البــــ الثـالث ــــــــارت { 3 }

بقيــآ كذلكـ لمدة من الزمن , فقد كانت تبكي بهستيرية و تصرخ بكلام لم يستطع فهم أي شيئ منه .. كل ما أصبح يعرفه ومتأكد منه هو انها وحيدة و محطمة و ليس لديها مكان تذهب إليه .. و في كل لحظة كان يزيد من قوة شدهِ لها , و يربث على على ظهرها حتى تهدأ ..
أما هي فلم تستطع التحكم في نفسها , فما حصل لها ليس أبدا بالأمر السهل الذي يمكن نسيانه .. ظلت تبكي و تبكي و تبكي إلى أن نفذت دموعها , إلى أن استنزفت كل قواها ..
شعر بيديها ترتخيان و تنزاحان عن رقبته بالتدرج و أنها قد ألقت بكل ثقلها عليه .. سحب يده اليمنى و أمسك ذقنها .. و رفع وجهها الثلجي إليه ليجدها مغمضة عينيها كالملاك ..
كان واضحا أنها قد نـآمت من التعب الفضيع الذي اجتاح جسمها , بعد كل ذلكـ الركض و أيضا بعد كل ذلك البكاء ..
ابتسم بلطف و هو يداعب خدها الناعم , بكفه الأيمن , بينما يده اليسرى لا تزال تحيط بخصرها الرقيق .. كان ينظر إليها بنظرآت يصعب تفسيرها , فهل هي نظرات شفقة أم خوف أم قلق أم ............
توقف عن التفكير مؤنبـآ نفسه .. ألم يَعِدْ نفسه بأن لا يتطلع إلى أي فتآة بعدما حصل له .. تنهد بحرقة و هو يتذكر :

°~°~°~°~°~°~°~°~°~°~°~°~°~°~°~°~°~°

تركض بسعادة و هي تدور حول نفسهـآ , و صدى ضحكتها الجميلة قد ملأ ذلك المكان الجميل ..
أشبه بغابة أو بجنة على الأرض .. حيث لبست الأرض ثوبها الأخضر المزين بالورود و الزهور الجميلة و الأشجار الخضراء الفارعة الطول , و تلكـ البحيرة السـآحرة التي توسطت المكـآن تعكس زرقة السـمآء و قرص الشمس لتتلألأ مياهها على إثرها ..
ركضت إلى أن وصلت لحافة البحيرة , و صـآرت تتأمل ذلكـ المنظر الخلاب بعينين مفعمتين بالحياة و النشـآط ..
احمرت وجنتاها عندما شعرت بذراعين تحيطان بخصرها النحيل و تجذبها إليه لتصبح ليصبح ظهرها ملاصقا لصدره و أحست بأنفاسه تلفح رقبتها , إلتفتت لتلتقي أعينهما المليئة بالحب ..
اقترب منها و قال لها بينما يداعب أنفها بيده :
- هل أعجبتكـ المفـآجأة ؟
إبتسمت بسعادة و هي تمسكـ يده مبعدة إياها عن وجهها و قـآلت :
- كثـــــــيرآآ .. شكرآ حبيبي ..
قـآلت ذلك و عــآنقته بقوة .. بـآدلها العناق الحميمي , قبّل رقبتها بشغف ثم قــآل بحب :
- أحبكـ ..
دفنت وجهها في حضنه أكثر و قالت بخجل :
- و أنـآ أيضا .... أحبكـ .

°~°~°~°~°~°~°~°~°~°~°~°~°~°~°~°~°~°

طغت ملامح الحزن على وجهه الوسيم .. مرر يده على شعره الأسود النـآعم بإنفعــآل ثم حملها و وضعها على السرير .. كانت متمسكة بصدره عندما أنزلها, ظل يتأمل وجهها الثلجي البريئة بإبتسامة لطيفة , ثم طبع قبلة صغيرة على خدها .
غطاها بالغطاء , ثم إنسحب من الغرفة بهدوء حتى لا تستيقظ ..
مشى في ذلك الرواق الطويل , و المزين بتلك اللوحات الباهظة و الجميلة , و هو يضع يديه في جيب بنطاله .. شـآرد الذهن .
" ترى مـآ قصة هذه الفتاة ؟ و لما بدت حزينة للغاية أو بالاحرى مدمرة ؟ يبدو أنها قد مرت بظرف صعب جعلها تنهار هكذا "
تنهد بحرارة .. و تــآبع مسيره متوجهــآ إلى البـآب الخارجي للقصر ..

|××××××××××××××××××××××××××××|

فتحت تلك الستـآئر بهدوء سامحة لأشعة الشمس الذهبية بالدخول إلى الغرفة .. ثم إلتفتت إلى ذلك الفتى النـآئم بفوضوية على ذلك السرير الكبير .. إبتسمت بخبث و هي تقترب منه بخطى واسعة و صامتة ..
وقفت بجانب السرير و صارت تراقبه و هو نائم .. كان عاري الصدر يرتدي بنطالا فحسب و وجهه الوسيم مرسوم عليه الإنزعاج .. و فجأة و دون أي سابق إنذار قفزت على ذلك الفتى بقوة حتى أنه استيقظ و الفزع مرسوم على وجهه .. فصار ينظر يمينا و شمالا كالمجنون .. إلا أنه سرعان ما زم شفتيه إنزعاجا عندما وقع بصره عليها و هي تضحك عليه ..
نظر إليها بحده و قال و هو يكتف يديه بغضب :
- من سمح لكـ بدخول غرفتي يا فتاة ؟
نظرت إليه بطريقة مغرية , ثم إقتربت منه لدرجة أنه صار يحس بأنفاسها على وجهه .. أبعد وجهه عنها إلا أنها أمسكت وجهه بيدها و صوبته نحو عينيها .. قالت وهي تنظر إليه بنهم :
- أتريد حقا أن تعرف ؟
أمسكت بيده اليسرى و وضعتها على مكان قلبها أي فوق صدرها و قالت :
- هذا .
سحب يده بحدة و نظر إليها بغضب و قال :
- إسمعي يا هذه .. إنها آخر مرة تدخلين فيها غرفتي دون إذني أهذا مفهوم ؟
و نهظ من السرير دون حتى أن يسمع جوابـآ.. ليدخل غرفة الحمام و يصفق بابه بقوة ..
أمـآ هي فقد نظرت إلى الباب بغضب و صرخت بقوة :
- تبـآ لكـ و لهـآ .
إلا أنها سرعان ما هدأت , و إبتسمت بخبث و قالت و هي تلعب بشعرها الأصفر :
- لكن لا تقلق سأجعلك تنساها .. و تنسىى حتى إسمها ..
أكملت و هي تضع رأسها على الوسادة بدلال :
- سترى ما سأفعل حبيبي داني .

|××××××××××××××××××××××××××××|

ركن سيارته الحمراء الفخمة قرب الرصيف .. و خرج منها بقامته الطويلة و جسمه الرياضي و هو يضع تلك النظارت السوداء على عينيه و شعره الأسود قد بعثر بطريقة رآئعة على وجهه الجذاب ..
أغلق باب السيارة بجهاز التحكم .. ثم إستدار متوجها إلى المركز التجاري ..
كان يمشي قاصدا ذلك المتجر الذي تعود على زيارته معها .. تذكر كيف كان يجوب المركز كله برفقتها و في النهاية لا تأخد شيئا إلا منه ..
إبتسم بسخرية على نفسه و على تفكيره .. لقد إنتهى كل شيئ .. فلمذا يفكر بها الآن ؟
دخل ذلك المتجر الفخم .. توجه إلى سيدة كانت ترتب بعض الفساتين المذهلة على الواجهة .. سيدة جميلة ذات شعر بني قصير يصل إلى تحت إذنيها و عينين تتميزان بزرقتهما الصافية .. أنيقة في هندامها , ترتدي تنورة سوداء قصيرة تصل إلى فوق ركبتها بقليل و قميص أزرق فــآتح بزركشة من الثوب على الصدر , بأكمام طويلة , و حذاء أسود أنيق عالي الكعب . كـآنت قامتها جميلة لذلك بدت فاتنة بثيابها تلكـ رغم كبر سنها ..
- سيدة ماريا .
إلتفت تلك السيدة لتتضح ملامحها الجميلة المتفاجئة , قالت بإبتسامة و هي تترك ما بيدها وتتجه إليه :
- يا له من شرف و أخيرآ تذكرتني سيد ريتشارد .

|××××××××××××××××××××××××××××|

إنتهى ثــآلث بــآرت من روآيتي .. و أتمنى أن يكون قد نــآل الإعجــآب .

و لا تنسـوآ آرآءكم .. فملاحظاتكم تهمني ..

1 - ما رايكم بالبارت ؟

2 - أفظل مقطع ؟

3 - أي ملاحظة أو إستفسار أو طلب ؟

أشكركم على تشجيعكم لي و أتمنى إني ما أخيب ظنكم ..

انتظركم .. و لا تنسوا أن تقيموني

- الرد + اللايك + التقييم -

{ أدري طماعة كثير .. خخخخ}