وطرقت هولي الباب ومن ثم فتحته ودخلت وجيسيكا خلفها ، ولقد كان يوجد بالغرفة مكتب فخم وخلفه رجل يرتدي نظارات للقراءة منهمكا بأوراق في يده و يوجد أيضاً مكتبة صغيرة ، بها بعض الكتب والزخارف فقط ، هذا ما كان يوجد بالغرفة من رغم حجمها الكبير ..
جيسيكا في نفسها باستغراب " انه حقاً شخص غريب عندما طرقنا الباب لم يجب ، اما الأن لم يلتفت إلينا حتى ، هل يتجاهلنا ؟ ، ام تلك الأوراق انسته الدنيا من حوله "
قطع سلسلة أفكارها صوته قائلا ببرود و لم يكلف نفسه عناء النظر: ما الأمر هولي ؟
فقالت هولي بكل هدوء : سيدي ، هذه جيسيكا و قد تقدمت للعمل معنا 0
وعندها ترك الأوراق من يديه والتفت الى جيسيكا و اسند مرفقيه على الطاوله ، وشبك يديه و من ثم اسند ذقنه عليهما ..
قال في نفسه " تبدو فتاة مجتهدة و مخلصة وبالنظر الى ملابسها فهي تبدو معتادة على هذه الاعمال ".
وكانت جيسيكا مرتبكة و متوترة وخائفة من نظراته وجبينها يتصبب عرقا ، وهي تقول في نفسها : " ما به ينظر إلي هكذا ، إنه حقاً غريب "
ومن ثم عاد رالف إلى أوراقه و قال : لا بأس يا هولي ، يمكنها العمل هنا ، والآن اخرجا فأنا مشغول .
قالت هولي بفرح : حسنا يا سيدي .
ومن ثم أمسكت يد جيسيكا و أخرجتها من الغرفة ..
قالت وهي سعيدة : أتعلمين كنت خائفة من أن لا يوافق ، فأنت سابع شخص يتقدم لهذه الوظيفة ،
قالت جيسيكا بإستغراب : حقاً !!!
قالت هولي وهي تهز رأسها بينما تسيران على الدرج : لا تستغرب ـي فالسيد رالف لديه نظرته للناس ، فهو يعرفهم من أعينهم وحتى تصرفاتهم .
فابتسمت جيسيكا و قالت في سرها " إذا هو يثق بي لهذا وافق علي " ..
فتحت هولي باب المطبخ وقالت بمرح : والآن سترين المكان الرائع ، الذي تصنع فيه هذه الوجبات الشهية .
ومن ثم دخلت و سحبت جيسيكا خلفها ، ذهلت جيسيكا فهي لم ترى سوى طباخا واقفا و بجانبه امرأة تعاونه ..
فقالت في نفسها " هل يصنعان كل هذا الطعام بمفردهما . وعندها انتبها لجيسيكا و قالا بابتسامة : من هذه الجميلة التي بجانبك يا هولي .
فتوردت وجهتي جيسيكا خجلا و هي ليست معتادة على هذا النوع من المدح فهي لم تكن تسمع من زوجة عمها سوى الذم ..
فقالت هولي و هي تضحك من مظهر جيسيكا : انها تدعى جيسيكا و هي ستساعدكما في المطبخ ثم أردفت وهي تنظر لجيسيكا أعرفك بطباخنا مارسيل و زوجته ماريا ،
فقالت جيسيكا بلطف : تشرفت بمعرفتكما
ردت ماريا بابتسامة صغيرة : الشرف لنا.. وأومأ مارسيل موافقا
دخلت جين و هي تبتسم ، وحالما رأت جيسيكا تحولت ملامحها الى ملامح غضب ، وسلمت لمارسيل و ماريا ورقة الطلبات و رحلت وقد أغلقت الباب بقوة خلفها ،..
وعندها قالت هولي بتوتر و هي محاولة تلطيف الجو : ستعملين ابتداء من الغد ، يمكنك الذهاب للمنزل الآن و العودة غداً ..،
وعندها شعرت جيسيكا بشيء من الحزن ، فهي لا منزل ولا مأمن لها ، وعندها حكت لهولي وماريا ومارسيل ، مالذي حدث لها في محطة القطار وكيف انتهى بها المطاف هنا ، وبعدما ختمت جيسيكا حديثها بزفير ..
قالت ماريا : لا بأس يا عزيزتي يمكنك أن تأخذي الغرفة التي بجانب المطبخ من الباب الخلفي .
فأخذتها هولي إلى هناك ، ففرحت جيسيكا و شعرت بشيء من الأمان والحنان .