سيزوكا : أين ذهبت مسرعاً صباح الأمس يا آيكو ؟
آيكو : لقد كان لدي عمل ما يا أبي أنجزته وعدت إلى هنا .
شيزوكا : لكنك لم تكن في الشركة .
آيكو بهدوء : وهل العمل يقتصر فقط على تواجدي بالشركة يا أمي ؟
يوشي بنعاس : صباح الخير .
آيكو بإبتسامة : صباح الخير يا صغيري .. هل أنت بخير اليوم .
يوشي بإبتسامة : أجل بخير لا تقلق .
آيكو : لماذا لا نذهب إلى مدينة الألعاب اليوم ؟
سيزوكا : مدينة الألعاب ؟!
آيكو : أجل لدي رغبة بالذهاب إلى هناك .
سيزوكا : ولماذا لا سيكون الأمر ممتعاً .
شيزوكا : لقد أصبحت عجوزاً .. فلماذا أنت متحمس إلى هذه الدرجة ؟
سيزوكا بإنزعاج : ربما ولكنني بصحة جيدة فأنا لا أعاني من أي مرض يمنعني من اللعب .. وعلى عكس أحدهم أمتلك روح شبابية رائعة .
آيكو : ههههه حسناً .. حسناً سوكي أترغبين بالذهاب ؟
شيزوكا : إذن ستضعني أنا وسوكي في السوق وتذهبون أنتم إلى مدينة الألعاب تلك .
آيكو : حسناً كما تريدون .. إذن لنذهب .
آيكو وهو يحمله : سأشتريه لك في طريقنا .
يوشي : من السيء تناول الطعام قبل الذهاب إلى مدينة الألعاب يا أبي .
آيكو بإبتسامة : أعلم .. ولكن نحن لازال علينا أن نوصلهما إلى السوق .
في الطريق إلى السوق .. جلس آيكو خلف المقود ووالده بجانبه وفي الخلف جلست شيزوكا و سوكي وفي منتصفهما جلس يوشي
سيزوكا : هي صغيري لماذا لا تأتي وتجلس في حضني أرى أن هذا أفضل لك .
يوشي : لا , لا بأس بذلك .
سيزوكا : هوشي إستمع لي ....
آيكو بملل : حسناً هلا توقفت عن التمثيل الآن أبي .
آيكو : يستحيل أنك لم تكتشف الحقيقة حتى هذه اللحظة .
سيزوكا بإبتسامة : هل يعني هذا أنك إكتشفتها ؟
شيزوكا : عن أي حقيقة تتحدثون ؟
يوشي : هل أقفز إلى الأمام أم ماذا ؟
آيكو : أجل تعال إلى هنا .
نهض يوشي وجلس بحضن جده في الأمام .
شيزوكا : كانني أتحدث هنا ؟
سوكي : إنه يوشي لا هوشي .. لقد قاما بتبديل مواقعهما أثناء ذلك المخيم .
شيزوكا : ماااذا ؟؟ أتعني أنك ابن هانا ؟
يوشي بتفكير : أظن أن كلانا ابنيها لذلك ...
شيزوكا : أتحاول السخرية مني يا حفيدي العزيز .
يوشي بتوتر : بالطبع لا يا جدتي .
شيزوكا : جيد .. بكل حال كيف كانت العطلة هنا ؟
يوشي : جميلة .. على الأغلب .
شيزوكا : ماذا تعني بنبرة الشك هذه ؟
سيزوكا : إهدئي قليلاً .. أي عطلة جميلة وقد غضب والده في أكثر من نصفها .
آيكو : أجل آسف حقاً بشأن ذلك .
يوشي : لا أبداً يا أبي .. أنا سعيد لإنني قضيت بعض الوقت الجميل معك .. وحتى ذلك الوقت وأنت غاضب أو حزين أشعر الآن بأنني أعرفك أفضل .
إبتسم آيكو بوجهه وهو يمسح على شعره .
هوشي بحماس : إذن من هو الذي سأجرب عليه مقلبي الجديد .
هانا : هوشي إياك أن تفعل أي شيء سيء .
هوشي : أمي أرجوكِ أنظري إلى أولئك الأطفال مثلاً إنهم يؤذون تلك القطة المسكينة سأذهب لتخليصها منهم .
أبناء يوري : ونحن أيضاً .
يوري : ههههه لا بأس دعيهم يلعبون كما يحلو لهم اليوم يا هانا
تاكاشي : أظن أنني سأذهب لمساعدته بتنفيذ ذلك المقلب .
تاكاشي : أجل فأنا لم أحظى بوقت ممتع منذ أعوام .
هانا : أخي أين ذهبت ؟؟ أعني عندما أختفيت .
يوري : أجل لماذا تركتنا لوحدنا كل تلك السنين ؟
شد تاكاشي على قبضة يده وهو يتذكر ذلك المبنى المهجور الذي لا تدخله أشعة الشمس بسبب تلك الأبنية الملاصقة له .. رائحة الرطوبة و العفن منتشرة بكل مكان .. لقد كان محبوساً في ذلك المكان لمدة طويلة قضى فيها أسوء أيام حياته حتى أنه تمنى لو أنه لم يولد بسبب ذلك التعذيب الذي تعرض .. وأيام الجوع والعطش ... شعر بيد هانا على كتفه مما دفعه إلى الإستيقاظ من تلك الذكريات المؤلمة .
هانا بقلق : هل أنت بخير ؟
تاكاشي بإبتسامة : أجل بخير ... بكل حال أريد أن أذهب قبل أن يتم تنفيذ المقلب أنتما الإثنتان ستأخراني .
يوري : أشعر بأنه قلق من شيء ما .
يوري : لا بأس هيا تعالي حتى نتمشى قليلاً .
تمشت هانا مع يوري بجانب ذلك النهر الطويل .. أجمل ما يميز تلك القرية هو حديقتها العامة التي تمتاز بهوائها العذب .. وتلك الأشجار الخضراء التي تزين المكان والحيونات الطبيعية الأليفة كالسناجب وغيرها تلهوا في الأرجاء .
هانا : أنا حقاً أحب هذا المكان .
يوري : أنتي محقة .. لقد كنا نأتي ونلعب هنا عندما كنا أطفالاً .
آيكو وهو يضحك : والآن أين هي روحك الشبابية يا أبي هههههههه كُل هذا بسبب لعبة واحدة فقط !
سيزوكا : أغلق فمك أنت .. ألم تجد سوى هذه اللعبة المزعجة .
يوشي : لم تكن مزعجة .. لإنة لعبة الدودة ليست سيئة إلى هذه الدرجة .. ماذا ستفعل إن ركبت بالسفينة أو قطار الرعب يا جدي ؟
سيزوكا : أيها الصغير إياك أن تظن أنني شيخ هرم لا أستطيع اللعب .
آيكو : إذن ماذا سوف تلعب بعدها يا أبي ؟
آيكو : تتمشى هنا .. وماذا سوف تستفيد ؟
سيزوكا : لا شأن لك .. فاللعب معكما أمر مزعج .
آيكو : لا بأس .. سنذهب معك ما رأيك يا بني .
يوشي : انت محق .. سنذهب معك .
سيزوكا : لا أريد الذهاب معكما .
يوشي : ههههههه ولكننا سنذهب .
ليغادروا بعدها مدينة الالعاب متوجهين إلى مطعم ما لتناول الغداء
في القرية :
كانت يوري وهانا تسيران بجانب مكان مخصص للسباحة .. وقد كان هنالك العديد من الأشخاص اللذين يسبحون هناك وفجأة :
هانا بصراخ : تباً ... من الأبله الذي ..
يوري بتفاجأ : تاكاشي أيها ال ...
تاكاشي بضحك : ماذا عليكم أن تثقوا بي السباحة جيدة لكما .
هانا وهي تحاول الخروج من المسبح : سأقضي عليك يا أخي ما إن أخرج من هنا .
يوري : وأنا أيضاً أرغب بالقضاء عليك .
تاكاشي وهو يضحك : ههههه عليكما رؤية نفسكما وأنتما مبللتين تماماً تبدوان كالسمك تماماً .
هوشي : هههههههه لقد بدأت أحبك يا خالي اتعلم ؟
تاكاشي : ههههه وأنا أيضاً .
هانا : توقفا عن الضحك واخرجاني من هنا الآن .. اتفهم ؟
تاكاشي بخوف مصطنع : حاضر .. لكن لا تقتلاني .
قام تاكاشي بمساعدة يوري و هانا بالخروج من المسبح ولكنهما سرعان ما ألقتى به وبهوشي إلى المياه .
هوشي : أمي .. والآن ما ذنبي أنا ؟
تاكاشي وهو يرش عليه الماء : أتعني أنني صاحب هذه الفكرة ؟
هوشي : أجل أنت من فعل ذلك ... أمي شقيقك هذا هو السيء هنا
تاكاشي وهو يضع راسه داخل الماء : سأريك كيف يكون الشخص سيئاً .
هوشي وهو يركله من تحت الماء : دعني .
أمسك آيكو بيد يوشي وقد أخذه في جولة كاملة في المدينة إلى متاحفها وحدائقها .. وكل شيء جميل بها .. معالمها الأثرية .
آيكو : لا أذكر متى كانت آخر مرة إستمتعت بها هكذا .
يوشي بإبتسامة : شكرا لك يا أبي .
سيزوكا : والآن سنعود إلى منزلنا تصبحون على خير .
شيزوكا : أجل إلى اللقاء .
هانا : تصبحون على خير .
الجميع : تصبحين على خير .
قام هوشي بتقبيلها ثم ذهب إلى غرفته لينام .
مر ذلك الأسبوع بسرعة وفي نهايته :
يوشي : إلى اللقاء يا جدي .. لقد إستمتعت حقاً برؤيتك .
سيزوكا وهو يضمه : إفعلها مجدداً وتعال لزيارتنا .
يوشي : أجل يا جدي إلى اللقاء .
شيزوكا : إعتني بنفسك جيداً يا صغيري .
ليركب بتلك السيارة بجانب والده .
هوشي : شكرًا لكم على هذه العطلة .
تاكاشي وهو يضمه : وأخيراً سنرتاح منك .
هوشي : أجل أنت محق .. كم هذا رائع .
تاكاشي : لا تنسى أن تقوم ببعض من مقالبك التي إتفقنا عليها على سوكي تلك .
هوشي بإبتسامة : بالطبع لن أفعل .
هانا بغضب : أنتما الإثنان ... تاكاشي أنت تفسده هكذا .. هوشي إياك ان تجعل زوجة أبيك غاضبة منك .
هوشي : بلى سأفعل ذلك يا أمي .. وأيضاً سأعود من أجل بعض المقالب التي سأقوم بها للأبله الذي سيصبح زوجك بعد ثلاثة أسابيع من الآن .
هانا بإبتسامة : أجل بالطبع .. لا يهمني ذلك وفي داخلها : ( هذا إن تم الزواج أساساً )
عند الحدود بين المدينة والقرية :
نزل من سيارته الفاخرة وهو ينظر لهانا وهوشي الذي يقف بجانبها :
آيكو بإبتسامة وهو يزيل نظارته الشمسية : مرحباً .. كيف حالك ؟
هانا بإبتسامة : مرحبا بك .. بخير وأنت ؟
هانا : أهلا صغيري كيف حالك ؟
هوشي : إذن هل البقاء مع أبي أمر مسلي أم أنك شعرت بالملل .
يوشي : بالطبع لا يا أبله .
آيكو وهو يضمهما : دعك منه الآن يا يوشي واعتني بنفسك وبأمك جيداً
هوشي : ولكن لا تكن مطيعاً كثيراً .. لاسيما إن كان خالي تاكاشي هو من يطلب منك أي شيء .
آيكو بغضب : هي أنت .. لا تقل لي بأنك أزعجتهم .
آيكو وهو يضربه على رأسه : إذن ما رأيك بأن غدا هو أول أيام المدرسة ؟
هوشي : بالطبع هذا أمر ممل للغاية يا أبي .
هانا : حسناً علي أن أذهب الآن .. إلى اللقاء .
هانا : لدي عمل علي العودة له .
آيكو بضيق : وذلك الأبله في القرية ؟
آيكو : لا بأس إلى اللقاء إذن .
يوشي : أمرك .. إلى اللقاء أبي .. هوشي .
آيكو وهوشي : إلى اللقاء .
هانا : وأنت هوشي إعتني بنفسك .
لتضمه بقوة وتقبله من على جبينه وهي تكتم دموعها بصعوبة .. ولم يكن آيكو أقل حزناً منها على هذا الفراق .
غادرت هانا بعدها وهي تبكي وقد بدء هوشي بالبكاء بالفعل في صدر والده وهو يرى أمه تذهب .
آيكو بحزن : صغيري إهدء أرجوك .
هوشي وهو يمسح دموعه : أجل والآن سأبدء بالتخطيط للمقالب التي سأقوم بها على تلك المتملقة .
آيكو بإبتسامة : أنت ستكون مشغولاً بدراستك .
هوشي : المقالب يا أبي لن تكلفني أي شيء .
يوشي بإبتسامة : أجل بخير .. اظن أنني سأشتاق لأبي ولكن .. سأزوره لاحقا صحيح ؟
هانا بإبتسامة : بالطبع يا طفلي .
مضى الوقت بسرعة عاد كل من هوشي ويوشي إلى المدرسة في التالي .. كان كل شيء على ما يرام .. في المدرسة في المدينة
ساد : إذن هوشي .. هل حللت الواجب ؟
هوشي بإبتسامة : أجل لقد قام يوشي بحله عندما أخذ مكاني .
ساد : أخذ مكانك ! ماذا تعني ؟
هوشي : ألم تكتشف ذلك بعد يا معلمي ؟
هوشي : في المخيم .. عُدت أنا بدلا من يوشي إلى القرية وهو جاء إلى المدينة .
ساد : ماااذا ؟؟ كيف حدث ذلك ومتى ؟
هوشي : هههههه إنها خطتي بالطبع لن تكتشفوها .
ساد : ولكن كيف وافق يوشي على ذلك ؟
هوشي : إنه أخي في النهاية .
ساد بدهشة : كيف لم أنتبه على ذلك ؟
هوشي : لقد كااان الأمر راائعاً .
ساد بإبتسامة : إذن اريد منك واجب جديد .. ستكتب لي عشرين صفحة تتحدث فيها عن ما فعلته مع والدتك في القرية .
هوشي : معلمي .. اتمزح معي ؟؟؟؟؟ يمكنني أن أعدد لك مقالبي على خالي .. وأسرة جوهان دون أي كتابة أرجوك .
ساد وهو يتنهد : أسرة جوهان ها ؟ هذا يعني أنك الطيف المنتقم .
هوشي بمرح : لقد علمت عنه كم هذا رااااائع .
ساد : إذن فهم ليسوا مجانين في النهاية .
هوشي : بلى ثق بي لقد حولتهم إلى مجانين .
ساد : لا بأس ستقوم بالواجب وأتوقع أن تسلمه لي في نهاية الأسبوع القادم .
هوشي : هذا ليس عدلاً ... سأقوم بصنع مقلب خصيصاً لك يا معلمي .
ساد : لا بأس .. لقد إعتدت على ذلك .
جون بدهشة : أنت يوشي لم تنجز الواجب !!!
يوشي : لقد فعلت ذلك ولكن ...
يوشي وهو يتنهد : لقد فعلت ذلك لهوشي عندما أخذت مكانه في المدينة
جون : أنا لم أفهم ماذا تعني ؟
يوشي : في المخيم أنا هوشي .. لقد عاد كلٌ منا إلى منزل الآخر يا معلمي .
جون : مااااااااااااااااذااا ؟ أعني .. أتعني أنك أقصد هوشي هو من عاد معي إلى القرية ؟
جون : أنت قمت بفعل ذلك !!
يوشي بإبتسامة مرحة : ولما لا .. لقد كان الأمر ممتعاً تعرفت على أبي
وجدي .. وجدتي .. وحتى تلك المدعوة سوكي زوجة أبي .. بكل حال
لقد إستمتعت هناك .. إلا عندما دخلت المشفى .
يوشي : بسبب رئتاي .. هما لم تعودا بخير بعد تلك الحادثة .
جون بحزن : أنا حقاً آسف .
يوشي : لا يهم .. بكل حال أظن أن هوشي قام بما يجب .
جون : أتعني قصة الطيف المنتقم تلك ؟
يوشي : أجل لقد كانت أحد مقالب أخي .
جون : ههههه ذلك الفتى لن يهدأ على ما يبدوا .
مرت الأيام بعدها بسرعة ولم يتبقى على حفل زفاف هانا إلا أسبوع واحد .. وفي أحد الأيام عاد يوشي إلى المنزل ليصدم :
هانا : من الأفضل لك أن تخرج من منزلي الآن تاتشو .
تاتشو بسخرية : ماذا تعنين هانا أنا هو خطيبك .. وبعد سبعة أيام ستصبحين زوجتي .
هانا : أنا سأقتل نفسي قبل أن أسمح لشخص مثلك أن يلمسني أتفهم ؟
تاتشو بسخرية أكبر : ومن يهتم يا عزيزتي .. يمكنك البكاء طوال الوقت .. ولكن لن تجدي من سيساعدك هذه المرة .. أو يمكنك أن تعيشي معي بسعادة وتستسلمي للواقع .
هانا ببكاء : أي واقع تتحدث عنه ؟؟ أنا لا أطيق رؤية وجهك حتى ألا تفهم ؟
تاتشوا : لا أهتم بذلك .. فأنتي هي وسيلتي لجعل آيكو يندم فحسب
هانا بغضب : أخرج من منزلي حالاً .
تقدم تاتشو منها بغضب وقام بضربها والإمساك بها من شعرها .. لم يستطع يوشي أن يصمت على ما يحدث لذلك قام بخلع حقيبته المدرسية الثقيلة ورميها على وجه تاتشو تحديدا على أنفه الذي كُسر .
تاتشو بألم وغضب وهو يفلت هانا : كيف تجرأ ؟؟؟
يوشي : بل أنت كيف تجرأ على رفع يدك على أمي ؟
نهضت هانا وقامت بضم طفلها لتمنع تاتشو من الإقتراب .
تاتشو بسخرية : ولماذا أتعب نفسي ؟ سارسله إلى أسوء مدرسة تأديبية .. سيقضون عليه لاسيما أنه مريض .
تاتشو : ولماذا لا ؟؟ من سيمنعني .
هانا وهي تقف : تاتشو لن تفعل ذلك أتفهم ؟
تاتشو بإبتسامة : فقط نصف ساعة هانا وستودعينه إلى الأبد.
هانا ببكاء : لا أرجوك .. إنتظر أتوسل إليك .
يوشي بغضب : لا تتوسلي إليه ... ليفعل ما يشاء لستُ خائفاً منه
سوكي بغضب : آيكو تعال إلى هنا وتحدث إلى هذا المجنون الآن !
هوشي : لستُ مجنوناً .. بل أنتي معقدة نفسياً كما أنكِ مدللة .
آيكو : انتما الإثنان إهدئا .. هوشي أغلق فمك الكبير وأنتي سوكي هلا توقفتي عن الشجار معه كالأطفال .
سوكي : ماذا تعني ؟ إبنك هذا سيرسلني إلى مشفى الأمراض العقلية .
هوشي بسخرية : هذا هو مكان المجانين بالفعل ولكن لا أدري من أذن لكِ بالهروب من هناك .
آيكو : هوشي حرف واحد وتعاقب أتفهم ؟
هوشي : كما تشاء أنا سأصعد إلى غرفتي .
آيكو : هذا جيد .. أحسنت .
آيكو : أجل جاد .. إنه مجرد طفل وأنا لا أتوقع أن يرحب بكِ هنا .. لقد دخلتي هذا المنزل فجأة سوكي .. لا أتوقع من أبنائي أن يشعروا بأي شيء إتجاهك .. عليكِ أن تعطيه بعض الوقت .
ليغادر بعدها إلى مكتبه هو الآخر ويعود للعمل .
تاتشو : والآن ألم تنتهي من توديعه ؟
تاتشو : لا أنظري مالذي فعله بوجهي .. لقد قام بكسر أنفي أيضاً .. إنه يستحق ما هو أسوء من المدرسة التأديبية .
يوشي : بل أنت تستحق ما هو أكثر من ذلك .
تقدم رجلان ضخام الجثة من يوشي وأمسكو به بقوة ليلقوه إلى عربتهم التي كانت تشبه عربة المجرمين !! .
أحد الرجلين وهو يمسكه من ذقنه : إنتبه إلى كلامك جيداً .. وإلا فأنا أقسم أنني سأقضي عليك هنا .
الرجل الآخر : هيا لننطلق .
هانا : لا .. أعيداه الآن .
أمسك تاتشو بهانا إلى أن إنطلقت السيارة ثم رمى بها أرضاً .
تاتشو بإبتسامة : أتعلمين عزيزتي .. النقود هي أساس كُل شيء لن يستطيع ابنك الخروج من هناك إلا إذا تدخل آيكو .. وإذا تدخل آيكو فأنتي ستخسرين حق الوصاية عليه .. وبهذا سأكون أنا قد إرتحت منه إلى الأبد .
بدئت هانا بالبكاء الشديد وهي ترى عالمها ينهار أمامها تدريجياً .. كل شيء يصبح أسوء .. إنها غير قادرة حتى على حماية طفلها .. ليست المرة الأولى التي تخذله فيها .. وبالرغم من ذلك فهو لا يظهر خوفه لها حتى لا يؤذي مشاعرها .
يوري بقلق : هانا ماذا حدث ؟
تاتشو بسخرية شديدة : لا شيء مهم فقط أرسلت ذلك الأبله إلى المعسكر التأديبي .
ليغادر بعدها المكان وسط نظرات يوري الساخطة .
يوري : هانا .. إهدئي تعالي معي هيا .
أخذتها يوري إلى غرفتها ولكن على ما يبدوا أن عينا هانا كانتا تحدقان بالفراغ .. وقد إتخذت من الصمت عنوان لها .
يوري بقلق : هانا عزيزتي .. أجيبيني أرجوكِ .
يوري : لا أعلم .. ذلك المدعو تاتشو أخذ يوشي إلى مدرسة تأديبية أو ما شابه ذلك .. وهانا الآن .
تاكاشي : ولماذا حدث ذلك ؟
توقفت تلك الشاحنة أمام بناية ضخمة لتفتيش .. كانت موجودة في منتصف الصحراء وقد بدى عليها أنها أقرب للسجن من المدرسة أو المعسكر .. نزل أحد الرجال منها وهو يمسك بيد يوشي بقسوة ثم يضع على عينيه شريط ما حتى لا يتمكن من رؤية المخرج .
الرجل : إستمع لي جيداً .. لهذه المدرسة التأديبية قوانين شديدة .. إذا خالفت إحداها بطريقة أو بأخرى فأنت سترى بنفسك أن العقوبة ستكون شديدة جداً .
الرجل : وأظن أنك لاحظت أنك خرجت من اليابان يا صغيري أي أنك بعيد كُل البعد عن أسرتك وأي شخص تعرفه .
يوشي وهو يحاول أن لا يبكي : أجل أعلم .
ليدخله بعدها إلى إحدى الغرف أو ربما لنقل إلى إحدى الزنزانات حيث كانت تحتوي على خزانة ملابس صغيرة ومكتب مصنوع من الحديد وكذلك كرسيه إضافة إلى السرير الملصق بالحائط والذي كان من حديد أيضاً وبوابة الغرفة حديدية ولها قفل كبير لا يفتح إلا من الخارج .. كما أنه لولا تلك الشموع الموضوعة على المكتب لما دخل لهذه الغرفة أي ضوء لإنه لا يوجد أي نافذة بها .
يوشي وهو ينظر لها بنفسه : " تباً .. رائحة الرطوبة هنا قوية وأيضاً .."
الرجل : هي أنت يا فتى .. هذه الشمعة نضعها هنا فقط كي تنهي واجباتك عندما تبدء بالذهاب إلى الحصص .. وإن إنتهت فهذه مشكلتك أنت .
يوشي : ولكن ... ماذا إن كان لدي إمتحان أو ماشابه ذلك ؟
ألقى ذلك الرجل بيوشي أرضاً قبل أن يخرج ويغلق الباب خلفه .
بدء يوشي بالسعال بحدة بسبب تلك الرائحة والقسوة التي تعرض لها وقد بقي كذلك مدة طويلة من الزمن حتى هدء لوحده ... ولكن ليس قبل أن يبصق بعض الدماء على الأرض بسبب حدة السعال .. لينهض بعدها إلى سريره وهو يكور نفسه ويبكي بصمت وخوف .
هوشي : أبي لدي شعور سيء .
آيكو : وما هو هذا الشعور ؟
هوشي : لا أعلم .. أنا خائف .
آيكو : لماذا ؟ ماذا يخيفك ؟
هوشي : لا أدري ... أرجوك أنا حقا خائف .. أشعر بالإختناق فحسب .
سيزوكا : بُني هل أنت بخير ؟
تشبث هوشي بقميص والده وبدء بالبكاء .
آيكو بقلق : هوشي أخبرني يا صغيري ما بك ؟
سيزوكا : إتصل على هانا يا آيكو وأنظر إن كان يوشي بخير .
سيزوكا : ربما يعاني يوشي من مشكلة ما ولهذا السبب يشعر هوشي بالسوء .
هوشي : أجل أرجوك .. تحدث إليه هو يا أبي أرجوك .
آيكو : حسناً .. إهدء .. ستكون هانا بالعمل الآن سأتحدث إليها في المساء إتفقنا ؟
هوشي : أرجوك أبي ستكون في العمل هذا المساء .
آيكو : لا تخف بكل حال لو حدث له أي مكروه لكانت هانا تحدثت إلي .
يوري : حبيبتي هانا هيا إشربي هذه المياه .. أرجوكِ .
تاكاشي : هانا صغيرتي تحدثي إلي .
هانا وهي تبكي : دعاني وشأني أرجوكما .
قامت يوري بضمها إليها بقوة بينما بقي تاكاشي ينظر لها بحزن .
وفي المساء حاول آيكو الإتصال على هانا إلا أنها لم تجبه فقد كانت نائمة وقد خافت يوري من إيقاظها فهي قد نامت بعد صعوبة بالغة لذلك قامت بوضع الهاتف على الوضع الصامت .
في اليوم التالي عند يوشي :
نهض يوشي بصعوبة وهو ينظر لذلك الرجل وما إن حاول النهوض حتى سحبه من يده مجدداً وأخذه إلى الحمام الموجود وقد أعطاه ثياب المخصصة للمدرسة حيث كانت باللون الرماد ممزوج باللون الأسود .
الرجل : هيا سر خلفي إذن .
سار يوشي خلفه بهدوء كما طلب منه .. وقد بدء يسير في تلك الممرات الطويلة والكثيرة حتى أن يوشي كان وبصعوبة بالغة يحفظ الطريق الذي يسير به .. وأخيراً توقفا أمام باب كبير وفتحه الرجل ليدخل يوشي من خلفه ..
الرجل : سيد شينجي هذا الطالب سيبدء منذ اليوم معك هنا .
نظر إليه ذلك المدعو شينجي بتفحص وقد كان رجلاً مخيفاً .. ضخم الجثة .. بعينين حادتين ..
شينجي بصوت خشن وقاسي : هيا أدخل وأجلس بتلك الزاوية .
أومأ يوشي برأسه بمعنى أجل وجلس بماكنه .. صحيح أنه لم يعتد على الجلوس بذلك البعد عن المعلم ولكنه كان مرتاحاً حقاً أن تفصل كل تلك المسافة بينه وبين معلمه .. إضافة إلى انه لا يوجد أحد يجلس بجانبه من الأطفال هذا أيضاً جعله يشعر بإرتياح كبير فقد كانت أعينهم مثبتة عليه وكأنه دمية جديدة قد أتت ليتسلوا بها فحسب .
ساد : هوشي تعال معي قليلاً إلى الخارج .
ساد : صغيري هل أنت بخير ؟
ساد وهو يجلس القرفصاء أمامه : هل أنت واثق لقد كنت ترتجف قبل قليل .. أخبرني هل تشعر بالبرد ؟
ساد : إذن أتشعر بأنك مصاب بالحمى ؟
ساد : أأنت خائف من شيء ما ؟
نظر له هوشي بصمت وكأنه حقاً لا يعلم ماللذي يحدث معه .. خائف أجل إنه خائف ولكن لماذا ؟
ساد : أتريد العودة إلى المنزل ؟
بدئت تلك الدموع تسيل على وجنتاي هوشي بصمت وهو نفسه حتى لا يعلم لماذا لازال يشعر بلإختناق .
ساد : تعال معي .. سأتحدث مع والدك هيا .
هوشي وهو يمسح دموعه : لا أنا بخير حقاً .
هوشي : لا تقلق أنا بخير .
ساد : كما تشاء بكل حال هذه الحصة ستكون للرسم .. حاول أن تظهر لنا ما بك عن طريقها حسناً .
هوشي : أنا بخير حقاً لا تقلق .