الأشتياق .. مخلوق بديع قد استوى من على عرش الدنيا حتى يتربع في السماء عالياً ..
يطالعنا من عُلا بتكبر و جبروت ..
يتفق مع العشق في اختيار ضحيته التالية ... يجعلها تهيم في محيط عميق باحثة عن المسحيل ..
يأسرها كالفريسة الضعيفة .. بينما يكون وحشها حُر طليق ..
هو مخلوق لا قوانين تحكمه .. مخلوق لا دستور يضبطه ..
هو قوة هائلة عندما تعبرنا .. تقطع الروح لأشلاء في جميع أنحاء العالم ..
يضيق بنا الكون مساحةً .. ليتسع بنا صدر من نحب ...
هو البداية لكل نهاية حب ذبحه الأنتظار ..
و لا عذاب بلا سكرات موت ..
في قصة الاميرة النائمة .. أيقظ الأمير اميرته بقبلة الحياة .. قبلة الحب الابدي ..
كان هذا في الخيال فقط ...
فالاميرة النائمة في الواقع .. تغفوا على مسامع انهيار قوتها ..
و تستيقظ على رؤية انتقامها صوب عينيها ..
في الخيال .. عالم من المستقبل المشرق .. و الماضي الجميل ..
لكن في الواقع .. مجرة من الضياع .. و كون من الذكريات ..
سكنت روحها لبعض الوقت بين يداي الرجل الفولاذي ..
غفت مع احلامها .. لتحلُم بمن خبأت صورته في جفونها .. و أغلقت طبلة أذناها على صوته
أطلق عقلها الباطن حرية التصور لخيالها تماماً كما تحب .. لعله يداوي جرح قد خلفه الماضي ..
بينما ما يتوالد من الحاضر هو مجرد نظرات هائمة من رجل وحش ...
لا يعلم .. ما هو بفاعل بها ؟ ... تسوقه أفكاره على معنى واحد .. انها تمتلك كل البراءة
و تحاول تملُك قناع لا يليق بها ...
فهل يلين الى الرحمة قليلاً ..؟
قيل ان " العلم معجزة العصر.. خلق كل شيء لمداواة الجروح و منع الالم .."
لكن لِمَ لم يبتكروا شيئاً للقلب ... للجرح الذي لا يبرأ الا بجارحه ..
لِمَ لا نستطيع الذهاب لنبتاع دواءً لحزننا .. شوقنا .. شغفنا ..
هل جميعهم تعَالوا في السماء ... يسبحون في ملكوت لا ندريه ...
هم القوة الغير مرئية التي تُشعِل الحرب ما بين عقلنا و قلبنا ..\
لتكون الضحية هي النفس ..!
................
مَرَت عليه ذكرياته كعابر سبيل على باله ... أيقظت في داخله روح أسيرة مخنوقة ..
كان جالساً وراء المكتب الاسود على كرسي جلدي كبير .. في غرفة ذات أضواء خافتة ..
لوح بيده عالياً قليلاً كقائد الاوركسترا ... و أصبح يدندن كالسكير من شراب الحزن
" حياتي .. ماضيِ .. مستقبلي .. انتِ .. فأين تكونين يا عشيقتي .."
و بعد فترة قصيرة .. صمت و تنهد بقوة .. ثم أمسك بهاتفه النقال .. حَملَق في رقم
مُدَون تحت اسم شارل ... أسند رأسه بتراخي اكثر على الكرسي ...
تمتم قائلاً " لربما يحالفني الحظ بهذا الاتصال .."
قَرَب الهاتف من أذنه ... و من ثم قال مُدعياً الحيوية .." صديقي العزيز .. أشتقت لك "
جاءه رده معاتباً " أشتقت لي .. حقاً يا ادوارد ... هل استيقظت ذاكرتك اخيراً .."
" لا تقل هذا يا صديقي العزيز .. فأنا لم يعد بمقدوري التحمل .."
تغيرت نبرته ثم قال " آسف اعلم انك خسرت احد اصدقائك مقربا .. قل لي اين انت ؟ "
قال بصوت متثاقل " أنا .. لا اعلم اين انا .. انا بغرفة شبه خاوية .. جدرانها باهتة .. اساسها بالٍ ..
اين انا ؟ ... أنا على ارتفاع شاهق كما هو حلمي تماماً .. أتأمل الحياة الخداعة .. أحاول ان اراقصها لكن لا استطيع .."
رد عليه بخوف " ما بك ادوارد ؟ .. هل جُننت يا رجل .."
أجابه بيأس " بل أحاول ان أفهم الحياة .. احاول النجاة ..هلا تساعدني يا صديقي ؟ .."
عم الصمت قليلاً ثم عاود القول " أعلم انك اصبحت محقق كبير .. انا كنت مقصر نحوك .. لكن ما ان غرقت
تذكرتك .. هلا تساعدني يا صديقي ؟ .."
رد عليه " بكل تأكيد .. نحن اصدقاء و ان فرق بيننا الزمان نحن لا نزال اصدقاء .. ماذا تريد ؟ "
" اعلم ان هذا الشيء صعب جداً .. لكن اريد معاودة التحقيق في مقتل ويليام .."
" القضية أُغلِقت لسبب مجهول .. لكن بالطبع يا صديقي سأجمع لك المعلومات .. لكن ماذا ستفعل بها ؟"
تنهد براحة ثم قال " اريد ان امسك بطرف اي خيط .. مع من كان يتعامل قبل حادثة موته ..
الشركاء المنافسين له .. كل شيء "
" حسناً .. سأعلمك بآخر الاخبار قريباً .."
" قد تكون الضوء الذي سينير دربي ... أنتظرك "
هما حرفان يُغرقان النفس في نعيم الجنة .. لكن ما ان يتوسطهما حرف ثالث
فيُعذبان النفس في ملحمة الدمار ...
الحب و الحرب .. و الفارق الراء ..
هما شيئان الفاصل بينهما خيط رفيع .. فاما ان يكون العاشق وحش
كلاهما هلاك لكل نفس .. لكن بأختلاف الوسائل ...
تضاربت يده مع الأدراج التي في المكتب ... فتَش في جميع الاوراق لعله يجد اي وثائق تصلح لمخططه
القادم ... ظهر التوتر على وجهه و من ثم أهتزت قدماه اهتزازات قلِقة ..
غرز انامله في شعره الاسود اللامع .. أحتفظت عيناه ببريق خاص زاد من خضارتهما..
تنفس الصعداء بهدوء لعله يسترجع رصانته ..
و من ثم بدأ التفتيش مجدداً و هو يتمتم " هيا يا فرناندو .. لابد ان يوجد شيئ ما هنا عن الاراكوارا .."
" هيا ايها الحظ اين انت ؟ .."
فتح آخر درج من المكتب .. وجد ملف مُدون بأسم ملائكة الجحيم ..
غمره الفضول بمعرفة ماذا يكون هذا الملف .. فتحه ليجد مجموعة من صور رجال السجن
على يدهم اليسرى وشم واحد .. الا و هو التنين الاحمر ... و على الاوراق مطبوع من الخلف
سرق الملف بسرعة و أعاد الأشياء لمكانها الأصلي .. و من ثم نزل من على السلم
ركب سيارته و خرج من ذاك القصر ..
قال لسائقه آمراً " أخرج بسرعة .. و اذهب لأي من الفنادق القريبة هنا .."
حدق في الملف برويةً .. ثم قال محدثاً نفسه " ستطول زيارتي هنا يا فرناندو .."
لتنين الجحيم قوة جبارة ... تتكون حاشيته من الحراس و الخادمين المخلصين ..
للتنين سحر لا يقاوم .. سيطرة لا يمكن الأغفال عنها ..
لعيناه لهيب حارق .. و لعذابه جحيم ملعون ..
أما لحاشيته فهم ملائكة خاضعون ..
...............................
أحيانا يكون الحب كالصياد ... يعرف كل شيء عن فريسته ..يحدد كل شيء عنها موقعها العاطفي
نقاط ضعفها ... موعد هفواتها و غفلاتها ..
و من ثم ينقض عليها و يفتك بها .. قد تشعر الفريسة بخطر الانقضاض و تحاول الهروب
لكن الفرار احياناً هو دائم الفشل .. فتقع بين اسنان و مخالب المُحب ..
.............
.............
كان يشبه الرجل المستذئب في كل شيء .. في وجنتاه القاسيتان ... انفه المستقيم
شفتاه الحادة ... بشرته الذهبية .. و شعره اللامع ..
في غموضه اللانهائي و تفكيره الخارق ...
كان وحش مفترس و هي الحمل الوديع ..
بعد فترة صغيرة من الزمن ... فتحت عيناها الزرقاوتان بصعوبة ..
نظرت حولها وجدت أرض خضراء و كانت مستندة على احدى الاشجار .. و سمعت سريان النهر جانبها ..
حاولت ان ترتب شعرها المشعث .. و من ثم تذكرت ما حل بها ..
شعرت بالدوار في رأسها .. وجاء صوته الهادل من على بعد منها قائلاً
أجابته بتعب " اين نحن الآن .."
رأته يقترب منها و من ثم قال " لقد خرجنا من الغابة .. نحن على أطرافها "
" حقاً .. كم من الوقت غفيت .."
جاء رده ساخراً " الوقت الكافي حتى تجبريني على حملك لكي نخرج من تلك الادغال قبل حلول الظلام "
علقت بغضب طفيف " أجبرك على حملي .. كان من الافضل تركي هناك .."
أشهر سبابته امامها و قال محذاراً " ان كنتِ تريدي العيش بسلام .. تكلمي بتهذيب .."
" العيش بسلام .. لم اسمع يوماً بأنسان قد تعايش مع الذئب بسلام "
" و هل ترينني ذئباً ؟ .."
وقع السؤال عليها بدهشة غريبة ... هل يطلب رأيها فيه ؟ ...
هل يريد ان يعرف طريقة تفكيرها نحوه ؟ ..
صمتت قليلاً ثم قالت " بل أراك وحشاً لا يمكن وصفه .."
أقترب منها و جلس على الارض امامها ثم قال " هل ترين هذا النهر ؟ ...ظاهره مياه نقية
زرقاء جميلة ... لكن ما ان يُفتتن احد به و يعوم بداخله .. يغرق .."
شيء ما حدث له ... لم ترى نظراته الحارقة ... و لم تشاهد وجنتاه القاسية منقبضة
هل لسحر تلك الغابة مفعول كبير حتى يسيطر عليه ليجعله هادئاً هكذا ..
اين ضحكته الخبيثة أختفت ؟ ... أين عداءه لها ذهب ؟ ..
شعرت بخفقان قلبها المضطرب ... تلونت وجنتاها اللون الاحمر ..
أخذت بضع لحظات تستوعب ما يقوله ...
بلا انتباه ... أنطلق قلبها قائلاً " اريد شيئا ما يحدث ... حتى استطيع نسيان ما حدث .."
نظر في عينيها للحظات و قال بنبرة صدق عابرة " لكل حادث له اسبابه ...احيانا نُجبر على فعل اشياء
نكرهها ... فقط لانقاذ من نحب .. او انتقاماً لمن نحب .."
لربما انها احدى المرات القليلة التي صدق بتعبيره بها ... لحظات لن تتكرر ثانية
فليكتب التاريخ و ليسجل الزمان ... لانها لا تعلم ما بين طيات اقواله من افعال ..
كان في عينيه بريق ما ... في عينيه سر ما ..
في عينيه اعتذار او أسف ما ...
في عينيه لغة لم تتعلم ابجدياتها بعد ..
...............
اكتب للحب .. غني للحب .. تحرش بالحب .. لكن لا تحب قط
فانت لا تعلم ما قد يأخذه منك ... ما قد يفعله بك ..
في الحب .. حاول ان تفِر هارباً الى عقلك حتى لا تنتهي بك الحياة في مقبرة
حقـــــــــــــــــــــــــــــــــــاً أســـــــــــــفة لتاخيري الرهيييييييييب
لكن و الله امتحانات و متااععس
اسفة جدا
بتمنى يكون الباارت عجبكم و شكرا لكارنفل على التصمييم الرووعة
بما انه تاخرت
بس بدي رايكم بالباارت
و اي انتقاادات غير التاخير
و اجمل مقطع و بس ؟؟
في امان الله
04-13-2013, 08:15 AM
المواضيع المتشابهه 
1075Likes
العرض العادي
