عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيــون الأقسام العلمية > شخصيات عربية و شخصيات عالمية

شخصيات عربية و شخصيات عالمية شخصيات عربية, شخصيات عالمية, سير الأعلام.

Like Tree7Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #6  
قديم 07-28-2012, 12:01 PM
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نسمة قلب مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك

دمت ذخرا لهدا المنتدى

ايها القلم المبدع
شكرا
يا نسمه
سعدت بمرورك
بارك الله فيكِ
__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 07-28-2012, 12:02 PM
 
الدكتور العالم عبد المجيد الزنداني




الشيخ عبد المجيد الزنداني





الشيخ عبد المجيد الزنداني هو عالم دين مسلم يمني الأصل، وهو مؤسس جامعة الإيمان الشرعية باليمن ومؤسس الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة في مكة المكرمة.رئيس مجلس شورى التجمع اليمني للإصلاح في اليمن مع الشيخعبد الله الأحمر.




الولادة والنشأة


ولد الشيخ عبد المجيد بن عزيز الزنداني في ناحية بعدان من محافظة إب إحدى محافظات الجمهورية اليمنية، في عام 1942م، ونشأ وترعرع في كنف والده: عزيز بن حمود الزنداني، وتربى التربية الدينية من صغره كان والده له طموحات جبارة في تربية أبنائه وتعليمهم، فأخذ يعلم أبناءه التعليم الأولي عند الكتاب -إبان الحكم الإمامي في اليمن- ثم أخذه إلى عدن وأكمل الدراسة النظامية فيها.
الشيخ الزنداني في مصر


وبعدها خرج لمواصلة الدراسة الجامعية في جمهورية مصر العربية، وهناك التحق بكلية الصيدلة ودرس فيها لمدة سنتين. بسبب اهتمامه بالعلم الشرعي منذ نعومة أظفاره، أخذ يقرأ في علوم الشريعة ويتبحر فيها وتسنى له الالتقاء بأكابر العلماء في الأزهر الشريف، وكذا الطلاب اليمنين في مصر وعلى رأسهم الأستاذ الزبيري وكذا الشيخ: عبده محمد المخلافي، وفتحت للشيخ آفاق واسعة في فهم نصوص الشريعة الغراء. وخلال وجوده في مصر كان له أتصال بجماعة الأخوان المسلمين وتأثر بهم لما كان يرى فيهم من الأخلاص الديني والرغبة في خدمة الدين فأتصل بهم وبنشاطاتهم مم أدى إلى أعتقاله من قبل السلطان المصرية وفصله من الجامعة وطرده من مصر.
العودة إلى اليمن


بعد ذلك عاد مع الأستاذ الزبيري إلى صنعاء في وقت قيام الثورة اليمنية في عام 1962م، وعاش مرافقا له طوال حياته، والتقى بكثير من علماء اليمن، وعين بعد ذلك (في) وزارةً المعارف (التربية والتعليم)، وبدأت حياته بالتصنيف والتدريس، فألف كتاب التوحيد مع مجموعة من العلماء كمنهج في المدارس الإعدادية والثانوية، وكتب الله له القبول في اليمن قاطبة، بل في العالم الإسلامي، وأخذ يعلم العلم الشرعي ويدعوا إليه عن طريق المسجد ومما أمتاز به حسن بلاغته في تناول الموضوعات، ولقد سجلت له كثير من الأشرطة الدعوية والمحاورات في دعوة الكافرين ومنها شريط انه الحق، وترجمت كثير من كتبه إلى عدت لغات وكذا بعض أشرطته.
الذهاب إلى السعودية


وشاءت إرادة الله بانتقاله إلى المملكة العربية السعودية وعاش فيها حقبة من الزمن التقي فيها بأكابر علمائها مثل الشيخ العلامة ابن باز والشيخ ابن عثيمين وغيرهم، وعمرت مجالسهم بالمدارسة والمراجعة لكثير مما يواجه الأمة في قضاياها، ولقد تسنى للشيخ تدريس العلم الشرعي وإلقاء المحاضرات في المدارس والجامعات السعودية، وخدم الأمة بإنشاء هيئة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة في المملكة العربية السعودية وترأسها بعد ذلك، وتفتحت لدى الشيخ أفاق العلوم الشرعية والعلمية، فأخذ يكتشف الاكتشافات تلو الاكتشافات في الطب، والجيولوجيا، والبحار، وفي خلق الإنسان، والفلك، وفي علم الارصاد، وفي علم الإحداثيات، وألف في هذه مصنفات عديدة منها ، علم الأجنة في القرآن والسنة، والتأصيل في علم الإعجاز وبينات الرسول – صلى الله عليه وسلم- ومعجزاته... ولم تقتصر حياته على التأليف فقط بل لقد شارك بعدة أبحاث في عدت مؤتمرات دولية في العالم في كل من روسيا وماليزيا واندونيسيا وباكستان ومصر والمملكة العربية السعودية وكذا اليمن وأسلم على يديه مجموعة كبيرة من أكابر علماء العلم التجريبي في العالم. وبسبب خلاف نشب بينه وبين الحكومة السعودية عاد إلى بلده اليمن وأسس جامعة الإيمان للعلوم الشرعية، حتى أضحت منارة ساطعة في الوطن العربي والإسلامي، وتواصلت مصنفاته وأبحاثه في علم الإيمان والإعجاز حتى صارت حزمة كبيرة في علم الإيمان، والإعجاز وكذا في الدعوة ومنهجها ولقد منح شهادة الدكتوراه من جامعة أم درمان الإسلامية بالسودان الشقيقة. ومن أهم المكتشفات من خلال الإعجاز في القران والسنة على سبيل المثال لا الحصر: علاج الإيدز وملخص علاجه: بعد النظر في نصوص الكتاب والسنة استفاد أن هناك تأثير بعض التركيبات العشبية على بعض الفيروسات وبعض الخلايا السرطانية الموجودة في الأطباق، وأخترع علاجا للمرض، وبعد التجربة من فريق طبي مكون من أكابر الدكاترة وبإشراف وزارة الصحة في اليمن والفحوصات في كل من اليمن والأردن وألمانيا ومنضمة الصحة العالمية في مصر على مجموعتين من المرضى بالإيدز كانت النتائج على النحو التالي: المجموعة الأولى: ثلاثة عشر شخصا مصابا بهذا المرض، بعد العلاج لمدة عشرة أشهر تم شفاء عشرة منهم. المجموعة الثانية: خمسة وعشرون شخصا بعد ثمانية أشهر تم شفاء خمسة عشرة منهم واختفت جميع الأعراض في بقية المجموعة، وفي طريقهم إلى الشفاء.
الجهاد في أفغانستان


شارك الشيخ في الجهاد الأفغاني في الثمانينيات كغيره من العلماء والدعاة مثل الشيخ عبد الله عزام وغيرهم حيث ساهم في جهاد الشيوعيين الروس وبعد أنتصار الأفغان المسلمين على الشيوعيين الروس عاد إلى اليمن مرة أخرى.
تتهم الحكومة الأمريكية الشيخ بأنه داعم للأرهاب بسبب مشاركته في الجهاد الأفغاني على الرغم أن الحكومة الأمريكية نفسها ومعها الغرب ومعظم الدول العربية شاركت وقتها في دعم المجاهدين الأفغان لهزيمة الشيوعية عدوة الغرب وقتها.
أكتشاف الشيخ علاج للإيدز


أعلن الشيخ عبد المجيد الزنداني في قناة الجزيرة الأخباريةاكتشافه علاجا من الأعشاب الطبيعية للشفاء من مرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز).
وقال الزنداني وفريقه العلمي إن نحو 15 شخصا استطاعوا التخلص من الفيروس خلال فترة تراوحت من ثلاثة أشهر إلى سنة بعد تعاطيهم العلاج، مشيرا إلى أن الفحوصات الطبية أثبتت خلوهم من الفيروس.
وفي مقابلة مع الجزيرة دعا الزنداني جميع شركات الأدوية ومنظمة الصحة التابعة للأمم المتحدة إلى زيارة اليمن للاطلاع على العلاج ورؤية نتائج الفحوص التي تمت في أرقى المختبرات العالمية، رافضا إعطاء تفاصيل عن الأعشاب ومكان تواجدها وذلك لضمان عدم تسريب الاختراع قبل برائته.
وأوضح الزنداني أن اكتشاف العلاج لم يكن من باب الصدفة، مشيرا إلى أن البحث فيه يعود إلى 15 عاما عندما شكل فريق بحث في المدينة المنورة بحث في الطب النبوي والإعجاز الطبي في السنة النبوية.
وأوضح أنه تم اختبار الدواء أولا على الحيوانات والخلايا، حيث أثبت فعاليته في القضاء على الخلايا غير الطبيعية، مبينا أن فريق البحث أجرى عقب ذلك فحوصات سريرية للمصابين وعلى خلايا المناعة والفيروس، وتواصل عقبها مع المختبرات الطبية العالمية لمعرفة النتائج. ولقد أمتنع الشيخ عن الإعلان عن طريقة العراج حتى يتم تسجيل براءة الأختراع خفوا أن تقوم إحدى الشركات الأمريكية بسرقة العلاج ولقد صرح أحد كبار العلماء في أمريكا بعد معاينة أحد حالات الشفاء أنه أن هذا الدواء العجيب تمكن من خفض عدد فيروسات الإيدز من جسم أحد المصابين من 150000 في المليلتر الواحد إلى 150 فيروس في المليلتر الواحد خلال فترة أسابيع معدودة.


الشيخ عبد المجيد الزنداني لم يكن فخرا لليمن او للامه الاسلاميه فقط بل هو فخر للعالم اجمع بما قدمه للاسلام وللبشرية من اكتشافات في اعجاز القرآن و علاج الايدز
فجزاه الله عنا وعن الاسلام خير الجزاء


__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 07-31-2012, 02:29 AM
 
العلامة عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى .
أسمه ونسبه ..

هو الإمام الصالح الورع الزاهد أحد الثلة المتقدمين بالعلم الشرعي، ومرجع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، في الفتوى والعلم، وبقية السلف الصالح في لزوم الحق والهدي المستقيم، واتباع السنة الغراء: عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله آل باز، وآل باز - أسرة عريقة في العلم والتجارة والزراعة معروفة بالفضل والأخلاق قال الشيخ: سليمان بن حمدان - رحمه الله - في كتابه حول تراجم الحنابلة : أن أصلهم من المدينة النبوية، وأن أحد أجدادهم انتقل منها إلى الدرعية، ثم انتقلوا منها إلى حوطة بني تميم.
مولده ..
ولد في الرياض عاصمة نجد يوم الثاني عشر من شهر ذي الحجة عام ألف وثلاثمائة وثلاثين من الهجرة النبوية، وترعرع فيها وشب وكبر، ولم يخرج منها إلا ناويا للحج والعمرة.
صفاته ..
تفرد سماحة الإمام عبدالعزيز رحمه الله بصفات عديدة لا تكاد تجتمع في رجل واحد إلا في القليل النادر، ومن أبرز تلك الصفات ما يلي:
1 - الإخلاص لله - ولا نزكي على الله أحداً - فهو لا يبتغي بعمله حمداً من أحد ولا جزاءً، ولا شكوراً.
2 - التواضع الجم، مع مكانته العالية، ومنزلته العلمية.
3 - الحلم العجيب الذي يصل فيه إلى حد لايصدقه إلا من رآه عليه.
4 - الجلد، والتحمل، والطاقة العجيبة حتى مع كبر سنه.
5 - الأدب المتناهي، والذوق المرهف.
6 - الكرم والسخاء الذي لا يدانيه فيه أحد في زمانه فيما أعلم، وذلك في شتى أنواع الكرم والسخاء، سواء بالمال أو بالوقت، أو الراحة، أو العلم، أو الإحسان، أو الشفاعات، أو العفو، أو الخُلُق، ونحو ذلك.
7 - السكينة العجيبة التي تغشاه، وتغشى مجلسه، ومن يخالطه.
8 - الذاكرة القوية التي تزيد مع تقدمه في السن.
9 - الهمة العالية، والعزيمة القوية التي لا تستصعب شيئاً، ولا يهولها أمر من الأمور.
10 - العدل في الأحكام سواء مع المخالفين، أو الموافقين.
11 - الثبات على المبدأ، وعلى الحق.
12 - سعة الأفق.
13 - بُعْد النظر.
14 - التجدد؛ فهو - دائماً - يتجدد، ويواكب الأحداث، ويحسن التعامل مع المتغيرات.
15 - الثقة العظيمة بالله - جل وعل - .
16 - الزهد بالدنيا، سواء بالمال أو الجاه، أو المنصب، أو الثناء، أو غير ذلك.
17 - الحرص على تطبيق السنة بحذافيرها، فلا يكاد يعلم سنة ثابتة إلا عمل بها.
18 - بشاشة الوجه، وطلاقة المحيا.
19 - الصبر بأنواعه المتعددة من صبر على الناس، وصبر على المرض، وصبر على تحمل الأعباء إلى غير ذلك.
20 - المراعاة التامة لأدب الحديث، والمجلس، ونحوها من الآداب.
21 - الوفاء المنقطع النظير لمشايخه، وأصدقائه، ومعارفه.
22 - صلة الأرحام.
23 - القيام بحقوق الجيران.
24 - عفة اللسان.
25 - لم أسمعه أو أسمع عنه أنه مدح نفسه، أو انتقص أحداً، أو عاب طعاماً، أو استكثر شيئاً قدمه للناس، أو نهر خادماً.
26 - وكان لا يقبل الخبر إلا من ثقة.
27 - يحسن الظن بالناس.
28 - قليل الكلام، كثير الصمت.
29 - كثير الذكر والدعاء.
30 - لا يرفع صوته بالضحك.
31 - كثير البكاء إذا سمع القرآن، أو قرئ عليه سيرة لأحد العلماء، أو شيء يتعلق بتعظيم القرآن أو السنة.
32 - يقبل الهدية، ويكافئ عليها.
33 - يحب المساكين، ويحنو عليهم، ويتلذذ بالأكل معهم.
34 - يحافظ على الوقت أشد المحافظة.
35 - يشجع على الخير، ويحض عليه.
36 - لا يحسد أحداً على نعمة ساقها الله إليه.
37 - لا يحقد على أحد بل يقابل الإساءة بالإحسان.
38 - معتدل في مأكله ومشربه.
39 - دقيق في المواعيد.
40 - كان متفائلاً، ومحباً للفأل.
هذه نبذة عن بعض أخلاقه،

زهده وعفته ..
لعل من أبرز ما تميز به شيخنا - حفظه الله - الزهد في هذه الدنيا، مع توفر أسبابها، وحصول مقاصدها له، فقد انصرف عنها بالكلية، وقدم عليها دار البقاء، لأنه علم أنها دار الفناء، متأسيا بزهد السلف الصالح - رحمهم الله - الذين كانوا من أبعد الناس عن الدنيا ومباهجها وزينتها الفانية، مع قربها منهم، فالشيخ - حفظه الله - مثالا يحتذى به، وعلما يقتدى به، وقدوة تؤتسى في الزهد والورع وإنكار الذات، والهروب من المدائح والثناءات العاطرة، وكم من مرة سمعته في بعض محاضراته، حين يطنب بعض المقدمين في ذكر مناقبه وخصاله الحميدة، وخلاله الرشيدة، يقول: " لقد قصمت ظهر أخيك، وإياكم والتمادح فإنه الذبح، اللهم اجعلني خيرا مما يظنون، واغفر لي ما لا يعلمون " بمثل هذه الكلمات النيرة، والتوجيهات الرشيدة نراه يكره المدح والثناء كرها شديدا، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على زهد في القلب وعفة في الروح، وطهارة في الجوارح، وخشية للمولى جل وعلا.
وأما عفته وتعففه فهو بحر لا ساحل له، فهو عف اللسان، عفيف النفس طاهر الذيل بعيدا عن المحارم، مجانبا للمآثم، مقبلا على الطاعات، مدبرا عن السيئات ومواطن الزلل - نحسبه كذلك والله حسيبه ولا نزكي على الله أحدا -.

فراسته ...
إن الفراسة حلية معلومة، وخصلة حميدة لكبار العلماء وأهل الفضل والهدى، والفراسة كما قال عنها الإمام ابن القيم - رحمه الله -. الفراسة الإيمانية سببها نور يقذفه الله في قلب عبده يفرِّق به بين الحق والباطل، والحال والعاطل، والصادق والكاذب، وهذه الفراسة على حسب قوة الإيمان، فمن كان أقوى إيمانا فهو أحدَّ فراسة، وكان أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - أعظم الأمة فراسة، وبعده عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ووقائع فراسته مشهورة، فإنه ما قال لشيء. " أظنه كذا إلا كان كما قال " ويكفي في فراسته موافقته ربه في مواضع عدة.
وفراسة الصحابة - رضي الله عنهم - أصدق الفراسة، وأصل هذا النوع من الفراسة عن الحياة والنور اللذين يهبهما الله تعالى لمن يشاء من عباده، فيحيا القلب بذلك ويستنير، فلا تكاد فراسته تخطئ، قال تعالى. { أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا}
قال بعض السلف. " من غض بصره عن المحارم وأمسك نفسه عن الشهوات وعمر باطنه بالمراقبة وظاهره باتباع السنة لم تخطئ فراسته ".
والشيخ عبد العزيز - وقاه الله مصارع السوء - ولا نزكي على الله أحدا -، صاحب بصيرة نافذة، وفراسة حادة، يعرف ذلك جيدا من عاشره وخالطه، وأخذ العلم على يديه. ومما يؤكد على فراسته أنه يعرف الرجال وينزلهم منازلهم، فيعرف الجادّ منهم في هدفه ومقصده من الدعاة وطلبة العلم فيكرمهم أشد الإكرام، ويقدمهم على من سواهم، ويخصهم بمزيد من التقدير ويسأل عنهم وعن أحوالهم دائما، وله فراسة في معرفة رؤساء القبائل والتفريق بين صالحهم وطالحهم، وله فراسة أيضا في ما يعرض عليه من المسائل العويصة، والمشكلات العلمية؛ فتجده فيها متأملا متمعنا لها، تقرأ عليه عدة مرات، حتى يفك عقدتها، ويحل مشكلها، وله فراسة أيضا في ما يتعلق بالإجابة عن أسئلة المستفتين، فهو دائما يرى الإيجاز ووضوح العبارة ووصول المقصد إن كان المستفتي عاميا من أهل البادية، وإن كان المستفتي طالب علم حريص على الترجيح في المسألة، أطال النفس في جوابه مع التعليلات وذكر أقوال أهل العلم، وتقديم الأرجح منها، وبيان الصواب بعبارات جامعة مانعة.
جزاه الله خيرا، وأعظم له أجرا

فصاحته ..
اللغة العربية لغة جميلة في بابها، ماتعة في لبابها وفوائدها، فهي لغة القرآن والسنة، أسلوبا ومنهجا، ومقصدا ومغزى، وهي الوسيلة إلى فهم الدين، وإدراك أسراره، وسبر أغواره، وهي من مستلزمات الإسلام وضروراته.
والشيخ - أدام الله عزه - يعد وبجداره من أرباب الفصاحة، وأساطين اللغة وخاصة في علم النحو، وفي علوم اللغة العربية كافة.
وفصاحته تبرز في كتابته ومحادثته، وخطبة ومحاضراته وكلماته، فهو ذو بيان مشرق، ونبرات مؤثرة حزينة، وأداء لغوي جميل، ويميل دائما إلى الأسلوب النافع الذي كان عليه أكثر أهل العلم وهو الأسلوب المسمى " السهل الممتنع " فتجده - حفظه الله - من أكثر الناس بعدا عن التعقيد والتنطع في الكلام والتشدق في اللفظ والمعنى، والتكلف والتمتمة، بل هو سهل العبارة، عذب الأسلوب، تتسم عباراته وكتاباته بالإيجاز والإحكام والبيان.
ومن نوافل الأمور أن يقدر القارئ الكريم ثقافة الشيخ - حفظه الله - في اللغة والأدب وحسن البيان، لأن معرفة ذلك وإتقانه من الأسس الرئيسية في فهم آيات الكتاب ونصوص السنة النبوية، ومعرفة مدلولات العلماء، ولهذا كان الشيخ - رعاه الله - متمكنا مجيدا للخطابة والكتابة.
ومن المألوف حقا - في عالم الإسلام - أن الذين يحرمون بصرهم من أهل العلم، يمتازون بالفصاحة في الألفاظ والمعاني، وقوة الخطابة وإتقانها، لأن معظم اعتمادهم على الإلقاء والخطابة في الدرس والوعظ والدعوة، وهذا ما يتجلى واضحا في الشيخ - حفطه الله -.
والشيخ - ختم الله له بخير - خطيب مصقع، وواعظ بليغ سواء في محاضراته الكثيرة النافعة أو تعقيباته على محاضرات غيره، أو في توجيهاته الحكمية، وتوصياته المفيدة، التي تشرئب إليها الأسماع، وتتطلع لها الأفئدة والقلوب الصادقة المؤمنة.
ومن مميزاته وخصائصه الخطابية قدرته على ترتيب أفكاره حتى لا تشتت، وضبطه لعواطفه حتى لا تغلب عقله، ثم سلامة أسلوبه، الذي لا يكاد يعتريه اللحن في صغير من القول أو كبير، وأخيرا تحرره من كل أثر للتكلف والتنطع.

قوة حافظته وحضور بديهته ..
ومما تميّز به سماحته - حفظه الله - قوة الحافظة، وسرعة البديهة، واستحضار مسائل العلم بفهم واسع، ووفرة في العلم، وشدة في الذكاء، وغزارة في المادة العلمية، فهو - رعاه الله - صاحب ألمعية نادرة، ونجابة ظاهرة.
وإن نعمة الحفظ، وقوة الذاكرة، هما من الأسباب القوية - بعد توفيق الله عز وجل - على تمكنه من طلبه للعلم، وازدياد ثروته العلمية، المبنية على محفوظاته التي وعتها ذاكرته في مراحل التعلم والتعليم، وقد حباه الله من الذكاء وقوة الحفظ وسرعة الفهم، مما مكنه من إدراك محفوظاته العلمية عن فهم وبصيرة.
ومما يؤكد على ذلك أنه لربما سُئِلَ عن أحاديث منتقدة في الكتب الستة وغيرها من كتب السنة فيجيب عليها مع تخريجها والتكلم على أسانيدها ورجالها، وذكر أقوال أهل العلم فيها، وهو ممَّن منَّ الله عليه بحفظ الصحيحين واستحضارهما، ولا يكاد يفوته من متونهما شيء؛ إلا اللهم أنه سُئِلَ مرة ونحن على طعام الغداء عنده، فقال السائل: هل تحفظ الصحيحين فأجاب قائلا - نعم ولله الحمد والمنة - إلا أن صحيح مسلم يحتاج إلى نظر وتربيط.
ومما يؤكد ويبرهن على قوة حافظته وحضور بديهته، أنه في كلماته ومحاضراته ومواعظه تجده كثير الاستدلال بالنصوص القرآنية، والأحاديث النبوية، وأقوال أهل العلم الشرعية، يأتي عليها بسياقها ولفظها وتمامها، وهكذا في اجتماعات هيئة كبار العلماء، تجده يذكر المسألة وأقوال أهل العلم فيها مبينا الجزء والصفحة والكتاب المنقول عنه القول.
وثم أمر آخر يؤكد على قوة حافظته أنه يميز بين أصوات محبيه الذين يقدمون للسلام عليه، مع كثرتهم ووفور عددهم، وقد حدَّثني بعض من عاصر الشيخ قديما وحديثا أنني قدمت للسلام عليه بعد مدة من الزمن طويلة، فبادرته بالسلام، فعرفني من أول وهلة، ورد عليَّ السلام مناديا باسمي، وهذا دأبه في أغلب من يقدمون عليه للسلام.
وأيضا مما يؤكد على قوة ذاكرته أنك تجده يورد القصص القديمة التي حصلت قبل ستين سنة أو أكثر كأنه مطلع عليها، ينظر إليها ويتأمل في أمرها، وهذا أمر معلوم عند من خالط الشيخ وعرفه تمام المعرفة.

تم نقل هذه السيره من موقع ابن باز الرسمي
__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 08-01-2012, 04:08 PM
 

شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله


ابن تيمية الشيخ الإمام العالم،
المفسر، الفقيه، المجتهد، الحافظ، المحدث، شيخ الإسلام،
نادرة العصر، ذو التصانيف الباهرة، والذكاء المفرط ..

الذهبي
***
إمام الأئمة المجتهد المطلق ..
الشوكاني
***
كان إذا سئل عن فن من العلم ظن الرائي والسامع أنه لا يعرف غير ذلك الفن، وحكم أن أحداً لا يعرفه مثله، وكان الفقهاء من سائر الطوائف إذا جلسوا معه استفادوا في مذاهبهم منه ما لم يكونوا عرفوه قبل ذلك، ولا يعرف أنه ناظر أحداً فانقطع معه ولا تكلم في علم من العلوم، سواء أكان من علوم الشرع أم غيرها إلا فاق فيه أهله، والمنسوبين إليه، وكانت له اليد الطولى في حسن التصنيف، وجودة العبارة والترتيب والتقسيم والتبيين .
كمال الدين بن الزملكاني
***
صليت مرة الفجر خلف شيخ الإسلام بن تيمية
فظل يذكر الله حتى انتصف النهار ،
ثم التفت إلى وقال هذه غدوتي لو لم أتغذى غدوتي سقطت قوتى .
ابن القيم
***
سمع مسند الإمام أحمد بن حنبل مرات،
وسمع الكتب الستة الكبار والأجزاء، ومن مسموعاته معجم الطبراني الكبير.
وعني بالحديث وقرأ ونسخ، وتعلم الخط والحساب في المكتب، وحفظ القرآن، وأقبل على الفقه، وقرأ العربية على ابن عبد القوي ، ثم فهمها، وأخذ يتأمل كتاب سيبويه حتى فهم في النحو، وأقبل على التفسير إقبالاً كلياً، حتى حاز فيه قصب السبق، وأحكم أصول الفقه وغير ذلك.
هذا كله وهو بعد ابن بضع عشرة سنة، فانبهر أهل دمشق من فُرط ذكائه، وسيلان ذهنه، وقوة حافظته، وسرعة إدراكه ..
وقلّ كتاب من فنون العلم إلا وقف عليه، كأن الله قد خصه بسرعة الحفظ، وإبطاء النسيان لم يكن يقف على شيء أو يستمع لشيء - غالباً - إلا ويبقى على خاطره، إما بلفظه أو معناه، وكان العلم كأنه قد اختلط بلحمه ودمه وسائره.
ابن عبد الهادي



من هو


هو أحمد تقي الدين أبو العباس
بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله
بن أبي القاسم الخضر بن محمد بن الخضر
بن علي بن عبد الله بن تيمية الحراني .
أحد علماء المسلمين الحنابلة .

وذكر مترجموه أقوالاً في سبب تلقيب العائلة بآل (تيمية)
منها ما نقله ابن عبد الهادي رحمه الله :
(أن جده محمداً كانت أمه تسمى (تيمية)، وكانت واعظة،
فنسب إليها، وعرف بها.

وقيل : إن جده محمد بن الخضر حج على درب تيماء،
فرأى هناك طفلة، فلما رجع وجد امرأته قد ولدت بنتاً له فقال :
يا تيمية، يا تيمية ، فلقب بذلك .

ولد رحمه الله يوم الاثنين، عاشر، وقيل:
ثاني عشر من ربيع الأول سنة 661هـ. في حرّان .
وفي سنة 667هـ أغار التتار على بلده، فاضطرت عائلته إلى ترك حران، متوجهين إلى دمشق ، وبها كان مستقر العائلة، حيث طلب العلم على أيدي علمائها منذ صغره، فنبغ ووصل إلى مصاف العلماء من حيث التأهل للتدريس والفتوى قبل أن يتم العشرين من عمره .

قرأ الحديث والتفسير واللغة وشرع في التأليف من ذلك الحين.
بَعُدَ صيته في تفسير القرآن واستحق الإمامة في العلم والعمل
وكان من مذهبه التوفيق بين المعقول والمنقول.
يقال عنه أنه كان مقترحا متحمسا للجهاد والحكم الشرعي,
وقد كان أيضا شخصا مؤثرا في نمو حركة الإسلام السياسي.

كثر مناظروه ومخالفوه من علماء عصره، ومن جاء بعدهم،
(
ذكر منهم ابن حجر الهيتمي : تقي الدين السبكي، وتاج الدين السبكي، وابن جماعة، وابن حجر الهيتمي نفسه، وغيرهم من الشافعية والمالكية والحنفية) ،
وانتقدوا عليه أمورا يعتقدون أنه قد خرج بها على إجماع علماء عصره، منها :
القول بقدم العالم بالنوع، والنهي عن زيارة قبور الأنبياء، وشد الرحال لزيارة القبور والتوسل بأصحابها، ومسألة في الطلاق بالثلاثة هل يقع ثلاثة .

حتى اشتكوا عليه في مصر فطُلِبَ هناك وعُقِدَ مجلس لمناظرته ومحاكمته حضره القضاة وأكابر رجال الدولة والعلماء فحكموا عليه وحبسوه في قلعة الجبل سنة ونصفا مع أخويه وعاد إلى دمشق ثم أعيد إلى مصر وحبس في برج الإسكندرية ثمانية أشهر وأُخرج بعدها واجتمع بالسلطان في مجلس حافل
بالقضاة والأعيان والأمراء وتقررت براءته وأقام في القاهرة مدة ثم عاد إلى دمشق وعاد فقهاء دمشق إلى مناظرته في ما يخالفهم فيه وتقرر حبسه في قلعة دمشق ثم أفرج عنه بأمر السلطان الناصر محمد بن قلاوون واستمر في التدريس والتأليف إلى أن توفي في سجن قلعة دمشق عن 67 عاما.

صنف كثيرا من الكتب منها ما كان أثناء اعتقاله. من تصانيفه :
(فتاوى ابن تيمية) و(الجمع بين العقل والنقل)
و(منهاج السنة النبويه في نقض الشيعة والقدرية)
و (الفرقان بين أولياء الله والشيطان).

حضّ على جهاد المغول وحرّض الأمراء على قتالهم،
وكان له دور بارز في انتصار المسلمين في معركة شقحب .




عائلته


أعلام ومشاهير آل تيمية من القرن السادس إلى التاسع الهجري
ترجع نسب اسرته إلى جده الأكبر محمد بن الخضر،
ولم يذكر الؤرخون اسم قبيلته بل ينسبونه إلى حران والبعض ينسبه إلى قبيلة نمير
أما سبب شهرة الأسرة بإبن تيمية ؛ فهو أن جده محمد بن الخضر حج وله امرأة حامل ومر في طريقه على درب تيماء فرأى هناك جارية طفلة قد خرجت من خبائها
فلما رجع إلى حران وجد امرأته قد ولدت بنتا فلما رآها قال : ياتيمية فلقب بذلك .

وقيل أن جده محمدا هذا كانت أمه تسمى تيمية ،
وكانت واعظة فنسب إليها هو وبنوه .

وأسرة الإمام تقي الدين أحمد عريقة في التدين والمعرفة والعلم ،
وقد عرفوا بذلك من زمن طويل ، ويعتبرون من حماة المذهب الحنبلي .
فجده أبو البركات مجد الدين من
أئمة المذهب الحنبلي وسمي بالمجتهد المطلق ،
وقال عنه الإمام الذهبي :
"حكي لي شيخ الإسلام ابن تيمية بنفسه
أن الشيخ ابن مالك كان يقول:
لقد ألان الله الفقه لمجد الدين ابن تيمية
كما ألان الحديد لداود عليه السلام.
" وقد توفي سنة 652هـ
والده هو عبد الحليم بن مجد الدين عبد الله بن عبد الله ابن أبي القاسم ابن تيمية الحراني ، وكان له كرسي بجامع دمشق، وولى مشيخة دار الحديث السكرية بالقصاعين، وبها كان سكنه ، وقد توفي سنة 682هـ بدمشق ودفن في مقابر الصوفية.
ولعبد الحليم العديد من الأبناء منهم :
تقي الدين صاحبنا الذي ولد سنة 661هـ، وزين الدين الذي كان تاجرا وعاش بعد وفاة أخيه تقي الدين، وشرف الدين المولود بحران سنة 666هـ .




طفولته وشبابه


ولد تقي الدين أحمد بن تيمية
يوم الإثنين 10 ربيع الأول661 هـ الموافق 22 يناير1263م في
حران وهي بلدة تقع حاليا في الجزيرة الفراتية بين دجلة والفرات.
وعاش فيها إلى أن اتم السن السابعة في سنة 667هـ،
حيث بدأت التهديدات المغولية على تلك المناطق والفظائع التي ارتكبتها تلك الجيوش بالظهور بشكل ألزم العديد من الأهالي بالنزوح إلى مناطق أكثر أمنا، فهاجرت أسرة ابن تيمية حاملة متاعها إلى دمشق. فما أن وصلوا إليها حتى بدأ عبد الحليم والد تقي الدين بالتدريس في الجامع الأموي في دار الحديث السكرية بالقصاعين ولم يفارقها إلا أن تُوفى .




بداية عمله بالتدريس


بدأ تقي الدين حياته بتعلم القرآن،
فحفظه صغيرا وتعلم التفسير والفقه، وقد افتى وله تسع عشرة سنة، وشرع في الجمع والتأليف من ذلك الوقت .
وماكاد أن يبلغ من العمر الحادية والعشرين حتى توفي والده عبد الحليم فقيه الحنابلة سنة 682 هـ / 1283 م فخلفه فيها ابنه تقي الدين أبو العباس وقد كان عمره إذ ذاك 22 سنة.
وقد كان يجلس بالجامع الأموي بعد صلاة الجمعة على منبر
قد هيء له لتفسير القرآن الكريم .




حروب المغول


بدأ سلطان مغول الإلخانات محمود غازان بالمسير مع جيوشه
إلى الشام في محرم 699 هـ / أكتوبر 1299م.
وتمكن جيشه من الاستيلاء على حلب ، وقد هزم المغول وحلفائهم المماليك في معركة وادي الخزندار بتاريخ 27 ربيع الأول 699هـ / 23 أو 24 ديسمبر من عام 1299،

ونهب المغول الأغوار حتى بلغوا القدس،
ووصلوا إلى غزة حيث قتلوا بعض الرجال في جامعها.
وتقدمت جيوش غازان ودخلت دمشق في الفترة ما بين 30 ديسمبر 1299 يناير 1300 ونهبوها، ولكن صمدت امامهم قلعتها، ورفض الأمير علم الدين سنجر المنصوري نائب قلعة دمشق المعروف بأرجواش الخضوع لغازان وتحصن في القلعة.




ابن تيمية المجاهد


مع اقتراب المغول لغزو دمشق من جديد عام 1303
بعهد المماليك بدأ ابن تيمية تحريض أهل الشام في دمشق وحلب
وانتدبه الناس للسفر إلى مصر لملاقاة سلطانها الناصر محمد بن قلاوون ، وحثه على الجهاد وأعاد نشر فتاويه في حكم جهاد الدفع ورد الصائل ثم سافر إلى أمير العرب مهنا بن عيسى الطائي فلبى دعوة ابن تيمية لملاقاة التتار.

وبعد استكمال الاستعدادات اجتمعت جيوش المسلمين من الشام ومصر وبادية العرب في شقحب أو مرج الصفر جنوبي دمشق في شهر رمضان فأفتى ابن تيمية بالإفطار وأنه خير من الصيام وأخذ يلف على الجند يأكل من طعام في يده يشجعهم على الأكل ..
واندلعت الحرب بقياد السلطان الناصر والخليفة المستكفي بالله
الذي كان يقيم في القاهرة فدامت يومين انتهت بانتصار المسلمين وبانتهاء معركة شقحب لم يدخل التتار الشام والعراق ومصر والحجاز .
وتعتبر معركة شقحب من المعارك الفاصلة بالتاريخ الإسلامي ضد المغول بعد عين جالوت وهي الوحيدة التي شارك فيها الشيخ ابن تيمية وكان له الفضل في تشجيع الناس والشد على عزيمة الحكام وجمع الأموال من تجار دمشق لتمويل جيش الدفاع عن دمشق وكان على رأس جيش دمشق الذي حارب
وهزم المغول وطاردهم شرقاً في داخل سورية حتى نهر الفرات.

كان ابن تيمية أول الواصلين إلى دمشق يبشر الناس بنصر المسلمين ولما أحس بخوف السلطان من أن يستغل ابن تيمية حب الناس له
فيثور عليه قال :
" أنا رجل ملة لا رجل دولة ".

***


إذا رأيتموني في ذلك الجانب
( أي في جانب العدو ) وعلى رأسي مصحف فاقتلوني .

***
وكذلك إذا صار لليهود دولة بالعراق وغيره ،
تكون الرافضة من أعظم أعوانهم ،
فهم دائماً يوالون الكفار من المشركين واليهود والنصارى ،
ويعاونونهم على قتال المسلمين ومعاداتهم .

***
الصلاة فيها دفع مكروه وهو الفحشاء والمنكر،
وفيها تحصيل محبوب وهو ذكر الله،
وحصول هذا المحبوب أكبر من دفع ذلك المكروه.

***
الدنيا كلها ملعونة ، ملعون ما فيها ،
إلا ما أشرقت عليه شمس الرسالة ، وأس بنيانه عليها ،
ولا بقاء لأهل الأرض إلا مادامت آثار الرسل موجودة فيهم ،
فإذا درست آثار الرسل من الأرض و انمحت بالكلية خرب الله العالم العلوي
والسفلي وأقام القيامة .

***
كل صلاح في الأرض فسببه توحيد الله وعبادته،
وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم ..
وكل شر في العالم وفتنة وبلاء وقحط وتسليط عدو وغير ذلك ؛
فسببه مخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم
والدعوة إلى غير الله .

***


قال شيخ الإسلام ابن تيمية :
إنه ليقف خاطري في المسألة والشيء
أو الحالة التي تُشْكِل عليّ فأستغفر الله تعالى ألف مرة
أو أكثر أو أقل حتى ينشرح الصدر ويَنْحَلّ إشْكال ما أشْكَل .

***
قال :وأكون إذ ذاك في السوق أو المسجد أو الدرب أو
المدرسة لا يمنعني ذلك مِن الذِّكْر والاستغفار إلى أن أنال مطلوبي .

***
ومن الناس من يزهد لطلب الراحة من تعب الدنيا ،
ومنهم من يزهد لمسألة أهلها ، والسلامة من أذاهم ،
ومنهم من يزهد في المال لطلب الراحة ،

إلى أمثال هذه الأنواع التي لا يأمر الله بها ولا رسوله
صلى الله عليه وسلم ، وإنما يأمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم أن يزهد فيما لا يحبه الله ورسوله ، ويرغب فيما يحبه الله ورسوله ، فيكون زهده هو الأعراض عما لا يأمر الله به ورسوله ، أمر إيجاب ولا أمر استحباب ، سواء كان محرما ، أو مكروها ،
أو مباحا مستوي الطرفين في حق العبد ،
ويكون مع ذلك مقبلا على ما أمر الله به ورسوله ،
وإلا فترك المكروه بدون فعل المحبوب ليس متعين كذلك ، بل تزكو النفس ، فإن الحسنات إذا انتفت عنها السيئات زكت ، فبازكاة تطيب النفس من الخبائث ، وتعظم في الطاعات ،
كما أن الزرع إذا أزيل عنه الدغل زكا وظهر وعظم .

***
الخشوع يتضمن معنيين ، أحدهما : التواضع والذل
والثاني : السكون والطمأنينة ، وذلك مستلزم للين القلب المنافي للقسوة ، فخشوع القلب يتضمن عبوديته لله وطمأنينته أيضا ،
ولهذا كان الخشوع في الصلاة يتضمن هذا ،
وهذا
: التواضع ، والسكون .

وعن ابن عباس في قوله :
"الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ" المؤمنون (2) قال: مخبتون أذلاء .

وعن الحسن وقتادة : خائفون . وعن مقاتل : متواضعون . وعن علي :
الخشوع في القلب ، وأن تلين للمرء المسلم كنفك ، ولا تلتفت يمينا ويسارا
وقال مجاهد : غض البصر وخفض الجناح ،
وكان الرجل من العلماء إذ قام إلى الصلاة يهاب الرحمن أن يشد بصره ،
أو أن يحدث نفسه بشيء من أمر الدنيا ،
وعن عمرو بن دينار : ليس الخشوع الركوع والسجود ،
ولكنه السكون وحب حسن الهيئة في الصلاة
.

وعن ابن سيرين وغيره : كان النبي وأصحابه يرفعون أبصارهم
في الصلاة إلى السماء ، وينظرون يمينا وشمالا حتى نزلت هذه :
"قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ(1)الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ(2)"
فجعلوا بعد ذلك أبصارهم حيث يسجدون ،
وما رؤي أحد منهم بعد ذلك ينظر إلا إلى الأرض
.


وعن عطاء : هو أن تعبث بشيء من جسدك وأنت في الصلاة
وأبصر النبي
صلى الله عليه وسلم رجلا يعبث بلحيته
في الصلاة فقال
صلى الله عليه وسلم (لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه)
وخشوع الجسد تبع لخشوع القلب ،
إذا لم يكن الرجل مرائيا يظهر ما ليس في قلبه كما روى :
تعوذوا بالله من خشوع النفاق ، وهو أن يرى الجسد خاشعا والقلب خاليا لا هيا .
فهو سبحانه استبطأ المؤمنين بقوله :
"أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ"
فدعاهم إلى خشوع القلب لذكره وما نزل من كتابه ،
ونهاهم أن يكونوا كالذين طال عليهم الأمد فقست قلوبهم ،
وهؤلاء هم الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم ،
وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا.

***


دخل السجن في شهر شعبان سنة 726هـ
ومكث فيه حتى مرض الشيخ أياما يسيرة،
فاستأذن الكاتب
شمس الدين الوزير بالدخول عليه فأذن له
في ذلك فلما جلس عنده اخذ يعتذر له ويلتمس منه أن يحله مما وقع منه في حقه من تقصير أو غيره، فأجابه ابن تيمية بأني قد أحللتك وجميع من عاداني.

وقد مات في 26 من ذي القعدة سنة 728هـ ،
ولم يعلم أكثر الناس بمرضه حتى فوجئوا بموته.

ذكر خبر وفاته مؤذن القلعة على منارة الجامع
وتكلم به الحرس على الأبراج فتسامع الناس بذالك
واجتمعوا حول القلعة حتى أهل الغوطة والمرج
وفتح باب القلعة فامتلأت بالرجال والنساء،

وكانت جنازته عظيمة جدا وأقل ما قيل في عددهم خمسون ألفا
والأكثر أنهم يزيدون على خمسمائة ألف .

وقال العارفون بالنقل والتاريخ لم يسمع بجنازة بمثل هذا الجمع
إلا جنازة الامام أحمد بن حنبل.

***
ولما توفي في السجن رثاه
ابن الوردى رحمه الله بقصيدة بليغة يقول فيها :

عثا في عرضِهِ قومٌ ســـــــــلاطٌ ... لهمْ منْ نثرِ جوهرِهِ التقاطُ
تقيُّ الدينِ أحمدُ خيرُ حَبْـــرٍ ... خُروقُ المعضلاتِ بهِ تُخاطُ
توفي وهْوَ محبوسٌ فريــــــــــدٌ ... وليسَ لهُ إلى الدنيا انبساطُ
ولو حضروهُ حينَ قضى لألفَوا ... ملائكةَ النعيمِ به أحاطوا
قضى نحباً وليسَ لهُ قـــــــــرينٌ ... ولا لنظيرِهِ لُفَّ القمــــــاطُ
فريداً في ندى كفٍّ وعلــــــــمٍ ... وحلُّ المشكلاتِ به يُنــــاطُ
وكانَ إلى التقى يدعو البرايا ... وينهى فرقةً فسقوا ولاطوا
وكانَ يخافُ إبليسٌ سطــــــــاهُ ... بوعظٍ للقلوبِ هوَ السياطُ
فيا لله ماذا ضمَّ لحــــــــــــــــدٌ ... ويا للهِ ما غطَّى البســــــــاطُ
هُمْ حسدوهُ لما لم ينالـــــــوا ... مناقبَهُ فقد مكروا وشاطـــوا
وكانوا عن طرائقهِ كســــالى ... ولكنْ في أذاهُ لهم نشــــاطُ
وحبسُ الدرِّ في الأصدافِ فخرٌ وعندَ الشيخِ بالسجنِ اغتباطُ
بآلِ الهاشميّ لهُ اقتــــــــداءٌ ... فقد ذاقوا المنونَ ولمْ يواطُوا
بنو تيميَّةٍ كانوا فباتـــــــــوا ... نجومَ العلمِ أدركها انهبـــــــاطُ
ولكنْ يا ندامةَ حاسديـــــهِ ... فشكُّ الشركِ كانَ بهِ يُمـــــــــاطُ
ويا فرحَ اليهودِ بما فعلتم ... فإنَّ الضدَّ يعجبُهُ الخبــــــــــاطُ
ألمْ يكُ فيكمُ رجلٌ رشيدٌ ... يرى سجنَ الإمامِ فيُستشاطُ
إمامٌ لا ولايةَ كانَ يرجـــو ... ولا وقفٌ عليهِ ولا ربـــــــــــاطُ
ولا جاراكمُ في كسبِ مالٍ ... ولم يُعْهَد لهُ بكمُ اختــــلاطُ
ففيمَ سجنتموهُ وغظْتموهُ ... أما لجزا أذِيَّتِهِ اشـــــــــتراطُ
وسجنُ الشيخِ لا يرضاهُ مثلي ... ففيهِ لقدرٍ مثلكمُ انحطاطُ
أما واللهِ لولا كتمُ ســــــــرّي ... وخوفُ الشرِّ لانحلَّ الربـاطُ
وكنتُ أقولُ ما عندي ولكنْ ... بأهلِ العلمِ ما حَسُنَ اشتطاطُ
فما أحدٌ إلى الإنصافِ يدعو ... وكلٌّ في هواهُ لهُ انخراطُ
سيظهرُ قصدُكم يا حابسيـــــهِ ... ونيتُكُمْ إذا نُصِبَ الصّراطُ
فها هو ماتَ عندكمُ استرحتمْ ... فعاطوا ما أردتم أنْ تعاطوا
وحُلُّوا واعقدوا منْ غير ردٍّ ... عليكمْ وانطوى ذاكَ البساطُ
***
رحم الله شيخ الإسلام ابن تيمية ناصر السنة
وقامع البدعة والفتنة فقد فضح أهل الأهواء والشهوات
وفضح المتصوفة والروافض وما زالت امتنا تنهل من علمه إلى يومنا هذا وإلى ماشاء الله فقد كان حجة في قوله وفهمه وسلامة عقيدته جمعنا الله وإياه في جنات النعيم مع الأنبياء والصالحين
والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا ..




بعض شيوخه


الشيخ زين الدين ابن المنجا ومجد الدين ابن عساكر وغيرهم.



بعض تلامذته


شمس الدين ابن قيم الجوزية.
أبو عبد الله محمد الذهبي صاحب (ميزان الاعتدال).
إسماعيل بن عمر بن كثير.
محمد بن أحمد بن عبد الهادي المقدسي.
أبو العباس أحمد بن الحسن الفارسي المشهور بقاضي الجبل.
زين الدين عمر الشهير بابن الوردي.
وغيرهم



من مؤلفات ابن تيمية



في التفسير
* رسالة في منهاج التفسير وكيف يكون.
* كيفية الخلاص في تفسير سورة الإخلاص.
* جواب أهل العلم والايمان بتحقيق ما أخبر به
رسول الرحمن
صلى الله عليه وسلم من أن
{قل هو الله أحد} تعدل ثلث القران.
* تفسير المعوذتين.

في العقيدة
الايمان الكبير: تكلم فيه ابن تيمية عن مسائل الإيمان.
الإيمان الأوسط.
الاستقامة.
بيان موافقة صريح المعقول لصحيح المنقول (طبع في 11 مجلدا).
السبعينية لابن تيمية وله اسم آخر هو :
(بغية المرتاد في الرد على المتفلسفة والقرامطة والباطنية
أهل الإلحاد من القائلين بالحلول والاتحاد) يرد فيه على ابن سبعين أحد أعلام الصوفية وأمثاله من الفلاسفة القائلين بالجمع بين الفلسفة والشريعة، ويحتوي الكتاب على حكاية مذاهب الفلاسفة المنتسبين إلى الإسلام والمقارنة بينها ومناقشتها والرد عليها.
اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم: تكلم فيه
عن مسائل التشبه باليهود والنصارى وأعيادهم وهو شرح لحديث
الرسول
صلى الله عليه وسلم
"من تشبه بقوم فهو منهم"
الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان.
رسالة في علم الباطن والظاهر
قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة.
الفتوى الحموية.
الرسالة التدمرية.
العقيدة الواسطية
رسالة مراتب الإدارة.
الاحتجاج بالقدر.
بيان الهدى من الضلال.
الجواب الصحيح فيمن بدل دين المسيح.
معتقدات اهل الضلال.
معارج الوصول.
السؤال عن العرش.
بيان الفرقة الناجية.
درء تعارض العقل والنقل:
هو كتاب من أشهر كتب ابن تيمية في مناقشة الفلاسفة
وأهل الكلام وقد ألفه في الرد على القانون الكلي لفخر الدين الرازي.
العبودية
السياسة الشرعية لأصلاح الراعي والرعية
الصارم المسلول لشاتم الرسول
منهاج السنة النبوية:
كتاب ألفه للرد على الإمامية وهو أشهر كتاب في الرد على الشيعة، وقد ألفه ابن تيمية في الرد على ابن المطهر الحلي -
أحد أشهر علماء الشيعة الإمامية الإثنى عشرية - وكتابه (منهاج الكرامة).

بيان تلبيس الجهمية:
كتاب لابن تيمية في الرد الفلاسفة وأهل الكلام
وكافة الطوائف المنتسبة للإسلام المخالفة للسلفية ومناقشة مذاهبهم
والمقارنة بينها، وهو من أعظم كتب ابن تيمية وأوسعها،
وقد ناقش فيها على الكثير من علماء الكلام والفلاسفة إبطال قول
الفلاسفة باثبات الجواهر العقلية.

مجموع فتاوى ابن تيمية :
جمعها عبد الرحمن بن قاسم وتقع في (37) مجلدا.
شرح حديث النزول.
نقض المنطق.
الرد على المنطقيين :
كتاب لابن تيمية في الرد على علماء المنطق والفلاسفة
وبيان أنه لا توجد منفعة من علم المنطق.
رفع الملام عن الأئمة الأعلام يدافع فيها على المذاهب الأربعة
الواسطة بين الحق والخلق.
فتوي ابن تيمية عن كتاب فصوص الحكم
الوصية الصغرى
في الفقه
رسالة القياس.
القواعد.
رسالة الحسبة.
الأمر بالمعروف.
العقود.
المظالم المشتركة.
حقيقة الصيام.
قصائده
ياسائلي عن مذهبي وعقيدتي
القصيدة التائية.
مؤلفاته
الاربعين التي رواها شيخ الإسلام بالسند
الاكليل في المتشابه والتأويل
التبيان في نزول القرآن
الرساله الاكمليه
الرساله العرشية
القاعدة المراكشية
رسالة إلى اهل البحرين في رؤية الكفار ربهم
رسالة ايضاح الدلالة في عموم الرسالة
رسالة في أمراض القلوب وشفاؤها
العقيدة الواسطية
صارم المسلول لشاتم الرسول
مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية



تم بحمد الله


يتبع



__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 08-07-2012, 06:04 PM
 
العز بن عبد السلام نسبه وقبيلته

هو عبد العزيز بن عبد السلام بن أبي القاسم بن الحسن، شيخ الإسلام وبقية الأعلام، الشيخ عز الدين أبو محمد الدمشقيُّ الشافعيُّ. وُلِد بدمشق سنة 577هـ/ 1181م، ونشأ فيها.

طفولة العز بن عبد السلام وتربيته

نشأ العزُّ بن عبد السلام في أسرة فقيرة، وكان هذا من الأسباب التي جعلته يطلب العلم بعد أن أصبح كبيرًا، وقد أتاح له ذلك - مع اجتهاده في طلب العلم وصبره عليه - أن يتفقه كثيرًا، وأن يعي ما يحصّله من علم أكثر من غيره.

ملامح من شخصية العز بن عبد السلام

فقه العز بن عبد السلام وعلمه

من أهم ملامح شخصية الشيخ (رحمه الله) علمه وفقهه، فقد تميّز الشيخ وبرع في هذه الناحية كثيرًا حتى لقبّه تلميذه الأول ابنُ دقيق العيد بسلطان العلماء. ومما يشهد بسعة علم الشيخ ما تركه للأمة من مؤلفات كثيرة عظيمة القيمة، عميقة الدقة في مادتها، والتي ما زال الكثير منها مخطوطًا ولم يطبع بعدُ.

هيبة العز بن عبد السلام وجرأته في الحق

هذا الجانب أيضًا مما تميّز به الشيخ وبلغ فيه مبلغًا عظيمًا حتى اشتهر به، فلا يُذكر العز بن عبد السلام إلا وتُذكر الهيبة التي يهبها الله للعاملين المخلصين من عباده، لا يُذكر العز (رحمه الله) إلا وتُذكر معه الجرأة على كل مخالف لشرع الله، مهما علا مكانه، وارتفعت بين الناس مكانته.

ونظرة في أي مرحلة من حياة الشيخ نجد هذا الأمر ملازمًا له لا ينفك عنه بحالٍ من الأحوال، وله مواقف خالدة كثيرة في ذلك، منها:

حينما تولى (الصالح إسماعيل الأيوبي) أمر دمشق - وهو أخو الصالح أيوب الذي كان حاكمًا لمصر - فتحالف مع الصليبيين لحرب أخيه نجم الدين أيوب في مصر، وكان من شروط تحالفه مع الصليبيين أن يُعطي لهم مدينتي صيدا والشقيف، وأن يسمح لهم بشراء السلاح من دمشق، وأن يخرج معهم في جيش واحد لغزو مصر. وبالطبع ثار العالم الجليل العز بن عبد السلام، ووقف يخطب على المنابر ينكر ذلك بشدة على الصالح إسماعيل، ويعلن في صراحة ووضوح أن الصالح إسماعيل لا يملك المدن الإسلامية ملكًا شخصيًّا حتى يتنازل عنها للصليبيين، كما أنه لا يجوز بيع السلاح للصليبيين، وخاصةً أن المسلمين على يقين أن الصليبيين ما يشترون السلاح إلا لضرب إخوانهم المسلمين. وهكذا قال سلطان العلماء كلمة الحق عند السلطان الجائر الصالح إسماعيل، فما كان من الصالح إسماعيل إلا أن عزله عن منصبه في القضاء، ومنعه من الخطابة، ثم أمر باعتقاله وحبسه.

ومن مواقفه الشهيرة أيضًا والتي اصطدم فيها مع الصالح أيوب نفسه، أنه لما عاش في مصر اكتشف أن الولايات العامة والإمارة والمناصب الكبرى كلها للمماليك الذين اشتراهم نجم الدين أيوب قبل ذلك؛ ولذلك فهم في حكم الرقيق والعبيد، ولا يجوز لهم الولاية على الأحرار؛ فأصدر مباشرة فتواه بعدم جواز ولايتهم لأنهم من العبيد. واشتعلت مصر بغضب الأمراء الذين يتحكمون في كل المناصب الرفيعة، حتى كان نائب السلطان مباشرة من المماليك، وجاءوا إلى الشيخ العز بن عبد السلام، وحاولوا إقناعه بالتخلي عن هذه الفتوى، ثم حاولوا تهديده، ولكنه رفض كل هذا - مع أنه قد جاء مصر بعد اضطهادٍ شديد في دمشق - وأصرَّ على كلمة الحق.

فرُفع الأمر إلى الصالح أيوب، فاستغرب من كلام الشيخ ورفضه. فهنا وجد الشيخ العز بن عبد السلام أن كلامه لا يُسمع، فخلع نفسه من منصبه في القضاء، فهو لا يرضى أن يكون صورة مفتي، وهو يعلم أن الله عز وجل سائله. وركب الشيخ العز بن عبد السلام حماره ليرحل من مصر، وخرج خلف الشيخ العالم الآلافُ من علماء مصر ومن صالحيها وتجارها ورجالها، بل خرج النساء والصبيان خلف الشيخ تأييدًا له، وإنكارًا على مخالفيه. ووصلت الأخبار إلى الملك الصالح نجم الدين أيوب، فأسرع بنفسه خلف الشيخ العز بن عبد السلام واسترضاه، فقال له العزُّ: إن أردت أن يتولى هؤلاء الأمراء مناصبهم فلا بد أن يباعوا أولاً، ثم يعتقهم الذي يشتريهم، ولما كان ثمن هؤلاء الأمراء قد دفع قبل ذلك من بيت مال المسلمين، فلا بد أن يرد الثمن إلى بيت مال المسلمين. ووافق الملك الصالح أيوب، ومن يومها والشيخ العز بن عبد السلام يُعرف بـ(بائع الأمراء).

وقد وُصف الشيخ (رحمه الله) أيضًا بالزهد والورع الشديدين، كما وُصف بالبذل والسخاء والكرم والعطاء، والعطف على المحتاجين، مما يجعل من شخصيته (رحمه الله) نموذجًا رائعًا يُقتدى به في كل ميادين الحياة المختلفة.

شيوخ العز بن عبد السلام

حضر أبا الحسين أحمد بن الموازيني، والخشوعي، وسمع عبد اللطيف بن إسماعيل الصوفي، والقاسم بن عساكر، وابن طبرزد، وحنبل المكبر، وابن الحرستاني، وغيرهم. وخرَّج له الدمياطي أربعين حديثًا عوالي. وتفقه على الإمام فخر الدين ابن عساكر.

تلاميذ العز بن عبد السلام

روى عنه الشيخ تقي الدين بن دقيق العيد، والدمياطي، وأبو الحسين اليونيني، وغيرهم.

مؤلفات العز بن عبد السلام

للعز بن عبد السلام (رحمه الله) مؤلفات كثيرة، منها ما هو مطبوع ومنها ما هو مخطوط، فله كتاب الإلمام في أدلة الأحكام، وترغيب أهل الإسلام في سكنى الشام، وله كتاب في التفسير، وكتاب شجرة المعارف، وله كتاب في العقيدة سمّاه عقائد الشيخ عز الدين، وشرحه الإمام ولي الدين محمد بن أحمد الديباجي، وله كتاب الفتاوى الموصلية، وله كتاب القواعد الكبرى في فروع الشافعية، قال عنه صاحب كشف الظنون: "وليس لأحدٍ مثله". وكتاب كشف الأسرار عن حكم الطيور والأزهار، وله كتاب الغاية في اختصار النهاية.

وقد شملت مؤلفات الشيخ التفسير وعلوم القرآن، والحديث والسيرة النبوية، وعلم التوحيد، والفقه وأصوله، والفتوى.

منهج العز بن عبد السلام في البحث

يدعو إلى إعمال العقل في استنباط الأحكام، وفي التعرف على المصالح. ويرى أن الأحكام إن لم يمكن استنباطها من الكتاب أو السنة أو الإجماع أو القياس، فيجب استنباطها بما يحقق مصلحة ويدرأ مفسدة، والعقل هو أداة هذا الاستنباط.

ثناء العلماء على العز بن عبد السلام

قال عنه الذهبي: "بلغ رتبة الاجتهاد، وانتهت إليه رئاسة المذهب، مع الزهد والورع، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والصلابة في الدين، وقصده الطلبة من الآفاق، وتخرّج به أئمة".

وقال عنه ابن دقيق العيد: "كان ابن عبد السلام أحد سلاطين العلماء". وقال عنه ابن الحاجب: "ابن عبد السلام أفقه من الغزالي". وقال عنه ابن السبكي: "شيخ الإسلام والمسلمين، وأحد الأئمة الأعلام، سلطان العلماء، إمام عصره بلا مدافعة، القائم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في زمانه، المطلع على حقائق الشريعة وغوامضها، العارف بمقاصدها".

وفاة العز بن عبد السلام

تُوفِّي العز بن عبد السلام (رحمه الله) سنةَ 660هـ/ 1261م، عن ثلاثٍ وثمانين سنة.

المراجع

- العز بن عبد السلام، د. محمد الزحيلي.
- كشف الظنون، حاجي خليفة.
- قصة التتار من البداية إلى عين جالوت، د. راغب السرجاني.
- أئمة الفقه التسعة، عبد الرحمن الشرقاوي.











__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
السيره الذاتيه للشاعر المصري اسماعيل بريك الشاعر اسماعيل بريك عيون التهاني و الترحيب بالأعضاء المستجدين 3 09-25-2010 05:54 PM
السيره الذاتيه للشيخ محمد بن حمد بن نعيم العزه السبيعي انسان محايد شخصيات عربية و شخصيات عالمية 0 02-10-2010 12:55 PM
السيره الذاتيه اوباما ЯǒǑǒйĝ3ħ شخصيات عربية و شخصيات عالمية 5 12-21-2009 11:29 PM
السيره الذاتيه ل الشيخ صالح المغامسي ЯǒǑǒйĝ3ħ نور الإسلام - 0 12-07-2009 09:12 PM


الساعة الآن 10:36 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011