القاهرة 16 سبتمبر 2012 الساعة 12:10 م

زرقاء تلك السماء المليئه بالغيوم ، والفضاء الرحب ينشر اريج عطر المطر واخضرار الصحراوات ... جنة الماوى ... انهارا من عسل سلسبيل .
النخل باسقات يطوف عليها طيور من بنات الحور، يناوشن الروح بتنهدات
العشق وآهات أمنية .
أتحرر من نفسى الكامنة داخل شرنقة العزلة
استقبل الحياة ...
والمدينة إذ تهب الشوارع لحظة الخلاء وخيول النهار تغازل الأفق ببلورات أحلام العذارى.
عاصفة الريح الترابية تغرق نافورة الميدان بدخان الضوضاء ،
مثقلا بالهم وأشياء آخرى تزيد لوعة القلب .........
كعادتى كلما سرت انزوى بجانب الرصيف تطاردنى عيون البشر فى الشوارع
تراءت ظلال الحرية على الحوائط هتافات الثوار تلتقط وجوهنا التى تأكلت فى شيخوخة الطوب الوردى وثقوب الوقت تلفظنى للميادين ، تتجاذبنى الهواجس فقاعة تنحدر الألوان من شعر رأسي، تستلقى فوق أحجار الرصيف النائم تحت أقدام العابرين، وعمال مجلس المدينة يدهنون الجير الأبيض والأسود .......
اندسست بين بيوت الأزقة، مرتب لصدفة قد تجمعنى ببنت قمرية تنادينى كل ليلة،
ينتصب هيكلى فى الميدان تنكرنى البيوت والناس يعبرون فة شقوق عطش الليل، والأسلاك الشائكة تقطع وجه الأشجار من عنق الطريق المنحدر باتجاه البحر.
والتجاعيد فى جلابيبهن السوداء تتدغدغ نوافز الغمام المتحجر من برودة الشتاء ، ينسكب الحصى فوق الرخام صورا للشهداء، والنيون ينفرط فى طين الوحل حبات النور من سلة الفوانيس على ورق الإعلانات تحت إبط التمثال والافتات تعتصر الحبر الأزرق من شرايين القماش .
وحدى سرت جسدا بلا روح ، والعتمة تزحف فى الناحية الأخرى من الشارع وطفل يجلس بمحازات الجدار يبلله النعاس يدعك عينيه ، يتمدد فى ضباء المساء .
أتحسس ظلى على زجاج الشرفات ومواء الريح على تراب فضاءت الأسفلت ، تنكمش الخفافيش فى نفق السكة الحديد ، تزحف أسراب النمل إلى دورات المياه العمومية لتنام فى ظل الحوائط معصوبة الرأس بملصقات تتقيأ فرصت عمل لشباب الخريجين أمعن فى مراياها ، إلا أن ومضة الضوء بددت الظلمة التى غشت عينى وتفتحت زهور عطر الحرية عن وطن يولد من جديد ........
وطرت كعصفور خرج من قفص ظل محبوسا طوال سنوات.
أحلق فى الفضاء... أطير .. وصوت عبد الوهاب ( أحب عيشة الحرية زى الطيور بين الأغصان )

http://www.misrelmahrosa.gov.eg/NewsD.aspx?id=17794