البارت السابع استيقظت آليس من نوم عميق ارتاحت
فيه كثيرا لأول مرّة ..فتحت عينيها الخضراوات والتفتت مباشرة إلى يسارها بحثا عن إدوارد لكنها لم تجده ..رفعت نصفها العلوي وقالت ناعسة "أين ذهب ؟"
واستغرق منها الأمر ثواني لتدرك أنه غادر..تطلعت إلى الساعة على المنضد فكانت تشير إلى الثامنة ..ابتسمت بارتياح وقالت "جيد أن محاضرتي تبدأ على التاسعة"
بعدها نهضت ودلفت الحمام أخذت حماما ساخنا وارتدت ثيابها للذهاب إلى الجامعة وهاهي تنزل السلالم فرأت إيريك لا يزال نائما على الأريكة فتذكرت ما حدث ليلة البارحة وتذكرت كلمة المجرم ..هاته الأحداث حفرت في ذاكرتها ولن تنساها حتى تعلم حقيقة الأمر ..قالت وهي حزينة "يوجد أمر يتعلق بإدوارد وحتما إيريك يعرفه "
سمعت تأوها صادرا من غيريك الذي أفاق من نومه يشعر بصداع رهيب في رأسه ..انتصب ونظر حوله يحاول تذكر المكان الذي هو فيه الآن ..إلا أنه لم يكن يسيرا مع الألم في رأسه والتشويش في فكره.شعر بأن هناك شيئا ليس على مايرام
..تذكر التفاصيل كلها من لحظة دخوله إلى تلك الحانة ..وقال بتأوه "آآآخ مالذي حدث ؟"
تقدمت آليس منه وهي تقول "أخيرا أفقت "
نظر إليها بدهشة فأدرك أنه بمنزلها وقال بسرعة "مالذي أتى بي إلى هنا ..لا أذكر شيئا مما حدث "
قالت ومسحة الحزن على وجهها "لقد كنت ثملا ليلة البارحة ..لهذا السبب لا تذكر أنك أتيت البارحة إلى هنا "
مسح شعره بهدوء وهو يقول بتعب "أرجو أني لم أقم بشيء خاطئ "
كانت ستخبره لكنها فضلت الصمت عن الحادثة فهو كان ثملا لم يقصد أن يؤذيها وقالت بهدوء "لا شيء ...فقط تحدثت عن أحلامك ثم نمت بعدها "
إيريك "آآآه ..لكن رأسي يؤلمني بشدة وكذلك حنكي وكأني ضربت بشيء قاسي "
ادعت آليس الغباء والجهل وقالت بعفوية "سأحضر لك بعض القهوة ..ستخفف الصداع "
ودخلت إلى المطبخ لإعداد الفطور بينما قام إيريك من مكانه ووقعت عيناه على السيجارة فوق الطاولة ..عاد بخاطره مباشرة صورة إدوارد التي أحضرها ألبرت وتذكر عادته ألا وهي التدخين ...ضغط على رأسه بكلتا يديه فلاح له شيء مما حدث البارحة ..لكنه مشوش فلم يستطع تفسير ذلك ليقول متألما "سأغتسل لأفيق قليلا ...ما كلن يجب أن تراني آليس بتلك الحال ..حتما ستحتقرني الآن "
ثم توجه إلى الحمام في الدور السفلي ..فتح الحنفية ووضع رأسه تحت الماء السائل ينتعش به رغم برودته بعدها رفع رأسه ونظر إلى المرآة وقال بأسى "آمل أني لم أقم بأي تصرف أحمق أو مخجل ....ستكون نهايتي إن حدث ذلك "
بعدها جفف نفسه بالمنشفة وخرج من الحمام إلى غرفة المعيشة ليجد آليس تحمل فنجاني قهوة ..استلم واحدا منها وقال بهدوء "شكرا لك "
شربا القهوة معا لتقول آليس وهي تتطلع إلى الساعة على معصمها "أنا مضطرة للذهاب الآن ..لا أريد أن أتأخر ..تصرف على راحتك "
وكانت ستغادر لولا أن لإيريك أوقفها قائلا "دعيني أوصلك "لم تمانع خصوصا وأنها تأخرت فقالت بدون علامات "حسنا ..لا بأس "
وتبعها إلى الخارج مبتسما بعدها إلى سيارته أين اقلها إلى الجامعة
جلس إدوارد على الطاولة في ذلك المقهى كعادته يحتسي فنجان من القهوة في هدوء ...المقهى الواقع تحت شقته ب5 طوابق حين استشعرت حواسه نظرات تراقبه عن قرب .......فنظر لهذا المتعقب بطرف عينه ليجدها فتاة جميلة ذات شعر بني يميل إلى الحمرة بعض الشيء تنظر إليه بإعجاب..لم يعرها اهتماما حتى عندما اقتربت منه وجلست قبالته وهي تقول "سأسمح لنفسي بالجلوس معك..أرجو أن لا تمانع " رمقها بنظرات حادة وترتها ولم يرد عليها بادرت قائلة بابتسامة ترسمها الشفاه الملونة بالأحمر القاني "راقني مظهرك وأنت وحيد فانضممت إليك ربما نسلي بعضنا بالحديث "
لم يجبها ورشف من فنجان القهوة في صمت لتقول وهي منزعجة من برودة أعصابه "أفهم انك مستغرب من تصرفي.لذا يمكنك اعتباره وقاحة مني لكني فعلا أرغب في التحدث معك"
إدوارد ببرود قاتل "أيمكن أن تكوني اقل إزعاجا وتنصرفي "
أحست تلك الفتاة بالإهانة والغضب لكنها تمالكت نفسها وقالت مبتسمة "آسفة...أحيانا أكون مزعجة لكني على الأقل جعلتك تقول شيئا "
تركها على وضعيتها تلك ووضع الحساب على الطاولة كالعادة وغادر في صمت بينما راقبته تلك الفتاة بدهشة وحنق كبير بعدها أخرجت هاتفها وضغطت رقما معينا منظرة فاتاها صوت خشن يقول بهدوء "جرى الأمر سريعا ..إذا ماذا قال ؟"
ردت بحنق والنيران تحرقها حرقا "هذا المتكبر لا أظنه سيوافق..حتى أسلوبي المتميز لم يفلح معه ..بل لم يحدثني مطلقا "
الرجل "لا بأس حاولي في المرة القادمة...وادخلي صلب الموضوع مباشرة "
قالت بغطرسة "لا أظنني سأتعامل معه ثانية ..لكن ما حاجتك إليه سيدي "
الرجل بهدوء "لأنه الوحيد القادر على إنجاز مهمة كهذه "
التفتت إلى يمينها فراته عبر الزجاج حين ركب سيارته فقالت مسرعة وهي تبتسم "حسنا سأخبرك بالمستجد فيما بعد "
وأغلقت الهاتف مباشرة وانطلقت خلفه قاطعة طريقه بوقوفها أمام السيارة..نظر إليها بانزعاج وقال في نفسه "ياله من صباح ممل "
واقتربت منه عبر الزجاج ..انحنت إلى مستواه لتراه وقالت" اسمعني أولا سيد إدوارد ..أنا اسمي روز ستيفز محققة خاصة في مركز الشرطة وجئتك برسالة ضرورية من المدير العام "
بدا عليه الاهتمام وقال ببرود "وبعد"
ابتسمت بانتصار لاهتمامه هذا وقالت "إنه يطلب لقاءك في موعد تحدده حضرتك "
روز"بانضمامك إلى وحدة خاصة نظمها المدير بنفسه ..إنها مهتمة بإنجاز المهمات الصعبة وقد يكون شرفا أن تكون عضوا فيها "
ابتسم إدوارد بثقة وكأنه يفكر في شيء ما وقال "هل تعتقدين أني سأصدق كذبة سخيفة كهذه ..أعلم من تكونين وأعلم نوايا سيدك ..لذا لاداعي للمحاولة ..أحب العمل وحدي "
وشغل المحرك وانطلق تاركا إياها ثائرة كالبركان وتقول ساخطة عليه "لولا أوامر سيدي وحاجته إليك لقطعت رأسك ذاك ...مغرور "
على الساعة 12عشر خرجت آليس من غرفة المحاضرة متجهة إلى الكافيتيريا حين تذكرت ما جرى البارحة غيرت مسارها واتجهت إلى مكتب العم لويس ...طرقت الباب ودخلت قائلة "عم لويس هل أنت مشغول ؟؟"رد لويس بهدوء وهو يجلس خلف مكتبه "لا لا تفضلي يا ابنتي "
دخلت وقبل أن تقول شيئا ألقت نظرة على الأريكة حتى تتأكد من عدم وجوده كالمرة السابقة ثم أكملت وهي تجلس قائلة "شكرا لك "
نظر إليها وقال باستغراب "ما الأمر .هل من شيء يشغلك .صحيح إنه نفس الموضوع الذي أردتني فيه سابقا أليس كذلك ؟"
آليس "لا لا إنه أمر يتعلق ب.."
فتلعثم لسانها وعاود قلبها الخفقان بعنف ...واحمر وجهها لتسرح بخيالها إلي مكان يحوي أجوبة عن ما يحدث معها حين تتذكره...هذه علامات الحب ..أيعقل أنها حقا وقعت في حب إدوارد ..هذا هو التفسير المنطقي الوحيد لما يخالجها كلما تذكرته أو سمعت أسمه وصوته فأخرجها لويس حين قال "يتعلق بمن ؟..آليس اخبريني إن كانت لديك مشكلة "
تطلعت فيه لبرهة وتشجعت قائلة "حسنا ...التقيت إدوارد ثانية غنه من كنت اعتقد أن اسمه سايمون ..وحدث سوء تفاهم مع إيريك"
لويس باستفسار"إيريك هو شقيق ماري صحيح ؟"
آليس "نعم وقد دعاه بالمجرم ...صراحة الأمر أربكني وقلت في نفسي بما أنك تعرفه فإنك حتما تملك جوابا لسؤالي..لذا أيمكنك أن تطلعني على نوع عمل إدوارد "
ارتبك لويس ولم يجد ما يقوله...لم يدري فعلا ماذا يقول لها وهو يرى علامات الفضول على معالم وجهها فتنهد وقال في نفسه "يبدو انه ما من مهرب من هذا "
ثم ابتسم وقال محاولا إيجاد كذبة مقنعة "لقد أخبرني بأنه يعمل حاليا في التجارة..."
قاطعته باستغراب "لكني ظننته من رجال الأعمال لان هذا ما جعلني أسألك .."
ضحك لويس ببلاهة وقال "نعم إنه كذلك يعمل هو وصديقه في شركة للاستيراد والتصدير ..وقد انطلقا مؤخرا في عملهما لماذا ؟"
تنهدت آليس بارتياح وقالت "لا شيء كنت أسال فقط ..ربما لهذا لم يعرفه إيريك جيدا "
لويس "إذن ستخبرينني بأحوال الدراسة أم عليّ أن أستطلع ذلك من ملفك"
آليس "لا داعي عم لويس ألا تكفيك مشاركاتي للمحاضرات "
نهض لويس وهو يضع يده على بطنه قائلا "أنا جائع ...هيا بنا إلى الكافيتيريا قبل أن ينفذ الطعام "
نهضت وخرجت معه وهي تقول "حسنا هيا بنا "
وهاهما في رواق الجامعة بطريقهما إلى الكافيتيريا يتبادلان الحديث عندما قاطعها وقوف شبح فتاة أمامها بدا مألوفا ...تطلعت آليس إليها لتجدها ربيكا بوقفتها كالتي في المركز التجاري وقالت بهدوء "مرحبا آليس "
تعجبت آليس لوجودها هنا وقال "أهلا ربيكا ما هده المفاجأة "
تقدمت منها ربيكا وسلمت عليها بارتقاء قائلة " شعرت برغبة في رؤيتك لقد تركت انطباعا مميزا في آخر لقاء بيننا "
آليس باستغراب أكثر "حقا ..لم أدرك ذلك لكن هذا جيد لقد جعلنا نلتقي ثانية "
بعدها مدت ربيكا كفها إلى لويس لتصافحه قائلة" أهلا ادعى ربيكا ستورم ...تبدو من ملامحك أستاذا محترما صحيح"
ملاحظة (لا يعلم أحد أن لويس عم إدوارد إلا صديقه ستان وربيكا الفضولية )
ابتسم لويس وقال وهو يصافحها " شكرا على الإطراء ..أدعى لويس تشرفت بلقائك" .
ثم وجهت كلامها لآليس قائلة "دعينا نتحدث أريدك في موضوع مهم "
قالتها بطريقة جعلت آليس تنزعج منها وكأنها تأمرها فقالت آليس مرغمة "لا بأس ..سيكون أسهل لو أننا جلسنا ..ما رأيك بالكافيتيريا..إنا في طرقنا إلى هناك "
فهم لويس أنه حديث بناتي فانسحب بعد أن قال "أنا سأسبقكما إلى هناك ..حسنا آليس أراك لاحقا"
وغادر قبلهما وتبعتاه إلى هناك ثم اتخذتا طاولة لتتحدثا عليها بهدوء.وضعت آليس غذاءها أمامها وقالت "قلت موضوع مهما ..أيسترجي حضورك ورائي للجامعة "؟
تطلعت تطلعت إليها ربيكا بنظرات ازدراء وقالت في نفسها "ما الجميل فيها حتى يعجب بها إدوارد.إنها تبدو كالمتشردين "
بعدها رسمت ابتسامة مزيفة على شفتيها وقالت "نعم عزيزتي أنا جديدة في هذه المدينة وأنت أول من تعرفت عليها بعد أناس آخرين طبعا..هذا يجعلنا صديقتين صحيح؟"
وأكملت في نفسها " رغم أن هذا لا يريحني كثيرا "
أسندت ربيكا مرفقيها على الطاولة وقالت "لن أضيع الوقت ..إنه أمر يتعلق بحبيبي ..لقد..دعيني أسألك...هل لديك حبيب عزيزتي آليس ؟"
حركت آليس رأسها نفيا وقالت "..لا ...ليس بعد .."
ربيكا " غير معقول..فتاة بجمالك ولا تملك حبيبا ..مستحيل "
ابتسمت آليس بخجل وقالت "تستطعين القول انه يوجد احدهم ..ربما معجبة به أو أحبه لم أتأكد بعد" .
.رقّت ربيكا عينيها كالحية وقالت "هل هو وسيم ؟"
انجرفت آليس مع خيالها وحبها وقالت بنبرة حالمة هائمة "وسيم لأبعد الحدود ..لو ترين عينيه ونظراته وتسمعين صوته حين يتحدث كما لو انه تسرّب من الخيال وتجسّد على أرض الواقع ليأسر ا لقلوب "
سرحت معها ربيكا للحظة لأنها نفس مواصفات إدوارد فانتشلتها من أحلامها حين قالت "واااااو هذا فارس حقيقي وليس أحلام ...على الأقل يوجد من يهتم لأمرك "
آليس باستغراب "لماذا ..هل حصل شيء بينكما ؟"
ادّعت ربيكا الحزن والهم وقالت "نعم يوم لقاءنا كان عيد ميلاده ال29...رتبت طاولة عشاء رومانسي بيننا إلا أنه عاملني ببرود وتجاهلني "
ردّت آليس بدهشة "ماذا ..حتى مع ارتدائك لذاك الفستان "
زادت ربيكا تمثيلا وقالت "نعم أظنه لم يعد يحبني ...أطن أن هناك مت تلعب بعقله لكن اخبريني ماهو اسم هذا الفارس "
شعرت آليس هذه المرة برعشة قوية تسري في جسدها ..إنها أقوى من أن تتحملها وكل هذا حين همّت يقول اسمه بلطف وخجل زائد قالت "إدوارد "
لم تبدو ملامح على وجه هاته الحية ربيكا لكن داخلها إعصار وبراكين ثائرة بل وحوشا كاسرة تتمنى كسر القيود والانقضاض على هاتي التي تجرأت وخطفت منها حبا دام سبع سنوات على الأكثر ..بطريقة ما تمالكت نفسها لمن عقلها أبى ذلك ورفض رفضا قاطعا ليقول في حديث مع نفسه بكلمات حقودة ساخطة "أيتها الشريرة المشعوذة الصغيرة الساقطة ..أنت من تلعب بعقله ..انتظري وسترين ما يمكنني عمله بك"
ثم ابتسمت ابتسامة مبهمة وقالت "اسم جميل يناسب المواصفات.. لكن أتظنين انه يحبك؟ "
آليس وهي تفكر "لا أدري ..أظن ذلك يعتقد أني شيء يخصه ..هذا أمر يؤكد اهتمامه بي صحيح"
ربيكا " ربما ..لكن لا تكوني واثقة تماما ...قد تكون نزوة عابرة أو أنه ينوي شيئا آخر "
ربيكا " لا اصدق انك تجهلين أمرا كهذا ...هذا أول شيء على القائمة دوما ...اعرفي نواياه أولا قبل أن تقعي في شركة "
اتسعت ابتسامة آليس وقالت بكل ثقة "لا حاجة لذلك ..أثق به تماما ..بتنا ليلة معا لم يحدث شيء "
بدت الصدمة على وجه ربيكا هذه المرة وزاد كرهها لهاته الفتاة مع كل كلمة تخرج من فمها تزيد 10بالمئة من نسبة كرهها لها وهي تحاول تمالك نفسها أكثر باستنكار "هذا لا يعني شيئا ...إن كان قد اقترب منك لهذه الدرجة فمن يدري ما يفكر فيه للآتي "
أوشكت آليس على قول شيء لكن وصلتها رسالة نصية لهاتفها قاطعتها ..أخرجته وتطلعت لتجد رسالة من إيريك فتحتها وقرأتها "سآتي لاصطحابك بعد الدوام انتظريني "
تضايقت آليس منه وكأنه يأمرها ..ما خطب الجميع وهاته اللهجات وكأنهم يملكونها خصوصا إيريك فرفعت رأسها إلى ربيكا التي قالت"رسالة منه ؟"
آليس "لا لا ..إنها من صديق لي "
بعد أن تأكدت ربيكا تماما من الأمر الذي جاءت لأجله نهضت وهي تقول "حسنا إلى اللقاء أراك قريبا "
وغادرت بمشيتها كالطاووس وهي تتوعد للانتقام منها
على تلك الطاولة في إحدى زوايا المطعم جلس بطلانا ستان وإدوارد وقبالتهما جلست روز ورجل في الخمسين من عمره أشعت وشعر غلب عليه اللون الأبيض وبدا من النظرة الحادة في عينيه جادا بقوله موجها كلامه إلى إدوارد أمامه" اسمع سيد إدوارد لا أطلب عونك حبا فيك بل رغبة في مهاراتك ..أنت خلقت لتكون المسئول على هذه المهمة ومامن احد يمكنه التكفل بها أحسن منك "
عقد إدوارد ساعديه تحت صدره ووضع ساقا على الأخرى قائلا بهدوء "وما مصلحتي من وراء هذه المهمة التي تتحدث عنها سيد جيم ..لا زلت لا افهم نوعها تماما"
سدد له جيم نظرة واثقة مما سيقوله وهو ينحني ليقابله أكثر "الانتقام "
بدت الصدمة على وجهي كلا من إدوارد وستان الذي قال بانفعال "ماذا "
بينما إدوارد الذي سيطر عليه الحقد والغيظ في أقل من ثانية وهو يتذكر وجه ذلك الرجل فقال ستان مكانه بطريقة لاذعة "لا يمطن أن يكون ذلك صحيحا ...ليس ذلك الموضوع مجددا ثم كيف علمتما به "
تدخلت روز قائلة "لماذا الأمر كله أن .."
قاطع جملتها نظرة ستان الثاقبة الغاضبة وقوله بحدة "آنستي رجاء اصمتي "
ارتعبت روز منه وصممت راسمة علامات الانزعاج على وجهها وأردف يقول "هذا ليس عدلا سيد جيم ..كيف يمكنك أن تطلب شيئا كهذا "
قال جيم بهدوء "ولكن هذا يخصه وحده ..نحتاج لخبرته ومعرفته بهذا الرجل حتى نتمكن منه "
ستان " أرفض رفضا قاطعا بكل ما الكلمة من معنى ..أرفض أن يخوض إدوارد تلك التجربة مجددا "
جيم بحزم"لا يعود قرار الموافقة أو الرفض إليك سيد ستان ..إدوارد المعني بهذا وأؤكد لك أني لن أتدخل في أي شيء ي"
قاطعه ستان عندما ضرب الطاولة بيده وهو ينهض من مكانه فلفت نظر جميع من في المطعم وهو يقول ويضغط على نهايات الحروف "لكنك ترسله إلى الجحيم "
قالت روز وهي متوترة وتجول بعينيها حول الرواد المتطلعين إليهم "اهدأ سيد ستان ...أنت تحدث جلبة لا داعي لها "
جلس ستان والغضب يعتريه فأكمل جيم يقول حتى يهدأ الأوضاع "أفهم شعورك سيد ستان ولكن لا مجال لهذه العواطف في مثل عملنا .عندما دخلت في مجال عملك كنت تدري المخاطر التي ستواجهها ودعنا لا ننسى غايتك من ذلك "
ستان" قضيتي مختلفة تماما "
جيم "والغاية تبرر الوسيلة..كان هدفك الانتقام من من قتلوا والدك وفعلت ..ولكن حان الوقت لأن تأخذ العدالة مجراها فذاك الرجل تعدى حدوده الآن "
صمت ستان لإدراكه خطاه فقال جيم وهو ينظر إلى إدوارد الذي بدا هادئا رغم ما يحدث "إذا ما رأيك سيد إدوارد "
لم يجبه إدوارد تماما وبقي يفكر مما أثار توتر الجميع خصوصا ستان الذي كان خائفا من إجابة واحدة قد تعيد المأساة إلى حياته وفي جو ذلك التوتر كانت روز نحاول التحكم في لسانها حتى لا تصرخ في وجهي هاذين الأحمقين لكنها لم تقدر وقالت بهدوء "لقد فقد الكثير من الأطفال في الأيام الأخيرة وأحدهم طفل من عائلة معروفة يتمتع بذكاء خارق ...أنت تعرف معنى هذا ..كل ما عليك فعله هو الموافقة عندها فقط ستنهي كارثة على وشك الحدوث.."
جيم "صحيح لم يكن ليدك خيار حين عملت معه ..لكن على الأقل انمح أولئك الأطفال فرصة ولا تجعلهم يعيشون ما قاسيته أنت "
التفت ستان إلى إدوارد وقال بحدة "إياك أن توافق إياك أن تسمح له بالتسلية بك مجددا "
وأخيرا نطق إدوارد وأزال كل التوتر حي قال بكل هدوء وبرود غير مكترث للعواقب "متى أبدأ"
ابتسم جيم بينما ثار ستان وصاح قائلا "أفقدت عقلك ..أنسيت من يكون "