القاهرة 12 سبتمبر 2012 الساعة 03:18 م

القاهرة 12 سبتمبر 2012 الساعة 03:12 م

ماذا يفعل هؤلاء العمال فى الظهيرة ؟
ينقبون عن تاريخ أجدادهم الفراعنة ويعزفون بفؤوسهم أناشيد المجد .
ترى هل مازال أحمس يطارد الهكسوس على حدود غزة التى أحرقها شارون.. ؟!
وقال شيخ فى المدينة ...
ريما يختبئون فى سندويتشات الهامبرجرأو بنطلونات الجينز الأمريكانى.
تساءل أحد شباب الفيس بوك فى حيرة عبر الشات ....
ماذا يجرى فى بغداد هل شاهدت همجية رعاة البقر
وجنود الكماندوز يصدقون كذبة الدمار الشامل بخراب البصرة وبكاء أطفال غزة ؟
وقال آخر ..:
لم يبق على الأرض إلا الدمار , لا مفر من المستقبل المظلم , والبطالة وأحاديث الزواج العرفى تتسرب من سلة القمامة إلى صفحات الصحف , تنصهر الكلمات تحت الاقدام ومراهم العجز الجنسى تتقياء على اثداء السيراميك شهوة وصور لنساء عرايا فى بحر مويس ....
كيف تمدد جسد الجدار بمحازات الطريق وتجرأت الحسناء على مقابلة القمر أسفل الشرفة الزجاجية .؟
الخيال الجامح فى صحراء المدينة..
تمدد الظل داخلى تحت تكعيبة الليل , وارتاحت الأحزان فى الفضاء ، وشوش الرمل الهواء نامت أعضائى بين حرير الماء .
استقيلنى "تل بسطه " أيام الصبا
صعدت تبة ضرب النار،
وجمعت الأظرف النحاسية الفارغة لبائع الخردة الذى أنقدنى خمسة وعشرون قرشا
اصطحبت صديقى إلى فيلم" الكرنك " فى سينما مصر، قال صديقى متعجبا...
ماذا حصل تتحول البيوت القديمة إلى ناطحات سحاب ويتغير شكل شارع الجناين ،
وتختفى خنادق الاجئين تحت الاكشاك الخشبية تبيع الحلوى والشيكولاتة والشيبسى وسجائر الكليوباترا والمارلبورا والبيبسى والكوكاكولاوزجاجات المياه المعدنية ..
قلت....
شفت مناظر التعذيب فى سجن أبو غريب ، انتهاك واضح لكرامة الإنسان ...
وخرجنا مع انتفاضة الانفتاح وعلب السردين ...،
لم يبق من الزقازيق القديمة سوى بعض منازل قديمة ومبنى السينما القديم الذى تسكنه الفئران والخفافيش ولافت قماش باليه تكشف عن صراع الورثة على الأرض
تمدد تمثال فرعون يشق الفضاء نصفين
شاشه بيضاء أغرقها دم التعزيب وسقف أزرق لسماء
ورأس نفرتارى فى ثوب الملس الأسود وشقف الأباريق المهمشة قربانا للنسوة اللائى اعطتهن بذورالتهيأ لحمل عقيم.

تمسحت قطتى السيامى فى ملابسى ، وانئتنى ....
داعبت مخيلتك طيف الرؤيا ،واستراحت غيوم الأرض الصحراوية وانسابت روحى مع انتشاء تساقط المطرمن بئر الطهارة ونبات الحلفة مندمجا بعشب الصخور .
ألود بهمومى والنهر يزداد عطشاُ... تتوارى ذكريات الطفولة ، امكث بين الفجر وحياة مليئة بالعثرات ........
قالت فتاتى ..
احبك .... وتختفى فى زرقة السماء ، تمتلأ سهول المدينة بأفراس وحشود من الناس .
وحدى ...... مازلت أعانى من بقائى دون جدوى فى الحياة....
أسرعت تختفى وتتركنى أتوق إليها، أبحث فى الوجوه والطريق المسافر للسماوات البعيدة.
الجنود أظهروا بغضهم للأشجار العربية ، وتحرق تاريخ الأجداد ، نهبوا متاحف المجد فى بغداد وهارون الرشيد يترنح فى أفيشات إعلانات عطور جواريه الحسان .
دخلت شيخوختى مثقلا بالزمن، تراءت روحى البيضاء وتناثرت فى حدائق المجرات ،أحدق فى صفحات الطفولة عن طفل يشبهنى..

والأناشيد المدرسية يرددها التلاميذ فى طابور الصباح احتفالا بنصر العبور، تتكرر الأغنيات فى كل عام ، ونشوة الملل تنفجر داخلى نشازا مع اللحن الممزق فى ضجيج الحروب .........

http://www.misrelmahrosa.gov.eg/sect...8A%D8%B1%D8%A9