اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فارس الاحزان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دائماً ما تقترن النعومة بالأنثى فنطلق عليها الجنس الناعم , لكن ما مفهوم النعومة لا أدري ؟
مفهوم النعومة اقترن بالمرأة وذلك بسبب اتصاف السواد الأعظم منهن بالصفات التي ذكرتها بين ثنايا موضوعك..
هل هي نعومة الملمس ؟ لا أعتقد فهناك نساء يفقن الرجال خشونة ( حدث ولا حرج ):baaad: كم أن هناك رجال مثل الزبدة ولا مؤاخذة خاصة في أوربا والدول المتقدمة وقد تتعب حتى تعرف نوع ( البيه ) ذكر أم أنثى !
لكل قاعدة شواذ..
ربما نعومة التعامل مع الرجل , لكن أيضاً لا أعتقد أن هذا صحيح بالمطلق , فالفتاة تستميت لتعطي انطباعاً جيداً عنها خاصة في فترة الخطوبة , كأن تتكلم بصوت هامس لا تدري من أين يصدر على وجه الدقة ! هل من الأنف أم من تحت الضرس :ha3: ,
عجيب والله.. وكأن هذه التصرفات حكراً على الفتاة!!
أما الفتى فهو الملاك الطاهر الذي يتحدث عن نفسه بكل شفافية وصدق خصوصاً في هذه المرحلة..
أولستم أصحاب سأفعل وسأفعل..
وسأريكِ ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر..
وصدق فقد أراها كل ذلك ولكن بطريقته الخاصة..
وهل سيخطر ببالها يوماً أنها سترى النجوم في عز الظهر؟!!
لا أعتقد أن هذا صحيحاً , فأعداد النساء في تزايد مستمر - ربنا يزيد ويبارك - وفاقت الرجال عدداً , مما ساهم في ارتفاع العنوسة بين البنات مع سوء الأحوال الاقتصادية والمغالاة في متطلبات الزواج من مهر وشقة وشبكة ..
فلا أعتقد أن هناك شاباً يقول مثل هذه الأشياء في تلك الأيام , فاللعب على المكشوف وأهل الفتاة يسألون جيداً عن الشاب الذي يتقدم لخطبة ابنتهم ,حتى قوانين الأحوال الشخصية قد أفقدت الرجل جزءاً كبيراً من هيبته مع زوجته , فالزوجة تأخذ كل شئ منه بداية من امؤخر الصداق والشقة - وما فيها - والشبكة والأولاد بالإضافة إلى نفقة المتعة ونفقة الأولاد ومصاريفهم الدراسية ويخرج الرجل يامولاي كما خلقتني !!
وسرعان ما تكتشف كذب هذه النعومة أو الخشونة بعد شهر العسل ودخول الزوجين في دوامة الحياة , فحينها ينقشع الغبار وينهار قناع النعومة عند أول مشادة :kesha:
أما قناع الخشونة فربما انهار من أول طلب لغرض منزلي..
وهل لديهم أعز مما في جيوبهم؟!!
هل تقتنعين أن هناك زوجة - الآن - تنتظر أن تسأل زوجها نقوداً ؟ فالمرتب من يد الصراف في العمل ليد الزوجة في المنزل بل وقد يقترض في أغلب الأحوال .. أو على الأقل تنتزع ما تريده من جيوب زوجها أثناء نومه
" كانت جوزاة هباب " " أنا كان عقلي فين يا رب , هو أنا انطسيت في نضري "... حينها تتذكر ذكريات الخطوبة وأنت تخبط رأسك في أقرب حائط .. بل نحن الأولى بفعل ذلك.. واحنا ايش إلّي ضيعنا غير هذا الحائط؟؟ ربما تركيبتها الأنثوية التي تختلف مع تركيبة الرجل الخشنة , وبالتالي فهذا خشن إذاً الآخر لابد وأن يكون ناعماً ,
سبحان الله مع وجود الاستثناءات في كلا الجنسين لكني أراك تقبل بتطبيق الحكمة التي تقول: "غراب واحد أبيض يكفي لنفي مقولة أن جميع الغربان سود" عليكم..
صحيح أن التشبيه في هذه الحكمة متطابق تماماً والجنس الخشن لكن لا بأس بالقياس في حقنا..
فلو كان الطرفان متجانسان سواء بالنعومة أو الخشونة فحتماً ستنتح تسونامي بشري يهلك الأخضر واليابس ..
بالرغم من أن الجنس الخشن وحده كفيل بالقيام بمثل هذه المهمة وأعظم..
وبالتأكيد ليست نعومة الصوت هي المقصودة , فلقد مر صديق لي بتجربة أليمة عندما رد على تليفون لفتاة صوتها غاية في العذوبة بطريق الخطأ , ولكن المكالمة طالت واستمرت المكالمات لمدة طويلة وصديقي يعيش في جنة من الأحلام الوردية مع صاحبة الصوت الناعم , حتى جاء الفرج وحانت اللحظة ليمزج الواقع بالخيال , وجاءني يطير من الفرح فلقد وافقت أخيراً على اللقاء به وحددت الميعاد وطريقة التعرف عليها من ملابسها ...
لكن مضت ساعات ولم أره أو أسمع عنه شيئاً والحقيقة لقد حسدته على هذه المغامرة الجميلة والنهاية الأجمل , لكن جرس المنزل قطع حسدي وتخيلاتي وفوجئت بوجه شاحب وعينان زائغتان ويد مرتعشة , يا للهول ,إنه صديقي ! انهار على الكرسي ودخل في وصلة ضحك بصوت عال وهو يخبط على رأسه بيده من كثرة الضحك وهو يحكي لي مالا عين رأت ! حثثته على مواصلة حديثه فلقد بدات الغيرة تنهش في جسدي , قلت له هل رأيت صاحبة الصوت الناعم .
هو :- - وبحرارة - نعم
أنا :- يبدو أنها حورية من الجنة يا صديقي هنيئاً لك .
هو :- - وبأعلى صوته - لا قابلت اسماعين ياسين !
أنا :- بتقول مين ؟
هو :- فاكر فيلم الآنسة حنفي لاسماعين ياسين ؟
أنا :- أكيد
هو :- أهو أنا قابلت الآنسة حنفي ..
لكن ما يثير الفضول فعلاً هو ردة فعلها هي..
لعلها الآن تنظم الدواوين وتندب حظها العاثر الذي آراها الحقائق كما هي..
ولكن لابأس فرب ضارة نافعة..
بالفعل لقد ندبت حظها العاثر لأنها لم تجد الأستاذ حنفي فتى أحلامها
تركته وأسرعت للمطبخ أعد له فنجان قهوة مستكوفي وأنا أكتم ضحكاتي عليه وعلى نفسي ..
فلقد كنت خارجاً لتوي من علاقة انتهازية كنت أنا الضحية ولم أكتشف ذلك إلا بعدما أصبحت على الحديدة وأشهرت افلاسي وانهيار مصروفي .. فلقد كانت زميلتي في الجامعة وكنت منبهراً بها وبجمالها الهادي , حتى حانت اللحظة وتعرفت عليها وبالتأكيد لابد وأن أمارس دور الرجل والجنتلمان وأعزمها على كافيتريا الجامعة فأبديت سعادتي ظاهرياً وأنا أتحسس جيوبي جيداً فلم يكن معي سوى القليل من النقود التي تكفي بالكاد 2 ليمون وبدون بقشيش , لكن لايهم فكل شئ فداء المومنت المنتظرة والكلام الذي سيخرج من القلب ليصل إلى القلب , لكن لم يخرج مني كلام في هذه المومنت بل حشرجة عالية أعقبتها كحة متواصلة عندما اختارت أن تأكل ! يبدو أنها كانت - واقعة من الجوع -فالتقطت المانيو بمهارة فردية رائعة وعيني تتجول بسرعة الفهد على أسعار الوجبات وفي ذات الوقت يدي داخل جيبي تعدد النقود , فاخترت صنفاً معيناً لها لتأكله ولم أطلب لنفسي شيئاً , فاندهشت وسألتني لما لم تطلب لنفسك شيئاً ؟ فتظاهرت بأنني معزوم على غذاء فاخر بعد المحاضرات رغم أنني كنت أتضور جوعاً ورائحة الطعام كادت أن تحولني إلى وحش مفترس يلتههمها هي قبل الأكل ..وانتهت المومنت وافترقنا وذهبت لزميل لي أقترض منه أجرة المواصلات .. وتكررت المومنتات حتى نفدت بجلدي فلقد زادت قروضي وكما ذكرت أشهرت افلاسي العاطفي والمادي سريعاً بسبب الجنس الناعم ! وبإشهار بطلنا لإفلاسه يُسدل الستار على هذه القصة المؤلمة والتي انتهت في بدايتها.. وما يزيد الألم رطلة هو تحول بطلنا من عاشق ولهان إلى أحد آكلي لحوم البشر.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.. وعلى العموم فهذه هي ضريبة الظرافة الزائدة.. وعلى قول المثل:
"إلّي يبي الدح ما يقول أح"
وهناك مثل آخر : اباب اللي يجيلك منه الريح سده واستريح " وهذه ليست رياح يعقبها أمطار بل - بعيد عن السامعين - عواصف وزعابيب بيب بيب :kesha:
شكراً جزيلاً لك أخي الكريم على الموضوع الممتع والأسلوب الراااائع في الطرح..