عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات طويلة > روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة

روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة يمكنك قراءة جميع الروايات الكاملة والمميزة هنا

 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #106  
قديم 07-06-2012, 11:01 PM
 

فـى آنتظـآرك يآ حلوة ..^^
__________________

Feeding
Imagination
# n e r m e e n

  #107  
قديم 07-06-2012, 11:45 PM
 
.










..
seven

...


.
Part VII of the novel the girl accursed..
.
..
..
.



" ماذا .؟ رائحة المعقمات و العقاقير " فتحت عيني و أخذت أرمش عدة مرات لتتضح الرؤية

المشوشة قليلا , وكما توقعت كنت في المشفى , غرفة متوسطة ملأه بالطاولات التي تتخذ الأدوية

مكانا شاسعا فوقها , جدرانها طليت بالأبيض و زهور وردية , لتوحي للمريض بأنها غرفة للفتيات ,

شعرت بالاشمئزاز وأنا أبعد الملاءة الوردية عن جسدي , للغريب لم أشعر بالألم كثيرا , جلست و

نزعت المغذيات لتتناثر محتواها على السرير وملابسي , على الحظ دخلت تونسيا و صديقها نوا

والجبان الذي قابل وحش اللعنة زايدن , كان يرمقني بنظرات غريبة وكأنما يلومني على ما رآه

نهضت بسرعة من السرير وتوجهت ناحية وقوفه و دفعت نوا وتونسيا عن طريقي , أمسكت

بقميص زايدن القطني من الأعلى وأنا أشده ناحيتي , لقد كان خائفا للغاية ,نظراته توحي بذلك كززت

على أسناني وقلت له بكـل قسوة و الغضب يكاد يخرج من عيني " أنت أيها الجبان , لم ترى شيئا

ذلك اليوم أفهمت , ؟ لم تسمع " ودفعته ليسقط أرضا وجسده يرجف بشده , نهض من الأرض

البيضاء تلك , ليركض خارجا من الغرفة مبتعدا عنا , دفعني نوا لأسمعه يصرخ باسم " زايدن

"ويقوم باللحاق به خارجا , تلك النظرات الباردة ما مصدرها شعرت ببرودتها قبل أن أنظر لها حتى

,رفعت عيني لأرى مصدرها تونسيا تبسمت بسخرية و قلت بنبرة تحمل اللذعة بترابيلها " ماذا الآن

.؟ ستوبخني أمي .؟ " أخرجت تلك السكينة الصغيرة , شعرت بالرعب الشديد , رجعت خطوة للوراء

, وهي تتقدم خطوة للأمام , كاد قلبي الصغير يخرج من موقعه , رفعت يدي وأنا أشير بالسبابة على

السكين وأقول لها بصوت مرتجف " أ..أب..أبعد د يه " تنظر إلى يدها بكـل براءة لترفع السكين أكثر

وتقول بتساؤل " هذا ؟ " لم أستطع أن أجيبها أرغب بأن أقول لها أيتها الغبية كم أتمنى أن أرد

عليها رد لاذع , لكن لا شيء يخرج من حبالي الصوتية لا شيء , انتهت خطواتي بسقوطي على

الكرسي الجلدي الكبير , الذي تربع في آخر الغرفة , لا زلت أنتظر ضربتها القاضية التي سترديني

جثة هامدة , اقتربت أكثر و أكثر , استقرت أمامي تماما , انحنت , أغمضت عيني لم أستطع أن أنظر

أكثر , لم أشعر بشيء , لقد ابتعدت اصوات خطوات كعبها العالي , فتحت عيني اليمنى لتتبعها

اليسرى بدهشة , لقد كانت جالسة و تقطع التفاح الأحمر بتلك السكين , تراخيت على مقعدي بارتياح

وتنهدت بصوت مسموع , نقلت تونسيا نظراتها الخاطفة بيني وبين التفاح الذي بيدها , وقالت بصوت

هادئ تخللته بعض السخرية " هل ظننتِ بأنني سأقتلكِ .؟ " لم أعتد على هذه النبرة من الفتاة

المرحة واللطيفة , فأخذت أتفحصها باستغراب , لتسترسل بكلامها رادة على سؤالها " بالطبع لن

أفعل , " صمتت لبرهة لتردف بعد أن أخذت نفسا عميقا " شيلي لماذا لا تريدين مني أن أحتك بكِ ,

صدقيني لست كباقي الفتيات انني حقا سأعاملك جيداَ ..." قاطعتها بحده " لأنني أريد أن أضع حداَ

بيني وبينكم " تركت التفاح على الطاولة لتمسك بالمنديل وتمسح يدها برقة وهي تقول برجاء واضح

" كم أتمنى بأن أصبح صديقتك من كـل قلبي " حددت من نظرة عيني لأخيفها كآخر مرة , لكن

نظراتها لم تتزحزح قط , بل كانت تتقد إصرارا وعزيمة على صداقتي , ابتسمت بسخرية وسألتها "

ما مقدار رغبتكِ بمصادقتي .؟ " نهضت من الكرسي الحديدي وقالت وهي تدور حول نفسها وتفرد

ذراعيها " مقدار هذا العالم " كدت أضحك على تقاسيم وجهها ولكنني تمالكت نفسي قليلا , أخرجت

ابتسامة ظريفة مع احمرار طفيف على وجنتي و حدثت نفسي قائلة " إن هذه أول مرة ترغب

إحداهن بمصادقتي , عليكِ بأن لا تترددي شيلي " كدت بأن أجيبها بموافقتي , ولكنني رأيته , رأيت

الطفل الشاحب وهو يبتسم بخبث , ويختفي بعدها كالدخان المتلاشى تذكرت لعنتي , طأطأت رأسي ,

وتجاهلت وجودها تماما , شعرت بها تقترب مني وتمسح على شعري بحنية , اغمضت عيني , و

دفعتها بشدة لتسقط أرضا على ظهرها , " آه " لقد كانت تتأوه من شدة الم السقطة , لم احتمل

رؤيتها , أردت أن أقترب وأساعدها , زممت شفتي و أغمضت عيني ,ولكنني شعرت بأحدهم يدفعني

بشدة لأسقط على الأرضية الصلبة أنا الأخرى ،رفعت رأسي بسرعة لأرى من رد دين تونسيا , لقد

كان المدعو نوا وهو ينظر لي بحقد , بكره ، لم أعد أستطيع تحمل هذه النظرات إنها تأتيني من كـل

شخص ، كـل شـخص فـي هذا العـالم , نهضت من فوري وتركت غرفتي لهم , جلست على الممر

بهدوء بقيت أنظر للاشيء ,عدت إلى رشدي حين لاحظت انسكاب شيء دافئ أحمـر اللون على يدي

المتكئة بالأرض , رفعت رأسي إلى أعلى لأرى ما أرعبني , ما جعلني أقف ملجمة اللسان مكتوفة

الأيدي , لقد كان رجل يبدو في عقده السابع , يرتدي ملابس الأمن ,والزمن حفر آثاره على وجهه ,

كان الشيب قد احتل جزء كبير من شعيراته , كانت عينيه التي تحولت للبياض غائرة للغاية , كما

كان فمه مفتوحٌ عـلى مصرعه , لقد كان معلق على حبل يمتد من السقف وينتهي بعقدة على رقبته ,

لقد كانت الدماء تقطر من فاهه و عينه ومن كـل مكان بجسده ,أُنتزع قلبه ليمتد خارجاً متصلاً

بشريان طويل رفيع للغاية , بقيت أرتجف , لم أستطع أن أبعد عيني عنه , لقد كان منظرا شنيعا بـل

إجراميا , من هذا الذي لا قلب له , و كيف أستطاع تعليقها هنـاك ؟ , " هه , هـل ظننتني سأقف

مكتوف اليدين لا أفعـل شيء سوى إخافتكِ بنظراتي وظهوري اللامتوقع ؟ " أنزلت رأسي لأرى

الطفل ذاته , بعينيه الصفراويين و بشرته المتهيجة , لقد كانت الدماء تقطر من يديه هو الآخر ,

أردف بصوته الهامس والذي بالكاد سمعته لقربه الشديد مني " أتعرفين ما هي اللعنة ؟ , أتظنين

أنها فقط أمور تصيبكِ وحدكِ ؟ " ضحك بصوت خافت للغاية واستطرد بكلامه " كلا , بـل إنه يعذب

وربما يقتـل كـل من تقع عينكِ عليه " نهضت من الأرض بسرعة ليظهر قصره الشديد , بقيت أنظر

له منتظرة منه أن يكمل , ولكنه رفع رأسه و ابتسم تلـك الابتسامة المثيرة للقشعريرة والتي دائما

ما تظهر صف أسنانه الحادة كـلها , وأختفى من أمامي , واختفت معه الجثة المعلقة بالسقف ,

تنفست بعمق شديد , وأصبحت أمشي في الممرات ذهاباً وإياباً كالمجنونة , زايدن تونسيا وأيضا نوا ,

كانوا ينظرون لي ولم يملوا قط , واثقة بأن في عقولهم ألاف الأسئلة التي لا أعرف أي أجوبة لها ,

توقفت فجأة لم أستطع تحريك أقدامي وكأن العالم توقف عن الدوران , لم أستطع أن أرمش بعيني أو

أتنفس حتى , شعرت بالضيق الشديد في قلبي , ربما عروقي ستنفجر هذا ما خيل لي من الألم البادر

من كـل جسدي ,صرخت تونسيا بعدوانية شديدة " هيه أنت , مالذي تفعله هنا ؟ " , إنني أختنق ,

أريد هواء , هواء , لمحته فقط من بعيد لمحة خفيفة قبل أن أسقط فاقدة الوعي ,



....


" أهي بخير ؟ "


" ترى مالذي حدث معها ؟ "


فتحت عيني وأنا أريد أن أتيقن مما رأيته قبل أن يغشى علي , وكم أتمنى أن أكون مخطئة , لقد كانوا

ثلاث أشخاص من في نطاق رؤيتي , تونسيا زايدن نوا , كم سعدت لرؤيتهم فقط , " استيقظتٍ ؟ " لقد

كان واحد جالس على الأريكة , كما توقعت " جادين , كانت الابتسامة الخبيثة متمركزة على شفتيه ,

اقترب مني , وكعادته الصق شفتيه بإذني ليهمس لـي " ارأيتِ كـل مافي جسدكِ يتوقف عن العمـل

عند حضوري " ابتعد عنـي , وقال وهـو يضيق عينيه البنفسجيتين " أحضرت بعض الورود لكِ ,

كونـي بخير قريبا ", وخـرج من الغرفة بخطواته الواثقة تـلك , لم أعلق أو أهتم , بدا الأمر وكأنني

اعتدت على هذه الأمور , اقتربت مني تونسيا وبدأت بالسؤال والثرثرة فوق رأسي , وأنا كـل ما

يشغل بالي , هو الحـل والعلاج ,جلست على السرير , ونظرت نظرة عميقة لـ نوا , وبدأت أحدث

نفسي " أمم , إذا طلبت منه أن يحضر كتاب للعنات أو ما شابه من المكتبة هـل سيوافق ؟ " حولت

نظرتي إلى زايدن وأكملت الحديث في داخلي " ولكـن زايدن يعرف نص ما مررت منه , أعتقد بأنه

أنسب لهذه المهمة " أردفت بصوت خافت وأنا أنظر إلى الملاءة الوردية " عذرا , ولكننـي أحتاج

إلى كتابٍ ما " رفعت نظرتي لتونسيا " أيمكنكِ أن تحضريه لـي ؟ " , تونسيا برحابة صدر " بالطبع ,

ما هو طلبكِ ؟ " التفت يمنةَ ويسرةَ وقلت لها بلهجة السؤال " أتملكين ورقة وقـلم ؟ " بدأت

بالتفتيش في حقيبتها المتوسطة والتي اكتسحت أغلبها اللون التركوازي الفاتح " أظن أن لدي ورقة

ما هنا , " أخرجتها لـي , وكذلك القلم , كتبت لها طلبي طويت الورقة وأعطيتها إياها , همت بفتحها ,

ولكننـي قاطعتها مسرعة " لا تفتحيها , افعلي في المكتبة "بادلتني النظرات الحائرة ,تبسمت بوجهي

, وتوجهت للباب , وخرجت وذهب معها صوت حذائها المزعج , اسندت رأسي على الوسادة الوثيرة

وبقيت شاردة الذهن لفترة ....



" أين الكتاب ؟ أين الكتاب ؟ أين الكتاب ؟ " لقد كانت هذه تونسيا بشعرها الأشقر المرفوع

وملامحها الحائرة الجذابة , كان اصبعها المطلي أظافره بالتركوازي على ذقتها , والآخر تتنقل به

بين الكتب , توقفت أمام كتاب " آه , ها هو " سحبته ليظهر اسمه " علوم الأحياء البحرية " ,


أردفت بملل " ما لذي تجده ممتع في هذه الكتب ," خرجت من المكتبة والكتاب بيدها , عانقت نفسها

بشدة و نفخت على يدها ليظهر الدخان مسترسلا من فمها , نظرت إلى السماء الملبدة بالغيوم

السوداء , كشرت عن أنيابها وقالت وهي تضرب الأرض بقدمها " سحقا حين كنت في أستراليا كان

الجـو حارا دائمـا , مالذي يــحدث مع هذه البلدة الممـلة "


" إذا كـنتٍ تكرهينها لهذه الدرجـة لماذا تعيشين فيها " ابتسامة خبيثة , وعيونِ بنفسجية , طبعا لا

أحـد غيره يظهر فـي كـل مكـان من دون سابـق إنذار , تجاهلته تونسيا , و مـشت بعيدة عـنه , فاجأها

ظهوره أمامها بسرعة , قال وهو يمسك كتفيها بيده الباردة ," مهـلا , أريد أن أتحـدث معكٍ " أبعدت

يده بقسوة عـن كتفها وقـالت بعـصبية " لا يـوجد ما تتحدث مـعي به " , ابتعدت عـنه مجددا , ولكـنه

ظهر أمامها , وجـعل أصبعه السبابة عـلى جبهتها , وقـال و ذراعه الأخرى في جيبه " ستأتين ,

وستسمعينني , " حـركت تونسيا رأٍسهـا موافقة كـأنه سحرهــا أو مــا شابه , ابتعد عـنها وبدأ

بتحريك أقـدامه الممشوقة , تبعتـه تونسيا بانصياع تــام ...



....

للحقيقة لا أعرف ما لذي حصل معي ، كنت مذعنة له بشدة , دخلنا إلى مطعم كلاسيكي للغاية كانت

الموسيقى الهادئة تنبعث من أوتار الكمان , اغمضت عيني وانا مستمتعة بما أسمعه , لوث جهازي

السمعي , حين سمعت صوته وهو يقول لي بسخرية " عذرا ستقفين عند الباب طويلاً ؟ " كم أكره

هذا الجادين , توجهت نحوه مسرعة وأنظر الجميع متجهة لي , لقد كنت سريعة في مشيي و أنا أكاد

أهشم الأرضية السوداء بخطواتي الثقيلة , جلس على الكرسي الفاخر المزخرف بالنقوش الذهبية

كانت جميلة , منظرها مغريٍ للغاية , ولكنني بقيت أنظر إليه منتظرة النهاية , قال ببرود و تلك

الابتسامة المغرورة متمركزة على شفتيه " تفضلي " جلست بفوضوية ووضعت حقيبتي على

الطاولة البيضاوية , اقترب الخادم أو أياً كان ما يطلقون عليه من اسم , وأنحنى لجادين باحترام ,

نظر لي بقسوة أخرجت من فمي ما تبادر على ذهني بصوت تعمدت جعله عالياً ليسمعه الجميع " هـل

أنتً شاذ سيدي ؟ أتشعر بالغيرة لأنني مع حبيبك ؟ " توجهت أعين الزبائن نحو الخادم ذاك , وكذلك

نظرات جادين المشمئزة , تراخيت على مقعدي بأريحية تامة , وأنا أوزع الابتسامات المنتصرة ,

ولكن " لماذا تبتسمين كالبلهاء ؟ " سحقا لهذا الجادين , أخبروني أأقتله ؟ أم ماذا ؟ , أبعدت ظهري

عن المقعد واتكأت على الطاولة ووضعت كلتا يدي على ذقني ابتسامة مصطنعة رسمتها على شفتي

, وقلت بنفاذ صبر من هذا الشريك الأخرق " أيمكنكَ أن تتشرف وتخبرني لماذا طلبتَ مني أن أتي

معك إلى هذا المكان الغريب ؟ " رشف كوب المياه المثلجة وقال ببرود " أتستخدمين دائما جملاً

طويلة للسؤال ؟ " تجاهلت سؤاله ذاك , وانتظرت جوابه على سؤالي المطروح اولا , كتجاهلي

لسؤاله تجاهل وجودي تماماً ...

.............

كان الصمت مغدق بهذا المكان الكئيب , نظرت إلى نوا و زايدن , لم يكونا يفعلا شيئا يذكر سوى

قراءة هذه الكتب المملة , كنت أعد الثواني والدقائق , " لم تأخرت هكذا ؟ " , نظر نوا لي ببرود

وأعاد النظر إلى كتابه مجدداً وقال لي بعجرفة " لم يطلب منكِ أحد بأن تأمريها كأنما تعمل خادمة

لديكِ , يا لها من مجنونة لكي تسمع طلبا من أمثالكٍ " شعرت بأنني سأبكي من رده اللاذع , لماذا

..., " هاه " أطفئت الأضواء بأكملها عن المبنى , ظلام حالك لا يُرى سوى تلك الأضواء من

الخارج بشكل طفيفٍ أيضا , بسبب بُعد المشفى عن داخل المدينة , يد باردة شعرتها تلامس أعلى

كتفي , الرعب الشديد اجتاح قلبي , وقلت بتردد " أ هذا أنتَ زايدن ؟ " سمعت صوته والذي كان

بعيداً وهو يقول بنبرة تخللتها الاستغراب " عذراً " , زاد الرعب في قلبي وتلك اليد ما زالت

متمركزة في كتفي , لم أفقد الأمل و أردفت بصوت هامس " نوا أليس كذلك ؟ " مهلا الرائحة هذه

شممتها من قبل , والأنفاس المتعالية ليست أول مرة , رفعت يدي المرتجفة كي أبعد الشيء

المتمسك بي بشدة , ولكن الأضواء عادت لتغير يدي مسارها وتغطي عيني , سمعت صوت صراخ

عالٍ تبعتها غرغرة ما لقد كان فتى , وليس أي فتى بل كان إحدى اللذان معي في الغرفة , كشفت

الغطاء عن عيني , ليتني لم أفعل , أنزلت رأسي بعيداً عن السرير لأبدأ بالقيء الحاد , منظرُ لن

أنساه ما حييت , كان نوا جثة هامدة على الأرضية البيضاء كانت الدماء قد غطت نصف مساحة

الغرفة , لقد قتل وليس أي قاتل بل يبدو بأنه شيطانٌ , كانت حبال أمعائه منتشرة حول جسده , معدته

نصف مأكولة , عروقه ربطت مع بعضها البعض , والأسوأ بأن عينيه ليستا موجودة بتاتاً , ما هذا ؟

, تباً , رفعت رأسي أشعر بأنه ثقيل للغاية , رأيته الطفـل اللعين وفمه مغطى بالدماء أسنانه الحادة

تلك مصبوغة بالمادة الحمراء كذلك , كانت ابتسامته العريضة شاحبة للغاية , صرخت كالمجنونة

وأنا أردد " أبتعد عني أيها المعتوه , أيها الشبح , ألا تجيد الرحيل , إنك شيطان , وليس أي شيطان

بل شيطانٌ متخلف وأخرق و أ ...آه " أمسكت رقبتي , شعرت و كأن أحداً يخنقني , كان الرعب يتدفق

من عيني زايدن و هو ينقل نظراته بيني وبين جسد نوا , بل ما تبقى من جسده , دخلت ممرضتان ,

لم تبديا أي انزعاجٍ من رؤية القتيل , بل وللغريب استقرتا أمام ناظري تماماً أمسكت إحداهن ذراعي

اليمنى , والأخرى أمسكت اليسرى وبشدة , عجزت عن الحركة تماماً , حركت قدماي ولكن , رفعت

رأسي لأجد رجلين ممسكين بها كذلك , -" ابتعدوا عني , أتركوني " لم أخف , إلا حين دخـل الطبيب

بكمامة تغطي نصف وجهه , وبالمقص الكبير وبعض المعدات , أول ما بحثت عنه في هذه المعدات

كلها هي آلة المخدر , ولم أجدها إذا هم فعلا يودون تعذيبي , أمرهم غريب , جميعهم أعينهم لامعة

للغاية وحمراء جداً , بشرة مائلة للسواد و كأن جلدهم حرق بالنار , أكاد أجزم بأنني إن لمست

بشرتهم تلك ستتحول إلى فتات , هـل هذا كــله يــحدث للملعـون ؟ ...



............

لا زال مصراً على تجاهله , نهضت من كرسيي بحزم , وقلت له بنبرة غاضبة للغاية كحالي " أيها

السيد أظن بأنك تلعب فقط , لا وقت لي للعبك , إلى اللقاء " ابتعدت عنه دون أن ألتفت للخلف حتى ,

فتح النادل الباب لي منتظراً خروجي بفارغ الصبر ,خرجت وأنا كـلي غضب من حـالي المثير للشفقة

, كان علي أن أستمر بالتجاهل , تبا لي ولغضبي , توجهت نـحو الشارع منتظرة سيارة أجرة كـي

تقلني عند كارهتي تلك , ...

................

قلبي ينبض مليون نبضة عـندما يقوم الطبيب اللعين بخطوة واحدة فقط , زايدن كان يقف من دون أي

ردة فعل تذكر , كنت مستعدة تماماً , اقترب مني بمقصه لا أعلم ماذا يريد أن يقص , ولا أريد أن أعلم

, أمسك بفكي السفلي و فتحه , شعرت بأنه سيخلع تبا له , أغمضت عيني لم تحتمل أن تبقى مفتوحة

هكذا , فملامح وجههم وحدهـا تكفي لتثير هلعك الشديد , شعرت بيده الملبسة بالقفازات الكريهة تلك

وهي تلامس لساني وتخرجه بخفة , حتى أصبح ربعه خارج للعيان , أقرب المقص من لساني , تبا

شعرت بالمعدن البارد يحيط بلساني من الجانبين , شددت من إغماض عيني وبدأت الدموع بالانهمار

الشديد , لم أرد أن أعرف المزيد , طال الانتظار و الطبيب لم يقم بفعل حركته , فتحت عيني لأصدم

من رؤية أن كـل شيءٍ اختفى تماماً , لم أعد أرى سوى ملابس التمريض التي كانوا يلبسونها ملقاة

على الأرض , لا شيء غيرها , ضممت نفسي بين ذراعي , ولمحت شبح الطفل مجدداً , اقترب زايدن

مني , وقال لي باستغراب " شيلا أأنتي بخير ؟ " كنت شاردة الذهن تماماً لم أعد أرى شيئاً سوى

شريط حياتي , ماذا فعلت لتحدث اللعنة تلك لي , شعرت بيد دافئة تلامس ذراعي , ارتعت و قفزت من

مكاني , لم تكن سوى يد زايدن , استغرب من ردة فعلي هذه , وقال لي بتساؤل شديد " شيلا مـاذا

حـدث معـكٍ ؟ لم أنتِ مرتاعة هكذا ؟ " , حركت بؤبؤ عيني نحـو نوا مباشرة , رأيته يجـلس بهدوء

علـى الكرسي الجلدي ذاك ولا زال يقرأ الكـتاب , دهشت و اقتربت منـه و أنـا أوجه أصبعي السبابة

نحوه وكـل ما كنـت أنـطق بـه , هـو لمـاذا وكــيف ,؟ ! , دخـلت تونسيا من الــباب وهـي تحمـل ذلك

الكيس الصغير بيدهـا , اقتربت مـنها وأنـا أقـول " لـقد كـان ميتاً قـبل قـليل , كـان كان على الأرض

ملقـى والدماء حـوله " اشرت نحـو الأرضية التي كـانت ملأه بالدمـاء " هنـا بالضبط هـنا , كـانت

مليئة بالدمـاء , ألا تصدقينني ؟ " لـقد كـانت أقسـم لـقد كـانت , خرجت من الـغرفة راكضة لأتوجه

نـحو دورة المـياه بحركة تلقائية , نظرت لـوجهـي بالمرآة لا زلـت أردد وأنـا أرتجف بالكـامل , " لـقد

كانـوا لقـد كـانوا رجـالا يـحاولون تعـذيبي أقســم , كــان ميتـًا نـوا ميتًا " جثيت أرضـا الدموع تأبى

النـزول , فقــط رجـفة ورجـفة شديـدة أيضــاً اجتاحت جسدي الواهن الضـعيف ....




..............

:7b:
__________________
!!


Ŀoиŀy Like a ќing


..
....

.. سُبحان الله وبحمده سُبحان الله العظيم ♡
الحمدلله و الله أكبر و لا إله إلا الله
استغفرالله العـلي العظيم
اللهم إغفر للمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات !

.........









مُدونتي


التعديل الأخير تم بواسطة Florisa ; 06-05-2015 الساعة 12:01 AM
  #108  
قديم 07-06-2012, 11:52 PM
 
وواإوو باإرت راإائع جدا بداية حلووة ^_^
جاإري القراءة خخخ ..هع
__________________
-


-
KyunAhh

^
قِصَةة عِشقٍ لآ تنتَهٍي ..:wardah:
  #109  
قديم 07-06-2012, 11:53 PM
 
ققرآءةة ممتعةة ححبآيبيي ..^^
__________________
!!


Ŀoиŀy Like a ќing


..
....

.. سُبحان الله وبحمده سُبحان الله العظيم ♡
الحمدلله و الله أكبر و لا إله إلا الله
استغفرالله العـلي العظيم
اللهم إغفر للمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات !

.........









مُدونتي

  #110  
قديم 07-07-2012, 12:24 AM
 
Oh Dear ! Very Beautiful \

آلبآرت رآئـع ومخيف و .. غريب .. كيف يُقتــل نوآ بهذه آلطريقـة آلبشعـة ومن ثم فـى لحظة وكآنه لم يحدث له مكروه آوه يمسه شيئ .. ولكنـه فـى رآيى آحمق وغبـى لآنـه دفع شيلآ و يكرههـآ .. كم آتمنـى آن آلكمـه ..><

I,am Wait The New Chapter ~
__________________

Feeding
Imagination
# n e r m e e n

 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ЋӚ ѧЯƠğãnԎ ĝіЯӀ >> الفتاة المغرورة shymaa ali أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 157 12-19-2012 07:15 PM
معاناة طالب التوجيهي..اهداء الى Ḽḭᵷḩṱἥἐṧṧ ᵷḩṍṥṱ و جنتي ايماني و Amu-chan و** Azura** و كل المعذبين الكرام Ḽḭᵷḩṱἥἐṧṧ ᵷḩṍṥṱ عيون التهاني و الترحيب بالأعضاء المستجدين 24 02-16-2012 01:38 PM
كرسي الاعتراف مع Ḽḭᵷḩṱἥἐṧṧ ᵷḩṍṥṱ ( شبح الضياء ) .. بَتْر ذكريات عيون العرب 27 07-23-2011 12:20 AM
Ϡ₡۩۝۩Ϡ₡شوفو تصميمي في الانمي تفظلوو الدخول بريال Ϡ₡۩۝۩Ϡ₡ SnipeR• دروس الفوتوشوب - Adobe Photoshop 7 01-05-2011 04:05 PM


الساعة الآن 10:25 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011