القاهرة 29 اغسطس 2012 الساعة 02:33 م

هل انتهى الأوان كى يستيقظ العرب من وهم الحقبة الأمريكية ، إن لم يكن بالشكل المباشر ، ليكن بالتدريج ؟
اقول ذلك بمناسبة دراسة أمريكية جديدة للكونجرس الأمريكي صدرت الاثنين الماضى أعلنت أن واشنطن زادت من صادرات أسلحتها العام الماضي بمقدار ثلاثة أمثال ، معظمها موجه لحلفائها في الشرق الأوسط ، في مسعى لمواجهة الطموحات الإيرانية في المنطقة. وأوضحت الدراسة أن السعودية والإمارات وسلطنة عمان هي أكثر الدول شراء للأسلحة الأمريكية العام الماضي وبكميات قياسية.
لن أعلق الآن واترك الدراسة تلقى فى وجوهنا بالصاعقة الكبرى حيث تؤكد الدراسة "إن قيمة صادرات الأسلحة الأمريكية بلغت 3ر66 مليار دولار في عام 2011 ، في سوق أسلحة عالمية وصل إجمالي قيمته إلى 3ر85 مليار دولار. وتشير الدراسة أن صادرات الأسلحة الروسية في المرتبة الثانية بفارق كبير ، حيث بلغت قيمتها 8ر4 مليار دولار في العام الماضي.
يعنى تركت للعالم كله 19 مليارا فقط من تجارة الموت من بينها 4.8 لروسيا.
وأشارت الدراسة أن احصاءات عام 2011 لصادرات الأسلحة الأمريكية تمثل "زيادة غير عادية" خلال عام واحد فقط مقارنة بقيمة مبيعات عام 2010 التي بلغت 41 مليار دولار. وكانت قيمة صادرات الأسلحة الأمريكية وصلت إلى 31 مليار دولار في عام 2009.
لم أجد أى متابعة إخبارية لهذه الدراسة حتى كتابة هذا المقال الذى يفضح السياسة الأمريكية فى الخارج فى نشر الفتن والحروب والصراعات والأوهام من أجل الحصول على 3ر66 مليار دولار في عام 2011 ، في سوق أسلحة عالمية وصل إجمالي قيمته إلى 3ر85 مليار دولار.
ومن المتوقع طبعا زيادة هذا المبلغ بعد "شعللة " المنطقة العربية هذا العام .
وطبعا السيناريو الشيطانى الأمريكى يستحق الاحترام من قبل المواطن الأمريكى الذى تسعى حكومته لتشغيل مصانعه حتى ولو من دماء الأخرين .
مثلا فى الشرق الأوسط أمريكا تبيع السلاح للدول العربية لمواجهة إسرائيل ، وطبعا تبيع لنا أسلحة فى مرتبة البندقية " الرش " وتبيع إلى إسرائيل أحدث الأسلحة وتساعدها لامتلاك السلاح الذرى والنووى منذ عشرات السنين ، والأكثر من ذلك تساعدها على امتلاك أسرار التكنولوجيا التى تمكنها من تصنيع السلاح ، ليس لسد احتياجاته ولكن للتصدير للمنافسة على عشرات المليارات من الدولارات فى تجارة الموت .
وبعيدا عن دول المواجهة العربية مع " البعبع الإسرائيلى" يد أمريكا القذرة فى المنطقة ، لم تصمت واشنطن بل مستمرة فى السيناريو الجهنمى بأن تخلق لكل دولة بعبعها ،
فى نهاية السبعينات وطوال الثمانينات أشعلت النار بين العراق وإيران ، وكانت تبيع السلاح للطرفين مع الخطط والمعلومات الاستخباراتية حتى تستمر الحرب مستعرة لسنوات ،
وبعد أن هدت الحرب بين الطرفين خلقت "بعبعا "جديدا وحربا انتهت لكن ستظل تدفع فاتورتها الكويت والسعودية والعراق إلى يوم الدين.
اقصد طبعا إشعال الحرب بين العراق والكويت والباقى نحن نعرفه ، ودخلت واشنطن المنطقة بسببها ولم تخرج ولن تخرج ، بعد أن استولت على النفط العربى والودائع والعوائد ، بل وسرقت الحاضر والمستقبل .
ولم يهدأ السيناريو لأن المصانع الأمريكية ومخازنها مكدسة بالأسلحة ، فاشعلت النارالداخلية فى العراق ، وسوريا وليبيا وجنوب السودان والصومال من قبل على سبيل المثال .
وكلما ظن العرب أن الأمور فى سبيلها للهدوء ، مسلّمين أمرهم لدفع الإتاوة للبلطجى الأمريكى على شواطئ الخليج ،أشعلت واشنطن نارا جديدا ،أو صدرت لنا الوهم عن عدو جديد كى تبيع مخزونها الراكد.
وفى سيناريو ينسج خيوطه منذ سنوات تعد واشنطن المنطقة للمواجهة بين إيران ودول الخليج ، وفى هذا السيناريو جلست أمريكا على شاطئ الخليج ودلدلت رجليها !! وباعت لهم أسلحة بالكوم تثق تمام الثقة أنها لن تستخدم ولن يطلق منها رصاصة حتى تصدأ ، والأكثر من ذلك أن الأمريكيين أنفسهم هم وحدهم الذين سيستخدمونها إذا دعت الحاجة ، ومن يشك فى ذلك اقول كم خليجى لديه مهارات استخدام هذه الأسلحة ، بل وتجرأ وحاول أن يعرف أسرار تشغيلها.
ويحاول السيناريو الأمريكى طبعا أن ينفخ فى قوة العدو المحتمل عن طريق آلة إعلامية غربية جبارة ، مثل الترويج أن "إيران " فى طريقها لامتلاك السلاح النووى الذى سيدمر الخليج ، وسوف ينشر المذهب الشيعى على حساب السنة ، ومثلث الشر قد يصبح رباعى أو خماسى على حسب الظروف ، قد يضم سوريا وإيران وكوريا وقد ينضم لهم حزب الله أو حزب القاعدة أو صدام حسين من قبل ، وكلما خفت عدو أو اضمحل خلقوا عدوا جديدا وخطرا محتملا حتى تظل مصانع الأسلحة الأمريكية تعمل ولو بدماء الضحايا المهم الحصول على 3ر66 مليار دولار ، في سوق أسلحة عالمية وصل إجمالي قيمته إلى 3ر85 مليار دولار عام 2011، والبقية تأتى ، والسيناريوهات جاهزة ومتعددة ، والمغفلين موجودين فى كل مكان وزمان .
وهذا نموذج للسيناريوالأمريكى فى منطقة واحدة ، فإذا أطلقنا النظر إلى أمريكا اللاتينية والهند وباكستان وافغانستان .. الخ ، سندرك بحق ماهية الشيطان الأمريكى الذى انفرد بالعالم ، أو هكذا يظن حتى يخرج له مارد جديد أظنه قادما من أسيا اسمه التنين الصينى !!،
لذلك كان لزيارة د. محمد مرسى إلى الصين مغزى كبير أرجو من السياسة المصرية الجديدة استغلالها لصالح الشعب المصرى وتقدمه بعيدا عن حفنة رجال الأعمال الذين قضوا على الأخضر واليابس فى الماضى.
وأخيرا أرجو أن يمد جسور الثقة مع إيران لصالح الشعب العربى والمصرى حتى يستمر مسلسل سرقة الأموال العربية من جهة لصالح السيناريو الأمريكى ، ومن أجل مصالح الشعب المصرى من جهة ثانية !!

http://www.misrelmahrosa.gov.eg/NewsD.aspx?id=17032