تابعونا عبر موقعنا الالكترونى
www.misrelmahrosa.gov.eg
رئيس التحرير/ يسرى السيد .. رئيس مجلس الادارة/ سعد عبد الرحمن
وعبر صفحة مصر المحروسة Misr Elmahrosa
http://www.facebook.com/misrelmahrosa2
وعبر صفحة يسرى السيد ( صفحه ثانية برجاء الاشتراك فيها من قبل الاصدقاء)
http://www.facebook.com/yousri.elsaid2
وعبر جروب مصر المحروسة على الفيس بوك
http://www.facebook.com/groups/128999633873157/


القاهرة 19 يوليو 2012 الساعة 09:57 ص

الإجابة: عندما تكون مريضاً - حفظك الله من كل سوء - ويخبرك الطبيب بأنك ستشفى بإذن الله بعد أسبوع.

أو عندما تكون محبوساً - لا قدر الله - ويكون هدفك الوحيد هو مرور الأيام والشهور والسنين حتى انقضاء المدة، أو ثلاثة أرباعها.

أو عندما تكون مسافراً وتريد العودة بسرعة للقاء الأحباب والأصدقاء.

أو خلال الأيام العشرة الأخيرة من الشهر انتظاراً للراتب!

أو عندما تكون صائماً وهمك الأول هو بلوغ موعد الإفطار.

أوافق على الحالات الأربع الأولى بتحفظ شديد، وأرفض الحالة الأخيرة تماماً، فالصيام لا يعنى أبداً إهدار أعظم وأكثر النعم توزيعاً بعدالة، ألا وهى نعمة الوقت.

يؤلمنى جداً أن يصبح تضييع الوقت هدفاً لدى نسبة غير قليلة من صائمى الشهر الكريم، الذى يوشك أن يحل علينا ببركاته وأجوائه الرائعة.

يقول لك قائل: «إنه شهر واحد فى السنة»، مبرراً تكاسله عن أداء عمله، فاحرص على توضيح أن الشهر الواحد يمثل أكثر من ثمانية فى المائة من عمر كل منا، فكيف نضحى بهذه النسبة بغير اكتراث هكذا؟!

المؤسف أيضاً أن تضييع الوقت يعنى التأكد من استهلاكه فى أمور غير نافعة أو أمور ضارة، تبدأ من جلسات الشيشة الملعونة التى يتوهم جلساؤها أنها مجمعة للحبايب، ومهضمة للأكلات الدسمة، وملهمة لأصحاب الدم الخفيف.. هذا بالفعل وهم كبير، لكن عنادهم أكبر.

على جانب آخر، يتجمعون أمام التليفزيون من الإفطار إلى السحور، فتصيبهم أمراض عدة.. أقلها عسر الهضم والصداع، وأعقدها الإصابة بالتشتت الكامل والأزمات النفسية التى تنتج عن متابعة عدد كبير من الخطوط الدرامية المتقاطعة والمتعارضة.

أما البرامج الرمضانية، التى يتفنن مبدعوها فى اصطياد الضحايا، فأغلبها يدخل فى باب إضاعة الوقت للمحترفين، حيث يضيع وقتك، ويتعرض عقلك لهجمات شرسة، تكون التافهة منها هى الأقل ضرراً.

وتكتمل ثلاثية إضاعة الوقت، العمد مع سبق الإصرار والترصد، عندما تختار أن تميت نفسك ساعات طويلة لتستيقظ قبل العصر مباشرة لتلحق بالظهر، تقى نفسك حرارة الجو وتحافظ على صلواتك.

برنامج تعس، لكنه لم يخرج عن ممارسة الحرية الشخصية.. أتأمل هذا الواقع المنتظر، وأنا منغمس مع زملائى فى محاولة كتابة أفضل دستور عرفه العالم.

نسيت طريقة أخرى يمارسها الكثيرون لقتل الوقت أيضاً: يتفرغون لمتابعة الذين يعملون بجد ليسخروا منهم ويسفهوا جهودهم، ويلصقوا بهم التهم التى تكفى إحداها لإفساد الصيام.

إضاعة الوقت أمر محير، لا أظن الدستور قادراً على التصدى له، إلا من منطلق التأكيد على أهمية الارتقاء بالمستوى الثقافى للأمة ورفع الوعى العام بأهمية الوقت وضرورة أن نتفانى جميعاً فى عملنا - كل فى مجاله - حتى نحقق طموحات الوطنية المشتركة.

كيف لنا أن ننافس شعوباً أخرى وقد اخترنا أن نفرط فى واحد من أهم عناصر الإنتاج: الوقت؟

يضيع الوقت أيضاً فى مرور رمضان، مع إدراكنا جميعاً عدداً غير نهائى من الحلول والأفكار التى يمكن تطبيقها لتفادى الزحام.

أغرب ما فكرت فيه ونفذته بنجاح مع زملائى فى العمل هو أن يفطر كل منا يومين أو ثلاثة فى مواقع العمل، فيخف الزحام إلى النصف.

فى الماضى، قبل الثورة، كان هناك دائماً من يقول لك: أتسعى لتغيير الكون؟ الآن أقول بمنتهى الوضوح: نعم!

إن لم يكن الآن.. فمتى؟!

كل عام وأنتم بخير.

نقلا عن المصرى اليوم

جزأكك الله خيييير

__________________