مسحت دموعي، و بدأت اغني. .
أحسست بأني للأول مرة في حياتي اغني، متى كانت آخر مرة غنيت؟ اخيراً وجدت فرصة ولو صغيرة لكي اجلس فيها مع نفسي، وقت لنفسي. .بعد أن انتهت الاغنية نظرت للأعضاء الفرقة. .فرأيت شاب ذو شعر أحمر و أعين مائلة للأحمر القاتم، هذا الشاب اسمه "ايومو". .عازف على الجيتار. .و قد كانت على وجه إبتسامة مصطنعة. .
بينما آخر كان مكتف يديه، ذو شعر أزرق و لديه شامة تحت عينه، كان مغمض العينين و لا تعبير بادٍ على وجه، كان هذا "كانامي" عازف البيانو. .
و آخر كان قصير ذو شعر أشقر، كان واضع يده على خده و عينه واسعة، و اظافره مطلية باللون الاسود، و على وجه ملامح التعجب و كأنه رأي كائناً فضائياً، كان هذا "اكيرا" بإختصار "اكي"، عازف الطبل.
و شاب آخر ذو نظارات و عينه خضراء لافتة للنظر، و على وجه إبتسامة لا تلائم الشبان، بل تلائم البنات، كان هذا "زيرو" عازف القيثارة. .
و آخر ذو شعر مائل للبرتقالي و الاصفر، شخصياً لا استطيع تحديد لونه بالضبط، و على وجه إبتسامة كبيرة، كان هذا "تاكويا" عازف الجيتار ايضاً. .مما يعني ان هناك عازفان على الجيتار في الفرقة. .
كلهم 5،و بـ"تاكومي" 6. .
كلمني تاكويا و قال بإبتسامة:كم عمرك؟
فأجبته:16 س-سنة. .
بعد ثوان بدؤوا يتهامسون فيما بعضهم، بينما ظللت مكاني و جبيني يرشح عرق من التوتر، إلى ان كلمني كانامي و قال لي ببرود و كأنه مجبور على قول الجملة:لقد نجحتي.
فتحت عيني لهم بإستغراب، و قلت لهم: هل أنت جاد؟
فقاموا كلهم مرة واحدة من على مقاعدهم التي كانوا يجلسون عليها، و اتجهوا نحوي. .بينما تظاهرت انا بالابتسامة. .بدأ اكيرا الكلام و قال: ما هو إسمك؟
فأجبته بتردد:م-ميو. .
ثم وضع يده على كتفي و قال:دعيني أعرفك على ما في البناية، و كيفية العمل، و أشياء كهذه!
إبتسمت له و قلت له:ح-حسناً. .
اصطحبوني جميعاً في جولة حول البناية، فأروني مكان تبديل الملابس، و غرفة التسجيل، و غرفة التدريب على الرقص، و الآلات الموسيقية. .و هكذا أماكن، بعد الجولة السريعة ذهبنا إلى غرفة في اعلى طابق في البناية، كانت الغرفة كبيرة، و جدار واحد منها يطل على البنايات مصنوع من الزجاج القوي، كانت بها طاولة كبيرة،و كراسي طويلة، و تلفاز من الحجم الكبير، و اشياء كهذه من وسائل الترفيه، و قد كانت على الطاولة أكواب شاي على عددنا و أطعمة كثيرة. .
اكيرا يخاطبني:هذه غرفة الاستراحة. .
فقلت له:إنها جملية. .لكن
ثم اكملت:لماذا عليها أن تكون في أعلى البناية؟
فقال لي ايومو:مم، هل تخافين المرتفعات؟
فقلت له بتعجب:كيف عرفت؟!
ايومو:تخمين. .
قطع حبل النقاش كانامي و هو جالس على الكرسي،فتبعه الباقون و أنا ورائهم جلسنا جميعاً على الكرسي، فسكب لي زيرو بعض الشاي في كوب و قال لي:تفضلي.
تناولت الكوب و قلت له:شكراً. .
و أنا احتسي الشاي، ظلوا يسألونني اسأله مثلاً كما هي هواياتي؟ و أي الالوان احب؟ اسأله كهذه يسألونها الناس عندما يريدون التعرف على شخص. .إلى أن سألني تاكويا فقال:ما هو عضوك المفضل في الفرقة؟
عندها حل صمت قاتل فجأة في المكان! بينما ظللت أنا جامدة كالصخرة و اقول في نفسي:ماذا اقول لهم؟
إلى أن اعطا ايومو تاكويا ضربة خفيفة بكوعة إشارة بأنك احرجتها. .عندما اصبح الجو هكذا قال زيرو مغير الموضوع:مارأيكم في بعض الشاي؟
إلى أن نطق كانامي اخيراً و هو الشخص الوحيد الذي لم يسألني عن شئ،فقال:ألا تلاحظون أن هناك شئ في الموضوع؟
بينما ظل الجميع يحدق به، فقال ايومو:ماهو؟
شبك كانامي اصابعه و قال:فرق العمر بيننا و بينها. .
ثم اكمل:أصغر شخص فينا عمره 19 سنة و هو اكيرا، بينما هي لا تزال في 16 سنة. .بجانب انها فتاة.
فقال له ايومو:انت محق، لكن. .
قال زيرو مكمل لكلام ايومو:تستطيع أن تحل مكان تاكومي!
ظللت منكسة رأسي للأسفل، شددت على قبضتي، كان مشاعري تتخالط، بها غضب و بها حزن و بها حيرة، أيعني بكلامه انه لا يريدني في الفرقة؟ أنا أحب تاكومي، لكني لا اريد أن احل مكانه إلى الابد! فقط لوقت مؤقت! لكن. .ماذا إذا لم يعش تاكومي؟ هل سأبقى معهم إلى الابد؟ هل أدخلت نفسي للجحيم أو للجنة؟
فجأة توسعت عين كانامي بغضب و قام من مكانه و قال:أنا ذاهب!
قال له تاكويا:إلى أين؟
كانامي:للمشفى!
و إنصرف من الغرفة بغضب، حتى انه صفع الباب بقوة، فقمت أنا من مكاني لكي اتبعه، لكن ايومو امسكني من يدي و قال:لا تقولي لي بأنك ستلحقين به؟ إنه عصبي! و لا تعرفين ماذا سيفعل لكي.
بينما أنا سحبت يدي و قلت:لا تخاف علي!
و خرجت من الغرفة بسرعة لكي ألحق به، عندما وصلت للمصعد كان قد ركب فيه مؤخراً! فإستعملت السلالم! نزلت 10 طوابق على السلالم! بمعجزة استطعت أن ألحق به، كان لوشكه سوف يركب السيارة!
عندما رأني وقف مكانه و قال لي بصوت خشن:ماذا تفعلين هنا؟
إلتقطت انفاسي بصعوبة، و قلت له و أنا ألهث:ستذهب للمشفى،أليس كذلك؟ لزيارة تاكومي أليس كذلك؟
كانامي بهدوء:نعم، لماذا تسألين؟
قلت له و لا أزال ألتقط انفاسي:سأذهب معك!
كانامي فوراً:لا-
قاطعته و وسحبته من ثيابه و قلت له:ارجوك! أريد أن ارى تاكومي! لمرة واحدة في حياتي على الاقل!
كان سوف يرفض، لكن عندما رأى وجهي و قد سقطت دمعة حارة بدون إرادة على خدي، تنهد و قال و كأنه مجبور:لا خيار لدي. .
مسحت دموعي و ركبت السيارة معه، بعد ربع ساعة وصلنا للمشفى، دخلناه و توجهنا إلى غرفة تاكومي، عندما وصلنا كان هناك رجلان عليهم لباس أسود و نظارات سوداء يقفان أمام باب الغرفة للحراسة. .عندما وصلنا قال رجل لكانامي:أتيت اليوم ايضاً، سيد كانامي.
بينما نظر الآخر لي و اخذ يحدق فيني، إلى أن قلت له:م-ماذا؟
فجاوبني:أنت سيدة ميو؟
أجبته:نعم. .
ثم قلت:كيف تعرف اسمي؟
ثم أشار بإصبعه إلى التلفاز الذي كان في الممر، نظرت للتلفاز فرأيت نفسي عند الاختبار اغني! متى صوروني؟ هذا ما أريد أن اعرفه!
لكن لفت إنتباهي كانامي و هو ينظر في النافذة التي على الباب، فإقتربت منه و نظرت أنا ايضاً، إلى تاكومي الملقى على السرير و آلة الاكسجين على فمه، و الاجهزة تنتشر و كأنها أعضان شجرة العنب. .! فملأت الدموع مقلتي لكني لم اطلقها مثل كل مرة، بل حبستها! للأن في أغلب الاوقات كنت ابكي امامهم! لا أريد أن يأخذوا عني فكرة بأنني عاطفية! لكي لا يستعملونها ضدي!
إلى ان قال كانامي لي:أتظنين انك تستطيعين حل مكان تاكومي؟
إستغربت من سؤاله، لم استطع الاجابة، فجأة! رأيت نفسي ملاصقة للجدار و يدي فوقي مثبته بيده، و يده الاخرى تلتف على خصري، كان يبتسم إبتسامة لم اكن اريد رؤيتها في حياتي ابداً،فقال:بعد كل شئ أنت فتاة، و طريقة التخلص منك أسهل من الشبان.
عندها الدموع التي حبستها في عيني سقطت بنفسها، لم استطع التحديق في عينه مثل ما يفعل هو، إلى أن إبتعد عني و قال لي: أنت حساسة أكثر مما توقعت!
حصل كل هذا و الرجلان يقفان بدون حركة، لا عجب و كأنهم كالكلاب يتبعون سيدهم مهما كان. .
بعد هذا جلس كانامي على كرسي مجاور، بينما أنا كنت لا أزال أشعر بالخجل مما حدث،و هو كأنه لم يفعل شئ. .فلم أجد حل سوى أن جلست قربه و أنا منكسة رأسي. .
-----------------
احلى جزء؟
إقتراحات أو إنتقادات؟
09-05-2012, 09:48 AM
المواضيع المتشابهه 
1693Likes
العرض العادي
