〖Three〗
...
.〖The third part ofnovelthe girlaccursed〗..
.
..
...
....
ربما تلك الند فات البيضاء أوقفتني , قلت بصوتي المبحوح " هاه .. ثلوج " مددت يدي
وبسطتها لأمسك أحدهم , وأضغط عليها بقبضتي , فأفتح يدي لأجدها تحولت إلى سائل ,
ابتسمت ابتسامتي الشاحبة " جميل .." سمعت صوت أحدهم يقول " هاهي .." لم يكونوا
سوى حراس مدرستي , لم أركض أو أتحرك أو حتى أحرك بؤبؤي , فقط أنظر إليهم وهم
يقتربون مني , شعرت بالدوار , أغمضت عيني لأعيد فتحها , فأجدهم يتصنمون أمامي , ولا
يتحركون بتات البتة , قطبت حاجبي مستغربة , لأراهم يركضون عودة من نفس الطريق
الذي كانوا يركضون فيه, استغربت بل وصدمت , فهم كأنما رأوا شبحا أمامهم , التفت
لأرتطم بشيء قاسي كالحجر , أرفع رأسي وأقول بغضب " لعين , " فغرت فاهِـي , وفتحت
عيني على مصرعها , حين شاهدت ذلك الجسد الضخم البنية , يملك وجها دائريا قبيحا ,
بشرة بيضاء شاحبة , ابتسامة باهتة , تقاسيم مرعبة, وبعض العروق الزرقاء تظهر من
جبينه و تشق عينه وتنتهي ظهورها عند فمه , عينين سوداء بالكامل , حتى البياض يكاد يختفي من عينيه
, لا أتحمل حقيقة رؤية وجهه , إنه مرعب , لقد ألجم لساني , لم أملك ما أفعله , ما أقوله
شعرت بأنني فأرة , بل نملة من كثر حجمه المهول , قال لي بصوته المبحوح , وخيوط
اللعاب تمتد من شفته السفلى إلى العليا لتنقطع حين يفتتح كلامه " شيلا كروس , 15 عاما
, مواليد شهر سبتمبر , يوم 29 , الثانية عشرة ليلًا , قتل والديك بعيد ميلادك , و ستموتين
بـ ...لعنة كأس البؤس .. لن تتحملين الألم , موتي ,, موتي ,,موتي " وضعت يدي على
أذني وأغلقت عيني وأنا أصرخ بصوتٍ عالٍ يكاد يقطع حنجرتي " اللعنة عليك , ابتعد عني
, لن أموت , لست تعرفني , أنا لست شيلا , أنا .." فتحت عيني كما كنت أحلم ونهضت من
كابوس مريع " أنا ..ملعونة " اختفى الكائن الغريب ذاك من أمامي , ولكني لا زلت أسمع
الصوت وهو يقول لي " نعم , جيد عرفتِ أنك ملعونة , ممتاز , إلى اللقاء قريبا , يا ابنة
كروس "اختفى الصوت , و ازداد تساقط الثلوج , والناس يركضون لمنازلهم , عداي ,
فمهما ذهبت لأي مكان في العالم ..فسأبقى ملعونة . دوما وأبدا . لن يؤويني العالم الآن ,
رفعت رأسي إلى السماء وأغمض عينيي لتلد , تلك الدمعة الحارقة , التي تكاد تشوي خدي
, أكره حياتي .. لا , حياتي تكرهني , عمري تبرأ مني , تبسمت قلت بهمس " ماذا يا شيلا ,
ألم تكوني تحلمين بأن تكون لكي قصة مشوقة تجعل حياتك ممتعة , الم تحلمين في صغرك
بأن تموتين موته غريبة ..ستموتين أفضل موته " وبدأت أقهقه أكثر وأعلي صوتي أكثر ,
إلا أن توقفت قهقهات الضحك لتتحول إلى شهقات من البكاء ..جثوت على الأرض وأنا أكاد
أتقطع من البكاء , يا إلهي ارحمني , لا أزال ضعيفة لا يزال قلبي هشا من موت والداي وها
أنا أتلقى فاجعة لعنتي , كأنما كهرباء تلقيت لتقشعر جسدي و أنهض وأقول وأنا أمسح
الدموع التي لا أكاد أمسحها حتى تعاود النزول أضعاف " علي أن أعرف من وضع اللعنة
علي .. يجب ذلك .. يجب " قررت العزم أن أعود إلى منزلي لـ أفتش عن بعض الأشياء في
غرفة أمي وأبي وغرفتي كذلك , بعد أن مشيت أسفل الثلج قليلا , رأيت لافتة للبيع علقت على
باب سور بيتنا " أيمزح , أيعتقد أنني سأعيش طوال حياتي في المدرسة " تغاضيت أو حاولت
أن أتغاضى عن الأمر , تسللت من السور قليلا , رفعت قدمي ولكن " آه سحقا اللباس
المدرسي لعين.." قطع جزء من تنورتي الجميلة , ولكن قفزت بسلاسة , هه عذرا أقصد بكل
ثقل وكسر ظهري أيضا , على كل , حين اقتربت إلى الباب سمعت ضجيجا و أصوات
ضحكات متتالية لا أعرف ما يجري ولا أريد أن أعرف حتى , تسللت من نافذة المطبخ ,
وصعدت إلى غرفة والداي بسرعة حين وصلت حاولت فتح الباب ولكنه موصد , شتمت بضع
كلمات , توجهت إلى غرفتي لم أجد ما يستحق أن أنظر إليه , عدت إلى مدرستي وكان الوقت
الحادية عشر قبل منتصف الليل , طبعا كما هو حال التسلل في منزلي , تسللت إلى مدرستي
وغرفتي تحديدا , بمجرد أن دخلتها حتى استلقيت على سريري البديع الوثير , وأنا أكاد أدخل
إلى عالم الأحلام , حتى أسمع طرقاً عنيفًا على باب غرفتي , ارتعشت من الخوف , ونهضت
راكضة لأرى ما الخطب , حين فتحته لم أجد أحدا , وكان كل ما رأيته هو سراب وخيال ولا
شيء آخر , أحطت جسدي بذراعي وقلت والخوف يتسلل إلى قلبي " يا لي من فتاة ملعونة
بحق " دخلت إلى الغرفة ولكنني لم أستطع أن أنام من الرعب الذي أحاط بقلبي , بدأ الصبح
من تحت الظلام , وبزغت الشمس لتظهر للعيان بدء يوم جديد , وأنا لا زلت أصارع الرعب
الذي بداخلي , نهضت وتوجهت إلى دورة المياه , رأيت طفل يتناول لحم بشري وتتناثر
الدماء على المغطس وملابسه , أغلقت الباب وأمسكت بقلبي و أنا أردد قائلة " اهدئي إنك
تتخيلين فقط , لا بأس " عاودت فتح الباب وكانت الدماء مختفية و الطفل ليس موجودا
,
استحممت وخرجت بسرعة خارقة , عاودت لبس زيي الذي لم أحضر له بديل من الإدارة
البارحة , خرجت بدون أن أربط أو حتى أضع شيء بشعري , كنت خائفة وأتلفت كالمجنونة
,
شعرت بيد تقبض على ذراعي وتدير بجسدي بقسوة . صرخت ووضعت ذراعي كدرع حماية
لوجهي وأنا أقول " أبتعد عني .." أفتح عيني لأرى تونسيا تنظر والخوف والقلق تسلل
لوجهها الجذاب وتقول لي باستغراب " شيلا أأنتِ بخير ؟ " لا أعرف ما أجيبها فأنا لست
بخير , لست بخير أبدا , وضعت يدي على رأسي وبدأت بترداد ما يجول في خاطري " لست
بخير .. لست بخير " وركضت مبتعدة عنهم وأنا أبكي بألم من ضعفي ووهني ..
...