تابعونا عبر موقعنا الالكترونى
www.misrelmahrosa.gov.eg
رئيس التحرير/ يسرى السيد .. رئيس مجلس الادارة/ سعد عبد الرحمن
وعبر صفحة مصر المحروسة Misr Elmahrosa
http://www.facebook.com/misrelmahrosa2
وعبر صفحة يسرى السيد ( صفحه ثانية برجاء الاشتراك فيها من قبل الاصدقاء)
http://www.facebook.com/yousri.elsaid2
وعبر جروب مصر المحروسة على الفيس بوك
http://www.facebook.com/groups/128999633873157/


القاهرة 02 اغسطس 2012 الساعة 10:03 ص

كالعذراء ..كانت تبتسم فى حياء ، ابتسامة تعد وتتمنع ولاتمنح ... تردى رداء من الصبح الشفاف ، و كلما زاد ضوء الشمس حولها أظهرت بعض مفاتنها لكن دون ابتذال ..

هى طهران التى دخلتها مع مجموعه من الأصدقاء فى أتوبيس نقلنا من مطار طهران مع شقشقة الصباح وزقزقزة العصافيرلنكون أول مريديها فى هذه اليوم .
فى البداية قال لنا المرافق المسافة من المطار إلى قلب المدينة تقترب من ال 35 كيلو مترا تقطعها السيارة فى ساعة فى أوقات الذروة والزحام ، لكن وكأنها كانت على موعد من الغرام معنا ، فتحت أحضانها لنا لنصل فى نحو النصف ساعة فقط ...
كانت فاتنه رغم أنها تصحو من نومها للتو وتتقلب فى خدرها وبدون مكياج ،
كانت الملاحظة الأولى أن مدينة الانتاج الفنى قابلتنا على الطريق وأقيمت على غرار مدينة الانتاج الإعلامى عندنا لكنها أقيمت فى قلب الصحراء وفى حضن الجبل بعيدا عن العمران حتى تكون هى جاذبة له ، وقال مرافقنا بفخر هنا تم تصوير مسلسل يوسف الصديق الذى أثار إعجاب الجميع وكذلك جميع الأفلام والمسلسلات...
قلت البداية هزة فى الصورة الذهنية عندنا عن إيران حيث لا تحريم أو تقييد على الفنون
قلت فى نفسى لاتتسرع انتظر حتى ترى بقية المفردات الحياتية حتى يكون الحكم موضوعيا
عندما دخلنا إلى المدينة فوجئنا بفتاة يافعة جميلة ، النظافة تضعها فى مصاف المدن الأوروبية ، الخضرة فى كل مكان الجبال المحيطة بالطرق مزروعة ،وعندما سألنا عرفنا أن المعدلات العالمية تعطى لكل مواطن 25 مترا من الخضرة ، طهران وصلت إلى 22 مترا وتخطط للوصول إلى الرقم العالمى العام القادم ، وبعض المحافظات الأخرى تخطت وتجاوزت مثل أصفهان التى وصلت إلى 30 متر.
ولأن المساحة هنا لاتكفى أذكر بعضا من المشاهدات التى تحتاج إلى تفصيل فيما بعد لكن أوجزها فى النقاط التالية :

• الكل هنا يعمل ولامجال للاستعباط لأن التحديات كبيرة والهدف والحلم كبير
*أى شارع هنا مقسم إلى حارتين : الأولى للملاكى والثانية لايمر فيها إلا الأتوبيسات العامة التى لاتقل فى نظافتها عن الأوربية ، ويحرم على أى سيارة أخرى المرور هنا حتى ولو كانت سيارة رئيس الجمهورية ، باستثناء سيارات الشرطة والإسعاف ، والسبب كما يقولون أن الغالبية من المواطنين الذاهبين إلى عملهم يركبون السيارات العامة وعلينا توفير الراحة والوقت لهم حتى يصلوا إلى أعمالهم فى أسرع وقت ودون عناء ، وبالمناسبة الأجرة تساوى 10 قروش عندنا وإذا شعر السائق أن الراكب لايملكها تركه دون تأنيب ، والسيارة مقسمة إلى قسمين الأمامى للرجال والخلفى للسيدات .
*المفاجأة الكبرى التى ضربت الصورة الذهنية عندى فى مقتل ، أن السيدات والفتيات يرتدين أحدث صيحات الموضة والمكياج دون ابتذال ، البنطلون الجينز وعليه البلوزة الطويلة وايشارب يكشف الشعر أكثر مما يغطى، وهذا الزى يلتزم به الجميع أجانب أو مواطنين ، صرخت فيما حولى أين المنتقبات والعبايات السوداء والذقون الطويلة المنتشرة فى كل مكان فى الشوارع كما رأينا فى الإعلام الغربى ،
لكن الحمد لله وجدنا هذه الصورة النمطية للسيدات المنتقبات والمتشحات بالسواد و بالقرب من منزل أية الله الخومينى وفى المطار الداخلى ، وكانت الإجابة المفاجئة أنهن عراقيات جئن لزيارة الأماكن المقدسة !!
• الكل هنا يعمل ولامجال للاستعباط لأن التحديات كبيرة والهدف والحلم كبير : أن تكون إيران دولة قوية ، والقوة لاتأتى إلا بالقوة العسكرية ، ولن اتكلم عنها هنا والقوة لأبد أن تكون متنوعة ،الاقتصادية والصناعية والتعليم والصحة .
• ومن قرأتى السريعة استنتج أن الحصار جعل الإيرانيون يحولون بلدهم من دولة مستوردة لأكثر من 85 % الألبان ومنتجاتها إلى دولة مصدرة لها !! ، هذا على سبيل المثال
• الحصار جعلهم فى المرتبة الثانية بعد هولندا فى تصدير الزهور ، والزهور أحد المفردات اليومية فى الحياة الإيرانية .
• الحصار جعل صناعة الحديد والصلب هنا فى مصاف الدول المتقدمة ، ويكفى أن أذكر أن أحد المصانع مقام على مساحة 35 كيلو متر مربع ليذكرنا بمصانع حلوان للحديد والصلب التى أقامها عبد الناصر وخربها مبارك وزبانيته ، هذه المصانع جعلت إيران متقدمة صناعيا للدرجة التى تجعلها تنتج وتصنع أكثر من 17 نوعا من السيارات بالكامل وأكثر من 20 ماركة عالمية بالتصنيع المشترك ، والكل يركب السيارات المحلية بدءا من رئيس الدولة الذى يركب سيارة بيجو عادية لاتليق بنائب مدير عام عندنا !!!
المفاجأة الكبرى التى ضربت الصورة الذهنية عندى فى مقتل ، أن السيدات والفتيات يرتدين أحدث صيحات الموضة والمكياج دون ابتذال
• الحصار عندهم جعلهم على وشك انتاج أول طائرة ركاب ، وجعل مترو الانفاق بخطوطه السبعة التى تغطى أكثر من 250 كيلو مترا فى كل أرجاء طهران فى المرتبة الثالثة عالميا بعد أمريكا وفرنسا ، والمهم هنا أنهم استقدموا شركة صينيية لتصنيع عربات المترو ومعدات الانفاق فى البداية لتغطية السوق المحلى ثم دخلوا معها شركاء للتصدير إلى دول العالم !!
• الحصار عندهم جعلهم يناطحون واشنطن وإسرائيل بالعمل والعرق وليس بالأغانى والهتافات ، وحتى السفارة الأمريكية التى حولوها إلى متحف جعلوها رمزا للتحدى وللتقدم.
• الأسواق هنا مليئة بكل شىء ، لكن أكثر ما يلفت النظر نظافة الأسواق ومحلات الخضر والفاكهة حتى تشعر أن الفاكهة والخضروات لم تنبت من طين بل جاءت من السماء مباشرة فى لوحات فنية بديعة لايقدر عليها إلا الخالق الأعظم .
• المحلات تغلق أبوابها فى التاسعة مساء والكل ينام مبكرا إلا فيما ندر ، لأن الكل فى انتظار الصباح الذى يأتى بالتحدى والعرق دائما.
• الجمال هنا فى كل مكان ، اللون الرمادى هو الغالب على المبانى والأسطح خالية من الكراكيب ، وتناديك أن تجلس فيها تناجى السماء ، وإذا كان هناك مبنى بلون مختلف يكون لونه هادىء جدا لايتشاجر مع اللون الرمادى .
• تشاهد بين الحين والأخر من يعزف الموسيقى الإيرانية فى الأسواق والكثير يمنحه بعض النقود دون ابتذال .
• الثلوج على الجبال المحيطة بطهران تذوب ، وتجد مساراتها على جانبى الشوارع فى جداول أو مجارى تنحدر فيها المياه بقوة ولاتجد إيرانى يرمى قمامة فى هذه المجارى التى تأتى بالمياه من أعلى الجبل وتخرج بها خارج طهران.
• الكل يحب مصر والمصريين ويحلمون بزيارتها ومن يعرف العربية كان لأم كلثوم والسينما المصرية نصيب المعلم الأعظم بعد القرآن الكريم طبعا.
• هنا بعض اليهود والمسيحيين والمجوس ممن يقدسون النار ، وحق العبادة مكفول دون تقييد ، للدرجة التى يسمحون فيها لليهود بالذهاب إلى إسرائيل ، وهى الشيطان الأكبر للإيرانيين!! .
• السؤال الذى طاردنى طوال الرحلة أين نحن من هؤلاء ؟
، والمقارنه هنا مع إيران ولن أقول أمريكا أو المانيا أو اليابان ... الخ
هل نحتاج نحن أيضا إلى حصار وأعداء حتى نتقدم ؟
وللحديث بقية ..
[email protected]