09-09-2012, 10:54 PM
|
|
من ذاكرة هيميكو:
قبل سنة
تجلس على العشب مستندةَ على جذع شجرة.. بعيداً عن جموع الطلاب والتوتر
بادٍ على ملامحها.. لقد اوشك صبرها على النفاذ.. ذهبت الى المدرسة قبل اعلان
النتائج بفترة حتى تعرف نتيجتها قبل ان يزدحم الطلاب امام اللوح.. اتاها
صوت نداء احدى زميلاتها بالفصل وكان كالمنقذ لها من شرودها..
- "هيميكو لقد وصلت النتائج.. كووي(تعالي).."
وقفت على عجل وهي تنفض زيها المدرسي.. وتقول في داخلها :" لقد حان
الوقت.. اونيقاي شيماس..اونيقاي شيماس (بمعنى رجاءاً)"
مشت الى زميلتها.. ثم انطلقتا معاً الى اللوح الذي وضعت عليه النتائج..
كان عدد قليل من الطلاب حاظراً هذا الوقت.. ها قد اعلنت النتائج اخيراً..
بعضهم خائف من الرسوب.. والبعض يتمنى النجاح بمعجزة.. والبعض
الاخر يسعى لما هو اكبر..
توقفت هيميكو امام اللوح بتوتر لا تريد ان ترفع رأسها خوفاً مما ستراه..
لقد كان هناك عدد صغير من الطلاب امام اللوح.. يقفون بهدوء كل يبحث عن
اسمه ليرى نتيجته.. اشارت احداهن على هيميكو وقالت بحماس..
-" انها شيراتوري-سان!! "
وسرعان ما تنحى الجميع من امامها.. وضعت يدها على قلبها الذي يكاد يخرج
من مكانه.. مالذي يحدث؟ لماذا تنح الطلاب من امامي؟ زفرت ببطء.. بينما
كانت نظرات الجميع تترقب ردة فعلها بعد ان ترى نتيجتها.. رفعت رأسها
بهدوء.. والقت نظرة مطولة على اللوح.. توقف قلبها عن النبض حينها..
كما توقف الجميع عن التحرك.. كأنما الوقت توقف عندها.. اخذت نفساً عميقاً
ثم صرخت بكل ما اوتيت من قوة وهي تقفز في مكانها..
-" لقد فعلتها!!! "
كان اسمها على قمة اللوحة.. لقد فعلتها حصلت على اعلى نتيجة في المدرسة..!
اخيراً يمكنها ان تتقدم خطوة نحو تحقيق حلمها..!
اندفع سيل من الطلاب يهنئونها والبعض منهم كان يشتعل نيراناً من الغيرة..
تعالت اصواتهم..
-" اوميديتو قوزايمس شيراتوري-سان.. اموديتو!! (بمعنى مبارك لك شيراتوري)"
(لما كل هذه الجلبة؟ لقد حصلت على اعلى نتيجة وماذا في ذلك؟ تريدون
ان تعلموا ماذا بعد؟ لقد حصلت على منحة دراسية الى مدرسة اوسترايا..
افخم وارقى مدارس الدولة..)
كاتشان(بمعنى امي)..نيي تشان(بمعنى اخي).. يآتآ( بمعنى لقد فعلتها)!!! من ذاكرة آيدن : قبل 5 سنوات..
لقد خرج جميع اصدقائه من منزله قبل قليل، بعد محاولات فاشلة في اقناعه
بالذهاب معهم لحظور مباراة فريق كرة القدم المفضل لديهم..فاليوم ستأتي
والدته التي تعيش في ايطاليا لزيارته، لقد وعدته بهذا قبل شهرين،مرت
الان سنة على آخر مرة كان قد رآها فيها.. اشتاق لها كثيراً حتى انه قرر
الذهاب الى ايطاليا لرؤيتها عدة مرات، الا انها كانت دائماً ما تتحجج بالعمل،
وانها ستأتي لزيارته بعد انت تنهي عملها..
رفض الذهاب الى المباراة التي لطالما اراد حظورها وتشجيع فريقه..
ورؤيتهم يحققون النصر.. الا ان زيارة والدته لها مكانة خاصة عنده..
وسيلازم المنزل حتى تصل والدته الى مطار طوكيو ليذهب لاصطحابها..
لقد تأخر الوقت وانتهت المباراة.. وحقق فريقه النصر بجدارة.. الا ان
والدته لم تصل بعد.. انها الثامنة مساءاً..
اخذ هاتفه محاولة الاتصال بها..كان الهاتف يرن.. انقطع الخط ولم ترد
عليه.. حاول مجدداً..لكنها لم ترد عليه ايضاً.. لا فائدة من المحاولة
فهي لا تريد الرد عليه..
كان يختلق الاعذار عنها :" لربما تركت هاتفها في المنزل وهي الان
في الطائرة! "
قرر الذهاب ليسأل والده.. كان جواب والده انه لا يعلم شيئاً ولا يريد
ان يعلم شيئاً عنها..! كم كان رد والده قاسياً عليه.. لما كل هذا الحقد
على امي يا ابي؟
خرج من مكتب والده وغيمة من الكآبة تحوم حوله.. لكن سرعان ما
شقت الابتسامة طريقها على وجهه حين رن هاتفه النقال في يده
وظهرت صورة والدته على الشاشة..وسرعان ما اجاب قائلاً بلهفة..
- " موشي موشي اوكاساما؟ (بمعنى مرحبا امي) "
قالت هي بعد ان اطلقت تنهيدة..
-" ماذا هناك آيدن؟ "
كان ردها غريباً لم يعتد على سماعه حين يهاتفها.. زال كل امل بداخله
وتلاشت الفرحة من عينيه.. اذا فهي لم تذهب الى المطار.. هل يعقل
ان تكون نسيت؟ لا.. لا يمكن لقد ذكرتها قبل اسبوع وقالت انها
ستحجز التذاكر قريباً..
قال بتردد واضح..
-" اوكاساما(امي).... بوكو.. بوكوا(انا)"
قالت مقاطعة وكأنها تعلم مايدور بداخله..
-"آيدن انا لم انسى وعدنا.. اضغي الي جيداً يا صغيري.. لقد
تزوجت قبل عدة اشهر وانا حامل الآن.. لا اقوى على السفر"
القت القنبلة دفعة واحده.. مما فجر جميع مشاعره الى اشلاء..لو
انها تحججت بالعمل هذه المرة ايضاً.. لو انها قالت انها مريضة
ولم تخبره بزواجها.. لكان الان على متن اول طائرة متجهة الى ايطاليا..
الا ان خبر زواجها صعقه.. دمره ودمر اخر ذرة امل كانت بداخله..
كان يأمل ان تعيش معه ووالده في اليابان.. كان يحلم ان يعيش جو
اسري تحت رعاية والديه.. اكان يطلب الكثير؟ اكان حلمه مبالغاً فيه
كطفل عاش يتيماً ووالديه على قيد الحياة؟
فما بالكم بخبر حملها ايضاً؟ كيف لقلبها ان ان يقوى على قتل قلب طفل
لا يزال في الـ13 عشره من عمره؟ّ! لما اخفت عنه الحقيقه؟ لماذا
كانت تكذب عليه؟ لماذا لم تخبره حين هاتفها الاسبوع الماضي؟ التخبره
الامر دفعة واحدة وتمزقه وتمزق قلبه الصغير؟
لم تكن تنتظراي كلمة منه.. الا انها سمعت شهقة خرجت منه وبعدها
تلاها صوت بكاءه..
قال بصوت منتحب.. متقطع..
- " نانزي؟(بمعنى لماذا؟)اوكا..اوكاساما..(وصرخ آخر نفسه بقي
في داخله) نــاااااااانزييي؟!." اجهش بالبكاء بعدها..
قالت والدته بعد ان سمعت بكائه الحاد.. بقلب يكاد يتقطع على ابنها..
لم تتوقع ردة فعله هذه.. هي اجبرت نفسها على البقاء بعيدة عنه..
حتى يتحمل بعادها عنه..
- " موشي موشي.. آيدن؟! آيدن عزيزي.. انا.."
لم يكن في وضع يسمح له بالحديث.. لم يتردد في اغلاق الخط..
ورمي الهاتف على الحائط.. ليلقى حتفه هناك ويتحطم الى قطع صغيرة..
الان.. فقط الان ندم انه لم يذهب الى المباراة.. ندم انه ظل يفكر في
لقاء والدته طوال الشهرين الماضيين.. ندم على تذكيره لها قبل
اسبوع ..ندم انه علق نفسه بوهم عودتها اليه والى والده.. ندم انه
علق نفسه بفكرة ان يعيش ظمن عائلة سعيدة متحابة.. ندم انه علق
نفسه في اوهام كثيرة..
اعتذر على اي لخبطة كانت قد حصلت ، لانني كنت في عجلة من امري،
وبالنسبة للشخصيات لم ارد كتابة الكثير عنهم، اريد منكم التعرف
اليهم مع احداث القصة.. ولدي مزيد من الصور سأضعها في المستقبل
وانشالله سأضع مزيداً من المقتطفات غداً..
آرائكم + انتقاداتكم + تعليقاتكم كلها تهمني فلا تبخلوا علي جـآنـآ الكَلماتْ التَي قُلناها لِنُخفِي حَرجَنا
اللحَظاتْ التي نَظَرنا فيها اليْ بَعضِنا البَعض
الوقْتُ الذي امضَيناه مَعاً
أتَمَنى لوْ انهُم استَمروا فَترة أطوَل |
__________________ " لآ آلـه الآ الله.. سُـبْـحَـآنَـكَ رَبـيْ آني كُـنتُ مِـنَ آلـظـآلِمينْ "
التعديل الأخير تم بواسطة darҚ MooЙ ; 10-02-2014 الساعة 09:02 PM |