فقد يستغرب البعض جمود بعض المتصوفة على عقيدته ، وعدم قبوله للحجج والبينات التي تلقى عليه من كل حدبٍ وصوب ، وذلك مستند إلى تعلّقهم الكبير بالمرجعية الدينية ، وتقديم أمرها على أمر الشارع ، فتعظيم المريد للشيخ ، وانكساره بين يديه ، والافتقار إليه ، وتقبيل الأرض من تحت أقدامه ! ، كل ذلك من مقومات هذه العقلية المتحجرة ! .
بل إن من المرجعيات الدينية من يقدم أمره ونهيه على أمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم !! ، فهذا ذو النون المصري [ ت : 245هـ ] يقول :
( طاعة المريد لشيخه فوق طاعته ربه!!! ) [ تذكرة الأولياء : 1/171 ] .
وهذا صاحب [ الختمية : 135 ] :
( الشيخ هو الإمام الذي يرشدك وينير لك الطريق ، ولذا فطاعته واجبة لازمه ، وإن لم تكن واجبة فكيف تستفيد منه .... ولا ريب أنك لن تصل إلاّ بطاعته لا بمخالفته ، فلذا وجبت طاعة الشيخ المرشد في كل أمرٍ من الأمور .. ) .
ويقطعون صلة المريد بكل شيخٍ غير شيخه الذي يربيه ويلحظه بالعناية !! ، فيقول الشيخ الفوتي صاحب [ رماح حزب الرحيم : 1/142 ] :
( واعلم أن الاقتصار على واحدٍ لا يتعداه إلى غيره شرط لازم في طريق أهل الله ، ولابد لكل مريد من التزامه وإلاّ فلا سبيل له في الوصول البتة !!! ) .
ونقل عن ابن عربي قوله : ( إنما كان المريد لا يفلح قط بين شيخين قياساً على عدم وجود العالم بين إلهين !!!! ، وعلى عدم وجود المكلف بين رسولين !! ، وعلى عدم وجود امرأة بين رجلين !!!!!! ) [ المرجع السابق : 1/143 ] .
بل إن مشايخ السوء يحسسون أتباعهم بأن مخالفة أمرهم من موجبات الدخول في نار جهنم !! ، فيقول أبو الحسن علي الأهدل : ( قال لي سيدي – يعني الله - : من خالف كلامك أحرقته بناري !! ) .
قال الزبيدي معلّقاً :
( فكان إذا أراد أن يأمر الفقراء بشيٍ يقول : أريد كذا وكذا ، ولا يقول لهم : اعملوا كذا وكذا ، ويقول : أخاف عليهم النار إن خالفوني !!!!! ) [ طبقات الخواص : 198 ] .
بل منهم من جعل الجنة تحت تصرّفه يدخل فيها من يشاء ، فهذا التيجاني يقول :
( وليس لأحدٍ من الرجال أن يدخل كافة أصحابه الجنة بغير حساب ولا عقاب ولو عملوا من الذنوب ما عملوا ، وبلغوا من المعاصي ما بلغوا إلاّ أنا وحدي!!!! ) [ الطبقات الكبرى : 2/90 ] .
ــــــــــــــــــــــــــــ
يقول أحمد التيجاني :
(وليس لأحدٍ من الرجال أن يدخل كافة أصحابه الجنة بغير حساب ولا عقاب ولو عملوا من الذنوب ما عملوا ، وبلغوا من المعاصي ما بلغوا إلاّ أنا وحدي!!!! وأما سائر سادتنا الأولياء رضي الله عنهم فيدخلون الجنة أصحابهم بعد المناقشة والحساب !! ) [ الطبقات الكبرى : 2/90 ] ، و [ كشف الحجاب : 373-374 ] .
وقال الشعراني في [ طبقاته : 2/106 ] :
( ومنهم الشيخ الخضري رضي الله عنه المدفون بناحية نها بالغربية وضريحه يلوح من البعد من كذا وكذا ... وكان يقول : لا يكمل الرجل حتى يكون مقامه تحت العرش على الدوام ، وكان يقول : الأرض بين يدي كالإناء الذي آكل منه !!! ، وأجساد الخلق كالقوارير ، أرى ما في بواطنهم... !!!!) .
ويقول أحمد التيجاني في إجابته لأحد مريديه لما طلب الضمان في المعرفة : ( وأما ما طلبت من الضمان في المعرفة بالله من كونها صافية من اللبس ، ممزوجة حقيقتها بالشريعة ، فإن أمرها لا يكون إلاّ كذلك ، لا غير ... وأنا لك ضامن أن لا تسلب ما دمتَ في محبتنا ، وكل ما دونه ، من دخول الجنة بلا حساب إلى ما وراءه وما قبله !! ، وسامحتك فيما لا تعلمه مما مقتضاه سوء الأدب ، وأما السورة فتداومها أحد عشر ألف مرة ( 11000 ) كل يوم أو كل ليلة مختلياً وحدك وقت ذكرها فقط ، وبدؤها أن تقرأ الفاتحة مرة ، و صلاة الفاتح لما أغلق !!! مرة ، وتهدي ثوابها لأهل النوبة في ذلك اليوم من الأولياء والأحياء ثم تقوم وتقف مستقبلاً وتنادي : (دستور يا أهل النوبة جبهتي تحت نعالكم ، ثم تقرأ الفاتحة مرة ، وتهدي ثوابها لروح الشيخ عبدالقادر ، والشيخ أحمد الرفاعي ، وجميع الأولياء الغائبين والحاضرين ثم تقرأ الفاتحة مرة وتهدي ثوابها لروح سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ثم تسأل المدد!!! ) [ كشف الحجاب : 85-86 ] .
قال يوسف النبهاني في [ كرامات الأولياء : 2/276 ] :
( عبيد أحد أصحاب الشيخ حسين ، كان له خوارق مدهشة ، ومنها أنه كان يأمر السحاب أن يمطر لوقته ، وكل من تعرّض له بسوء قتله في الحال !!! ، دخل مرة الجعفرية فتبعه نحو خمسين طفلاً يضحكون عليه ، فقال : لأعزلنك من ديوان الملائكة !!!! فأصبحوا موتى أجمعين ، وقال له بعض القضاة : اسكت ، فقال له : اسكت أنت ، فخرس وعمي وصم ، وسافر في سفينة فوحلت ، ولم يمكن تقويمها ، فقال : اربطوها بخيط!!! في بيضي – يعني خصيتيه !!!- ففعلوا ، فجرها حتى خلصها من الوحل !!!) .
هههههههههههه
عذرا..لم اتمالك نفسي من الضحك...
اي عقيده هذه التي تبني علي الخزعبلات!!!!
ــــــــــــــــــــــــ
نقل الشعراني عن أحد أصحاب مدين أنه مكث عند شيخه إلى أن توفي ، ولم يأكل من طعامه شيئاً ، وقال : ( أنا لم آكل لشيخي طعاما خوفا أن أشرك
في طلبي للشيخ شيئاً ) [ طبقات الشعراني : 2/95 ] .
وقال علي وفا !! :
( اعلم أن قلوب الرجال أمثال الجبال فكما أن الجبال لا يزيلها من أماكنها إلا الشرك كما قال تعالى : ( وتخر له الجبال هدا * أن دعوا للرحمن ولدا * وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا ) [ مريم : 90-92 ] وكذلك قلوب الرجال لاسيما الولي ، لا يزيل قلبه إلا الشرك الواقع من تلاميذه معه ، من إشراك أحد معه في المحبة لا يزيله إلا ذلك ، لا تقصير في الخدمة ولا غير ذلك.. ) [ تقديس الأشخاص : 2/219 ] .
وقال الشعراني :
( وأكثر الناس الذين يصحبون الأولياء لا يشهدون منهم إلا وجه البشرية ولذلك قل نفعهم وعاشوا عمرهم كله معهم ولم ينتفعوا منهم بشي .. ) [ طبقات الشعراني : 1/8 ] .
اخي الحبيب
انظر الي كلام اهل السنه
وستري الفرق الكبير
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى :
(فطائفة من هؤلاء يصلون إلى الميت ، ويدعو أحدهم الميت ويقول : اغفر لي وارحمني ونحو ذلك ويسجد لقبره .
ومنهم من يستقبل القبر ويصلي إليه مستدبراً الكعبة ، ويقول : القبر قبلة الخاصة ، والكعبة قبلة العامة ، وهذا يقوله من هو أكثر الناس عبادة وزهدا !! ، وهو شيخ متبوع ولعله أمثل أتباع شيخه ، يقوله في شيخه ، وآخر من أعيان الشيوخ المتبوعين أصحاب الصدق والاجتهاد في العبادة والزهد يأمر المريد أول ما يتوب أن يذهب إلى قبر الشيخ فيعكف عليه عكوف أهل التماثيل ، وجمهور هؤلاء المشركين بالقبور يجدون عند عبادة القبور من الرقة والخشوع والدعاء وحضور القلب ما لا يجده أحدهم في مساجد الله تعالى التي أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه ، وآخرون يحجون إلى القبور وطائفة صنفوا كتباً سموها " مناسك حج المشاهد " كما صنف أبو عبدالله محمد بن النعمان الملقب بالمفيد أحد شيوخ الإمامية كتاباً في ذلك ... وآخرون يسافرون إلى قبور المشايخ ، وإن لم يسموا ذلك منسكاً وحجا ، فالمعنى واحد ، ومن هؤلاء من يقول : وحق النبي الذي تحج له المطايا !!! ، فيجعل الحج إلى النبي صلى الله عليه وسلم لا إلى بيت الله عز وجل !! .... .
ومن هؤلاء من يرجح الحج إلى المقابر على الحج إلى البيت ، لكن قد يقول أحدهم : إنك إذا زرت قبر الشيخ مرتين أو ثلاثاً كان كحجة !!! .
ومن الناس من يجعل مقبرة الشيخ بمنزلة عرفات!! ، يسافرون إليها وقت الموسم ، يعرفون بها كما يعرّف المسلمون بعرفات !! ، كما يفعل هذا في المغرب والمشرق .
ومنهم من يجعل السفر إلى المشهد والقبر الذي يعظمه أفضل من الحج ، ويقول أحد المريدين للآخر وقد حج سبع حجج إلى البيت العتيق : أتبيعني زيارة قبر الشيخ بالحجج السبع ؟! ، فشاور الشيخ فقال : لو بعت لكنت مغلوباً !! .
ومنهم من يقول : من طاف بقبر الشيخ سبعاً كان كحجة!! .
ومنهم من يقول : زيارة المغارة الفلانية ثلاث مرات كحجة!! .
ومنهم من يحكي عن الشيخ الميت أنه قال : كل خطوة إلى قبره كحجة !!....
قال شيخ الإسلام :
وهؤلاء وأمثالهم صلاتهم ونسكهم لغير الله رب العالمين ، فليسوا على ملة إبراهيم إمام الحنفاء ، وليسوا من عمّار مساجد الله ....
من كتاب الشيخ الإمام المسمى بـ " الاستغاثة الكبرى " أو " الرد على البكري " ( ص : 294-297 ) .
فراجعه واقرأه فما أفضله من كتاب عدة لكل موحد .