|
أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه هنا توضع المواضيع الغير مكتملة او المكرره في المنتدى او المنقوله من مواقع اخرى دون تصرف ناقلها او المواضيع المخالفه. |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#26
| ||
| ||
وسارت ميلسا مترنحه فى العاصفه خلال ايام ، والرياح العاتيه تتقاذفها دون رحمه نحو اسبانيا . سفينه الشحن التى مرت بهما لم تصدمهما ، ولكن الموجه الضخمه التى خلفتها ، رمت باليخت الى جانبه الى ان اعاده ثقل جسمه الى وضعه الافقى ثانيه . وبدأت العاصفه تتلاشى تدريجيا ورفع آلان الشراع عندما خفت الريح . وجهها فى نفس الاتجاه الى ان يتمكن من اصلاح المقود المكسور من قطع الغيار المتوفره لديه . ولكن كان هناك اضرار اخرى لا يمكن اصلاحها ، فعامود الالتقاط الخاص بالراديو حطمته الريح وقذفته المياه بعيدا ، ولم يعودا قادرين على التقاط السائل . ولم يبق لديهم سوى اشارات المورس يلتقطونها على جهاز الطوارىء ، واصغيا الى تقارير الطقس الملاحيه بواسطه الترانزستور الصغير . وكاليخت ، كانت نورما وآلان يعانيان اثار العاصفه ، كدمات وجروح ولكن ما كانت تشعر به نورما من فرح طغى على كل شىء اخر . واحست انها قد عادت الى الحياه ثانيه لاول مره فى حياتها ، وبأنها الان قد اصبحت مكتمله الانوثه . وغمرها شعور بالاثاره والسعاده ، وبحب آلان الى ما لا نهايه . وراقبها آلان بعينيه العميقتين ، وكأنه يتسأل ما الذى تغير فيها خلال العاصفه . وعملا معا كفريق متكامل ، افكارهما كانت متجانسه الى درجه انهما احيانا لم يكونا بحاجه الى الكلام كى يعبرا عن رغباتهما . وبرزت الشمس الدافئه ، فى الوقت الذى كان اليخت فيه يعبر ممر جبل طارق ، بوابه العبور نحو الاطلسى ، واستدار حول فادش ، واستلقت نورما على السطح تستقبل اشعه الشمسوهى مرتديه البكينى . وكان قلبها يتفجر بالحب لآلان ، وتاقت لان تخبره ، وان تكون بين ذرعيه ... غريزتها الانثويه منعتها من قول اى شىء له ، وحتى من ان تظهر له ، بالتعبير ، كم تشعر نحوه من حب عميق . واحست بانه يشعر بها ، بحاجه لان يفكر بها ، ومنعتها حساسيتها من محاوله دفعه لمعرفه مشاعرها ، فآلان يملك روحا حره ، كما روح اليخت الجميل ، ولا يجب عليها ان تقيده ، او تمسك به . فلو فعلت فسوف ينفضها عنه كما نفض اليخت الامواج العاتيه عنه ، وتابع طريقه . ولكن ، لو جاء هو اليها .. لا .. عندما ياتى اليها ، فسيكون هذا الى الابد . عندما يعودان الى انجلترا سوف تصرف بعض المال لشراء ثياب جديده . فقد اشتاقت للاحساس ببروده القماش الناعم على جسدها بدل البيكينى والتى شيرت . ونظرت الى السوار الفضى الثقيل حول معصمها .. انها جاريه آلان .. اجل سوف يجعل منها جاريه له .. وابعدت عنها الفكره وعادت الى التفكير فى الثياب ، اما بالنسبه لشعرها ، فان عليه بكل بساطه ان ينمو . السماء كانت زرقاء من فوقهما ، وليس كلون النحاس الغامق ، كسماء افريقيا ، بل ناعمه دافئه ، زرقاء ، كشمس اوروبا ، تتخللها بضع سحابات بيضاء . وكان الدفء لذيذا ، واسندت نورما نفسها على كوع واحد ، وشاهدت آلان على السطح يحاول وضع الحاجز النحاسى المخلوع فى مكانه . فوقفت وتقدمت منه . ساحل اسبانيا البنى والاخضر على يمينها ، والهواء يحمل الرائحه الخفيفه للصيف من اليابسه الى البحر . ووقفت الى جواره ، تراقبه وهو يعمل . واستوى آلان فى وقفته ، ومدد عضلاته ، ثم استدار اليها ، فابتسمت له وقالت: ( مرحبا ..) وابتسم لها ببطء ، واثاره . ولكن كان يبدو عليه توتر لم تفهمه ، وكأنها عدوه له ، عدو خطر يجب ان يبقى عينه مفتوحه عليه ليراقبه ويحذر منه . وكانت تعلم ، ان وقتا طويلا سيمر قبل ان يتخلص من عدم ثقته الراسخه بالمرأه . وحمل الريح اليهما اريج الورود ، عطر ورود الصيف الحلو الثقيل ... ورفرفت بعينيها من الدهشه ، ورفعت انفها كى تشم الهواء الملىء بهذا العطر .. وضحك آلان قائلا : ( هذا يحدث احيانا .. فهناك حقول واسعه من الورود فى جنوبى اسبانيا ، تزرع لاستخدامها فى استخراج العطور ، وعندما تهب الريح تحمل معها الروائح الى البحر . وقال لى احدهم مرة انه استطاع ان يشم هذا العطر فى وسط الاطلسى .) - ( تخيل نفسك وانت وسط هذه الحقول .) منتديات ليلاس وابتسم ، ناظره الى عينيه ، ثم تلاشت بسمتها ببطء . عينا آلان كانت تقلبان قلبها رأسا على عقب ، وتجعلانها تحس بضعف فى ساقيها . ولم تعد ، فجأه ، قادره على النظر اليهما ، فأحنت رأسها وقالت : - ( آلان ... انا ... ) وانزلقت ذرعاه حول خصرها ، دون اراده تقريبا ، وجذبها نحوه بلطف ، واحست بدفء بشرته ، وبرائحه الملح فيها . ورفعت رأسها اليه ، وضاعت فى عمق عينيه الرماديتين . وقال لها بثبات : - ( اذهبى واستلقى تحت الشمس ايتها الصغيرة . _ ( ولكن ... آلان .... - ( امامى عمل اقوم به . فابتسمت له وسألته : - ( ولماذا لا تتركنى اساعدك . ) وهز رأسه بهدوء وقال : - ( انا كبير السن عليك يا نورما ، كبير ، وقاس ، ومتشكك . ) ومدت ذراعيها الى رقبته ، وجذبته اليها اكثر ، وهى مصممه على جعله يتجاوب مع عناقها ، فاشتدت ذراعاه حولها ، ب عاطفه هزتها . وسرعان ما ابعدها عنه ، فشهقت ، وصاح بها وصوته يرتجف : - ( لاجل الله ! ماذا تحاولين ان تفعلى يا نورما ؟ ) - ( آلان .. اريد ... ) - ( انت لا تريدين ما تريدينه . لا تتلاعبى معى يا نورما ، اذهبى وخذى حماما شمسيا . ) وابتعد عنها وأرجع الحاجز الثقيل مكانه بحركه واحدة ، فاستدارت ببطء مبتعده ، وقد لاحظت ان يديه البنيتين القويتين ترتجفان . ...... آخر ايام رحلتهما كانت مليئه باشعه الشمس . وبقى آلان مشغولا ببعض الاصلاحات الضروريه ، وساعدته نورما قدر استطاعتها . وفى صباح احد الايام ، ظهر امامها الخط الابيض للساحل البريطانى . واستخدم آلان جهاز الارسال اليدوى لارسال رساله الى ولده ، يبلغه بانه قادم باليخت الى حوض شركه سان كلير فى بلايموث وهكذا فجأه ، وبطريقه ازعجت نورما ، وصلت رحلتهما على اليخت الرمادى الى نهايتها القريبه . واستندت الى الحاجز الامامى ، بينما كانت ميليسا تمر بانتصار الى داخل ميناء بلايموث وهى تشعر بمزيج معقد من السعاده والحزن ، فكره افتراقها عن آلان كانت تحطم قلبها ... يجب ان تراه ثانيه 1 النورس الذى كان يطوف بهم صائحا ، وكأنه ينادى بالوداع حتى ان عينيها امتلأتا بالدموع . وفى وسط الانشغال برسو اليخت وتسليمه لوالده ، هل ستتمكن من ان تقول له بانها تريد ان تراه ثانيه ؟ وتطلعت بحزن الى الرصيف الذى يقترب منهما محاوله ان لا تبكى. وبدا امامهما حشد صغير عند الميناء . وما ان اقتربت ميليساحتى صدر عن مئات الاشخاص صيحات الترحيب . وناداها آلان - لا تقفي هكذا، تعالي و ساعديني في انزال الأشرعة! - من هؤلاء الناس؟ فحدق قليلا ثم قطب: - لست أدري. وحدق مرة أخرى فلاحظ سيارتين كبيرتين كتب عليهما((بي بي سي. الارسال الخارجي)) ونظرا الى بعضيهما بحيرة. وما ان التصقت ((ميليسا)) بالرصيف، حتى رمى آلان حبل الربط الى الشاطئ. وأسرعت الأيدى الى التقاطه وربطه جيدا الى اليابسة. بضعة أعضاء من الاتحاد البحرى كانوا يلوحون لهما من ضمن الحشد وهما ينزلان الى البر. وصاح أحد مراسلى الصحف وهو يضعهما أمام كاميرا التلفزيون: - أهلا بك في بريطانيا سيد سان كلير. كيف تشعر لعودتك الى الوطن؟ وحدق آلان من حوله بعينين باردتين وسأل بحدة: -ماهذا كله ؟ وتقدمت نورما لتقف الى جانبه بارتباك، وهي تشعر بأن الأرض غير ثابتة تحت قدميها بعد هذه الأيام التى قضتها فى البحر وقال مراسل آخر، وهو يضع الميكرفون تحت أنفها: - أنسة ليستر..هل كنت خائفة خلال العاصفة ؟ - أنا ...وكيف عرفتم بأمر العاصفة ؟ ونظرت بذهول الي الميكرفونات وكاميرات التصوير وأنوارها التى تلمع. وتكلم شخص آخر، وقال أنهم أبطال وطنيون، وأن الأمة كانت تتابع تقدمهم بأهتمام بالغ. . . وفجأة، تجاذبهم الجمع، يسألون، بطالبون، يسجلون، يصورون. وأحست نورما بيد قوية صغيرة تمسك بكوعها، وامرأة جذابة جميلة في الأربعينات تجذبها الى جانب، وقالت لها بصوت محترف: - أنا لوليتا باترسون، من الصنداي تايمز ...لا تتكلمي مع أحد يا نورما . .ليس قبل أن تستمعي لشروطنا . - شروطك لماذا ؟ - عقد . .لقصتك بالطبع. خمس مقالات، كل منها بألفي دولار، ما رأيك؟ القصة ستكون بعنوان (( كيف أنقذت حياة حبيبي من العاصفة)) وليس عليك أن تكتبي كلمة منها. هل كان لديك كاميرا؟ هل التقطت أية صور؟ لا بأس، سوف نخترع بعض الصور في وقت قصير . . .
__________________ سبحان الله وبحمده ~ سبحان الله الـعظيم ~ |
#27
| ||
| ||
وجذبت نورما ذراعها من المراسلة، وعادت لتخترق الجموع باتجاه آلان ، وبرز ميكرفون آخر تحت أنفها: - هل كان لديك أية أفكار عن الاهتمام التى تابع فيه البريطانيون أخباركما آنسة ليستر؟ - لا . . أبدا. وحاولت الابتعاد، وشاهدت والد آلان يحاول الوصول اليه وسط حلقة من المراسلين، ووضع أحدهم نسخة من جريدة يومية بين يديها، ونظرت اليها بذهول: ((العشاق الضائعون)) وكان المقال يحتوي على صورتين: صورة لها بالبيكيني، كيف حصلوا عليها بحق الله، والأخرى لآلان يخرج من الهليكوبتر . . .وتقول المقالة: ((يخشى أن يكون العاشقان الهاربان، آلان سان كلير و نورما ليستر، قد ضاعا ليلة أمس بعد عاصفة قوية كانت تضرب أوروبا، وقطعت أي خبر عن مكان وجودهما)). . . وتطلعت بالتاريخ. . . انه الأسبوع الماضي. ورمت الجريدة، وشاهدت عنوان جريدة أخرى: ((العاشقان الهاربان يعودان اليوم بسلام)). ولوحت امرأة جميلة متوسطة العمر، ليس بمايكرفون واحد أمامها، بل بأثنين، وقالت: - أرجوك، قولي شيئا لمشاهدينا. وصاح مراسل شاب من خلفها: - ما هو برج ميلادك يا نورما؟ وأجابت بارتباك وهي تنظر من حولها تبحث عن آلان: - لا أريد أن أقول شيئا. وكان آلان يحاول تخليص نفسه من مجموعة مراسلي التلفزيون. ثم برزت من بين الجموع امرأة طويلة لها شعر كستنائي طويل، ورفعت النظارة لتكشف عن عينين زرقاوين. . وصاحت بصوت مثير: - آلان. ! واستدار آلان، وغلى وجهه تعبير غريب. وسقطت يداه الى جانبه وقال بهدوء: - مرحبا جودي. - آلان ! وأسرعت اليه، وأوقعت النظارة لتنكسر على الأرض. ورمت بذراعيها حول رقبته، وضمته بجنون. وراقبتهما نورما وقد تجمدت. وشهقت: ((آلان. .)) ولكنه لم يسمعها وصاح أحد المراسلين: -استديري الى هنا آنسة ويلفورد. وبدأت الكاميرات تركز عليهما بسرعة. ولمع نور كاميرا في وجه نورما من جديد، وكانت لوليتا باترسون الى جانبها، وقد أمسكت بمعصمها وهمست وعيناها تلمعان. - الوغدة الغادرة! أليس كل الرجال سواء؟ هذه جودي. .أتعرفينها يا نورما؟ لا تهتمي. .اسمعي! سنجعل المبلغ ألفين وخمسماية للمقال الواحد. اضافة الى مقال آخر: ((عودتي المريرة الى الوطن)) كي ننهي بها السلسلة، ما قولك؟ هذا سيقارب الثلاثين ألف جنيه بالمجموع النهائي. عدا عن حقوق الصور و. . . ولم تكن نورما تصغي. فقد كانت عيناها مثبتتان على الأثنين الرائعين أمامها وهما يتعانقان أمام عدسات التصوير وكاميرات التلفزيون. وكأنهما جائعان لبعضهما بعد طول فراق. مبعثرين بهذا كل آمالها، وأحلامها، وحياتها. ******** عندما بدأ جرس الهاتف يرن عند الساعة السادسة ونصف صباحا في اليوم التالي، عادت نورما بذاكرتها الى الوراء، بالكاد تذكرت رحلتها بالقطار الى لندن، أو ما فعلته ليلة أمس، كل ما تذكره هو الألم الذي بدأ صباح الأمس، والذي كان يؤلم أكثر اليوم. وخرجت متنكرة وهي تخفي وجهها بوشاح لتشتري عدة أغراض من بينها العديد من الصحف، التي كانت منقسمة في ردة فعلها حول عودة اليخت. البعض منها التزم بالمقولة السابقة: ((العاشقان الهاربان وصلا الى الوطن أخيرا)) وآخرون قالوا: ((العاشقان فى الميناء. . .فتاة آلان السابقة تظهر معه)) ونشرت صور العناق، واحداهما نشرت صورة وجه نورما المذهولة وهي تنظر الى جودى تعانق آلان. في غياب أية قصة متما***، معظم الصحف لجأ الى نشر الصور فقط. مع تعليق عن آلان ((البلاي بوي)) وامرأتيه. ووضعتهما ((التايمز)) في الصفحة الأولى مع عنوان بسيط: ((بريطانيان يعودان الى الوطن بسلام)). عند الظهر، سمعت قرعا على بابها، وذهبت لتفتح دون حذر. - أنا فرانك أدامس. . . من مجلة ((الفتيات الشهيرات)). . .نرغب في أن نعقد معك عقدا لسلسلة مقالات أنسة ليستر. . . وصفقت الباب بوجهه، وقررت أن لا تفتح لأحد بعد الآن. وكان عليها أن تنتظر. . .كما انتظرت الأنباء عن والده خلال ذلك الأسبوع الرهيب، وبداخلها شعور بأنه رحل، ولن يعود، ولن يجده أحد. وخرجت بعد الظهر لتتمشى بالحديقة العامة، خلال تجوالها مفكرة لمحت جوناثان، صديق قديم لها. وكان بائع جرائد، أبله بالمولد في أواخر الستين من عمره. عيناه دائما تنظران الى الدنيا بلطف، وفمه المفتوح دائمأ، يبدو وكأنه يبتسم. وكانت نورما تفضل الحديث معه، لأنه لا يضجرها أبدا. فسارت نحوه فحياها بضحكة واسعة فرحة، فابتسمت له: - مرحبا جوناثان. - لقد رأيتك في الجرائد يا أنسة. أنت والسيد ملاك الغيوم. - صحيح يا جوناثان. أنا و السيد ملاك الغيوم. - أنت أيضا في الجرائد الليلة. ولف جريدة وقدمها لها. - ثمانية عشر بنسا. فابتسمت وأعطته جنيها. - خذ الباقي لك يا جون، لأنك الوحيد في بريطانيا الذي استقبلني بابتسامة. - اقرأي كل شئ. . .سوف تسرين بها ! وأخذت الجريدة منه وفتحتها، وشاهدت الصورة التى أصبحت مألوفة لها الآن: صورة العناق، وتقول العناوين: ((جودي ويلفورد ستتزوج آلان سان كلير)) وتراقصت الكلمات أمام عينيها وهي تقرأ ما قالته جودي المثيرة: ((لقد حاولت الابتعاد عنه، ولكنني لم أستطع. انه أعظم رجل في العالم، وأنا أحبه كثيرا)). ((جودي، التي هي الآن تحاول الطلاق منذ ستة أشهر من بيتر فولروك، رئيس مجلس ادارة شركة ((تمبل للتصميم الجوي)) المتوسط العمر. وهي تشق طريقها الآن في عالم التمثيل في أحد الأفلام. . .)). وقال جوناثان: - أليست أخبار جيدة يا أنسة. منتديات ليلاس وامتلأت عيناه بالدموع استجابة لدموعها، ورمت الجريدة، ثم عادت الى منزلها، غير عابثة بجوناثان أو بالناس الذين توقفوا ليحدقوا بدموعها. حسنا، لقد جاء الرد على السؤال القديم الذي طرحه آلان بنفسه: (( هل سأعود راكضا اليها لو دعتني؟ هذا سؤال لم أجد الرد عليه بعد يا نورما !)). كان هناك سياره جاغوار مالوفه امام منزلها وما ان وصلت حتى فتح الباب وخرج رالف كلارك -نورما حبيبتي ..!هل كنت تبكين ؟ -كيف تجرؤ على منادتي حبيبتي ؟وماذا تريد؟ -كنت احاول الاتصال بك طوال النهار ويبدو ان جميع اهل لندن عندهم نفس الفكره اسمعي نورما لندخل الى المنزل ...وساصنع لك فنجان شاي اذا رغبت ...اوكي؟ -اوكي... واحست فجاه بالسعاده لوجود من تتكلم معه حتى ولو كان رالف كلارك وجلست لوحدها بينما ذهب رالف الى المطبخ واراحها الشاي الساخن ونظرت الى رالف من فوق فنجانها -ماذا اتى بك الى هنا رالف؟ اعتقد ان كل ما بيننا قد انتهى... -انظري نورما ...اننا حقا لم نكن ملائمان معا...اليس كذلك؟ -لا ... اعتقد هذا -انظري ...لقد عاملتك بطريقه شريره وسيئه ...وانا اسف يا نورما -لايهم...لقد انتهى كل شئ -وهل انتهى كل شئ؟ اخبريني ...هذا ...الان سان كلير ..هل يعني لك شيئا؟ وحدقت به محاوله ايجاد طريقه لتخبره بها وكلمات لتصف له شعورها عن الرجل الذي ارادت ان تتزوجه وارادت ان تنجب اطفاله ..وقال بهدوء -لاباس...استطيع قراءه الرد في وجهك ..اسمعي...كل هذه الضجه في الصحف كانت غلطتي...كما اخشى -غلطتك؟وكيف؟ -حول جودي فولروك -وكيف عرفتها؟ -انها شهيره جدا واصبحت صديقا لها لقد شدتني اليها.. -اتجمع بين جولي وجودي؟ -لست ابلها لاكتفي بجودي فولروك لمده طويله -ولكنك اخبرتها عني وعن الان ؟ وهي اخبرت الصحف؟ -الامر كله بسبب فلمها الجديد يبدو انها كانت تتوق لتحقيق هذا الحلم منذ زمن بعيد واخيرا اقنعت غبيا يدفع المال واقحمت نفسها كبطله والفيلم يصور منذ اشهر واحتاجت لبعض الدعايه للترويج للفيلم اللعين .على كل جو الفيلم يرتكز على البطل والبطله وهما معزولان على متن يخت في وسط جنوب الاطلسي ..اجل... وهذا كان قريبا مما حدث لك ولالان على متن ميليسا -اتعني؟ -لديها الكثير من المعارف في الوسط الصحفي بما يكفي لان تبقى قصه ميليسا في عناوين الاخبار الاولى وللتاكد من ان وصولكما سيكون محور الاهتمام لكل صحيفه وشركه تليفزيون في البلاد -ولكن...لماذا؟ -فكري بكل هذه الدعايه المجانيه يانورما وبالتغطيه الاعلاميه في كل البلاد كلها دعايه مجانيه للفيلم سيعني هذا لها الملايين عند شباك التذاكر وتجمدت في كرسيها -لقد قرات المقال لتوي تقول فيها انها والان سوف يتزوجان وهز رالف راسه -وهذا ايضا جزء من المشروع الاعلاني يافتاتي... ولست ادري اذا كانت تنوي المضي بمشروع الزواج هذا ام لا وعلى الارجح ستتخلى عن كل شئ وعن الان عندما تحس بانها قطفت افضل الثمار هذه المساله ..لاتجعلي الاسى يسيطر عليك هكذا .سوف تستعيدينه في النهايه -الان يحبها ولهذا استطاعت ان تعمي بصيرته هكذا يارالف -اوه ..هل الامر سيئ الى هذه الدرجه؟ -الامر كان سيئا من ايام كان في سيرنجيني يارالف وربما قبل ذلك بكثير يالهي ...اشعر بالبؤس -تماسكي ...لن يدوم الامر وانت تعرفين لقد قفزت جودي الى طريقكما لتستفيد ...وربما يعود يوما اليك... -ما ان تنتهي منه؟لا ..لست لقمه سائغه لهذه الدرجه يارالف -لن يكون الامر سهلا يانورما -اوه...بل سيكون فانا لا اهتم بما تتركه باقي النساء يارالف فلدي كبريائي واذا كان الان قد عاد الى جودي ..كائنا ماكان اسمها فليبقى هناك معها وصاح بها قلبها ...كاذبه ...كاذبه.. ونظر اليها رالف وقال وكله امل -بامكاننا الزواج في اي وقت او على الاقل لنمنح بعضنا فرصه اخرى.مارايك؟ لنخرج الليله معا كما في الايام الماضيه؟ -الايام ليست ماضيه لهذه الدرجه -نورما..انظري... كنت خنزيرا قذرا معك واعلم هذا وعندما قلت لي بانني خططت لاخبرك عن جولي كنت على صواب ولسبب مجنون كنت ياس كي اتركك -ولكن جودي فولروك ليست ذلك السبب المجنون -لو يكن الامر هكذا فقط يانورما كنت مشوش الفكر ولم اكن ادري ما اريد بعد ان.. -بعد ان تخلصت مني؟ -بعد ان افترقنا على الهاتف ظننت اني فعلت ماهو مناسب ولكن الان... -بدات تغير رايك؟ -حسنا ..انت الان مختلفه بعض الشئ بشرتك اصبحت بلون جميل وشعرك انه يناسبك جدا بهذا الطول لست ادري اين قصصته ولكنه جميل ..وجسدك يانورما.. وكانك من حوريات هيوليوود منتديات ليلاس -هذا اطراء جيد...انظر يارالف ..لوني اسمر سيزول وجمال جسدي كذلك...وعاجلا ام اجلا سيطول شعري ولايمكنك ان تقيم علاقه على مجرد المظهر الخارجي للناس يجب ان يكون هناك اكثر... -ولكن هناك اكثر...لقد كنت افكر مؤخرا يانورما ولقد تحسنت شخصيتي كثيرا..صدقا فلنحاول من جديد ...ما قولك؟ وتفحصته مقارنه اياه بالان بقوته بحيويته وصدقه وروحيته وقال بلطف -لا اظن هذا يارالف ..ولكن شكرا لعرضك هذا على كل الاحوال -ارجوك يانورما لنذهب ونركب الخيل عبر السهول كما كنا نفعل لمره واحده؟ -الافضل لا.. وتنهد رالف والحزن على وجهه -اعتقد انني استحق كل هذا لقد كنت غبيا واعتقد انني استحق العقاب.. -انا لا احاول معاقبتك يارالف بكل بساطه لا ارغب في بدء اي شئ جديد معك ...او مع اي انسان اخر -انت تحبين الان هذا فعلا اليس كذلك؟ -لا تسالني هذا طبيعي ..يبدو انه شاب ممتاز ..لقد سمعت بعض المعلومات عنه من جودي ..انه الافضل في كل شئ ..على ما يبدو .. واجابته بحده وهي تقف -لااريد ان اعرف ووقف رالف وزر سترته -انا اسف اتمنى لو استطيع ان افعل شيئا لمساعدتك ربما اذهب الى الان لاقول له.. -ارجوك ..لاجل الله ...لاتفعل ..اتعلم يارالف ...سوف تحطم قلبه مره اخرى ..عندما يكتشف انها تستغله من اجل مستقبلها الفني.. سوف يحطم هذا قلبه -ولماذا لاتقوليه له؟ اكتبي له اتصلي به اخبريه كل شئ عن جودي قولي له ما قلته لك... -قلت لك يارالف لدي كبريائي ولن اعود الى الان ولو عاد الي جاثيا على ركبتيه ..فلتحطم قلبه اذا كا غبيا لدرجه ان يتركها تفعل وهذا لم يزعج نومي وصاح قلبها ..كاذبه ..كاذبه..كاذبه. ... ولكن غضبها استمر..واصبحت غاضبه اكثر عندما لم يتصل بها ..وامتد هذا اليومين ثم ثلاثه واربعه وخمسه.وانطفا الامل فيها ببطء وفي اعماق نفسها كان صوت يقول:انها غلطه بشعه...وسوف يعود ولكن الصوت بدا يخف ثم مات وذهبت في مهمه عمل لثلاثه ايام امضتها في منزل ريفي يملكه رجل يدعى دونكان كانيعتقد ان اللوحات على جدران منزله لوحات اصليه وامضت الساعات في اصلاح المجموعه لتكتشف مجموعه غير معروفه من الكلاب غير المتجانسه وبعض الطيور الحجل واسلاف قدامى بشعين بشكل لايصدق واطفال كئيبي المنظر واواني مليئه بالفاكهه غير الصالحه للاكل وتنهد السيد دونكان وهو يوقع لها الشيك باتعابها وقال -كنت افضل ان تبقى كما كانت وعادت نورما الى لندن انباء عدم ارتباطها مع رالف كلارك وافتراقها عن الان سان كلير جلبت لها العديد من المكالمات الهاتفيه المتكرره من اصدقاء قدمى لها على امل مصادقتها من جديد واستاءت قليلا عندما اكتشفت ان العاطفه المشكوك بها قد تحركت في صدور عده معارف لها من الرجال ولكنها كانت ترفض باستمرار واصرار دعواتهم الى ان حذرتها صديقه لها -الافضل لك ان تنسيه يانورما احرصي قليلا .اخرجي وقابلي الناس.. وانفضي غبار ذكراه عنك وقررت ان تقبل الدعوه التاليه وكانت من شاب صيني جذاب يدعى شونغ بول كان ساحرا مهذبا مسليا مثيرا ولكنه لم يكن الان سان كلير وفي نفس الوقت كانت تبقى عينيها على الجرائد منتظره اي نبأ عن الان وجودي...الا تستطيع الاعتراف بينها وبين نفسها بانها تنتظر ان تسمع اخبار انفصالهما .ولكنها لم تقرأ مثل هذا النبأ ووصلتها طلبات لمهمات جديده واخذت تدرسها عند الافطار ولكنها لم ترد على اي منها في مانشستر دخل تلميذ فنون مخبول الى معرض وثقب احدى اللوحات الفنيه الحديثه واتصل المدير بنورما فقال له بتوتر -اجل..اظن ان بامكاني ان اصلحها سوف احضر الى عندك لنقل..يوم الخميس ؟...من دواعي سروري ...اجل ..شكرا لك...وداعا ووقفت قرب الهاتف ومررت يدها عبلا شعرها الاشقر الذي بدا يعود تدريجيا الى طبيعته واحست بشئ ثقيل يهبط الى معصمها وهي تنزل يدها وكان السوار الفضي الذي وجداه في ركام القصر الاندلسي في تلك الجزيره في البحر الاحمر.ونظرت اليه...وضاعت في ذكرى دافئه مهتزه ..ورن جرس الهاتف ...فاجفلت ...ورن الجرس ثانيه... فالتقطته ..وكان الان ***نهايه الفصل الثامن
__________________ سبحان الله وبحمده ~ سبحان الله الـعظيم ~ |
#28
| ||
| ||
الفصل التاسع ( حلم له أجنحة ) - نورما ؟ - اهلا ... الان . و جف فمها فجأة ، فجلست ، و قد أحست بضعف ساقيها . - أنا أسف لأنني لم أتصل بك منذ فترة طويلة .. ولكنني .. - أوه .. أنا أفهم تماما .. فلديك سمكة أخرى تصطادها الان .. أليس كذلك ؟ - تبدين و كأن بطلة إحدى الروايات المأساوية . - صحيح ؟ يجب أن تكون خبيراً يا الان بالمأسي . - اسمعي نورما .. أنت وأنا سنخرج الليلة معاً . - أوه و هل سنخرج حقاً ؟ حسنا ، عليك أن تفكر بالأمر مرة ثانية يا الان ! فانا مشغولة جداً . - لست مشغولة كثيراً لما سأقوله لك . - لديك أعصاب باردة يا ألان ! لقد رميت بي كما ترمي البطاطا الساخنة بعد لمسها .. لم أسمع منك لأسابيع ثم ... - إنه أسبوع واحد . - ولديك الجرأة بعدها لأن تتصل بي و تأمرني بالخروج معك ! من تعتقد نفسك ؟ - هيا نورما ، خففي من كبريائك . - و لماذا هذا الاهتمام المفاجئ بالمسكينة الصغيرة نورما ليستر ؟ هل انتهت منك جودى و ساد بينهما صمت متوتر . . و قال الان بصبر ظاهر . - اسمعى نورما .. أعلم أنك تألمت و تكدرت .. ولكن .. - تألمت ؟ لم أتألم علي يدك يا الان ، أنت مغرور بنفسك لو ظننت أن أي شيء تفعله قد يؤلمني ! - لم أتوقع أن تكونى غاضبة لهذه الدرجة . - إذاً ، أنت لا تعرف شيئاً عن النساء . ليس بقدر ما تظنه بنفسك . أو، ربما تغيرت النساء منذ كنت شاباً ! - نورما ! - عد إلي جودى يا الان ، أم أنها لا زالت تدعو نفسها باسم زوجها تمبل ؟ - لست أدرى بماذا تدعو نفسها .. و لست أهتم .. نورما .. - أنت كبير السن بالنسبة لي يا الان . لقد قلت هذا بنفسك ، ألم تفعل ؟ أنت كبير و قاس ، ومتشكك ، مع أنني أعترف أن تقديري لقسوتك قد انخفض كثيراً منذ أخر مرة رأيتك فيها .. و أنت تعانق جودى اللعينة أمام عشرين مليون مشاهد ! - كان هناك العديد من المرات خلال رحلتنا كنت فيها علي وشك وضعك فوق ركبتي لأضربك و أوذيك .. و أنا نادم لأنني لم أفعل .. ولكتتي أعدك .. أيتها السيدة الشابة .. إذا تكلمت معي بهذه اللهجة ثانية ، فسوف تندمين كثيراً و بمرارة ! - دعنى و شأني يا الان . أنا لست مهتمة بك . و قال بصوت ثابت : - ولكنني مهتم بك يا نورما . - فعلاً ؟ حسناً .. أنا ليس عندي رغبة في من علكته جودى ثم بصقته يا الان .. - نورما .. سوف أحضر لأخذك عند السادسة والنصف مساء . من منزلك . هل فهمت ؟ منتديات ليلاس - لا تحاول أن تأمرني يا الان . أنا لست ... - في السادسة و النصف يا نورما . - و إذا قررت أن لا أكون موجودة ؟ - سأبحث عنك إذاً .. و بالمناسبة .. ارتدي ثياب سهرة . - لن أكون موجودة في المنزل . أنا .. و أقفل الخط في أذنها ، وضربت السماعة مكانها بغضب و صاحت : ( ليتني أكسر الان شيئاً ، أحتاج لشئ أكسره ! ) و خرجت كالعاصفة من منزلها ، إلي حديقتها الصغيرة ، ثم باتجاه المنتزه ... الخنزير المتعجرف ! إذا كان يظن أنها ستركض إليه عندما يصفر لها ، إذا فهو مخطيء ، مخطيء كثيراً ! ماذا يظنها ؟ و اهتز السوار في معصمها الرقيق . و بغضب مفاجيء انتزعته و رمته إلي أبعد ما تستطيع في دغلة قريبة . وعلي الفور ندمت علي عملها ، و التوى قلبها بالألم بعدما ارتطم السوار اللماع بالعشب . و عضت شفتها ، واستدارت علي عقبيها و انصرفت ، مرددة لنفسها بأنها سعيدة ، سعيدة ، سعيدة ، وتتساءل أين يمكن لها أن تختبيء الليلة لتتهرب من الان سان كلير .. كان جوناثان ، بائع الجرائد ، يقف عند طرف المنتزه ، يمسك برزمة من الجرائد تحت إبطه . و التفت إليها و هى تتقدم نحوه . - لقد كنت أنتظرك يا أنسة . - صحيح يا جوناثان ؟ .. ولماذا ؟ - أنا أسف لإعطائك تلك الجريدة يا أنسة . لم أكن أعلم أنها ستدفعك إلي البكاء . أنا حقا أسف يا أنسة .. صدقاً ! - أوه يا جون ، أنا لم أقصد أن أزعجك ببكائي الغبي . كنت تعبة تلك الليلة . - تعبة ؟ هل كنت في أفريقا يا أنسة ؟ و هل رأيت النمور يا أنسة ؟ - أوه .. أجل .. كانت مخططة و لها عيون خضراء . ولها أسنان بهذا الحجم .. و رسمت شكلاً في الهواء بأصابعها ففغر جوناثان فمه بدهشة غبية . و أكملت طريقها نحو منزلها الصغير ، و قد بدأت تحس بالهدوء . و قررت أن لا تخرج مع الان ، لا الليلة و لا في أي وقت أخر ، فقد بدأت لتوها تتغلب علي مشاعرها نحوه ، و هى بكل بساطة لن تكون في المنزل عندما يصل . و تذكرت أن اليزالبيت مانسفليد ستأتى لزيارتها و تناول الشاي بعد الظهر ، و ستقضي الليل عندها ، وسرت لتذكرها زيارة ليز . وخرجت من المنتزه و دخلت محل حلوي و اشترت بعض الحلوي بالمربي . وصلت ليز عند الثالثة ، نورما كانت دائماً مولعة بصديقتها و صداقتهما كانت تعود إلي أيام الدراسة ،و أخبرتها نورما بالقصة كاملة ، وأخذت ليز تنظر اليها متفهمة . و عندما انتهت نورما قالت لها مفكرة : - هكذا .. ماذا ستفعلين الأن ؟ كنت أرجو أن تقضي الليل معاً في شقتك يا ليز .أنا لا أريد أن أكون هنا عندما يصل . - و لماذا لا ؟ أنت تحبينه ، أليس كذلك ؟ السؤال المباشر فاجأ نورما ، فرمشت عينيها باضطراب : - لا .. لا أحبه ! - بل تحبينه . أنت تحبي رالف يا نورما ، كنت دائما أعرف هذا . و لكن مع هذا الرجل الأمر المختلف ، أستطيع رؤية هذا علي وجهك ، نظراتك ، في كل شئ تفعلينه ، اذهبي و اشتري ثوباً جميلاً ، سأتي معك لأساعدك في اختيارك . - ماذا ؟ هل أقبل ، ثانية ، بعد أن كان عاشر تلك .. تلك المخلوقة! - إنها ليست مسألة قبول به ثانية . فأنت لم تكوني تمتلكينه أصلاً . أليس كذلك ؟ و ترددت نورما ، أكملت ليز : - أعني أنكما لم تكونا عاشقان ، أليس كذلك ؟ و إذا لديه شيء لم ينته بعد مع هذه الجودى ، فهذا ليس من شأنك . - و لكن ..... - أين رميت السوار الذي أعطاه لك ؟ - هناك . و أشارت نورما إلي الدغل الذي كان بادياً من حديقتها . - يبدو الدغل شائكاً ، هل لديك قفازا واقية ؟ - اليزالبيت ! لن أذهب لأبحث عنه ، و لن أخرج مع الان ، الليلة ، مجرد التفكير بالجلوس معه في نفس السيارة . - ماذا ؟ هل تثير الفكرة ؟ لنخرج و نجد ذلك السوار ، ثم نخرج لنصرف بعضاً من مالك علي ثوب طويل حريري و مثير . - أنت لا تصغين إلي يا ليز . أنا أكره الان ! و لا أريد رؤيته ثانية! - وهل تعنين هذا ؟ - بالطبع . - إذا قوليه له . - ماذا ؟ و ابتسمت ليز ، و التقطت أخر قطعة حلوي في الطبق . - قلت لك .. قولي له هذا بنفسك ، وجهاً لوجه . و ليكن لديك بعض الكرامة . نورما ، لأجل السماء .. لا يمكن لك أن تجبني و تهربي بينما هذا الرجل يركض خلفك . إنها أجبن طريقة للهرب . - و لكن .... منتديات ليلاس - من دون و لكن .. هل انت امرأة أم فأر ؟ - ليز .. أنا .... - لا تسطيعين التهرب الان يا نورما ، و اختباءت منه فلن تعرفي حقيقة مشاعرك نحوه أبداً ، صدقيني . ولماذا ، فأنا لم أسمع قصة مثيرة كهذه أبداً . التقيت به و أنت تتجولين بين الأسود و الفيلة ، وقصصت شعرك لتتسللي إلي مركبه ، ومررتما معاً عبر عاصفة هائلة .. و الأن تريدين أن تهربي و تختبئ عندما يجيء إليك ليخرج معك ! و حدقت بها نورما مفكرة ، وتابعت صديقتها : - استمعي إلي يا نورما .. إذا أردت نسيان الان سان كلير ، فعليك أن تقابليه للمرة الاخيرة ، مرتدية أجمل الفساتين ، لتظهرى له كم أن جمالك باهر ! اجعليه يشعر بالدوار ، قفي في وجهه ، ثم تخلي عنه ، إذا أردت هذا . - و لكن .. و لكن يا ليز .. أنا .. أنا لا أثق ... - لا تثقين بمن ؟ أنت لا تثقين بنفسك .. - أنت تجعلينني أرتبك يا ليز . - أنت من تربكينى . هل أنت نفس نورما ليستر التي تسلقت شجرة التفاح معي لننزل قطتنا عنها ؟ و التي ضربت أنف قبضاي المدرسة؟ ووقفت اليزابيت بكامل طولها الذي يبلغ أربعة أقدام و أحد عشر إنشاً فقط . و جذبت تنورتها إلي الأسفل و قالت : هيا بنا نخرج لنفتش عن تلك الاسوارة . عند السادسة و النصف ، كانت نورما لا تزال تجلس أمام المراة ، و كانت قد اختارت الثوب الأكثر إثارة ، و الأغلي ثمناً ، في البوتيك . وحدقت بالحرير الليلكي اللماع فوق كتفيها الذهبتين . هل هو مكشوف كثيراً فهو يكشف الكثير من جمالها بدل أن يخفيه . لم تكن تحلم أن ترتدي مثل هذا الثوب . وعلقت ليز علي ذلك قائلة : - لو أنك تريدين أن تجعلي لسانه يتدلي ، فعليك أن تذهبي إلي أخر الطريق
__________________ سبحان الله وبحمده ~ سبحان الله الـعظيم ~ |
#29
| ||
| ||
و نظرت إلي ساعتها ، تقريباً السادسة و النصف . ليس من عادة الان أن يتأخر ، وهي تعرف هذا ، من الأفضل أن تقفل الشقة و تنتظره في المدخل . و سمعت هدير محرك عن بعد ، اقترب بسرعة منها ، فالتفتت لتنظر الي الخارج ، و شهقت . كان هناك هليوكوبتر قرمزية اللون تهبط عند المنتزه ، والهواء المنبعث من محركاتها يهز العشب بقوة . ثم أبطأت شفرات المروحة بالتدريج إلي أن توقفت ، وفتح باب القيادة ، ونزل منها رجل بثياب سهرة و سار نحو المنزل .. ألان .. و قبل أن تستطيع منع نفسها ، برزت ابتسامة فرح علي شفتيها ...ألان ! ألان وحده من يفكر بالوصول إليها بهذه الطريقة ! و ضحكت نورما و ركضت إلي الدرج لتلتقيه ، ثم توقفت ، وتفحصت نفسها في المراة الصغيرة في الردهة . و استقبلته بعينين باردتين و هى تفتح الباب . - مرحباً نورما . و اجفلت .. إنه رائع ! لقد اعتادت أن تراه بالشورت ، وصدره عار و أسمر . و لكن أن تراه الأن ، فاتن بشكل لا يصدق ، و تبدو عليه مظاهر الحنكة ، فهذا صدمها . وقال لها : - أنت أجمل من أي وقت أستطيع تذكره . - مساء الخير سيد سان كلير . و مدت يدها له ، و القفاز عليها . و أخذ ذراعها بكل لطف ، وتوجه بها نحو الهليوكوبتر . - هل سنتابع هكذا ؟ هل ستنادينى بالسيد سان كلير ؟ إذا الأفضل أن أناديك بالأنسة ليستر . كان جيرانهم في المنطقة قد تجمعوا ليشاهدوا بذهول الظاهرة التي حطت في جوارهم ، و سار بها ألان إلي الالة الغريبة و كأنها أمر طبيعيي ، متجاهلاً الوجوه المذهولة ، و أخذ الأطفال يهللون و يقفزون في حدائق منازلهم . و مد لها يده السمراء القوية ليرفعها إلي مدخل الهليوكوبتر . منتديات ليلاس كيف يمكن لأحد أن يساعد سيدة في الصعود إلي هليوكوبتر و كأنه أحد اللوردات يساعد ليدي علي الصعود إلي عربة تجرها الخيول ؟ و كان المقعد مريحاً بششكل جميل . وبينما يربط لها حزام الأمان حول خصرها النحيل قال : - ألا يذكرك هذا بحزام الأمان علي متن " ميليسا " ؟ - لا .. لا يذكرنى بشيء . - هل طرت في واحدة مثل هذه من قبل ؟ - لا .. إنها تبدو لي مزعجة وخطرة . - و لكن هى ليست كذلك . و أدار المحركات ، فبدأت شفرات المحرك تصدر الصوت المألوف للهليوكوبتر . و أغلق ألان باب القيادة ، واختفي الصوت تماماً . اختاري شؤيطاً مسجلاً . و مالت إلي الأمام لتخفي مدي تأثرها ، و اختارت شريطاً وضعته في المسجلة الجميلة ، وبدأت أنغام موزارت علي البيانو تملأ المكان . و نظرت عبر النافذة إلي الخارج ، إلي السماء الخالية من الغيوم كم من الغريب أن تفكر بأنها سوف تصبح هناك في الأعالي تسبح في الهواء و كأنها الطير . و انطلق ألان مرتفعاً بالطائرة ، وهو يلوح لجيران نورما . و أحست و كأن الأرض انزلقت من تحت قدميها ، فأمسكت بالمقعد بقوة وشهقت قائلة : - ألان .. أظن أن هذا لن يعجبني ! - ظننت أنني السيد سان كلير .. أنا أكيد بأنك ستحبين الطيران . و أصبح قلبها عند حلقها و هي تتحسس الحزام الذي يثبتها بمقعدها . و ابتسم ألان بهدوء و قال : - انظري ... و أشار إلي أمامهما ، فتطلعت ، وزال عنها كل الخوف . لندن بأكملها من تحتها ، مدينة رائعة ساحرة تحت أشعة شمس بعد الظهر ، ورأت نهر التايمز يشق طريقه علي طول المدينة ، شريط عريض أزرق يمتد حتي الأفق البعيد ، نحو البحر البعيد . كانت لندن ، الأعظم بين المدن ، تمدت تحتها . كان الأمر كالحلم ، حلم طفولة له أجنحة . و نظرت إلي ألان . كان يبتسم لنفسه . يداه علي المقود ثابتتان واثقتان ، يسيطر علي الألة بقوة الخبير . وقال لها : - ألم أقل لك إنك ستحبين الطيران . - الأمر رائع . مثل الحلم . - هناك حديقة هايدبارك . - أنا مندهشة لسماح جودي لك بالخروج الليلة . فضحك ألان .. و بدت ساحة ترافلغار تحتهما . و فيها المعرض الكبير ، و الأعمدة المرتفعة في الوسط . سطوح المدينة كانت جميلة بشكل لا يصدق . ومرا فوق الحدائق الرمادية للبركان . وطارا بسرعة فوق النهر . السفن فوق مياهه تبدو بقعاً سوداء فوق صفحته اللامعة . كم من الوجوه تري تلتفت الان لتنظر إليهما ؟ و هل يمكن أن تجد هذه المدينة الصاخبة لحظة للنظر إليهما ؟ - هل أحببت لعبتي ؟ - إنها لعبة للأولاد الأثرياء المدللين . - ليس صحيحاً . يمكنك أن شراء واحدة مثلها بثمن أقل من ثمن رولزرويس . - هل هي أحد تصميماتك ؟ - كل عقدة و برغي فيها من تصميمي . - لقد بدأت أفهم سبب تفضيلك الطيران فوق الماء ، لم أشاهد شيئاً بهذا الجمال في حياتي يا ألان . - أنت تستحقين معاملة خاصة ، لصبرك علي . - بينما أنت تلتهي مع ... ملكة الإثارة ؟ أرجو أن لا تظن أنني .. - - هس .. لنترك هذا إلي ما بعد . أيتها الطاهرة الصغيرة . هناك أشياء عديدة في هذا العالم يجب عليك أن تفهميها بعد . و بدأت الضواحي المزدحمة تختفي لتظهر مساحات أكبر من الخضرة ، و الحقول ، والريف الواسع . و التفتت إلي ألان متعجبة : - أين نحن ذاهبان ؟ - إلي مكسيم . - مكسيم ؟ في باريس ؟ - بالطبع .. لقد حجزت طاولة هناك عند الثامنة . وسوف نصل في الوقت المناسب . - ألان ! - علي فكرة ، إننا الأن فوق " كرايدون " هل تتمعين بالرحلة ؟ و نظرت إليه و قد أدهشها هدوءه : - ولكن .. باريس ! ألان .. ليس معي جواز سفر ! - لا أظن أن أحداً سيطلبه منك عند " مكسيم " . - و لكن هذا سيكلفك ثروة ، ألم يكن بإمكانك أن تأخذني إلي مكان في لندن ؟ منتديات ليلاس - سوف يكون أمامنا وقت للاقتصاد فيما بعد . بعد الزواج . - بعد زواج من ؟ و لفت معطف الفرو جيداً حولها ، فتجاهلها ، و نظر إلي مقبض القيادة فوق رأسه . وقال : - سوف أزيد سرعتنا قليلاً ، " تونبريدج وايلز " قريبة منا ، هل تريدين أن تريها ؟ و بدت " كنت " أمامهما ، حقول لا نهاية لها من الخضرة ، والحقول البنية و الصفراء ، يتخللها بيوت صغيرة ، و قطعان من الأبقار و الخيول ، و سواقي صغيرة تلمع تحت شمس المساء ، وجلست نورما في مقعدها لاهثة الأنفاس . لقد كانت تنوي أن تكون باردة ، قاسية مع ألان ! و لكن كيف لها أن تحلم بهذا ! مهما حدث الليلة ، ومهما توصلت مع ألان ، فقد كانت تعلم بأنها لن تنسي هذا أبداً ، و لن تنسي ألان سان كلير ... و تسارعت الحقول تحتهما ، وبدأت العتمة تحل مكان الزرقة ، وبدأت النجوم تظهر واحدة واحدة من حولهما . و فجأة مرا فوق المرتفعات الصخرية بين " هايستتغز " و " دنكنز " و أصبح المانش تحتهما صفحة رمادية ، تغطيها تحركات الموج الأبيض . و سألته : - هل انتهي اصلاح " ميليسا " ؟ فهز رأسه بالإيجاب . - لقد اشتراها إيفنز في النهاية ، وسيبدأ السباق عبر الأطلسي خلال شهر ، وهناك حظ كبير له في أن يربح السباق بها . و هذا سيكون أكبر دافع لشهرة والدي . - و هل حصلت علي أي تعويض عن الأضرار من بيتر ؟ - لم أهتم بالأمر ..... انظري ها هي فرنسا . و أشار إلي الأفق أمامهما . - لا بد أننا نطير بسرعة الريح . - يمكن للهليوكوبتر أن تكون خادعة . فنحن نطير بسرعة تماثل سرعة النفاثة ، و نحن نتبع طريقاً مختصراً . و أخشي بأننا سنصل باكراً جداً . و لكن ، لا أظن أن " مكسيم " سيعارض . أتظنين هذا؟ و نظر إليها بعينيه الرمادتين الساخرتين ، والشمس الغاربة تضيء وجهه ، وتابع : - إنها مسافة طويلة للذهاب للعشاء . و لكن علينا أن نعترف أن الإنكليز لديهم نقاط ضعف ، و الطعام هو نقطة الضعف الرئيسية ! و ابتعدت الهليوكوبتر من فوق شوارع باريس المتألقة ، وتوقفت كالفراشة الرائعة فوق سطح " كرايلز سنتر " و ما أن استقر ألان بالالة فوق الدائرة المخصصة للهبوط علي السطح ، حتى فركت نورما عينيها خلسة للتأكد من أنها لا تحلم . أمامهما مباشرة يتعالي برج إيفل في سماء باريس . ووصلت إليهما رائحة باريس التي لا يمكن لأحد أن يخطئها . مزيج من رائحة الشوكولا ، والوقود ، وعطر ملايين النباتات و الأزهار . وساعدها الحرس بثيابهم الرسمية مع ابتسامة ، شعرت بالدوار . و أمسك ألان بذراعها ، و كأنه فهم ما بها . و قال لها مبتسماً : - سوف ترتاحين عند تناولك أفضل كوكتيل في العالم في باريس بعد لحظات . و سارع رئيس الخدم لاستقبالهما عند مدخل المطعم الشهير ، وحيا ألان و كأنه صديق قديم ، وتحدثا بالفرنسيةبسرعة لم تستطع نورما أن تفهمها . وتمسكت بذراع ألان و هما يسيران عبر المدخل المغطى بالستائر المخملية ، و استقبلتهما باقة ورود كبيرة . كانت الفرقة الموسيقية تعزف ألحان الجاز الناعمة " البلوز " للعشرات من الراقصين في قاعة الرقص الضخمة و همست : - ألان .. هذا رائع ! - أجل .. و لكننا سنجلس الليلة في زاوية خاصة .. أليس كذلك يا جان ؟ - أجل مسيو سان كلير .. الغرفة جاهزة . ورافقهما الساقي نحو باب خشبي كبير . كانت الغرفة المستطيلة تحتوى علي أجمل الثريات التي رأتها نورما في حياتها ، و كأنها نافورة ثلجية من الكريستال المذهل الجمال يلتمع بوحشية تحت الأنوار . في الطرف البعيد للغرفة ، ‘لي جانب صف عريض من الورود والزنبق كان هناك طاولة بيضاوية محضرة لاثنين . و ما تبقي من الغرفة مفروش علي طراز القرن الثامن عشر ، مع مقاعد وثيرة من طراز لويس السادس عشر ، و ستائر من المخمل ، و سلة أخري من الورود علي الرف الرخامى و نافذة كبيرة ذات طراز قديم مغطاة بستائر سميكة ، و استدار ألان إلي الساقي : أرجو أن ترفع الستائر يا جان . - بالتأكيد مسيو سان كلير . و جذب الستائر السميكة و ربطها علي الحائط . وشاهدت باريس تمتد أمامها ، مدينة لامعة مضيئة . تعود إلي الحياة في وقت مغيب الشمس ، وسارت صامتة مع ألان نحو النافذة . وتأملت بالمنظر الرائع أمامها . وقوس النصر كان يشع تحت الاضواء . و التفتت نورما لالان قائلة : - ألان ... أنت تعنى ما قلته .. أليس كذلك ؟ - أعنى ماذا ؟ - أنا .. و أنت . - أجل كنت أعني ما أقول . و التقت عيناهما ، يتفحصان بعضهما ويبتسمان . وكان الساقي يرتب الزهور علي الرف الرخامي . فالتفت ألان إليه و قال : - أحضر لنا شراب يا جان ، أعتقد أ السيدة تحب أن ترتاح قليلاً قبل تناول الطعام . - بالطبع سيدي . - أحضر لي شرابي المعتاد و للسيدة النعنع البارد . و قالت له نورما بعد أن خرج الساقي : - أنا مدموزيل و لست سيدة . فابتسم وقال : ليس لمدة طويلة . ثم أصبحت بين ذراعيه ، تحس بقوة جسده ، وبذراعيه تسحقانها ، وتلاشت كل مشاعر الوحدة و الألم و البؤس دفعة واحدة . و همس لها : يا عزيزتي و مرر أصبعه علي وجهها الناعم و علي كتفيها السمراوين من الشمس ، فتنهدت ، وبشرتها تقشعر من لمسته ، و تركت خدها يرتاح في راحة يده . - تعالي لنجلس . انظرى لقد أتي لنا جان بالشراب .. حتي أننا لم نلاحظه ..! و نظرت إلي يدها النحيلة ترتاح بين راحتي ألان ، و أقفل أصابعه فوقها ونظر إليها .. فقالت له : - ألان .. قبل أن أموت .. قل لي ، أين كنت في العشرة أيام الماضية ، لأجل الله ! - كنت في ألمانيا ، وما إن وصلت هناك حتي كان رئيس المتفاوضين معي منتظراً بالعقود . حتي أنني لم يكن لدي الوقت لأحلق ذقني ، قبل أن أصعد إحدي طائرتي الهليوكوبتر متجهاً إلي بون . - و قد اشتروا تصميماتك .. أليس كذلك ؟ و هز رأسه : - أجل .. لقد طلبوا عدداً مضاعفاً لما قدرناه أول الأمر . وربما سيشترون أيضا بعضاً من طائرتي النفاثة الخفيفة ، إذا قدمت لهم عرضاً مغرياً . و ضحك مقلداً لها : - أوه .. ألان ! أظن أننا سنصبح أثرياء يا نورما . - و حتي و لز كنا لا نملك سوى جنيهاً واحداً ، فسأكون أغني امرأة في العالم . - ستجديني ضعيفاً أمام الإطراء .. الامر غريب يا عزيزتي .. أنت الأن أكثر إثارة .. ترتدين كالالهة ، وهذا أجمل من البيكيني الذي كنت ترتدينه في البحر الأحمر . - أنا لم أعد أحمر خجلاً . ولكنني كنت أفكر بنفس الشيء عنك . - صحيح ؟ - انتظر ! أخبرني عن تلك المرأة الفظيعة .. - جودي ؟ إنها ليست فظيعة ، إنها مجرد مستغلة للفرص . - عندما قرأت بأنها ستتزوجك ، ظننت أنني سأموت ، كنت سأقتل نفسي يا ألان . - في الوقت الذي كان هذا الخبر في الجرائد ، كنت أشرح تفاصيل دقيقة عن الالة الدقيقة لحوالي الستين من المهندسين الألمان من هايدلبرغ . - - و لكن لماذا لم تنفي الخبر ؟ لماذا لم تقاضيها ؟ - - سيكون هذا هدر لوقتي ! و لن أتنازل بإصدار أي تصريح عن علاقتنا إضافة إلي أنني لم أعرف بالأمر سوي بعد أسبوع . عندما عدت إلي انجلترا ! منتديات ليلاس - - كنت واثقة أن الأمر صحيح ! - - و متي لم تعودى واثقة ؟ - - عندما فتح جان الستائر ، اتضح كل شيء أمامي فجأة . - - مثل فكرتك بالتسلل إلي يختي تحت اسم طوني هيستون . - - ألم يكن الاسم تيمي ؟ - - لا .. أنا واثق أنه كان طوني . - - هل سيكتشف ايفنز ، الذي اشتري اليخت ماذا حدث علي متنه يا تري ؟ - - لقد غير اسمه إلي " اولاف " . - - اسم سويدي جداً - - والدي سيبني لنا " ميليسا " أخري يا نورما ، كهدية زواج لنا . - - أتشوق لمقابلته يا ألان . - - سنذهب إلي " بلايموث " في الغد ، إنه متشوق جداً لرؤيتك ، منذ أن أخبرته بأننا سنتزوج . - - و متي كان ذلك ؟ - - يوم عدنا . - - ألان ! لماذا لم تقل لي ؟ - حسناً كان الامر يبدو غريباً يومها ، لم يكن عندي فكرة عن الموضوع إلي أن خرجت الكلمات من فمي دون إرادة ، ثم انشغلت كثيراً ، لقاءات مع الناس ، عقود للتوقيع ، جنيهات للعد - - كدت أضربك يوم وضعت ذراعيك حول جودي . - - أنا لم أضع ذراعي حولها ، هي من لفت ذراعها حولي ! - - كان يبدو عليك أنك تتمتع بهذا . - - لقد فاجئتني ، وهذا كل شيء ، وربما عندها أنني أستجيب . - - بدوت ؟ - - لقد كان ذلك هجوم علني ، وذهلت به . - - و لا شيء غير هذا ؟ - و التقت عيناها و قيهما ضوء حب ساطع . - - لا شيء غير هذا يا نورما ، وكل شيء قد مضي في طريقه الأن ، كله و أنت ستمحين كل شيء من قلبي يا حبي . كل الارتباك ، كل المرارة ، كل الألم .. لقد تلاشي كل شيء مثل السحر ، حتي أنني لم أحس بذلك . - - ألان . - - جودي لا تعني لي شيئاً ، ولم تعني شيئاً أبداً ، كنت غبياً .. غبي كبير حتي أنني لم أعرف ما بقلبي ، كنت أقاوم حبك منذ لحظة التقينا ، أقاوم الحب الذي كان ينمو ، أقاوم الحب الذى كان ينمو ، أقاوم الرغبة بك التي كانت تحرقني . - - وأنا كنت خائفة منك ، خائفة و مسحورة ! لقد أحببتك منذ رأيتك في " سيرنجيتي " ، و علي متن (ميليسا) تأكدت من حبي لك ، يا ألان . - - هه .. لقد كنت تقاوميني و كأنك قطة برية . - - بالطبع .. كل ما كنت ترغب به هو علاقة عابرة . - - و هذا مع الزمن كان سيؤدي إلي نفس النتيجة . و لكنني فهمت سبب تحفظك يا حبيبتي .. أعتقد أنني كنت متوحشاًُ في بعض الأوقات . - - متوحش ؟ لقد بدا سفاك الدم و كأنه المبشر في مدرسة الأحد أمامك! و لكن طيبتي الطبيعية أنقذتني من مصير أسوأ من الموت . - - أرجو أن لا يكون لديك أفكار سخيفة عن الزواج ؟ - - و ما هذه الأفكار السخيفة ، هل هي أفكار جيدة أم سيئة ؟ - - أتعنين بأنك لا تعرفين شيئاً ؟ نورما ! - - كل ما أعرفه أنني أحبك يا ألان ، أحبك كثيراً لدرجة الألم . - - نورما .. أنت كل شيء لي في هذه الدنيا .. و أكثر . أحبك ، أكثر مما أستطيع أن أقول لك . - و مد يده ليمسك بيدها ، ونظر إلي السوار الفضي في معصمها : منتديات ليلاس - - لدي صديق يعمل في صناعة الفضة هنا في باريس ، إنه يصنع لنا قفلاً لهذا السوار . - - لن أخلعه مهما كان الأمر . - - أثق بك ، سأعطيك مفتاح القفل ، أيام الأربعاء و أيام الأحاد . - - ولماذا أيام الأربعاء و أيام الأحاد ؟ - أنها أيام عطلتي . - عطلتك ؟ كنت أظن أنك رب العمل! - - يجب أن أكون القدوة .. اه ، بالمناسبة .. سوف نتزوج الأسبوع القادم . - - الأسبوع القادم ؟ و لكنني أكره أن تكون فترة الخطوبة طويلة ! - - انظري يا محبوبتي .. رئيس السقاة سيبكي الأن . الأفضل أن نأكل . - - تشرفنا يا مسيو .. - فانحني الساقي مبتسماً : - - عن إذنك مدام ! - و قالت نورما و عيناها تلمعان : - - علي فكرة حبيبي .. أنت مدين لي بأجري . - - أي أجر ؟ - - لقد وعدتني أن تدفع الأجر المتعارف عليه عند الاتحاد هل تذكر ؟ - - أوه .. ذلك الأجر . ساعطيك أجرك بشكل لطيف أخر ، ما رأيك ؟ - بشكل أخر ؟ و ما الذي يجول في ذهنك بالضبط سيد سان كلير ؟ - - هذا النوع .. - و مال نحوها ، و عندما أنهي عناقه لها كانت ترتجف : - - أنت أرباب العمل جميعكم سواء ، أنت تدوسون علي رأس الفقير .. - و أخرس احتجاجاتها بأصابعه و هو يضمها ثانية .
__________________ سبحان الله وبحمده ~ سبحان الله الـعظيم ~ |
#30
| ||
| ||
تمت الرواية وشكرا للكل
__________________ سبحان الله وبحمده ~ سبحان الله الـعظيم ~ |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
أكبر هزيمة لمورينيو في مسيرته | osama14 | رياضة و شباب | 0 | 11-30-2010 11:57 AM |
أسباب هزيمة المسلمين ؟ | khaledabofaid | نور الإسلام - | 4 | 09-30-2008 03:57 PM |