لا أعلم لماذا أنا ..؟ لماذا أنا معقدة هكذا..؟
ولماذا أسأل نفسى مع أننى أعرف الإجابـة ..!.. هذا هو قدرى .. وعليّ أن أعيشـه بتفاصيله ..!..
أعتقد .. أظن .. بأن روحـى المرحة لم تذهب بعد .. فالحياة على لسانى وعلى لسان الكثير قاسية .. و طبيعى أن تكون كذلك مع المراهقـة الخانقة التى أعيشها .. إن كل من عرفته من زملاء وأصدقاء .. يريد كلاً منهم على حدى أن تكون شخصيتى على هواه وحده .. اللعنة .. أيعتقدون أن الأمر بهذه السهولة .. لقد إسترقت خمسة سنوات لأغير صفاتاً كثيرة من نفسى لم أحبهـا قط .. إنهم يدفعوننى للضحك والجنون .. بل للجذع والصراخ عالياً .. واحدة من الفتيات تنزعج من مرحى وتريد أن أكون باردة لا ضحكة لى !؟.. وواحدة تريد منى أن أصبح معقدة أكثر أقصد تريد منى أن أكون من المغرورين أمثالها تريد أن أكون قاسية مثل قسوة البشر التى تعدت الوحوش لا تريد منى الرحمة بأحد وتريد منى أن أخمد مرحى الذى يشرق حياتها البائسة والتكلم معها كل لحظة عن الحب والعشق وذاك المعجب الذى تحبه ؟!.. وسبحان الله واحدة تريد أن أخمد شغفى ولهفتـى للعلم ؟؟!!!.. كيف هذا ؟؟؟!!!!!..
للأسف لم يعطينا الله من العلم سوى القليــل ومع أن هذا صحيح ولكن فـى عصرنا هذا وفى القرن الواحد والعشــرين كثرت العلوم وتفرعت بكثرى فلم يستطع الإنسان أن يحيط بجميـع العلوم المختلفة لقصر عمره .. وقد إختــار كل عالم مجالاً ليبحث فيه ويكتشف فيه ولعله يخترع به .. فأصبح العلمــاء أكثر إنعزالاً وجنوناً بالعلم .. فقط لا يريدون الكثرى بل الإنعزال والإبتعاد عن صخب الدنيا ليتابعوا التخصص والبحث ..
واحدة من الأشياء التى تعقدنى .. عقلى أكبر من سنى بكثير .. إنه عقل شابة فى الثلاثين وليس فى الثالثة عشر .. لأننى أقرأ لمصطفى محمود و أحب نجيب محفوظ وأقرأ كتباً أخرى لكتاب كبار وروايات أيضاً كبيرة ذات قصصاً جريئة جداً ..
ربما هناك أشخاص على الإنترنت لم يصدقوا بأننى عشت هذا العمر الصغير ولكن هناك أشخاص أخرون .. لم يصدقوا بأننى صغيرة أيضاً لأننى مرحة و ذات جرئة و .. أتكلم مثلهم .. وهؤلاء الأشخاص تحديدً لم أستطع فى بداية صداقتهم أن أمنع مرحى المشرق من أن يداعبهم .. لم أستطع أن أتكلم معهم بنضوج أبداً .. لا أعرف لماذا ..؟
ذات يوم أثناء تحدثى مع الأخصائية النفسية بالمدرسة فى هذا الموضوع قالت لى [.. حاولى أن تعيشى سنك .. لا تقرأى تلك الكتب الكبيرة على عقول من هم فى مثل عمرك .. يمكنكى أن تقرأى الروايات كما تريدين .. إستغلى تفتح ذهنك فى المذاكرة وتأليف الروايات مثل روايتك التى أخبرتينى عنها بأنكى ستكتبيها قريباً ((رسائل الفجر)) تمتعى بمواهبك و إجعليها تسليكى فى أوقات الفراغ .. وأخرجى كل ما بقلبك بالورقة والقلم وأسرحى بقلمك لتخرجى ما تراكم بنفسِك ]
سبحان الله منذ أن ولدت وإكتشفت موهبتى الأدبية وأنا أكتب ما بنفسى بورقة وقلم .. جماد .. ليس له قلب .. لا عقل .. لا روح .. لاشيئ .. وكلما كنت مستلقية على سريرى وقد بللت وسادتىبدموعى أضع سماعات الأذن الخاصة بالهاتف وأستمع للموسيقى .. ثم .... أكتب ..!
دوماً أحب أن أسترجع عبق الماضى بصوت عبد الحليم .. بأحب الأغنيتين إلى قلبى .. رسالة من تحت الماء و قارئة الفنجان .. أحفظ جميع كلمات والحان الأغنيتين .. أغانيه تجعلنى أنثر الكلمات وأسرح بالفعل بقلمى فى الأوراق وأخرج ما تراكم ما بنفسى من أحاسيس وأحزان .. وفى النهاية أزيد من مستوى الصوت لأنام على صوته الذى يهمس لقلبى من شدة روعة صوته العذب القوى .. غنيت مرة أغنية قارئة الفنجان لزميلتىّ نشوى و كريمة كانت نشوى تستمع لى بسكون وكريمة تحملق شاردة..
وكأن كل كلمة من أغنية رسالة من تحت الماء .. كل كلمة ... يوجهها العندليب لنشوى .. محملة بالكراهية والحنق .. وخاصة حينما يبدأ الأغنية ويقول ( إن كنت حبيبى .. ساعدنى كى أرحل عنك .. إن كنت طبيبى .. ساعدنى كى أشفى منك .. )) وما بعدها من كلمات ..
يعيش حولى أناساً يساعدون فى تعقيدى أكثر وأكثر .. فقد لبيت لهم إراداتهم وتغيرت فى سنة كاملة .. ولكن من ناحية إيجابية .. أصبحت أكثر وعياً وديناً وتفرغاً للقراءة والتأليف و توسيع خيالى .. ومع ذلك أصبحت أكثر وحدة وسكون و تعقيد .. كل شيئ وزاوية فى حياتى سوداء فى عيناى .. يأس .. و جروح .. و لحظاتاً رهيبة .. بل حياة رهيبة .. كل تلك الكلمات رددها لسانى مع المدعوة نشوى .. دائماً كنت أرى الحياة سوداء وكأيبة ليس بها أى أمان .. بشراً .. أقوى من الوحوش بألسنتهم تلك التى تشبه السيوف الحادة .. أو الإبر السامة ..
دائماً كان يفيض قلمى بشعراً وخواطر مع الموسيقى ليلاً .. وخاصة فى الفجر فهو أكثر وقتاً أشعر فيه بالسكون وصفاء الذهن والنفس .. كنت كل لحظة فى صراع عاطفى وإنهاك عاطفى بداخلى خاصة أننى أنثى .. تمنيت الموت كثيراً و كدت أصاب بالجنون .. أهذا هو عقابى لأننى أريد سعادة غيرى بدون مقابل .. أهذا هو العقاب المر ..؟
لماذا .. أبعدت عنى الطيبون و جعلت هؤلاء هم حياتى .. لماذا ..؟ أعرف أنك تختبر صبرى .. .. وأعرف أن أكثر الناس هموماً يحبهم الله .. وأعرف أنك عادل .. وأعرف أيضاً أنك حكيم وكل كبيرة وصغيرة من فعلاتك بها حكمة .. أعرف ..!
لذا أعطينى أرجوك بعض الصبر وأجعلهم يرحمون .. أرجوك .. إجعل هؤلاء القساة القلب يرحمون .. فقد دعيت لك كثيراً أثناء صلاتى .. "