〖six〗
...
.〖Part VI of the novel the girl accursed〗..
.
..
...
كتمت استغرابي ,وتوجهت نحوه , طلب مني أن أجـلس عـلى كرسيه الخـاص , حسنا غريب أعـلم .
ولكنني أذعنت لأمره وجلست ,بدأ بالشرح ولكـنه كان ينظر لي كثيرا ويبتسم أيضا ., انتهى شرحه
وكذلك انتهت الحـصة , أردت النهوض ولكن الحركة تجمدت , لم أعد أستطيع أن أتحرك , نظرات
الطلاب وهم يخرجون للاستراحة ليست طبيعية .مرعبة , أريد البكـاء , الجـو حار , أشعـر بالاختناق
, ألا يوجد أوكسجين هنا ؟ , سرعان ما انفضوا الطلاب من الصف , وتركوني والأستاذ وحدنـا ,
اقترب منـي , ابتسم بخبث وقال لي بصوته الجهوري " شيلا , الفتاة الملعونة لهذا العهد , ألم يختر
الكأس اللعين ذاك غيرك ؟ " صرخت بوجهه وأنـا في أوج غضبي " سحقا لك , أيها الأحمق ,
المعتوه , أي كأس تتحدث عنه . أفـضل أن أرى وجه الوحش ذاك ولا أتحمـل رؤية ابتسامتك البشعة
هذه " ’ أعتقد أن كلماتي استفزته , إذ اقترب مني ولوى يدي خلف ظهري حتى شعرت بها تكسر ,
أطلقت تأوه ألم ..كز على أسنانه وقال لي " سوف تقضين أسوء سنة دراسية معي " وأطلق بعدها
قهقه عالية ,وخرج من الصف على مضض , جلست على الكرسي بيأس , مسحت على وجهي بشدة
وكذلك على خصلات شعري الحمراء لترتد مجددا لتطغى على ملامح وجهي , فُتح الباب , ودخـل
شاب يرتدي ملابس عمال النظافة , الذي لم يكن سوى المنظف المزعج , نظر لي , وقال وهو يشيح
بنظره ببرود " أخرجي أريد تنظيف الفصل لأعود للنوم مجددا " شعرت بالحنق فقط من أجل كسله
الشديد , لم أشعر بنفسي إلا وأنا أصرخ بوجهه بشدة " أيها المتعجرف أنت فقط تنام وتنام و تنام ,
ألا تشعر بالملل ؟ ألست كائنا حيا ؟ أين أصدقائك ؟ والداك على أقل تقدير ؟ " آه , لا أعلم لم أصبحت سريعة الانفعال هكذا , بينما قبل موت والداي , كنت أبرد ما يكون من الجليد في تعاملي مع
الأناس , قاطع تفكيري , صوته الواهن " إنني أذهب إليهما دائما " قطبت حاجبي طالبة تفسيرا ما ..
أردف بصوت أكثر حزنا ووهنا " فقط أقابلهما في منامي , ليسا موجودان في الحقيقة , لذلك أنا
أستعجل النوم " فهمت ما يرمي إليه , شعرت بالذنب كثيرا , لم أجد نفسي إلا و قدماي تتحركان
نحوه , اقتربت كثيرا منه , .
..
.........
كنت قد أخبرتها عن والداي , وأغمضت عيني ,تجنبا لنزول دموعي أمامها جلست على ركبتي أشعر
بأنني ضعفت للغاية إنني فعلا إنسان مريض , تـلك الفتاة كم أكرهها , شعرت بدفء فظيع , فتحت
عيني لأجدها تعانقني وتضع رأسي على صدرها , وتمسح عـلى شعري , لا أعلم لماذا لكنني اشتهيت
حينها أن أبكي , وأن أبكي بشدة , نزلت أول دمعة لتفتتح لصديقاتها بالنزول واحدة تلو الأخرى ,
رفعت يدي ووضعتها على كتفها , وبدأت بالبكاء الصامت ,
.........
شعرت بالحرارة تسري بعروقي , احمر وجهي وبدأت اشهق واسترسلت بالبكاء كما فعل هو ، فكلانا
فقد أبويه رمز الحنان الدائم , كلانا فقد الحب الغير منتهي , كم أتمنى أن ترقدوا بسلام أتمنى بأن
يعفو عنكم الله , بقينا
هكذا مدة نصف ساعة تقريبا , أبعدته عني , ونظرت إلى وجهه مباشرة لم يكن يقل احمرارا عني ,
ولكن رموشه الكثيفة قد بدت لامعة للغاية مع لألئ الدموع المتعلقة بها ,ازدردت لعابي بصعوبة , لم
أستطع إبعاد عيني عنه , يا إلهي ماذا أفعل أنـا ؟ , ابتسمت وقلت بهمس وأنـا لا أزال قريبة منه
للغاية " لم أعرف أسمك بعد " , رمش بعينيه قليلا , وقال متجاهلا سؤالي عن أسمه " لديك عينان
جميلتان للغاية " احمر وجهي بشدة ’ ودفعته بعيدا عني , لقد عدت إلى وعيي وأظن هو كذلك ,
نهض من مكانه على عجل بدأ برص الطاولات والكراسي بجانب بعضهم عـلى الحائط ’ ليبقى
المنتصف مجرد فراغ , أخرج المكنسة وبدأ بالتنظيف , بقيت أنظر إلى ملامح وجهه .بدت سعيدة
نوعا ما , ابتسمت , وقلت له وأنا أجلس عـلى إحدى الطاولات بمرح غير معتاد " ما أسمك .؟ " رد
من غير أن يوقف عمله أو ينظر لي حتى " ديميتروس " ..رفعت بؤبؤي القرمزيين ناحيته باستغراب
,أردت التكلم ولكنه أسترسل بعمله مجددا لم أحبذ مقاطعته , توجهت إلى الباب أمسكته بمقبضه
الدائري ,ولكن ..قلت وأنـا أكز على أسناني بشدة " تبا .." و ركضت بسرعة خارقة , لقد كان الطفل
ذاك مجددا , أكاد أجن ,من أين أتى وكيف ..توقفت عن الركض حين علمت أن لا جدوى من أن أتبعه
فالمقارنة فاشلة على كـل حال ,نظرت حولي لأجدني في مكان غريب , وركن لم أره من المدرسة قط
, كان شبه مهجور , وممرات شاهقة وعملاقة ,التفت خلفي لا شيء نفس الممر الطويل , قلت وأنا
أبتسم ببلاهة محدثة نفسي " لا بأس , كما أتيت سأعود " عدت أدراجي أو كما خيل لي أنها أدراجي
.. حسنا علي أن أهدأ , " سحقا .." لقد قمت بالدوس على شيء وكسره , دنيت و جثيت على ركبتي ,
لم تكن سوى قطعة مرايا صغيرة , قطبت حاجبي و قلت وفي عقلي مليون سؤال وسؤال , وكان أول
تلك الأسئلة " كيف وصلت إلى هنا .؟ " ..مهلا , ما هذه الرائحة الغريبة ..من أين تنبعث ؟ لم أجرؤ
على الالتفات خلفي , بقيت كما أنا , أحاول الصمود والصموت , أغمضت عيني لقد اقتربت الرائحة
العفنة وكذلك صوت الخطوات , عضضت على شفتي السفلى, صوت أنفاسه هي كل ما يسمع هنا , "
خائفة , خائفة , خائفة " أغمضت عيني وصرخت بأعلى درجات الصوت في حنجرتي , صمتت حين
شعرت بالصوت يختفي , ولكن , شعرت كأنما صرختي اُستنسخت وعادت إلى مسامعي .. أكاد أجزم
بأن قلبي سيتوقف قريبا , نهضت وركضت بأسرع قوتي للأمام , أرى أطيافا و أشباحا تخترقني ,
أبواب تفتح وتغلق من أمامي , أغمضت عيني , وشددت من قبضتي حتى جرحتني المرآة التي لا تزال
مستقرة في كفي الأيمن , زدت من سرعة ركضي حتى شعرت بأنني أقفز خطوات كبيرة , أجربتم
الرعب التام في حياتكم .؟ هذا أضعاف الملايين ما جربتموه , لم أفتح عيني وأنا أشعر بالرياح
الباردة و القوية تلفح وجهي و ترجف قلبي في آن واحد ..وصلت إلى بر الأمان أو كما خيل لي ,
فتحت عيني أخيرا بعد ركض دام أكثر من عشر دقائق , خارت قواي و جثيت على ركبتي محاولة
التقاط أنفاسي , مهلا لحظة , رمال .؟ وذهبية أيضا .؟ انا لا زلت في الممرات الرخامية من أين
أتت , رفعت رأسي محاولة العثور
على الجواب الشافي من حولي , لم أجد شيء يستحق النظر عدا لوحة شاطئ كسرت من الأسفل
والرمال تستقر أسفله , اقتربت من اللوحة , من رسمها فعلا ماهر أشعر بأنها تحمل العديد من
المشاعر المختلفة , شعرت بالحزن من رؤيتها فقط كم هـو ..." ماذا تفعلين .؟ " التفت لمصدر
الصوت البارد هذا لأجده صادرُ من فتى ضعيف البنية ونحيل , ذا شعر أشعث مبعثر , يملك بشرة
بيضاء وشاحبة جدا , وجه دائري , قزم بالنسبة لطول الذكور الطبيعي , نظراته حادة كالبومة , يمسك
بكأس ماء نظيف عليه فرشاة تلوين غريبة الشكل , كان يرتدي مريلة بيضاء أُمتلئت بالألوان ,
أدركته أنه رسام , ولكن ماذا يفعل هنا , أعاد السؤال علي مجددا " ماذا تفعلين ؟ " أجبته بتردد فأنا
نفسي لا أعلم ماذا أفعل " أه ..هـ.." نظرت إلى اللوحة نظرة خاطفة قلت وأنا متهربة من سؤاله
الذي لا إجابة له " هذه لوحتك ؟ " نظر إليها , تحولت نظراته إلى دهشة وصدمة ، انتشرت المياه والزجاج المكسور نتيجة رميه للكوب بعيدا عنه , اقترب منها وهو
يردد بقوله " سحقا , تبا , اللعنة " جلس بجانبها وكان ينظر إليها ويدخل يده داخل اللوحة , أجل داخل
اللوحة ويخرج الرمال الذهبية الناعمة منها , دُهشت , بل صٌدمت .بل توقفت جوارحي عن العمل
تماما , كان يبكي , ما هذا الجنون ؟ يبكي بسبب لوحة , ثم كيف .لوحة ؟! ..قلت بهمس مسموع وأنا
أبعثر شعري بكلتا يدي " أه سأجن , كيف " نظر إلي بنظرات مخيفة , نهض كالأسد الذي يهجم على
فريسته وأمسك بيدي وضغطها بقوة تكاد توقف مجاري الدماء يكز على أسنانه بقوة " أيتها الكريهة
, ما الذي فعلتيه بلوحتي ؟" أجبته و أنا مستنكرة تماما ما يقوله " كريهة .؟ " أردفت و أنا أبعد يده
بقسوة " ثم ما عساي كي أفعل ذلك .؟ على كـل هي لوحة كريهة " وشددت على آخر كلمة , أخرج
سكين صغير من جيبه و مده أمام عيني و هو يقول بعينين غائرتين مرعبتين , ونبرة كحفيف الأفعى
في حدتها " كريهة هاه؟ ستندمين أشد الندم على كلمتك , " وبدأ يخرق الهواء الذي حولي بضربه
الخاطئ بالسكين , سحقا سأجن , ما هذا المجنون , كنت أتفادى ضرباته كلها , لست متدربة ولا
مقاتلة فقط لا أريد الموت الآن , " آه " أطلقت هذه الصرخة المتألمة حين شعرت بالسكين يشق زيي
المدرسي ويستقر على أسفل لحمي لأشعر بمعدنه البارد يلامس عظامي وهو يكاد يهشمها , جثيت على
ركبتي , وأنا أضغط على الجرح الذي استقر ليكون في أعلى ذراعي اليسرى , " سحقا " دنيت على
رأسي و أنا أتألم , ولكنني كنت أريد أن أقاوم لا أريد أن أنحني أمامه , لكن لا أستطيع .يؤلم يؤلم ,
لم يستشعر بلذة الفرح , إلا حين غرس السكينة في ظهري ثانية , وكأنه يريد أن يقتلني فعلا , الرؤية
شوشت لم يعد باستطاعتي النظر جيدا ,ولكن ليس وكأن الأمر بأنني سأسقط فاقدة الوعي , كنت
بوعيي الكامل اشعر به وهو يدور حولي و يتفحص أماكن طعناته و كأنما يُقَيم مقدرته على الطعن ,
رفعت بؤبؤ عيني بوهن شديد , لمحت الابتسامة اللعينة ترسم على شفيته القرمزية , أنهى الأمر
بركلة قوية على مكان الطعنة لتودي بي إلى التأوه ألما و فقد الوعي ...
..