09-29-2012, 01:12 AM
|
|
ان المؤمن من يعلم انن عليه رقيبا على سمعه وبصره نشكر الله سبحانه على ما ألهمنا ، ونسأله التوفيق للعمل بما علمنا فإن الخير لا يدرك إلا بتوفيقه ومعونته ، ومن يضلل الله فلا هادي له من خليقته ، وصلى الله على سيدنا محمد سيد الأولين والآخرين ، وعلى إخوانه من النبيين والمرسلين ، وعلى من اتبع النور الذي أنزل معه إلى يوم الدين وبعد يقول الحكيم الترمذي رحمه في باب تفسير الوقف وان للواقف ثلاث علامات نفعنا الله به ومن نظر فيه برحمته
تفسير الوقف أولها: بتذكرة خوف العاقبة، والثاني: بتذكرة خاتمة العقل، والثالث: بتذكرة خوف خاتمة الأمل وخوف خاتمة الأجل، والرابع: بتذكرة الجزاء، والخامس بتذكرة العذاب، والسادس: بتذكرة الله، والسابع: بتذكرة الحفظة، والثامن: بتذكرة خوف مفاجأة ملك الموت، والتاسع: بتذكرة منفعة الوقف، فإن لم تكن هذه التسعة إلاّ واحدة فالوقف يكون بذلك، وشكل الوقف الحلم، وضد الوقف التعجيل.
وللواقف ثلاث علامات:
أولها: إذا أراد أن يدخل في عمل فيقف ويتفكر في عاقبته إن كان رشداً أو صواباً مضى، وإن كان غياً أو خطأ انتهى، والثاني: يقف حتى يتفكر كيف هذا الفعل أمرجوّ هذا العمل بالثواب أم بخوف العقاب، والثالث: يقف حتى يتفكر في حجته ويشغل نفسه بطلب حجته لأن الله تعالى إذا أقامه بين يديه فيقول لِمَ فعلت ولا بد له من الإجابة.
وأربعة أشياء من فعال الواقف: أولها: الصبر لأنه لا بد للواقف من الصبر حتى يفهم حجته ويقيمها، والثاني: الجهد لأن الواقف لا يقدر أن يقيم حجته إلا بالجهد، والثالث: التضرع بقلبه بينه وبين الله عزَّ وجلَّ حتى يُفهِّمه حجته ويستعين ربه على تفهمه، والرابع: الإرادة ولا يكمل الوقف للواقف إلاّ بحفظ إرادته، ولا يصيب الوقف إلا بخوف العاقبة لأنه ذاكر كأنه على شفير جهنم، فإن لم أقل كما حكم الجبَّار وإلاَّ فيكُبني فيها، ويعلم حين نتكلم أن لم تكن هذه الكلم كما حكم الجبار يحرقني الله بنار تتلظى، وإن كان في العمل فيعلم أنه ألاّ يكون من الذي يحبّ الله ويرضاه فيعاقبني وكل فعل منه كذلك. فنعم الباب الوقف فطوبى لمن وفقه الله بالوقف، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " المؤمن واقف والمنافق وثَّاب " .
حدثنا صالح بن عبد الله الترمذي، وجرير بن عبد الحميد الضبي عن عطاء بن السائب عن محارب بن دثار قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل، يا معاذ إن المؤمن قيده القرآن عن كثير مما تهوى نفسه وشهواتها وحال بينه وبين أن يهلك فيما تهوى بإذن الله، يا معاذ إن المؤمن يتوقع الموت صباحاً ومساءاً، يا معاذ إن المؤمن لا يأمن قلبه ولا تسكن روعته ولا يطمئن من اضطرابه حتى يخلف جسر جهنم، يا معاذ إن المؤمن من يعلم أن عليه رقيباً على سمعه وبصره ولسانه ويده ورجليه وبطنه وفرجه اللمع واللمحة ببصره وكحل عينيه وجميع سعيه فالتقوى رفيقه، والقرآن دليله، والخوف محجته، والشوق مطيته، والحذر قرينه، والوجل شعاره، والصلاة كهفه، والصيام جُنّته، والصدقة فكاكه، والصدق وزيره، والحياء أميره، وربه من وراء ذلك بالمرصاد، يا معاذ إني أحب لك ما أحب لنفسي ولقد أنهيت لك ما أنهى إليّ جبريل فلا يكون أحد أسعد بما أتاه الله منك. انتهى
نسالك اللهم حزما في لين وقوة في دين وايمانا في يقين ونشاطا في هدى وبرا في استقامة انك رحيم ودود |