|
أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه هنا توضع المواضيع الغير مكتملة او المكرره في المنتدى او المنقوله من مواقع اخرى دون تصرف ناقلها او المواضيع المخالفه. |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||
| ||
هزيمة القمر ( منقول ) اليوم قريت رواية مرة عجبتني قلت بنزلكم ياها تقرأوها كمان هي كتير حلوة وبها حس مغامرة وووو ....... ككــــــــــــــــــــــــــــاملة :cooler: كل يوم بنزل بارت وإن شاء الله إذا زاد الردود عن ردود باليوم بنزل بارت كمان >> رشووة :coolcool::coolcool: يتبع مع الملخص ...
__________________ سبحان الله وبحمده ~ سبحان الله الـعظيم ~ |
#2
| ||
| ||
الملخص كانت عطلتها في كينيا قد تحولت إلي كارثة . فقررت نورما أن تصل الى وطنها , انكلترا عن طريق العمل على يخت آلان سان كلير . ولكن آلان كان رجلا جذابا جدا , ومركب صغير , ممكن ان يجمع بين شخصين معا , وربما لهذا السبب حذرها آلان قائلا :" لا تضعي في رأسك أية خيالات رومانسية عني !" ولكن هذا لم يمنع نورما من الوقوع في حبه .منتديات ليلاس ثم أدركت لماذا كان يبعدها عنه , عندما اكتشفت أمر جودي ويلفورد !
__________________ سبحان الله وبحمده ~ سبحان الله الـعظيم ~ |
#3
| ||
| ||
البارت الأول 1 – في غابة الوحوش العاصفة كانت ما تزال تضرب التلال خلال فترة بعد الظهر , ولكن نورما تطلعت الى السماء الافريقية الزرقاء قبل أن تخرج , وقررت أن العاصفة ما تزال بعيدة عدة أميال . ولكنها لم تكن كذلك . الغيوم الراعدة المنذرة بالسوء , تجمعت مثل كرات من الصوف الناعم القذر في السماء وتكثفت بسرعة هائلة فوق تلال "سيرتيجتي" , ولم يعد الرعد صوت يأتي من البعيد بل أصبح دويا هائلا بعث الخوف في قلب نورما . فى مكان ما , لمعت السماء بالبرق والرعد الغاضب دوى عبر التلال والأدغال الصفراء الجافة . وارتعدت نورما ودفعت المفتاح في لوحة إدارة سيارتها الفورد . ودار المحرك ببطء ثم توقف وتمتمت بالصلاة , ثم حاولت من جديد ثم من جديد . أن تكون في قلب محمية طبيعية واسعة , تحتوى على الأسود والضباع , ليس المكان المناسب لهذا العطل . إدارة المفتاح الآن أصبحت مجرد تكتكات لا طائل منها . فالبطارية كما يبدو قد استنزفت , وضربت نورما المقود بغضب . ما هذا الحظ المثالي السيئ ! لابد ان النحس يلازمها منذ فترة , ونظرت حولها الى الاجمة الجافة اللون , بحر من العشب الجاف يمتد هنا وهناك , الى جانب الأشجار الشوكية وكأنما تتوقع أن ترى عيون الأسود من خلالها . ماذا ستفعل بحق الشيطان ؟ ليس مزاحا أن تعلق وسط طريق رملية في وسط "سيرنيجيتي" على بعد عشرة أميال من المخيم مع سيارة معطلة , وبوجود عاصفة تتقدم بسرعة هائلة . لابد أنها كانت مجنونة لخروجها وحدها . لقد تركت زملاءها الخمسة الآخرين يلعبون الورق في المخيم , لانها لم تكن راغبة فى إضاعة آخر يوم لها فى هذه المحمية الطبيعية سدي . فغدا سيعودون إلى "مومياسا" كي يصعدوا إلى متن زورق بيرت التجاري الكبير ويقلع بهم عائدين الى بريطانيا . ونظرت إلى السماء ولم يفتها أن تلاحظ أن الوقت ما بين البرق وصوت الرعد قد بدأ يتضآءل , فالعاصفة في طريقها الى هنا . فهل ستستطيع العودة الى المخيم قبل أن تنفجر ؟ واستدارت في مقعدها لتنظر إلى الطريق من خلفها .. لاشئ .. لايوجد أي أثر لسيارة آخري على الطريق الترابية الضيقة , ولا أي شكل لحيوان بري . لاشئ سوي الأراضي الاستوائية المليئة بالعشب الجاف . والأسوأ من هذا كما ادركت نورما بمرارة , أن ما من أحد قد يفكر بالخروج في مثل هذا الطقس . ولن يكون هناك أية حركة سير على الطرقات بعد ظهر هذا اليوم , لا أحد فى الواقع سوى مجنون غبي يمكن أن يترك مخيمه . - اللعنة ! وتذكرت التعليمات التى قالها لهم رئيس حرس المحمية , بأن لا تضع قدمها خارج السيارة ضمن أراضي المحمية . وأضافت : - "سيرنيجيتي" ليست حديقة حيوانات , الادغال مليئة بالحيوانات التى تستطيع أن تهاجم البشر , فلا تخرجوا من سياراتكم مهما كانت الأسباب . وسأله أحدهم : - وإذا تعطلت السيارة ؟ - عندها تغلق نوافذ السيارة جيدا وتجلس ساكنا فيها . فستصل النجدة إليك عاجلا أم آجلا . فنحن نقوم بدوريات على الطريق بإنتظام , لذا فلا شئ يقلق . ولكن إذا خرجت من السيارة وحاولت أن تسير فكل ما سنجده منك بضع عظام فقط . منتديات ليلاس وقتها أصدرت نورما أصواتا تنم عن الرعب . ولكنها الآن وهي تتصب عرقا في السيارة , بدت لها كلمات رئيس الحرس تهديدية أكثر منها واقعية , فهي لم تشاعد حتى الان أي أثر لأي حيوان . وعلى الفور اتجهت أفكارها إلى رالف كالعادة , والى بعض الحركات الخفيفة , ربما لم تكن منتبهة جيدا , ولكن ما عدا بضعة طيور وسحالي غريبة الشكل , كانت الغابة تبدو فارغة وكأنها آخر مخلوق حي على وجه الأرض , ودوى الرعد بقوة ومسحت العرق عن شفتها العليا . كم مرة يا ترى يجوبون المنطقة بالدوريات ؟ مرة في اليوم ؟ مرة في السنة ؟ وتنهدت بيأس , لقد بدت لها فكرة زيارة أفريقيا : " كينيا ترحب بكم , بمحمياتها الطبيعية وشواطئها الجميلة " كأفضل طريقة للتهرب من تحطم قلبها على ريد رالف كلارك , ومن شكوكه التى حولت حياتها الى جحيم . لقد تخيلت أشجار النخيل والمشروبات الباردة اللذيذة , والراحة حيث تستطيع الجلوس ومراقبة الحيوانات وهي تنظر إليها ,وتصغي إلى ضربات الطبول . وليس هذا .. هذه الأراضي القاحلة التى تظللها الآن الغيوم العاصفة , وهذه الحرارة التى لاتحتمل , وبالطبع لم تكن تتصور أن تعلق في سيارة مستأجرة على بعد أميال من اللامكان اللعين هذا , دون امل فى النجدة ودون ماء ومسحت جبينها , وحدقت فى الأراضي الجافة من حولها بعينيها البنيتين المضطربتين . فكرة بانها ستصبح مشوية مثل الكركند خلال يومين أو ثلاثة تحت حرارة الشمس أو أن تموت جوعا , أو أن تضربها صاعقة خلال الدقائق المقبلة , بدأ يقنعها بأن اللقاء مع حيوان متوحش وجائع أكثر إغراء من هذا . عشرة أميال مسافة بعيدة للسير , ولكن الطريق أمامها تبدو سهلة . وهي شابة كاملة الصحة لاتزيد عن الثالثة والعشرين , حسنا : اثنان وعشرون وثلاثة أرباع . إذا تبللت بالمطر فهذا على الأقل افضل من الحرارة التى لا تحتمل داخل السيارة . إضافة الى أن احدا لن يعرف أين سيفتش عنها . وأخذت قرارها وانزلت ساقيها الطويلتين من السيارة ثم أقفلت الابواب , وبدأت السير فوق الطريق الترابية الحمراء باتجاه المخيم . كان الجو أبرد في الخارج . ونظرت خلفها الى السيارة الفورد الزرقاء , وهي تشعر بانها اتخذت القرار المناسب . وابتسمت ابتسامة كشفت عن وجه جميل ومدت ذراعيها .. وتصورت لو أنها بقيت في السيارة طوال اليوم ! كم ستكون نهاية ساخرة لفتاة في الثالثة والعشرين , تموت جوعا وراء مقود السيارة , سجينة داخل قفص خائفة من الخروج الى العالم الواسع الردئ . علاوة على ذلك فهناك الإثارة في السير عبر عشرة أميال من المحمية المليئة بالأسود . وسوف تروي قصتها دون إكتراث بالطبع وهي ترى عيني رئيس الحرس تتسعان بذهول وإعجاب وهي تخبره ببرود أن محميته الثمينة ليست خطرة كما يعتقد . ولكن بعد أن أوصلها الطريق التراب الصغير الى وراء التلة واختفت الفور عن ناظريها , ووجدت نفسها وحيدة تماما فى أراض افريقية غير مأهولة , بدأ قلبها يخفق وبدت الرحلة التى أمامها طويلة جدا , وربما غير سارة . عشرة أميال ! مع كل هذه الاسود من حولها ! لقد شاهدتها تتمدد تحت الشمس قرب شواطئ بحيرة كبيرة . وبدت لها وكأنها قطط منزلية كبيرة . وتوقفت لتنظر إلى خلفها , مستعدة للركض بكل قواها عائدة الى القفص الحديدي المتحرك الصغير , بأبوابه القابلة للإقفال , وسقفه المانع للمطر ومقاعده المريحة , ودوي صوت الرعد من جديد . وابعدت الفكرة الجبانة عن ذهنها , وتابعت سيرها بشجاعة . وتطلعت بذهول إلى التلال المنبسطة والاشجار الشوكية , وهي ضائعة عن العالم من حولها . وخق قلبها لشعورها بحرارة هذه الاجمات . واحست بشئ يقطع الطريق خلفها , انها واثقة بأنها سمعت صوتا . ووقفت متوترة , ترهف سمعها لتسمع تكرار الصوت . هل هي مخالب أم حوافر ؟ ربما يكون غزالا صغيرا . ولمعت السماء مجددا , ثم انفجرت ودوي الرعد اصبح اقرب . وتابعت نورما طريقها بقلق , وهي تشعر بضعفها أمام الغابة الواسعة . كانت قد اختارت أن ترتدي حذاء رعاة بقر وهو حذاء جميل طويل الساق اشترته من "مومباسا" ولكن الكعب العالي اخذ يلتوي داخل الرمال الحمراء , ومسحت العرق عن شفتها العليا ثانية , وهي تفكر ما إذا كانت الريح تحمل رائحتها , وما إذا كان هناك أنف حيوان أسود يشم بفضول هذه الرائحة الغريبة , المؤلفة من حرارة البشر وقماش والجلد والعرق وعطر "ديوريسيمو"؟ واتسعت الارض أمامها , وعادت تفكر برالف , كانا قد اتفقا على الانفصال لمدة ثلاثة أسابيع . وكانت ستمضى هذه المدة في أفريقيا , وسيتابع هو عمله في الوطن . فماذا سينتظرها ياترى عندما تعود ؟ مواساة رقيقة ؟ انا آسف يا حبيبتي , ولكنني لا استطيع ان اتابع معك ؟ أو ليس هناك شئ من الافكار الساخرة تتسلل إلى ذهنها عندما تفكر برالف ؟ ماهذا الصوت ؟ بالطبع لا يمكن لمخلوق ان يسمع وقع اقدامها فوق الرمال الناعمة ؟ فكل شئ لابد ان يكون محتميا تحت شجرة الآن . منتظرا قدوم العاصفة . كم يا تري سارت حتى الآن ؟ ربما ميل , وربما أقل . ونظرت إلى الوراء من فوق كتفها باضطراب . سيكون رائعا العودة الى شاطئ البحر . في البداية كانت ستسافر إلى كينيا بالطائرة , ولكن عندما اكتشف رالف أن صديقه بيتر آشتون كان ينوي السفر بقاربه من انكلترا إلى افريقيا أصر على أن هذه هي الفرصة المثالية لها . وماذا تطلب أكثر , بيتر ورفاقه الأربعة يخططون لزيارة "سيرنيجيتي" .. وتستطيع الذهاب معهم , أليس كذلك ؟ ولم تكن نورما متحمسة في البداية , فهي لا تثق ببيتر ولا بالزمرة الفاسدة التى يسافر معها . إضافة إلى أن الرحلة البحرية سوف تضيع جزءا من وقتها الذى ستقضيه في "سيرنيجيتي " . ولكن رالف أصر وكعادتها فعلت ما طلبه منها . الرحلة من بريطانيا كانت مريحة . واكتشف الخمسة شبان وشابات ، ان نورما ليست من طبقتهم ، وهذا ما جعلها تشعر بالسعادة ، لأنهم تركوها تفعل ما يحلو لها . فتمددت تحت الشمس ، قرأت القصص الرومانسية ، وراقبت الآخرين يمتعون أنفسهم بطريقتهم الخاصة . ولكنها كانت تتساءل ماذا سيقول والدها عن رفاقها الخمسة فى رحلتها . الخمسة المشهورين ... كما سمتهم فى نفسها . على الرغم من السماء التى بدأت تظلم ، كانت الطريق أمامها تلتمع من الحرارة . وأحست بالحرارة الزائدة . ونظرت ثانية من فوق كتفها . وكان صعبا أن تبعد الشعور المخيف عنها بأن شيئا ما يراقبها . ربما كان من الأفضل أن تبقى فى السيارة .... هل سيكون لدى المشهورين الخمسة عقلا كافيا لبدء حملة تفتيش عنها ؟ ونظرت فى ساعتها . حتى الآنه ، لابد أنهم يد بدأوا خامس جولة من لعبة القمار فيما بينهم ، ويضحكون بهستيريا على نكاتهم السخيفة الخاصة . وابتسمت لنفسها : كان يلزمها هذه العطلة لتعرف تماما ما هى نوعية أصدقاء رالف . وعادت إلى النظر خلفها . قميصها "التى شيرت" كان مبللا ، ويلتصق بجسدها بشكل غير مريح ، عندما تعود إلى المخيم سوف تأخذ حماما ساخنا وتتناول شرابا باردا ، ثم ستطلب ، عصيرا غنيا من .... صوت خفيف جعلها تلتفت بذعر . لابد أن شيئا هنا . شئ كان يتبعها بين الأعشاب المرتفعة ، ووقفت مسمرة فى مكانها ، وأذناها ملأتها رعبا . الضباع ! وفكرت برؤوسها الكبيرة البشعة ، وفكها القوى الكبير القادر على طحن العظام وكأنها البسكويت الهش ، وأسنانها القاطعة . لقد عرفت ان الضباع ليست كما هو الرأى السائد حيوانت تقتات ببقايا الجثث فقط ، بل أنها الحيوانات المفرتسة الأكثر قساوة ، ووحشية فى أفريقيا . - أوه يا ربى ... وتنفست بصعوبة ، ووجهها البيضاوى أصبح شاحبا من التوتر . عادت تصغى ... البرق كان مثل شعلة من نار بيضاء ، والرعد يدوى فوق رأسها ، بصوت وكأن يد عملاق قد شقت السماء إلى نصفين . وحدقت نورما بقلق ، وبدأت أولى قطرات المطر الكثيف تنهمر ، تنتشر فوق الرمال الحمراء وكأنها بقع الدم . والطريق إلى المخيم يمتد دون نهاية فوق الأراضى الخالية المشؤومة . ما الذى دفعها للاعتقاد بأن أفريقيا كلها غابات من أشجار الموز المتمايلة ؟ هذه السماء الرمادية الممتدة الأطراف تبدو دون شفقة مثلها مثل الصحراء التى تحتها تماما ، والعشب فوقها جاف لا أثر للحياة فيه . حتى الأرض بدت ظمأى ، تشرب كل قطرات المطر الكثيفة التى تهطل ، وسارت إلى الأمام خائفة جدا ، تحت المطر المتزايد . وفى وقت قصير أصبحت مبللة تماما . وشعرها الأشقر الطويل ملتصق بوجهها ، يرشح بالماء على عنقها . وهزت السماء رعدة أخرى . هذا الرعد لا يشبه الذى يحدث فى بريطانيا ، فهذا رعد متوحش ، بدائى ، عنيف جدا حتى وكأنه قادر على سحق العالم . وتقلبت العاصفة فوق الأفق من زاوية إلى أخرى ، فوق رأسها . ثم سمعت ذلك الصوت وراءها ثانية ، وهذه المرة كان أقوى من صوت المطر ، كان صوت تهشيم العشب ، ونظرت حولها ، هل كان هذا صوت المطر ، أو .... وبرز صوت شخير من بين العشب ، وبدأت تركض . منتديات ليلاس كان قلبها ينبض من حنجرتها ، ونفسها يخرج منها بألم ، ووقعت فوق الرمال الحمراء ونهضت ، ثم انزلقت من جديد ، المطر الشديد كان يجعل من الطريق مستنقعا ، وأخذ حذاؤها الأنيق ينزلق من تحتها . ونظرت إلى الخلف وتجمد الدم فى عروقها ... شكلين أسودين كانا يقفزان وراءها على الطريق ... الضباع ! .... وأسرعت إلى الارتماء بين الأعشاب المرتفعة ، لو أنها بقيت ساكنة هناك ، هل سيضيعان أثرها ؟ لا ... سوف يلتقطان رائحتها ، الرائحة البشرية المميزة التى ستقول لهما ان طعامهما اصبح قريبا منهما . وملأت الفكرة قلبها بالرعب . ووقفت على قدميها ، وركضت كالعمياء فى الوحل . مفتشة بياس عن شجرة أو أى شئ تختبئ فيه . ودون أن تشعر أخذت تصرخ باسم رالف .... " رالف ... أرجوك انجدنى .... " ونظرت خلفها نظرة مجنونة ، كانا يتبعانها ! الشكلين الأسودين المخيفين ! رأساهما منخفضان إلى الأرض ، ويقتربان منها بثبات . وأحست باليأس ، لقد أصبحت مرهقة جدا ، ولم تعد تستطيع الاستمرار ، وسقطت على ركبتيها . وقلبها يخفق وكأنه سينفجر وفمها قد جفا من الخوف . فجأة لمع ضوئين أمامها عبر المطر المنهمر ، وبدأ شكل أبيض كبير يظهر أمامها . وكاد قلبها يتوقف ، ثم عاد يخفق لكن من الفرح . انها سيارة ، رانج روفر ، تشق طريقها فى الوحل باتجاهها . وبآخر شعلة من الطاقة بداخلها ، وقفت على قدميها وأخذت تلوح . وانفجر الرعد ثانية ليصم أذنيها ، وتوقفت السيارة أمامها . وقفز منها رجل طويل يرتدى حذاء مرتفع الساقين ، وسترة جلدية . وتعثرت فى مشيتها مندفعة إلى ما بين ذراعيه ، وأخذت تضغط وجهها على صدره الواسع ، وتمتمت بالشكر ، بعد أن لفتها ذراعاه القويتان . ثم أنهارت ساقاها وتمسكت به حتى أنه اضطر إلى حملها وجرها إلى السيارة ليضعها فى المقعد الأمامى ، وأغمضت عينيها فأحست أنها على وشك الاغماء ففتحتهما ، وقال لها الرجل الأسمر الملتحى : - أهلا بك فى السيارة . - أحمد الله أنك أتيت ! وشهقت وأخذت تحدق بعينيه الرماديتين ، وقالت : - لقد أنقذت حياتى ! كانت الضباع تطاردنى .... اثنان منها ... - الضباع ؟ الصوت العميق كان غير مصدق لكلامها . وتبعت نورما نظراته ... وعلى بعد عشرات الأقدام تحت المطر ، كان يقف اثنان من الخنازير البرية الصغيرة ، ووجهاهما بديا سخيفان من الوحل والمطر . واستدارا راكضين ، نحو الأجمة ، فصاحت : - أوه ... - لا تبدى هكذا وكأن املك قد خاب . فقد كان يمكن بسهولة أن يكونا من الضباع . وسارا مبتعدين ليلتف حول السيارة ويجلس وراء المقود ، مضيفا : - ماذا كنت تفعلين هنا على كل الأحوال ؟ ونظرت إلى الوجه الملتحى بابتسامة ودودة : - لقد تعطلت سيارتى ، فقررت أن أعود إلى المخيم سيرا . - فى هذه العاصفة ؟ لوحدك ودون سلاح ؟ - حسنا ... لم أكن أعرف ما إذا كان سيأتى أحد لنجدتى هناك . وشكر لله أنك أتيت . المسافة ليست أكثر من عشرة أميال ، ولم أكن أعتقد أن العاصفة ستنفجر باكرا ... - ليس عليك أن تدافعى عن نفسك ، إذا كنت تنوين قتل نفسك فهذا من شأنك . وأجال النظر فيها بهدوء وأضاف : - لقد أوقعت نفسك فى ورطة أيتها الشابة . وأدركت فجأة أن سترتها الجلدية مفقودة فقالت بحزن : - أوه ... سترتى ! لقد أوقعتها فى مكان ما على الطريق ! - عندما طاردتك الضباع ؟ واحمر وجهها لهذه السخرية الرقيقة : - فيها كل مالى ... ومفاتيح السيارة ..... ورفع يده السمراء القوية : - أوكي .. لقد وصلتني الرسالة , سوف نلقي نظرة.
__________________ سبحان الله وبحمده ~ سبحان الله الـعظيم ~ |
#4
| ||
| ||
تابع البارت الأول وادار السيارة بلمسة , وسارت بهما فوق الطريق الرملي الأحمر كالدم . ونورما تحدق خارج النافذة . وهي تشعر ببعض الاضطراء لوجود هذا الغريب الهادئ قربها . وقالت : - شكرا لأنك أنقذتني .. لست أدري ماذا كنت سأفعل لو لم تصل . - لا شكر على واجب , لايمكن أن يجد الانسان غريبة جميلة تعانقه كل يوم . ونظرت إليه بسرعة ولكن وجهه أو ما استطاعت ان تراه منه , كان هادئا , وسألته : - هل أمضيت وقتا طويلا في التفتيش ؟ - لم أكن افتش ابدا . فى الواقع كنت في طريقي لمقابلة صديق لي . أخلاقه كانت على ما يبدو لطيفة , واللحية الكثة أعطته منظرا متوحشا تقريبا , وبحذائه الطري وملابسه العسكرية المموهة , يمكن أن يكون جنديا أو حطابا . ولكن صوته كان هادئا ومتسلطا ويداه فوق المقود قويتان ومن الواضح تعودهما على العمل القاسي , ولكنهما لم تكونا خشنتنان , والتقت عيناه الرماديتان بعينيها ثانية , وفيهما لمحة ساخرة : - أرجو أن تكوني مبقية نظرك على سترتك الثمينة . وابعدت نظرها عنه ونظرت إلى الخارج وقد احمر وجهها . - ها هي هناك ! وأسرعت بالنزول من السيارة مسرعة لالتقاطها , وانزلق حذاء رعاة البقر الذى ترتديه , فوجدت نفسها وهي تشهق جالسة على مؤخرتها بألم وسط بحيرة كبيرة من الوحل واكتست باللون الأحمر , وكافحت لتقف ونظرت الى خلفها نحو السيارة , والتقطت سترتها وتفحصت وجود المفاتيح , ثم سارت عائدة الى السيارة , وهي تمسك بذراعها الذى اصيب بالخدوش . وما إن فتحت الباب حتى تفحصتها عيناه بقلق وقال لها بهدوء : - هل لديك فكرة عن الحالة التى أنت فيها ؟ ونظرت إلى بنطلون الجينز الذى ترتديه وإلى الوحل العالق بكل شئ فيها , والسترة المتسخة على ذراعها , ومسحت شعرها الاشقر تبعده عن عينيها , ونظرت إليه . - أنا آسفة ! - إنها ليست سيارتي . ولكنها أحست بأنه يضحك عليها , وتابع : - ولا أريدك ان تفسدي المقاعد فيها يا آنسة .. - ليستر ... نورما ليستر . - آنسة ليستر , أنا واثق بأنك ستجدين مكانا تجلسين فيه في المؤخرة , ربما فوق الإطار الاضافي ؟ وتسلقت المؤخرة بائسة . وحشرت نفسها بين علبة العدة والإطار الاضافي , وهي تشعر تماما كأنها كلب موحل أبعده أصحابه , وسألته : - ماذا عن سيارتي ؟ - اعتقد انها مؤجرة ؟ الافضل ان تتركيها حيث هي .. واتصلي بالشركة من المخيم . - أوه .. لقد أنقذت حياتي فعلا . لو لم تجدني الضباع لضربتني صاعقة . - اوكي .. لنقل إنك مدينة لي بجميل . قولي لي من هو رالف؟ - عفوا ؟ - عندما رميت نفسك بين ذراعي كنت تهذين باسمه . - أجل .. اعتقد هذا . انه .. انه خطيبي . - آه .. ظننت انه قديسك المنقذ . ونظرت إليه متفحصة عبر المسافة بينها وبين المقاعد , إ نه رجل ضخم عريض الكتفين , دون معدة بارزة . وعيناه اللتان تراقبان الطريق بدقة , كانتا كبيرتين ورماديتين بلون سفينة حربية , وكأنهما عينا صياد متمرس , أو بحار . أنفه مستقيم أنف نورماندي قوي ومتعجرف , وعظام وجهه قاسية . ولكن الجزء الاسفل من وجهه كما لاحظت , ملئ بلحية سوداء يخالطها اللون الذهبي . - لقد ظننتك حارس المحمية في البداية . ولم يرد عليها فقالت من جديد : - ألست حارسا في المحمية ؟ - ماذا ؟ .. آه . لا . انا في عطلة هنا . - وهل ستمكث هنا لمدة طويلة ؟ - لا .. أنا مسافر الليلة . وقالت بصوت بدا عليه خيبة الأمل . - أوه .. نحن مسافرون غدا . - لقد كنت سخيفة جدا لخروجك وحدك في هذا الطقس الردئ . ألن يكون رالف غاضبا منك ؟ - لا , في الواقع , رالف في انكلترا . لقد أتيت الى هنا مع بعض الاصدقاء . - آه .. آخر رحلة عزوبية قبل الرباط الزوجي ؟ منتديات ليلاس - ليس بالضبط , لقد قررنا أن .. وتوقفت عن الكلام , انها ليست مدينة لهذا الغريب بأي توضيح . - عطلتانا لم تكنا في نفس الوقت . هذا كل شئ . وكانت عينا الرجل تراقبانها عبر المرآة الأمامية , وهز كتفيه دون مبالاة , وكأنه يقول إن هذا ليس من شأنه , وبدت أمامهما البوابة الخشبية لمخيم "بوبي" عبر الامطار , وأمامها التمثالين المشهورين لفيلين . ودلته نورما على الكوخ الذى تشاركه مع بيتر واصدقائه . كلمة كوخ كانت إشارة مهذبة الى منزل ريفي كالقصر يحتوي على أفخم وسائل الراحة التى يمكن لهذا المكان توفيرها , وبينما هو يساعدها للنزول من اللاندروفر , خرجت الفتاتان سينيثيا وجولي من الباب , وصاحت سينثيا : - نورما حبيبتى أيتها العزيزة المسكينة ! ماذا حدث لك ؟ - لقد تعطلت السيارة .. ولاحظت الفرق بين حالتها المزرية وأناقة الفتاتين اللتين كانتا تحدقان بمنقذها بفضول : - هذا الرجل المحترم وجدني . فردت جولي : - هذا لطف كبير منه . واخذت عيناها اللوزيتان تجولان بجسده الطويل الجذاب : - أنا أدعي جولي بيركنز . وصافحها بإختصار دون ان يتكلم , محدقا بهما مظهرهما المائع والذهب والماس يلمع عليهما . واستطاعت نورما ان تخمن تماما ما كان يظنه بهما .. عاهرتين ثريتين , لهجتهما المائعة ووجهيهما الفاسدين يعلنان بصراحة عمن هما . وخرج بيتر أشتون بدوره , ووجه الوسيم محمر منتفخ من الشرب . و أخرج سيكارته من فمه وحدق بثيابها الموحلة وقال : - نورما , يا فتاتي العزيزة . ماذا حدث ؟ أين السيارة ؟ وتطوعت سينثيا للإجابة . وهي تبتسم : - لقد تعطلت , وهذا السيد اللطيف أوصلها إلى هنا . ونظر إليه بيتر وقال : - هذا لطف منك , ادعي بيتر أشتون . - آلان سان كلير . وأخذ الرجل الملتحي يد بيتر ليصافحها على غير إرادة منه . وارتفع حاجبا بيتر : - هل أنت قريب لآموري سان كلير ؟ - لا .. - حسنا أيها الرجل العزيز . تفضل إلى الداخل لتشرب شيئا . وقال آلان سان كلير بهدوء , وكان فى وجهه لمحة سخرية وهو يتفحص الجميع : - أرجوك لا تزعج نفسك . أنا فى الحقيقة مستعجل . على أن أقابل شخصا بعد بضع دقائق . وتمتمت جولي وهي تهز جفونها : - أرجوك لا تذهب .. كوب قهوة فقط .. أرجوك ؟ وقال بيتر بإصرار : - أجل تفضل يا رجل . فنجان قهوة بسرعة . على كل الشمس لم تغب بعد تماما , و .. وتوقف ثم أشار الى الرجل بيده : - لقد عرفتك أنت ابن جان سان كلير , أليس كذلك ؟ وهز رأسه , ثم نظر إلى ساعته . - هذا صحيح .. هل تعرف والدي ؟ - لقد بني لي قاربي . جان سان كلير أفضل مصمم للقوارب في العالم . أنا مسرور لرؤيتك يا عزيزي . والآن انظر .. عليك أن تشرب شيئا معنا ... - أخشى اننى لا استطيع . إضافة إلى أن نورما يجب ان تأخذ حماما ساخنا .. وعلى الفور حدق بيتر وسينثيا بنورما , وهما يصيحان صيحة عطف زائف . وانسحب الرجل منهم , وصعد إلى سيارته ولوح لهم بسرعة , وقاد السيارة مبتعدا وتبعته الفتاتان بنظراتهما وهو يبتعد مبديتان الأسف . وتمتمت جولي : - من هو هذا الرجل الغامض ؟ وهزت سينثيا رأسها : - حقا يا نورما , كيف استطعت التقاطه . إنه أكثر جاذبية من.. وصاح بيتر ضاحكا : - هاي .. أنت لايجب أن تفكري برجل آخر يا سينثيا . انت معي . لقد كانت سينثيا صديقته . وأمسك بذراعها بطريقة متملكة فالتفت اليه ضاحكة : - بالطبع أنا معك . ولكن من هو ؟ منتديات ليلاس - والده هو أكبر مصمم للقوارب في بريطانيا "مؤسسة سان كلير لبناء القوارب" إنها مؤسسة للهندسة البحرية . اما آلان فقد التقيته مرة من قبل فى لندن . إنه شاب لطيف ولكنني لم اعتقد بأنه يتابع مهنة أبيه . لدي فكرة انه يعمل فى مجال الطائرات . ربما طيار ؟ على كل .. إنه يبدو مستعجلا جدا . لندخل الآن .. ونظرت جولي خلف اللاندروفر وقالت : - يجب ان تعرفنا عليه عندما نعود إلى لندن . أنه يبدو كشخص يجب ان اتعرف اليه . مهما كانت مهنته . وقالت سينثيا بابتسامة صغيرة : - سيأكلك على الإفطار يا جولي .. - وهل سيفعل ؟ أحب أن أري من سيأكل الثاني .. وقال بيتر : - في الواقع .. لا أظنه يستطيع الاحتفاظ بك يا عزيزتي . اذكر ان بعض الشائعات تقول بأن أعمالهم قد أفلست . - يا للعار .. ربما لهذا السبب يربي لحيته ؟ ما قولك يا سينثيا أيمكن ان يكون متخفيا عن الدائنين ؟ - لايبدو وكأن الدائنين يطاردونه . على كل لندخل فقد ابتللت . ودخل الجميع الى المنزل يتحدثون ويضحكون تاركين نورما واقفة باضطراب عند المدخل . ولم يكن احد منهم قلقا عليها . وأخذت تفكر بعيني آلان سان كلير الرماديتين قاسيتان هادئتان . تقولان للعالم أجمع : " اللعنة عليك ! " .. بالتأكيد لايبدو رجلا يطارده الدائنون . عندما تراه ثانية يجب ان تشكره بشكل لائق . وتنهدت وأخذت تنظر إلى مظهرها الموحل , سيكون حمام ساخن طويل نعمة من السماء , وأخذت تنظف حذائها من الوحل , ومدت ظهرها التعب الى الخلف وتبعت الآخرين الى الداخل . يجب عليها حقا أن تشكره بشكل لائق . عندما تراه ثانية . * * * ( نهاية الفصل الأول )
__________________ سبحان الله وبحمده ~ سبحان الله الـعظيم ~ |
#5
| ||
| ||
إذا كان يستحق دخولكم فبرجاء الرد والتقييم وسأكون حاضرة للإجابة علي أي سؤال شكراً لكل من فكر بالمرور
__________________ سبحان الله وبحمده ~ سبحان الله الـعظيم ~ |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
أكبر هزيمة لمورينيو في مسيرته | osama14 | رياضة و شباب | 0 | 11-30-2010 11:57 AM |
أسباب هزيمة المسلمين ؟ | khaledabofaid | نور الإسلام - | 4 | 09-30-2008 03:57 PM |