08-27-2012, 11:40 AM
|
|
عمرو الشوبكي يكتب ما بعد 24 أغسطس: أين الفشل؟ «2-2»
القاهرة 27 اغسطس 2012 الساعة 09:49 ص
جاءت مظاهرة 24 أغسطس محدودة الحجم باهته التأثير، شارك فيها على أقصى تقدير 5 آلاف شخص، وكان يمكن أن ننجح فى أول اختبار ديمقراطى لولا أخطاء كثيرة وقع فيها الجميع، بدءا من دعاة المليونية الوهمية ومن ابتذلوا كلمة الثورة حين ادعوا أن مظاهرة احتجاجية عادية هى ثورة ثانية وأن مئات الآلاف سيشاركون فيها وثبت للجميع أنها كانت مظاهرة أقل من عادية.
وإذا كان عدد المشاركين بالمئات فكيف يمكن أن يطالبوا بقطع الطرقات وإيقاف حركة السير دون أى شعور بالمسؤولية تجاه باقى المواطنين المصريين الذين سئموا هذا النمط من الاحتجاج وينتظرون بناء تيار مدنى مؤثر فى الشارع وقادر على منافسة الإخوان فى أى انتخابات قادمة.
أما الفشل الثانى فهو طريقة تعامل خصوم تلك المظاهرة وخاصة من الإخوان معها، فرغم هزالة الحدث وامتناع كل الأحزاب والحركات السياسية الرئيسية عن المشاركة فيها، وغياب كل الشخصيات العامة والنواب السابقين باستثناء النائب محمد أبوحامد، بما يعنى أن كل المؤشرات تقول إننا أمام مظاهرة أقرب للوقفة الاحتجاجية، ومع ذلك شن كثير من أعضاء الجماعة هجوما كاسحا على منظمى المظاهرة وتم تخوينهم تارة وتكفيرهم تارة أخرى، واعتبر البعض مخطئا أن فشل 24 أغسطس دليل على أن مرسى قد نجح فى استقطاب الـ 12 مليون الذين صوتوا ضده لصالحه، والحقيقة لا علاقة لها تماما بذلك، فالصحيح أن الشعب المصرى لديه فطرة سليمة وأنه يعرف أن مرسى لم يغتصب السلطة مثل مبارك وأنه جاء بانتخابات ديمقراطية- حتى لو شهدت تجاوزات- وأنه لن يقبل أن يسقطه بالتحريض والتظاهر إنما عبر انتخابات ديمقراطية أخرى على «مرسى» نفسه أن يكون ضامناً لها.
نعم الشعب المصرى تقدم نصف خطوة نحو احترام قواعد الديمقراطية، وقدم رسالة لمن أيدوا التظاهر ومن رفضوه، أنه لن ينزل فى وقفات هزل أو مليونيات وهمية، وهى رسالة لم يفهمها من حركوا البلطجية الذين اعتدوا على المتظاهرين فى ميدان طلعت حرب والتحرير وأمام المنطقة الشمالية فى الإسكندرية، فقد اعتادوا أن يتحركوا بأوامر من فى الحكم، هكذا كان الحال مع الحزب الوطنى وهكذا دلت المؤشرات الأولى مع حكم الإخوان. فهل سيواجهون هذه الظاهرة التى اكتووا بنارها سنين طويلة أم يتركونها طالما تستهدف غيرهم؟. أما الفشل الثالث فكان فى أداء وزارة الداخلية، صحيح أنها لم تتعرض بأى صورة للمتظاهرين، ولكنها تراخت بصورة كبيرة فى حمايتهم، وخاصة ما جرى أمام حزب التجمع والمنطقة الشمالية فمسيرة بالعشرات تتعرض لاعتداء فى غياب كامل لأجهزة الأمن، وبقى البلطجية على نواصى الشوارع لساعات طويلة وهم يحملون الجنازير والأسلحة البيضاء دون أن تتدخل الشرطة، الأمر نفسه تكرر بصورة أخطر فى الإسكندرية حيث كانت «الشرطة والجيش يداً واحدة»، وتركا البلطجية يعتدون على المتظاهرين ويوقعون قتيلا وعدداً من المصابين.
يجب ألا تعيد الداخلية مشاهد العهد السابق، حين ركزت كل جهودها على حماية أهل الحكم فركزت على حماية القصر الجمهورى ومقار الجماعة الحاكمة، أما المواطن الذى يجب أن يكون هدف الوزارة الأول والأخير فقد قصرت فى حمايته بشكل واضح.
نعم كان يمكن أن تمر هذه المظاهرة بهدوء وسلام كاملين لو قبل الإخوان وجود مظاهرة باهتة لن تقدم ولن تؤخر، واعترف القائمون عليها أنهم أقلية، وأن الإخوان يحكمون بالديمقراطية، وأن يصبح هدف الشرطة حماية المواطن قبل قصور أهل الحكم والجماعة.
|