عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام العامة > مواضيع عامة

مواضيع عامة مواضيع عامة, مقتطفات, معلومات عامه, مواضيع ليس لها قسم معين.

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-04-2012, 12:30 PM
 
Thumbs up سمير الجمل يكتب.. الشاذلي بين مطرقة "السادات" و سندان "مبارك" تلخص مسيرة الفريق سعد الدين الشاذلي.. كل الحروب العربية..

القاهرة 03 اكتوبر 2012 الساعة 11:57 ص





حلقات يكتبها : سمير الجمل


ومنذ اليوم الأول لميلاده في عام 1922 وتحديدا في أول أبريل.. كانت أسرته التي تمتلك الكثير من الأراضي في زمام قرية شبراتنا التابعة لمركز بسيون.. بمحافظة الغربية التي تبعد عن القاهرة في طريق الإسكندرية بنحو 130 كيلو مترا.
منذ اليوم الأول كانت أسرته تعرف أنها بهذا المولود تضيف إلي رصيدها العسكري اسما جديدا فقد كان جده قائدا حربيا شارك في ثورة عرابي.. وكذلك خاله وبعض أعمامه وأبناء عمومته الوالد هو الحاج الحسيني الشاذلي.. وكان الاسم تكريما للزعيم سعد زغلول.. وكان وقتها القدوة والرمز الأسرة تضم تسعة أبناء غير أشقاء.. بالإضافة إلي شقيق كان طيارا مدنيا واختين.. هذه الأسرة كان فيها الأزهري مثل محمد الحسيني الأخ غير الشقيق.
وفيها العسكري والتاجر والمزارع.. وجذورها تمتد إلي الشيخ المتصوف "سيدي أبوالحسن الشاذلي" الذي يمتد نسبه إلي علي بن أبي طالب.
في هذا البيت اجتمعت الروحانية مع العسكرية مع التجارة مع الزراعة مع العلم.



هل كانت حرب اكتوبر
ضربة جوية فقط
لماذا يكرهون ويتجاهلون العقل المدبر للنصر العظيم؟


واسم القرية معناه "الحديقة الغناء" لذلك انتشر هذا الاسم في أرجاء مصر لمدن وقري منها شبرا الخيمة وشبراخيت وشبرا مصر وشبرا النملة.
والقرية التي تقترب من كفرالشيخ وتطل عن قرب علي البحيرة.. استمدت خصوصيتها..

ومن هنا فإن الشاذلي بشكل أو بآخر كان يحن إلي مسقط رأس جده الأكبر الذي تقول كتب التاريخ إنه ينتمي إلي مدينة فاس المغربية.. ومنها أيضا العارف بالله "السيد البدوي" الذي استقر به المقام في طنطا بمحافظة الغربية.. بينما استقر الأمر بالشاذلي ناحية البحر الأحمر.. وهذا ما يربطه بالمغرب قلبا وجذورا حيث جاء الجد.

كان يقطع الطريق كل صباح إلي مدرسته الابتدائية في المركز الذي يبعد عن القرية حوالي 6 كيلومترات أحيانا مشيا علي الأقدام مع زملاء الدراسة.. وفي أوقات أخري راكبا "الحمار".. لكنه كان يفضل المشي مع رفاقه وفي ظروف الشتاء والمطر والوحل بدأ الفتي خطواته الأولي في مدرسة الرجولة.. وبعد الابتدائية انتقلت الأسرة إلي القاهرة في حياة مختلفة ومناخ غير الذي اعتاده الغلام.. لكن الأصيل لا يتغير مهما تبدلت الظروف والأحوال.

من هو الشاذلي

سألت أحد الشباب من مواليد جيل "حسني مبارك" الذي خرج للحياة مع توليه السلطة وكبر وتخرج من الجامعة وانجب حتي تخلي عن رئاسة البلاد مرغما بعد ثلاثين عاما.. سألت الشاب عن الفريق سعد الدين الشاذلي وأجاب بكل ثقة إنه لا يعرف إلا الكابتن الشاذلي هداف مصر الكبير في كرة القدم والمحلل الرياضي باستاد النيل ولم يكن يمزح ولا أنا بمندهش.. فالأجيال هذه لم تشهد أمامها سوي مبارك.. وقد قال لهم نظامه في كتب الدراسة إنه بطل أكتوبر الوحيد وأن الحرب يمكن تلخيصها في ضربة جوية قام بها مبارك ومن يعملون تحت قيادته ولم لا.. والصورة الشهيرة في غرفة العمليات أثناء حرب أكتوبر قد تم تزويرها حيث استبدلوا مكان الفريق الشاذلي رئيس الأركان في هذا الوقت بمبارك قائد القوات الجوية.. والترتيب العسكري الراسخ أن يتوسط الطاولة القائد الأعلي للقوات المسلحة وهو رئيس الجمهورية وعن يمينه ويساره.. القائد العام وهو وزير الحربية المشير أحمد إسماعيل ورئيس الأركان.. ثم بعد ذلك يقف رئيس هيئة العمليات وهو المشير الجمسي ثم بعد ذلك قادة القوات البحرية والجوية والبرية.

الصورة تم تغييرها حتي في بانوراما حرب أكتوبر وقد يسأل الشاب وهذا حقه: لماذا بلغت كراهية "مبارك".. "للشاذلي" درجة التجاهل وإغفال دوره وإهماله وعدم الحديث عنه؟..

الإجابة تحكيها قصة الضابط الشاذلي الذي يعتبر نموذجا بديعا للعسكرية المصرية والذي شارك في الحرب العالمية الثانية بعد تخرجه في الحربية في عام 1940 ثم انضم للحرس الملكي حتي تطوع في حرب فلسطين 1948 وظهر نبوغه مبكرا وانضم للضباط الأحرار وجمعته الصداقة والجيرة بجمال عبدالناصر وهو مؤسس قوات المظلات والصاعقة وكان قائدا للقوات العربية في الكونغو عام ..60 حارب في اليمن وابتكر خطة عسكرية هناك..

وكانت مجموعته العسكرية في عام 1967 هي الوحيدة التي توغلت حتي حدود فلسطين رغم انسحاب الجيش وعاد بأقل الخسائر.. وهو قائد معركة شدوان الشهيرة ولما تولي رئاسة أركان الجيش عام 1971 أعاد بناء القوات المصرية وخطط لحرب أكتوبر بكل دقة ووضع خطته بناء علي معرفته بقدراتنا.. وإمكانيات العدو.. واختلف مع السادات في مسألة التعامل مع ثغرة الدفرسوار ووعد أن يقضي عليها بأقل خسائر بشرط سحب بعض القوات من الضفة الغربية لكن السادات رفض وأبعده.. ورشحه بعد ذلك كسفير لمصر في لندن ثم في البرتغال.. ولما قام السادات بزيارة إسرائيل استقال احتجاجا عليه ورفضه التعامل مع العدو.. وبدأ في نشر مذكراته واعتبرها السادات إفشاء لأسرار عسكرية وتمت محاكمته غيابيا وظل منفيا بالجزائر لمدة 14 عاما.. وفي عام 92 اقنعه البعض بالعودة لكن مبارك وضعه بالسجن ولولا وقفة المشير حسين طنطاوي الكريمة معه لتحول حبسه إلي إهدار لكرامة هذا القيمة العسكرية الكبيرة.


حفيد سيدى" أبى الحسن " يرتدى البدلة الميرى فى اللفة
وسر كراهية مبارك له تلك الشعبية الطاغية والنبوغ الذي كان يتمتع به الشاذلي وقد خاف من ذلك كما أن وجوده يعني الكشف عن البطل الحقيقي لحرب أكتوبر وهو عكس ما كان يروج له مبارك ورجاله لذلك اغتاله معنويا في حياته.. وقد رفض الشاذلي بناء علي نصيحة بعض المقربين منه أن يكتب التماسا لمبارك من أجل العفو لأنه لم يرتكب جرما يستحق العقاب.. فقد تم تجريده من الأوسمة التي حصل عليها.. وجمدوا ممتلكاته وأمواله وضيقوا أسباب الحياة عليه حتي علي أسرته ولما قامت ثورة 25 يناير أعادت للرجل امتيازاته التي يستحقها وأكثر وجاء الوقت لكي نرد للبطل الاسطوري ما يليق به ونضعه في المكانة الحقيقية له وقد قالت العدالة الإلهية كلمتها عندما خرجت جنازة الفريق الشاذلي في ذروة ثورة 25 يناير وقبل ساعات من رحيل مبارك حتي قال القائل: إنها لحظة تاريخية فارقة احتشدت الجماهير لوداع "البطل" وتزاحمت وهي تنادي برحيل "الباطل"!

قبل رحيل مبارك

قبل ثورة 25 يناير بأسابيع.. أجري الكاتب نشأت الديهي حوارا مطولا مع الفريق سعد الدين الشاذلي نشره في كتاب بعنوان "صح النوم" سرد خلاله يوميات الثورة.. وكان الفريق الذي رحل 11 فبراير 2011 ليلة رحيل مبارك عن السلطة كان بعيد النظر عندما قال:
الموقف صعب ودقيق جدا.. فقد عاشت البلاد سنوات من القمع جعلت من المستحيل أن يتم الإصلاح بطرق تقليدية وقد علمنا التاريخ أن أي ديكتاتور يستمر في السلطة لفترة طويلة يصعب إزاحته إلا بعملية انقلابية لكي ينطلق للمستقبل ولن تؤتي ثمارها إلا إذا بدأت سياسيا ومن أعلي ولا أمل في أي محاولات إصلاحية سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية أو غيرها ما لم يكن ذلك مؤيدا من قيادة سياسية قوية.

ولذلك أنا في اعتقادي أنه حاليا ليست هناك رغبة أكيدة من القيادة السياسية لهذا الإصلاح وبدلا من ذلك كرس الخوف في نفوس الشعب فلابد من تغيير القوانين التي تكبل الحريات وهنا يبرز سؤال وتساؤل في غاية الأهمية: ما الذي سيدفع القيادة السياسية أن تقوم بعملية الإصلاح وهي في السلطة وتسيطر سياسيا واقتصاديا علي كل شيء.


ولذلك ليس أمامنا إلا الإصلاح البطيء في الوقت الحالي.. وأضاف الشاذلي في الفترات التي كان فيها الحكم تسيطر عليه حكومات قوية ويسيطر علي جميع الأوضاع كانت الإصلاحات تتم بسرعة فائقة وعندما تغيب هذه السلطة كما هو في المرحلة الحالية نجد أن الإصلاحات بسيطة وبطيئة جدا فليس أمامنا إلا أن نقبل الإصلاح البطيء مرحليا إلي أن يصل بنا إلي الخطوات الجريئة وقد اكتشفت شيئا غريبا عندما كنت رئيسا لأركان المصلحة العامة ليسوا علي دراية بماهية الخطأ ولا الصواب إنهم غير مدركين لما يرتكبون من أخطاء وهنا تبرز علي الساحة قضية التعليم فإذا قمت بتعليمهم وتوجيههم فسوف تختفي نسبة 90% من تلك الأخطاء والمخالفات ودائما ستبقي نسبة ما تقاوم وتخالف رغم علمها بالقواعد والنظم هذه النسبة يمكن
ابن قرية " شبراتنا رحل فى كبرياء ..ليلة سقوط " حسنى "
إصلاحها بالتهديد والردع وكان سهلا علي جدا وأنا في السلطة أن ابدأ في تعليم هؤلاء الذين لا يعلمون وكان ميدان العمل المتاح أمامي هو القوات المسلحة ولابد في الوقت نفسه أن يكون هناك المثل والقدوة حتي تسهل عملية التصحيح والتوجيه والتعليم وحتي يحترمك ويثق بك مرءوسوك لابد وأن تكون قدوة ومثلا لذلك فكل خطأ يرتكب في القوات المسلحة كنت أقوم بعمل دراسة لهذا الخطأ وأبدأ في شرح هذا الخطأ من كل الزوايا وأوضح تأثيره علي سائر المتغيرات وفي النهاية لابد أن أوضح لهم كيف نصحح الخطأ وبالطبع اشرح لهم ما كان يجب فعله حتي لا نقع في تلك الأخطاء.

ويضرب الفريق الشاذلي المثل بما جري في الهند لقد تقدمت بالعلم.. وساعد العلم في الوصول إلي درجة متقدمة من الديمقراطية.. والبشر عموما لديهم نقطة ضعف نحو السلطة.. وأي شخص يقبض عليها لا يفرط فيها بسهولة ويجب أن تسير جميع البرامج في خطوط متوازية لكن الديمقراطية والتعليم هما الأساس الذي يجب أن نبدأ به فورا والأهم هو التمسك بالمثل والقيم الأخلاقية ومحاولة احيائها من جديد ومصر ولادة بها كفاءات ما يكفينا للبدء فورا في العملية الإصلاحية المنشودة.

وهكذا تنبأ الفريق الشاذلي ورسم صورة للمستقبل ورحل في الليلة الأولي لرحيل مبارك وشتان بين رحيل ورحيل.. والحكاية فيها الكثير من الأسرار والخفايا في مصنع الأبطال.

نقلا عن الجمهورية
http://www.misrelmahrosa.gov.eg/NewsD.aspx?id=18586
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حصريا الكتاب الممنوع من العرض" مذكرات حرب أكتوبر " للفريق سعد الدين الشاذلي kotomotiv تحميل كتب مجانية, مراجع للتحميل 11 01-11-2013 12:15 AM
""لعشاق الساحره"""""""اروع اهداف القدم 92-2005""""""ارجوا التثبيت""""""" mody2trade أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 2 05-14-2008 02:37 PM


الساعة الآن 12:31 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011