|
| |||||||
| مواضيع عامة مواضيع عامة, مقتطفات, معلومات عامه, مواضيع ليس لها قسم معين. |
 |
| | LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
07-11-2012, 04:41 PM
| ||
| | ||
| حــــدثــــنـــي الــمـــوت! أنا أكثر هشاشة من طفلة بعمر الخامسة. سوف لن أبدأ نحيبا يليق أكثر بالنساء و لكني سأصفع كياني بقسوة لأني لم أتورع يوما عن ممارسة خطيئة الجهل! تحدثت كثيرا عن الموت، ثرثرت و أبديت رأي في كل محفل يذكر فيه هذا الجمود الكاتم ربما ليسلي الآخرون أنفسهم بحديث ما ورائي يقطع رتابة الوقت السقيم، قدمت نفسي في تلك النقاشات كحكيم متمرس يخاله الآخرون اختبر الموت ألف مرة و عاد من جديد ليحيا و يثرثرعن تجربته الغنية بكل زهو و ربما بقليل من الوقاحة اللاوعيية. لو كنت أنا الموت لاتهمت من يتحدث باسمي بالوقاحة و قلة التهذيب! ماذا يعني الموت؟ و ماذا يعني أن يموت أحدهم؟ لماذا أدركت بعد أن هرمت أفكاري كلها بأني لا أدرك شيئا عن الموت و بأنه قادر على حبسي بزنزانة من الهلع و الضياع و الفوضى لأجل غير مسمى أو لأجل جحيمي لوأراد أحدكم تسميته! الموت؟! هل سيوافيني بصورة أكثر تهذيبا و حرصا لو صرفت له شيكا ماليا دون سقف؟ أم أنه سيبصق على مالي ثم في وجهي و يخبرني بأنه: "و يا جامع الدنيا لغيرك تجمع" و رغم أني أعلم هذا الشطر منذ عهد أبي العتاهية إلا أنني لن أفهم شيئا و سأنحني على ذاتي خائفا كهرّ تحاصره المخاطر! هل سيراعي أني أمتلك خمسة شقق سخيفة و محال تجارية على شارع رئيسي كي لا يأتيني فجأة بصورة فاجرة؟ هل سيمهد نهايتي بعدد ما أنجبت من ذرية؟ أم سيعتقد أنني أستحق فناءً ساحقا رغم كل ذلك و رغم كل المتجمهرين؟ طيب هذا الموت، ألن يراعي بأني لا أحب الخوار التام أمام نواظر الناس؟ كنت أصف الموت بالنهاية الإنسانية العادلة هو ربما حتما كذلك و لكن أيضا كنت أنا حتما متشدق أهوج يهرف بما لايعرف بعد أن أيقنت أن الموت غير معلوم الماهية بالنسبة لي بل هو أمر لا يكاد يصدقه وجداني المتهالك..ربما لأنني أناني جدا! لم أمتلك التواصل مع حقيقة الموت عند أول اختبار و سقطت في بئر موحلة من اللوم و التقريع، و تيقنت وسط إصرار روحي على الانكماش، بأني لن أدرك شيئا حتى أموت!  |
|
| مواقع النشر (المفضلة) |
| |
العرض العادي
