عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > ~¤¢§{(¯´°•. العيــون الساهره.•°`¯)}§¢¤~ > أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه

أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه هنا توضع المواضيع الغير مكتملة او المكرره في المنتدى او المنقوله من مواقع اخرى دون تصرف ناقلها او المواضيع المخالفه.

Like Tree45Likes
 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #6  
قديم 06-16-2012, 05:26 PM
 
أسفي كبير لعدم وجود اي رد ولكني وعدت بإنزال بارت كل يوم وبالتالي البارت بالرد الجاي
paradise moon likes this.
__________________
سبحان الله وبحمده ~
سبحان الله الـعظيم ~
  #7  
قديم 06-16-2012, 05:27 PM
 
– اذهبي إلى الجحيم !


ولكنها لم تر آلان سان كلير ثانية . وبعد يومين عادوا إلى "مومباسا" وكان يخت بيتر جاهزا فى ميناء اليخوت , قارب أبيض جميل يقف بين السفن المتنوعة الراسية في مياه الميناء . وكان اليخت يبدو على ما هو , لعبة رجل غني فاخرة . بيتر يعامل قاربه القوي كما يعامل معظم الرجال سياراتهم الفاخرة , قيادته للقارب في البحر لم تكن سيئة , ولكن نورما كرهت طريقته المتهورة بإطلاق العنان لسرعته داخل المرافئ وبين السفن الاخرى . بعض الاحيان يمكن ان يكون متعجرفا أكثر مما يصدق واحيانا غبي كولد صغير .كان اليخت قد أعيد تزويده بالمؤن والوقود , وانجزوا الترتيبات مع الجمارك ودوائر الجوازات , وبدأ بيتر يقوم ببعض الترتيبات الأخيرة وصعدت نورما إلى اعلى القارب , الى مركز القيادة كي تلقي نظرة على الميناء وتودع كينيا . إنها عائدة الى بلادها الى رالف . هذا التفكير لم يملأها بالسرور كالعادة . فهل هي ايضا اصبحت غير متأكدة ؟ لاقدر الله ! ونظرت الى المدينة التي تمتد حول الميناء تحدها اشجار جوز الهند اللامعة تحت أشعة الشمس , وكان الميناء مكتظ بالسفن من مختلف الاشكال والانواع , ولكن على الرغم من النشاط الحيوي فيه , فإن بعض الحيطة كانت تحول دون التصادم . وبدا أن لا نهاية لأشكال القوارب المختلفة ... القوارب الشراعية العربية بأشرعتها المثلثة المدببة , وقوارب الصيد الصغيرة , والمعديات واليخوت الأنيقة تتهادي بين كل هذه القوارب وكأنها سيدة مجتمع أنيقة .وأصبح يخت بيتر على وشك الانطلاق وأدار بيتر المحرك الكبير الذى يسيره , وجلس بهدوء في غرفة القيادة وحدقت نورما للمرة الاخيرة من حولها بالميناء شاعرة بالأسف , فهي لاتريد أبدا ان تترك كينيا فالوقت الذى أمضته هنا كان قصيرا , ولفتت شتيمة سمعتها انتباهها إلى بيتر , الذى كان يتصارع مع المقود متذمرا من أن الدفة عالقة . لماذا الآن من بين كل الاوقات ؟ في وقت هم على وشك الإبحار ؟وجذب دواسة التختيق , فخفق المحرك محتجا دافعا نافورة ماء إلى فوق عند القارب , واقبل سيلك ستانلي نحوه .- هل تواجه مشكلة يا بيتر ؟- أستطيع تسويتها .فهز سيلك كتفيه . وعاد إلى حيث كان يجلس يتابع شرابه واتخذت سينثيا وجولي مركزهما المفضل على سطح السفينة تستلقيان على وجهيهما مرتديتان اصغر بيكيني ممكن .وأعادت نورما انتباهها إلى الميناء , وراقبت مجموعة من الأطفال تصطاد على متن قارب صيد صغير ورست سفينة شحن أخيرا عند الرصيف ملقية مرساتها , ومراكب الصيد تهتز بحذر من حولها . وصاح بيتر :- حسنا .. لقد اصطلح , تعالوا جميعا لنودع كينيا . بريطانيا .. ها نحن قادمون .واطلق المحرك , فتحرك المركب مبتعدا عن الرصيف . وابتعد الاولاد الصغار بسرعة وفزع , ونظرت إليه نورما بقلق قائلة :- أرجوك .. كن حذرا يا بيتر .. الميناء مكتظ جدا !- أنا أعرف ماذا افعل .وابتسم .. وجهه كان يتصبب بالعرف . وأحست نورما بمعدتها تتقلص وصلت كي يغادروا الميناء الى عرض البحر دون أي حادث , فقد كان بيتر في حالة نفسية غبية وغير مكترثة , ونظر إليها من جديد فتنهدت قائلة :- تمهل .. فأنت تسرع جدا ..- لاتكوني قلقة هكذا , دعي عمك بيتر يريك كيف يتدبر الامر.كان اليخت يمر بين مجموعة صغيرة من قوارب الصيد واجفلت نورما عندما كاد يصطدم بأقرب قارب له , ولاحظت الوجوه الغاضبة في المراكب وضحك بيتر , ثم توقف وقطب . مدخل الميناء كان مكتظا بصفوف من المراكب تنتظر دورها للخروج إلى عرض البحر , وخفف من سرعة القارب وهو قلق فتوقف , واخذ يهتز بتحرك الموج من تحته . واقبلت جولي وهي تلمع من أثر زيت الشمس وقالت متسائلة :منتديات ليلاس

- ماذا ننتظر ؟وتطلعت بسخرية إلي المراكب أمامهم . فقال بيتر :- هذه المراكب اللعينة , انظري إليها . لاجل الله ! أريد ان اخرج الى عرض البحر قبل الظهر .وعادت جولي تنظر الى المراكب :- إنه منظر جميل .- وما هو الجميل فيها ؟ الاغبياء اللعناء يتلاعبون بيخوتهم . أمل ان يسرعوا . بهذه الطريقة سنبقى هنا طوال اليوم .وفجأة تبدل الريح , وامتلأت الاشرعة فأمسك بيتر بالمقود وصاح:- حسنا .. الآن هي فرصتنا . سأنفذ من خلالهم , وليذهب الدور الى الجحيم !واطلق العنان للمحرك فانطلق القارب الى الامام , فقالت نورما بسرعة :- بيتر , توقف ! ستصطدم باحدهم ..- فليذهب الى الجحيم .وشقت مقدمة القارب الفولاذية المياه وكأنها السكين . ولكن المسافات كانت تضيق , واستطاع احد سائقي اليخوت ان يبتعد فى الوقت المناسب ليتفادي الاصطدام . وادار بيتر المقود ليبتعد عن يخت آخر . وامام رعبها شاهدت نورما قاربا ثالثا يقطع المياه أمامهم , يخت رمادي جميل له شراع طويل أبيض واسود وكأنه جناح النورس , وكان فى مواجهة قاربهم مباشرة .وغطت نورما وجهها وهي تصرخ :- بيتر !وحاول بيرت الانحراف بالمقود والشتائم تتدفق من بين شفتيه . وتوقف القارب فجأة , ثم صوت اصطدام جعلهم يرتطمون بكل شئ في غرفة القيادة . وفتحت نورما عينيها لتشاهد الشراع الجميل يمر فوق سطح قاربهم , وصرخ احدهم وسمعت صوت تحطم زجاج . واسرعت جولي لتطفئ المحرك وفي الصمت المرعب الذى تلا , اخذت المركب تستدير بهم في دوائر , وهي ما زالت تصطدم بالمراكب امامها . وصرخت نورما فقد انقلب اليخت الذى اصطدموا به وغاص الشراع الابيض والاسود تحت سطح الماء وهناك شخص يطفو فوق الماء وسترته الواقية من الغرق البرتقالية تلمع تحت أشعة الشمس وهو يسبح ببطء نحو يخته المضروب .وهمست جولي :- أتمني أن يكون بخير ..وبجهد حاول بيتر استجماع رباطة جأشة . وقال بصوت يرتجف وقد اصبح وجهه شاحبا :- بالطبع هو بخير .. لنخرج من هنا قبل أن يصل بوليس المرفأ ..وقفزت نورما امامه قائلة :- لا ! هل جننت يا بيتر ؟ ربما مات شخص هناك ..- اوه .. هراء .. لا تتكلمي كالبلهاء . انظري الرجل يتسلق مركبه ثانية , وانظري لقد عاد اليخت الى وضعه فوق الماء.ونظرت لتري أن الشراع عاد الى وضعه الطبيعى واخذت المراكب تتجه الى قاربهم بسرعة وسمعوا الاصوات الغاضبة منها .وقال بيتر بعصبية :- سأهرب من هنا .ومد يده الى المقود واطبقت نورما قبضتها مستعدة لضربه . ووصل مركب صغير اليهم وصاح من بداخله :- أنت يا من على القارب ! أنتم هناك . ! لقد رأيت ما حدث , لقد صدمته عن عمد , ايها الابله اللعين !ورد عليه بيتر صائحا :- لقد كان في طريقي .- كلام سخيف ! كنت متجها نحوه رأسا , الافضل لك ان تنزل وتقدم المساعدة ايها الشاب . احد البحارة مصاب .وصاحت جولي :- أوه لا ! حقا يا بيتر أنت غبى في بعض الاحيان !واقبلت سينثيا لتنضم اليهم فى غرفة القيادة , وقال سيلك :- الافضل ان تعود الى ذلك اليخت يا بيتر .واحمر وجه بيتر , ولكنه اطلق العنان للمحرك , ثم توجه ببطء نحو اليخت المضروب الذى كان يتهادي كالطائر المجروح فوق الماء . وتمت قائلا :- ارجو ان تقفوا فى صفي جميعا لو حدثت مشاكل .ووصل القارب الى اليخت , فصاح بصوت حاول ان يجعله مرحا :- أنتم هناك ! هل انتم بخير ؟وحدق به وجه غاضب بوحشية , له انف نورماندي ولحية سوداء كثيفة . - يا إلهي القدير ! كان علي ان اعرفكم ايها الاغبياء ! هل أنت سكران ايها المخبول ؟وكان المتكلم آلان سان كلير , فرد عليه بيتر بقلق :- خذ الامر بروية .. هل الكل بخير عندك ؟- لا ... ليس الكل بخير ! لقد كسرت ذراع أحد أفراد طاقمي . إنه ينزف بشدة .وللمرة الأولي شاهدت نورما الرجل مستلقيا فوق السطح وبقعة حمراء تلطخ السطح الابيض وأحست بالغثيان وسمعت سيلك يرسل الشتائم من بين أسنانه , وبدا آلان سان كلير وكأنه على وشك ان يقتلهم جميعا , وصاح بهم :- لأجل الله فى سمائه ! لا تقفوا هكذا , ساعدوني على نقله إلى مركبكم , يجب أن نأخذه الى المستشفى وبسرعة !* * *وخرج الدكتور الكيني من العنبر وهو يخلق قفازاته الطبية ونظر إليهم دون حماس , واحست نورما بأنه يفكر بهم : أولاد أثرياء غرباء ! وتفرس فى وجوههم القلقة بسخرية , وسأل بلطف :- من منكم السيد سان كلير ؟وأجابه بيتر :- انه ليس هنا الآن , لقد ذهب ليجري مكالمة هاتفية , اسمى بيتر اشتون .. وأنا ..- آه . اجل انت الرجل الذى سبب قاربه كل هذه الأضرار بذراع البحار المسكين .- هذا ليس صحيحا بالضبط يا دكتور , لقد كنت ..وسألت نورما بقلق :- كيف حال البحار ؟واستدار الدكتور إليها بعينين متعبتين , ثم ابتسم :- إنه بخير عظم ذراعه تهشم , من الجهة العليا إنها اصابة خطرة , وفقد كثيرا من الدم , ولكن لم تحصل مضاعفات وسوف يشفى تماما .وتنهدت نورما بارتياح , فنظر اليها :- هل أنت صديقة له ؟ودخل فى هذه اللحظة آلان سان كلير إلى غرفة الانتظار وعيناه مسودتان من القلق .- كيف حاله يا دكتور ؟ أنا آلان سان كلير .- إنه بخير , سوف يخرج من المستشفى بعد أسبوع , وربما أقل .وابتعد الدكتور فى الممر , فالتفت آلان اليهم , ونظرة كالحة على وجهه الملتحى :- أرجو ان تكونوا مسرورين من أنفسكم .وخطت سينثيا نحوه مبتسمة ببرود :- لا تأخذ الامور هكذا يا آلان ..منتديات ليلاس

- لا تدعيني آلان , اللعنة عليك !وهزت كتفيها :- سيد سان كلير إذا . سوف يصبح بحارك بأحسن حال بعد أسبوع فلا تقلق !- بأحسن حال ؟ وماذا تظنينه .. نوع من الزينة المنزلية .والتفت إلى بيتر الذى كان يعض شفتيه , وللحظة اعتقد نورما بأنه سيضربه , ولكنه قال وهو يشدد على كلماته بسخرية :- أما بالنسبة لك يا قبطان , يجب ان تحاكم على قيادتك المركب وأنت سكران !- تمالك نفسك .. يا رجل ..فصاح به آلان :- لقد شممت رائحة الخمر من فمك .. يا إلهى .. أتمنى لو أنكم ايها البحارة الهواة لاتقودون المراكب سوى فى الأماكن الضحلة , وأن لا تخرجوا الى عرض البحر تعرضون الأرواح والأطراف للخطر !وتنحنحت نورما وحاولت أن تبتسم قائلة :- سيد سان كلير .. آلان . نحن جميعا آسفون لصديقك وليختك.وشعرت بالخجل الشديد , فحدق بها آلان بغضب , وكأنه يحاول ردع نفسه عن الانفجار بوجهها وقال أخيرا :- أطفال أثرياء . أنتم أطفال اثرياء . اغبياء . سأذهب لأري .واندفع من بينهم متوجها الى حيث يرقد البحار في غرفته . وقالت سينثيا :- إنه شاب لطيف . أعتقد بأن قلت هذا يا بيتر , لقد ظننت أنه كان سيضربك منذ دقائق .وقالت نورما بصوت قريب من البكاء :- لم أكن سألومه لو فعل !ونظر الجميع إليها وقالت سينثيا بكل برود :- ولماذا لا تلومينه يا نورما ؟- لأنه على حق , أنتم فعلا أطفال أثرياء . اطفال لا تتحملون المسؤولية , ألا تدركون أن الرجل كان يمكن أن يقتل ؟ كان يمكن ان تقتلوهما معا ..وقالت لها جولي وكأنها تنصحها :- كفاك ركوبا على حصان مرتفع , لقد كنت أيضا على متن المركب , وأنت تعرفين هذا .- بالطبع أعرف .. وانا خجلة جدا !وحدق الجميع بها لثواني , وقال بيتر وهو يخرج علبة الدخان من جيبه :- لا فائدة من الاستماع إليها ..واشعل سيجارة ونفخ الدخان باتجاه لوحة " عدم التدخين فى المستشفى " وتابع :- الأفضل لنا أن نستعيد غرفتا فى الفندق لقضاء هذه الليلة . فليس من الحكمة أن نبدأ إبحارنا قبل الغد .ونظر إلى نورما من خلال الدخان :- تعالى يا نورما .. لنذهب من هنا .- سأنضم إليكم فيما بعد .وهز كتفيه دون اكتراث , ونظر إليها للحظة , وقال :- لقد أتيت معنا لأن رالف كلارك هو صديق لي , كما تعلمين وإلا لما سمحت لك بركوب مركبي , تذكري هذا يا نورما . لقد حصلت على عطلة سعيدة مجانية فوق مركبي , فلا تعاندي حظك .وحدق بعينيها بغضب وقال :- أوكي يا نورما ؟ سنراك فيما بعد فى الفندق . تعالوا لنذهب الآن .
وراقبتهم وهم يبتعدون بغطرسة مولودة مع أمثالهم , وحاولت ان تقاوم اندفاع الدموع من عينيها ثم جلست على المقعد , واغلقت عينيها والقت برأسها الى الوراء , وعادت إليها ذكرى الاصطدام المريع بينما كان قارب بيتر الحديدي الحاد يصدم اليخت الأنيق . سيحتاج اليخت إلى اصلاحات مكلفة وكانت على حق , فقد كان بالإمكان قتل الرجلين على اليخت . فماذا سيقول والدها عن هذا الامر ؟ والدها الضخم القوي كالدب , والذى علمها الإبحار وهي لم تبلغ العاشرة بعد , والذى كان متشددا جدا في موضوع السلامة في البحر ! ولكنه فى يوم من الأيام أبحر عبر المانش في يوم كثير الضباب , ولم تره من يومها ثانية . وتركها موته لوحدها تماما , ما عدا قبر والدتها التي لم تشاهدها أبدا . ولم تستطع أن تنسى ابدا ان موته كان فى البحر . أما بالنسبة لبيتر والآخين فالألم والمعاناة لم يعرفوهما فى حياتهم . إنهم لا يفهمون مرحم هو كل ما يهمهم , مهما كان مبلغ الأذى الذى يسببونه للناس , وفتحت عينيها والباب يفتح , ودخل آلان سان كلير الى غرفة الانتظار ووجهه حزين بمرارة , فوقفت بعصبية وسارت نحوه لتلقاه :
- لقد .. عنيت ما قلته , حول أسفى لما حدث . اعلم ان الامر لا يغتفر .. اعنى ما فعله بيتر ولكنهم مجرد أطفال وانت محق بهذا , إنهم لا يعرفون شيئا , و .. و ..
- وهكذا أرسلوك لتفاوضيني .. هه ؟
- لا .. أنا أحاول فقط أن اشرح لك . إنهم اغبياء , غير مسؤولين .. ولكنهم سيكبرون يوما . واريد أن اتاسف باسمى فقط . لقد كنت في غرفة القيادة وكان على أن أوقف بيتر . وانا آسفة جدا ..
- أجل .. حسنا , الافضل لك أن تعودى إليهم الآن , فأنت طفلتهم المدللة , أليس كذلك ؟
- ماذا تعنى ؟
واحمر وجهها , فقال ساخرا :
- أنت المسكينة بينهم , أليس كذلك ؟ أري أنك لست من طرازهم . لذا يبقونك معهم من أجل القيام بأعمالهم القذرة .. مثل الاعتذار للأغبياء الذين يصدمونهم !
- أنت مخطئ سيد سان كلير . أنا لست من طرازهم , ولقد جئت معهم لأن بيتر صديق لرالف , ولكننى لست الطفلة المدللة لأحد !
وفكر للحظات ثم هز كتفيه وقال :
- إذا , اذهبى من هنا كائنا من كنت . أنت تجعلينى اشعر بالغثيان!
واستدارت نورما مبتعدة وهي تشعر بالألم . غضبه مفهوم ولاشئ تستطيع فعله لتهدئ هذا الغضب .. أليس هناك شئ من الحقيقة فيما قاله ؟ أليست المسكينة بين هذه المجموعة الثرية بما فيها رالف كلارك ؟ واستدارت إليه :
- قبل أن أذهب .. هل صديقك متمالك وعيه ؟
- تقريبا , ولماذا ؟
- أود أن اتحدث اليه .
- اذهبى إلى الجحيم !
- لدي شعور بأنه لن يكون غير متسامح مثلك .
وتجاوزته متجهة نحو العنبر في زاويته البعيدة كان رجل يستلقى فوق وسائد السرير . وجهه شاحب وتعب . والأربطة تلف صدره وذراعه ملقاة فوق الغطاء , محاطة بجهاز من الالمنيوم . وعضت نورما شفتيها لو أن البقية رأوا هذا . رأوا نتيجة غباءهم!
وانحنت فوق الوجه الشاحب , وانفتحت العينان الغائرتان :
- اسمى نورما ليستر . لقد كنت فوق المركب , الذى صدم يختكم.
وهز رأسه ببطء وعيناه زائغتان من الألم والمخدر . فتابعت :
- الأمر لا يغتفر لنا . أنا آسفة , من اعماق قلبي .
وحدقت بها عيناه الزرقاوان بتعب , ثم ابتسم قليلا . وفتح يده السليمة , فأخذتها بلطف بين يديها , فهمس :
- سأكون بخير . الدكتور طيب وجيد . والممرضات طيبون . سأكون بخير ... لا تقلقى .
وابتسم ثانية وارتاحت قسمات وجهه , وهو يستغرق في النوم . ووضعت نورما يده بلطف على الغطاء ووقفت . وكان آلان يقف إلى جانبها , يراقبها بعينيه الحزينتين . فقال لها بجفاء :
- لن يستطيع الإبحار قبل سنة .
واستدار على أعقابه وسار إلى الخارج . فتبعته نورما ببطء , وكان ينتظرها فى غرفة الانتظار . وقال لها :
- اسمعي .. قولى لأشتون بانه مجبر على دفع كل تكاليف إصلاح يختى , وسوف يكلفه هذا غاليا . لم يمض على بناء اليخت وقت طويل . أما بالنسبة للبحار سوف ادفع تكاليفه بنفسى . فلا أريد ان يدفع ذلك الكلب مصاريف علاجه فى المستشفى . وقولى له إذا حاول أن يناقشنى , فالأفضل له أن يجد محاميا جيدا . وجيدا جدا.
واستدار لينصرف .. فقالت له نورما بهدوء :
- قل له هذا بنفسك .
فتوقف والتفت إليها بغضب :
- ماذا قلت ؟
- قل له هذا بنفسك . فأنا لن أنقل رسالتك إلى أحد .
وواجها بعضهما بغضب . وقال لها فى النهاية وصوته أجش من الغضب :
- حسن جدا . سأقول له بنفسى .. أين هو ؟
- سيكون فى فندق " هيلتون مومباسا ".
والتقت عيناه بعينيها ببرود للحظة أخيرة . ثم ذهب ..
قالت جولي بوقاحة :
- ولكن الغلطة ليست غلطة بيتر .. لقد كان ذاهبا ..
منتديات ليلاس
doaa shoby likes this.
__________________
سبحان الله وبحمده ~
سبحان الله الـعظيم ~
  #8  
قديم 06-16-2012, 05:28 PM
 
ورد عليها آلان ببرود :
ارجوك ابتعدى عن الموضوع , لقد كنتم مندفعين رأسا نحوي . لم يكن أمامى أية فرصة للهرب من طريقكم , سوف يكلف إصلاح اليخت غاليا , وأنت يا أشتون سوف تدفع .
فرد عليه بيتر أشتون بغضب :
- اسمع .. لقد تماديت كثيرا ! وعلى كل الاحوال الأضرار ليست جسيمة , مجرد بعض التحطيم فى الجانب وعلى السطح .
- السطح ! ذلك السطح الذى تتكلم عنه هو من النايلون الصافى , يا أشتون . ويجب ان يصب بواسطة مدفع صب خاص , وعندما أصل باليخت الى انكلترا يجب أن أسحبه الى البر وأعيد طلاءه بالنايلون .
كان حديثهما مسموعا من العديد من الموجودين فى قاعة الاستقبال في الفندق الكبير , ولاحظت نورما الوجوه التى التفتت لتحدق بالرجل الضخم الملتحى , الذى كان الغضب الشديد واضحا عليه , وهو يتحدث للمجموعة الصغيرة على طاولة فى الزاوية . وسألت سينثيا :
- كم سيكلف الإصلاح ؟
- يمكن لكم أن تشكروا حظكم الطيب لان ورشة والدي ستقوم بهذا العمل , فاليخت هو آخر تصميم له . ولكننا سنطالبكم فقط بالتكاليف , وستصل هذه إلى مبلغ ألفين أو ثلاثة آلاف جنيه .
وقال بيتر بوضوح :
- لن أدفع .. لا تستطيع ان تثبت أن ما حدث كان غلطتي ..
- بالطبع غلطتك .. عشرون من أصحاب اليخوت شاهدوك وأنت تصدمني يا أشتون .
- صحيح ؟ إذن عليك بإحضار كل هؤلاء إلى قاعة المحكمة يا آلان , فى لندن.
- إذن لن تعترف بمسؤوليتك عن الحادث ؟
وابتسمت سيثنيا وهي تلعق شفتيها :
- بالطبع لن يعترف , وسيكون أمامك عمل شاق لإثبات صحة ادعائك ضد بيتر يا سيد دي كلير . امامك كلمتك فقط أليس كذلك ؟ ونحن ستة سنقسم على العكس .
وساد صمت متوتر , ومرة أخرى خافت نورما أن يضرب آلان سان كلير بيتر , ولكن بجهد وضبط أعصاب , أبقى آلان يديه فوق الطاولة . وقال بصوت خافت ملئ بالشر :
- إذا الأفضل لك ان تتصل بمحاميك , لان مؤسسة سان كلير للإنشاءات البحرية سوف ترفع دعوي عليك .
وابتسم بيتر :
- افعل ما شئت !
ومرة أخرى شعرت نورما بحرارة الخجل ترتفع الى وجهها بسبب تصرفهم . ونظرت الى سيثنيا بمرارة . كما هم مصممون على إنقاذ انفسهم , وعلى حماية بعضهم البعض وكانوا سيتصرفون نفس التصرف لو أن البحار قتل , بدلا من أن تكون إصابته بليغة.
وقال آلان :
- اتساءل إذا كنت تعرف كم تسبب لي من مشاكل يا أشتون , فاليخت خارج لتوه من حوض البناء , أتعرف هذا ؟ حتى اننا لم نبعه بعد .
ونظر حوله فى الغرفة بعيني مريرتين وقال كأنما يحدث نفسه :
- لقد كنت اجرب اليخت لاول مرة . إنه مركب جديد وأنتم أيها الأثرياء الاغبياء صدمتموه بسفينتكم الحربية الصغيرة .
ووقف وأجال نظره فيهم وقال :
- سنلتقي ثانية يا آشتون . والآن على أن افتش عن بحار آخر كي اوصل اليخت الى انكلترا . والله وحده يعلم أين يمكن ان اجد واحدا فى هذا البلد .
- حسنا , أتمنى لك التوفيق يا آلان .. انا متأكد انك ستجد شخصا مناسبا .
وحدق آلان ببيتر الذى كان يضحك , ثم تفوه بكلمات بذئية واستدار على أعقابه . فقالت جولي بصوت جاف :
- حقا .. بعض الناس ليس عندهم تهذيب أبدا .
وأحست نورما بالاختناق فى حنجرتها , والتقطت حقيبتها , وخرجت وراء آلان , ولم يبال الاخرون بخروجها , لأنهم كانوا يضحكون لقيام سينثيا بتقليد غضب آلان , ولحقت نورما بآلان عند مدخل الفندق وأمسكت بذراعه , واستدار مستعدا للشجار وواجهت وجهه الغاضب بهدوء , فصاح بها :
- أنت ثانية ؟ ماذا تريدين منى بحق الشيطان ؟ لقد سئمت من سماعى للهجتكم المتكبرة .
- هل يختك ... متضرر جدا ؟
- يستطيع الابحار , مع أننى قد لا اجد أحدا يساعدنى فى الإبحار للخروج من هذه البلدة اللعينة .
- ألايمكن أن يبحر على يد شخص واحد ؟
- ليس هذا آمنا , انه بحاجة الى اثنين على الأقل , والافضل ثلاثة , على كل ماذا يهمك ؟
- اشعر بمسؤوليتي
- يجب عليك هذا
وتقدمت لتسير الى جانبه , ثم توقفا عند باب الفندق , وسألته :
- هل أنت مستعجل للعودة إلى بريطانيا ؟
- أجل ... مستعجل جدا . هناك مشتري ينتظر وصول اليخت في لندن . وهو مستعجل يريد أن يشترى اليخت للاشتراك به بسباق اليخوت عبر الأطلسي . وإذا لم أعد به الى لندن , واصلحه خلال اثني عشر يوما سوف يخسر والدي هذه الصفقة أمام اكبر منافسيه .
- لقد أفسد هذا الحادث عليك الكثير , أليس كذلك ؟
وقال آلان بحزن :
- لن يفسد علي اليخت هذا , بل عدم وجود بحارة .
- أنا أسفة , استطيع ان افهم بأنك تكرهني .. سأتركك بسلام .
فحدق بها للحظات وهي تستعد لتنصرف . ثم قال :
- هذا اليخت هو أفضل ما بناه والدي .
ولاحظت نورما بأنه تعب . يقاوم الإرهاق بكل قواه :
- تصميم مراكب متقدمة مثل هذا اليخت وبناؤها يكلف آلاف الجنيهات . ووالدي فى ضائقة مالية الآن . ومن المهم ان يحصل على صفقة مبيع فى وقت قريب , وإذا لم يباع اليخت ليظهر للمحترفين كيف يعمل فسيذهب سدي جهد الأشهر والسنين . أجل ... لقد دمر أصدقاؤك كل شئ .
- وماذا ستفعل ؟
هز كتفيه :
- ليس لدي أية فكرة , فى الوقت الراهن أحضر الترتيبات لسفر البحار المصاب إلى انكلترا حالما يسمح له الاطباء , وبعد ذلك سأنتظر هنا لأجد بديلا عنه .
وتأهب ليذهب , فسارعت للقول :
- آلان ..
وتوقف ..
- ماذا تريدين الآن ؟
- آلان .. إذا وجدت لك شخصا يستطيع الإبحار معك .. هل استطيع ان اتصل بك فى مكان ما ؟
- أجل .. تستطيعين الاتصال بي فى نادي اليخوت . اطلبي قبطان اليخت المصدوم فقط .
وهزت نورما رأسها وقالت :
- حظا سعيدا .
وراقبت جسده الطويل وهو يسير نحو الظلام فى الخارج , ووصلت إلى سمعها قهقهة بيتر أشتون عبر غرفة الاستقبال , الى حيث تقف . وكأنما الصوت صدم جسدها ووجدت نفسها تسير بسرعة بين الجموع على الرصيف وتفكيرها مشوش , مومباسا فى الليل مدينة مرحة مليئة بالألوان , عابقة بملايين العطور والأصوات . واشترت لنفسها " آيس كريم " وتابعت السير فى الشوارع , تتأمل فى واجهات المحلات . وأحست بالمرح والسعادة يملآن الجو , وتمنت لو أنها تستطيع الانضمام الى هذا الجو .
وجلست تحت قدمي تمثال لذكري الحرب , تتأمل الخليج المظلم والأضواء المنبعثة من المراكب . وكالعادة اتجهت افكارها نحو رالف كلارك , وشعرت بأن الحادثة التى جرت بعد ظهر هذا اليوم , مقدرا لها أن تزيد الخلاف بينهما وكانت تعلم أن رالف سيقف في صف بيتر, مهما كانت الوقائع , فرالف واصدقاؤه دائما مرتبطون ببعضهم البعض . انها قضية طبقية , فالناس أمثال رالف وبيتر يشكلون جماعة متراصة على حساب الآخرين , من أمثالها . وبدأت تكتشف أن عالم رالف ملئ بالأسلاك الشائكة غير المنظورة ورالف هو كما هو , ولن يتغير ليرضيها . فهل فقدت حبه لها ؟ وتساءلت برعدة عما إذا كان قد فقد هو حبها له .
على الأقل , هناك عزاء لها فى تفكيرها بالعودة إلى العمل . إذ تستطيع إلهاء نفسها في رسمها , وفى اعادة تنظيف واصلاح اللوحات الثمينة . كانت تسعد فى إعادة ترميم الاعمال الفنية الكبيرة التى يتلفها الزمن , لتصبح شيئا جميلا ومبهجا . فالرسم الزيتي كان اختصاصها , واسم نورما ليستر أصبح مشهورا فى عالم الفن , فبعد نجاحها فى ترميم اللوحات المشهورة " لروين " نشرت بعض المقالات فى الصحف حول عملها , وحتى انها أجرت بعض المقابلات التلفزيونية . وكان أحد المجانين قد مزق احدى اللوحات الثمينة بسكين , وطلب منها المعرض ان تفعل ما بوسعها لإصلاحها . واستغرقها ذلك شهر من العمل المضني , وعملت وكأنها جراح تجميل , ونجحت فى عملها حتى أدهشت الجمهور . ولكن بعد ذلك تلاشت شهرتها بالتدريج . وتمكنت فى النهاية من ترك العمل في المؤسسة الفنية لتفتح استوديو خاص بها حيث نجحت تماما فيه .منتديات ليلاس

والتقت برالف في منزل ذويه عندما كانت تتفحص مجموعة لوحات مائية جمعتها السيدة كلارك , ظانة أنها لوحات اًصلية .
وتنهدت نورما ووقفت تنفض ثوبها .. وعادت الى الفندق , إلى غرفتها . واستلقت على سريرها , وهي تشعر بالبؤس دون ان تعرف لماذا . واخذت تفكر بالوجوه على ظهر المركب , وجوه بشعة أنانية جبانة , كانت تعلم بأنهم اناس سطحيون , يستخدمون قناعا من التعاطف والسحر ليغطوا شخصياتهم غير المكتملة , ولكنها الآن تراهم بصورة أوضح , تراهم كأطفال فاسدين يستخدمون ثراءهم وامتيازاتهم , ليشقوا طريقا لا رحمة فيه على حساب حياة الناس الآخرين .وبدافع فجائي , التقطت الهاتف لتطلب من عاملة السنترال إعطاءها الخط الدولي . ثم طلبت رقم هاتف رالف في لندن . وعندما سمعت صوته , علمت بأنها اتصلت به في وقت غير مناسب , فقد كان صوته متوترا وظاهر عليه نبرة السكر , مع عدائية ظاهرة .- رالف ... هذه أنا .- أهلا .. أنت .. كيف حال كينيا ؟وتنهدت , إذ لم تعد راغبة فى الكلام معه , وخاصة عندما يكون سكرانا , ولكنها قالت :- أردت سماع صوتك .. لن أزعجك .- كلام سخيف .. ما آخر الأخبار ؟وترددت , ثم أخبرته عن الحادثة , واستمع اليها بصمت , ثم سألها بعدائية :- إذا ؟ ماذا كنت تنتظرين من بيتر أن يفعل ؟فتنهدت , وهي في الحقيقة لا ترغب في مناقشة الامر معه .- حسنا . كان عليه الاعتراف بخطئه , كبداية , ولكان هذا اكثر تهذيبا ..- منذ متى انت خبيرة بالتهذيب ؟وحاولت ان تتجاهل ملاحظته , فقالت :- على كل حال , هو مدين لآلان بتكاليف الإصلاح .ورد عليها رالف بحدة :- فهمت .. أنت إذا خبيرة بالقانون ايضا . أليس كذلك ؟وقالت بهدوء :- قد لا اعرف شيئا عن القانون , ولكننى اعرف اشياء كثيرة عن الابحار , وبيتر كان مخطئا , لا .. بل أسوا . لقد كان مهملا بشكل إجرامي , وكان ثملا .- قبل أن ترمى الاتهامات جزافا , تذكري ان بيتر منحك رحلة مجانية يا نورما , فلا تعضي اليد التى تطعمك يا فتاة .- استطيع دفع مصاريفي الخاصة , وانت تعلم اننى كنت افضل السفر بالطائرة , لم اكن ارغب فى السفر معه . اما بالنسبة له فكان يمكن ان يقتل آلان !- آلان ؟ يبدو أنكما على وفاق تام , كائنا من يكون ؟- على الاقل هو مهذب , لقد انقذ حياتي في " سيرنجيتي " إذا كنت تريد ان تعرف .- حقا ! اخبريني .واخبرته القصة باختصار , وضحك :- هاه .. يبدو لي انك وقعت في حب هذا المقال فى الاخلاق يا عزيزتي , ألست كذلك ؟- أنت ثمل يا رالف . ولا اظن اننى سأتكلم معك بالمزيد .- انتظري ..وسار صمت طويل , وعندما عاد الى الكلام , كان فى صوته رنة غريبة حيرتها :- نورما , يا فتاتى .. هل قال لك أحد شيئا عني ؟- طوال الوقت , كنت الأول دائما فى لائحة الحديث . لماذا ؟- اوه ... حسنا لا شئ .- رالف .. ما الأمر ؟- حسنا , كنت اتساءل ما إذا كان لديك .. ولكني لا .. لاشئ .- انت تغيظني يا رالف . إلى ماذا تشير ؟ هل هناك ما يقلقك أنت .لابد ان هناك شئ ما فى ذهنه , وهي تعرف هذا . وكان يحاول استدراجها للاستعلام عنه .. انها لعبة قديمة تعرفها عنه .- بالطبع انا منزعجة يا رالف . انا منزعجة حول الحادثة , واخاف من فكرة السفر معهم في المركب .- لماذا يا نورما ؟ هل .. حدث شئ آخر ؟وكان هناك توتر غريب في صوته , فقطبت جبينها وقالت بهدوء:- إلى ماذا ترمي ؟- ألم يقل لك أحد شيئا إذا ؟- حول ماذا ؟وضحك بصوت غريب جعلها تجفل :- أوه .. أنت تعرفين .. الناس تتحدث بالإشاعات .. اليس كذلك ؟- ولماذا يشيعون عنك شيئا ؟- لست ادري . إنها مجرد فكرة يا نورما , فى حال حاول احدهم التحدث عني وعن جولي ..- جولي ؟ وأنت ؟ ما هي هذه الإشاعات ؟- هل تحاولين إثارتي ؟كان صوته لايزال متوترا , وادركت نورما لسبب ما , انه يظن انها علمت شيئا . شيئا حوله وحول جولي ..- رالف .. هل حدث بينك وبين جولي أي جدال ؟- لايعد ما جري جدالا يا فتاتي .. اسمعي ... كان هذا مجرد صدفة !بدأ الامر عند قضائنا نهاية أسبوع فى اسكتلندا , عندما كنت تظنين اننا ذهبنا لرؤية سباق الخيل .. لايجب ان تتظاهري . ذلك الوغد سيلك كان دائما يغارعلي جولي مني . ولابد أنه هو من أوصل الخبر لك .. كي ينتقم مني .. ماذا قال لك بالضبط ؟- رالف . منذ متى كانت هذه العلاقة مستمرة ؟- قلت لك , منذ ذهابنا إلى استكلندا , ربما منذ سنة الآن .- وهل كنتما .. تتعاشران ؟- لاتكوني طفلة هكذا . بالطبع كنا نتعاشر . نورما ؟ أنت وأنا .. لم نكن نفعل شيئا كهذا . والرجل يجب ان يمرح قليلا فى حياته .- أنت لا تعرف شيئا سوى المرح .. لقد كنا على وشك الزواج!- ولا زلنا سنتزوج .. إذا رغبت فى هذا .- إذا رغبت ؟- أعتقد انك جربت نفسك مع سان كلير , لتستطيعي استرجاعي . ليس عليك ان تفعلي هذا يا نورما ..- استرجعك ؟ انت تتحدث كالأطفال .- اتعنين .. انه لم يحدث شئ .. لم تمنحيه نفسك ؟- وهل هذا ما تظنه بي ؟- ليس بعيدا عليك أن تفعلى هذا , أنت احيانا كالقطة المتوحشة ..- فى الواقع .. آلان عشيقى ! وسأسافر معه على متن يخته !وقال بهدوء , وبلهجة منتصرة :- وهل أستطيع أن أفهم من هذا ، ان كل شئ بيننا انتهى ؟وقالت بصوت مرتجف :- رالف .... لقد خططت لكل هذه المحادثة .. أليس كذلك ؟ أردتنى أن أعرف ! كنت تموت شوقا لتخبرنى عن علاقتك بجولى ...وقاطعها رالف ن واستطاعت سماع الذنب فى صوته :- تمالكى نفسك .- إذا كنت تريد التخلص من علاقتنا ، فلماذا لم تقل لى هذا بصراحة . لم يكن يجب عليك أن تنتظر طويلا !- اسمعى يا نورما .. ليس من التعقل أن تتصرفى كطفلة ..وأقفلت السماعة ، ودفنت رأسها بين يديها ، وانفجرت بالبكاء .عندما استعادت ربأطة جأشها ، عادت إلى التقاط الهاتف ثانية .. وتفكيرها مضطرب . هل سيقبل بها آلان على يخته ؟منتديات ليلاس

ربما لا . وبدأت تتكون فى ذهنها خطة مجنونة . وطلبت السنترال وطلبت منه الاتثال بنادى يخوت مومباسا ، وجاءها صوت آلان جافا وباردا .- نعم ؟- أظن أننى وجدت لك من يرافقك ، متى تريد مغادرة مومباسا ؟- فى أسرع وقت ممكن ، بالطبع . هناك مد فى البحر عند الثالثة صباحا . وأستطيع أن أبحر عندها . لماذا ؟وقفز قلبها ، الثالثة صباحا ! وفكرت بآلان ، هل تستطيع أن تخدع هذا الرجل ؟ وانقبضت معدتها ، ربما تستطيع خداعه لساعات قليلة :- هناك شاب التقيت به ، تلميذ ، كما أظن . وذكر انه يفتش عن طريقة للسفر إلى وطنه . لقد سرق كل ماله ...- حسنا من هو ؟ ما اسمه ؟- أوه .... طونى ... ربما طومى .... لا أذكر تماما .- لا يهم .. اتعلمين أين أجده ؟- أجل .- أين ؟- حسنا ، لقد قال إنه سيسهر الليلة ، ولست أدرى أين .. أتريد أن أتصل به عندما يعود ؟- لا .. سأتكلم معه أنا . أين يقيم ؟- لا أعرف أين يقيم . انظر .. سأراه عندما يعود ، وأرسله إليك فى اليخت .. هل ينفع هذا ؟- أعتقد هذا .. انظرى ، هذا الشاب اليس مصدر مشاكل ؟ مخدرات ، أو شئ من هذا ؟- أوه .. لا . لاشئ من هذا النوع أبدا .- وكيف تعرفين .وقالت بحزم :- إنه لا يبدو من هذا الصنف . ولكننى أعرف أنه تواق جدا للحصول على طريقة سفر للعودة إلى وطنه .- إذا .. أبلغيه أننى سأدفع له الأجر المتعارف عليه . وحاولى أن ترسليه إلى اليخت بأسرع وقت ممكن .. اوكى ؟- أوكى ...- إذا وصل عندى قبل الثالثة ، سنبحر فى الحال .. هل فهمت ؟- ساقول له .وقال آلان بصوت أقل عدائية الآن :- اسمعى .. لقد نسيت إسمك .- نورما ليستر .- صحيح ، لقد سمعتهم ينادونك نورما . إذا استطعت إرساله إلى اليخت الليلة ، سأكون سعيدا جدا .- سأفعل نا بوسعى .- أجل .. حسنا .. انا آسف إذا كنت جافا معك .- أتفهم هذا . سأذهب لأفتش عنه الآن .وودعته ، وأقفلت الهاتف . ثم ركضت خارجة لتنزل فى المصعد . وهى تعد ما لديها من مال . هل ستستطيع ان تذهب إلى اليخت ؟ سيكون ظلاما فى الخارج ، وهذا من مصلحتها . والخداع لن يستمر أكثر من ساعات . وما إن يصبحا فى عرض البحر ، لن يستطيع ان يعود ثانية .وجدت صيدلية مفتوحة فى الشارع التالى ، وأخذت سلة وبدأت تفتش عن ما ستحتاج إليه . مقص ، صباغ شعر ، أسبرين ، بعض مستحضرات التجميل ، اقراص لدوار البحر ، قد تحتاج فى اليخت الكبير ... بعض الصمغ ...وعادت إلى الفندق وهى تحمل مشترياتها ، وفى المصعد ، نظرت إلى ساعتها لتجد أنها العاشرة والنصف . فهمست " اللعنة " لم يعد أمامها الكثير من الوقت !
( نهاية الفصل الثاني )
paradise moon and doaa shoby like this.
__________________
سبحان الله وبحمده ~
سبحان الله الـعظيم ~
  #9  
قديم 06-16-2012, 05:29 PM
 
3-خدعة صغيرة
كانت الساعة تقارب الثانية و النصف فجرا عندما سارالتاكسى على طول رصيف الميناء ، أضواءه الأمامية تضئ الطريق وسط الظلام الدامس. ورفع آلان سان كلير رأسه عن الخريطة التى كان يدرسها وخفق قلبه... هل سيكون هذا بداية لتغيير حظه.
وخرج شخص ضئيل الجسم يرتدى سترة رياضية ضخمة، من السيارة، ونظر مترددا حوله الى اليخوت. ثم شاهد المصباح المعلق فوق اسم اليخت ((ميليسا)) ولوح لآلان، ودفع أجرة التاكسى، وحمل حقيبته نحو اليخت الجميل. ورفع آلان المصباح المتحرك ليلقى الضوء على السلم، وتقدم ليلاقى الوافد الجديد، الذى يبدو كولد صغير رفيع.
وقال الولد بصوت أجش:
- سيد سان كلير؟ اسمي طونى هيستون، لقد أرسلتنى نورما.
- أهلا بك ..
وأخذ آلان يتفحصه، شعر أسود قصير، وجه جميل، شارب أسود، يثير السخرية، ولكن هناك شئ مألوف فى وجهه فسأله:
- ألم أرك فى مكان ما من قبل؟
وهز الولد رأسه :
- لا أظن هذا... هل صحيح أنك تبحث عن بحار ؟
- صحيح . . هل لديك خبرة بالابحار
- طبعا، والدى كان يصطحبنى فى قاربه، عندما كان حيا، وأعرف المبادئ الأساسية.
وبدت على آلان السعادة
- هل تستطيع قراءة البوصلة؟
- بشكل جيد، وأستطيع الطهو والتنظيف أيضا، وأشتطيع العمل على الرادار أيضا.
- والخرائط ؟

- كما قلت لك يا قبطان، اعرف المبادئ الأساسية، وسأتعلم سريعا مالا أعرفه.
ونظر آلان الى الولد باهتمام متزايد، انه فى الواقع صغير الجسم، تقريبا كالفتاة...وقال له:
- أنا لست مليونيرا يا طوني، كل ما أستطيع دفعه هو الأجر المتعارف عليه حسب التعرفة الدولية.

- سيكون هذا رائعا يا قبطان، كل ما أريده أن أصل الى وطني.

- اذا، كل شئ سيكون على ما يرام، المد سيبدأ، بعد عشر دقائق . . أتستطيع السفر معى فورا؟ كما أنت؟

- طبعا . .

وابتسم ابتسامة جميلة، ولكن هذا الشارب : انه حقا مضحك! لابد أن الولد المسكين رباه ليبدو أكبر سنا واكثر رجولة، ولكن عيناه البنيتان اللطيفتان كانتا ثابتتين تماما، ومع أن جسمه صغير، يلفه فى ثياب تبدو كبيرة عليه، فان هناك شئ ما فيه بدأ يجذب آلان. ونظر الى يديه القذرتين، كانتا نحيلتين أيضا، ورقيقتين تقريبا.

- كم عمرك يا طوني؟

- عشرون سنة يا قبطان.
منتديات ليلاس

- هيا .. انت لا تبدو فى الثامنة عشر. كم عمرك؟ خمسة عشر؟ ستة عشرظ

- أنا فى السابعة عشر يا قبطان.

ولكن آلان عرف بأنه يكذب.
- هل أنت واقع فى أي نوع من المشاكل؟ ما الأمر . .مع البوليس؟

- لا . . لا شئ من هذا. أنا نظيف، أقسم لك، يمكنك القول ان الأمر . . مشاكل عائلية!

- أي نوع من المشاكل العائلية؟

- حسنا، اذا كنت مصرا أن تعرف. والداي ماتا منذ مدة. وبقى لى عمتي . . وهى مقامرة . . .

- حسنا. ليس عليك أن تقول المزيد. سوف آخذك معى يا طوني . . دون أي سؤال. .أوكى؟

- هذا عظيم!

وأحس آلان بالأسف عليه، ولد مسكين دون منزل يأويه، ومسرورلأنه وجد صديقا.
- طوني. . اسمى آلان. . أو ((قبطان)).

- أنت على حق يا قبطان.

وضحك الولد، مظهرا أسنانا بيضاء جميلة. ومرة ثانية، أعتقد آلان أن هناك شيئا مألوفا فى ابتسامته. . ما هو ياترى؟ ورد هو الابتسامة وصافحه. وأجفل الولد. . مسكين ! انه حقا ليس قويا.

- هل ستكون على ما يرام يا طوني ؟

- طبعا يا قبطان، أنا قوي كالحصان ، صدقا.

وأدار آلان وجهه ليخفى ابتسامة.
- أمامنا خمس دقائق لنلتقط المد. ضع حقائبك فى الكابين، ولنبدأ العمل.

- حاضر يا سيدي.

وأقلع اليخت ((ميليسا)) نحو البحر، وامتلأ شراعه برياح الصباح الباكر، التى تندفع من أراضى أفريقيا نحو البحر. وامتد البحر أمام اليخت الرمادي وكأنه صفحة من الفضة السائلة، وملأت نفس نورما الغبطة لرؤية هذا الجمال، وأطاعت تعليمات آلان بدقة و صمت، وما ان حلت الساعة السادسة حتى أصبحت أفريقيا وكأنها بقعة حمراء طويلة فى الأفق. ثم أشرقت الشمس وبدا البحر بلونه الأزرق العميق، وتحولت السماء الى لون النحاس. وبدأ الحر سريعا. وغسلت مياه البحر أى أثر لرائحة الأرض على اليخت.

ونزلت نورما الى المطبخ، بينما أخذ آلان يدرس الخرائط. ونظر بدهشة عندما أحضرت له اللحم والبيض الساخن للافطار:
- هذه تبدو اجمل من مليون دولار. . أين تعلمت الطهو؟

- لقد تعلمته سريعا. . كان علي أن أتعلمه بعد وفاة والدتى. فوالدى لم يكن يعرف شيئا عن الطبخ، رحم الله روحه.

- لقد توفيت والدتى عندما كنت صغيرا أيضا، ولم يبق سواي مع والدى مثلك تماما

- حقا. . وماذا يعمل والدك؟

- مصمم مراكب. . لقد صمم هذه مثلا.

- جيد. . وأنت يا قبطان؟ هل أنت فى نفس المهنة؟

- لا. . ليس تماما. أنا أصمم الطائرات وليس المراكبز

- يا الهي!

- هذه حقيقة، أنا أصمم الطائرات النفاثة الخاصة للأثرياء، والهليكوبتر، وما شابه.

- أراهن بأنك ثري.

وأخذت تربت على شاربها، الذى بدأ الصمغ فيه يؤلمها. متى ستكشف عن نفسها؟ ليس قبل أن يبتعد جدا عن الشاطئ.

وابتسم آلان :

- لا.. أنا لست ثريا يا طوني. أكسب رزقى، هذا كل شئ. ولكن آمل أن تتحسن الظروف قريبا، بعد ان أتخلص من كل ديونى. انظر، لماذا لا تخلع هذه السترة ، سوف يصبح الحر لا يطاق بعد قليل، و الأفضل أن تبقى فى التى شيرت.

- آه ... أجل، بعد دقائق لدي رشح بسيط و. . .

- ولماذا لم تقل؟ سأحضر لك الدواء؟ هل تشعر بصداع؟

- لا . . أعنى. . أجل. .

- أيها الولد المسكين. . هاك، خذ قرصين من هذا.

وابتلعت نورما الأسبرين على مضض، مع قليل من الماء أحضره فى كوب لها. وأخذ منها الكوب ليرمى ما تبقى من الماء فيه، ثم توقف وحدق مذهولا فيه، كان فى الماء شئ يطفو كالشعر، انه الشارب، والتقت عيناه بعينيها بذهول، ثم أصبح وجهه قاسيا باردا.

- ماهذا بحق الجحيم؟
وتنحنت نورما بعصبية، على الأقل تستطيع الأن التخلى عن صوت ((طوني)) الأجش، وقالت:

- الأفضل أن أشرح لك سيد سان كلير.

- يا الهي . . انت ؟ نورما ليستر؟

- أجل. .

وتقدم نحوها ووجهه متجهم من الغضب،وللحظة ظنته سيضربها. فتراجعت قليلا. وأمسك ذراعيها بيدين قويتين، فشهقت . .
- ما نوع هذا المزاح؟ من أرسلك لتنفذي هذه اللعبة؟ أيتها الثعلبة الصغيرة؟

- لم يرسلني احد. . . أنت تؤلم ذراعي. . .

- أنا أؤلمك عن قصد، ماذا تقصدين بحق الشيطان بخداعي هكذا؟
- لأننى اعرف بأنك لن تقبل بي لو اقترحت عليك مرافقتك، أرجوك اتركني!

- أتركك؟ يجب ان أرميك الى سمك القرش !
- أردت فقط مساعدتك، على كل، أنا مدينة لك بجميل، أتذكر؟
- جميل؟ لم أكن يائسا الى هذا الحد . . هيا أخفضى الشراع يا آنسة ليستر، سنعود الى مومباسا.

- أرجوك انتظر . . ليس من فائدة فى الرجوع الأن.

- بلى . .هناك فائدة، سوف أعيدك الى الشاطئ، وأسلمك الى أصدقائك. أيتها الهاربة الصغيرة.

- سوف يكونون قد أبحروا عندما نصل، وأنا لن أصعد الى متن قاربهم ثانبة.

- لا يهمني أين تذهبين. طالما يكون هذا خارج مركبي. ذا لم تنزلى الشراع سأفعل بنفسي.

- أنت لا تستطيع رؤية شئ أبعد من غضبك، أليس كذلك؟ فأنت واثق جدا من صواب آرائك، ولكن، ماذا ستفعل بعد أن توصلني الى الشاطئ؟ هل ستجلس حتى تتعفن لأسابيع في مومباسا؟ ألا تدين لوالدك بشئ؟

- أنا أقرر، بماذا أدين، ولمن، لن أخاطر باهلاك والدي بوجود طفلة فاسدة مثلك !

- لقد رأيت بنفسك ما أستطيع عمله هذا الصباح . . جزء مما قلته لك صحيح . . فأنا أعرف تماما قواعد الابحار.

- نعم. . لدي اثبات واضح لمهارتك.

وأشار الى الجزء المحطم من سطح المركب. فقالت ةقد بدأ غضبها يتصاعد:
- لم اكن أنا من يقود تلك المركب، يا سيد يان كلير. فلماذا تلومنى؟ لقد قلت بنفست أننى لست من طرازهم، واذا كنت تريد أن تعرف لقد حاولت ايقاف بيتر عندما كان متجها لصدم مركبك.
منتديات ليلاس

- ولكنك لم تنجحى، أليس كذلك؟

- ليست هذه غلطتى. . لقد فعلت ما بوسعى.

- اذا كان ما حدث، أفضل ما بوسعك، فأنا أكره أن أشاهد ما ستفعلينه بمركبى !

- اذن . . أرجعنى الى مومباسا، وتعفن هناك اذا كنت تريد هذا.

- أفضل أن أتعفن فى مومباسا بدل أن أغرق على يديك.

وردت عليه نورما بهدوء:
- لست بحاجة لدروس من أحد حول السلامة البحرية، وهذا جزء من قصتى، حقيقى أيضا، والدي غرق فى المانش منذ خمس سنوات.

وحدق بها وقد بدأ الغضب يتلاشى من عينيه:
- أنا آسف ..لم أكن أعرف هذا.

- وعلمني الابحار عندما كنت طفلة، أستطيع فعلا مساعدتك يا سيد سان كلير.

- لقد أفسدت شعرك الجميل الأشقر، هل يمكن غسل هذا الصباغ؟

- لست أدري.

وحدق بها وفى عينيه ارتياب:
- ولماذا تريدين مساعدتي؟ يا آنسة. .ليستر؟

- لأننى كنت على المركب، وأريد أن أدفع لك قسما من الأضرار، وخاصة أن بيتر آشتون لا يبدو من المحتمل أن يفى بالتزاماته، ولكن أيضا لأننى مدينة لك بجميل. لن تستطيع معرفة مدى سعادتى عندما رأيت الرانج لوفر يظهر من خلال المطر ذلك اليوم. لا أظن بأننى كنت مذعورة هكذا طوال حياتى.

- وماذا عن رالف، وبقية أصدقائك؟ أعتقد أنهم لا يعرفون شيئا عن مشروعك هذا؟

- لقد تركت رسالة لهم، ولا أظن بأنهم سيفتفدوني كثيرا.

- والعزيز رالف؟ ماذا سيقول عندما يسمع بهذا الأمر؟

- فى الواقع . . لست أهتم بما سيقول.

خلال الصمت صفرت الريح عبر الأشرعة، وأصبحت الشمس مرتفعة الأن، وأخذت تعرق داخل السترة التى سرقتهامن غرفة بيتر آشتون.

- سوف تتعبين أكثر على متن((ميليسا )). . .وسوف تكون طريق العودة أطول.

- عملى ينتظرنى، واذا لم ترجعنى الى مومباسا سوف تتمكن من الوصول ((بميليسا )) فى وقت أسرع.

وعلمت بأنه سيوافق، وتفحصها بعينيه الجميلتين، وكأنه يراها للمرة الأولى، وقال بمرارة:
- يبدو ان ليس هناك ما أستطيع فعله . . وعليك أن تحاولى على الأقل التعويض عن بعض الأضرار التى ألحقها زملاؤك الأغبياء . . ولأجل الله، حاولى أن تفعلى شيئا لشعرك، لم تكونى سيئو جدا كطوني . . ولكن كنورما ليستر . . انت مريعة !

- سأبذل جهدى.

وابتسمت له بلطف، مما جعلها تبدو أجمل، على الرغم من شعرها البشع. ولكن آلان لم يكن غافلا عن الجمال الذى فى وجهها.

- سأراقبك باستمرار، فلا تفعلى أى شئ خاطئ. أفهمت هذا؟

- حاضر يا سيدى. هل أنهيت فطورك يا قبطان؟

. . . . .
paradise moon and doaa shoby like this.
__________________
سبحان الله وبحمده ~
سبحان الله الـعظيم ~
  #10  
قديم 06-16-2012, 05:29 PM
 
وعادت الى كابينتها، ووضعت رأسها فوق المغسلة، وبللته ثم غسلته بالصابون. عدة غسلات قوية قاسية أزالت آخر أثر للصبغة، وعاد شعرها ليكتسب اللون العسلى الذهبى الأصلى، لون جميل، غنى، كان والدها يسميه ((العسل البرى)) ولكنه أصبح قصيرا بشكل محزن، وأحست بالألم لفقدان خصله الطويلة الجميلة، وأخذت المقص، وبدأت شذب الأطراف غير المتساوية من شعرها، وعندما أنتهت أصبحت قصة شعرها قصيرة جدا، ولكن على الأقل متساوية. . .ولكن ، يا الهى كم أصبح قصيرا ! وارتدت تى شيرت وبنطلون جينز، ثم صعدت الى السطح.

وجدت آلان يطوي الشراع الرئيسى الذي كان الهواء يتلاعب به، فأسرعت بمساعدته بصمت تلف له الحبال وتربطها، وعقد آخر ربطة من الحبال وهو يتنهد واستدار ليواجهها:

- أنا سعيد لتخلصك من ذلك اللون القذر، ولكن لماذا قصصت شعرك هكذا؟ ألم يكن بامكانك اخفاءه تحت قبعة؟

- لم أفكر بهذا.

- لا . . لايمكن لك التفكير بهذا. تعالي يجب أن أرفع الشراع الصغير.

وهما يرفعان الشراع المثلث الشكل نظر اليها متفرسا وقال:

- آنسة ليستر، أظن أن ليس هناك . . . أى سخافات رومانسية برأسك؟

- ماذا تعنى؟

وأجاب ببرود:

- أعنى . . .أرحو أن لا تكونى قد تسللت الى هذا اليخت بسبب انجذاب عاطفى سخيف لي ؟

- بالطبع لا.

وشبك المشبك الفولاذى للحبل فى مكانه وقال:

- أنا سعيد لسماع هذا . . . فهذا كان سيعقد الأمور دون فائدة.

وقالت له وقد أحمر وجهها:
- أنا متأكدة من أن الأمور كانت ستتعقد، هل تواجه كثير من هذه المشاكل سيد سان كلير؟

- هذا ممكن، ولكننى لست مستعد لأى علاقة عاطفية آنسة ليستر، هل هذا مفهوم؟

- تماما.

وأحست بأنفاسها تختنق من عجرفته.
-جيد . .الساعة تقارب من الواحدة والنصف يا طوني هيستون. حان وقت الغداء، ألا تظن هذا؟
وغاصت الشمس ببطء عند الغروب، تملأ السماء بالشعاع. وتناولا طعامهما تحت النور القرمزى،
والعالم من حولهما ساكن تماما، ماعدا أصوات النورس التى تلحق بهما، وهمسات البحر السرية.
منتديات ليلاس

وبدأت النجوم تظهر واحدة واحدة، رؤوس دبابيس من الماس تضئ فى كبد السماء المخملى الأسود والقمر كان مكتملا تقريبا. ليس كالقمر الأنكليزى البارد، بل كتلة مشتعلة من أفضل أنواع الذهب يلمع بصفاء بين الأنوار الأخف،
ومال آلان الى الخلف مستندا الى جوار غرفة القيادة، ينظر الى القمر بعينين هادئتين.



- يقولون ان القمر كالعذراء. من السهل قول هذا فى أوروبا، ولكن هنا، قرب هذه الشواطئ الأفريقية لا يبدو كالعذراء، أليس كذلك؟ أم علي أن أقول هي؟ انها امرأة غنية جميلة، مستعدة للحب.

وجلست نورما تستمع اليه بصمت، لا تعرف ماذا تقول، ونظر اليها، وشاهدت اللمحة الساخرة فى وجهه وهو يتابع:
- أو . . هكذا يريدنا الشعراء أن نصدق.
على كل، سأشعل الأنوار على السطح.
ونهض بخفة، وذهب ليشعل الأنوار الخضراء والحمراء التى ستضئ ((ميليسا)) طوال ساعات الظلام. ونزلت نورما لتغسل الأطباق. ثم تفحصت البوصلة، لتتأكد من المسار الذى وضع المركب فيه. وعندما عاد، فتح الخريطة على الطاولة، وأشار بأصبعه، ثم قال:
- سوف نصل الى سلسلة صخور((مارغريتا)) قريبا،
وسوف أسير باليخت قرب الشاطئ، فأنا أفضل هذه الجهة من سلسلة الصخور بدلا من جهة البحر.
وأدار المقود ليتجه باليخت نحو الشاطئ، وبدت شواطئ أفريقيا بالتدرج وهى تقترب تحت ضوء القمر. ووقفت نورما قرب آلان فى غرفة القيادة، قريبة منه لدرجة احساسها بحرارة جسده. الليلة كانت مخملية، زرقاء، قاتمة، ليلة افريقية، وهما يقتربان من الشاطئ، بدأت رائحة الأرض الافريقية تأتى اليهم مع النسيم، رائحة نار المخيمات والنباتات العطرة. .
رائحة كانت نورما تعرف بأنها لن تنساها أبدا.
- ما هى هذه البلاد؟
- الصومال. سنتمكن من مشاهدة الشاطئ قريبا.
وفى هدوء الليل، وصلت الى أسماعهما أصوات هدير الموج على الشاطئ.
وفى وقت قصير كانا على مسافة استطاعا منها رؤية صفوف أشجار النخيل التى تحد الشاطئ، وهى تبدو كالأشباح الفضية تحت ضوء القمر. وعندما أصبح اليخت على مسافة قريبة من الشاطئ أدار آلان اليخت الى الأمام ووضعه فى مسار شمالى بمحاذاة الشاطئ الافريقى . . .
وتقدم آلان ليقف قربها للحظة ثم قال:
- علينا أن نتناوب السهر، سوف ندبر هذا فى الغد.
ليس هذا فى الواقع ضروريا، ولكننى احب أن أكون آمنا.
وتركها بعد قليل ليصعد الى غرفة القيادة، ووقفت لوحدها تتأمل جمال هذه الليلة، والخط الساحلى أمامها. صوت بعيد قليلا جذب انتباهها، سعلة خفيفة أتت مع الريح، فى البداية ظنت أنه آلان، ولكنها سمعتها ثانية. زمجرة خشنة قادمة من الشاطئ،
سببت لها القشعريرة فى رقبتها صاحت:
- آلان، تعالى واسمع هذا.
وما ان خرج الى السطح، حتى عاد الصوت ثانية، زمجرة خفيفة من على الساحل. ورفع آلان رأسه وعيناه ثابتتان، فهمست له:
- ما هذا؟
وانضم الى الزمجرة صوت آخر، وضحك آلان فجأة، وتوجه نحو غرفة القيادة وهو يقول:
- لنذهب ونرى ما هو. .يبدو أن رحلتك البرية لم تنته بعد، هذا اذا كنت محظوظة.
وحدقت الى البر، واليخت يقترب بهدوء، واقتربت الأصوات أكثر. فقالت بعصبية:
- هل الأمر آمن؟
- أجل. . . ابق عينك على الشاطئ.
- وعن ماذا أبحث؟
- عن الأسود.
وحدقت جيدا بالشاطئ،
كان على مقربة منه حتى أنها أستطاعت رؤية أشجار النخيل تتحرك، والقمر يضئ على الشاطئ. وسمعا الصوت ثانية واقشعرت بشرة نورما، كان هناك شئ مقلق فعلا حول هذه الأصوات. وشكرا لله أنهما على متن اليخت، وليس على الشاطئ ! وضحك آلان وكأنما قرأ أفكارها، وقال :
-المفترض أن تكون هذه الأصوات مخيفة،
الأسود تستخدم هذا الصوت عندما تكون تصطاد لتخيف الطريدة وتتجه فى الأتجاه الذي تريده. اصمتى الآن وابقي عينيك مفتوحتان.
ثم رأتهما . . . وتجمد الدم فى عروقها، بنصف رعب ونصف سرور. أسدان كبيران، يسيران ببطء بين أشجار النخيل نحو الشاطئ، وبصمت أنزل آلان الشراع،
ورمى المرساة. وسمع لسقوطها فى الماء صوت خفيف. وراقبي نورما الأسدين وهما يسيران فوق الرمال. على بعد أقل من مئتين يارد عنها. تحت ضوء القمر، جلدهما كان بلون الفضة المذهب. واعتقدت بأنها رأت الضوء اللوزى ينبعث من عينيها.
وخرجت من بين الأشجار ثلاث لبؤات لتنضم الى الأسدين فوق الرمال. . ووقف آلان بقربها يراقبان بصمت . . .
المخلوقات الضخمة أخذت تتقلب فوق الرمال، والذكور تنفض لبداتها الكبيرة. . ومثل القطط المنزلية أخذت تلعب، تعض بعضها وتضرب بمخالبها،
التى تستطيع كسر العظام، بلطف. ورقص قلب نورما لجمال المنظر، انه رائع، الرؤية الأمثل لشاعر متوحش. والضوء السحري أعطى المنظر لمسة غير حقيقية وكأنها الحلم.
منتديات ليلاس

ثم . . .وبصمت كما ظهرت ، عادت القطط الكبيرة الى ما بين الأشجار، تنادى بعضها من وقت لوقت بأصواتها المتحشرجة، وما ان أختفت الأسود، حتى أحست نورما أن يدها تؤلمها، فنظرت اليها لتجدها ممسـكه بيد آلان.
والتقت عيونهما فى الظلام، عيناها واسعتان ناعمتان، وعيناه سوداوان لا يمكن سبر غورهما. ثم . . . ترك يدها. واستدار ليرفع المرساة.

وتقدمت الى جانبه تساعده فى رفع الشراع ثانية، واصطدم كتفيه العريضين بها صدفة عدة مرات،وكأنها جزء من الأدوات التى على السطح.
وكأنما ذلك المشهد الغريب لم يحدث أبدا، واستدارت لتعيد النظر الى الشاطئ. وكان الشاطئ الفضى ساكنا، وكأنه مسرح مهجور.



- لقد انتهت المسرحية . . . هيا بنا نسير فى طريقنا.

وملأ الريح شراع ((ميليسا)) الطويل الشبيه بجناح النورس، وشق اليخت الرمادى طريقه فى البحر . . .
(نهاية الفصل الثالث)
paradise moon and doaa shoby like this.
__________________
سبحان الله وبحمده ~
سبحان الله الـعظيم ~
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أكبر هزيمة لمورينيو في مسيرته osama14 رياضة و شباب 0 11-30-2010 11:57 AM
أسباب هزيمة المسلمين ؟ khaledabofaid نور الإسلام - 4 09-30-2008 03:57 PM


الساعة الآن 03:22 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011