجلس فيونا بشرود لا تصدق ما حدث.....اما كيت فلم تمنع نفسها من كتم شهقات بكائها التي تعالت.....دانتي هو الاخر لم يستطع منع نفسه من البكاء.....
التفت الجميع الى الكسندر الذي قال بحدة
"يجب أن يعاقب اليساندرو على فعلته هذه...."
كيت وهي تبكي "ولكن كيف؟؟ لن يصدقونا؟؟ انه اقوى منا جميعاً...."
انزل رأسه بقلة حيلة....فما قالته كيت كان صحيحاً....اليساندرو لا يقهر بنظرهم.....
نهض عن الكرسي ليقول
"سنأخذ ليندا بعيداً عن هنا....سيصل اليساندرو بأية لحظة....يجب ان نسرع...."






امام باب المشفى الخلفي حيث جلست فيونا داخل سيارةٍ سوداء و بجانبها ليندا الممدة من غير حراك.....
نظرت كيت الى دانتي بحزن.....امسك بيدها قائلاً
"لا تحزني....سنلتقي قريباً....اعتني بالانسة الصغيرة...."
أومئت برأسها والدموع تملئ عينيها.....اخرج خاتمين ذهبيين من جيبه.....اعطى واحداً لـ كيت قائلاً "احتفظي به...."
حدقت به لتنهمر الدموع من عينيها....قامت بمعانقته قائلة "سأنتظرك يا دانتي....."







داخل المشفى بأحد ممراته الطويلة.....امسك اليساندرو بياقة احد حراسه قائلاً بغضب "كيف حدث ذلك؟؟...لماذا جعلتوها تخرج من القصر؟؟ لماذا؟؟"
حدق به ذلك الرجل بخوف ليقوم اليساندرو بدفعه بقوة على الارض بعدها......
اخذ يذرع المكان ذهاباً إياباً بغضب.....التفت ورائه عندما سمع ذلك الصوت القائل
"كم هذا مؤسف....لقد ماتت...."
اقترب اليساندرو منه ليمسكه من ياقة معطفه قائلاً بحدة "أأنت وراء موتها يا شارل؟؟"
ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتيه ليرجع بذاكرته بالاحداث الى الوراء.....
امام باب الكراج حيث وقف شارل برفقة احد الرجال....
تحدث ذلك الرجل قائلاً
"لقد قمت بتعطيل مكابح سيارتها....ان خرجت بها الان لن تعود...."
ابتسم شارل قائلاً "وهذا هو المطلوب...."


حدق اليساندرو به بغضب شديد ليقوم بلكمه على وجهه قائلاً "تباً لك يا شارل....لما فعلت ذلك؟؟"

"لأنك لم تستطع التخلص منها بنفسك....ففعلت ذلك أنا..."


حدق به بغضب شديد ليقوم بضربه ثانيةً....صرخ بوجهه قائلاً "لم أطلب منك التدخل ابداً...."
في تلك اللحظة جاء احد الرجال وهو يلهث....قال بارتباك "سيدي....لقد اختفت الانسة ليندا...."
نظر له اليساندرو باندهاش قائلاً "ماذا؟؟"








بعد اختفاء ليندا بدأ اليساندرو بالبحث عنها ولكن دون جدوى....انتقل الحكم في فرنسا بعد ذلك الى عائلةٍ أخرى كانت مرشحةً للحكم..... لم يذهب الحكم الى اليساندرو لأنه لم يمتلك الآرث العائلي للعائلة....فقرر بعدها بالبحث عن ليندا في كل مكان.....







داخل تلك الغرفة الكبيرة حيث كانت مستلقيةً على السرير نائمةً بهدوء.....مررت فيونا اصابع يدها بين خصلات شعرها الذهبية....قالت بحزن
"الم يحن الوقت لتسيقظي...."
وضعت رأسها على السرير بجانب يدها....شعرت بتحركها تلك اللحظة....اسرعت بالنظر لها لتراها تفتح عيناها.....تعلقت انظارها بها....جالت بنظرها حول المكان.....وقعت انظارها على فيونا التي قالت بلهفة "ليندا ابنتي....هل انتِ بخير؟"
نظرت لها باستغراب قائلة "ليندا....من تكون؟؟"








__________________

















رد مع اقتباس
  #1614  
قديم 03-16-2013, 08:57 PM
 
حجزززززززززززز
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سر الماضى المخفى s.a.y.a روايات الأنيمي المكتملة 640 12-21-2016 11:53 AM
موسوعـــــــــة الرسوم المتحركـــــة القديـــــــــمة... ذكريات الماضي الجميلة عابرة سَبــيل موسوعة الصور 20 01-28-2011 12:10 PM
ذكريات زمن الماضي الجميل ♥ βőΛ ♫ أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 6 01-14-2010 07:24 PM
ذكريات من الماضي ..... ريشة رسام أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 5 02-01-2009 01:56 PM
ذكريات الماضي..... بسمة أمل أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 13 04-28-2007 08:23 PM


الساعة الآن 05:54 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011