عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام العامة > حوارات و نقاشات جاده

حوارات و نقاشات جاده القسم يهتم بالمواضيع الحوارية والنقاشات الجادة والمتنوعة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #16  
قديم 07-07-2007, 03:53 PM
 
رد: الألم....نعمة ام نقمة

إن للصبر وسائل يجب أن نعوّد أنفسنا عليها وأول هذه الوسائل للصبر على المصيبة: التأمل، والتدبر، والنظر في كتاب الله جل وعلا وسنة نبيه ، ففيها ما تقرّ به الأعين، وتسكن به القلوب، وتطمئن إليه النفوس، ولو قارن المصاب بين ما أخذ منه وما أعطي فلا مقارنة فإنه سيجد أن ما أعطي من الأجر، والثواب، أعظم من فوات تلك المصيبة بأضعاف مضاعفة، وقِفُوا مع آية عظيمة في كتاب الله كفى بها واعظة ومسلية، عند وقوع المصائب: وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْء مّنَ ٱلْخَوفْ وَٱلْجُوعِ وَنَقْصٍ مّنَ ٱلاْمَوَالِ وَٱلاْنفُسِ وَٱلثَّمَرٰتِ وَبَشّرِ ٱلصَّٰبِرِينَ ٱلَّذِينَ إِذَا أَصَٰبَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رٰجِعونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوٰتٌ مّن رَّبْهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ ٱلْمُهْتَدُونَ [البقرة:155-157]، (إنا لله وإنا إليه راجعون) علاج ناجع من الله عز وجل لكل من أصيب بمصيبة دقيقة أو جليلة ومصير العبد ومرجعه إلى الله مولاه الحق، لابد أن يخلف في الدنيا يوما ما وراء ظهره، ويأتي ربه فردا كما خلقه أول مرة بلا أهل ولا عشيرة ولا حول ولا قوة ولكن بالحسنات والسيئات، فهل يا ترى يعلم هذا المصاب بمصيبة ما روى مسلم عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: (سمعت رسول الله يقول: ((ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها إلا آجره الله في مصيبة وأخلفه خيرا منها))، قالت: ولما توفي أبو سلمة؛ قلت: ومن خير من أبي سلمة صاحب رسول الله ثم عزم الله علي فقلتها فما الخلف؟ - قالت: فتزوجت رسول الله )[2]. وفي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة رضي الله عنهما عن النبي قال: ((ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى حتى الشوكة يشاكها إلا كفّر الله بها من خطاياه ))[3]. والثاني من الوسائل المعينة على الصبر: تذكر المصيبة العظيمة بموت الرسول وكل مصيبة دون مصيبتنا بموته تهون، فبموته عليه الصلاة والسلام انقطع الوحي من السماء إلى يوم القيامة، وبموته انقطعت النبوّات، وبموته ظهر الفساد في البر والبحر، وتذكر ذلك تسلية وعزاء للمصائب يقول في الحديث الصحيح: ((إذا أصيب أحدكم بمصيبة فليذكر مصيبته بي فإنها أعظم المصائب))[4]، ويقول فيما صح عنه في سنن ابن ماجه: ((يا أيها الناس أيما أحد من الناس أو من المؤمنين أصيب بمصيبة فليتعزّ بمصيبته بي عن المصيبة التي تصيبه بغيري؛ فإن أحدا من أمتي لن يصاب بمصيبة بعدي أشد عليه من مصيبتي))[5]، نعم إن تذكر النبي وما حل بنا بفقده هو أعظم مصيبة..
فاصبر لكل مصيبة وتجلدِ واعلم بأن المرء غير مخلد
واصبر كما صبر الكرام فإنها نوبُ اليوم تُكشَف في غدِ
من لم يصب ممن ترى بمصيبة؟ هذا سبيل لستَ عنه بأوحد
فإذا ذكرت مصيبة ومصابها فاذكر مصابك بالنبي محمد
ومن الوسائل للصبر: أن يعلم المصاب علم اليقين أنّ مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِى ٱلأَرْضِ وَلاَ فِى أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِى كِتَٰبٍ مّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٌ لّكَيْلاَ تَأْسَوْاْ عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلاَ تَفْرَحُواْ بِمَا ءاتَٰكُمْ وَٱللَّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ [الحديد:22، 23].
فيا أيها المصاب، المصيبة واقعة، فوطن نفسك على أن كل مصيبة تأتي إنما هي بإذن الله عز وجل وقضائه وقدره فإن الأمر له، فإنه كتب مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك أو يضروك فلن يحصل ذلك إلا بشيء قد كتبه الله لك أو عليك.
إخوة الإيمان، ومن الوسائل المعينة على الصبر: الاستعانة بالله، والاتكال عليه، والرضا بقضائه، روى الإمام أحمد من حديث أنس بن مالك قال: ألا أحدثكم بحديث لا يحدثكم به أحد غيري؟ قالوا: بلى، قال: كنا عند النبي جلوسا فضحك، ثم قال: أتدرون مما ضحكت؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، فقال عليه الصلاة والسلام: ((عجبت للمؤمن أن الله عز وجل لا يقضي عليه قضاء إلا كان خيرا له))[6]، فليعلم من أصيب بمصيبة أن حظّه من المصيبة ما يحدث له من رضا فمن رضي فله الرضا، ومن تسخط فله السخط.
وعن عطاء بن أبي رباح قال: قال لي ابن عباس رضي الله عنهما: ((ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟ فقلت: بلى؛ قال: هذه المرأة السوداء، أتت النبي فقالت: إني أصرع وإني أتكشّف، فادع الله تعالى لي؟ قال: إن شئت صبرت ولك الجنة وإن شئت دعوت الله تعالى أن يعافيك، فقالت :بل أصبر، فقالت: إني أتكشّف فادع الله أن لا أتكَّشف فدعا لها)) متفق عليه[7]. وعن أبي يحيى صهيب بن سنان قال: قال رسول الله : ((عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له)) رواه مسلم[8].
والوسيلة الخامسة مما يعين على الصبر: العلم بأن الجزع من المصيبة لا يردها بل يضاعفها، فهو إذا جزع فجزعه مصيبة ويغضب ربه، ويحبط أجره، حدّث أنس أن النبي مر بامرأة تبكي عند قبر، فقال: ((اتقي الله واصبري))، فقالت: إليك عني فإنك لم تصب بمصيبتيَ، ولم تعرفه، فقيل لها: إنه النبي فأتت باب النبي فلم تجد عنده بوابين، فقالت: لم أعرفك وسوف اصبر يا نبي الله فقال لها: ((إنما الصبر عند الصدمة الأولى)) متفق عليه[9].
ومن الوسائل المعينة على الصبر: العلم بأن النعم زائرة وأنها لا محالة زائلة، وأنها لا تفرح بإقبالها فرحا حتى تُتْعِبَ بفراقها ترحًا، وما فرح به اليوم حزن عليه غدا، سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا.
ومما يعين على الصبر: العلم بتفاوت المصائب في الدنيا، ومن حصل له الأدنى من المصائب يتسلى بالأعلى والأعظم من المصائب التي أصيب بها غيره، من فقد للدين وإهمال وتقصير فيه، فهذا أعظم المصيبة، ويجب أن تعلم أيها المصاب أن هذا هو حال الدنيا إن أضحكت قليلا أبكت كثيرا، وإن سرت يوما أحزنت شهورا، وإن متعت يسيرا قنعت طويلا.
ومما يعين على الصبر كذلك، أن يتذكر المصاب ما في مصابه من فوائد ولطائف منجية له، فربما كان على ذنب عظيم أوجب سخط الله فَرَقّ قلبه بعد مصابه وتاب وأناب إلى الله، ورجع إلى نفسه فعالج تقصيرها في ذات الله، وربما لم يتحقق له ذلك إلا بوقوعه في المصيبة، نسأل الله لنا ولكم العافية، وكم رأينا من شواهد الواقع ما يؤيده.
ومن الوسائل المعينة على الصبر، حسن التعزية للمصاب، فإن الكلمة الطيبة للمصاب يثبت بها بإذن الله ويعان، ويعود الصبر عليه سهلا يسيرا، والمؤمن قليل بنفسه كثير بإخوانه، فإذا وجد هذا يعزيه، وهذا يسليه، سهلت عليه الأمور العظام، وكشف ما به من مصيبة، وفي الحديث الحسن أن النبي قال: ((ما من مؤمن يعزي أخاه بما به إلا كساه الله من حلل الكرامة يوم القيامة)) [10]، ولابد من أن تكون التعزية في محلها مناسبة، فإن من الناس من إذا عزى ذكر باللوعة والمصيبة، من وفاة أو مرض ونحوهما، وما أروع الهدي النبوي والأدعية النبوية الكريمة في العزاء للمصيبة، أما كثرة الأسئلة عن المصيبة فمما يؤجج الأحزان ويؤدي إلى الشكوى إلى الخلق، وهم عاجزون عن تقديم الشفاء، فعليك أيها المصاب بكثرة الأدعية واللجوء إلى الله تعالى في كل حالك.
فإذا ابتليت بمحنة فاصبر لها صبر الكريم فإن ذلك أسلم
وإذا ابتليت بكربة فالبس لها ثوب السكوت فإن ذلك أسلم
لا تشكونّ إلى العباد فإنما تشكو الرحيم إلى الذي لا يرحم
أخي يا من أصابته المصيبة هذه آيات الله وأحاديث نبيك تحثك على الصبر، وتسليك في مصابك، فاحمد الله، وأحسن نيتك، واحتسب مصيبتك وارض بما قدر الله لك، فلعل لك عند الله منزلة لا تبلغها بعمل، فما يزال الله يبتليك بحكمته بما تكره ويصبرك على ما يبتليك به حتى تبلغ تلك المنزلة العالية من الله، فاحمد الله وكن من الصابرين؛ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: وَبَشّرِ ٱلْمُخْبِتِينَ ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَٱلصَّٰبِرِينَ عَلَىٰ مَا أَصَابَهُمْ وَٱلْمُقِيمِى ٱلصَّلَوٰةِ وَمِمَّا رَزَقْنَٰهُمْ يُنفِقُونَ [الحج 34-35].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم
رد مع اقتباس
  #17  
قديم 07-13-2007, 02:54 PM
 
رد: الألم....نعمة ام نقمة

تسلمين ياختي الاسيا على التعليق الشافي
ان الصبرعلى البلاء من اعلى مقامات الصبروانما ينال درجة الصبر في المصائب بترك الجزع واظهار الرضاء بقضاء الله
تعالى ويبقى مستمرا على عادته (اِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ )[الزمر : 10]
فالصبر على الالم وان كان شاقا فتحصيله ممكن بالعلم والعمل
فالعلم بالدين باعث على تقوية تحملنا وصبرنا على بلائه والمه
والعمل هو مصارعة هذا الالم والتغلب عليه من خلال تقوية النفس وبعث هممها والتعود على الصبر والشكر لله لان الله سيجزي الشاكرين.
رد مع اقتباس
  #18  
قديم 07-13-2007, 03:11 PM
 
رد: الألم....نعمة ام نقمة

أخي الألم نعمة و نقمة .
نعمة لأنه عندما نتألم على واقع أو أحداث في عدة مجالات و بشتى الطرق فإنه يعلمنا ما هي الأخطاء المرتكبة و من خلالها نتألم بشدة لكن يجب أن تكون شخصية الإنسان قوية لكي يقلب الألم إلى تجربة يجب التعلم منها .
و نقمة لأن بالنسبة للإنسان الضعيف سيبقى يتألم و يعيش عليه و لن يكون بمقدوره نسيانه و النتيجة مخيفة ( إنتحار ، يقتل لينتقم ، ..........)
__________________
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

{...فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ}(الرعد : 17)
رد مع اقتباس
  #19  
قديم 07-13-2007, 03:35 PM
 
رد: الألم....نعمة ام نقمة

الأخ وليد ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعم الالم هو ابتلاء من الله عزوجل لأختبار مدى صبره واذا كان الله قد أبتلى بعض أنبياءه بالألم فأين نحن منهم ....
ولكن لماذا نعتبر ان الالم نقمة الم نخبر عن رسولنا الكريم أن ما من شوكة يشاكها المسلم الا خفف الله به من عذابه يوم القيامة ... فالمسلم الحق المخلص بايمانه اذا حاق به الم فأنه يصبر ويحتسب ذلك عند الله والصبر كما نعلم هو أعلى مراتب الايمان ... فكيف نفكر ان نقول انه نقمة
شكراً لك أخي على الموضوع وتقبل مروري
__________________
لكل منا شمسان شمس تشرق كل صباح وشمس في قلبه

..ولكن مهما أضاءت شمس الصباح وأشرقت

فإننا لا نراها وإن كانت شمس قلوبنا مطفأة

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 07-17-2007, 11:32 PM
 
رد: الألم....نعمة ام نقمة

اخي بلاتيني
اشكرك على التعليق الجميل والمفيد
قال الله سبحانه وتعالىام حسبتم ان تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين)
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ساعدوني هل الزواج المبكر نعمة او نقمة كلتوم الراشيدي حوارات و نقاشات جاده 3 06-06-2007 08:18 PM
هُنَا يَكمُن الألم ........ هُنَا تَكمُن لحَظًات الحُزن ... نبيل المجهول أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 3 02-14-2007 12:59 AM
نغمة الجوالات في المساجد))) حااااااار للنقاش ((( ألماس ختامه مسك 6 01-31-2007 10:15 AM
ادمن سابق لاحد القروبات الجنسيه في البالتوك .. يجهش بالبكاء ويعلن توبته امام الملأ ولـد غرناطة خطب و محاضرات و أناشيد اسلاميه صوتية و مرئية 5 10-10-2006 10:59 PM


الساعة الآن 08:53 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011