عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات طويلة > روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة

روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة يمكنك قراءة جميع الروايات الكاملة والمميزة هنا

 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #216  
قديم 09-21-2012, 10:59 PM
 
.










.



وأكمل صعوده ، كأنه يريد التهرب من جوابي ، بدأنـا بالبحث عن الكتب اليونانية وتاريخهم ، لم نجد الكثير ، فقط

خمس كتب ، وضعناها أمـامنـا في طاولة مستديرة متوسطة الحجم ، وبدأ كـل منـا بالشروع في القراءة ، بـعد ساعة

ونصف من القراءة ، قـال زايدن وهو يمدد عضلات جسده :


ـ ما رأيكم بأن نكمل ، بـعد الطعام ، لقد تعبت جداً ,


وافقناه جميعـاً ، أحضر لهم بعض الدجاج المقلي والمشروبات الغازية ، لم تكن لدي الشهية للأكـل ، لذلك تجاهلتهم ،

وأخذت كتابي و تربعت بين أرفف المكتبة الضخمة ، لفتت نظري ورقة بوسط الكتاب ، خُطت حروفهـا بالأسـود الفاحم



[



اليونـان ، كـانت المهد الأول ، لخروج الإشاعات عن اللعنة ، و كـان سكانهـا يؤمنون بوجود مـاصي الدماء والوحوش

والمستذئبين ، لم تكن حـال الزعيم تسمح لـه بسمـاع الإشاعات " الملفقّة " كمـا يسميهـا ، لذلك أمـر بعزل الأنـاس

الذين يعتقدون بوجود هذه الخرافات وتأديبهم جيداً ، القرن السادس عشر كـان قرنـاً أسوداً في حيـاة اليونانيون ،

توقفت الإشاعات عن البلد ، ولكن فئة كـانوا لا زالوا متمسكين بآرائهم ، قام الزعيم بإعدامهم أجمعين ، واليوم التـالي

وجدت جثة الزعيم مقطعة بشكـلٍ يجلب الاشمئزاز ، وكـانت ورقة ملصقة بمـادة لزجة عـلى رأسه ، محتواهـا كـان

يحمـل تراتيل غريبة ولغة غـير مفهومة لدى اليونانيون ، وجزع الشعب مجدداً وعـادت إشاعات اللعنـة بالظهور ،

وكـان هنـاك أنـاس يدّعون رؤية أمـور غريبة ، غامضة ، مرعبة ، مقززة ، وبهذه الطريقة بدأت اللعنة أولاً في

اليونـان

]



ـ إذاً لهذا السبب ، قُرن اللغز بتاريخ اليونـان


اردفتُ بصياح :


ـ شباب ، هنـا ،


برهة واجتمعوا حـولي ، لم تبدوا عليهم ملامح التصديق ، يبدو كأسطورة خيالية ، ولكن مـا بي ، شبه مستحيل

التصديق ، لذلك أصدق كـل كلمة كُتبت هنـا ،


انتقلت تونسيـا لقراءة الجزء الآخر


ـ في الليلة الجدباء


صمتنـا للحظات ، تنهد جادين ، وقـال ببرودة أعصاب :


ـ جدباء ، تعني أرض ليست خصبة والأمطار لا تهطل بهـا أبداً ، وهو خـص ليلة واحدة فقط ، إذا هـي منطقة دائمـة

الإمطـار ، إذاً الليلة التي لا تنزل بها الأمطار هـي مـا يعنيه هنـا ،


نوا :


ـ ليلة جدباء ، أوي زايدن ، ألم تقل لي بأن منطقتك دائمة الإمطار ، ؟


زايدن :


ـ أوه ، نعم صحيح ،


ـ ولكن قـلت بأن بهـا أمرٌ غريب ، ذكرني بـه مـاذا كـان ؟


ـ نعم ، لقـد كـانت هنـاك ليلة مستحيل أن تهطل بهـا الأمطـار ، وكـانت في أواسط شهر فبراير ، ليست بعيدة عن هنـا

إنهـا تَبعُد ، ساعة واحدةً فقط


أردف جادين على عجلة :


ـ سنزورهـا لاحقـاً ، الآن لنكمل اللغز ، تونسيا


تونسيا بملامح جادة :


ـ حسنـاً ، ستنفتح أسارير الملاعين ، ستعيشون مجدداً ، وتموتون مرةً ، تأكلون دائمـاً ، تجوعون


في كـل برهةٍ


مسحت على شعري بفوضوية و صحت قائلةً بغيض :


ـ أيريد إفقادنـا صوابنـا ، أبله ، ماذا يعني هذا الكلام ؟


حـل صمت موحش لا تعمـل سوى عقولنـا في هذه الغرفة ،


نوا :


ـ الجزء الأول يعني بأن الملاعين يكونون فرحين بمـا سيحـل بهم ، و لكن البـاقي لم أفهمه تمـاماً ، ستعيشون مجدداً ،

آمم ، أتعتقدون بأن الملعون في تلك اللحظة يكون في حـالة موت على كـل حـال ..


آرجو عدم الرد ...



__________________
!!


Ŀoиŀy Like a ќing


..
....

.. سُبحان الله وبحمده سُبحان الله العظيم ♡
الحمدلله و الله أكبر و لا إله إلا الله
استغفرالله العـلي العظيم
اللهم إغفر للمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات !

.........









مُدونتي


التعديل الأخير تم بواسطة Florisa ; 06-05-2015 الساعة 12:32 AM
  #217  
قديم 09-21-2012, 11:34 PM
 
.










.


صفق جادين بيده وقـال بفرح :


ـ أصبت نوا ، لقد قلتهـا الملعون في تلك الحـالة ، شبه ميت ، جراحه تُشفى بسرعة ، والموت لا يُكتب عـليه ، أي لن يستطيع أن


يموت حتى يتذوق آخـر جرعة مـن كأس البؤس ، إذا علمـياً يٌعتبر الملعون ميتـاً ،


ـ كأس البؤس ، لقد ذكرته تونسيـا سابقـاً مـا هو ؟


ـ إنه مجرد مسمّىً أي لا يوجد كأس فعلي ، فقط اسم آخر وألطف من اللعنة ،


قهقهت بشدة :


ـ ألطف ؟ يا للسخرية ...هـيا فا لنكمل الباقي ، "وتموتون مرةً " ترجموهـا ..

اطبق على المكان الصمت الموحش نفسه ،


زايدن بارتباكه المعهود :

ـ آم ، ايعقل بأن الملعون ، يموت قبل أن يعود للحياة ؟


ضربته على رأسه ، لا ألومه ،لهذا هـو مرتبكٌ دائمـا كلامه يجلب الضرب له :


ـ أيهـا الأخرق ، توقف عن التفوه بالأمور الشركية ، إن إعادة الحياة وما شابه ، لن يمكننـا فعلهـا ، أخرق


أوقفني جادين ، وقـال :


ـ هنـاك أمرٌ مشابه لمـا يقوله ، الملعون حـين تفك لعنته ، تخرج من جسده خلية خلية ، لذلك يشعر بالألم لدرجة اعتقاده بأنه



سيموت ، وأعتقد بأنه مجرد تشبيه ، وليس الموت الفعلي ، وقـد قـال مرةً أي نفى التكرار ، إذا فعـلا هـو يعني الألم لا غير ،


ـ لماذا تعرف الكثير ؟


ـ لأنني عشت سيد من أسياد اللعنة ، أكثر من سبع سنين لذا من البديهي أن أعرف عن هكذا أمور ،


وأنهى جملته بابتسامة ساخرة ،

استطردت تونسيا :


ـ آخر جزء ، تأكلون دائمـاً ، تجوعون


في كـل برهةٍ ،


يبدو بأنه الأصعب !


ابتسم جادين بسخرية وقـال :


ـ بـل إنه الأسهـل ، معروفٌ في الموت الشنيع ، أن الملعون ، أو الوحوش ، نادراً مـا يتملكهم الشعور بالجوع ...

قاطعته تونسيـا :

ـ عكس البشريون ، فإنهم في أكـل مستمر ، وجوع غـير منتهي


ـ إذا ، فهم يشبهوننـا بأننـا لا نشبع ، لذلك أستخدم هذا التشبيه الصعب ، لذا هـي صفة من الصفات التي ستعود بـعد أن تنفك



اللعنة من الملعون ، إنهم أغبياء صدقوني ،

تنهدت بارتياح ، وارتمى الأصدقاء على الأريكة بأريحية تامة ، أخيراً حللنـا اللغز هذا ، والآن مـاذا سنفعـل ؟


كـأن جادين كـان يقرأ أفكاري ، إذ قـال بابتسامة جميلة ، كنت قـد اشتقت لرؤيتهـا منذ مدة :


ـ هـيا فا لتذهبوا لأخذ قسطٍ من الراحة ، سـوف نتوجه غداً إلى المكـان المعهود ، وأحب أن أذكر ، بأن البوابة سوف تفتح في


أعلى مكـان في المنطقة ، أتعرف أي مكـانٍ كهذا زايدن ؟


ـ آه ، نعم ، هنـاك برجٌ طويل ، و مهترئ ، لا شك بأنه الاعلى بالمنطقة


ـ إذا فا لتناموا ، تصبحون على خير


وخرج مـن الغرفة مسرعـاً ، تبعه زايدن و نوا ، وبقينـا أنـا وتونسيـا وحدنـا ،


ابتسمت ابتسامة أكـاد أجزم بأنهـا الأولى الحقيقية من بعد موت والداي ، بادلتني تونسيا بابتسامة شاحبة نوعـاً مـا ، لم أهتم ،



ربمـا من الإرهاق ، خرجـنا كلتانا من المكتبة ، لقد قضينـا فيهـا كـل النهار ، ولا أتمنى العودة إليهـا بعد الآن ، كـانت الدنـيا لا



تسع سعادتي ، فأخيراً ستنفتح اللعنة ، وسأصبح حرة مجدداً ، ذهبنـا إلى النوم في تلك الليلة من دون أحداث تذكر ، كنت خائفة



حقيقة من فـشل المهمة ،


حـل الصباح ، وكنـا بقلوبنـا الخـائفة والمرتجفة ننتظر جادين بأن يأتي ، مـع سيارة كـان قـد سرقهـا من أحد المعلمين في المبنى



b ، أتى بهـا ، كانت صغيرة تحمـل أربع مقاعد فقط ، حُشرنـا بهـا ، وكنـا ننتظر المُتنفس فقط ، بعـد حلول الساعة والنصف



تقريبـا ، كنـا قد وصلـنا إلى المكـان المنشود ، كـان التاريخ الرابع عشر ، إذاً فربمـا الليلة هـي المنتظرة ، كـانت الأمطـار تهطل



بشدة ، لم أستغرب ، فقد أطلعنـا زايدن على مناخهـا الرطب ، ، بقينـا في الفندق دون أي أحداثٍ تُذكر ، هدوء على كـل مكـان ، لم



يقترب أحدنـا من الآخر قـط ، الساعة الحـادية عشرة والنصف مساءاً ، اجتمعنـا بأسفـل البرج القديم ، كـانت الأمطار لا زالت





تهطـل بشدة ، بدأ جادين بإعادة سرد الخطة ، وأنـا أنظر إلى الغيوم المكثفة ، منتظرةً انقشاعها لتظهر عـن البدر ، بقينـا منتظرين



نصف ساعة أسفل المطـر بصبر ، اقتربت العقارب من الثـانية عشرة ، كـانت قلوبنـا بارتجاف ، ارتجاف شديد ، وقف العقرب



على الثانية عشرة تماماً ، صرخ جادين :


ـ الآن .
ركضنـا كلنـا بأقصى سرعتنـا ، نصعد درجات السلم الدائرية ، أصبت بالدوار حقـاً ، ولكن عـلينـا بأن نصـل بالوقت المناسب تماماً



، للغريب ، بمجرد وصول العقـرب على الثانية عشرة ، حتى توقفت الأمطـار عن الهطول فجـأة ، وظهر البدر من وسط الغيوم



السوداء ، ا كـان يحمـل لونـاً مائــلاً للاحمرار ، جواً مرعبـاً ذو رائحة غريبة ، وصلنـا إلى الأعلى ، ظهر دخـان أحمـر كثيف



للغاية ، شعرت بالاختناق ، لم أعد أستطيع التنفس ، يا إلهي ساعدني ، و أُغشي عـلي تماماً ...



رائحة غريبة تسللت إلى جيوبي الأنفية جعلتني أنهض فزعة ، شاهدت الأصدقاء وهم ينظرون إلى حولهم بدهشة شديدة ، كنت



مركزة على مـلامحهم الخـائفة أكثر من المكـان نفسه ، نهضت و وقفت على قدمي ، رويداً رويداً ، حتى أدركت بأنني في عـالمٍ


مختلف تماماً ، عن عالمـنـا ، كـانت حبيبات الأكسجين ذات لونٍ ظاهرٍ للعيان بشدة ، الأرض سوداء محترقة ، كأن الحرب قـد



اندلعت و رمّدت كـل شيء ، رائحة كالصدأ منتشرة ، أبخرة سوداء متصاعدة من باطن الأرض ، أشجار ، سوداء ذات جذور



حمراء ، مقتلعة من أماكنـها بقسوة ، أحب اللونين الأحمـر والأسود ، ولكنني لم أعتقد بأنهمـا يلونان الجوانب السيئة أيضاً ،



رفعت رأسي للسمـاء ، كـانت فاجعة ، شهقت خوفـاً بشدة ، كـانت حمـــراء قـانية ، تضم غيومًا سوداء فاحمة ، مخيف ، مخـيف ،



مخـــيف ، أيقظت حسي ، تـلك الانفجارات المندلعة من وسط الأشجـار أو مـا تبقى من الأشجـار ، ازدردت لعـابي ، وتبعت جادين



والآخرين و قـد هموا بالركض نـاحية الصوت ، قلعة كبيرة ، سوداء كالظلال ، الأعلام السوداء في كـل قمة ظاهرة عُلقت بهـا ،


فعـلاً اسمٌ على مسمى ، الموت الشنيع ، صرخ جادين :




ـ انتبهوا ،






آرجو عدمم الرد ....


__________________
!!


Ŀoиŀy Like a ќing


..
....

.. سُبحان الله وبحمده سُبحان الله العظيم ♡
الحمدلله و الله أكبر و لا إله إلا الله
استغفرالله العـلي العظيم
اللهم إغفر للمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات !

.........









مُدونتي


التعديل الأخير تم بواسطة Florisa ; 06-05-2015 الساعة 12:32 AM
  #218  
قديم 09-22-2012, 01:15 AM
 
.











.


كـان تحذيره أتى متأخراً ، إذ كـان نيزكـاً مشتعلاً ، متوجه إلينـا ، أغمضت عيني على مضض ،

ولكنني سمعت صوت ارتطام عجيب ، فتحت عيني لأُصدم بديميتروس ، وهـو يضع الحـامية العملاقة

أمـام جسده وصـاعدٌ على تنينٍ أسود كبير مُقشعر للأبدان ، وبجانبه وحش اللعنات الذي لا يُنسى ،

سقط النيزك أرضـاً وخمدت نيرانه ، التفت ديميتروس إلينـا بـ بدلته الحديدية وصاح قائلًا بغضب :


ـ لماذا تظهرون في المواقف الحامية دومـا ، سحـقاً لكم ماذا تريدون ؟

حدثه جادين باحترام لا يليق بمكانة الحقير ديميتروس :

ـ أعتذر ، ولكننـا بصدد البحث عن علاجٍ للعنـات حاليـ ...

ـ حسنـاً حسنـاً ، اعدكم سأساعدكم لاحقـاً ، لكن حاليـاً ، اختفوا عن أنظاري ، في كهف التنين ،

أسرعوا ،
وطـار بـ تنينه بعيداً عنـا ، يبدو أنهم في مشكلة ، تجاهل جادين رد ديميتروس القاسي ، واستمر

بالمشي ، بـاحثـاً عن الكهف ، مشيـنا خلفه بانصياعٍ تـام ، كنت أرى الأفـاعي السوداء تزحف أسفـل

قدمي بأريحية ، و أنـا أرتعش خوفـاً فوقهـا ، وصلنـا إلى الكهف ، كـان مهول الحجم ، مظلم الضوء

، رائحة عفنة تصدر مـن داخله ، لم أتهيأ للدخول ، وبقيت خارجـاً قليلاً ، ترى ما لذي يحدث هنا ألدى

جادين أي فكرة ، ربمـا علي الدخول لأفهم منه لم يكونوا قـد تعمقوا كثيراً في الكهف ، وصلت إليهم

و قـد كـانوا يتكلمون ، وعندمـا اقتربت صرخ جادين بحذر :

ـ من أنت ؟

لا ألومهم فهم لا يرون شيـئاً ، صحت قائلةً أنـا الأخرى بغيض :

ـ إنني آكلة لحوم البشر !

سمعت تنهد تونسيا الأنثوي ، تبعه صوتها الحزين :

ـ ليس وقت المزاح شيل ...

ارتميت على أرضية الكهف الساخنة ، كم أبغض الانتظار ، :

ـ هيه ، جادين ، ما لذي يحدث ؟

ـ لا فكرة لدي ، ربمـا أحد الأسياد قـام بخيانته

ـ أهو أمرٌ جيد ؟

ـ لا أعـرف ، ربمـا سيء

ـ لماذا ، سنتغلب بهذه الطريقة عـلى ديميتروس وسيكون النـصر لنـا ..

ـ شيلا ، أيمكنكِ السكوت لبرهة ؟

صمت وأنـا مجروحة الكـرامة هذه المـرة الألف التي أشعر بهـا أنني مزعجة وغـير مرغوبٌ بـي هنـا

، نهضت من الأرضية بقوة ، ممـا أحدث خشخشة خفيفة عـلى الأرض ، سمعت صوت تونسيا القلق

وهـي تقول :

ـ ماذا هنـاك ؟

صرخت وأنـا أمشي لخـارج الكهف بخطواتٍ قوية :

ـ لا تقلقوا المزعجة ستذهب بعيداً عنكم ، تباً

سمعت أصواتهم المتعارضة ولكن لم أتوقف ، خرجت من الكهف ، وتوقفت خارجه برهة أحاول

التنفيس عن غضبي قليلاً ، نظرت إلى السماء ولحظت جسمًا يطير من بعيد ، ضيقت عيني لأراه

،كـان تنين ديميتروس ، اقترب كثيراً ، وبدأ يحلق فوقي تمـاماً ، كـانت أصوات تصفيق أجنحته

ببعضهمـا ، أخرجت الأصدقاء من الكهف برهبة ، قفز ديميتروس مـن عـلى ظهر تنينه الذي كـان

يبعد عن الأرض ، سبعة أمتار ، تنفس الصعداء ، وقـال بهدوء :

ـ لـقد تخلصتُ من المشكلة الآن ، ولن أنكـر بأنني وعدتكم بفك اللعنة عنكم ..

أخرج سيف ، صُنع من الفضة اللامعة ، كـان مقبضه يحمـل زمردة حمراء ، اقترب منـي ، وخدش

كتفي لتتساقط بضع قطرات من الدماء في علبة صغيرة أخرجهـا من مخبأه ، تألمت ولكنني لم أحب

أن أُظهر ألمي ، اقترب من جادين ، وعمـل لـه نفس الحركة ، ابتعد عنا قليلاً ، وابتسم بخبث ، شرب

الدمـاء مباشرة من القنينة ، تباً له ، مقزز ، كسر القنينة بيده ، وقـال وهـو يصعد إلى تنينه الذي هبط

منذ لحظات :

ـ أغبياء ، دمائكم ستمحني المزيد من القوة ، العلاج لن أحققه لكم ليس الآن على الأقـل

قهقه من الضحك ، واستطرد بعدها بسخرية :

ـ حياةً هانئة

و صعد تنينه ، لكن جادين كـان له بالمرصاد ، إذ اقترب منـه وأمسك بقدمه ، قبل أن يصعد ، أخرج

ديميتروس ، السيف وقطـع كتف جادين ابتسم بعدهـا ، وقـال متظاهراً الحزن :

ـ لم أرد أن أفي بوعدي ، يا للأسف

، صدمنـا كثيراً ، صرخت وأنـا أقترب منهمـا :

ـ سحقاً لك ، ديميتروس الغبي ،

قفزت عـلى ظهره ، وأخذت أعض رقبته من الخلف ، وأنـا أشعر بشعيراته تتداخـل وسط أسنـاني

لأقطعهـا بغضب ، وأنـا أشعر بالغيظ الشديد منـه ، دفعني بقدمه ، ومسح رقبته باشمئزاز ، ارتطم

رأسي على الحجرة الحادة ، لتنزف قليلاً ، نهضت بسرعة متناسية ألمي ، اقتربت من جادين ،

وأمسكت بكتفه ، صـاح متألمـاً ، ابتعدت بخوف ، وبدأت الدموع بالنزول شيئاً فشيئاً ، :

ـ جادين ، جادين ، انهض أرجوك ، لن نستطيع أن نعيش من دون ذكـائك ، جادين هـيا ..

فتـح جادين عينيه البنفسجيتين كـانتا ذابلتين للغاية ، مـد يده ، ليبدأ بمسح خدي برفق ، قـال

والابتسامة قـد شقت وجهه :

ـ شيلا أعتذر عن مـا فعلته ، سأقــول لكِ العلاج الوحــيد ، كـان بأن يموت أحدانـا ، كنت أتمنى بأن

أكـون أنـا ، و الحمد لله ، حُققت الأمنية ، فعـلاً شيلا ، هذا كـان العلاج منذ البداية ولكن كنت أعلم

بأنني إذا دخلت إلى عـالم اللعنـات لن أخرج حيـاً منهـا ، سامحيني عـلى مخاطرتي بكِ ، شيلا ، لم

نَمُت أنـا و والداكِ سوى لأننـا نريدكِ أن تعيشي سعيدة ، لا تخييبي ظننـا ، ولتكوني أسـعد فتـاة في

الحـياة ، نحن نحبكِ للـ غـ ..ا ية ..

توقفت أنفاسه ، حركة جسده تجمدت ، الشيء الوحيد الذي كـان يتحرك هـو تدفق الدمـاء من جسده

بغزارة ، أمسكت تونسيـا بذراعي وأنهضتني مـن الأرض ، كنت كالآلة منصاعةً لأوامرهـا ، نزع نوا

معطفه ، وغطى نصف جسد صديقه ، خرجـنا من عالم اللعنـات بسهولة أكبر من خروجـنا ، كـان

من المفترض أن أعود إلى عالمنـا بفرحة ، فأخيراً سأعود إلى الفتاة الطبيعية ، ولكن قلبي ، وكـأن

بـه طعنة كبيرة ، الدموع لم تتوقف عن الانهمار ، لم أقضِ معه طويلاً ولكننـا تعلقت بـه كثيراً ، كم

أتمنى بأن ترقد بسلام ، أغمضت عيني ، وتبسمت وسط دموعي وقـلت هامسة بصوتي الشـاحب :

ـ فا لترقد بسـلام ، جادين ...
تلك هـي قصتي قـد خطهـا قلمي أنـا " شيلا " ، كنت أعتقد بأن السعادة تكمن عندمـا يكون كـل شيءٍ

في محله ، ولكنني ومـع تقدم الأيـام ، علمت بأن السعادة الحقيقية تلك التي تكون ، أثناء بعثرة

الزمن ، والآم الحيـاة ، السعـادة الحقيقة تكمن في الأصدقــاء ، كـانت أيـام لعنتي ، هـي مـا جعلتني

أتعرف على الكثير من الأصدقـاء الصدوقين فا لتقلبوا الأمور لصالحكم ، لا تحزنوا ، ابتسموا للدنـيا

، ستبتسم لكم مرغمة ،و الآن قـد تخرجت من الثـانوية ، وأصبحت كـاتبة مشهورة في عـالم

الروائيين ، كـل رواياتي تتحدث عـن سلسلة اللعنة ، لتكون مستقبلاً علاجٌ لأمثـالي سابقـاً ، صديقتي

الجميلة تونسيـا ، أصبحت ممثلة شهيرة ، جسد جمـيل ، وجه أجمـل ، ما لمانع ، نوا ، أصبح مـحامٍ

كبير ، وصيده في كـل البلاد ، زايدن ، أبٌ سعيدٌ مـع أبنائه ، أصبحت نسخة من أمـي ، في أخلاقهـا

وتصرفاتهـا ، لا زلت كـل يومٍ أدعـوا لجـادين في السعـادة أينمـا كان ، لا زال عـالم اللعنات كمـا هـو

، ولا زال سنوياً الكثير من الأطفـال يُلعنون كم أتمنى بأن أساعدهم ، ولكن ما باليد حيلة للأسف ،

أمـام هذه السمـاء الكبيرة ، ذكرياتنـا قـد حدثت وانتهت ، استغـل أوقاتك ، ما دمت أسفـل السمـاء ،

أكمـل أيامك ، إذا لم تذهب لأعلى السمـاء بـعد ، ولا تكـن ملعونـاً مثـلي ، بــل اصنع من الحـياة لوحة

أنـت زينتهـا ، ولا تنسى بأن الأصدقـاء والأهـل الذين يبيعون حياتهم لشراء سعادتك ، أولائك ، من

عـليك بأن لا تخيب ظنونهم ، توقف عن كرههم ، واستغـل الأوقـات ببناء مسـتقبلٍ هم يتمنونه

، أحبكم يـا من قرأتم قصتي بدون تملل ، لـقد عانيت كثيراً من اللعنة ، ولكنني الآن سعيدة ، فلتكونوا

أنتم كذلك ..

^^

النهـــاية ..


__________________
!!


Ŀoиŀy Like a ќing


..
....

.. سُبحان الله وبحمده سُبحان الله العظيم ♡
الحمدلله و الله أكبر و لا إله إلا الله
استغفرالله العـلي العظيم
اللهم إغفر للمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات !

.........









مُدونتي


التعديل الأخير تم بواسطة Florisa ; 06-05-2015 الساعة 12:34 AM
  #219  
قديم 09-22-2012, 01:19 AM
 
روايتي الـتالية ، قـد أنهيتهـا بفضل من الله ثم بفصلكم وفـضل تشجيعكم ،، أعتذر ليست بالمستوى المطلوب ، ولكنني لن أتوقف عن الكتابة بإذن الله ، وسأصــل يومـاً مـا إلى أن أكــون كـاتبة شهيرة بإذنه تعالى ، لدي طموح ، بأن تتحسن كتاباتي ، سـاعدوني ، أحتاجكم ، انتقدوني ، فأنتم من تحسنون مـن مستواي لا غيركم .. وأحب أن أذكر ، بأن قصتي خرآفية مئة بالمئة ، ولا أساس لهـا من الصحةة ،،
أحبكم جميعــاً ، لا تحرموني ردودكمم بالإنتظآر ..^^
__________________
!!


Ŀoиŀy Like a ќing


..
....

.. سُبحان الله وبحمده سُبحان الله العظيم ♡
الحمدلله و الله أكبر و لا إله إلا الله
استغفرالله العـلي العظيم
اللهم إغفر للمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات !

.........









مُدونتي

  #220  
قديم 09-22-2012, 01:58 AM
 
يال شبح أينيشتاين !

مائة بالمائة مجنونة و خرافيـة و هذا ما أعشق ^^
واااو إنها الأولى التى أقرئهـا من نوعى المفضل . . البطلة تشبهنى كثيراً و محضوظة شعرهـا قصير
أما أنا فطويـل للغاية . . شجن لكى ذوق خاص فى إنتقاء الكلمات و أسلوب ممتاز يليق بنكهة الرواية الرئيسية
الأخطاء الإملائية قليلة تكاد تكون نادرة . . خيالك خصب جداً جداً . . شخصياتك جميعهـا أعجبتنى خاصة الفتاتين . .
و للأسف حزنت و تأثرت من قلبى على جادين . . لقد أراد أن يفعل شيء . . بل أراد أن يموت وهم معه أو بالأحرى و هى معه !

تبقى تلك الرواية ذكرى لا تنسى حفرت من البداية فى قلبى . . دمت دائماً متابعة مخلصة لك شجن أعلمينى إذا أنزلتى رواية جديدة
دمتى بحفظ الرحمن
__________________

Feeding
Imagination
# n e r m e e n

 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ЋӚ ѧЯƠğãnԎ ĝіЯӀ >> الفتاة المغرورة shymaa ali أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 157 12-19-2012 07:15 PM
معاناة طالب التوجيهي..اهداء الى Ḽḭᵷḩṱἥἐṧṧ ᵷḩṍṥṱ و جنتي ايماني و Amu-chan و** Azura** و كل المعذبين الكرام Ḽḭᵷḩṱἥἐṧṧ ᵷḩṍṥṱ عيون التهاني و الترحيب بالأعضاء المستجدين 24 02-16-2012 01:38 PM
كرسي الاعتراف مع Ḽḭᵷḩṱἥἐṧṧ ᵷḩṍṥṱ ( شبح الضياء ) .. بَتْر ذكريات عيون العرب 27 07-23-2011 12:20 AM
Ϡ₡۩۝۩Ϡ₡شوفو تصميمي في الانمي تفظلوو الدخول بريال Ϡ₡۩۝۩Ϡ₡ SnipeR• دروس الفوتوشوب - Adobe Photoshop 7 01-05-2011 04:05 PM


الساعة الآن 09:26 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011