فأمسكني من يدي و ركب بي في الحافلة!
. . .
و نحن في الحافلة، جلسنا على الكراسي ، ظللت أنا منكسة رأسي للأسفل، بينما ذلك الشاب كان يجلس قربي و قد كان يحدق من خلال النافذة، بينما أنا لفت إنتباهي فتاتان جالستان في الكرسان اللذان قربنا، و قد كانا يملكان جهاز إلكتروني لوحي متطور، و قد كانا يشاهدان أول حفلة لي هنا، كانا ينظران بتعجب و سعادة، لا اعرف لماذا. .
لكنهم جعلوني أتذكر نفسي عندما كنت أنظر إلى الفرقة قبل أن انضم إليها. .
عندما وقفت الحافلة عند محطة، قام الشاب من مكانه و قال لي بإبتسامة:سوف ننزل هنا.
هززت رأسي له، ثم وقفت على رجلي و نزلت من الحافلة معه، ثم امسك يدي و سحبني معه إلى داخل مبنى، يبدو بأنها شقق سكنية، على كل حال، ادخلني المصعد معه، و ضرب على رقم الطابق رقم 1. .
. . .
عندما وصل المصعد للطابق المقصود، خرجنا منه و توجهنا إلى غرفة، اخرج الشاب المفتاح و فتح الغرفة، ثم دخل بعدها دخلت بعده، توجهت لداخل الشقة، لم تكن سيئة من ناحية الترتيب بالنسبة لشاب يعيش وحده على حسب علمي، بينما ذلك الشاب اغلق الباب و اغلقه، ثم قال لي بعد أن وضع يده على كتفي و بإبتسامة:لا تقفي هكذا، اجلسي.
ضربت يده بحيث ابعدتها عني، و تراجعت بضع خطوات للوراء، بينما لم يظهر ذلك الشاب اي ردة فعل، لكنه إبتسم إبتسامة خفيفة و قال:أنا آسف، أنا اعرف بأنك لا تثقين في، و أنا مجرد إنسان لاتعرفينه بالنسبة لك، لذا أعدك بأنني لم المس إلى حين أن تصدقيني، لذا هل يمكنك الجلوس أولاً. .
كلامه صحيح، فأنا لا اعرفه، لكنه يبدو و كأنه يعرفني، لكن يبدو صادقاً في وعده، لا! لا! أنا دائماً ما أصدق الناس بسهولة لذلك أقع في المشاكل. .
انتهت الصراعات النفسية التي داخلي اخيراً، و انصعت للأمره و جلست على الكرسي بعد أن خلعت معطفه و النظارة و القبعة، مع ترك مسافة بيني و بينه، لكن جسمي مازال يرتعش. .
بينما قال الشاب:في البداية سوف اعرفك على نفسي. .
ثم اكمل:اسمي روكورو. .
فقلت له بإستغراب:روكورو؟ هل أنت ياباني؟
هز رأسه موافقاً، ثم قال:لا أعرف من أين ابدأ الموضوع. .
ثم قلت له بهدوء مصطنع:أنا لا اعرف عن ماذا تتحدث، لكن ملامح وجهك توحي بأنك سوف تقول قصة حياتك، و إذا كان كلامي صحيحاً فأنا ليست لدي اي علاقة بماضيك.
لكنه قال بحزم:لا! لديك علاقة ..
ثم واصل كلامه:سوف ابدأ القصة منذ أن كان عمري 8 سنوات. .
فقلت له أنا:أنا لا اعرف عن ماذا تتحدث، لكن ليس لدي خيار سوى سماعك. .
فقال:كنت قبل أن يصل عمري لثمان سنوات، مجرد طفل في المرحلة لابتدائية، لم يكن هنالك أي شئ غير عادي أو غريب في حياتي، لكن عندما وصل عمري لثمان سنوات انجبت أمي لي أختاً. .
كنت سوف أقول كلمة واحدة فقط، لكنه قاطعني و قال:أنا اعرف بأنك سوف تقولين "و مالجديد في الموضوع؟"، لكنني لم انهي كلامي لحد الآن.
ثم اكمل:و قد تم اختطافي عندما كان عمري 8 سنوات ايضاً. .
فسألته:لماذا، هل أنت من عائلة غنية أو ماشابه؟
هز رأسه نافياً، ثم قال:كنا في رحلة تخييم مع المدرسة الابتدائية، كما تعرفين فليس الكثيرون من الناس في الغابة، لذا لم يعرف أحد عنا، إستطاع بعض المعلمين الهروب، و بقى الآخرين معنا، و قد تم طلب مبلغ كبير من المال من الاهالي مقابل إطلاق صراحنا. .
ثم سألته:و من إختطفكم؟
فقال:عصابة. .
ثم واصل كلامه عائداً إلى القصة:ظلننا محجوزين لمدة أسبوع، لكن في ليلة ممطرة، إستطعت الهرب، هربت أنا وحدي، لم أكن استطيع إنقاذ الاخرين معي، فأنا لم اكن أريد بأن ارجع إلى اهلي. .
تعجبت مما قاله، فسألته:لا تريد الرجوع إلى اهلك؟ لكن، لماذا؟
ثم قال:أنا أحب أن اكون حراً، لكن أبي كان يعاملني و كأني لعبة، يريد أن يجعلني أعيش الحياة التي يريدها لي! لكنني كنت أريد أن أكون ملحناً لموسيقى كلاسيكية!
ثم اكمل:كانت أمي تحب الموسيقى مثلي، لكن أبي كان يبغض الموسيقى بشكل لا يطاق! كنت حتى اخاف أن اعزف في وجوده، كنت انتظره بفارغ الصبر للأعزف. .
فقلت أنا بصوت هامس:يبدو بأن ماضيك مثل ماضي. .
لكن السيد روكورو واصل في كلامه عائداً إلى قصته:استطع الهرب في تلك الليلة، على الرغم من المطر الغزير و الرياح العاصفة. .
ثم اكمل و قد وضع يده على عينه المغطية بضمادة بيضاء:لكن إنتهى بي المطاف بجرح عيني اليسرى، عندها وقعت على الارض و الالم يلعب بي، و أنا أنظر بعيني الاخرى إلى خط الدم و هو يخرج من عيني اليسرى، فصار نظري مشوشاً و ايقنت في تلك اللحظة بأنني سوف أموت، فقد كان هجوم المطر في تلك الليلة لا يوصف، كنت اسمع فقد صوت إرتطامه بالاشجار. .
ثم واصل قصته و قد إبتسم إبتسامة حزينة:لكن وجدتني مرأة و اخذتني معها إلى بيتها، كانت تعيش في الغابة على قمة جبل، لقد كنت مستغرباً على البداية للأنني لم اتوقع بأن كان هنالك بشر لا يزالون يعيشون في قمم الجبال، على كل حال، اخذتني ومعها، و سمعت قصتي كيف انني لا اريد أن ارجع لعائلتي، فوافقت على إبقائي معها للأنها لا تملك أولاد و زوجها متوفي. .
ثم تابع:لكنني من وقت للآخر كنت أفتقد أمي، لكنني كنت سعيداً في نفس الوقت للأنني كنت أعيش بحريتي مع تلك المرأة، كنت استطيع التلحين في أي وقت اشاء، بجانب انها علمتني فنون الدفاع عن النفس، "ايكيدو".
تعجبت قليلاً، ثم قلت له:ايكيدو؟ هل تجيد هذا؟
ثم تكتفت و قلت له:الايكيدو هو فن من الفنون القتالية التي يصعب تعلمها، للأنها تشترط أن يكون هنالك توافق عضلي و عصبي في الجسم لتنفيذ الحركات، لابد انك تملك هذا، فهذا واضح من بنية جسمك القوية؟
يبدو بأنه قد تظاهر بالابتسامة عندما قلت له هذا الكلام، و قال:أنت تعرفين الكثير. .
ثم اكمل بعد أن ظهرت نظرات قلقة في عينه:لكن كانت آخر مرة استعملت فيها الايكيدو عندما ضربت الحارسان اللذان كانا يحرسان غرفتك، فأنا لم استعمله منذ فترة للأسباب صحية.
كنت سوف اقول شيئاً و اسأله إن كان يعاني من مرض، لكنه لم يسمح لي بالكلام وواصل كلامه مكملاً قصته في الماضي:على كل، علمتني تلك المرأة الايكيدو، ثم توفت نتيجة سكتة قلبية مفاجأة، فلم أجد اي داعي للعيش في هذا البيت الذي فوق الجبل بعد الآن، بجانب أن عمري كان 22 سنة، مما كان يعني بأنني بالغ، فقررت العودة لوالدي و أختي التي حتى لم اراها. .
ثم اكمل:لكنني عندما رجعت تفاجأت بخبر وفاة امي و ابي في حادث سيارة من إبنة خالتي، التي تفاجأت عندما رأتني فجأة بعد غياب، لقد حسبوني ميت بعد غياب لمدة 15 سنة متواصلة! على كل، سألت إبنة خالتي إن كانت اختي حية أم لا؟ فأخبرتني بأنها حية، لكنها نصحتني بأن لا اظهر لها فجأة و بدون أي إنذار. .
ثم واصل و قد شبك أصابعه:كانت ابنة خالتي تقول لي بأن اختي سوف تكرهني و لم تسامحني، للأنني جعلت أمي تشعر بالحزن على فراق ابنها، و للأنني تركتها لسبب انني لا اريد العيش مع ابي، فقالت لي ابنة خالتي ان اختفي من حياة اختي، و فعلت ماقالته، للأن كلامها صحيح، فأختي الآن لا تعرف حتى بأن لديها أخ، و حتى لو كانت تعرف فقد اخبرتها أمي بأنه ميت، لذا ظللت أراقب اختي من بعيد، في ذهابها للمدرسة، وعودتها للمنزل، و ذهابها للعمل و المكتبة، كنت اتذكر وجه أمي عندما أنظر إليها من بعيد، فقد كانت نسخة مطابقة عن أمي بالضبط! و قد احسست ايضا بأنني ارى امي نفسها لكنني لا استطيع الوصول إليها خوفاً من أن ترفضني. .
إبتلعت ريقي، ثم وضعت يدي على رأسي، و قلت له:لحظة! قصتك لا تصدق، أتقول بأنك عشت مع مرأة غريبة و إبتعدت عن أهلك لمدة 15 سنة؟
هز رأسه موافقاً، لكنني إبتلعت ريقي مرة اخرى و قلت له:أتعرف، حياتك مشابهة لحياتي تقريباً-
قاطعني و قال:لم اكمل القصة لحد الآن!
ثم واصل قصته قائلاً:ظللت أراقب اختي من بعيد لمدة سنتان، إلى أن صار عمري 24 سنة، و عمرها هي 16 سنة، فجأة! تفاجأت بأنها قد اصبحت مغنية، ظللت اسمع اغانيها ،و قد كانت هذه أول مرة اسمع فيها صوتها، حتى صوتها كان مثل صوت أمي بالضبط، لكنني لم استطع أن ابقى في اليابان إلى الابد للأنني كنت مريضاً، هذا المرض ليس هنالك علاج له، لكن لتطويل مدة عيشي على الاقل، سافرت للأمريكا للعلاج. .
ثم اكمل:لكنني تفاجأت في نهاية آخر شتاء، بأنني وجدتها في أحد الحدائق و قد كان يبدو عليها الحزن، فكرت في أن اذهب و اقول لها في تلك اللحظة بأنني اخوها، فأيامي كانت معدودة و إحتمال موتي في تلك الايام كان محتملاً، لكنني تراجعت عن قراري هذا عندما شعرت بالمرض قد عاودني، على كل حال، فجأة، رأيت اختي هذه قد اصبحت مغنية في امريكا بدلاً من اليابان!
شعرت بالخوف قليلاً، و الحيرة في نفس الوقت:لقد اشعرتني بأنني اختك.
ثم قال بإبتسامة طيبة:للأنك بالفعل اختي!
وقعت آخر جملة قالها لي كالرصاصة ضربتني على قلبي و نفذت من الجهة الاخرى، لم استطع النطق بأي كلمة، و كأن هنالك إبرة و خيط قد خيطوا فمي و اسكتوه إلى الابد، و كأن هنالك يد قد طوقته و جعلته يخرس، كان جسمي في حالة "إباء"، كان يرفض التكلم أو التحرك بشكل فظيع. .!!
لكن السيد ركورو امسك يدي، و شد عليها و قال:اعرف بأن الموضوع صعب بالنسبة لك لتصديقه، و ربما مستحيل! لكن حتى لو لم تعترفي بي كأخ، ووصفتيني بالكاذب، فسأظل اعتبرك أختي، و احميك!
عندها ابعد يده عن يدي، و بالتالي سالت دموع حارة على خدي، و اغرقت وجهي في حضنه، و قلت له بنبرة هادئة و أنا اتشبذ ببنطاله بقوة:أنا في حيرة من امري، في السابق كنت اصدق موكا التي من المفترض بأنها كانت اختي الكبرى، لكنها عدوتي، و الآن أنت تقول لي بأنك أخي، قل لي، من علي أن اصدق؟
ثم قلت له و كأنني انطق جملي الاخيرة:أنا كل ما اريده هي حياة عادية! أعيش فيها مع الفرقة حيث الموسيقى! ليس في تلك الحياة خيانة او قتل! هل تعرف ماذا حدث لي هنا في امريكا؟
فمسح على شعري بنعومة، فقابلت وجه و الدموع لا تزال تنزل، فنظر لي بنظرة حزينة و قال لي:يبدو بأنك قد جبرت أن تأتي هنا، قولي لي ماذا حدث.
فقلت له بوهن:كيف عرفت؟
فقال:عندما إنتهيت من حفلتك، ذهبت لغرفتك لكي اقابلك وجهاً لوجه، لكن هؤلائك الرجال قد منعوني فإجبروني على استعمال القوة، عندها ادركت بأن هنالك شئ! هل تم خطفك أو ماشابه؟
نظرت للأسفل بحزن، مع الدموع التي لا تتوقف، و كأنها زخات مطر تخرج من عيني. .
قلت له كل ما حدث، كيف خانتي موكا، و خطة تاماكي و يوكي، و كيف جعلوني اصبح مغنية هنا! كل شئ! حتى عن ماساتو و موت سايتو و هيميا و ماريا!
توسعت عينه و قال:فهمت، لابد أن ذلك كان صعباً عليك.
ثم قال:لكن لا تقلقي، سوف احجز لك في اقرب رحلة لليابان لكي ترجعي!
عانقته في تلك اللحظة بحرارة، و كأنني أم تعانق إبنها، و كأنني وحش يقبض على فريسته لكي لايدعها تهرب! أمسكت بقميصه بقوة خائفة من أن يفلت مني، كانت روحي في تلك اللحظة في اقصى درجات عاطفتها، كنت كلما اتشبذ بقميصه احس بمشاعر بشرية و احاسيس إنسانية مرهفة صادقة، مفعمة بالحب،التي قد إمتلأت بها روحي، و تراقص قلبي معها، ثم قلت له و قد ملئت قميصه بالدموع:شكراً! سيد روكورو!
عندها ابعدني عنه و قال:ماذا؟ لماذا "سيد"؟ ناديني اخي و حسب!
إلتزمت الصمت في تلك اللحظة، أنا اعترف به كأخ، و لا شك في هذا، لكنني اريد ان اكتشف شئ ،فعندما كان يحكي قصته كان يحكي دائماً عن كونه يعاني من مرض، و يبدو بأنه خطير، فإذا سألته بشكل مباشر لم يجاوبني بل سوف يغير الموضوع و يتهرب من الاجابة، لهذا سوف نذهب للمشفى. .
روكورو:سوف نذهب للمشفى لتحليل الـDNA.
هززت رأسي موافقة، ثم اخرج هاتفاً و قال:لكن اولاً سوف احجز لك رحلة إلى اليابان.
عندها إتصل بالمكتب السياحي و قال:مرحباً. .
بعد أن اجابه الموظف في الخط الآخر، قال:أريد أن احجز على اقرب رحلة لليابان، لو سمحت.
ثم قال بعد أن سمع ماقاله الموظف على الخط الآخر:ماذا؟ شهر على أقرب رحلة لليابان. .
ثم اكمل:حسناً، اريد تذكرة واحدة لشخص واحد.
ثم قال بعد صمت:حسناً، إلى اللقاء.
ثم اغلق الخط و ادخل هاتفه إلى جيبه و قال:الرحلة القادمة إلى اليابان سوف تكون بعد شهر.
شعرت باليأس قليلاً، لكنني لم افقد الامل، فقلت لسيد روكورو، آه! اقصد اخي:إذن، متى سوف نذهب للمشفى؟
. .في المشفى. .
بعد تحليل كلا دمي أنا و اخي، كانت النتيجة مثلما توقعتها، كانتا متطابقتان، حاولت تمثيل الذهول و عدم التصديق لكي لا اجعله يشك، الآن، عندما تحركنا للخروج من المشفى، قال لي اخي:ميو، هل يمكنك البقاء هنا؟
فسألته:لماذا؟
فقال بإبتسامة:أنا اشعر بصداع، لذا سوف اذهب لطبيب لحظة و أرجع.
فهززت رأسي له موافقة، ثم إنصرف عني متوجهاً للطبيب، لكنني لم اجلس مكاني بل تبعته، إلى أن دخل إلى أحد الابواب، فنظرت للأعلى للأقرأ مكتوب "أمراض الرئة"، إستغربت بشدة، و شعرت بالقشعريرة، و من حسن حظي بأن اخي قد ترك فتحة صغيرة في الباب و لم يغلقه بشكل تام، فوقفت قرب الباب لكي اسمع محادثته مع الطبيب. .
في البداية ألقيا التحية على بعضهما، ثم بدأ الطبيب الكلام و قال:بالاسناد إلى تحاليلك السابقة، لديك شهية قليلة، و إرتفاع درجة الحرارة، التعرق الليلي، و هزل الجسم و الضعف العام. .
روكورو بضعف:نعم. .
ثم صمتا لفترة من الزمن، بعدها قال الطبيب:هو تشخيصك. .
ثم اكمل الطبيب و قال بحزم:السل الرئوي.
-------------------------------------
هل تعجبتم لما عرفتوا بأن روكورو اخوها؟
تتوقعون ميو راح تقدر ترجع لليابان؟
جملة أو فقرة اعجبتكم؟
02-25-2013, 07:14 PM
المواضيع المتشابهه 
1693Likes
العرض العادي
