10-23-2012, 05:04 PM
|
| |
| طفل يحقق معجزة
كانت ليلة شتوية جميلة و هادئة على غير العادة منيرة بضوء القمر الذي سحر عيون ذلك الطفل ذو الشعر الرمادي والعينان السوداوتين نظر اليه بحزن وقال : تريد ان تعرف اين انا ذاهب في مثل هذا الوقت المتاخر صحيح ؟ تنهد واكمل ببرائة : انا ذاهب لشراء الدواء لامي المريضة ......من حسن حظي انك معي قمري لاني كنت خائفا جداا. ثم ابتسم وكان يتخيل ان القمر يبادله الابتسامة ...فجاة سمع صوت صراخ التفت للوراء ليجد مجموعة من العصابات تتقاتل كان احدهم يحمل مسدسا و الاخر غارقا في دمائه هرب الطفل الصغير بسرعة والدموع في عينيه اختبأ في احد الازقة وهو يشهق بالبكاء رفع راسه للسماء لان القمر كان الوحيد الذي يبعد الخوف عنه لكن القمر كان مختفي وكانت السماء ملبدة بالغيوم ازدادت شهقاته وصرخ : لماذاااا؟لماذا انت ايضاا تخليت عني قمري ؟ اهئ اهئ . وفجاة سمع صوتا : اذن انت هنا يا صغير . كان صاحب الصوت القاتل الذي راه قبل قليل ازداد خوف الطفل وركض بعيدا و الرجل يلاحقه و بصعوبة استطاع الهرب منه ولكنه كان قد اضاع حذاءه ...ازداد الجو برودة وطفلنا الحبيب يمشي حافي القدمين كان الحزن باديا على وجهه وكل ما يفكر به هو امه المريضة ..وفجاة سقطت على انفه نقطة بيضاء رفع راسه للسماء ليرى ذلك المنظر الخلاب كانت الثلج يتساقط ابتسم الطفل و قال ببرائة: انها النجوم ..النجوم تتساقط لقد ارسلها قمري لتحل مكانه هه شكراا قمري . اكمل سيره نحو المجهول و هو يضم نفسه من شدة البرد فثيابه الرثة لا تدفئه تجمدت قدماه الحافيتين وحمرتا كان يمشى وهو يصارع الرياح التى تصده يمشي و يجر اليأس خلفه يمشي و يصارع المه يمشي ويسمع صوت نبضات قلبه التي تتبع خطواته الى ان وصل الى المكان المنشود وهو في حالة مزريه دق الباب فلم يرد عليه احد اخذ يدق و يدق و يدق الى ان خرجت له شابة في مقتبل العمر اشفقت على حالته فادخلته رغم ان الصيدلية مغلقة تقدم اليه شيخ كبير وسأله : ماالذي تريده بني ؟
فاجابه بحزن : اريد ان اشتري دواء لامي اعرف ان المبلغ غير كافي لكني مستعد لعمل اي شئ مقابل الدواء انا حقا اريد البقاء مع امي الى الابد . اشفق الشيخ عليه فقال له : ما اسم الدواء ساعطيه لك دون مقابل .
فرح الطفل كتير و اجاب ببرائته المعتادة : سمعت الطبيب يقول ان امي لن تنجو الى بمعجزة فهلا اعطيتني اياها .
تساقطت دموع الفتاة الشابة و ظهر الحزن على وجه الشيخ العجوز استغرب الطفل منهما كثيرا فهو لم يفهم ما الذي يجري حوله ابتسم له الشيخ بحزن وقال : ان اثمن الاشياء هي ابسطها واذا كنت تريد البقاء مع امك فلا تتركها و هي طريحة الفراش هذه هي المعجزة التي تحدث عنها الطبيب بني .
ارتسمت على وجه الطفل ابتسامة عريضة لانه اخيرا ستتحقق امنيته في البقاء مع امه الى الابد وشق طريقه نحو حبيبته الغاليه كان يمشي بتثاقل فقدماه الحافيتين لم تعدا قادرتين على حمله من شدة البرد لكن أمله في بقائه مع امه كان اكبر من ان يصده البرد و تابع طريقه ولا تزال تلك الابتسامة مرسومة على وجهه لكن جسمه اصغر من ان يتحمل كل هذا الارهاق فسقط ارضا و غطى جسمه لحاف من الثلج لم تلبث لحظات حتى احس بشئ دافئ فوقه فتح عينيه بصعوبة شديدة ليرى ذلك الوجه الملائكي فقال بصوت خافت : امي ......لما تركت الفراش ؟.نزلت لمستواه ثم حملت طفلها بين أحضانها وهي تبكي بمرارة مرت ساعات و هما على هذه الحالة فناما من شدة تعبهما لكنهما ناما نوم العروس , نوم الأبدية النوم الذي لن يسيقظ منه احدهما ليفتقد الاخر وهكذا حقق الطفل امنيته الوحيدة و بقي مع امه الى الابــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد .
انتهــــــــــــــــــى
ارجو ان تعجبكم
__________________ لا اله الا الله سبحانك اني كنت من الظالمين  |
المواضيع المتشابهه 
11Likes
.png "Icons(25)")
العرض العادي
