عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام العامة > مواضيع عامة

مواضيع عامة مواضيع عامة, مقتطفات, معلومات عامه, مواضيع ليس لها قسم معين.

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-05-2012, 01:50 PM
 
هل الأذكياء أكثر سعادة؟



هل الأذكياء أكثر سعادة؟




تزخر الأدبيات النفسية بجملة من المفاهيم التي تتقاطع مع مفهوم السعادة بصورة أو بأخرى. فإلى جانب مفهوم السعادة, هناك مفاهيم الرضا عن الحياة, والهناء أو التنعم, وجودة الحياة, إلى جانب حب الحياة.

ومهمة فرز هذه المفاهيم ليست بالسهلة ويكفي القول: إنها مفاهيم يتداخل بعضها مع بعض بصورة أو بأخرى, وبين مقاييسها ارتباطات موجبة عالية, وان ارتفاعاً في درجة أي منها سيساعد على رفع درجة سعادة الفرد بوجه عام, ولدواع إجرائية سيتم اعتبار هذه المفاهيم مترادفات في هذه الدراسة, على الرغم من إقرارنا بوجود بعض التمايز بينها نفضل عدم الخوض فيه حرصاً على عدم تشتيت الانتباه عن مشكلة البحث الأصلية.

وتركز معظم تعريفات السعادة على الجانب الانفعالي للفرد, حيث ينظر للسعداء بأنهم أكثر اعتدالاً من الناحية المزاجية, وأكثر سروراً وبهجة, وأكثر استمتاعاً ورضاً بحياتهم, كما أنهم أكثر طمأنينة وتحقيقاً لذواتهم.

ويبدو أن هناك عاملاً عاماًَ يمكن إن نطلق عليه مسمى "الرضا الشامل" الذي يحتوي مشاعر الرضا عن جوانب معينة في حياة الفرد, كالرضا عن العمل, والزواج, والصحة, والقدرة الذاتية, وتحقيق الذات. وما نعنيه بالسعادة هنا هو ما يعكسه الرضا العام هذا, كما يمكن النظر للسعادة باعتبارها سمة مستقرة نسبياً أكثر من كونها حالة انفعالية متغيرة, حيث يرى "فرانسيس" أن السعادة هي الوجه الآخر لما اسماه بالانبساطية المتزنة. وتعد سمات الشخصية, ولاسيما الانبساطية والعصابية, أحد أهم وأقوى المنبئات لسعادة الفرد العامة, تصل في معظم الأبحاث إلى 50% من التباين, بغض النظر عن المقاييس المستخدمة.

هناك عدة عوامل ترتبط في الشعور بالسعادة, من ذلك العلاقات الاجتماعية, والعمل والبطالة, والمال والطبقة الثقافية, والعمر, والصحة. وتشير دراستان عربيتان إلى ارتباط السعادة ايجابياً بكل من الثقة بالنفس, والرضا عن الحياة, والتفاؤل والوجدان الايجابي والصحة النفسية والجسمية, والتدين, ونمط السلوك "أ", وسلباً بالوجدان السلبي, والتشاؤم, ومصدر الضبط الخارجي.

لقد قام كل من "مارتن وسورنسون" بدراسة تشمل 300 دراسة امبيريقية تتناول الاختلافات الفردية في الرضا عن الحياة, والسعادة, واحترام الذات, والصحة, وخلصا إلى أن الإناث الأكبر سناً عبرن عن معدلات منخفضة من الهناء ومفهوم الذات الايجابية مقارنة بالذكور. وتشير دراسات أخرى إلى وجود فروق فردية بين الجنسين في السعادة, حيث يعبر الذكور عن معدلات سعادة تفوق معدلات الإناث, ففي دراسة قام بها أحمد عبد الخالق على مجموعة من طلبة الثانوية وطالباتها مستخدماً قائمة أكسفورد للسعادة, خلص إلى أن هناك فروقاً دالة بين طلبة الجامعة وطالباتها, حيث حصل الذكور على متوسط درجات أعلى في السعادة, ولكن هذه الفروق لم تكن دالة في عينة الثانوية.

أما في مجال الذكاء الوجداني, فهناك اتجاهان سائدان, الأول ينظر إليه باعتباره نموذجاً هجيناً يجمع جوانب شخصية وانفعالية ودفاعية, ويمكن قياسه من خلال استبيانات التقرير الذاتي. في حين أن الاتجاه الاخر ينظر للذكاء الوجداني باعتباره نوعاً جديداً من أنواع الذكاء العقلي يعمل من خلال المجال الانفعالي للفرد, وعليه, يجب قياسه من خلال اختبارات الأداء, وهناك تداخل بين كلا النموذجين, فكلاهما يسعى إلى فهم وقياس لعمليتي تعرف الانفعال وتنظيمه في الذات والآخرين. لكن مازال هناك نقاش في الوسط العلمي عن النموذجين إذا ما كان كل منهما يصف المفهوم ويقيسه.

وتشير الدراسات السابقة في مجال الذكاء الوجداني إلى انه يرتبط ايجابياً بجملة من المتغيرات المرغوبة شخصياً واجتماعياً, من ذلك ارتباطه بالرضا عن الحياة, وحجم العلاقات الاجتماعية وجودتها والعلاقات الايجابية مع الأصدقاء, فالأذكياء وجدانياً أكثر قدرة على التكيف الاجتماعي والمخالطة الاجتماعية, كما أنهم أفضل في جانب الصحة النفسية والبدنية, وأكثر اهتماماً بمظهرهم الخارجي وأكثر استعداداً لطلب المساعدة المهنية وغير المهنية للمشكلات الشخصية الانفعالية, كما أنهم أكثر تفوقاً من الناحية الاكاديمية.

من جانب آخر, يرتبط الذكاء الوجداني سلباً بالوحدة والاكتئاب, ومشكلات القدرة على التعبير الانفعالي وجميع هذه الارتباطات منطقية من الناحية النظرية تدعم الصدق التلازمي للمفهوم.

وفي السياق التنظيمي, وجدت العديد من الدراسات أن الأفراد عالي الذكاء الوجداني أكثر نجاحاً في حياتهم المهنية, وأعلى أداء وظيفياً وشعوراً بضغوط العمل ويشعرون بدرجة أقل بالحاجة للأمن الوظيفي, ولديهم مهارات قيادية أعلى كما لديهم مقدرة أعلى على تحقيق التوازن بين متطلبات البيت والعمل, وذلك قياساً بالأقل ذكاء وجدانياً. كما وجد أن الذكاء الوجداني ييسر عملية التغيير التنظيمي, ويزيد من أداء فرق العمل والأداء الإداري.

ونظراً لتأثير الذكاء الوجداني على قدرة الفرد على التكيف الفعال مع متطلبات البيئة المحيطة به وضغوطاتها, أشار كل من "بار أون" و"غولمان" الى أهمية الذكاء الوجداني في النجاح بالحياة والسعادة, ومثلما يقود النجاح للسعادة, فان السعادة تقود للنجاح أيضا, فالأفراد الحاصلون على درجة عالية في مقياس الذكاء الوجداني, بحسب نظرية السمات, لديهم قدرة عالية على الوعي والاستبصار بانفعالاتهم, وسلوكهم, وجوانب القوة والضعف في شخصياتهم, كما لديهم قدرة عالية على إدارة انفعالاتهم بصورة تحقق التكيف المطلوب مع الموقف.

ومن المفترض, والحال كذلك, أن يتمتع هؤلاء الأفراد بمستوى عال من السعادة والرضا عن الحياة قياساً بنظرائهم ذوي الذكاء الوجداني المنخفض, حيث يرى كل من "غرهم وكلور" أن الأفراد الذين يدركون مشاعرهم بصورة دقيقة يتعاملون مع الموضوعات الانفعالية بصورة أفضل, ومن ثم يتمتعون أكثر بحياتهم قياساً بأولئك الذين يدركون مشاعرهم بصورة أقل دقة.
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
برأيكم هل هناك سعادة مثل سعادة الطفولة عندما نكبر؟ jaroo7 حوارات و نقاشات جاده 20 06-08-2012 03:07 PM
الألوان تجعلك أكثر سعادة SKY مواضيع عامة 15 09-06-2009 02:54 AM
لغز الأذكياء 02 shadow_2006 أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 26 04-12-2007 03:38 PM
هدية مجانية لكل الاعضاء...حرك عضلات وجهك لتكون أكثر سعادة nlp_01 أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 6 02-27-2007 10:44 PM
لمن أرادت جعل حياتها الزوجية أكثر سعادة الحالمة الحياة الأسرية 31 09-02-2006 06:52 PM


الساعة الآن 04:46 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011