11-10-2012, 04:57 PM
|
|
ذكـــــــــريات لاتنسى امسكت كفي الصغيرة يده الكبيرة وأنا اتأمله بنظراتٍ طفولية بريئة
كنت متعجبة من حجمه الكبير بالنسبة لحجمي الصغير .. هكذا كنا حينما نحن صغاراً
فكل شيء يذهلنا ويشعرنا بالعجب
وبالنسبة لي .. فقد كان يذهلني كل شيء فيه
وكلما كنت معه كنت أظل أتأمله طوال الوقت حينما أكون معه
سار بي نحو المشفى وأنا لاازال اراقبه حيناً واراقب الشارع حيناً آخر
لم يكن يملك سيارة .. لذا فقد كنا نقطع ذلك الطريق نحو المشفى سيراً على الأقدام
لكنني لم اكن اشعر بالاعياء برفقته .. فقد كانت كفه الحنون تضم كفي طوال الوقت
وكلما مررنا بالشارع كان يسير بي بحذر وحميني بذراعه لأبقى قريبة منه طوال الوقت
كنت أشعر بالسعادة والفخر .. ولكم كنت أسر حينما توجعني أسناني
لأجري له بلهفة وأتألم أمامه كي يصطحبني الى المشفى
وأقضي معه تلك الأوقات التي لاتنسى
قريبة منه على الدوام وفي احضانه وكفي بين كفه
وصلنا للمشفى بعد سير دام على أقل تقدير ساعتين أو ساعة ونصف فقد كان الطريق طويلاً بالفعل
لأجلس على كرسي الانتظار ارقبه بينما ينهي الاجرائات
لندخل بعدها على طبيبي الذي ارتاده عليه على الدوام
جلست على الكرسي
لكم كانت ادوات طبيب الأسنان تخيفني
لكني سأتحمل كي لا يستاء والدي أو أبدو بالنسبة له طفلة مدللة جبانة
لذا كنت أحاول جاهدة التحمل وعدم الصراخ
لكن تلك الدموع الغبية لطالما هزمتني لتفر من عيناي كلما شعرت الألم
انهينا زيارتنا لطبيب الأسنان لأخرج مع أبي الحبيب وقد ضم كفي بين كفه مجدداً
بينما أنا لاازال ابكي لما حل بي واعتراني من ألم
وخدي المنتفخ اثر تلك القطنة على سني تجعل مظهري مضحكاً بحق
سرت معه طويلاً بصمت .. فبالطبع لاقدرة لي على الكلام بتلك الهيئة
ليقف عند منزل خالي رحمه الله وندخل اليه
كان لخالي نخل كبير به اللوز والرطب وماالى ذلك
وكنا نمضي معه أجمل الأوقات
أمضينا معه ذلك اليوم وقتاً لطيفاً كما العادة لنخرج ظافرين بكيس كبير مليء بالـلوز لأنسى ألمي بعدها واخرج وأنا امسك الكيس وقد شقت الابتسامة وجهي ووالدي ينظر لي وهو يضحك
فللتو كنت ابكي والآن هاأنا اضحك مستمتعة بفاكهي المحببة وانتظر ان يزول مفعول المخدر لأبدأ بتناولها
توقفنا مجدداً ولكن هذه المرة عند منزل احدى قريبات والدي
ودخلنا ليجلس معهم ويتحدثوا قليلاً بينما أنا اراقب المنزل القديم المهتريء وأتأمله بتعجب طفولي
وكنت طوال الوقت قد التزمت بالصمت وذهبت لحمامهم الكبير لأغسل وجهي وفمي وأتخلص من تلك القطنة المزعجة
لكن الخوف اعتراني حقاً فأنا اكره الأماكن القديمة الواسعة وأخافها بشدة
وكان ذلك الحمام واسعاً بحق وقديماً قد تساقطت بعض الاجزاء من جداره
هربت مسرعة لأعود لوالدي والتصق به مما جعلهما يضحكا بشدة على مظهري
وأنا انظر لهم بتذمر وصمت كما لو أن القط قد أكل لساني
فكالعادة لااتحدث حينما اذهب لطبيب الاسنان حتى ينتهي المفعول تماماً
ولربما كان الخوف هو من يعقد لساني طوال تلك الساعات
خرجنا بعد ان ودعناهم لنكمل مسيرنا نحو منزلنا
وأخيراً بدا لنا المنزل وقد اقتربنا منه شيئاً فشيئاً وبقيت المسافة الاخيرة والتي كانت طويلة نوعاً ما انما اقصر مما قطعناه
وأنا امسك هذه المرة علبة العصير التي اعطتنا اياها السيدة من ذلك المنزل
وأنظر لوالدي بسعادة .. واخيراً تحدثت وسألته بصوت متلعثم : عادي أشرب ؟
فأجابني بنظراته الحانية التي لم أكن احظى عليها الا في هذه الأوقات :
اي اشربي بس انتبهي مايوصل شي لمكان الضرس اللي قلعه الدكتور
أومأت له بالايجاب بسعادة لأفتح العصير وقد علقت الكيس بيدي الأخرى
وبدأت اشرب وأنا اميل برأسي كي لايصل لتلك المنطقة المحفورة شيء من العصير .. ووالدي لاينفك عن الضحك كلما نظر لي
توقفت فجأة وأنا اتحسس شعري من فوق عبائتي لأقول لوالدي بخوف : شباصتي طاحت
تعجبت منه حينما نظر للخلف ليعود أدراجه بسرعة ويلتقطها ويعود ليعطيني اياها ويمسك بيدي مجدداً لنعود للمنزل أخيراً
وهنا ابتعدت كفي عن كفه الحنون وأنا أتأمله بسعادة كبيرة
فتلك الذكرى التي مضت عليها سنون كثيرة .. محال ان تختفي من ذاكرتي
هاقد عدنا للمنزل .. وانتهت لحظاتنا الجميلة التي لن تتكرر الا حينما يؤلمني سني مجدداً ^^!!
دخلت لأخلع حذائي بينما توجه ليتحدث مع أمي ويطمئنها علي وأنا اسرعت لاعطي امي الكيس
وأتحدث لها عن مغامرتي مع طبيب الأسنان ومع والدي وزياراتنا
ولكم كنت ارمقه بين الحين والآخر بنظرات سعيدة ممتنة وكم تمنيت ان ارتمي بأحضانه وأصرخ
أحبك أبي رحمك الله ياأبتي .. ورزقك جنان الخلد |
|