القاهرة 16 سبتمبر 2012 الساعة 01:16 م

كأنّ الجميع نزفوا .. عندما شجّ الطفل الراعى ، رأس القرد الطفل وترك الغنم وفر .. لطّخ وجه القرد الدم ، فصرخ القرد الطفل ، فلأول مرة جرّب طعم الألم وشاف الدم ، القردة ينعون الدم النارف ، كل القادم يسأل يبكى ، ينعى الدم والطفل القرد تمدّد فوق الرمل يداه تدوسان الجرح وبكاه يدوس قلوب القردة فوق الرمل ، القردة يصطفون على الأسفلت يسطون على العربات يتسلقونها يبعثرون حمولتها يطوّحون الموز والبطيخ يقتحمون الحجرات يرشون السكر والأرز على الطرقات ومتاع العمال المنكوبين ، تتحد جميع القردة ، ثورتهم عارمة ، رويدا تهدأ ثورتهم ، يعود الطفل الراعى والغنم لذات المرعى ، يراه القرد فيصرخ تتجمع كل القردة ، يخاف الطفل الراعى يطير فلا يسعفه الطيران تدركه القردة عند السلك الشائك ، ينبطح الطفل تتكوم الآف القردة فوق الطفل الراعى يسعفه العمال فينجوا الطفل بعاهة .

هاجسة
هو
كألف مشكاة ينير كألف مطواة يغور يصرخ مهلا
يا صاحب تلك الأغنية الأحمق
صهيلك داوى لى جرحا
وأورث صدرى جرحا أعمق
كانت أخر لقطة من فيلمه التسجيلى عن الكائنات الموشكة ،
فراغ معبأ بفقاعات فى فجوات مضغوطة ،
سكون عاصف يسبح فى حديث السر ، العيون الجميلة العيوب ، العباب ، أيامنا والذمم المريضة ، عبق الماضى ، والنظرة الحزينة ،
ينشغل قليلا عن كل علامات التعجب والاستفهام فى كينونته النحيلة فثمة حفل كبير يلوح وأنوار وزينة ، المقاعد والرؤوس الكبيرة ، مشدوها وقف يسمع ويشاهد وفى الهزيع الأول من الليل يعود حانقا فهو لا يدرى ماذا كان يقصد المغنى ؟ هل ما يفعله بقصد الغناء وما هذا الكلام الذى كان يردده ــ صدرى محكمة والجانى هو الشجن
والحكم قالوا الحكم فوق المحطة ــ ، ماذا يعنى ؟ يمارن أنفه ، يقترب من حجرته ــ (خلاص كل المشاوير خلصت) يوهم نفسه بالراحة تلتبس عليه الحقيقة
فجأة يخطر بباله طائر الهدهد ، يُجرى القرعة منتخبا أوجاعه أيهم رئيسا يُّحكّم كل دوائر عقله تصحو الأوجاع تصافحه فى نشاط ملموس وتعده ، تتذمر السلطة التنفيذية القلب ، تفيد كل التقارير ، بالغش لا رئيسا ، لا رئيسا بالغش ، فيلقى النواب الجسد على أكوام القش ، يوهم نفسه بالراحة يقنع أن الحل يكمن فى اللا حل (خلاص كل المشاوير خلصت) ، يوهم نفسه يبحث فى أوراقه فى تعبه لا يقاوم يطفىء المصباح يتمدد يتكور يتهور يلقى الملاءة يضيىء المصباح يجلس فى شرفة الليل ، فوق النوم تداخلات ، ليس ضروريا أن أكون لهم شربات حتى فمى وهم قرنفل يلذع دمى ، هاجسة ( يابووى لو ألحقها أضرب راسها بالجزمة ) ـ هاجسة ـ موجة وصوت وصَدفة !!

هاجسة " وحق القسم قبل ما يكون اللى كان انقسم " يجلس فوق النوم ، يدخل يده بداخله يخلب أستاره يحلب أسراره ويسكب ويسكب ( تتلم عليه الأحلام تدبى عليه زى الدبان )
كل شىء هنا غالٍ رخيص إلاك فالتخطيط بحرص على رخصك يرفع ثمنك عفوا يرفع زمنك ، الليل فى محطته الأخيرة ، المصباح يضىء الجدران ، والباب يحجب عنه الهوام والوحوش الجائعة
ويحجب عنه الحقيقة
( خلاص كل المشاوير خلصت ) يتجدد فى حركة هدهدية يحلّق بعيدا تتضح الرؤى الغائمة ، تبدو الأشياء صغيرة ، فوق النوم يتحدث تحت الجلد ، كلما نثق فى شىء فإنه يضيع : إلى متى تتوهج والناس حولك نيام فحتى يستيقظوا ستصير رمادا ، كل شىء هنا غال رخيص إلاك .
هاجسة ـ يا من أعرفه ويعرفنى عرفانك أنك تعرفنى إن شئت فلا تصرفنى عنك وعنى ما لم أعرفك وأنك تعرفنى ...... !
الحقول تعج بأنواع الطيور والهداهد قليلة هزيلة ، هزيلة ، يخر عليه السقف ، الحقيقة ، تهرب الأحلام
مجابها الطوفان يتمتم حتى لو أحكمت قبضتك على رقبتى سأخرج لك لسانى .
كان يود الشهادة
ويقولون له سيدنا
" منعول أبو الرمم اللى بتمشى على رجلين ، سيدنا مين ما سيادنا كتير ؟ " يضحك تجذبه زوبعة من ضحك هيستيرى يغيب فى مسافة ضيقة بين رئتيه وقصبته الهوائية ، تطول غيبته فى دقائق تعدل سنوات عمره تبيض عيناه يتمدد يقفز يتسمر فى الأرض يريد اقتلاعها يزحف فى لا وعى تتغير ملامح وجهه من حالة الضحك إلى ..............

لا يثق فى النمل

النمل فى نظره ، يحفر تحت الجبال والمنازل حتى تخر ، فيصعق الجميع ، فالنحل مثابر ويعمل فى صمت والكائنات منهمكة فى شهوة التكاثر .

http://www.misrelmahrosa.gov.eg/NewsD.aspx?id=17822