لكنني سقطت على ميو عندما سقط المصعد! احسست بأنني سوف اطير معه! و كأن وزني صار صفر! و كأن حبل المصعد قد انقطع أو ماشابه، أو حدث إلتماس أو عطل كهربائي عطل المصعد! عودة للمغامرة! واصل المصعد سقوطه إلى أن اصطدم بشئ ربما تكون الارض ..! عندما ثبت المصعد اخيراً، نظرت لميو التي كانت تحتي فرأيتها نفس المغمي عليها! فضربتها ضربات خفيفة على خدها و قلت لها منادياً:ميو! ميو! هل أنت بخير؟!
لم ترد علي، شعرت بالخوف قليلاً! فوضعت اذني على صدرها فسمعت دقات قلبها لا تزال تخفق! الحمد لله! لكنني تفاجأت عندما جائتني لكمة على وجهي جعلتني اجلس مرة اخرى! فتحت عيني فرأيت ميو و هي ملاصقة جدار المصعد و هي تقول بغضب، مع ان وجهها كان احمر:كيف تجرأ؟!
فقلت لها فورا:لا! لا! الموضوع ليس كما تعتقدين!
لكنها زفرت زفرة طويلة و قالت بصوت خفيف:كنت خائفة، احسست بأن قلبي قد سقط مع المصعد! هذه أول مرة اشعر بهذا الشعور. .
نظرت لها، ثم وقفت على رجلي و اخذت اضرب على باب المصعد و أنا اصرخ:هل هناك أحد هنا؟!
لكن ما من مجيب، فقربت اذني من باب المصعد فلم اسمع شئ! لا اصوات الناس، و لا حتى أي شئ! فإلتفت لميو و قلت لها:يبدو اننا في موقف السيارات، على ما اعتقد، للأن ليس هنالك صوت للناس.
إرتجفت ميو قليلاً، ثم قالت:مستحيل. .
إبتسمت لها بتصنع و قلت لها:ل-لا تقلقي!
ثم اخرجت هاتفي المحمول من جيبي، لكي اتصل بأحد ما، لكني تذكرت بأن هاتفي لا يحتوي على رصيد! فدرت لميو و قلت لها:آسف، هل يمكنني إستعمال هاتفك المحمول؟
اخرجت هاتفها، و من ثم وضعته في جيبها
فأجابتني بخيبة أمل:لقد إنتهى شحن البطارية.
وضعت رأسي على جدار المصعد ، و قلت بصوت هامس ممزوج بالاحباط:لابد انك تمزحين؟ ماذا سيحدث اسوأ من هذا؟
إلى أن قالت ميو:إنتظر، ألا تشم رائحة دخان لا تزال هنا؟
بدأت الشم، فطلع كلام ميو صحيحاً! رائحة الدخان لا تزال هنا. .
جلست على الارض، ووضعت قميصي على انفي، عندما درت لميو وجدتها تمسح دموعها و هي تسعل، فقلت لها:لا تقلقي، من المؤكد انهم سوف يلاحظون غيابنا!
لم ترد علي، بل وضعت رأسها على كتفي و قالت منادية بصوت خفيف:اكيرا. .
نظرت لارض ، و أنا افكر كيف سوف نخرج من هنا، فجأة! تذكرت بأن من المفترض ان تكون ميو غاضبة مني، و الكلام الذي قاله سايتو بأنني يجب ان اجعلها تخاف علي، هل من المعقول أنهم دبروا هذا الحادث؟ لا! لا! مستحيل أن تصل درجة جونهم إلى هذا الحد، أو ربما كلامي صح! إن كان كلامي صحيحاً سوف اقتلهم بعد ما نخرج!
لكني فجأة احسست بأن قلبي دق دقة قوية لدرجة بأنني احسست بأنه سوف يخرج، م-ماذا حدث؟ هل هو المرض؟ لكن مضى وقت طويل منذ أن اصابتني تلك الحالة، لم استطع التنفس، إلى أن اغمضت عيني و سقطت على الارض، و ملاحظة بأنني لم اكن امثل.
. .ميو. .
فاجأني اكيرا عندما سقط على الارض، ووجه احمر، و جبينه ووجه بأكمله يرشحان العرق، بالضبط مثل طفل مريض، عندما حركته و ناديته :اكيرا! هل أنت بخير؟
وضع يده على قلبه، و هو لا يزال على الارض، و قال بصوت ضعيف:سوف اموت. .
فقلت له بخوف:لماذا؟
لم يتسطيع إكمال الجملة، بل شد على قلبه أكثر، و رائحة الدخان تزداد، و أنا و هو في مصعد، و ليس هنالك أي وسيلة اخرى من وسائل الاتصال! لم اجد حل سوى انني وقفت على رجلي و أنا اضرب على باب المصعد و اقول بأعلى ماعندي:هل هناك أحد؟! إذا كان هنالك احد ساعدونا! فالمصعد لا يفتح!
في الحقيقة هذه اول مرة اصرخ فيها بهذه القوة، كنت خائفة جداً، خصوصاً بأن اكيرا قد سقط و أنا لا اعلم ماذا اصابه؟ عندما لم اسمع رداً، جلست على رجلي ووضعت وجهي بين يدي و اخذت ابكي. .إلى ان سمعت ذلك الصوت يقول:ميو!
وقفت على رجلي و ناديت:نانامي! هل هذا أنت؟
فأجابتني:نعم! ماذا حدث؟
مسحت دموعي، و من ثم قلت لها:المصعد لا يفتح! ارجوك ا-استدعي النجدة!
فأجابتني:حسناً! انتظري لحظات!
إنصرفت نانامي، جلست على الارض و أنا اسعل، للأن المكان كان قد امتلأ تماماً بالدخان، فلم اجد خيار سوى انني وضعت قميصي على انفي، و أنا اقول في نفسي و انا امسك يد اكيرا:تماسك. .
بينما هو لايزال مثل وضعه السابق! بالضبط! ربما انتظرت 15 دقيقة إلى ان فتح الباب، و تسلل الضوء إلى داخل المصعد، بينما انا ابتسمت و قمت على رجلي لكي اخرج من المصعد المشؤوم! لقد قررت! من اليوم فصاعداً لم استخدم أي مصعد! سوف استخدم السلالم! عودة للواقع، لكني لم استطع الوقوف، فسقطت على ايدي، ايدي من لا ادري؟ لا تسألوني عن شئ! كنت في حالة موت سريري في تلك اللحظة! عندما فتحت عيني، نظرت للأعلى فرأيت وجه كانامي، و هو يخاطبني و يقول:هل أنت بخير؟
إبتسمت له إبتسامة خفيفة، و من ثم طمرت رأسي بين يديه ، و آخر لحظة رأيتها هم المسعفين و هم يحملون اكيرا و يضعونه على السرير، و هو لا يزال مغمي عليه!
. .اكيرا. .
أين أنا؟ ماذا حدث؟ صحيح! تذكرت! حبست أنا و ميو في المصعد، و جائتني نوبة القلب، هذا ما اتذكره، لكني الآن ارى سواد، و كأنها سماء الليل بدون نجوم! لكن لحظة! هناك صوت! صوت ينادي اسمي! فجأة! فتحت عيني فرأيت ايومو و هو يبتسم بإطمئنان، فإعتدلت بجلستي بصعوبة للأنظر حولي، لم اجد شخصاً غير ايومو! فسألته:أين أنا؟
أجابني و هو يجعلني استلقي مرة اخرى:أنت في المشفى، عندما اخرجناك انت و ميو من المصعد كنت مغمي عليك.
ثم قال:هل جائتك نوبة القلب مرة اخرى؟
وضعت يدي على رأسي، لقد تذكرت! منذ أن كنت صغيراً كان جسمي ضعيفاً! كنت اعاني من مرض القلب! و ايومو هو الوحيد من اعضاء الفرقة الذي يعلم بمرضي،للأننا كنا اصدقاء طفولة!
عندما افقت من شرودي، أجبت ايومو:يبدو هذا..
ثم سألته:كم الساعة الآن؟
ايومو:السابعة مساءاً.
ثم سالته مرة اخرى:إذن، اين الجميع؟
ايومو:كانامي اخذ ميو ارجعها لمنزلها، بينما المدعو سايتو عاد لمنزله ايضاً، حتى تاكويا عاد لمنزله، أما تاكويا فهو عند تاكومي، و سوف يرجع إلى منزله عن قريب. .و تاكومي في غرفته مثل ما انت تعلم.
لكني فجأة امسكته من قميصه و قلت له بغضب:هل أنتم من دبرتم خطة المصعد.
ايومو بتوتر:ها؟ إهدأ! مالذي تقوله؟!
لكني صرخت عليه:سوف اسأل مرة اخرى، هل انتم من دبر خطة المصعد؟
ايومو باستغراب:انا لا اعرف عن ماذا تتحدث، لكننا لم نكن نفكر في هذا.
ثم اكمل:ربما كان عطلاً عاديا.
استلقيت بشكل تام على السرير، و نظرت لسقف الابيض و قلت بصوت هامس:اتمنى هذا. .
. .كانامي. .
عندما نامت ميو بين يدي، في البداية اخذتها للطبيب لكي يرى إن كانت تعاني من مكروه أو أي شئ، الحمدلله انها لم تتعرض لشئ، بعد هذا اخذتها في السيارة لكي اوصلها منزلها و هي لا تزال نائمة، و من زحمة السيارات! وصلنا اخيراً و قد حل الليل، فحملتها و توجهت داخل البناية، وبالطبع كان منظرنا غريباً، فهي نائمة بينما أنا احملها، و الناس طبعاً ظلوا يحدقون، حتى انني احسست بأنني "روميو" و هي "جوليت"! و بالطبع حاول المعجبون إعتراض الطريق لكن رجال الامن منعوهم، على كل حال صعدت من خلال المصعد و توجهت لشقة ميو، لكني فجأة تذكرت بأن الشقة مقفلة، و المفتاح في حقيبة ميو!
وضعتها على الارض، و فتحت حقيبتها لكي ابحث عن المفتاح لكني لم اراه، إستغربت قليلاً، لكني في نفس الوقت كنت خائفاً بأن تستيقظ و تراني اعبث في حقيبتها! سوف تصرخ علي تلك الصرخة التي صرختها على اكيرا من قبل! و أنا طبعاً لا اريد هذا الشئ، على كل حال، اخذت افكر أين من المحتمل أن تضع المفتاح؟ بعد تفكير متعمق، قلت بأنها ربما أنها وضعته في جيبها! لكن هل سأتجرأ على إدخال يدي في جيبها! و ماذا إذا استيقظت! سوف تغضب أكثر من المرة التي صرخت فيها على اكيرا!
اخذت نفساً عميقاً، و من ثم إقتربت منها و أدخلت يدي في جيبها، كانت تلبس بنطلون، و هذا يعني بأنه لديها جيبان! على كل حال، ادخل يدي بهدوء على قدر الامكان،و الحمدلله بأنه لم يكن هناك أحد في الممر، ادخلت يدي اكثر و اكثر، إلى أن حسست بشئ فسحبته بسرعة، لكنه كان هاتفها المحمول!
احسست بالغضب قليلاً، لكني تمالك اعصابي و وضعت هاتفها في حقيبتها، و من ثم ادخلت يدي في الجيب الآخر، و قلبي يدق من التوتر، هذه أول مرة ألمس فتاة غريبة عني بهذا التعمق! لكني ابعدت هذه الافكار ، تعمقت اكثر و اكثر إلى أن احسست بشئ! حاولت تلمسه، فأحسست انه المفتاح، في اللحظة التي كنت، سوف اسحب فيها المفتاح، فتحت ميو عيناها!
بينما أنا جمدت مكاني من الصدمة، فتحت عينها تجدريجياً و قالت بصوت ضعيف:أين أنا؟
---------------------
ماذا سيحدث للأكيرا؟
ماذا ستكون ردة فعل ميو؟
كيف سيتصرف كانامي؟