08-21-2012, 03:10 PM
|
|
[الفًصِلْ الثّآنـِـــي]
كلّ شيءٍ أبيض ..!
لا أرى سوى البياض ...
أينِ أنا ؟؟
ولمَ أنا هُنا ؟!
بدأت أستجمع قوايّ وأفتح عيني جيداً لأجِد نفسي
في احدى غرف مشفىً ..
حركت جسدي المتثاقل و بدأت أتذكر ماحدث حاولت النزول من السرير
بقدر استطاعتي .. ثم ...
سمعت أصوات أشخاص يتحدثون ..
- إن حالته عجيبة !!
- أجل لقد بحثت كثيراً فيه , لا يوجَد دليلٌ أنّه مرض!
- في الحقيقة أنها أول مرة أرى فيها مثل هذه الحالة
- لقد خفت كثيراً لأننا في العادة لا نرى دم يخرج من العينين
- سنحاول البحث عنه أكثر
انهما طبيبين .. يتحدثان عن أخي ..!
لم أتمالك نفسي اتجهت نحو الباب مباشرةً فتحت الباب بقوّة ثم قلت :
- أينَ هوَ ؟!!
- ها ؟ من هوَ؟
- الذي تتحدثان عنه .. أخي ؟!
- آه أنتِ اخته إذاً !!
- أجل أخبراني أين هوَ ؟
- هدئي من روعكِ يافتاة .. نأسف أن نقول لكِ ذلك ولكنّه في الحجر الصحّي !
ملاحظة : الحجر الصحي مكان مغلق يحطوا فيه
الناس اللي فيهم أمراض معدية وخطيرة جداً ..
تراجعت خطوتين للوراء ثم قلت ...
- ولكنكما قلتما أن هذا ليس مرض
- نحن لَسنا متأكدين ..!
يا إلهي أين أمّي ألا تدري بما حدث ؟!
أشعر بأنّي في حلم , بل كابوس مرعب .. لابد أن أمي ستفقد وعيها اذا علمت
عن الأمر ..!
هرعت الى مدرسة أخي , ثم دخلت الصف لأتاكد بما حدث له
وجدت الصف مغطى بأشرطة( keep Out ) (ابقَ بعيداً) وبدون وعي دخلت الصف
وقفزت فوق الاشرطة كان كل شيءِ في مكانه
.. أوراق الإمتحان , حقائب الطلبة , وحتى الدماء
قفزت فوق أحدْ الأشرطة لأصِل إلى مقعد أخي ..!
أخذت أتأملّ المكان .. شدتني ورقة أمتحانه ..
أخذتها واذا بها كتابات غريبة وأنا مُتأكدة بأنها ليست اللغة الانجليزية
وايضا في نهاية الورقة رسم طائر بومة قد أغلقت أعينها
كان ذلك عجيباً بدأت أشعر بالخوف , لم أعد أفهم شيئاً حتى أنّه
لم يحل شيئاً من الإمتحان !!
كنتُ في أوج تفكيري حتى صرخ أحدهم عليّ : هيي أنتِ مالذي تفعلينه هُنااآ ؟!
ألا ترين أن هذا المكان محظور ؟؟
التفت للوراء وإذا بهِ شرطيّاً
- أنا.. أنا لا أفعل شيئاً
- حسناً اذا اخرجي من هُنا واتركي الورقة من يديكِ!!
خرجت من المدرسة وقررت أن أعود للمشفى لعلهم يسمحون
لي بأن أرى أخي ..!
ولكنّ ماحدث هوَ العكس !! لم يسمحوا لي أبداً
ولكن احدى الممرضات رأفت بشأني وقالت لي :
- اسمعي أيتها الفتاة سأسمح لكِ برؤيته ولكن ..
- ماذا؟
- أخاف أن تتأثري كثيراً ويغمى عليكِ .. إنّ رؤيته في تلك الحال ليس أمراً يسيراً
- لا بأس .. خذيني أرجوكِ
كَانت الممرضة تحمل مفتاح غرفة الحجر الصحي ..
فتحَت الباب قليلاً ثم قالت : يمكني رؤيته من هُنا ولكن لا تدخلي ...!
تقدمت قليلاً ثم : أغمضت عيني ..! وانهالت دموعي ..!
وكانت الممرضة تمسك بكتفي .. لقد كان مغطى بالأشرطة البيضاء حتى
عينيه لم تسلم مٍنها ..!
أخرجتني الممرضة وأقفلت الباب ثم قلتُ لها : هل هوَ في غيبوبة ؟
- أنا آسفة نعم انه كذلِك ..
أطرقت رأسي ثم قلت : هل تظنّين أنه مَرض أم شيءٌ آخر ؟!
تنهدت ثم قالت : لا , لاأظنّ ذلِك , لا تخافي عليكِ العودة الآن
الى المنزل نحن سنهتم بِه ..
عدت إلى المنزل خائبة .. ثمّ تذكرت أمّي أين هيَ ..
ولماذا لم تسأل عن طفليها اللذان غابا عنها كل هذا الوقت ؟!
ناديت عليها .. ولم يرد أحد ..
دخلتُ المطبخ لعلّي أجدها فيه ولكنّي لم أجد سوى
رسالة علقت فوق الثلاجة وقد كتب عليها :
" أنا آسفة ياصغيريّ لقد حدث أمرُ طارئ واضطررت أن أسافر
إلى المدينة المجاورة لمدة ثلاثة أيام ستجدون العشاء
في الثلاجة كل ماعليكم فعله هوَ تسخينه , أمّا العشاء والغداء للأيام القادمة
فقد وضعت النقود في ... "
لم أكمل الرسالة بل غضبت ومزقتها هستيرياً ,
كيف رحلت دونَ أن تعرِف عنّا شيئاً ؟!!
ما الذي سأفعله الآن ؟! ماذا ؟
الاسئلة:
-هل اعجبكم البارت؟
- ماذا ستفعل ربى في غياب امّها؟
- و كيف ستتصرّف؟
- و هل سينجو مجد؟
لتعرفوا ذلك تابعوني في البارت الثالث
الى اللقاء [/I] [/COLOR] |
__________________
عندما انظر الى صورتك اتذكر ,ضحكاتك ابتساماتك, صوتك , اتذكر كيف تلعب معي
تأخذني الى حيث اشاء ,تأخذ دور الساحر و تشرع في اضحاكي انا و اصدقائي ,تأخذنا
جميعا الى مدينة الملاهي و عند حلول الظلام ,تحكي لي حكايات جميلة و توصيني الا
ارويها نهارا ,اتذكر كيف كنت تأخذني الى المحلات فتشتري لي كل ما اشاء حتى و لو
كنت املكه سابقا ,اتذكر ابي تلك الضحكة الجميلة و ذلك الحنان ,اتذكر نظرتك لي ,اتذكر
عندما تنصحني و تأخذ بيدي عندما ابكي ,فقط بالمجرد النظر الى صورتك ارى كل
ذلك بلمح البصر ,فاحس بنار تندلع داخل قلبي لا يحس بها الا من عانى مثلي ,رحمك الله يا أبي |