يمنع وضع روابط لمواقع اخرى لؤلؤة بالقران




القاهرة 22 مايو 2012 الساعة 03:36 م

تحقيق : ميرفت عياد



أبو الهول هو تمثال لمخلوق أسطوري بجسم أسد ورأس إنسان يقع على هضبة الجيزة على الضفة الغربية من النيل ، ويعتقد بعض علماء الأثار أن قدماء المصريين بنوه في عهد الملك خفرع (2558-2532 ق .م ) ليمثل الفرعون الذى يجمع بين قوة الأسد وحكمة الإنسان ، وظل تمثال أبو الهول الرابض بقرب الأهرام منذ نحو 4500 عام معظم الوقت مدفونا حتى رقبته في الرمال التي قامت بحمايته من عوامل الطبيعة وللأسف منذ اكتشافه في العصور الحديثة تحول أبو الهول إلى فريسة للطبيعة والإنسان على حد السواء لأن الأحجار الجيرية المنحوت منها التمثال تأكلت بفعل المياه الجوفية والرياح الرملية .
ولمعرفة المزيد عن حالة ثمثال أبو الهول الذى يعد أقدم آثار العالم ، وما حجم الحالة المتردية التى وصل إليها كان لنا هذا التحقيق
فى البداية صرح الدكتور محمد إبراهيم وزير الآثار ببدأ عمليات التشغيل الفعلي لمشروع خفض منسوب المياه الجوفية أسفل تمثال أبو الهول والمنطقة المحيطة به مؤكدا أن مستوى المياه الجوفية أسفل التمثال فى المستوى الأمن بعد تشغيل 18 طلمبة موزعة داخل المنطقة الأثرية وفقا" لخريطة توزيع المياه الجوفية بالمنطقة والتى أظهرتها الدراسات والأبحاث التى أجريت بالموقع ، حيث يتم سحب 1100 م3 من المياه كل ساعة في إطار علمي دقيق ومعدلات محسوبة وفقا للدراسات والتجارب التى تمت من خلال العلماء المتخصصين في مجال المياه الجوفية وميكانيكا التربة و عوامل الاتزان، حيث أرجع سبب ارتفاع منسوب المياة الجوفية إلى عدم السحب من مخزون الجوفى بالمنطقة بعد تركيب شبكات المياه العذبة بها .

رطوبة ..تلوث ..رياح ومياه سطحية


ارتفاع منسوب المياة الجوفية يرجع إلى عدم السحب من المخزون الجوفى بالمنطقة
وعن الأخطار الكثيرة التى يتعرض لها أقدم تمثال فى العالم يقول الدكتور أحمد شعيب الدكتور أحمد شعيب أستاذ الترميم بكلية الآثار هناك العديد من المشاكل والمخاطر التى تتعرض لها الآثار بصفة عامة وتمثال أبو الهول بصفة خاصة منها المياة السطحية التى تنتج من الصرف الصحى والزراعات ، حيث تقوم المياة بإذابة الأملاح الموجودة فى التربة ومن خلال الخاصية الشعرية تخرج هذه الأملاح من مسام التمثال لتبدأ فى عمل تأكل فى أحجار الأثر ، هذا إلى جانب تذبذب الحرارة وارتفاع نسبة الرطوبة ، زيادة نسبة التلوث والعوادم التى تتحول إلى أحماض تؤثر على مادة الأثر وتؤدى إلى تأكله وغيرها من عوامل تؤثر بالسلب على عمر الأثر.

مشيرا إلى أن أبو الهول مازال يعاني أيضا من التآكل بفعل الرياح الشديدة المحملة بالرمال التى تبلغ درجة صلادتها سبعة فى حين أن صلادة الحجر الجيرى المنحوت منه تمثال أبو الهول تبلغ ثلاثة ومن هنا فإن الرياح تصبح بمثابة المنشار الذى يأكل فى جسم التمثال وخاصة منطقة الرقبة التى يؤدى نحرها بهذا الشكل إلى سقوط رأس التمثال ، ومن هنا يجب أن تتدخل وزارة الآثار سريعا لوقف عمليات النحر التى يتعرض لها أبو الهول.

أبو الهول مازال يعاني من التآكل والنحر بفعل الرياح الشديدة المحملة بالرمال
مطالبا بعمل مؤتمر عالمى يتم فيه دعوة جميع المتخصصين فى جميع المجالات لمناقشة ودراسة كيفية حماية تمثال أبو الهول باعتبار أن الآثار المصرية تراث عالمى إنسانى للعالم كله ، خاصة أن المشكلة المتعلقة بأبو الهول متشعبة وتحتاج إلى جهد وخبرة العديد من التخصصات المختلفة حتى تتكامل الرؤية لحماية وصيانة أعظم تماثيل مصر القديمة.


تحتمس الرابع" يحمى أبو الهول "

إقامة مؤتمر عالمى لمناقشة ودراسة كيفية حماية تمثال أبو الهول
وعن السور المكتشف لحماية أبو الهول الذى شيد من 34 قرنا أوضح محمد شيحة مدير منطقة أثار الأهرامات أن البعثة الأثرية المصرية اكتشفت سورا ضخما بني لحماية تمثال أبو الهول أمام معبد الملك خفرع بمنطقة الأهرام ، وبناه الملك تحتمس الرابع لحماية تمثال أبو الهول من الرياح التي قد تؤثر عليه، ويتكون السور المبنى من الطوب اللبن من جزءين، يقع شرقي معبد الوادي للملك خفرع وتمثال أبو الهول، والثاني يقع إلى الجنوب من معبد الوادي للملك خفرع حيث يلتقيان في نقطة تقع عند الناحية الجنوبية للجدار الشرقي ، مشيرا إلى أن أعمال الحفائر للكشف عن بقية أجزاء هذا السور منذ قيام الثورة.