|
قناة عيون العرب الإخبارية أخبار يومية, اخبار حصرية, أخبار سرية, اخبار سياسية, أخبار طريفة, أخبار غريبة, أخبار العرب, اخبار العالم |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||
| ||
جمال الغىطانى يكتب... الأزهر مسجد للگون گله يواصل جارودي رحلته الروحية عبر مساجدالإسلام، يعلمنا كيف نري عمارتنا وفنوننا .. يشعر الواقف بصحن الأزهر وكأنه خارج العالم، يطير فوقه علي بساط من افراط خفة عناصر البناء، من جامعة الأزهر في القاهرة، من المستنصرية في بغداد، من قرطبة الإسلامية في عصر الإسلام الذهبي أشعت علي ثلاث قارات ثقافة في أكمل صورها اشتملت علي الحكمة باعتبارها تأملاً في مقاصد الأشياء ومعانيها وفي علاقتها بالله في عالم منسجم واحد، وعلي العلم الذي وضع المنهج التجريبي لاكتشاف علاقات الأشياء بينها وتسلسل الأسباب، وعلي الإيمان باعتباره اعترافاً بأن العلم قاصر عن إدراك الغايات الأخيرة، الإيمان باعتباره وعياً بحدودنا ومسلماتنا. يقول جارودي: ينقلنا صحن الأزهر فوق الفضاء، وتنقلنا قاعة الصلاة فوق الزمان، وكل منهما نقلنا إلي الله الذي هو فوق الزمان وفوق المكان، أما جامع القرويين في فاس المغرب فيبدو كحلم يمر كالسحاب، فوق البلاطة المحورية المؤدية إلي المحراب نجد هذه القبة التي هي قبل القبة الأخيرة أوسع الأبواب وأكثرها سحراً، والقبة منخفضة علي دعائمها ذات المقطع المستطيل، وهذه الدعائم ليست رشيقة كأشجار السرو أو النخيل، بل قصيرة كأشجار البلوط العتيقة، وهي تذكر الإنسان أنه مغروس في الطين وأنه لا يستطيع الزعم أنه مساو للانهاية. في مسجد القرويين بفاس تنتشر الزخارف النباتية فوق الحجر، يصفها جارودي بحس جمالي رفيع، يقول: »لا نكاد نميز أحياناً تحت لمسات الضوء الأرجواني القاتم، أو اللازوردي، أو البنفسجي الداكن، المروحة النخيلية أو كرز الصنوبر، أو ورقة الكرمة أو حالقها، كل ورقة من النبات لا تذكرنا بنوع من النبات علي قدر ما تذكرنا بأسلوب للحياة، تجرد المرابطين سكان الجبال الذي يقترن بالرقة الأندلسية، وتشدد الموحدين، المرابطين، يستخدم أحياناً كتاب النبات هذا الذي ينتمي إلي عالم الأحلام، كخلفية تتراجع قليلاً إلي الوراء لتبرز الحروف بظلالها، ويستخدم أحياناً كإضافة نباتية إلي الكتابة بالخط الكوفي، عندئذ تتمطي ذيول الحروف لتحتوي الزهور، والسوق والأوراق الغزيرة، وتعطي هذا التجمع الإسلامي الصرف للحروف والنبات والهندسة وحدة الأرابيسك، المهددة دائماً، المتجددة دائماً..« أعترف أنني لم أقرأ، ولم أجد، في كل المؤلفات التي تشرح أو تفسر فن الأرابيسك الإسلامي، عبارة قوية، موحية، تنفذ إلي سره كهذه الجملة »المهددة دائماً، المتجددة دائماً«، فعند أي نقطة يمكن أن يكتمل التصميم فجأة، يتوقف، ويمكن أن يتصل بما بعده، أن يستمر إلي ما لا نهاية. في مسجد القيروان بتونس، الذي بني عام 638 ميلادية، يتوقف جارودي أمام المحراب الذي يعده الأجمل في العالم، بدرجاته الحية التي تؤدي إلي ما لا يري، تختلط أيضاً الأشكال النباتية فوق الخشب، تبدو كرجفات الحياة وتنظمها قوانين أدق النظريات، وحيث يتحول مسدس الزوايا إلي نجمة وتتحول الدائرة إلي تويج، يتحدد كل حفر بإطار الثماني وسبعين حشوة، وتتخلله في الوقت نفسه حركة واحدة. يقول جارودي وهو واقف في صحن مسجد القيروان: إن الإنسان عندما يندمج في وحدة الكل، بفضل الجمال، يعي مكانه الحقيقي في الكون، وتلك هي رسالة الفن الأساسية، أن يولد فينا هذا الوعي ويشير إلي هذا المعني أو يجعلنا نتساءل عنهما، علي الأقل. من الكتبية إلي تلمسان إلي غرداية من زار مراكش ولم يتوقف أمام مئذنة الكتبية الشهيرة؟ لكم تأملتها من بعيد، ومن خلال ساحة الفناء، والشوارع وردية اللون، وعلي مقربة، يقول روجيه جارودي وهو يتأمل المئذنة مطولاً: »تنتصب مئذنة الكتيبة علي البعد البعيد فيما وراء اكليل السعف الأخضر والأسود في انعكاس ضوء الشمس الغاربة، وفيما وراء تجاعيد الأسقف الشبيهة بالرق في واحة مراكش، وكأنها نداء للصلاة تبلور في حجر«. في المسجد تلتقي رقة الفن الأندلسي وصرامة الموحدين الموحشة وهذا ما يكسبه سحراً خاصاً، هذا التنافر والتوافق معاً. ينتقل جارودي إلي تلمسان، حيث المساجد علي قدر الإنسان، خلو من هذا الاستعلاء الفرعوني، معظم آثار المدينة تعود إلي القرنين الثالث والرابع عشر »للميلاد«، أي أنها معاصرة لقصر الحمراء بغرناطة، أما الجامع الكبير فيعود إلي القرن الثاني عشر، بناه يوسف بن تاشفين ـ أحد أمراء المرابطين نحو عام 2081 ميلادية. من تلمسان إلي غرداية، غرداية في أقصي الجنوب الجزائري، المدينة كلها مسجد، مثل أرض البشر كلها، بيوتها مكعبات مائلة إلي اللون الأزرق، ذات أسطح متلاصقة كأسنان الفك العنيد، تحيط بالوادي ونخيله تحت شمس تتوهج في سماء صافية الأديم كأنها بلور شفاف، تصعد المدينة درجات التل حتي سهم المسجد الذي يصوب إلي السماء صرخته المنتصرة المسبحة بحمد الله، وتميل شوارعها الشبيهة بالعروق الدقيقة القاتمة لكي تتخذ شكل المنحدرات أو لكي تمنع الشمس خاصة من ملاحقتها، وتحول دون تدفق شلالها النادي فيها، منذ نحو ألف عام، فرت حفنة من المؤمنين بالمذهب الأباضي إلي هذه المنطقة بعد أن عبروا الصحاري، والجبال ومناطق الحظر، وكان عليهم أن ينتزعوا كل شيء من الطبيعة المعادية لهم، المياه، لوازم الحياة في حدها الأدني، والبقاء علي قيد الحياة في هذا المكان النائي تعبير عن الإيمان، لذلك يبدو من العبث أن نفصل في هذه الأماكن القاسية بين الحركة الفنية والعبادة وجمالها، فالمدينة، ونظام الري، والقلعة أو المسجد كل أولئك صب في قالب واحد، وبني تحدياً للتهديدات نفسها، تهديدات الأرض الجدباء والسماء الحارقة، وكل شيء أثاره الإيمان بالله الواحد، أرض المسجد من الطين نفسه الذي بنيت به المنازل، والجدران. أما المئذنة فتنتصب أعلي المدينة كبرج حصين، كالنداء، كالصرخة، عمارة المدينة كلها، لا توحي إلا بالأمور الجليلة، عن حياة لها معني، لا تعرف إلي الخضوع للنظام الرباني، ولو في أصعب الأماكن، عند أقصي حدود المغامرة البشرية، تلبية لنداء الله. نقلا عن الاخبار http://www.misrelmahrosa.gov.eg/sect...88%D8%B3%D8%A9 |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
جمال الغيطانى يكتب..مذبحـــــة الصـــحافة | yousrielsaid | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 0 | 07-25-2012 11:41 AM |
جمال الغيطانى | أبو آدم | تحميل كتب مجانية, مراجع للتحميل | 0 | 02-27-2009 04:25 PM |