فقلت له بنوع من الغضب:من تظن؟! الجماعة التي اختطفتني!
روكورو:أنتما أهربا، فميو يجب أن تسافر لليابان، و موعد الرحلة قريب-
قاطعته و قلت له:مستحيل!
كوتارو:لا تتسرع! يمكننا الهرب معاً. .
عندها عدل جلسته، و قال و هو يبتسم يخفي خلفها طفلاً خائفاً:حتى لو، أنا سوف أموت-
شددت على قبضتي و قلت لهما مغيرة الموضوع:يجب أن نهرب الآن!
روكورو:لكن-
قاطعته و قلت لهما بغضب:بدون لكن!
كنت مصرة بأن يذهب معنا، مع انني كنت اكذب على نفسي، فأنا أعرف بأنه سوف يموت في هذه الايام بسبب مرضه. .
عندها حمل كوتارو روكورو فوق ظهره، فروكورو كان خفيفاً للأنه قد فقد كثيراً من وزنه بسبب المرض، مما جعل كوتارو يستطيع حمله على ظهره مع انه اكبر منه بسنوات، و أطول ايضاً!
على كل حال، خرجنا من الغرفة، فقال كوتارو:دعونا نخرج من سلم الطوارئ، فهم عند الباب الامامي!
فتوجهنا إلى سلم الطوارئ، و نزلناه بحذر، عندما نزلنا جميع السلالم، و لحسن حظنا يبدو بأنهم لم يخطر على بالهم بأننا سوف نستعمل سلم الطوارئ، قال روكورو:ميو، كوتارو، يجب أن تفترقا.
ميو:لماذا؟
روكورو:أنتما من المفترض ان تسافرا في الاسبوع القادم، لذا يجب أن ينجو واحد منكم لكي يذهب لليابان و يخبر الجميع هناك عن إختطاف ميو!
كوتارو:إذن، ميو أنت سوف تسافرين-
قاطعته و قلت له:لا!
فقال بغضب:لماذا؟
عندها نظرت لروكورو و هو على ظهر كوتارو، و قد كان يتنفس بصعوبة! عندها قلت لكوتارو:أنت إذهب! لكي تخبر الفرقة بأنني مختطفة! أما أنا سوف ابقى مع روكورو، لا يمكنني تركه وحده!
روكورو:لكن-
قاطعته و قلت لروكورو:أنا أريد أن اظل مع أخي! على الاقل اسمحوا لي بأن ابقى معه في آخر أيام حياته!
عندها تجمد روكورو كالتمثال عندما سمعني أقول هذا الكلام، بينما كوتارو زفر زفرة طويلة و قال لي:و إذا لم تصدقني الفرقة؟ أنا لا اعتقد بأنهم سوف يصدقوني عندما اقول لهم بأنني إبن خالتك، و موضوع إختطافك أكبر مما تعتقدين، فقد تم خداع بلدان كاملان، و هما امريكا و اليابان!
فقلت له:لا تقلق، سوف يصدقون، و أنا نفسي لا اصدق بأنهم قد صدقوا بأنني قد تركتهم. .
إبتسم كوتارو إبتسامة ساخرة، ثم قال:أنت واثقة من نفسك.
ثم اخرج هاتفته و اخذ يتكلم مع شخص لا اعرفه، ثم اغلق الهاتف و قال:لقد أوصيت رفاقي بأن يعتنون بك انت و روكورو. .
ثم أشار بيده إلى طريق معينة، و قال:امشي بخط مستقيم، و سوف ترينهم.
فقلت له بتردد:ح-حسناً. .
عندها أنزل روكورو من على ظهره، ثم أخذت ذراع روكورو ووضعتها على كتفي لكي اساعده على المشي، مع أنه كان أطول بكثير مني! بينما كوتارو قد ذهب في إتجاه آخر و اختفى خلف الظلام، و في رقبته مهمة و هي توصيل رسالتي للفرقة! إنه املي الوحيد الآن! أرجوك كوتارو! إعتني بنفسك..
ظللنا نمشي أنا و روكورو في الشارع الهادئ، لم يكن هنالك أي شخص هناك، و نحن نمشي بدأ روكورو بالسعال بقوة، و قطرات خفيفة من الدم قد تناثرت على الشارع، فجأة! سمعت صوت رجل بعيد يصرخ بقوة:تلك هي ! إنها الآنسة ميو!
عندما درت خلفي وجدت الرجال الذين يعملون لدا تاماكي و يوكي و هو يركضون نحوي! حاولت الركض! لكن روكورو لا يستطيع الركض في حالته الصحية! فجأة! احسست بيد اخذتني و سحبتني خلف الظلام. .
بعد مرور دقائق، ابتعدت اليد التي كانت تطبق على فمي، فدرت فرأيت رجلاً في العشرينات، يبدو في مثل عمر روكورو، ذو شعر أشقر مثل ألوان أوراق الخريف، و يرتدي نظارة لديها لون أرجواني! و قد كانت رائحة السيجارة التي في فمه تكاد تخطف أنفاسي مني! و قال:أعرفك بنفسي. .
ثم اكمل:اسمي توم، صديق كوتارو.
ثم أخذت أتلفت يميناً و شمالاً و أنا ابحث عن روكورو، فوجدت رجلان يحملانه من يده على كتفيهما، واحد شاب ذو شعر كستنائي مائل للحمرة،كان في سن المراهقة، و آخر رجل يبدو بأن في الثلاثينات، ذو شعر أحمر مثل الدم. .
قال الشاب:أنا مارتن.
قال الرجل:و أنا جاك.
. .بعد وصولنا لمنزل توم. .
إصطحبني هؤلاء الشبان الثلاثة إلى منزل توم، عندها جعلوا روكورو يستلقي على السرير، ثم تجمعنا حول السرير ،بينما جلست أنا قرب رأس روكورو، فجأة! قام السيد جاك على رجله، و اخذ يتفحص جسم روكورو بهدوء. .
ثم سألني:هل يعاني من مرض ما؟
هززت رأسي موافقة، ثم قلت:السل الرئوي.
عندها عاد لتفحص جسده من جديد، فسألت السيد توم :المعذرة، هل السيد جاك طبيب أو ماشابه؟
مارتن بضجر:لقد درس الطب، لكنه لم يتوظف. .
فجأة، سعل روكورو سعله قوية ،و ظل يبزق الدم، ربما ظل على هذه الحالة لمدة دقيقة كاملة، عندما هدأت سعلته، كانت هناك آثار من الدم على فمه، و قد كان يتنفس بصعوبة من فمه، و يشهق بين الحين و الاخرى، فأخذ السيد جاك رداء روكورو و أنزله، فوجدنا كتفه و قد بانت عروق دم ذات لون كحلي على كتفه، مكان السكين التي كانت مغروسة في كتفه من قبل تلك المرأة ذات الشعر الذهبي!
عندما رأيت حالته بهذا الشكل، شعرت بأنني قد إنهرت تماماً، مثل الخيمة بدون أعمدة! و أدركت بأن نهايته قد قربت، فقد ترائت لي نهايته، و روحه و هي تفيض، و جسده الخالي من الروح قد عانق التراب . .
قطع حبل افكاري مارتن و هو يقول بدهشة، و قد كان ينظر للعروق السوداء:م-ماهذا بالضبط؟
جاك بجدية:سم أسود.
توم:سم؟
جاك و هو يتلمس العروق بلطف:إن لم اكن مخطأً.
فجأة قال روكورو بصوت متقطع يقطع القلب:م-ميو ..
عندها إبتعد جاك عنه، و جئت أنا قرب رأسه مرة اخرى، و امسكت يده، و قربتها من خدي،و جعلتها تمسح على وجهي، أحسست بأنها لا تزال دافئة، عندها كمشت شفتاي بحزن و هم، و قد سالت دموع على خدي، و بعض هذه الدموع قد تمردت و تسللت بين أصابع روكورو، مع هذا، إبتسم روكورو و قال:يبدو بأنني سوف أفارقك مرة اخرى. .
لم يكن في وسعي أن اقول شيئاً، إنعقد لساني، فهذه ثاني مرة اواجه شخصاً في سكرات الموت، فكلهم! سايتو(صديق ميو)، ماريا(صديقة ميو)، و حتى أمي و أبي! عندما أتيت لهم. .كان جسدهم قد خلا من الروح! أول شخص واجهته في سكرات الموت هي هيميا (إبنة عم كانامي)، و قد كان طلبها الاخير هو أن اعتني بكانامي! لحظة. .هل هذا يعني بأن روكورو سوف. .
روكورو:أريدك أن تغني. .
أدركت عندها بأن هذا آخر طلب له، فأخذت نفساً عميقا و . .
Petals falling, droplets running down my cheek
I’m now alone in the scenery that we once saw together
I was afraid to remember, so I closed my eyes, my heart
And tried so many times to erase it
My heart, the drops overflowed
I wished to protect you, even of I get hurt
I have watched over you closely, more than anyone else
that warmth I embraced, is still in these hands
I won’t forget, no matter how many seasons pass
I will be thinking of you
حتى إنني لم اكمل الاغنية، بل عاودت السعلة إلى روكورو مرة اخرى، فتلطخ الفراش بالدم، و زادت آثار الدم على فمه، إنها تلك الرائحة التي اكرها، في الآونة الاخيرة اصبحت اشمها كثيراً، إنها رائحة الدم. .
فجأة، امسك روكورو يدي ايضاً، و فاضت عينه بالدموع، ثم إنهمرت و تزاحمت على خده، ثم اغمضها بهدوء، احسست بأنه مات، لكنه أعاد فتحها و شد على يدي بآخر ماتبقى له من قوة، و قال:كنت أريد دائماً أن اسمع ذلك الصوت، بدون موسيقى، نقي مثل ماء النهر. .
ثم اكمل:ميو، أنت تذكرينني بأمي، بل أنت نسخة مطابقة منها! لذا. .
ثم سعل سعلات قوية، ثم واصل كلامه:لذا، حتى لو مت، لا تيأسي، فمهما تراكم الحزن و الظلام على بعضهما، و لم تعرفي أين طريقك، لابد أن تجدي نوراً، فأنا سوف أكون بجانبك في كل وقت. .
ثم عدل جلسته بصعوبة، و حظنني و هو جالس على السرير، كان مثل الطفل التي يعانق امه! فبادلته العناق، ظللنا هكذا لدقائق، ثم إبتعد عني و قابل وجهي، و مسح بيده الدافئة على خدي و ادخل اصابعه بين خصلات شعري، و كنت ارى في عينه نفسي،لا! بل كنت أرى امي، فهو عندما ينظر لي احسسته بأنه ينظر إلى امنا! فجأة!
سعل سعلة قوية، و قد كانت هذه آخر سعلة يسعلها، فقد سعلها على وجهي، فغطى الدم الجهة اليسار من وجهي! اغرقه الدم. . و دخل في عيني، و مع الدموع المتجمعة في مقلتي، إمتزج الدم مع الدمع، فشق خط من الدموع الحمراء وجهي و نزل إلى الاسفل، عندها رمى روكورو بنفسه على السرير مرة اخرى. .
ثم اغمض عينه، و فاضت روحه، عندها جفت الدموع من مقلتي، أردت البكاء،لكنني لم استطع، لم استطع! كان سيل الدموع الحمراء الوحيد الواضح في وجهي، بعدها لم تخرج و لا دمعة! للأنني لم اصدق اصلاً بأنه قد مات، مع انني لم اعش معه فترة طويلة من الزمن، فقد إلتقيته من شهر تقريباً، لكن نفس الدم يجري في عروقنا، و نفس المواصفات، نفس الرحم من اخرجنا إلى هذه الدنيا! و نفس الاحشاء هي من حملتنا!
هذه ثاني مرة في حياتي اواجه هذا الشعور، فعندما توفي والدي، احسست بأن الموت في تلك اللحظة عندما رأيت أمي و أبي يرجعان للأسفل الارض، مثل السفر المؤقت، حيث يسافر الحبيب فترة من الزمن ثم يرجع محملاً بالهدايا و القبلات، لكن بعد مضي أسبوع من الاوهام، بأن الموت هو مثل السفر الابدي. .ليس لديه رجعة!
هذا ما يحدث لي الآن، عندما اغمض روكورو عينيه إلى الابد، و آثار الدم لا تزال عليه، لكن عندما رأني توم متجمدة كالصنم بدون أن ابكي، حركني و سألني:م-ميو؟ هل أنت بخير؟
عندها أفقت من كوابيس اليقظة، و ألقيت نظرة على روكورو، عندها مسحت يده بخدي مرة اخرى، فوجدتها تبرد بشكل تدريجي، و معها كان قلبي يبرد! فقلت بصوت هادئ و هامس تلاه صراخ مثل زئير الاسد:لماذا؟ لماذا يحصل هذا لي؟ هل يمكنكم أن تقولوا لي ماذا فعلت للأستحق هذا؟!
فجأة! ترائت لي منظر سايتو مقطع الاوصال، و هيميا و لديها فتحة في صدها ملقية على الارض، مع ماريا مقطعة الشرايين و الاوردة! و اخيراً أمي و أبي!
في تلك اللحظة احسست بأنني إنهرت بالفعل! ترنح جسمي بشكل فظيع مثل قارب خشبي قديم في وسط عاصفة هوجاء! كنت في حالة هلع و خوف! عدم إستقرار نفسي! فصرخت صرخة احسست بأنفاسي سوف تنقطع بسببها! ثم احسست بشئ يخرج من معدتي! ثم تقيأت. .نعم، لقد تقيأت. .تسألون لماذا؟
هل تعرفون بأن الشخص في حالة الهلع الشديد، يفعل أي شئ، و هذه اول مرة تصير لي، لكن هنالك أناس يحدث لهم هذا بإستمرار. .
عندها سقطت على الارض، و جلست على ركبتي، عندها ساعدني توم على الوقوف و جعلني استلقي على اريكة قريبة، لكنني قمت مرة اخرى، ووقفت امامهم كلهم، و أمام جسد روكورو و قلت:هل يمكنني أن اعتمد عليكم في دفن جثة روكورو؟
جاك:لا تقلقي بشأن هذا، سوف اتصل بكوتارو لكي يأتي هنا و يأخذ الجثة معه إلى اليابان قبل أن يسافر. .
مارتن:لكن، ماذا سوف تفعلين أنت؟
قلت له:سوف أرجع للعصابة التي اختطفتني.
توم بتعجب:ماذا؟ هل جننتي؟! هل هناك شخص يلقي بنفسه للجحيم بيده؟!
فقلت له بثقة:نعم! أنا! سوف ألقي بنفسي في الجحيم! هل تعرف بأن لو اكتشفوا (العصابة) بأنكم قد عرفتم بأنني مختطفة! سوف يقتلونكم! و أنا لا اريد هذا!
عندها تجمدوا في مكانهم، ثم ودعتهم و ألقيت نظرة أخيرة على جسد روكورو، ثم اعطيتهم ظهري و خرجت ثم توجهت للشارع العام، و هناك اسندت ظهري على أحد الجدران و ضممت رجلي لصدري، و اغرقت رأسي في حضني، و الدمعة الحمراء لا تزال على وجهي، مع آثار دماء روكورو التي كانت تغطي كل وجهي! كان آخر ما رأيته هو ظل ماساتو يتجول في الارجاء، ثم اغمي على من جراء الضغط النفسي. .
. . .
فتحت عيني فرأيت نفسي في نفس الشقة، ثم نظرت للنافذة فرأيت الشمس قد اشرقت، عندها فتح باب الشقة و دخل ماساتو و هو يقول:هل استيقظت؟ كيف حالك الآن؟
لم اجبه، حتى انني لم اضع تعبيراً على وجهي الشاحب، ثم تنهد و قال:على كل، مارأيك أن تأخذي حماماً؟ فأنت تبدين و كأنك راجعة من حرب؟
لم اجبه ايضاً، بل قمت بهدوء و دخلت الحمام، اخذت حماماً سريعاً ثم إرتديت ملابسي في الحمام، كانت ذات لون أسود، ثم نظرت للمرآة فرأيت آثار الدم التي كانت على وجهي قد اختفت، ثم نظرت لحوض الاستحمام فرأيت دماً لختلط مع الماء و يشق طريقه نحو المجاري. .
ثم خرجت من الحمام و أنا خالية من المشاعر و الاحاسيس، كنت أعيش الحياة، لكنني اعيشها بدون حياة، فهل وصلتكم المعلومة؟
عندما رأني ماساتو هكذا، مرتدية اللون الاسود، و باردة الملامح، نظر لي بنظرة أسف ثم تلاه صمت، كان هو يقرأ كتاباً بهدوء، أما أنا فقد سكبت جميع همي في الموسيقى.. فهي الشئ الوحيد الذي لم يتخلى عني!
. .بعد 3 ساعات. .
بعد مرورو 3 ساعات، فتحت يوكي الباب و معها تلك المرأة ذات الشعر الذهبي، التي هاجمت روكورو، توجهتا لماساتو الذي كان في الصالة، بينما أنا في غرفة النوم، مما يعني بأنهما كانتا يعطياني ظهرهما، لا اعرف ماهو الشعور الذي تملكني عندما رأيت تلك المرأة، فتناولت مقصاً، و توجهت نحوهم بخطوات هادئة لا يسمعها أي شخص، حتى أنا! ثم و فجأة سحبت شعر المرأة بعنف و غضب شديدين و قصصته بالمقص! كان يصل لركبتها لكنه الآن اصبح يصل لكتفها! هل رأيتم ماذا يفعله الغضب الحقيقي؟
تبعثرت خصلات الشعر الذهبية في كل مكان، بينما كانت معالم الدهشة تسيطر على ماساتو ،و يوكي و تلك المرأة! لكنني لم ابرد غليلي بعد، بينما هم جامدون مثل الحجر، دفعت المرأة التي اصبحت ضعيفة فجأة على الارض! و غرست المقص في يدها، هل تعرفون بماذا احسست عندما فعلت هذا؟ لم احس بشئ، كنت فارغة من العواطف. .
ظلت المرأة طريحة الارض، و الدم يثور من يدها و كأنه بركان، بينما ظلت يوكي مندهشة و خائفة في نفس الوقت، حاول ماساتو إبعادي عن تلك المرأة. .
------------------------------
كيف كان الوصف مال موت روكورو؟
هل تتوقعون بأن الفرقة بتصدق كوتارو؟
إقتراحات، إنتقادات، الرأي؟
03-07-2013, 11:11 AM
المواضيع المتشابهه 
1693Likes
العرض العادي
