اوقفه عن مسيرته مخاطرة ذهنية جرت بينه وبين شخصاً لم يتوقعه ,
يسمع ضحكاته الخفيفة والماكرة في رأسه ليقول في داخله : ايها الاحمق الكبير , مالذي تفعله معها الان , اعدها لي !
اتاه صوته الهادئ قائلاً : ماذا يا اخي , هل تصل بك الافكار الشنيعة الى هناك, ! له له لقد خاب ضني بك!
ويليام بغضب : لا تتحامق الكلام , واخبرني مالذي فعلته لها !
_ ببساطة اخبرتها الحقيقة !
- اي حقيقة تتكلم عنها !
- حقيقة لعنتة الاحجية , كان على احد ان يبدأ باخبارها وكما علمت من تصرفها معي فهي لاتزال تراني عدوها الرقم واحد هنا متناسية ان والدها هو العدو الاكبر !
- هل تعني انك اخبرتها عن لعنتي !؟
- اجل هذا بالضبط ما قلته لها !
تحولت ملامح ويليام للغضب ليقول : ايها الاحمق اللعين , قلت لك ان تترك هذه القصة في الخفاء , ماذا لو اكتشف الاعداء عن نقطة ضعفنا , سيكون الهلاك مصيرنا !!
تنهد بحدة ليردف : وهل علمت عن امر والدها ؟!
اتاه صوت ماكس قائلاً: هذا مادعاني لأن اتخاطر معك , نحن الان في طريقنا الى قصر كريستفور !
ويليام بغضب: مــــــــــــــــااذا !!!
- رويدك قليلاً , كنت مجبراً على هذا , لم اشأ ان اذهب بها الى هناك , كان مخططنا الكبير ان تعلم كاميليا ببعض الاشياء التي تجعل قواها الخامدة تصحو كي نحقق مخططنا , لكن كريستفور كان متقدما بخطوة امامي , فلم يكن لدي الخيار سوى ان انفذ مايريد !
امسك ويليام برسه ليقول بلا حيلة : وماذا الان ؟!
_ هل تذكر آخر يومٌ لها هنا ؟!
تحولت ملامح ويليام للدهشة ليردف : هل تعني ,,,,,
- اجل هذا بالضبط ما اعنيه !
- لكن في هذه الخطة خطر كبير ,,لاتنسى انها لاتملك القوى الان !
- لا تقلق ستملكها في وقتها , اخبرتك كي تكن على دراية بما سيجري , في الوقت المحدد يتحقق مانريد ! اصبر فقط !
- هذا ما افعله منذ 7 سنوات ايها الاحمق ! ,, اصبر فقط !
أتاه صوت آمي مقاطعاً ذكرياته القريبة تقول ,
" ويليام , لقد وصلنا " !!
انزل نظره الى تلك الفتاة اليافعة , وقد وقفت بعيداً عنهم , بدموعٍ امتزجت مع قطرات الامطار المنهمرة بغزارة ,,
لم تصدق ماتراه حينها ,,
اسرعت دون وعي متخطية موران وآمي لتحتضن ويليام الي بادلها ذلك العناق بدفئ ,, اجهشت بالبكاء وهي بين يديه لتقول بصوت متقطع : أ.. أخي , عدت لي , لا اصدق انني اراك بخير اخبروني انهم قتلوك انت وماكس ,,
ابتسم بلطف ليربت على ضهرها بلطف قائلاً : ومن يستطع قتل الاسد و الافعى ؟!
ابتعدت عنه بضحكات خفيفة اطلقتها بلطف , لتقول مستديرة الى الخلف : خالتي آمي , اشتقت اليكِ , لم تركتماني في هذا المكان الموحش؟!
كدت ان اموت من شدة الرعب من هذا الاهوج ...
ضربتها آمــي على راسها بخفة قائلة : لا تتحدثي عن سيذر بتلك الطريقة فهو اكبر منك بالعمر ناهيكِ على انه اليد اليمنى لويليام !!
نفخت غرتها بانزعاج ليستمع الجميع الى صوتٍ هادئ من خلفهم يقول : مرحباً بكم جميعاً ,,
التفت ويليام ليرى ذلك الرجل ذو الثلاثين ربيعاً , بعينيه الناعسة السوداء وشعره الاسود الطويل وقد وصل الى رقبته , لفه على شكل ذيل حصان ,
عريض المنكب , يدل على قوته , وعيناه تظهر حكمته وذكائه ,,مرتدي ثياباً سوداء اللون متناسبة مع ظلمة المكان ~
ابتسم ويليام ليتقدم ويصافحه قائلاً بهدوء : مرحباً بك سيذر , اشكرك لاعتنائك باختي المتهورة , هل اتعبتك ...؟
تقدم الجميع نحو ذلك الكوخ البسيط وسط تلك الغابة الكثيفة ليقول سيذر مجيباً بهدوء : لا اطلاقاً فقد كانت مطيعة ...
جدحها بنظرة ثاقبة لتمسك بمعطف ويليام وقد دفنت وجهها خلف يديه هاربة من نظراته ..
ابتسم ويليام بلطف , لكنها سرعان ما انمحت فور رؤيته للمكان من الداخل ..
كان موحشاً بالفعل , خالٍ من الضوء ومن معالم الحياة ,
مظلم , بارد , ومرعب بعض الشيء , لم يستوعب ما يراه ليبتسم سيذر ويفرقع بيده ,,
انير المكان من حوله وظهر اثاث ذلك الكوخ البسيط ,, منضدة خشبية توسطت الغرفة , وتلك الارائك من الصوف الطبيعي وجدت في اماكن متفرقة من الغرفة ,
ابتسم ليقول بهدوء : كي لا يكتشفون مكانكم ؟ ذكيٌّ كما عهدتك يا صديقي ,,
تقدم الجميع ليجلسو حول تلك المنضدة ويشعل سيذر الموقد بفرقعة من اصبعه ليقول ..: افهم من مجيئك ان الخطة قد بدأت ؟!
تنهد ويليام ليقول موران بتهور : لا اعتقد ان هذا مفيد لنا يجب ان نقتحم المكان ونأخذها بالقوة !!
ضربت آمي رأسه قائلة بحدة : ارحنا من افكارك الهمجية تلك واستمع لما سيقوله ويليام ...
نظر الجميع وبالخصوص ليــــّآ التي امسكت بيده على نحو مطمئن .. كأنها فهمت مافي داخله ..
التفت نحوها مبتسما ليقول : حبيبتي ليـــّآ اعيدي لها ماتريد !
ابتسمت هي بدورها وكأنها فهمت ما يعني ,
لتستقيم واقفة وتبتعد عنهم ,,
وقفت بهدوء , وقد اغمضت عينيها ..
رفعت ييدها ببطئ نحو الاعلى ,, لتفتح تلك الاعين وقد تحولت الى اللون الارجواني المشع ,,
قالت تلك الكلمات الغريبة ,, لتعود من بعدها عينيها الى لونها الطبيعي ,,
اخذت عدة انفاس لتستعيد قوتها ,, اسندها ويليام قائلاً بهدوء : هل تحقق الامر ؟!
ابتسمت بوهن لتوميء له بالايجاب ~
تنهد لينظر الى الجميع خلفه ويقول ببرود : حسناً , هانحن نعود من جديد !!